"من هو سلمان رشدي؟" - شبهه و ردود حول کتاب الآیات الشیطانیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شبهه و ردود حول کتاب الآیات الشیطانیة - نسخه متنی

محمد علی تسخیری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

حول كتاب الأيات الشيطانية\ص5-ص31

حول كتاب

الايات الشيطانية

الشيخ محمد علي التسخيري

"من هو سلمان رشدي؟"

انه كاتب هندي الاصل، ولد عام 1947 في عائلة مسلمة في مدينة بمبي، ورحل إلى انكلترا ودرس في جامعاتها، وهو الان عضو في مؤسسة انتاج الافلام البريطانية، وعضو مشاور في منظمة الفنون الحديثة، وعضو الجمعية الملكية الادبية البريطانية، وله كتب، منها كتاب (الحياء)، وهذا الكتاب الذي نركز عليه وهو كتاب (الايات الشيطانية).

"حقيقة الكتاب:"

والملاحظ بكل دقة ان هذا الكتاب صيغ صياغة أدبية محكمة على شكل رواية خيالية، تبدأ من حادثة طائرة وتنتهي إلى أنماط من الحوار الوهمي. وقد حاول الكاتب فيه أن يدس الكثير من الخرافات والطعن وينسب الكثير من الرذائل لاقدس الشخصيات الدينية، بدءاً من جبرئيل الامين واسماعيل وانتهاء بشخصية الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) وزوجاته الطاهرات وأصحابه المنتجبين، ناسباً لهم الكذب والزور والقبائح وناعتاً إياهم بشتى النعوت القبيحة.

ومشبهاً صدر الاسلام بمواخير الدعارة الغربية!! والعياذ بالله، ومركزاً على أسماء الرسول وزوجاته وأصحابه كل تركيز، ومستهيناً بكل آيات القرآن الكريم، ساخراً من العبادات الاسلامية ومستهيناً محرّفاً للاحكام الاسلامية، وهو بالتالي يعمل على اعطاء صورة كالحة رذيلة لاعظم سيرة إنسانية مقدسة وذلك هدف صهيوني لئيم يسعى أعداء الاسلام لتركيزه عبر هذه الصورة الرذيلة.

"أبعاد المؤامرة الكافرة:"

وتتجلّى أبعاد هذه المؤامرة إذا لاحظنا:

1 ـ الجهد الضخم الواسع الذي بذلته الاوساط الغربية والصهيونية لاعداد هذا الكتاب وترجمته إلى مختلف اللغات ونشره بسرعة في أقصى نقاط الارض، والدعم المالي السخي الذي لاقاه من قبل الكثير من الرأسماليين الكبار.

2 ـ الجوائز التي منحت له في الدول الغربية ومنها اعتباره كتاب العام في بريطانيا لسنة 1988م.

3 ـ الوقوف السياسي والاعلامي لدول المجموعة الاوربية وكل المعسكر الغربي خلف هذا الكتاب، وعدم استماعها لكل أنماط الاحتجاج ضده، واتخاذ شتى الاجراءات البوليسية والسياسية والاعلامية والتهديد باتخاذ الاجراءات القضائية والاقتصادية ضد كل من يدين هذا الكتاب ويعلن حكم الله تعالى فيه.

4 ـ تجنيد العشرات من دور النشر والكتّاب للعمل على الدفاع عن الكاتب تحت شعار (حرية الرأي) وادانة كل ما يقال حوله.

فلنلاحظ ما كتبه هذا المجرم في الفصل السادس من كتابه الشيطاني بما ملخصه مايلي:

"خلاصة الفصل السادس من كتاب الايات الشيطانية :"

لقد سعى المرتد المجرم سلمان رشدي لتشويه الاسلام والطعن بمقدساته من خلال روايته القذرة الشيطانية الايات الشيطانية وتعرّض فيها لكل المقدسات، وانتهك فيها جميع الحرمات، ولم يستثنِ باستهانته وسخريته أحداً من رموز الاسلام وحرماته، بدءاً بالرسل العظام والملائكة الكرام، ومروراً بالكتب السماوية الخالدة، وانتهاءً بزوجات الرسول امهات المؤمنين، وأصحابه الميامين.

لقد تعرّض هذا المرتد إلى الرسول الاكرم بالخصوص، وإلى زوجاته وأصحابه بالسبّ الفاحش والكلام الجارح البذيء، الذي يأنف منه صاحب أدنى خلق، وركز على ان القرآن الكريم ليس كتاباً سماوياً ووحياً إلهياً، بل هو من مختلقات النبي، وقد عمل أحد أصحابه، الذي هو سلمان الفارسي، على تحريفه، وكل ذلك كان بمسمع ومرآى من النبي، كما هو صريح في روايته التافهة.

إن كل هذه السفسطات الخبيثة والايحاءات الشيطانية الماكرة، التي أوحى بها إبليس وأعوانه إلى صنيعتهم رشدي يمكن ملاحظتها في هذا الفصل من كتابه ـ والذي هو الفصل السادس ـ ونحن إنما نشير إلى بعضها بالايجاز ليكون القارئ على علم بالمستوى المنحطّ والمكانة المتردية التي وصل إليها هذا المسخ المتطفل على الكتابة، والمنتسب إلى الكتّاب لا عن قدرة ومعرفة حقّة، وإنما لانه يخدم مصالح الاستكبار، ويوفّر عليه عناء الكثير من السبل والوسائل الحاقدة التي يستخدمها في حربه الشعواء ضد الاسلام وكيانه والمقدس، وكذلك خدمة للصليبية والصهيونية، العدوان اللدودان اللذان وحدّتهما مواجهة الاسلام، واللذان يقدم لهما المرتد خدماته خانعاً ذليلاً.

يبتدئ المرتد الفصل بذكر مكة المكرّمة، التي يسمّيها المدينة الجاهلية ثم يتطرّق إلى طبيعة الحياة فيها، مدّعياً أن أحد تجارها ويدعى ماهوند (1)قد ادّعى النبوّة، وأنه قام بتأسيس دين جديد له في تلك المدينة.

ثم يتطرّق إلى العلاقة بين الرسول الاكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) وبين أحد أصحابه الاجلاّء وهو سلمان الفارسي (رضي الله عنه) واصفاً تلك العلاقة بأنها علاقة مزيّفة، نابعة عن خبث طوية عند سلمان، وعن لا مبالاة وعدم اكثرات عند الرسول. واصفاً سلمان بأنه كان سكيراً معاقراً للخمرة، وكان يتعاطاها بكثرة في جميع أوقاته.

ويتـطرق الى علاقـة اُخرى بين سلمان وبين شاعر يختلقه المرتد ويسميه بعل الذي كان على غرار سلمان في الفسق والفجور وتعاطي الخمرة. وأن سلمان قد تعرف على بعل بعد ان التقاه في المدينة الجاهلية، وتتوطد العلاقة بينهما، فيتحدث سلمان لصديقه الموهوم عن علاقته بماهوند، وكيف أنه جعله من كتاب وحيه، الذي يعبرّ عنه المرتد بالقوانين التي يفرضها ماهوند.

ولا يكتفي المجرم بذلك، بل يدّعي ان سلمان كان يعمل على تحريف ما يلقيه إليه الرسول من آيات توحى إليه، فكان سلمان يكتبها بالشكل الذي يريده، ويستمر سلمان بعمله هذا في التحريف، والادهى من ذلك أن الكاتب يستغفل نفسه، حينما يحاول استغفال الاخرين، مدّعياً ان الرسول كان على علم بالتحريفات التي كان يجريها سلمان على قوانينه، ولكنه كان يتغافل عن ذلك، بل قد يضحك بعض المرات.

ويحدث سلمان نفسه، وقد ساورته الشكوك حول الرسول وما يوحى إليه، إذ كيف يمكن لرسول أن يقبل بتحريف رسالته؟ وكيف يمكن أن يكون كلام سلمان المتواضع وغير العربي وغير الفصيح لا يتميز عن الوحي الالهي والكلام السماوي؟. بهذه العبارات الاستنكارية، يحاول المرتد أن يحقق ما يصبو إليه من استهانة بهذا الصحابي الجليل وبغيره. وبهذه السماجة والسذاجة يحاول أن يوحي بأن القرآن ليس إلاّ كلاماً انسانياً محرفاً ومزيفاً، وما هو بالوحي الالهي.

ثم يتطرّق المجرم إلى شخصية الرسول الاكرم عن طريق آخر، ليسيء إليها، وليدنّس قدسيتها وهيهات وأنّى له ذلك؟

يدعي المجرم أن الرسول الاكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن غير رجل غارق في الشهوة والجنس، من خلال علاقته مع النساء، التي تتعدى الامهات إلى البنات، وأنه كان متسلطاً جباراً في بيوته، وكان لا يرغب في أن تناقشه زوجاته، وأنه كان غالباً ما يلتقي بالمرأة التي يرغب، وقد عملت النساء على ابيضاض نصف لحيته خلال سنة، وينفي أن يكون الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) نبياً رسولاً، بل يدعي أنه ملكٌ متغطرس يفرض القوانين الظالمة والصارمة على اتباعه، ويُكره نساءه على طاعته والاذعان له من خلال تلك القوانين التي يسنّها ويشرّعها، وكذلك فقد كان يريد من أتباعه أن يكونوا عبيداً له طائعين، يحنون رؤوسهم له خضوعاً وإذعاناً واستسلاماً.

ويتطرق في موضع آخر إلى بعض الصحابة، محاولاً الحط من شأنهم والتعرّض لهم بأقذر الالفاظ، كما يتبين ذلك من تعبيره عن ثلاثة من الصحابة يذكرهم بأسمائهم هم سلمان الفارسي، وبلال الحبشي، وخالد بن الوليد واصفاً إياهم بأنهم يشكلون مثلثاً من الوساخة والقيء.

بعدها يصل الامر إلى زوجات النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، فيبتدئ قصة جديدة، هي قصة: بعل والحجاب . وبعل هذا هو الشاعر المختلق الذي جعل المرتد له علاقة مع سلمان، والحجاب اسم لاشهر بيوت الدعارة في المدينة الجاهلية. وأنه كان يُدار من قبل امرأة فاجرة تدعى سيدة الحجاب التي كان صوتها يمتزج بالكفر ويقابل صوت ماهوند المقدس المحترم. كما هو تعبير المرتد الذليل.

لقد كان هذا الحجاب يضم بين جدرانه فتيات فاجرات، حاول المجرم أن يجعل منهن نماذج لزوجات النبي الاكرم(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأن يجعل من بعل شخصية مقابلة لشخصية الرسول الطاهرة، مفترضاً أن عدد فتيات الحجاب هو نفس عدد زوجات النبي، مقارناً بين كبراهن وبين أم المؤمنين خديجة الكبرى سلام الله عليها، وأوكل اليهن دور تمثيل زوجات النبي، حتى لقد غرقت هؤلاء الفتيات في أدوارهن بحيث نسين شخصياتهن السابقة وأصبحن يمثلن زوجات الرسول الذي يمثله بعل الشاعر الفاجر.

وعنـدما عـرف ماهـوند أن فاجرات الحجاب قد أطلقن على أنفسهن أسماء زوجاته، أمر بإغلاق كافة مراكز الرذيلة، واعتقال تلك النساء، وتنتحر سيدة الحجاب ويلقى القبض على الفاجرات الاثنتي عشرة كافة، ومعهن بعل ، وتوضع الفاجرات في كيس، ثم يرجمن بالحجارة، ويأتون ببعل إلى الرسول فيأمر بضرب عنقه، وعندما خرج الجنود به لضرب عنقه هتف: ماهوند، الفاجرات والكتّاب أناس لا تتمكن من الصفح عنهم فرد عليه ماهوند، أنا لا أرى فرقاً بين الكتّاب والفاجرات .

وهذه العبارة الاخيرة يشير من خلالها المرتد إلى أن الرسول أصبح يعتقد ان لا فرق بين سلمان وبين اولئك الفاجرات، فكما عملت الفاجرات على تشويه سمعة زوجاته، فقد عمل سلمان على تحريف قوانينه ورسالته.

"رد الفعل الاسلامي:"

أصدر الامام الخميني رحمة الله عليه حكمه بإعدام سلمان رشدي مؤلف كتاب (الايات الشيطانية) فترك ذلك أصداء واسعة على المستوى العالمي.

وقد لوحظ ان الكفر العالمي وقف صفاً واحداً خلف هذا الكتاب الذي يدعي صاحبه الاسلام والاسلام منه بريء، ورأينا كيف أقدمت الدول الغربية على بعض الخطوات الدبلوماسية تضامناً مع الكتاب ومؤلفه وأعلنت الصهيونية تأييدها له.

هذا، وقد حاول الاستعمار العالمي أن يجد هنا وهناك بعض الاصوات العميلة أو المخدوعة التي تؤيده (والعياذ بالله) في موقفه المعادي للاسلام ولشخصية الرسول الاكرم الطاهرة عليه الصلاة والسلام.

ومن هنا، فقد رأينا من الواجب أن نذكر بكل اختصار بعضاً من النصوص الاسلامية ليطلع الجميع على الاصول الاسلامية لهذا الحكم الاسلامي الاصيل.

من الملاحظ في كل كتب الحديث والفقه والسيرة، ان الاسلام يؤكد لزوم قتل المعتدي على شخصية الرسول، والشاتم والساب له، والمتهم له بالتهم المنافية للاخلاق، فإذا كان هناك قذف في الكلام تعاظم أثره.

فكيف بنا ونحن نواجه هجوماً كافراً أعدّته المئات من دور النشر الغربية وهي تنشر هذا الكتاب الذي يتهجم على شخصية الرسول وأزواجه وسيرته بشتى التهم الفظيعة التي يندى لها الجبين؟

القضية أعظم حتى من عملية سب فردي شخصي، فهي مؤامرة عالمية يقوم بها الكفر العالمي وخلفه الصليبية والصهيونية العالمية لتشويه شخصية الرسول العظيم، وفيها من الاصرار الشيء الكثير.

وها نحن نذكر بعض ما ذكره العلماء القدامى والمحدثون والمؤرخون بهذا السبيل، وبكل اختصار، ليقف الباحثون عن الحقيقة على بعض ما قالوه في هذا المجال:

"1 ـ أقوال فقهاء مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) :"

قال الشيخ الصدوق(قدس سره) المتوفّى سنة 381هـ في الهداية:

ومن سبّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أو أمير المؤمنين(عليه السلام) أو احد الائمة(عليهم السلام) فقد حلّ دمه من ساعته (2).

وقال أبو الصلاح الحلبي المتوفّى سنة 447هـ في الكافي في الفقه:

ومن سبّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أو احد الائمة من آله أو بعض الانبياء(عليهم السلام)فعلى السلطان قتله، وان قتله من سمعه من أهل الايمان لم يكن للسلطان سبيل عليه، وان أضاف إلى بعضهم قبيحاً، جلد مغلّظاً لحرمتهم(عليهم السلام) وثبوت عصمتهم . وقد روي عن أمير المؤمنين(عليه السلام)انه قال: (لا أوتى برجل يزعم ان داود عشق امرأة أوريا الاّ حددته حدّين، حدّاً للاسلام وحداً للنبوّة) (3).

وجاء في النهاية للشيخ الطوسي المتوفّى سنة 460هـ :

ومن سبّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أو واحداً من الائمة(عليهم السلام) صار دمه هدراً وحلّ لمن سمع ذلك منه قتله ما لم يخف في قتله على نفسه أو على غيره (4).

وقال القاضي ابن البرّاج المتوفّى سنة 481هـ في المهذّب:

وإذا سبّ انسان النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أو احداً من الائمة(عليهم السلام) كان عليه القتل وحلّ لمن سمعه قتله ان لم يخف على نفسه أو على غيره (5) .

ومثل ذلك ما ذكره كل من ابن زهرة المتوفى سنة 585هـ في الغنية وابن ادريس المتوفى سنة 598هـ في السرائر، وابن حمزة في الوسيلة والهذلي المتوفّى سنة 690هـ في كتابه الجامع للشرائع (6).

وجاء في شرائع الاسلام للمحقّق الحلّي المتوفّى سنة 676هـ :

من سبّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) جاز لسامعه قتله ما لم يخف الضرر على نفسه أو ماله أو غيره من أهل الايمان وكذا من سبّ احد الائمة(عليهم السلام) (7).

وقال في المختصر النافع:

يقتل من سبّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وكذا من سبّ احد الائمة(عليهم السلام) ويحلّ دمه لكل سامع إذا أَمِنَ (8).

وجاء في القواعد للعلاّمة الحلّي المتوفّى سنة 726هـ :

سابّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أو احد الائمة(عليهم السلام) يقتل ويحلّ لكل من سمعه قتله مع الامن عليه وعلى ماله وغيره من المؤمنين إلاّ مع الضرر (9).

وجاء في كتاب اللمعة الدمشقية ج9 ص194 وشرحه للشهيدين ما يلي:

وساب النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أو احد الائمة(عليهم السلام) يقتل ويجوز قتله لكل من اطلع عليه ولو من غير اذن الامام أو الحاكم ما لم يخف القاتل على نفسه أو ماله أو على مؤمن .

وجاء في جواهر الكلام للعلامة النجفي: من سبّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) جاز لسامعه بل وجب قتله بلا خلاف أجده فيه بل الاجماع بقسميه عليه، الخ (10).

"2 ـ كلمات الفقهاء من سائر المذاهب الاسلامية الاُخرى:"

قال ابن قدامة في المغني:

وقذف النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وقذف امّه ردّة عن الاسلام وخروج عن الملّة وكذلك سبّه بغير القذف (11).

وجاء في كتاب الفتاوى الكبرى لابن تيمية الحرّاني المتوفّى سنة 728هـ :

وعلى هذا المأخذ فقتلهم (اهل البدعة) من باب قتل المفسدين المحاربين باللسان كالمحاربة باليد ويشبه قتل المحاربين للسنّة بالرأي قتل المحاربين لها بالرواية وهو قتل من يتعمّد الكذب على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، كما قتل النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) الذي كذب عليه في حياته، وهو حديث جيّد لما فيه من تغيير سنّته وقد قرّر أبو العباس هذا مع نظائر له في الصارم المسلول كقتل الذي يتعرّض لحرمه أو سبّه ونحو ذلك (12).

وجاء في كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول تأليف أبي العباس المعروف بابن تيميّة:

المسألة الاولى ان من سبّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) من مسلم أو كافر فانه يجب قتله، هذا مذهب عليه عامّة اهل العلم.

قال ابن المنذر: اجمع عوام اهل العلم على ان حدّ من سبّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)القتل.. (13).

ويقول في موضع آخر من كتابه: والحكم في سبِّ سائر الانبياء كالحكم في سبّ نبيّنا... ولا ريب ان جرم سابّه اعظم من جرم سابّ غيره كما ان حرمته اعظم من حرمة غيره وان شاركه سائر اخوانه من النبيين والمرسلين في ان سابّهم كافر حلال الدم (14).

وقال القاضي أبو يعلى: إنَّ سبَّ النبيِّ(صلى الله عليه وآله وسلم) يتعلق به حَقّان: حقُّ الله وهو القدْح في رسالته وكتابه ودينه وحق الادمي، فإنه أدخل المعرَّة على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بهذا السبِّ، والعقوبة إذا تعلّق فيها حق الله وحق من الادمي، لم تسقط بالتوبة، كالحدِّ في المحارب فإنَّه يتعيَّن قتله . (ص444) من الطبعة الاُولى بمدينة حيدر آباد بالهند.

وجاء في كتاب الانصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الامام أحمد بن حنبل، تأليف علاء الدين ابي الحسن المرداوي الحنبلي:

وقيل: يتعيّن قتل من سبّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم).

قلت: وهذا هو الصواب وجزم به في الارشاد وابن البنّاء في الخصال وصاحب المستوعب والمحرّر والنظم وغيرهم واختاره القاضي في الخلاف وذكر الشيخ تقي الدين انّ هذا هو الصحيح من المذهب.

قال الزركشي : يتعيّن قتله على المذهب وان أسلم.

قال الشارح : وقال بعض اصحابنا فيمن سبّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): يقتل بكل حال. وذكر انّ احمد نصّ عليه (15).

وجاء في كتاب حلية العلماء في معرفة مذاهب العلماء:

فان ذكر الله عزّوجلّ أو ذكر كتاب الله أو رسوله أو ذكر دينه بما لا ينبغي فقد اختلف اصحابنا... ومن اصحابنا من قال: من سبّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وجب قتله (16).

وجاء في الشرح الكبير لابي البركات أحمد الدردير من فقهاء المالكيّة:

وان سبّ مكلّف نبيّاً أو ملكاً مجمعاً على نبوّته أو ملكيته أو عرّض بواحد منهما بأن قال عند ذكره: أمّا أنا أو فلان فلست بزان أو ساحر أو لعنه أو عابه أي نسبه لعيب، أو قذفه أو استخفّ بحقّه كأن قال: لا ابالي بأمره ولا نهيه أو ولو جاءني ما قبلته أو غير صفته كاسود أو قصير أو ألحَقَ به نقصاً وإنْ في بدنه كاعور أو اعرج أو خصلته (بفتح الخاء المعجمة) أي شتيمته وطبيعته كبخيل أو غضّ أي نقص من مرتبته العليّة أو من وفور علمه أو زهده أو اضاف له ما لا يجوز عليه كعدم التبليغ أو نسب إليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذّم... قتل ولم يستتب (أي بلا طلب أو بلا قبول توبة منه) حدّاً إنْ تاب والاّ قتل كفراً.. (17).

وجاء في المحلّى لابن حزم ج11 ص4، بعد أن نقل حديث محمد بن سهل، قال: سمعت علي بن المديني يقول: دخلت على أمير المؤمنين، فقال لي: اتعرف حديثاً مسنداً فيمن سبّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فيقتل؟ قلت: نعم. فذكرت له حديث عبدالرزاق، عن معمر عن سماك بن الفضل، عن عروة بن محمد، عن رجل من بلقين قال: كان رجل يشتم النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): من يكفيني عدواً لي؟ فقال خالد بن الوليد: أنا. فبعثه النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) إليه فقتله... .

قال أبو محمد ( ابن حزم): هذا حديث مسند صحيح، وقد رواه علي بن المديني، عن عبد الرزاق كما ذكره، وهذا رجل من الصحابة معروف اسمه الذي سماه به أهله (رجل من بلقين) فصح بهذا كفر من سبّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنه عدو لله تعالى، وهو عليه السلام لا يعادي مسلماً. قال تعالى: (المؤمنونَ بعضهم أولياء بعض) فصح بما ذكرنا أن كل من سبّ الله تعالى، أو استهزأ به، أو سبّ ملكا من الملائكة، أو استهزأ به، أو سبّ نبياً من الانبياء، أو استهزأ به، أو سب آية من آيات الله تعالى، أو استهزأ بها، والشرائع كلها وللقرآن من آيات الله تعالى، فهو بذلك كافر مرتد له حكم المرتد، وبهذا نقول .

وجاء في كتاب فتح الباري لابن حجر العسقلاني، ج12 ص236:

نقل ابن المنذر الاتفاق على أن من سبَّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) صريحاً وجب قتله .

ونقل أبو بكر الفارسي أحد أئمة الشافعية في كتاب الاجماع أن من سبّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بما هو قذف صريح كفر، باتفاق العلماء، فلو تاب لم يسقط عنه القتل، لان حدّ قذفه القتل، وحد القذف لا يسقط بالتوبة .

قال الخطابي: لا أعلم خلافاً في وجوب قتله إذا كان مسلماً .

وقال ابن بطال: اختلف العلماء فيمن سبّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): فأما أهل العهد والذمّة كاليهود، فقال ابن القاسم، عن مالك: يقتل، إلاّ أن يسلم، وأما المسلم فيقتل بغير استتابة .

وجاء في زاد المعاد لابن قيم الجوزية، ج3 ص213 مانصه:

ثبت عنه(صلى الله عليه وآله وسلم) بإهدار دم أم ولد الاعمى لما قتلها مولاها على السب، وقتل جماعة من اليهود على سبّه وأذاه. وأمّن الناس يوم الفتح إلاّ نفراً ممن كان يؤذيه ويهجوه، وهم أربعة رجال وامرأتان، وقال: من لكعب بن الاشرف، فإنه قد آذى الله ورسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) وأهدر دمه ودم أبي رافع. وقال: أبو بكر الصديق(رضي الله عنه) لابي برزة الاسلمي، وقد أراد قتل من سبّه: ليست هذه لاحد بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فهذا قضاؤه(صلى الله عليه وآله وسلم) وقضاء خلفائه من بعده رضي الله عنهم، ولا مخالف لهم من الصحابة، وقد أعاذهم الله من مخالفة هذا الحكم. وقد روى أبو داود في سننه، عن علي كرّم الله وجهه، أن يهودية كانت تشتم النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وتقع فيه، فخنقها رجل حتى ماتت، فأبطل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)دمها. وذكر أصحاب السير والمغازي، عن ابن عباس(رضي الله عنه) قال: هجت امرأة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: من لي بها؟ فقال رجل من قومها: أنا. فنهض فقتلها، فاخبر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: لا تنتطح فيها عنزتان. وفي ذلك بضعة عشر حديثاً ما بين صحاح وحسان ومشاهير، وهو اجماع الصحابة. وقد ذكر حرب في مسائله، عن مجاهد قال: اُتي عمر(رضي الله عنه) برجل سبّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فقتله، ثم قال عمر(رضي الله عنه): من سبّ الله ورسوله، أو سبّ أحداً من الانبياء، فاقتلوه .

ثم قال مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أيّما مسلم سبّ الله ورسوله، أو سبّ أحداً من الانبياء، فقد كذّب برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وهو ردة يستتاب، فإن رجع وإلاّ قتل. وايّما معاهد عاند فسبّ الله، أو سبّ أحداً من الانبياء، أو جهر به، فقد نقض العهد، فاقتلوه. وذكر أحمد(رحمه الله)، عن ابن عمر(رضي الله عنه) أنه مرّبه راهب، فقيل له: هذا يسبّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم). فقال ابن عمر(رضي الله عنه): لو سمعته لقتلته أنا. لم نعطهم الذّمة إلاّ على أن لا يسبّوا نبينا. والاثار عن الصحابة بذلك كثيرة وحكى غير واحد من الائمة الاجماع على قتله.

وجاء في (الموسوعة الفقهية) لدولة الكويت: الجزء الثالث ص249 تحت مادة: استخفاف مايلي:

اتفق العلماء على أن الاستخفاف بالانبياء حرام، وأن المستخف بهم مرتد، وهذا فيمن ثبتت نبوته بدليل قطعي، لقوله تعالى: (ومنهم الذينَ يُؤذونَ النَّبي)(التوبة: 61).

وقوله تعالى: (إنَّ الّذينَ يُؤذونَ الله ورسولَهُ لَعنهُمُ الله في الدنيا والاخرة وأعدَّ لهم عَذاباً مُهيناً)(الاحزاب: 57).

وقوله تعالى: (لا تَعتذروا قَدْ كفرتُم بعد إيمانكم)(التوبة: 66).

وسواء كان المستخف هازلاً أم كان جاداً، لقوله تعالى:

(قُلْ أبِالله وآياتِهِ ورسُولِهِ كُنتُمْ تستهزئون * لا تَعتَذِروا قد كفرتُم بَعدَ إيمانِكُمْ)(التوبة: 65 ـ 66).

إلاّ ان العلماء اختلفوا في استتابته قبل القتل، فالراجح عند الحنفية، وقول للمالكية، والصحيح عند الحنابلة، أن المستخف بالرسول والانبياء لا يستتاب بل يقتل، ولا تقبل توبته في الدنيا لقوله تعالى:

(إن الذينَ يُؤذونَ الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة وأعدَّ لهم عذاباً مُهيناً).

وقال المالكية وهو الراجح عندهم، والشافعية وهو رأي للحنفية والحنابلة: يستتاب مثل المرتد وتقبل توبته إن تاب ورجع، لقوله تعالى:

(قُل للذين كفروا إنْ يَنتهوا يُغفرْ لهم ما قد سَلَف)(الانفال: 38).

ولخبر: فإذا قالوها عصموا مني دماءهم .

ومن الملاحظ ان هذا في الحالات الفردية وللحالات التآمرية الكبرى أحكامها المشددة الاخرى.

وجاء في كتاب التشريع الجنائي لعبد القادر عودة، ج2، ص724 مايلي:

من سبّ نبياً أو ملكاً أو عرّض به أو لعنه أو عابه أو قذفه أو استخف بحقه وما أشبه فإنه يقتل ولا يستتاب. ولا تقبل منه التوبة لو أعلنها ولو جاء تائباً قبل أن يطلع عليه، لان القتل في هذه الحالة حد خاص وإن كان يدخل تحت الردة .

"ادلة الحكم من السنة الشريفة:"

وقد وردت روايات كثيرة في كتب الحديث تدل على ان حكم ساب النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) هو القتل، ولعلها تصل الى حد التواتر اجمالاً وفيها ما هو تام من حيث السند نستعرض بعضها فيما يلي:

1 ـ الكليني عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن هشام بن سالم عن ابي عبدالله(عليه السلام) انه سئل عمّن شتم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: (يقتله الادنى فالادنى قبل أن يرفع الى الامام) (18).

2 ـ الكليني عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن اسباط عن علي بن جعفر قال: اخبرني اخي موسى قال: (كنت واقفاً على رأس ابي حين اتاه رسول زياد بن عبيد الله الحارثي عامل المدينة فقال: يقول لك الامير: انهض اليّ، فاعتل بعلّة، فعاد إليه الرسول فقال: قد امرت ان يفتح لك باب المقصورة فهو اقرب لخطوك قال: فنهض ابي واعتمد عليّ ودخل على الوالي وقد جمع فقهاء اهل المدينة كلّهم وبين يديه كتاب فيه شهادة على رجل من اهل وادي القرى قد ذكر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فنال منه، فقال له الوالي: يا ابا عبد الله انظر في الكتاب، فقال أبو عبدالله(عليه السلام): اخبرني ابي ان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: الناس فيّ اسوة سواء، من سمع احداً يذكرني فالواجب عليه ان يقتل من شتمني ولا يرفع الى السلطان والواجب على السلطان إذا رفع إليه ان يقتل من نال منّي، فقال زياد بن عبيد الله: اخرجوا الرجل فاقتلوه بحكم ابي عبدالله(عليه السلام)) (19).

3 ـ الكليني عن علي بن ابراهيم عن ابيه، عن حمّاد بن عيسى عن ربعي بن عبدالله عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر(عليه السلام) قال: (ان رجلا من هذيل كان يسبّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فبلغ ذلك النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: من لهذا؟ فقام رجلان من الانصار فقالا: نحن يا رسول الله، فانطلقا حتّى أتيا عربة فسألا عنه فإذا هو يتلقّى غنمه، فقال: من أنتما وما اسمكما؟ فقالا له: أنت فلان بن فلان؟ قال: نعم فنزلا فضربا عنقه. قال محمد بن مسلم: فقلت لابي جعفر(عليه السلام): أرأيت لو انّ رجلاً الان سبّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أيُقتل؟ قال: إنْ لم تخف على نفسك فاقتله) (20).

4 ـ وجاء في فقه الرضا:

وروي أنه (من ذكر السيد، محمداً(صلى الله عليه وآله وسلم) أو واحداً من أهل بيته الطاهرين(عليهم السلام) بالسوء وبما لا يليق بهم أو الطعن فيهم، وجب عليه القتل) (21).

5 ـ وجاء في البحار عن أمالي الشيخ الطوسي:

عن الرضا(عليه السلام) عن آبائه(عليهم السلام) قال: (قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): من سبّ نبيّاً من الانبياء فاقتلوه، ومن سبّ وصيّاً فقد سبّ نبيّاً) (22).

6 ـ وجاء في السنن الكبرى للبيهقي وسنن ابي داود: عن علي(عليه السلام) ان يهودية كانت تشتم النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وتقع فيه فخنقها رجل حتى ماتت فابطل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) دمها (23).

7 ـ وجاء في كتاب المستدرك على الصحيحين:

عن ابن عبّاس قال: (كانت امّ ولد لرجل كان له منها ابنان مثل اللؤلؤتين وكانت تشتم النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فينهاها ولا تنتهي ويزجرها ولا تنزجر فلمّا كان ذات ليلة ذكرت النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فما صبر ان قام الى مغول فوضعها في بطنها ثمّ اتكأ عليها حتّى انفذها، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): اشهد أنّ دمها هدر) (24).

قال صاحب المستدرك: (هذا الحديث صحيح الاسناد على شرط مسلم).

8 ـ وجاء في حديث: كان رجل يشتم النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): من يكفيني عدوّاً لي؟ فقال خالد بن الوليد: أنا فبعثه النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فقتله (25).

9 ـ وجاء في كتاب المستدرك على الصحيحين:

عن ابي بزرة الاسلمي قال: (اغلظ رجلٌ لابي بكر فقلت: يا خليفة رسول الله ألا اقتله؟ فقال: ليس هذا إلاّ لمن شتم النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)) (26).

10 ـ وجاء في كتاب السنن الكبرى وكتاب المهذّب:

ان رجلاً قال لعبد الله بن عمر: سمعت راهباً يشتم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: لو سمعته لقتلته، إنّا لم نعطه الامان على هذا (27).

11 ـ وجاء في سنن البيهقي:

عن ابي هريرة قال: (لا يقتل احدٌ بسبِّ أحد إلاّ بِسبِّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)) (28).

12 ـ وجاء في سنن البيهقي أيضاً:

عن رجل من بلقين: انّ امرأةً سبّت النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فقتلها خالد بن الوليد (29).

وجاء في كتب التاريخ والسيرة الشريفة ومنها: السيرة النبوية لابن هشام مصاديق لتطبيق هذا الحكم الاسلامي، منها: قصة كعب بن الاشرف الذي أنشد الشعر لصالح الكفار، ثم شبب بنساء المسلمين فبعث رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) من يقتله. (ج3 ص54).

وكان سلام بن أبي الحقيق ممن يعادي رسول الله، فأذن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)بقتله (ج3 ص286).

وكانت هناك قينتان تغنيان بهجاء رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فأمر(صلى الله عليه وآله وسلم) بقتلهما (ج4 ص52).

وعليه:

فهل هناك بعد هذه النصوص مجال لعدم القبول بهذا الحكم الاسلامي؟

اننا نرى ان من الواجب على علماء المسلمين أن يقفوا صفاً واحداً في قبال الكفر الذي وقف صفاً واحداً خلف سلمان رشدي وراح يدافع عنه، وأن يدينوا هذا العمل الشنيع انتصاراً لرسولهم ورسالتهم ومقدساتها:

(والّذين كفَروا بعضُهُمْ أولياءُ بَعض إلاّ تفعلُوهُ تَكُن فِتنةٌ في الارضِ وفَسادٌ كَبيرٌ)

ولا مجال بعد هذا إلاّ لتنفيذ حكم الله بهذا المجرم العتيد.

والله غالبٌ على أمره.

(1) ماهوند: اسم كان يطلقه الصليبيون في القرون الوسطى، وخلال الحملات الصليبية ضد بلاد المسلمين، على الرسول الاكرم(صلى الله عليه وآله وسلم)استهزاءً به وسخرية منه، وحطّاً لشأنه وقدره، وقد استخدم المجرم المرتد هذا الاسم للاستهانة بقدسية الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، حيث إن ماهوند يعني ابليس أو الشيطان في مصطلحهم.

"(2)"

الينابيع الفقهية ج23 ص20.

"(3)"

الينابيع الفقهية ج23 ص74، الكافي في الفقه ص416.

"(4)"

الينابيع الفقهية ج23 ص107.

"(5)"

الينابيع الفقهية ج23 ص169.

"(6)"

راجع عبائرهم في الينابيع الفقهية ج23 ص204 و293 و320 و391 والمقصود من الائمة(عليهم السلام) من كلماتهم هم خصوص الائمة الاثني عشر من أهل بيت النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كما هو المصرح به في بعض العبائر.

"(7)"

الينابيع الفقهية ج23 ص341.

"(8)"

الينابيع الفقهية ج23 ص367.

"(9)"

الينابيع الفقهية ج23 ص416.

"(10)"

جواهر الكلام ج41 ص432.

"(11)"

المغني لابن قدامة ج10 ص231.

"(12)"

الفتاوى الكبرى لابن تيمية الحرّاني ج4 ص515، ط دار المعرفة، بيروت.

"(13)"

الصارم المسلول على شاتم الرسول تأليف ابي العباس احمد المعروف بابن تيميّة ص5.

"(14)"

المصدر السابق ص70.

"(15)"

الانصاف ج4 ص 257.

"(16)"

حلية العلماء في معرفة مذاهب العلماء ج7 ص712.

"(17)"

الشرح الكبير لابي البركات أحمد الدردير من فقهاء المالكيّة، هذا الكتاب مطبوع في هامش كتاب حاشية الدوسوقي على الشرح الكبير ج4 ص309.

"(18)"

الوسائل ج18 ص554.

"(19)"

الوسائل ج18 ص459 ح2.

"(20)"

الوسائل ج18 ص460 ح3.

"(21)"

فقه الرضا ص285.

"(22)"

بحار الانوار ج79 ص221 ح5.

"(23)"

السنن الكبرى كتاب النكاح ج7 ص96، ح 13376 ط دار الكتب العلمية ـ بيروت ، وسنن ابي داود ج4 ص129.

"(24)"

المستدرك على الصحيحين كتاب الحدود ج4 ص354، والرواية موجودة مع زيادة في سنن النسائي ج7 ص107، وكذلك في سنن البيهقي كتاب النكاح ج7 ص96.

"(25)"

المحلّى: ج13 ص501.

"(26)"

المستدرك على الصحيحين كتاب الحدود ج4 ص355 ويوجد نظيرها في سنن النسائي كتاب الحدود ج7 ص109.

"(27)"

المهذب ج2 ص258 السنن الكبرى ج9 ص200.

"(28)"

السنن الكبرى كتاب النكاح ج7 ص97، ح13378.

"(29)"

السنن الكبرى كتاب المرتد ج8 ص352 ح16864 ط بيروت دار الكتب العلمية.

/ 1