فضائل الخمسة من الصحاح الستة جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فضائل الخمسة من الصحاح الستة - جلد 3

سید مرتضی حسینی فیروز آبادی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





فضائل الخمسة من الصحاح الستة


(ج3)المقصد الثاني : في فضائل عليّ بن أبي طالب (ع)



أحمد الله تعالى على آلائه وأشكره سبحانه على نعمائه واُصلّي واُسلّم على النبي الأعظم محمّد الذي أنقذنا من الجهالة وحيرة الضلالة وعلى أهل بيته الطاهرين أولي النهى والهداية الّذين من تمسك بهم نجا ومن تخلّف عنهم هوى .



أما بعد فهذا هو الجزء الثالث من كتابنا الموسوم بـ فضائل الخمسة من الصحاح الستة نقدّمه الى القراء الكرام راجين منهم القبول والعفو عن الزلل والخطأ فإن الإنسان محل السهو والنسيان وأسأل الله التوفيق لما يحبّ ويرضى وأن يجعل عاقبة أمري خيراً إنه أجود مسؤول وأكرم من أعطى .المؤلف



بـاب: في عيش علي (عليه السلام) واستقائهكل دلو بتمرة ليقيت به النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)



مسند الإمام أحمد بن حنبل ج1 ص159 ([1])



روى بسنده عن محمّد بن كعب القرظي ، أ ن علياً (عليه السلام) . قال : لقد رأيتني مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإني لأربط الحجر على بطني من الجوع وإن صدقتي اليوم لأربعون ألفاً .



أقول : ورواه ابن الأثير أيضاً في أسد الغابة ج4 ص23 ([2]) وقال ما لفظه : لم لايرد بقوله أربعين ألفاً زكاة ماله وإنما أراد الوقوف التي جعلها صدقة ، كان الحاصل من دخلها صدقة هذا العدد ، فإن أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) لم يدّخر مالاً، قال: ودليله ما نذكره من كلام ابنه الحسن(عليه السلام) في مقتله أ نه لم يترك إلاّ ستمائة درهم اشترى بها خادماً ـ انتهى ـ وقد تقدم كلام ابنه الحسن (عليه السلام) بطرق متعددة



في باب عليّ (عليه السلام)يقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره في ج2 ص 354([3]) وبعض طرقه في باب علي لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون في ج2 ص247([4]) .الاستيعاب لابن عبد البر ج2 ص465 ([5])



قال : وذكر عبد الرزاق عن الثوري عن أبي حيان التيمي عن أبيه ، قال : رأيت عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) على المنبر يقول : من يشتري مني سيفي هذا ؟ فلو كان عندي ثمن إزار ما بعته فقام إليه رجل فقال : نسلفك ثمن إزار .قال : قال عبدالرزاق : وكانت بيده الدنيا كلها إلاّ ما كان من الشام .



أقول : ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته ج6 ص165 ([6]) عن أبي رجاء. وقال : خرج عليّ (عليه السلام) بسيف له إلى السوق . فقال : لو كان عندي ثمن إزار لم أبعه ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ج6 ص409 ([7]) عن علي بن الأرقم عن أبيه . قال : رأيت علي بن أبي طالب (عليه السلام) يعرض سيفاً له في رحبة الكوفة .



ويقول : من يشتري مني سيفي هذا ؟ والله لقد جلوت به غير مرة عن وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولو أن عندي ثمن إزار ما بعته .



ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته ج1 ص83 ([8]) . وقال فيه : لطالما كشفت به الكرب عن وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .صحيح ابن ماجة في أبواب الرهون ([9]) في باب الرجل يستقي كل دلو بتمرة .



روى بسنده عن ابن عباس . قال : أصاب نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خصاصة فبلغ ذلك علياً (عليه السلام) فخرج يلتمس عملاً يصيب فيه شيئاً ليقيت به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأتى بستاناً لرجل من اليهود فاستقى له سبعة عشر دلواً ، كل دلو بتمرة فخيّره اليهودي من تمره ، سبع عشرة عجوةً فجاء بها إلى نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .



أقول : ورواه البيهقي أيضاً في سننه ج6 ص119 ([10]) وقال في آخره :



فقال : من أين هذا ياأبا الحسن ؟ قال : بلغني ما بك من الخصاصة يانبي الله فخرجت ألتمس عملاً لأصيب لك طعاماً ، قال : فحملك على هذا حب الله ورسوله ؟ قال علي (عليه السلام) : نعم يانبي الله ، فقال نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : والله ما من عبد يحب الله ورسوله إلاّ الفقر أسرع إليه من جرية السيل على وجهه ، من أحب الله ورسوله فليعد تجفافاً ([11]) .



وإنما يعني الصبر ، انتهى ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ج3 ص321 ([12])على نحو رواية البيهقي وقال : فليعد للبلاء تجفافاً .كنز العمال ج4 ص42 ([13])



قال : عن أبي قلابة عن علي (عليه السلام) .



قال : لقيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بعض طريق المدينة بالهاجرة ، فقلت : بأبي أنت وأمي ما أخرجك هذه الساعة ؟ قال : وصل ياعلي الجوع إليّ، فقلت : بأبي أنت وأمي هل أنت منتظري حتى آتيك ؟ قال : فجلس في ظل حائط فأتيت رجلاً بالمدينة له وديّ قد غرسه . فقلت : هل أنت معطيّ؟ استقي كل جرة بتمرة، لا تعطني حشفة ولا مَذْرَة .



قال : أعطيك من غير صنيع عندي ، فجعلت كلما استقيت جرة وضع تمرة حتى اجتمع قبضة من تمر ، فقلت : هل أنت واهب لي صرة من كراث يعني قبضة ؟ فأعطاني فأتيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو جالس فبسط طرف ثوبه ، فألقيته عليه فأكل ثم. قال : أشبعت جوعي أشبع الله جوعك، قال : أخرجه الحافظ أبو الفتح بن أبي الفوارس في الأفراد .



أقول : الوديّ بالياء المشددة هو صغار النخل قبل أن يحمل .الرياض النضرة ج2 ص232 ([14])



قال : وعن اسماء بنت عميس عن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أتاها يوماً . فقال : أين ابناي ، يعني حسناً وحسيناً ؟ قالت : قلت : أصبحنا وليس في بيتنا شيء نذوقه ، فقال عليّ : أذهب بهما فإني أتخوف أن يبكيا عليك وليس عندك شيء ، فذهب بهما إلى فلان اليهودي فتوجه إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوجدهما يلعبان في مسربة([15])بين أيديهما فضل من تمر ، فقال : ياعليّ ألا تقلب ابنيّ قبل أن يشتد الحر عليهما ؟ قال : فقال عليّ (عليه السلام) : أصبحنا وليس في بيتنا شيء فلو جلست يارسول الله حتى أجمع لفاطمة تمرات ، فجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام) ينزع لليهودي كل دلو بتمرة حتى اجتمع له شيء من تمر



فجعله في حجزته ثمّ أقبل ، فحمل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أحدهما وحمل علي (عليه السلام) الآخر .قال : أخرجه الدولابي في الذرية الطاهرة في مسند أسماء بنت عميس عن فاطمة (عليها السلام) .مسند الإمام أحمد بن حنبل ج1 ص135 ([16])



روى بسنده عن مجاهد قال :



قال علي (عليه السلام) : جعت مرة بالمدينة جوعاً شديداً ، فخرجت أطلب العمل في عوالي المدينة فإذا أنا بامرأة قد جمعت مدراً فظننتها تريد بله ، فأتيتها فقاطعتها كل ذنوب على تمرة ، فمددت ستة عشر ذنوباً حتى مجلت يداي ، ثمّ أتيت الماء فأصبت منه ، ثم أتيتها فقلت : بكفي هكذا بين يديها ، وبسط إسماعيل ـ يعني الراوي ـ يديه وجمعهما فعدّت لي ست عشرة تمرة فأتيت النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبرته فأكل معي .



أقول : ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته ج1 ص70 وص71 ([17]) قال في الأول : فذهبت بالتمر إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال لي خيراً ودعا لي، وقال في الثاني: ثمّ جئت الى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بملء كفي فأكل بعضه وأكلت بعضه ـ انتهى ـ ، ورواه غيرهما أيضاً من أئمة الحديث .بـابفي زهد علي (عليه السلام)



أقول : قد تقدم في باب عليّ (عليه السلام) أوّل مَن أسلم ج1 ص 178([18]) وغيره من



أبواب متعددة قول سعد بن أبي وقاص في عليّ (عليه السلام) ، ألم يكن أوّل مَن أسلم ، ألم يكن أوّل مَن صلى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ألم يكن أزهد الناس ، ألم يكن أعلم الناس ؟ ـ الخ ـ وقد تقدم أيضاً في باب عليّ (عليه السلام) يقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ج2 ص354([19])، قول الحسن بن عليّ (عليهما السلام) في أبيه بطرق متعددة ، وما ترك على أهل الأرض صفراء ولا بيضاء إلاّ سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله ـ الخ ـ فهذان الحديثان مما دل على زهده (عليه السلام) ، بل وإنه أزهد الناس ، وإليك باقي ما ورد في هذا المعنى مما ظفرت به على العجالة .



حلية الأولياء لأبي نعيم ج1 ص80 ([20])



روى بسنده عن عليّ بن ربيعة الوالبي عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال : جاءه ابن النباج . فقال : ياأمير المؤمنين امتلأ بيت مال المسلمين من صفراء



وبيضاء، فقال : الله أكبر فقام متوكئاً على ابن النباج حتى قام على بيت مال المسلمين فقال :






  • هذا جنائي وخياره فيه
    وكل جان يده إلى فيه



  • وكل جان يده إلى فيه
    وكل جان يده إلى فيه




يا ابن النباج : عليّ بأشياع الكوفة، قال : فنودي في الناس فأعطي جميع ما في بيت مال المسلمين وهو، يقول : يا صفراء ويا بيضاء غرّي غيري ، ها ، وها حتى ما بقي منه دينار ولا درهم ، ثمّ أمره بنضحه وصلى فيه ركعتين ، وروى أيضاً في ص81 بسنده عن مجمع التيمي ، قال : كان عليّ (عليه السلام) يكنس بيت المال ويصلي فيه يتخذه مسجداً رجاء أن يشهد له يوم القيامة .



أقول : وذكرهما عليّ بن سلطان أيضاً في مرقاته ج5 ص750 ([21]) في الشرح .



وقال : أخرجهما أحمد ـ يعني ابن حنبل .



الهيثمي في مجمعه ج9 ص131 ([22])



قال : وعن عبد الله بن أبي نجا إن علياً أتى يوم البصرة بذهب وفضة فقال : ابيضّي واصفرّي وغرّي غيري، أهل الشام غداً إذا ظهروا عليك ، فشق قوله ذلك على الناس ، فذكر ذلك له فأذن الناس فدخلوا عليه، قال : إن خليلي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ياعليّ إنك ستقدم على الله وشيعتك راضين مرضين ويقدم عليه عدوك غضاباً مقمحين، ثمّ جمع يده إلى عنقه يريهم الأقماح.



قال : رواه الطبراني في الأوسط .



الاستيعاب لابن عبد البر ج2 ص465 ([23])



روى بسنده عن عنترة الشيباني، قال : كان عليّ (عليه السلام) يأخذ في الجزية والخراج من أهل كل صناعة من صناعته وعمل يده حتى يأخذ من أهل الإبر والمال والخيوط والحبال ثمّ يقسمه بين الناس، وكان لا يدع في بيت المال مالاً يبيت فيه حتى يقسّمه إلاّ أن يغلبه فيه شغل فيصبح إليه ، وكان، يقول : يادنيا لا تغريني، غري غيري وينشد :



هذا جنائي وخياره فيه
وكل جان يده إلى فيهمسند الإمام أحمد بن حنبل ج1 ص78 ([24])



روى بسنده عن عبد الله بن زرير أنه قال : دخلت على علي بن أبي طالب (عليه السلام) يوم الأضحى فقرب إلينا حريرة ([25]) فقلت : أصلحك الله لو قربت إلينا من هذا البط ـ يعني الوز ـ فإن الله عزّوجلّ قد أكثر الخير، فقال : يابن زرير إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : لا يحل للخليفة من مال الله إلاّ قصعتان قصعة يأكلها هو وأهله ، وقصعة يضعها بين يدي الناس .حلية الأولياء لأبي نعيم ج1 ص71 ([26])



روى بسنده عن عمار بن ياسر يقول : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ياعليّ إن الله تعالى قد زيّنك بزينة لم تزيّن العباد بزينة أحب إلى الله تعالى منها هي زينة الأبرار عند الله عزّوجلّ ، الزهد في الدنيا فجعلك لا ترزأ ([27]) من الدنيا شيئاً ولا ترزأ الدنيا منك شيئاً ، ووهب لك حب المساكين فجعلك ترضى بهم أتباعاً ويرضون بك إماماً .



أقول : ورواه ابن الأثير أيضاً وأسد الغابة ج4 ص23 ([28]) وزاد في آخره : فطوبى لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب عليك ، فأما الذين أحبوك وصدقوا فيك فهم جيرانك في دارك ورفقاؤك في قصرك ، وأما الذين أبغضوك وكذبوا عليك فحق على الله أن يوقفهم موقف الكذابين ـ انتهى ـ ورواه غيرهما أيضاً .حلية الأولياء أيضاً ج1 ص81 ([29])



روى بسنده عن عبد الله بن شريك عن جده عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه أتى بفالوذج ([30]) فوضع قدامه فقال : إنك طيب الريح حسن اللون طيب الطعم لكن أكره أن أعوّد نفسي ما لم تعتده .حلية الأولياء أيضاً ج1 ص82 ([31])



روى بسنده عن زيد بن وهب قال : قدم على علي (عليه السلام) وفد من أهل البصرة فيهم رجل من أهل الخوارج يقال له الجعد بن نعجة فعاتب علياً (عليه السلام) في لبوسه فقال علي (عليه السلام) : ما لك وللبوسي ؟ إن لبوسي أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدي بي المسلم .



أقول : وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة ج2 ص134 ([32])وقال : أخرجه أحمد وصاحب الصفوة .أسد الغابة لابن الأثير الجزري ج4 ص24 ([33])



روى بسنده عن أبي نعيم قال : سمعت سفيان يقول : ما بنى علي (عليه السلام) لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة وإن كان ليؤتى بحبوته من المدينة في جراب .أسد الغابة أيضاً ج4 ص24 ([34])



روى بسنده عن أبي بحر عن شيخ لهم قال : رأيت على عليّ (عليه السلام) إزاراً غليظاً قال : اشتريته بخمسة دراهم فمن أراد أربحني فيه درهماً بعته . قال : ورأيت معه دراهم مصرورة فقال : هذه بقية نفقتنا من ينبع .أسد الغابة أيضاً ج4 ص24 ([35])



روى بسنده عن أبي النوار بياع الكرابيس قال : أتاني علي بن أبي طالب (عليه السلام)ومعه غلام له فاشترى مني قميص كرابيس فقال لغلامه : اختر أيهما شئت فأخذ أحدهما وأخذ عليّ (عليه السلام) الآخر فلبسه ثم مد يده فقال : اقطع الذي يفضل من قدر يدي فقطعه ولبسه وذهب .الاستيعاب لابن عبد البر ج2 ص465 ([36])



روى بسنده عن أبجر بن جرموز عن أبيه قال : رأيت علي بن أبي طالب (عليه السلام)يخرج من مسجد الكوفة وعليه قطريتان متزراً بالواحدة ومرتدياً بالاُخرى وإزاره إلى نصف الساق وهو يطوف في الأسواق ومعه درة يأمرهم بتقوى الله وصدق الحديث وحسن البيع والوفاء بالكيل والميزان ، وروى أيضاً في الصفحة المذكورة عن عطاء قال : رأيت على علي (عليه السلام) قميص كرابيس غير غسيل ، قال : وعن أبي قيس الأودي قال : أدركت الناس وهم ثلاث طبقات : أهل دين يحبون علياً (عليه السلام) ، وأهل دنيا يحبون معاوية ، وخوارج .كنز العمال ج2 ص161 ([37])



قال : عن أبي جعفر قال : أكل عليّ (عليه السلام) من تمر دقل ثم شرب عليه الماء ثم ضرب على بطنه وقال : من دخله بطنه في النار فأبعده الله ثم تمثل :






  • فإنك مهما تعط بطنك سؤله
    وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا



  • وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا
    وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا




قال : أخرجه العسكري .كنز العمال ج6 ص409 ([38])



قال : عن عمرو بن قيس قال : رُئي على عليّ (عليه السلام) إزار مرقوع فقيل له فقال : يقتدي به المؤمن ويخشع به القلب .



قال : أخرجه هناد وأبو نعيم في حليته .كنز العمال ج6 ص410 ([39])



قال : عن أبي مطر قال : خرجت من المسجد فإذا رجل ينادي خلفي إرفع إزارك فإنه أتقى لربك وأنقى لثوبك وخذ من رأسك إن كنت مسلماً ، فإذا هو علي(عليه السلام) ومعه الدرة فانتهى إلى سوق الإبل فقال : بيعوا ولا تحلفوا فإن اليمين تنفق السلعة وتمحق البركة. ثم أتى صاحب التمر فإذا خادم تبكي فقال : ما شأنك ؟ فقالت : باعني هذا تمراً بدرهم فأبى مولاي أن يقبله ، فقال : خذه وأعطها درهمها فإنه ليس لها أمر فكأنه أبي فقلت : ألا تدري من هذا ؟ قال : لا ، قلت : عليّ أمير المؤمنين (عليه السلام) فصب تمره وأعطاها درهمها وقال : أحب أن ترضى عني ياأمير المؤمنين قال : ما أرضاني عنك إذا وفيتهم ، ثم مر مجتازاً بأصحاب التمر فقال : أطعموا المسكين يربو كسبكم ، ثم مر مجتازاً حتى انتهى إلى أصحاب السمك فقال : لا يباع في سوقنا طافي ، ثم أتى دار بزاز وهي سوق الكرابيس فقال : ياشيخ أحسن بيعي في قميص بثلاثة دراهم فلما عرفه لم يشتر منه شيئاً ، ثم أتى غلاماً حدثاً فاشترى منه قميصاً بثلاثة دراهم ولبسه ما بين الرسغين إلى الكعبين، فجاء صاحب الثوب فقيل له : إن ابنك باع من أمير المؤمنين قميصاً بثلاثة دراهم قال : فهلا أخذت منه بدرهمين ؟ فأخذ الدرهم ثم جاء به إلى علي (عليه السلام) فقال : أمسك هذا الدرهم قال : ما شأنه ؟ قال : كان قميصنا ثمن درهمين باعك ابني بثلاثة دراهم ، قال : باعني برضاي وأخذت برضاه ، قال : أخرجه ابن راهويه وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وأبو يعلى والبيهقي وابن عساكر .كنز العمال ج6 ص410 ([40])



قال : عن زيد بن وهب قال : خرج علينا علي (عليه السلام) وعليه رداء وإزار قد رقعهُ بخرقة فقيل له : فقال : إنما ألبس هذين الثوبين ليكون أبعد لي من الزهو وخيراً لي في صلاتي وسُنّة للمؤمنين ، قال : أخرجه ابن المبارك .الرياض النضرة ج2 ص229 ([41])



قال : وعن علي (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ياعليّ كيف أنت إذا زهد الناس في الآخرة ورغبوا في الدنيا ، وأكلوا التراث أكلاً لماً ، وأحبوا المال حباً جماً ، واتخذوا دين الله دغلاً ، ومال الله دولاً؟ قلت : أتركهم وما اختاروا وأختار الله ورسوله والدار الآخرة ، وأصبر على مصيبات الدنيا وبلواها حتى ألحق بك إن شاء الله تعالى ، قال : صدقت اللهم افعل ذلك به، قال : أخرجه الحافظ الثقفي في الأربعين .الرياض النضرة ج2 ص230 ([42])



قال : وعن ابن عباس قال : اشترى علي بن أبي طالب (عليه السلام) قميصاً بثلاثة دراهم وهو خليفة وقطع كمه من موضع الرسغين وقال : الحمد لله الذي هذا من رياشه ، قال : أخرجه السلفي .الرياض النضرة أيضاً ج2 ص230 ([43])



قال : وعن علي بن ربيعة قال : كان لعلي (عليه السلام) امرأتان فكان إذا كان يوم هذه اشترى لحماً بنصف درهم ، وإذا كان يوم هذه اشترى لحماً بنصف



درهـم .ذخائر العقبى ص93 ([44])



قال : عن أبي الحمراء قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه وإلى إبراهيم في حلمه وإلى يحيى بن زكريا في زهده وإلى موسى في بطشه; فلينظر إلى علي بن أبي طالب ، قال : أخرجه أبو الخير الحاكمي .بـابفي ورع علي (عليه السلام) وعدله وعصمتهحلية الأولياء لأبي نعيم ج1 ص82 ([45])



روى بسنده عن عبد الملك بن عمير يقول : حدثني رجل من ثقيف أن علياً(عليه السلام)استعمله على عكبرا قال : ولم يكن السواد يسكنه المصلون وقال لي : إذا كان عند الظهر فرح إلي فرحت إليه فلم أجد عنده حاجباً يحبسني عنه دونه ، فوجدته جالساً وعنده قدح وكوز من ماء فدعا بظبية([46]) فقلت في نفسي : لقد أمنني حتى يخرج إلي جوهراً ولا أدري ما فيها فإذا عليها خاتم فكسر الخاتم فإذا فيها سويق فأخرج منها فصب في القدح فصب عليه ماء فشرب وسقاني فلم أصبر فقلت : ياأمير المؤمنين! أتصنع هذا بالعراق وطعام العراق أكثر من ذلك ؟ قال : أما والله ما أختم عليه بخلاً عليه ولكني أبتاع قدر ما يكفيني فأخاف أن يفنى فيصنع من غيره وإنما حفظي لذلك وأكره أن أدخل بطني إلاّ طيباً .



أقول : وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة ج2 ص235 ([47]) وقال : أخرجه في الصفوة والملا في سيرته .حلية الأولياء لأبي نعيم ج1 ص82 ([48])



روى بسنده عن هارون بن عنترة عن أبيه قال : دخلت على علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالخورنق وهو يرعد تحت سمل قطيفة فقلت : ياأمير المؤمنين! إن الله قد جعل لك ولأهل بيتك في هذا المال وأنت تصنع بنفسك ما تصنع فقال : والله ما أرزأكم من مالكم شيئاً وإنها لقطيفتي التي خرجت بها من منزلي أو قال من المدينة ـ انتهى ـ وروى أيضاً في الصفحة المذكورة عن الأعمش قال : كان علي(عليه السلام)يغدى ويعشى ويأكل هو من شيء يجيئه من المدينة .حلية الأولياء أيضاً ج1 ص81 ([49])



روى بسنده عن أبي عمرو بن العلاء عن أبيه : أن علي بن أبي طالب (عليه السلام)خطب الناس فقال : والله الذي لا إله إلاّ هو ما رزأت من فيئكم إلاّ هذه ، وأخرج



قارورة من كم قميصه فقال : أهداها إلي مولاي دهقان .



أقول : ورواه أيضاً في ج9 ص53 ([50]) وقال فيه : سمعت علي بن أبي طالب



يقول : ما أصبت منذ دخلت الكوفة إلاّ هذه القارورة أهداها إلي دهقان ـ انتهى ـ ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ج6 ص402 ([51]) وقال : خطب علي(عليه السلام)فقال : ياأيها الناس! والله الذي لا إله إلاّ هو ما رزأت من مالكم قليلاً ولا كثيراً إلاّ هذه وأخرج قارورة من كم قميصه فيها طيب فقال : أهداها إلي دهقان ، ثم ذكر جماعة من أئمة الحديث أنهم قد أخرجوه ورووه .أسد الغابة لابن الأثير ج4 ص24 ([52])



روى بسنده عن عبد الملك بن عمير قال : حدثني رجل من ثقيف قال : استعملني علي بن أبي طالب (عليه السلام) على مدرج سابور فقال : لا تضربن رجلاً سوطاً في جباية درهم ، ولا تتبعن لهم رزقاً ولا كسوة شتاء ولا صيف ولا دابة يعملون عليها ، ولا تقيمن رجلاً قائماً في طلب درهم قلت : ياأمير المؤمنين إذن أرجع إليك كما ذهبت من عندك قال : وإن رجعت ويحك! إنما أمرنا أن نأخذ منهم العفو ـ يعني الفضل .الصواعق المحرقة لابن حجر ص79 ([53])



قال : وأخرج ابن عساكر إن عقيلاً سأل علياً (عليه السلام) فقال : إني محتاج وإني فقير فأعطني قال : اصبر حتى يخرج عطاؤك مع المسلمين فأعطيك معهم فألح عليه



فقال لرجل : خذ بيده وانطلق به إلى حوانيت أهل السوق فقل له : دق هذه الأقفال وخذ ما في هذه الحوانيت ، قال : تريد أن تتخذني سارقاً ؟ قال : وأنت تريد أن تتخذني سارقاً أن آخذ أموال المسلمين فأعطيكها دونهم؟ قال : لآتين معاوية قال : أنت وذاك فأتى معاوية فسأله فأعطاه مائة ألف ثم قال : إصعد على المنبر فاذكر ما أولاك به عليّ وما أوليتك فصعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إني أخبركم أني أردت علياً (عليه السلام) على دينه فاختار دينه، وأني أردت معاوية على دينه فاختارني على دينه ، قال ابن حجر : وقال معاوية لخالد بن معمر : لِمَ أحببت علياً علينا ؟ قال : على ثلاث خصال: على حلمه إذا غضب وعلى صدقه إذا قال وعلى عدله إذا حكم .الرياض النضرة ج2 ص236 ([54])



قال : وعن عمر بن يحيى عن أبيه قال : أهدي إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام)أزقاق سمن وعسل فرآها قد نقصت قال : فقيل له : بعثت أم كلثوم فأخذت منه فبعث إلى المقوَّمين فقوموا خمسة دراهم فبعث إلى أم كلثوم إبعثي لي خمسة دراهم ، قال : أخرجه في الصفوة ، ثم قال : وعن عاصم بن كليب عن أبيه قال : قدم على علي بن أبي طالب (عليه السلام) مال من أصبهان فقسمه سبعة أسباع ، فوجد فيه رغيفاً فقسمه سبع كسر وجعل على كل جزء كسرة ثم أقرع بينهم أيهم يعطى أولاً ، قال : أخرجه أحمد والقلعي ، وقال أيضاً عن أبي صالح قال : دخلت على أم كلثوم بنت علي (عليه السلام) وإذا هي تمتشط في ستر بيني وبينها فجاء الحسن والحسين (عليهما السلام) فدخلا عليها وهي جالسة تمتشط ، فقالت : ألا تطعمون أبا صالح شيئاً ؟ قال : فأخرجوا لي قصعة فيها مرق بحبوب ، قال : فقلت : تطعمون هذا وأنتم أمراء ؟ قالت



أم كلثوم : ياأبا صالح كيف لو رأيت أمير المؤمنين ؟ تعني علياً (عليه السلام) ـ واُتي بأترج فذهب الحسين (عليه السلام) فأخذ منها أترجة فنزعها من يده ثم أمر به فقسم بين الناس .الهيثمي في مجمعه ج9 ص158 ([55])



قال : وعن ربعي بن حراش قال : استأذن عبد الله بن عباس على معاوية وقد علقت عنده بطون قريش وسعيد بن العاص جالس عن يمينه فلما رآه معاوية مقبلاً قال : ياسعيد والله لألقين على ابن عباس مسائل يعيا بجوابها ، فقال له سعيد : ليس مثل ابن عباس يعيا بمسائلك ، فلما جلس قال له معاوية ـ وساق الحديث إلى أن قال ـ : فما تقول في علي بن أبي طالب ؟ قال : رحم الله أبا الحسن كان والله علم الهدى وكهف التقى ومحل الحجى وطود النهى ونور للسرى في ظلم الدجى داعياً إلى المحجة العظمى عالماً بما في الصحف الأولى وقائماً بالتأويل والذكرى متعلقاً بأسباب الهدى وتاركاً للجور والأذى وحائداً عن طرقات الردى وخير من آمن وأتقى وسيد من تقمص وارتدى وأفضل من حج وسعى وأسمح من عدل وسوّى وأخطب أهل الدنيا ـ إلى أن قال ـ وزوج خير النساء وأبو السبطين لم تر عيني مثله ولا ترى إلى يوم القيامة واللقاء من لعنه فعليه لعنة الله والعباد إلى يوم القيامة . . . الحديث .الهيثمي أيضاً ج9 ص165 ([56])



قال : وعن علي بن عليّ الهلالي عن أبيه قال : دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)في شكاته التي قبض فيها فإذا فاطمة (عليها السلام) عند رأسه قال : فبكت حتى ارتفع صوتها ، فرفع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) طرفه إليها ، فقال : حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك ؟ فقالت :



أخشى الضيعة بعدك فقال : ياحبيبتي أما علمت أن الله عزوجل أطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته ثم اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها بعلك ؟ ـ إلى أن قال ـ : يافاطمة لا تحزني ولا تبكي فإن الله عزوجل أرحم بك وأرأف عليك مني وذلك لمكانك من قلبي ، وزوجك الله زوجاً وهو أشرف أهل بيتك حسباً وأكرمهم منصباً وأرحمهم بالرعية وأعدلهم بالسوية وأبصرهم بالقضية ، وقد سألت ربي عزوجل أن تكوني أول من يلحقني من أهل بيتي ، قال علي (عليه السلام) : لم تبق فاطمة بعده إلاّ خمسة وسبعين يوماً حتى ألحقها الله عزوجل به، قال رواه الطبراني في الكبير والأوسط .كنز العمال ج6 ص393 ([57])



روى بسنده عن المأمون عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن أبيه عن عبد الله بن عباس قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب فلقد رأيت من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه خصالاً لأن تكون واحدة منهن في آل الخطاب أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة في نفر من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فانتهيت إلى باب أم سلمة وعلي (عليه السلام) قائم على الباب فقلنا : أردنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال : يخرج إليكم فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)فثرنا إليه فاتكأ على عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ثم ضرب بيده على منكبه ثم قال : إنك مخاصم تخاصم ، أنت أول المؤمنين إيماناً وأعلمهم بأيام الله وأوفاهم بعهده وأقسمهم بالسوية وأرأفهم بالرعية وأعظمهم رزية . . . الحديث .تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج14 ص49 ([58])



روى بسنده عن عمار بن ياسر قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إن حافظي علي ابن أبي طالب(عليه السلام)ليفخران على سائر الحفظة لكينونتهما مع علي بن أبي طالب ، وذلك أنهما لم يصعدا إلى الله تعالى بعمل يسخطه.



أقول : وهذا الحديث الشريف قد رواه بطريقين آخرين أيضاً عن عمار بن ياسر قال في الأخير منهما : لم يصعدا إلى الله تعالى بشيء يسخط منه قط ، وعلى كل حال هو مما دل على عصمة علي (عليه السلام) من الذنوب وارتكاب المعاصي فإن حافظيه إذا لم يصعدا إلى الله تعالى بعمل يسخطه قط فهو لا محالة ممن لا يذنب ولا يرتكب المعاصي وهذا واضح .بـابفي تواضع علي (عليه السلام) وسخائه وعفوهالرياض النضرة ج2 ص234 ([59])



قال : وعن زاذان قال : رأيت علياً (عليه السلام) يمشي في الأسواق فيمسك الشسوع بيده ويناول الرجل الشسع ويرشد الضال ويعين الحمال على الحمولة وهو يقرأ هذه الآية ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين )([60]) ثم يقول : هذه الآية نزلت في ذي القدرة من الناس ، قال أخرجه أحمد في المناقب .الأدب المفرد للبخاري في باب الكبر ([61])



روى بسنده عن صالح بياع الأكيسة عن جدته قالت : رأيت علياً (عليه السلام)اشترى تمراً بدرهم فحمله في ملحفته فقلت له ـ أو قال له رجل ـ : أحمل عنك ياأمير المؤمنين ؟ قال : لا أبو العيال أحق أن يحمل .



أقول : وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته ج5 ص570 ([62]) في الشرح وقال : أخرجه البغوي في معجمه .سنن البيهقي ج10 ص136 ([63])



روى بسنده عن الشعبي قال : خرج علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلى السوق فإذا هو بنصراني يبيع درعاً قال : فعرف علي (عليه السلام) الدرع فقال : هذه درعي بيني وبينك قاضي المسلمين قال : وكان قاضي المسلمين شريح كان علي (عليه السلام) استقضاه قال : فلما رأى شريح أمير المؤمنين قام من مجلس القضاء وأجلس علياً (عليه السلام) في مجلسه وجلس شريح قدامه إلى جنب النصراني ، فقال له علي (عليه السلام) : أما ياشريح لو كان خصمي مسلماً لقعدت معه مجلس الخصم ولكني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)يقول : لا تصافحوهم ولا تبدأوهم بالسلام ولا تعودوا مرضاهم ولا تصلّوا عليهم وألجئوهم إلى مضايق الطريق وصغّروهم كما صغّرهم الله ، اقض بيني وبينه ياشريح ، فقال شريح : ما تقول ياأمير المؤمنين ؟ قال : فقال علي (عليه السلام) : هذه درعي ذهبت مني منذ زمان قال : فقال شريح : ما تقول يانصراني ؟ قال : فقال النصراني: ما أكذّب أمير المؤمنين (عليه السلام) الدرع هي درعي قال : فقال شريح : ما أرى أن تخرج



من يده فهل من بينة ؟ فقال علي (عليه السلام) : صدق شريح قال : فقال النصراني : أما أنا أشهد أن هذه أحكام الأنبياء، أمير المؤمنين يجيء إلى قاضيه وقاضيه يقضي عليه، هي والله ياأمير المؤمنين درعك اتبعتك من الجيش وقد زالت عن جملك الأورق فأخذتها فإني أشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله ، قال : فقال علي (عليه السلام) : أما إذا أسلمت فهي لك، وحمله على فرس عتيق. قال : فقال الشعبي : لقد رأيته يقاتل المشركين .



أقول : وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ج4 ص60 ([64]) وقال فيه : فقال شريح : صدقت والله ياأمير المؤمنين إنها لدرعك ولكن لا بد من شاهدين فدعا قنبر مولاه والحسن بن علي(عليهما السلام) فشهدا أنها لدرعه فقال شريح : أما شهادة مولاك فقد أجزناها وأما شهادة ابنك لك فلا نجيزها ، فقال علي (عليه السلام) : ثكلتك أمك أما سمعت عمر يقول : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ؟ قال اللهم نعم قال : أفلا تجيز شهادة سيدي شباب أهل الجنة ، ثم قال لليهودي : خذ الدرع ، فقال اليهودي : أمير المؤمنين جاء معي إلى قاضي المسلمين فقضى على علي (عليه السلام) ورضي ، صدقت والله ياأمير المؤمنين إنها لدرعك سقطت عن جمل لك التقطتها ، أشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله فوهبها له علي (عليه السلام)وأجازه بسبعمائة ولم يزل معه حتى قتل يوم صفين ، قال : أخرجه الحاكم في الكنى وابن الجوزي ، وذكره عن ابن عساكر أيضاً باختلاف يسير .الإمامة والسياسة لابن قتيبة ص97 ([65])



قال: وذكروا أن عبد الله بن أبي محجن قدم على معاوية فقال : ياأمير المؤمنين! إني أتيتك من عند الغبي الجبان البخيل ابن أبي طالب ، فقال معاوية : لله أنت! أتدري ما قلت ؟ أما قولك : الغبي فوالله لو أن ألسن الناس جمعت فجعلت لساناً واحداً لكفاها لسان عليّ ، وأما قولك إنه جبان فثكلتك أمك هل رأيت أحداً قط بارزه إلاّ قتله ، وأما قولك إنه بخيل فوالله لو كان له بيتان أحدهما من تبر والآخر من تبن لأنفذ تبره قبل تبنه ، فقال الثقفي : فعلى مَ تقاتله إذاً ؟ قال : على دم عثمان ـ الخ ـ .كنز العمال ج3 ص324 ([66])



قال: عن الأصبغ بن نباتة قال : جاء رجل إلى علي (عليه السلام) فقال : ياأمير المؤمنين! إن لي إليك حاجة قد رفعتها إلى الله تعالى قبل أن أرفعها إليك فإن أنت قضيتها حمدت الله وشكرتك ، وإن لم تقضها حمدت الله وعذرتك ، فقال علي (عليه السلام) : اكتب على الأرض فإني أكره أن أرى ذل السؤال في وجهك ، فكتب : إني محتاج ، فقال عليّ (عليه السلام) : عليّ بحلة فأتي بها فأخذها الرجل فلبسها ثم أنشأ يقول :






  • كسوتني حلة تبلى محاسنها
    إن نلت حسن ثنائي نلت مكرمة
    إن الثناء ليحيي ذكر صاحبه
    لا تزهد الدهر في خير توفقه
    فكل عبد سيجزى بالذي عملا



  • فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا
    ولست تبغي بما قد قلته بدلا
    كالغيث يحيي نداه السهل والجبلا
    فكل عبد سيجزى بالذي عملا
    فكل عبد سيجزى بالذي عملا




فقال علي (عليه السلام) : عليّ بالدنانير فأتي بمائة دينار فدفعها إليه ، قال الأصبغ : فقلت : ياأمير المؤمنين حلة ومائة دينار ؟ قال : نعم سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)يقول : أنزلوا الناس منازلهم ، وهذه منزلة هذا الرجل عندي ، قال : أخرجه ابن عساكر وأبو موسى المديني .الرياض النضرة ج2 ص228 ([67])



قال : وعن جعفر بن محمد عن أبيه (عليهم السلام) أن عمر أقطع علياً (عليه السلام) ينبع ثم اشترى أرضاً إلى جنب قطعته فحفر فيها عيناً فبينما هم يعملون فيها إذا انفجر عليهم مثل عنق الجزور من الماء فأتي علي (عليه السلام) فبشر بذلك ، فقال : بشروا الوارث ، ثم تصدق بها على الفقراء والمساكين وابن السبيل وفي سبيل الله القريب والبعيد في السلم والحرب ليوم تبيض وجوه وتسود وجوه ليصرف الله بها وجهي عن النار وليصرف النار عن وجهي ، قال : أخرجه ابن السمان في الموافقة .كنز العمال ج3 ص310 ([68])



قال : عن عبيد الله بن محمد بن عائشة، قال : وقف سائل على أمير المؤمنين علي(عليه السلام) فقال للحسن أو للحسين (عليهما السلام) : إذهب إلى أمك فقل لها : تركت عندك ستة دراهم فهات منها درهماً ، فذهب ثم رجع فقال : قالت : إنما تركت ستة دراهم للدقيق فقال علي (عليه السلام) : لا يصدق إيمان عبد حتى يكون بما في يد الله أوثق منه بما في يده ، قل لها : ابعثي بالستة دراهم ، فبعثت بها إليه فدفعها إلى السائل قال : فما حل حبوته حتى مرّ به رجل معه جمل يبيعه فقال علي (عليه السلام) : بكم الجمل ؟ قال : بمائة وأربعين درهماً ، فقال علي (عليه السلام) : إعقله عليّ إنا نؤخرك بثمنه شيئاً فعقله الرجل ومضى ، ثم أقبل رجل فقال : لمن هذا البعير ؟ فقال علي (عليه السلام) : لي فقال : أتبيعه ؟ قال : نعم ، قال : بكم ؟ قال : بمائتي درهم ، قال : قد ابتعته قال : فأخذ البعير وأعطاه المائتين ، فأعطى الرجل الذي أراد أن يؤخره مائة وأربعين درهماً وجاء



بستين درهماً إلى فاطمة (عليها السلام) فقالت : ما هذا ؟ قال : هذا ما وعدنا الله على لسان نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها )([69]) قال : أخرجه العسكري .ذخائر العقبى ص79 ([70])



قال : وعن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة ـ وقد سئل عن علي (عليه السلام) ـ فقال : كان له والله ما شاء من ضرس قاطع والبسطة في النسب وقرابته من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ومصاهرته، والسابقة في الإسلام والعلم بالقرآن والفقه والسنة والنجدة في الحرب والجود في الماعون ، قال : أخرجه المخلص الذهبي .كنز العمال ج6 ص393 ([71])



روى بسنده عن عبد الله بن عباس حديثاً ، قال في آخره : ثم قال ابن عباس : ولقد فاز علي (عليه السلام) بصهر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبسطة في العشيرة وبذلاً للماعون وعلماً بالتنزيل وفقهاً للتأويل ونيلاً للأقران .كنز العمال أيضاً ج6 ص392 ([72])



قال : عن جبير الشعبي قال : قال علي (عليه السلام) : إني لأستحي من الله أن يكون ذنبٌ أعظم من عفوي ، أو جهل أعظم من حلمي ، أو عورة لا يواريها ستري ، أو خُلة لا يسدها جودي.سنن البيهقي ج8 ص181 ([73])



روى بسنده عن علي بن الحسين(عليه السلام) قال : دخلت على مروان بن الحكم فقال : ما رأيت أحداً أكرم غلبة من أبيك ما هو إلاّ ولينا يوم الجمل فنادى مناديه لا يقتل مدبر ولا يذفف على جريح ([74]) .بـابإن علياً (عليه السلام) لأخشن في ذات الله وفي سبيل اللهمستدرك الصحيحين ج3 ص134 ([75])



روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : شكا علي بن أبي طالب (عليه السلام) الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقام فينا خطيباً فسمعته يقول : أيها الناس لاتشكوا علياً فوالله إنه لأخشن في ذات الله وفي سبيل الله، قال : هذا حديث صحيح الإسناد.



أقول : ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده ج3 ص68 ([76]) وابن عبد البر أيضاً في استيعابه ج2 ص736 ([77]) عن زينب بنت كعب بن عجرة قالت : اشتكى الناس علياً (عليه السلام) فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فينا خطيباً فسمعته يقول : أيها الناس لا تشكوا علياً فوالله إنه لأخشن في ذات الله من أن يشتكى به، قال ذكره ابن اسحاق .تاريخ ابن جرير الطبري ج2 ص402 ([78])



روى بسنده عن زينب بنت كعب بن عجرة ـ وكانت عند أبي سعيد الخدري ـ عن أبي سعيد الخدري قال : شكا الناس علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقام رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فينا خطيباً فسمعته يقول : ياأيها الناس لا تشكوا علياً فوالله إنه لأخشن في ذات الله ، أو في سبيل الله.الاستيعاب ج2 ص465 ([79])



روى بسنده عن اسحاق بن كعب بن عجرة قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عليّ مخشوشن في ذات الله .حلية الأولياء لأبي نعيم ج1 ص68 ([80])



روى بسنده عن اسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم):لا تسبوا علياً فإنه ممسوس في ذات الله تعالى .



أقول : وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ج9 ص130 ([81]) وقال : رواه الطبراني في الكبير والأوسط .الرياض النضرة ج2 ص196 ([82])



قال : وعن محمد بن زياد قال : كان عمر حاجاً فجاءه رجل قد لطمت عينه



فقال : من لطم عينك ؟ قال : علي بن أبي طالب ، فقال : لقد وقعت عليك عين الله ولم يسأل ما جرى منه ولِمَ لطمه؟ فجاء علي (عليه السلام) والرجل عند عمر ، فقال علي (عليه السلام): هذا الرجل رأيته يطوف وهو ينظر إلى الحرم في الطواف ، فقال عمر : لقد نظرت بنور الله .



أقول : وذكره بطريق آخر ، قال فيه : لأني رأيته يتأمل حُرم المؤمنين في الطواف .ذخائر العقبى ص223 ([83])



قال : وعن ابن عباس قال : دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على أم هاني بنت أبي طالب يوم الفتح وكان جائعاً فقالت : يارسول الله إن أصهاراً لي قد لجأوا إلي وإن علي بن أبي طالب لا تأخذه في الله لومة لائم وإني أخاف أن يعلم بهم فيقتلهم فاجعل من دخل دار أم هاني آمناً حتى يسمع كلام الله ، فآمنهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وقال : أجرنا من أجارت أم هاني . . . الحديث .



ثم إن هاهنا كلاماً لعائشة يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب ، قال ابن عبد البر في استيعابه : ج2 ص469 ([84]) ما لفظه : وقالت عائشة لما بلغها قتل علي (عليه السلام) : لتصنع العرب ما شاءت فليس لها أحد ينهاها .



بـابفي مواظبة عليّ (عليه السلام) على الذكرمستدرك الصحيحين ج3 ص151 ([85])



روى بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال : أتانا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوضع رجله بيني وبين فاطمة فعلّمنا ما نقول إذا أخذنا مضاجعنا. فقال : يافاطمة إذا كنتما بمنزلكما فسبحا الله ثلاثاً وثلاثين ، واحمدا ثلاثاً وثلاثين ، وكبرا أربعاً وثلاثين ، قال علي (عليه السلام) : والله ما تركتها بعد ، فقال له رجل كان في نفسه شيء : ولا ليلة صفين ، قال علي (عليه السلام) : ولا ليلة صفين ، قال : صحيح على شرط الشيخين .



أقول : ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده ج1 ص144 ([86]) وفي ج2 ص166 ([87]) وقال فيه : فقال له ابن الكوا : ولا ليلة صفين؟ قال علي (عليه السلام) : ولا ليلة صفين، ورواه غيرهما أيضاً من أئمة الحديث ، وفي فتح الباري ج13 ص370 ([88]) بعد قوله فقال له رجل ، ما لفظه : قال زهير أراه الأشعث بن قيس ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين، قال : وفي رواية السائب فقال له ابن الكواء: ولا ليلة صفين؟ فقال: قاتلكم الله ياأهل العراق نعم ولا ليلة صفين ـ إلى أن قال ـ : وقد وقع في رواية زيد بن أبي أنيسة عن الحكم فقال ابن الكواء: ولا ليلة صفين؟ فقال: ويحك ما أكثر ما تعنتني لقد أدركتها في السحر ، قال : وفي رواية علي بن أعبد: ما تركتهن منذ سمعتهن إلاّ ليلة صفين فإني ذكرتها في آخر الليل فقلتها ، قال : وفي رواية له; إلاّ ليلة صفين فإني نسيتها حتى ذكرتها من آخر الليل ، قال: وفي رواية شبث بن ربعي مثله، وزاد فقلتها ـ انتهى ـ .حلية الأولياء لأبي نعيم ج1 ص69 ([89])



روى بسنده عن شبث بن ربعي عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، أنه قال : قدم على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سبي فقال علي (عليه السلام) لفاطمة سلام الله عليها : إئتي أباك فسليه خادماً تتقي به العمل ، فأتت أباها حين أمست ، فقال لها : ما لك يابنية ؟ قالت : لا شيء جئت لأسلم عليك واستحيت أن تسأل شيئاً فلما رجعت قال لها علي (عليه السلام) : ما فعلت ؟ قالت : لم أسأله شيئاً واستحييت منه حتى إذا كانت الليلة القابلة قال لها : إئتي أباك فسليه خادماً تتقي به العمل ، فأتت أباها فاستحيت أن تسأله شيئاً حتى إذا كانت الليلة الثالثة مساءً خرجنا جميعاً حتى أتينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال : ما أتى بكما؟ فقال علي (عليه السلام): يارسول الله! شق علينا العمل فأردنا أن تعطينا خادماً نتقي به العمل ، فقال لهما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : هل أدلكما على خير لكما من حمر النعم؟ قال علي (عليه السلام): يارسول الله! نعم، قال : تكبيرات وتسبيحات وتحميدات مائة حين تريدان تنامان فبيتا على ألف حسنة ومثلها حين تصبحان فتقومان عن ألف حسنة فقال علي (عليه السلام) : فما فاتني منذ سمعتها من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ ليلة صفين فإني نسيتها حتى ذكرتها من آخر الليل فقلتها .حلية الأولياء لأبي نعيم ج1 ص70 ([90])



روى بسنده عن ابن أعبد قال: قال لي علي (عليه السلام) : يابن أعبد! هل تدري ما حق الطعام ؟ قال : وما حقه ياعلي ؟ قال : تقول : بسم الله اللهم بارك لنا فيما رزقتنا ، ثم قال : أتدري ما شكره إذا فرغت ؟ قلت : وما شكره ؟ قال : تقول : الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا ، ثم قال : ألا أخبرك عني وعن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟ كانت أكرم أهله عليه وكانت زوجتي فجرّت بالرحى حتى أثر الرحى بيدها ، واستقت بالقربة حتى أثّرت القربة بنحرها ، وقمّت البيت حتى اغبرت ثيابها ، وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها ، فأصابها من ذلك ضر، فقدم على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سبي أو خدم ، فقلت لها : انطلقي إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)فسليه خادماً يقيك ضر ما أنت فيه ، فذكر نحو حديث شبث بن ربعي المتقدم عن علي ـ إلى آخره ـ .الزمخشري في الكشاف في تفسير قوله تعالى : ( والصافات صفاً فالزاجرات زجراً فالتاليات ذكراً ) .



قال : والتاليات كل من تلا كتاب الله ، قال: ويجوز أن يقسم بنفوس



العلماء العمال الصافات أقدامها في التهجد وسائر الصلوات وصفوف



الجماعات فالزاجرات بالمواعظ والنصايح فالتاليات آيات الله والدارسات شرائعه ، قال : أو بنفوس قوّاد الغزاة في سبيل الله التي تصف الصفوف وتزجر الخيل للجهاد وتتلو الذكر مع ذلك لا تشغلها عنه تلك الشواغل كما يحكى عن علي ابن أبي طالب (عليه السلام).



بـابفي وصف ضرار عليّاً (عليه السلام) حتى بكى معاويةحلية الأولياء لأبي نعيم ج1 ص84 ([91])



روى بسنده عن أبي صالح قال : دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية فقال له : صف لي علياً فقال : أوَ تعفيني ياأمير المؤمنين ؟ قال : لا أعفيك قال : أما إذا لا بد فإنه كان بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلاً ، ويحكم عدلاً ، يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل وظلمته ، كان والله غزير العبرة ، طويل الفكرة ، يقلب كفه ويخاطب نفسه يعجبه من اللباس ما قصر ، ومن الطعام ما جشب ، كان والله كأحدنا يدنينا إذا أتيناه ، ويجيبنا إذا سألناه ، وكان مع تقربه إلينا وقربه منا لا نكلمه هيبة له ، فإن تبسم فهن مثل اللؤلؤ المنظوم ، يعظم أهل الدين ، ويحب المساكين لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله ، فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه ـ وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه ـ يميل في محرابه قابضاً على لحيته يتململ تململ السليم ، ويبكي بكاء الحزين ، فكأني أسمعه الآن وهو يقول : ياربنا ياربنا ، يتضرع إليه ثم يقول للدنيا : إلي تغررت ، إلي تشوقت ، هيهات هيهات غري غيري ، قد بتتك ثلاثاً ، فعمرك قصير ، ومجلسك حقير ، وخطرك يسير ، آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق فوكفت دموع معاوية على لحيته ما يملكها وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء ، فقال :



كذا كان أبو الحسن (رحمه الله) ، كيف وجدك عليه ياضرار ؟ قال : وجد من ذبح واحدها في حجرها ، لا ترقأ دمعتها ، ولا يسكن حزنها ، ثم قام فخرج .



أقول : ورواه ابن عبد البر أيضاً في استيعابه ج2 ص463 ([92]) عن الحرمازي ـ رجل من همدان ـ وقال فيه : إلي تعرضت أم إلي تشوقت ، هيهات هيهات قد باينتك ثلاثاً لا رجعة فيها ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة ج2 ص212 ([93]) وقال فيه : قد طلقتك ثلاثاً لا رجعة فيها ، وقال : أخرجه الدولابي وأبو عمرو وصاحب الصفوة .



ثم إنّ هاهنا حديثاً في صفة شيعة علي (عليه السلام) يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب وهو ما رواه أبو نعيم في حلية الأولياء ج1 ص86 ([94]) عن سلمة بن كهيل عن مجاهد قال : شيعة علي (عليه السلام) الحلماء العلماء الذبل الشفاه الأخيار ، الذين يعرفون بالرهبانية من أثر العبادة ، وروى أيضاً في الصفحة المذكورة عن علي بن الحسين(عليهما السلام) قال : شيعتنا الذبل الشفاه والإمام منا من دعا إلى طاعة الله .



بـاب: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أدخل عليًّا (عليه السلام)معه في ثوبه واحتضنه حتى قبض



الرياض النضرة ج2 ص180 ([95]) وذخائر العقبى ص72 ([96])



قال : عن عائشة قالت : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما حضرته الوفاة : أدعوا لي حبيبي فدعوا له أبا بكر فنظر إليه ثم وضع رأسه ثم قال : أدعوا لي حبيبي فدعوا له عمر فلما نظر إليه وضع رأسه ثم قال : ادعوا لي حبيبي فدعوا له علياً (عليه السلام) فلما رآه أدخله معه في الثوب الذي كان عليه فلم يزل يحتضنه حتى قبض ويده عليه ، قال: أخرجه الرازي .بـاب: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) توفيورأسه في حجر علي (عليه السلام)



الهيثمي في مجمعه ج1 ص293 ([97])



قال : وعن أبي رافع قال : توفي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ورأسه في حجر علي بن أبي طالب(عليه السلام) وهو يقول لعلي (عليه السلام) : الله الله وما ملكت أيمانكم! الله الله والصلاة! فكان ذلك آخر ما تكلم به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : رواه البزار .



أيضاً ج9 ص35 ([98])



قال : وعن ابن عباس قال : جاء ملك الموت إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في مرضه الذي قبض فيه فاستأذن ورأسه في حجر علي (عليه السلام) ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال له علي (عليه السلام) : إرجع فأنا مشاغيل عنك ، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : تدري من هذا ياأبا الحسن ؟ هذا ملك الموت أدخل راشداً . . . الحديث قال : رواه الطبراني .



طبقات ابن سعد ج2 القسم 2 ص51 ([99])



روى بسنده عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي بن الحسين(عليهما السلام) ، قال : قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ورأسه في حجر علي (عليه السلام) وروى أيضاً في الصفحة المذكورة عن الشعبي قال : توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ورأسه في حجر علي (عليه السلام)، وغسّله علي (عليه السلام) والفضل محتضنه وأسامة يناول الفضل الماء .



كنز العمال ج4 ص55 ([100])



قال : عن علي (عليه السلام) قال : دخلت على نبي الله وهو مريض فإذا رأسه في حجر رجل أحسن ما رأيت من الخلق والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نائم ، فلما دخلت عليه قلت : أدنو فقال الرجل : أدن إلى ابن عمك فأنت أحق به مني ، فدنوت منهما فقام الرجل وجلست مكانه ووضعت رأس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجري كما كان في حجر الرجل ، فمكثت ساعة ثم إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) استيقظ فقال : أين الرجل الذي كان رأسي في حجره ؟ فقلت : لما دخلت عليك دعاني ثم قال : أدن إلى ابن عمك فأنت أحق به مني ، ثم قام فجلست مكانه قال : فهل تدري من الرجل ؟ قلت : لا بأبي أنت



وأمي قال : ذاك جبريل كان يحدثني حتى خف عني وجعي ونمت ورأسي في حجره ، قال : أخرجه أبو عمرو الزاهد في فوائده .



أقول : وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره ص94([101]) وفي الرياض النضرة ج2 ص219 ([102]) وقال : أخرجه أبو عمر ومحمد اللغوي ثم ذكر حديثاً يناسب ذكره في هذا المقام ، قال : وعن ابن عباس ـ وقد ذكر عنده علي (عليه السلام) ـ قال : إنكم لتذكرون رجلاً كان يسمع وطء جبريل فوق بيته قال : أخرجه أحمد في المناقب .الأدب المفرد للبخاري : ([103]) في باب حسن الملكة .



روى بسنده عن نعيم بن يزيد عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما ثقل قال : ياعليّ إئتني بطبق أكتب فيه ما لا تضل اُمتي فخشيت أن يسبقني فقلت: إني لأحفظ من ذراعي الصحيفة ، وكان رأسه بين ذراعي وعضدي يوصي بالصلاة والزكاة وما ملكت أيمانكم وقال كذلك حتى فاضت نفسه وأمره بشهادة أن لا إله إلاّالله وأن محمداً عبده ورسوله من شهد بهما حرّم على النار.الهيثمي في مجمعه ج9 ص36 ([104])



قال : وعن ابن عباس إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثقل وعنده عائشة وحفصة إذ دخل علي(عليه السلام) فلما رآه النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) رفع رأسه ثم قال : أدن مني أدن مني فأسنده إليه فلم يزل عنده حتى توفي . . . الحديث ، قال : رواه الطبراني في الأوسط .بـاب: إن نفس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سالتفي يد علي (عليه السلام) فمسح بها وجههالهيثمي في مجمعه ج9 ص112 ([105])



قال : وعن جميع بن عمير إن أمه وخالته دخلتا على عائشة ـ فساق الحديث إلى أن قال ـ : قالتا : فأخبرينا عن عليّ قالت : عن أي شيء تسألن ؟ عن رجل وضع من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) موضعاً فسالت نفسه في يده فمسح بها وجهه ، واختلفوا في دفنه فقال : إن أحب البقاع إلى الله مكان قبض فيه نبيه ، قالتا : فلِمَ خرجتِ عليه ؟ قالت : أمر قضى ووددت أن أفديه ما على الأرض من شيء ، قال : رواه أبو يعلى .بـاب: إن علـياً (عليه السلام) أقـربالناس عهداً برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)مستدرك الصحيحين ج3 ص138 ([106])



روى بسنده عن أبي موسى عن أم سلمة قالت : والذي أحلف به إن كان علي (عليه السلام) لأقرب الناس عهداً برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، عدنا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) غداة وهو يقول: جاء عليّ؟ جاء عليّ؟ مراراً، فقالت فاطمة(عليها السلام): كأنك بعثته في حاجة، قالت: فجاء بعد، قالت أم سلمة : فظننت أن له إليه حاجة فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب وكنت من أدناهم إلى الباب فأكبّ عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجعل يُسارّه ويناجيه ثم قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من يومه ذلك ، فكان علي (عليه السلام) أقرب الناس عهداً ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .



أقول : ورواه النسائي أيضاً صاحب الصحيح المعروف في خصائصه ص40 ([107]) وأحمد بن حنبل أيضاً في مسنده ج6 ص300 ([108]) وقالا : فأكب عليه علي (عليه السلام)وجعل يساره ويناجيه ـ الخ ـ ورواه النسائي قبل هذا بطريق آخر أيضاً مختصراً ، ورواه غير هؤلاء أيضاً من أئمة الحديث .



الإصابة لابن حجر العسقلاني القسم 1 ج8 ص183 ([109]) في ترجمة ليلى الغفارية .



قال : وأخرج ابن مندة من رواية علي بن هاشم بن البريد حدثتني ليلى الغفارية قالت : كنت أغزو مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأداوي الجرحى ، وأقوم على المرضى ، فلما خرج علي (عليه السلام) إلى البصرة خرجت معه فلما رأيت عائشة أتيتها فقلت : هل سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فضيلة في علي (عليه السلام) ؟ قالت : نعم دخل على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وهو معي وعليه جرد قطيفة فجلس بيننا فقلت : أما وجدت مكاناً هو أوسع لك من هذا ؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ياعائشة دعي لي أخي فإنه أول الناس إسلاماً ، وآخر الناس بي عهداً ، وأول الناس لي لقياً يوم القيامة .



كنز العمال ج3 ص155 ([110])



قال : عن زافر عن رجل عن الحارث بن محمد عن أبي الطفيل عامر بن



واثلة ، قال : كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت علياً (عليه السلام)يقول : بايع الناس لأبي بكر وأنا والله أولى بالأمر منه وأحق ـ إلى أن قال ـ أفيكم أحد تولى غمض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : أفيكم أحد آخر عهده برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين وضعه في حفرته ؟ قالوا : اللهم لا ـ قال ـ : أخرجه العقيلي .بـابإن علياً (عليه السلام) غسّل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكفّنه ودفنهمسند الإمام أحمد بن حنبل ج1 ص260 ([111])



روى بسنده عن ابن عباس قال : لما اجتمع القوم لغسل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وليس في البيت إلاّ أهله: عمه العباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب (عليه السلام)والفضل بن عباس وقثم بن العباس وأسامة بن زيد بن حارثة وصالح مولاه فلما اجتمعوا لغسله نادى من وراء الباب أوس بن خولى الأنصاري ثم أحد بني عوف ابن الخزرج ـ وكان بدرياً ـ علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال له : ياعليّ! نشدتك الله وحظنا من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : فقال له علي (عليه السلام) : اُدخل فدخل فحضر غسل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يل من غسله شيئاً قال : فأسنده علي (عليه السلام) إلى صدره وعليه قميصه ، وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه مع علي بن أبي طالب (عليه السلام) وكان أسامة ابن زيد وصالح مولاهما يصبان الماء وجعل علي (عليه السلام) يغسله ولم ير من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئاً مما يراه من الميت وهو يقول : بأبي أنت وأمي ما أطيبك حياً وميتاً! حتى إذا فرغوا من غسل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ وكان يغسل بالماء والسدر ـ جففوه ثم صنع به ما يصنع بالميت ، ثم أدرج في ثلاثة: ثوبين أبيضين وبرد حبرة ، ثم دعا العباس رجلين فقال : ليذهب أحدكما إلى أبي عبيدة بن الجراح ـ وكان أبو عبيدة يضرح لأهل مكة ـ وليذهب الآخر إلى أبي طلحة بن سهل الأنصاري ـ وكان أبو طلحة يلحد لأهل المدينة ـ قال : ثم قال العباس لهما حين سرّحهما : اللهم خر لرسولك قال : فذهبا فلم يجد صاحب أبي عبيدة أبا عبيدة ووجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة فجاء به فلحد لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .



أقول : ورواه ابن ماجة أيضاً في صحيحه في باب ما جاء في غسل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)عن سعيد بن المسيب مختصراً ، ورواه البيهقي أيضاً في سننه ج3 ص388 ([112]) بطريقين عن سعيد بن المسيب .حلية الأولياء لأبي نعيم ج4 ص73 ([113])



روى بسنده عن جابر بن عبد الله وابن عباس قالا : لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح إلى آخر السورة ـ وساق الحديث إلى أن قال ـ : فقال علي (عليه السلام) : يارسول الله إذا أنت قبضت فمن يغسلك ؟ ومن يصلي عليك ؟ ومن يدخلك القبر ؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : ياعليّ أما الغسل فاغسلني أنت وابن عباس يصب عليّ الماء وجبريل ثالثكما فإذا أنتم فرغتم من غسلي فكفنوني في ثلاثة أثواب جدد وجبريل (عليه السلام) يأتيني بحنوط من الجنة ، فإذا أنتم وضعتموني على السرير فضعوني في المسجد وأخرجوا عني ، فان أول من يصلي عليّ الرب عزوجل من فوق عرشه ثم جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم الملائكة زمراً زمراً ، ثم أدخلوا فقوموا صفوفاً لا يتقدم عليَّ أحد ـ إلى أن قال ـ فقبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)فغسله علي بن أبي طالب (عليه السلام) وابن عباس يصب عليه الماء وجبريل (عليه السلام) معهما وكفن بثلاثة أثواب جدد وحمل على السرير ثم أدخلوه المسجد ووضعوه في المسجد وخرج الناس عنه فأول من صلى عليه الرب من فوق عرشه وتقدس ثم جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم الملائكة زمراً زمراً ، قال علي (عليه السلام) : ولقد سمعنا في المسجد همهمة ولم نر لهم شخصاً فسمعنا هاتفاً يهتف وهو يقول : أدخلوا رحمكم الله فصلوا على نبيكم ، فدخلنا فقمنا صفوفاً كما أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فكبرنا بتكبير جبريل وصلينا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بصلاة جبريل ما تقدم منا أحد على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ودخل القبر علي بن أبي طالب (عليه السلام) . . . الحديث .الهيثمي في مجمعه ج9 ص36 ([114])



قال : وعن ابن عباس إن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ثقل وعنده عائشة وحفصة إذ دخل علي(عليه السلام) فلما رآه النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) رفع رأسه ثم قال: أدن مني أدن مني فأسنده إليه فلم يزل عنده حتى توفيّ فلما قضى قام علي(عليه السلام) وأغلق الباب وجاء العباس ومعه بنو عبد المطلب فقاموا على الباب فجعل علي(عليه السلام) يقول: بأبي أنت وأمي طبت حياً وطبت ميتاً وسطعت ريح طيبة لم يجدوا مثلها فقال: إيهاً دع حنيناً كحنين المرأة وأقبلوا على صاحبكم ، قال علي(عليه السلام): أدخلوا عليّ الفضل بن العباس فقالت الأنصار: نشدناكم بالله ونصيبنا من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فأدخلوا رجلاً منهم يقال له أوس بن حول يحمل جرة بإحدى يديه فسمعوا صوتاً في البيت: لا تجردوا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)واغسلوه كما هو في قميصه ، فغسله علي(عليه السلام) يدخل يده من تحت القميص، والفضل يمسك الثوب عنه والأنصاري ينقل الماء وعلى يد علي (عليه السلام)خرقة يدخل يده تحت القميص، قال : رواه الطبراني في الأوسط والكبير .



أقول : ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته ج2 القسم 2 ص62 ([115]) عن عبد الله بن الحارث باختلاف يسير ، ورواه البيهقي أيضاً في سننه ج3 ص388 ([116]) عن عبد الله ابن الحارث مختصراً .الثعلبي في قصص الأنبياء ص59 ([117])



قال : قال ابن عباس : قال عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) : لما وضعته (صلى الله عليه وآله وسلم) على المغتسل إذا بهاتف يهتف من زاوية البيت : ياعليّ لا تغسل محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنه طاهر مطهر قال : فوقع في قلبي من ذلك شيء وقلت : ويلك من أنت فإن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)أمرنا بهذا وهذه سنته ، وإذا بهاتف آخر يهتف بأعلى صوته غسله ياعليّ فإن الهاتف الأول كان الشيطان حسد محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يدخل قبره مغسلاً قال علي(عليه السلام): جزاك الله خيراً قد أخبرتني إن ذلك إبليس فمن أنت ؟ قال : أنا الخضر حضرت جنازة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) .مستدرك الصحيحين ج3 ص111 ([118])



روى بسنده عن ابن عباس قال : لعلي (عليه السلام) أربع خصال ليست لأحد، هو أول عربي وأعجمي صلى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف والذي صبر معه يوم المهراس ([119]) وهو الذي غسله وأدخله قبره .



أقول : ورواه ابن عبد البر أيضاً في استيعابه ج2 ص457 ([120]) وقال فيه : وهو الذي صبر معه يوم فرّ عنه غيره ـ الخ ـ .طبقات ابن سعد ج2 القسم 2 ص50 ([121])



روى بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري: أن كعب الأحبار قام زمن عمر فقال : ونحن جلوس عند عمر ما كان آخر ما تكلم به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟ فقال عمر : سل علياً (عليه السلام) قال : أين هو ؟ قال : هو هاهنا فسأله فقال : علي (عليه السلام) : أسندته إلى صدري فوضع رأسه على منكبي فقال : الصلاة الصلاة فقال كعب : كذلك آخر عهد الأنبياء وبه اُمروا وعليه يبعثون. قال : فمن غسله ياأمير المؤمنين؟ قال :



سل علياً ، قال : فسأله فقال : كنت أنا أغسله وكان العباس جالساً وكان أسامة وشقران يختلفان إلي بالماء .طبقات ابن سعد ج2 القسم 2 ص51 ([122])



روى بسنده عن أبي غطفان قال : سألت ابن عباس أرأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)توفي ورأسه في حجر أحد ؟ قال : توفي وهو لمستند إلى صدر علي (عليه السلام) قلت : فإن عروة حدثني عن عائشة أنها قالت توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بين سحري ونحري ، فقال ابن عباس : أتعقل ؟ والله لتوفي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإنه لمستند إلى صدر علي(عليه السلام) وهو الذي غسله وأخي الفضل بن عباس وأبى أبي أن يحضر وقال : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يأمرنا أن نستتر فكان عند الستر .الطبقات أيضاً ج2 القسم 2 ص61 ([123])



روى بسنده عن يزيد بن بلال قال : قال علي (عليه السلام) : أوصى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ألاّ يغسله أحد غيري ، فإنه لا يرى أحد عورتي إلاّ طمست عيناه ، قال علي (عليه السلام) : فكان الفضل وأسامة يناولاني الماء من وراء الستر وهما معصوبا العين ، قال علي(عليه السلام) : فما تناولت عضواً إلاّ كأنما يقلبه معي ثلاثون رجلاً .



أقول : وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ج9 ص36 ([124]) باختصار وقال : رواه البزار ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ج4 ص54 ([125]) باختصار وقال : أخرجه البزار والعقيلي وابن الجوزي .الرياض النضرة ج2 ص178 ([126])



قال : عن حسين بن علي عن أبيه عن جده (عليهم السلام) قال : أوصى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)علياً(عليه السلام) أن يغسله فقال علي (عليه السلام) : يارسول الله أخشى أن لا أطيق ذلك قال : إنك ستعان عليه قال : فقال علي (عليه السلام) : فوالله ما أردت أن أقلب من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)عضواً إلاّ قلب لي ، قال : خرجه ابن الحضرمي .



أقول : وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ج4 ص54 ([127]) وقال : عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده (عليهم السلام) ، وقال : أخرجه ابن عساكر .الرياض النضرة ج2 ص179 ([128])



قال : قال ابن اسحاق : لما غسل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) علي (عليه السلام) أسنده إلى صدره وعليه قميصه يدلكه به من ورائه ولا يفضي بيده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويقول : بأبي أنت وأمي ما أطيبك حياً وميتاً ولم يُرَ من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شيء يرى من الميت ، وكان العباس والفضل وقثم يساعدون علياً (عليه السلام) في تقليب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وكان أسامة بن زيد وشقران يصبان الماء عليه .كنز العمال ج6 ص155 ([129]) ولفظه : ياعليّ أنت تغسل جثتي وتؤدي ديني وتواريني في حفرتي وتفي بذمتي وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة ، قال : أخرجه الديلمي عن أبي سعيد ـ يعني عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .



أقول : وذكره المناوي أيضاً في كنوز الحقائق ص188 ([130]) باختصار وقال : أخرجه الديلمي .كنز العمال ج6 ص393 ([131])



روى بسنده عن ابن عباس قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب فلقد رأيت من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فيه خصالاً لأن تكون لي واحدة منهن في آل الخطاب أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة في نفر من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فانتهيت إلى باب أم سلمة



وعلي (عليه السلام) قائم على الباب ، فقلنا : أردنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال : يخرج إليكم ، فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فثرنا إليه فاتكأ على علي بن أبي طالب (عليه السلام) ثم ضرب بيده على منكبه ثم قال : إنك مخاصم تخاصم ، أنت أول المؤمنين إيماناً وأعلمهم بأيام الله، وأوفاهم بعهده ، وأقسمهم بالسوية ، وأرأفهم بالرعية وأعظمهم رزية ، وأنت عاضدي وغاسلي ودافني ، والمتقدم إلى كل شديدة وكريهة . . . الحديث .كنوز الحقائق للمناوي ص179 ([132])



ولفظه : لا يحل لمسلم أن يرى مجردي أو عورتي إلاّ عليّ قال : أخرجه الديلمي ـ يعني عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .بـابإن علياً (عليه السلام) أدخل الناس رسلاً رسلاًفيصلون على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صفاً صفاًطبقات ابن سعد ج2 القسم 2 ص70 ([133])



روى بسنده عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن أبيه عن جده عن عليّ (عليه السلام) قال : لما وضع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على السرير قال علي (عليه السلام): لا يقوم عليه أحد لعله يؤم ، هو إمامكم حياً وميتاً فكان يدخل الناس رسلاً رسلاً ([134]) فيصلون عليه صفاً صفاً ليس لهم إمام ويكبرون وعلي (عليه السلام) قائم بحيال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، اللهم إنا نشهد



أن قد بلغ ما أنزل إليه ، ونصح لأمته ، وجاهد في سبيل الله حتى أعز الله دينه ، وتمت كلمته ، اللهم فاجعلنا ممن يتبع ما أنزل الله إليه وثبتنا بعده ، وأجمع بيننا وبينه فيقول الناس : آمين آمين حتى صلى عليه الرجال ثم النساء ثم الصبيان .بـاب: في تعزيـة المـلائكـةأهل البيت (عليهم السلام) بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)مستدرك الصحيحين ج3 ص57 ([135])



روى بسنده عن جابر بن عبد الله قال : لما توفّي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عزّتهم الملائكة يسمعون الحس ولا يرون الشخص ، فقالت : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، إن في الله عزاءً من كل مصيبة ، وخلفاً من كل فائت فبالله فثقوا وإياه فارجوا ، فإنما المحروم من حرم الثواب ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد .



أقول : وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته ج2 ص129 ([136]) وقال أخرجه البيهقي في الدلائل .



بـاب : في تعزية الخضر أهل البيت (عليهم السلام)ولم يعرفـه إلاّ علي (عليه السلام)السيوطي في الدر المنثور : في ذيل تفسير قوله تعالى : ( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ) في أواخر سورة آل عمران .



قال : أخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال : لما توفّي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)وجاءت التعزية جاءهم آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال : السلام عليكم ياأهل البيت ورحمة الله وبركاته ( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ) إن في الله عزاءً من كل مصيبة وخلفاً من كل هالك ، ودركاً من كل ما فات ، فبالله فثقوا ، وإياه فارجوا فإن المصاب من حرم الثواب ، فقال علي (عليه السلام) : هذا الخضر .طبقات ابن سعد ج2 القسم 2 ص48 ([137])



روى بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه (عليهم السلام) قال : لما بقي من أجل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاث نزل جبريل فقال : ياأحمد ـ وساق الحديث إلى أن قال ـ : فقال جبريل : ياأحمد إن الله قد اشتاق إليك قال : فامض ياملك الموت لما أمرت به ، قال جبريل : السلام عليك يارسول الله ، هذا آخر مواطئ الأرض ، إنما كنت حاجتي من الدنيا ، فتوفّي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجاءت التعزية يسمعون الصوت والحس ولا يرون الشخص : السلام عليكم ياأهل البيت ورحمة الله وبركاته ( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ) إن في الله عزاءً عن



كل مصيبة ، وخلفاً من كل هالك ودركاً من كل ما فات ، فبالله فثقوا ، وإياه فارجوا ، إنما المصاب من حرم الثواب ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ثم رواه بطريق آخر قال في آخره : فقال علي (عليه السلام) : أتدرون من هذا ؟ قالوا : لا ، قال : هذا الخضر ، وقد تقدم هذا الحديث بتمامه في فضائل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في باب ملك الموت يستأذن على النبي في ج1 ص 179 فراجع ، وقد ذكره ابن حجر أيضاً في إصابته ج2 ص127 وص128 ([138]) بطرق عديدة وأكثرها مشتمل على التعزية دون الصدر ، وقال في آخره : قال جعفر (عليه السلام) : أخبرني أبي أن علي بن أبي طالب(عليه السلام) قال : تدرون من هذا ؟ هذا الخضر ، وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته ج5 ص503 ([139]) في المتن قال : وعن جعفر بن محمد عن أبيه (عليهما السلام) إن رجلاً من قريش دخل على أبيه علي بن الحسين (عليهما السلام) فقال : ألا أحدثك عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال : بلى حدثنا عن أبي القاسم (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : لما مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ وذكر الحديث كما تقدم باختلاف يسير ـ ، وقال في آخره : فقال علي (عليه السلام): أتدرون من هذا ؟ هو الخضر (عليه السلام) ، قال : رواه البيهقي في دلائل النبوة .بـاب: إن علياً (عليه السلام) قـاضيدين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومنجز عدتهمسند الإمام أحمد بن حنبل ج1 ص111 ([140])



روى بسنده عن علي (عليه السلام) قال : لما نزلت هذه الآية ( وأنذر عشيرتك الأقربين )([141]) قال : جمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أهل بيته فاجتمع ثلاثون فأكلوا وشربوا قال : فقال لهم : من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي ؟ فقال رجل : يارسول الله أنت كنت بحراً من يقوم بهذا ؟ قال : ثم قال الآخر : فعرض ذلك على أهل بيته فقال علي (عليه السلام) : أنا .



أقول : وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ج6 ص396 ([142]) وقال : أخرجه أحمد وابن جرير وصححه والطحاوي والضياء المقدسي .الرياض النضرة ج2 ص168 ([143])



قال : لما نزل قوله : ( وأنذر عشيرتك الأقربين )دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)رجالاً من أهله إن كان الرجل منهم لآكلاً جذعة ([144]) وإن كان شارباً فُرقاً ([145]) فقدم إليهم رِجلاً فأكلوا حتى شبعوا فقال لهم : من يضمن عن ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي ؟ فعرض ذلك على أهل بيته ، فقال علي (عليه السلام) : أنا ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : تقضي ديني وتنجز مواعيدي ، قال : خرجه أحمد في المناقب .حلية الأولياء لأبي نعيم ج10 ص211 ([146])



روى بسنده عن أبي سعيد الخدري عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : أعطيت في عليّ خمساً



أما إحداها فيواري عورتي ، والثانية يقضي ديني ، والثالثة إنه متكئ في طول الموقف ، والرابعة فإنه عوني على حوضي ، والخامسة فإني لا أخاف عليه أن يرجع كافراً بعد إيمان ولا زانياً بعد إحصان .طبقات ابن سعد ج2 القسم 2 ص89 ([147])



روى بسنده عن عبد الواحد بن أبي عون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما توفّي أمر علي(عليه السلام) صائحاً يصيح من كان له عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عدة أو دين فليأتني ، فكان يبعث كل عام عند العقبة يوم النحر من يصيح بذلك حتى توفّي عليّ (عليه السلام) ، ثم كان الحسن بن علي (عليهما السلام) يفعل ذلك حتى توفّي ، ثم كان الحسين (عليه السلام) يفعل ذلك وانقطع ذلك بعده سلام الله عليهم ، قال : قال ابن أبي عون : فلا يأتي أحد من خلق الله إلى علي (عليه السلام) بحق أو باطل إلاّ أعطاه .كنز العمال ج6 ص403 ([148])



قال : حدثنا شريك عن أبي اسحاق عن الحارث عن علي (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : في عليّ خمس خصال لم يعطها نبي في أحد قبلي ، أما خصلة فإنه يقضي ديني ويواري عورتي ، وأما الثانية فإنه الذائد عن حوضي ، وأما الثالثة فإنه مشكاة لي في طريق الحشر يوم القيامة ، وأما الرابعة فإن لوائي معه يوم القيامة وتحته آدم وما ولد ، وأما الخامسة فإني لا أخشى أن يكون زانياً بعد إحصان ولا كافراً بعد إيمان ، قال : أخرجه العقيلي .كنز العمال ج6 ص155 ([149])



ولفظه : ياعليّ أنت تغسل جثتي وتؤدي ديني ، وتواريني في حفرتي ، وتفي بذمتي ، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة ، قال : أخرجه الديلمي عن أبي سعيد ـ يعني عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .كنز العمال أيضاً ج6 ص155 ([150])



ولفظه : لا يقضي ديني غيري أو عليّ ، قال : أخرجه الطبراني عن حبشي بن جنادة ـ يعني عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وذكر أيضاً في الصفحة المذكورة ما لفظه : علي بن أبي طالب ينجز عدتي ويقضي ديني ، قال : أخرجه ابن مردويه والديلمي عن سلمان ـ يعني عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ وذكر أيضاً قبل هذا في ص153 ما لفظه : عليّ يقضي ديني ، قال : أخرجه البزار عن أنس ـ يعني عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .الهيثمي في مجمعه ج9 ص113 ([151])



قال : وعن جابر بن عبد الله قال : دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) العباس بن عبد المطلب فقال : إضمن عني ديني ومواعيدي ، قال : لا أطيق ذلك ، فوقع به ابنه عبد الله بن عباس فقال : فعل الله بك من شيخ ، يدعوك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لتقضي عنه دينه ومواعيده ، فقال : دعني عنك فإن ابن أخي يباري الريح فدعا علي بن أبي طالب(عليه السلام) فقال : إضمن عني ديني ومواعيدي ، فقال : نعم هي عليَّ فضمنها عنه...



الحديث ، قال : رواه البزار .أيضاً ج9 ص113 ([152])



قال : وعن سلمان قال : قلت : يارسول الله إن لكل نبي وصياً فمن وصيك ؟ فسكت عني فلما كان بعد رآني فقال : ياسلمان فأسرعت إليه قلت : لبيك قال : تعلم من وصيّ موسى ؟ قال : نعم يوشع بن نون ، قال : لِمَ ؟ قلت : لأنه كان أعلمهم يومئذ ، قال : فإن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني عليّ بن أبي طالب ، قال : رواه الطبراني .



أقول : وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير ج4 ص359 ([153]) في الشرح وقال : أخرجه البزار .أيضاً ج9 ص121 ([154])



قال : وعن ابن عمر قال : بينا أنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في ظل بالمدينة ونحن نطلب علياً (عليه السلام) إذ انتهينا إلى حائط فنظرنا إلى علي (عليه السلام) وهو نائم في الأرض وقد اغبر ـ إلى أن قال ـ : فقال ـ أي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ : ألا أرضيك ياعليّ ؟ قال : بلى يارسول الله قال : أنت أخي ووزيري تقضي ديني وتنجز موعدي وتبرئ ذمتي ، فمن أحبك في حياة مني فقد قضى نحبه ، ومن أحبك في حياة منك بعدي ختم الله له بالأمن والإيمان وآمنه يوم الفزع ، ومن مات وهو يبغضك ياعلي مات ميتة جاهلية ويحاسبه الله بما عمل في الإسلام ، قال : رواه الطبراني .أيضاً ج9 ص138 ([155])



قال : وعن أبي رافع إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعلي (عليه السلام) قبل موته : تبرئ ذمتي وتقبل على سنتي ، قال : رواه البزار .خصائص النسائي ص4 ([156]) ـ صاحب الصحيح المعروف ـ .



روى بسنده عن عائشة بنت سعد قالت : سمعت أبي يقول : سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الجحفة فأخذ بيد علي (عليه السلام) فخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إني وليكم قالوا : صدقت يارسول الله ، ثم أخذ بيد علي (عليه السلام) فرفعها فقال : هذا وليي ويؤدي عني ديني ، وأنا موالي من والاه ومعادي من عاداه .كنوز الحقائق ص92 ([157])



ذكر حديثين ، أحدهما عليّ يقضي ديني وثانيهما عليّ ينجز عداتي ويقضي ديني ، وفي كل منهما قال : أخرجه الديلمي .



/ 14