شهيد الولاء - شهید حجر بن عدی الکندی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شهید حجر بن عدی الکندی - نسخه متنی

محمد هاشم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

شهيد الولاء



حجر بن عدي الكندي هاشم محمد



كلمة المجمع



يمتاز الاسلام كاطروحة نظرية وكحركة رسالية لبناء إنسان الصلاح والعدل واُمة الخير الرائدة أنه صنع رجالاً لا مثيل لهم في التاريخ علماً وايماناً وسلوكاً ومواقف، من خلال تربيتهم واعدادهم في مدرسة اهل بيت النبوة والعصمة(عليهم السلام) .



وهؤلاء الرجال هم العظماء ليس في المنظور الاني لحياتهم فقط، بل على امتداد التاريخ الانساني، بما كان لهم من دور كبير في تصحيح المسار والوقوف بوجه الانحراف الذي كان يقوده الطواغيت السلطويون وأتباعهم من المنغمسين في أوحال الذلّ والعبودية للطغيان.



ومن عرفان الجميل لهؤلاء الاشخاص الذين بذلوا الغالي وكل ما يملكون أن تخصص الدراسات والبحوث لبيان حياتهم الجهادية والادوار التي عاشوها، وإيضاح الجوانب الرسالية الغامضة في مسيرتهم. كما أنه من المفيد أن يطّلع الجميع على واقع امثال هذه الشخصيات الفريدة لانهم القدوة الحسنى والمثل الطيب الذي ينبغي الاقتداء به، والاعتبار بسيرته ومواقفه الاسلامية.



ويقف في القمة منهم رجال الولاء والتشيّع لاهل بيت النبوة والعصمة(عليهم السلام)، اُولئك الذين أعطوا للانسانية على امتداد تاريخها دروساً لا تنسى في العزيمة والثبات والجهاد والتضحية، وكانوا كالشموع التي تحترق لتضيء الدرب للسالكين، بل كانوا نجوماً يهتدى بها في الظلمات، ويستدل بها على معالم الطريق.



وعلى العكس مما ينبغي، فبدل أن يكرّم هؤلاء، وبدل أن يوضعوا في الاماكن التي يحق لهم أن يتبوؤها، وقف ولاة الجور في وجوههم، وطاردوهم، وحاربوهم، وانتقموا منهم شر انتقام، سجناً، وتعذيباً، وقتلاً وصلباً، وإلى غيرها من الوسائل البشعة التي يمارسها الطغاة ضد الثائرين والرافضين لوجودهم (وما نقموا منهم إلاّ أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد).



وكان الظلم الذي تعرضوا له هو الجزاء الذي نالوه نتيجة اخلاصهم لربهم ولامتهم ولرسالتهم الخالدة.



كما أنهم ظلموا من قبل اخوانهم اتباع أهل البيت(عليهم السلام)، حيث التقصير بحقهم، لعدم الاهتمام الكافي بإبراز ادوارهم الرسالية ومواقفهم الرائدة، فظلّت تلك الادوار والمواقف في منسيات التاريخ وفي طيّ الاهمال. رغم ثراء تاريخنا الاسلامي بأمثال هذه المواقف الرائدة.



وسلسلة شهداء الولاء التي يتولى المجمع العالمي لاهل البيت(عليهم السلام)إصدارها بادرة طيبة في طريق إجلاء هذا التاريخ الناصع، وهذه الادوار الرسالية الخالدة.



والكتاب الاول الذي يبتدئ فيه سلسلته هذه هو شهيد الولاء حجر بن عدي الكندي. هذا الطود الذي كان ذروة في الايمان والصلابة في الحق ضد الباطل، وكيف لا يكون كذلك؟ وهو التلميذ الصالح لسيد المعلّمين بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أمير المؤمنين علي بن ابي طالب(عليه السلام) الذي غذاه من علمه، وروّاه من إيمانه، وأغدق عليه من إخلاصه وثباته وشجاعته دروساً سطّرها التاريخ منائر من نور.



وقد كان ليراع سماحة المحقق السيد هاشم الهاشمي وابداعه في هذه الترجمة الهادفة دورٌ اساسي لاظهار السلسلة بالمستوى الرفيع الذي يجعل منها دروساً للاجيال المتعاقبة والطلائع الرسالية في كل زمان ومكان.



المعاونية الثقافية



للمجمع العالمي لاهل البيت (ع)



المقدمة



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمّد وآله الطاهرين.



هذه دراسة حول حجر بن عدي الكندي، أحد أعلام الولاء لاهل البيت(عليهم السلام)وأبطالهم وشهدائهم. حاولت فيها استقصاء ما ذكر حوله في مختلف المصادر، القديمة والحديثة، بما يسلّط الضوء على سيرة حياته متكاملة من ولادته حتى استشهاده في مرج عذراء، بأيدي أعداء أهل البيت، أعداء النور والهدى، لان في دراسة امثال هؤلاء الافذاذ قدوة وعبرة لغيرهم، من أجل مواصلة الطريق الذي سلكوه في سبيل الدفاع عن الولاء، الذي يمثل الاسلام الاصيل، وطريق الكمال والسعادة والفلاح في الدنيا والاخرة، والحفاظ على تلك المبادئ والمكتسبات مهما كانت التضحيات.



وقد كتبت هذه الدراسة عام 1388 هجرية، ولكني خلال هذه المدة الطويلة أضفت اليها ما أمكن إضافته، مما ظفرت به في مختلف المصادر، مما يتعلق بها.



ومن الجدير أن أذكر أنني لم ابذل قصاري جهدي في أمثال هذه البحوث والدراسات لعدم تفرّغي لها، وذلك لانصرافي أكثر إلى الدراسات الحوزوية، وتوجيه جل اهتمامي إليها، وهو بطبيعة الحال ربّما أدى إلى عدم التوجّه المطلوب لهذه البحوث التاريخية والادبية وأمثالها.



وربما احتاجت إلى تخصص واهتمام اكثر، لتتجلى بالصورة المنشودة، إلاّ أنني أقدمت على نشرها لعلها تقدم خدمة متواضعة في مجال نشر مبادئ أهل البيت وتاريخهم وتراثهم، ولعلها تنفع صحيفة كاتبها (يوم لا ينفع مال ولا بنون* إلاّ من أتى الله بقلب سليم)، وبشفاعة أهل بيته الطاهرين، فتقبلوا يا سادتي وأئمتي هذا الجهد الضئيل، متوسّلاً بكم إلى الله ان يتفضل على عبده الضعيف بالاستقامة على ولائكم ومبادئكمالتيتمثل الاسلام الاصيل، والصراط المستقيم، والسعادة فيالدنيا والاخرة، وبالشفاعة في يوم الجزاء، إنه نعم المولى ونعم النصير.



هاشم محمد



اسمه



(حُجر بضم أوله وسكون الجيم، ابن عدي بن معاوية بن جبلة بن ربيعة بن معاوية الاكرمين الكندي، المعروف بحجر بن الادبر، حجر الخير) [1].



وابن سعد يُسقط معاوية الاول في نسب حجر، فيقول: (حجر بن عدي بن جبلة..) [2] على خلاف بقية المؤرخين. وقد بحثت عن مسألة النسب، والاختلاف فيه في رسالتي عن ابي الاسود الدؤلي، واضع النحو العربي، فليراجع.



وقال السيد الداماد: (حجر بضم الحاء وسكون الجيم ثم راء، وعدي بفتح العين وكسر الدال ثم ياء مشدّدة، والكندي نسبة الى كندة، بكسر الكاف و سكون النون وفتح الدال، هي قبيلة عربية كبيرة، تنتسب الى ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان. قيل: سمي كندة لانه كند أباه، اى كفر نعمته) [3].



(ويعرف بحجر الخير، وابن عمه حجر الشر، حجر بن يزيد ملعون من أتباع معاوية يوم صفين كما في كتاب صفين) [4].



وكذلك يعرف بحجر بن الادبر لان اباه عديا طُعن موليا فسمي الادبر [5].



ولادته وشهادته



يكتنف بعض الغموض في التاريخ حياة حجر، و نشير إلى بعض نقاطه التي منها ولادته. فلم يذكر المؤرخون عام ولادته. وقد نتمكن من تخمين ذلك من خلال تتبع حياته والاستفادة من سنة وفاته. ففي الطبقات: (وكان حجر بن عدي جاهلياً إسلامياً) [6]. وفي المستدرك روى عن مصعب الزبيري: أن حجراً (كان قد وفد إلى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)) [7]. وروى عن ابراهيم بن يعقوب: (قد أدرك حجر بن عدي الجاهلية وأكل الدم فيها، ثم صحب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وسمع منه) [8]. فهو إذن قد عاصر الجاهلية، يؤيده ما ذهب إليه أكثر المؤرخين، بل إنهم ذكروا أنه مارس بعض مظاهرها (كأكل الدم)، وهذه الممارسة لا تحصل إلاّ في فترة الرشد. وهناك بعض الروايات يؤكد صغر سنه بالنسبة لبقية الصحابة: وكان حجر من فضلاء الصحابة وصغر سنه عن كبارهم [9]، ولكن ما هو مقياس الصغر عند المؤرخين وما هي مدة صحبته للرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)؟ يقول السبيتي: .. ومن هنا يتبين أن صحبته لم تتجاوز السنتين، وكذلك ليس من السهل تحديد عمره عندما أسلم ويلوح لنا أيضاً أنه لم ينته من العقد الثالث [10]. ويظهر من كلامه أن عمر حجر ناهز الثلاثين حين وفاة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، ولعل ما يدعم ذلك أنه قتل وهو شيخ.



وجميع هذه الاراء لا تستند إلى وثائق تأريخية مسلّمة، بل هي افتراضات وإن أصابت جانباً من الواقع بحسب تلك الوثائق.



أما سنة شهادته فيذهب أكثر المؤرخين أنه قتل في مرج عذراء مع جماعة من الموالين لامير المؤمنين(عليه السلام) بأمر معاوية سنة (51هـ)، وهذا ما ذكر في تاريخ الطبري، والكامل وغيرهما من كتب التاريخ، والتراجم والسير. ولكن البعض منها، أمثال المسعودي في مروج الذهب، خالف بقية المؤرخين.



يقول المسعودي: (وفي سنة ثلاث وخمسين قتل معاوية حجر بن عدي الكندي) [11] ويذكر أيضاً في آخر حديثه عن حكاية مقتله (وقيل: ان قتلهم كان في سنة خمسين) [12]. والظاهر أنه يرجح سنة (53هـ) لقوله في معرض ذكره لسنة خمسين: (قيل)، وهو دليل على تضعيفه، فهو لا يتطرّق الى ما عليه الاكثر أنه قتل عام (51هـ)، وقد ذكر بعض المؤرخين ما ذكره المسعودي، ولكن بتعبير التضعيف (قيل)، والاصح ان وفاته سنة (51هـ).



ولقتله حكاية سوف نتحدث عنها بصورة موسعة.



أولاده



في الاصابة: (وكان لحجر بن عدي ولدان عبد الله و عبد الرحمن قتلا مع المختار، لما غلب عليه مصعب) [13] او (قتلهما مصعب بن الزبير صبراً) [14].



وذكر المرزباني أن له ولداً قتل معه في مرج عذراء في موقف بطولي ذكرناه في موضعه، وإن ذكر السيد الامين أنّ المرزباني قد انفرد بهذا القول ولكن السيد الامين نفسه ينقل بعد ذلك عن الشهيد الاول أنه قتل ابنه معه في مرج عذراء، وأن هذا الابن اسمه (همام) [15]. وذكره أيضاً صاحب الدرجات الرفيعة [16].



ونقل الحاكم في المستدرك حديثاً عن مخشي بن حجر بن عدي عن أبيه. ويظهر منه ان لحجر ابنا آخر اسمه مخشي غير المذكورين [17]، وقد ذكرنا الحديث في موضع آخر.



ويظهر من مروج الذهب انه كانت لحجر ابنة، انشدت شعراً ترثي اباها فيه، سيأتي ذكرها لاحقاً.



* * *



قبيلته



حجر من قبيلة كندة (وكندة اسمه ثور بن عفير بن عدي بن الحارث ابن أدد بن زيد بن عمر بن عريب بن كهلان) [18]، ويذكر فريد وجدي (كندة بطن من كهلان فهم قحطانيون) [19].



ولكندة تاريخ ضخم، قلّ أن حصل لغيرها من القبائل، فقد كونت في مرحلة زمنية معينة دولة في اليمن، واُخرى في الحجاز، كما يقول ذلك صاحب كتاب نهاية الارب في معرفة انساب العرب: (وبلاد كندة في اليمن، وكان لكندة هؤلاء ملك بالحجاز واليمن) [20].



أصل كندة



(وأصلهم من البحرين والمشقر، هاجروا الى حضرموت فاقاموا ببلدة اسمها كندة، فكانوا هنالك موالين للحميريين، فاتفق أن حجر بن عمرو آكل المرار، سيد كندة، كان أخا حسان بن تبّع ملك حمير من امه، فولاه قبائل معد كلها. ولكن اليعقوبي قال: إن سبب نزوح كندة من حضرموت أن وقع بين القبيلتين حروب طالت حتى كادت تفنيهما فرحلت كندة من اليمن فصارت إلى أرض معد، فجاورتهم، ثم ملكوا رجلاً منهم اسمه مرتع بن معاوية بن ثور، فكان أول ملوكهم، ثم خلفه آخر وآخر حتى الحارث بن عمر بن حجر الذي حاربه النعمان بن المنذر ملك الحيرة وهزمه، ثم تمكّن منه وقتله لمنافسة كانت بينهما فبقي اولاده الاربعة يحكم كل منهم في الجهة التي عينه بها أبوه قبل موته، فأغرى النعمان بينهم العداوة فلم يبق بينهما غير اثنين وهما حجر بن الحارث على بني أسد، ومعدي كرب بن الحارث صاحب قيس وعيلان، ثم ثار بنو أسد فقتلوا حجراً، فهبّ ابنه امرؤ القيس بن حجر ـ الشاعر المشهور ـ للاخذ بثأره، فأوقع ببني أسد، ثم قصد قيصراً ليمده بجنود فمات بالقسطنطينية. وقيل بل سمه قيصر فضعفت دولة كندة، ولم يبق منها إلاّ معدي كرب بن الحارث على بني قيس وبني عيلان، واُمراء آخرون لهم سيادة على بعض القبائل وكان أشهر فروع تلك الدولة في دومة الجندل والبحرين ونجران وغمر ذي كندة فبقيت في كل منها دولة صغيرة حتى ظهر الاسلام، فانقرضت جميعاً. تأسست هذه الدولة في القرن الخامس للميلاد وانقرضت بوفاة امرئ القيس) [21].



ويظهر من هذا الحديث أن كندة كونت دولة في اليمن زاحمت بها دول الحميريين، مما ادى إلى نشوب الحرب، فالرحيل الى الحجاز، حيث كونت دولة ايضاً زاحمت بها المناذرة (سيدة العرب آنذاك) وادى ذلك الى نشوب الحرب بينهما، والى غيرها من الحروب مع سائر القبائل الاخرى، وهذه الحروب ادت الى انهيار دولة هذه القبيلة الموحدة وزعامتها، وتفرقت الى قبائل عديدة بظهور الاسلام. ولم يبق منها الا عنوانها الذي كان لها ذات يوم، دولة واسعة موحدة.



وابان الفتوحات الاسلامية التي زحفت على الفرس والروم، والتي بدأ نشاطها منذ عهد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، بعد ان تجمعت القبائل تحت ظل راية الاسلام، ونفخ فيها الروح الاسلامية، وحفزت المسلمين، على نشر هذه المبادئ الاسلامية في ارجاء العالم، والتصدي لهجمات الاخرين، زحفت هذه القبائل لكي تهز عروش قيصر وكسرى، وان تدخلت بعد ذلك في بعض الفتوحات بعض الاهداف الاخرى التي لا تتلاءم والتعاليم الاسلامية الحقة [22] وهذه احدى الاسباب في تغرب بعض القبائل عن موطنها الاصلي.



وبعد استقرار الحروب، رأى المسلمون حاجتهم الى اتخاذ موطن لهم في هذه البلاد الغريبة والبعيدة عن بلادهم، فاقام البعض منهم في الكوفة. فبعد ان اسقط العرب ـ المسلمون ـ المدائن عاصمة الامبراطورية الساسانية، وثبتت اقدامهم في العراق، ارادوا ان يبنوا لهم دار هجرة تكون محلاً لاقامتهم، ومعسكراً لحامياتهم التي بها يوطدون سلطانهم على العراق، ومن الواضح ان الاسباب التي دفعت المسلمين للاستيطان في البلدان المفتوحة، عديدة ولا تنحصر في سبب واحد، فمنها اسباب دينية، ومعيشية، واجتماعية وغيرها.



وكان المسلمون قد اقاموا بالمدائن اول الامر وبنوا بها المساجد غير انهم استوخموها واستوبأوها، وكتب عمر الى سعد بن أبي وقاص بضرورة تركها وارتياد غيرها، ويروى ان سعداً ارتاد أماكن مختلفة فلم ترقه، إما لعدم صلاحها للاغراض الحربية، أو لعدم توافر الشروط الصحية فيها، وأخيراً اهتدوا إلى أرض الكوفة غربي الفرات، التي توفر فيها الشروط المذكورة، العسكرية، والصحية والطبيعية، وبعد تخطيط الكوفة قسمت الاماكن الاخرى، وعرف كل حيّ بمن نزله من العرب).



واختلفت الروايات في تاريخ بناء الكوفة، ولعل الاكثر يرجح انها بنيت عام (17) هجرية، اما موقع كندة، فيذكر الشيخ علي الشرقي نقلاً عن تاريخ الكوفة: (وكانت أرباع الكوفة تنقسم الى خمسة عشر منهجا.. مناهج الربع الثاني ـ وموقعه في جهة القبلة جنوبا ـ محلات بني أسد ونخع وكندة والازد) [23].



وهكذا رأينا أن كندة كسائر القبائل الاخرى تسكن الكوفة. وإذا علمنا ان حجراً كان من زعماء قومه، إضافة الى ان كندة كانت في يوم من الايام من القبائل المالكة، فلا بد أن يتميز حجر عن سائر الافراد بحكم بيته، وعن بقية القبائل الاخرى بحكم قبيلته بصفات وخصائص يتميز بها امثال هؤلاء الافراد المنحدرين عن بيوت وقبائل مالكة، إلاّ أننا لا ننكر أن القسم الاكبر من صفاته العالية تسرب اليه من خلال عقيدته الاسلامية، ويعتقد السبيتي، إن حجراً كان شريفاً شجاعاً رئيساً، وهذه الصفات لم يقدمها الاسلام إليه فحسب، بل وصلت إليه ايضاً من خلال الوراثة والبيئة، بعد ما عرفنا ما لهذين العاملين من تأثير في شخصية الفرد في طفولته.



ومع ذلك فلم يقدم لنا التاريخ توضيحاً عن طفولة حجر، إلاّ ان المزايا والصفات التي امتاز بها في كبره تنبئ عن طفولته، وعن تربيته ووراثته.



اسلامه وصحبته اسلامه:



لم يحدّد زمان اسلامه، وهناك كلام واحد يكرره اكثر المؤرخين الذين تحدثوا عن حجر، ربما دل على اسلامه في حياة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، (انه وفد على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) مع أخيه هانئ بن عدي) [24]، وقد تقدم في الحديث عن ولادته ووفاته، وسيأتي حين الحديث عن صحبته، ما يلقي الضوء على اسلامه، ولكن لم يعين زمان اسلامه، ولو اردنا ابداء الرأي فيه، فلا يكون الاّ تخميناً، وقد حاول السبيتي ذلك فقال: (وليس من السهل أن نحدد وقت اسلامه، ويلوح انه كان متأخراً، وربما كان بعد فتح مكة، ومن هنا يتبين لنا ان صحبته لم تتجاوز السنتين) [25]، ولكن هذا لا يعدو ان يكون تخميناً.



ولعل الحق انه اسلم في حياة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم). يدل على ذلك وفادته على الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) وملاقاته إياه في حياته، وما ذكره مترجموه انه كان من الصحابة، وما ذكر له من أحاديث رواها عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)بنفسه.



والظاهر ان وفادة حجر ـ بملاحظة عمره ـ كانت على الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)في المدينة، ولعلها في أواخر حياته(صلى الله عليه وآله وسلم)، وبعد قوة الاسلام وانتشاره، حيث وفد آنذاك الكثير من القبائل والافراد من اجل الاسلام على يدي الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذا ما يؤيد ان مقصود حجر من الوفادة هو الاسلام.



والملاحظ أن إسلامه منذ البداية كان عن وعي وعمق، ولذلك اعتبر من فضلاء الصحابة بالرغم من صغر سنه، وتأخر إسلامه.



[1] الاصابة ج 1 / ص 313.



[2] الطبقات ج6 / ص217.



[3] التعليقة على رجال الكشي ج 1 / ص 14.



[4] مستدرك سفينة البحار ج 2 / ص 6، ووقعة صفين / ص243.



[5] الطبقات ج 6 / ص 217.



[6] الطبقات ج6 / ص217.



[7] المستدرك ج3 / ص468.



[8] المستدرك ج3 / 470.



[9] الاستيعاب ج1 / ص355.



[10] حجر بن عدي / ص68.



[11] مروج الذهب ج 3 / ص 3، المستدرك ج 3 / ص 468.



[12] مروج الذهب ج3 / ص4.



[13] الاصابة ج 1 / ص 315.



[14] المستدرك ج 3 / ص 468.



[15] أعيان الشيعة ج 4 / ص 582.



[16] الدرجات الرفيعة / ص 428.



[17] المستدرك ج 3 / ص 470.



[18] تاريخ الكوفة / ص 197.



[19] دائرة معارف القرن العشرين ج 6 / ص 243.



[20] نهاية الارب / ص 374.



[21] دائرة المعارف، فريد وجدي ج 6 / ص 243 بتصرف.



[22] يراجع في هذا المجال كتاب الحياة السياسية للامام الحسنعليه السلام للسيد جعفر مرتضى العاملي ص117، وكتابه الاخر سلمان الفارسي، ففيه بحث دقيق حول واقع الفتوحات.



[23] تاريخ الكوفة / ص 142.



[24] الطبقات ج 6 / ص 217.



[25] حجر بن عدي / ص 68.

/ 9