مقتطفات جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقتطفات - جلد 2

عیدروس ابن رویش

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المقتطفاتلابن رويش الأندونيسيّ الجزء الثانيالحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه محمّد وآله الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم ومخالفيهم أجمعين الى يوم الدين.أين كان مولد الإمام علي(عليه السلام)؟

لقد خفي ذلك على أكثر الناس في بلادنا، حتّى كاد أن يخرج عن دائرة علم أغلب المتعلّمين منهم والمهذّبين، فضلاً عن عوامهم، لماذا؟ يا ليت من مجيب. أيمرّ التاريخ معرضاً مغمضاً عن تلك المنقبة الجليلة، ولا يلوى عليها حتّى بطرفة عين؟ أم قد صار الموضع الذي كان يولد فيه أثراً بعد عين؟

كلاّ ثمّ كلاّ، إنّ هنالك كتباً ألّفها المؤرخون والعلماء، بل وأشعاراً هتف بها الاُدباء والحكماء، ولكن لم خرست ألسنة الفصحاء والخطباء والبلغاء من العلماء عن بيانه، بحيث لم يكن عند ذكرهم فضائله وشمائله مذكوراً، ولا في صفحات مناقبه في الكتب التي قرأها الطلبة مسطوراً؟

أهناك أمر ما يقتضي الاخفاء حتّى كاد أن يفضي الى الخفاء؟ أم إن الرواة الذين سيلي ذكرهم من المتروكين الضعفاء؟ لست أدري فإن تعجب فعجب، انّ الموضع لمعروف بكلّ المعزّة والتكرمة، وموصوف بكلّ الهيبة والعظمة، قديماً كان أو حديثاً لدى جميع الخلق والاُمة، ملكاً كان أو بشراً، مسلماً كان أو كافراً، كبيراً كان أو صغيراً، موضع يكون وجهة للمتعبّدين، وقبلة للمصلّين، وكعبة الركّع السجود، للملك الربّ المعبود. فهلاّ عرفوها حقّ معرفتها؟ بلى، ولكن قلّ من يصرّح بمن ولد فيها بما قد تواترت أخبارها، كما قد نصّ على ذلك جماعة من حفظة السنن وشرّاحها.

قال الحاكم في المستدرك [3 : 483]: وقد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد قد ولدت أمير المؤمنين علياً كرّم اللّه وجهه في جوف الكعبة.

وقال الآلوسي صاحب التفسير الكبير في كتابه شرح الخريدة الغيبيّة في شرح القصيدة العينيّة لعبد الباقي العمري [ص 15] عند قول الناظم:

أنت العليّ الذي فوق العلى رفعا***ببطن مكّة عند البيت إذ وضعا

مالفظه: وكون أمير المؤمنين كرّم اللّه وجهه ولد في البيت أمر مشهور في الدنيا، وذكر في كتب الفريقين: السنّة والشيعة ـ إلى أن قال: ـ ولم يشتهر وضع غيره كما اشتهر وضعه، بل لم تتّفق الكلمة عليه، وما أحرى بإمام الأئمّة أن يكون وضعه فيما هو قبلة المؤمنين، فسبحان من وضع الأشياء في موضعها وهو أحكم الحاكمين.

وقال الحافظ الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب [ص 261]: لم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام سواه، إكراماً له بذلك، وإجلالاً لمحلّه في التعظيم.

وقال الشريف الرضي المتوفّى سنة [406] في خصائص الأئمة [ص 39]: لم نعلم مولوداً ولد في الكعبة غيره.

وقال الشيخ أبو عبداللّه المفيد المتوفّى سنة [413 ]في كتابه الارشاد [ص5]: لم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله سواه، إكراماً من اللّه جلّ اسمه بذلك، وإجلالاً لمحلّه في التعظيم.

وقال الشريف المرتضى المتوفّى سنة [436] في شرحه للقصيدة البائيّة للحميري [ص 15 ط. مصر]: لا نظير له في هذه الفضيلة.

وقال أمين الاسلام الفضل بن الحسن الطبرسي صاحب تفسير مجمع البيان في كتابه أعلام الورى [ص 93]: لم يولد قّط في بيت اللّه تعالى مولود سواه، لا قبله ولا بعده.

وقال ابن البطريق شمس الدين أبو الحسين يحيى بن الحسن الحلّي المتوفّى سنة [600] في كتابه العمدة [ص 24] لم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله سواه.

وقال بهاءالدين الاربلي المتوفّى سنة [692] في كتابه كشف الغمّة [1 : 59]: لم يولد في البيت أحد سواه قبله ولا بعده، وهي فضيلة خصّه اللّه بها إجلالاً له، وإعلاءً لرتبته، وإظهاراً لتكرمته.

وقال العلامة الحسن بن يوسف الحلّي المتوفّى سنة [726] في كتابه نهج الحقّ وكشف الصدق [ص 5]: إنه لم يولد أحد سواه فيها لا قبله ولا بعده.

وقال العلامة أحمد بن عبدالرحيم الدهلوي الشهير بشاه ولي اللّه في كتابه ازالة الخفاء: تواترات الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين عليّاً في جوف الكعبة، فإنه ولد في يوم الجمعة ثالث من شهر رجب، بعد عام الفيل بثلاثين سنة في الكعبة، ولم يولد فيها أحد سواه قبله ولا بعده.

وحكى الحافظ الكنجي من طريق ابن النجّار، عن الحاكم النيسابوري أنّه قال: ولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بمكّة في بيت اللّه الحرام، ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل.

وقال الآلوسي في شرحه المذكور [ص 75] عند قول العمري:

وأنت أنت الذي حطّت له قدم***في موضع يده الرحمن قد وضعا

وقيل: أحبّ(عليه السلام) ـ يعني عليّاً ـ أن يكافىء الكعبة حيث ولد في بطنها بوضع الصنم عن ظهرها، فإنّها كما ورد في بعض الآثار كانت تشتكي إلى اللّه تعالى عبادة الأصنام حولها وتقول: أي ربّ حتّى متى تعبد هذه الأصنام حولي؟ واللّه تعالى يعدها بتطهيرها من ذلك، انتهى.

وإلى هذا المعنى أشار العلاّمة السيّد رضا الهندي بقوله:

لمّا دعاك اللّه قدماً لأن***تولد في بيت فلبّيته

شكرته بين قريش بأن***طهّرت من أصنامهم بيته

وقال السيّد الحميري المتوفّى سنة [173]:

ولدته في حرم الإله وأمنه***والبيت حيث فناؤه والمسجد

بيضاء طاهرة الثياب كريمة***طابت وطاب وليدها والمولد

في ليلة غابت نحوس نجومها***وبدت مع القمر المنير الأسعد

مالفّ في خرق القوابل مثله***إلاّ ابن آمنة النبيّ محمّد

وقال الشيخ حسين نجف المتوفّى سنة [1252]:

جعل اللّه بيته لعلىّ***مولداً ياله عُلىً لا يضاها

لم يشاركه في الولادة فيه***سيّد الرسل لا ولا أنبياها

علم اللّه شوقها لعلىّ***علمه بالذي به من هواها

إذا تمنّت لقاءه وتمنّى***فأراها حبيبه ورآها

ما ادّعى مدّع لذلك كلاّ***من ترى في الورى يروم ادّعاها

فاكتست مكّة بذاك افتخاراً***وكذا المشعران بعد مناها

بل به الأرض قد علت اذ حوته***فغدت أرضها مطاف سماها

أو ما تنظر الكواكب ليلاً***ونهاراً تطوف حول حماها

وإلى الحشر في الطواف عليه***وبذاك الطواف دام بقاها

وقال الحاج ميرزا إسماعيل الشيرازي المتوفّى سنة [1305] في بعض قصيدته:

حبّذا آناء اُنس أقبلت***أدركت نفسي بها ما أمّلت

وضعت اُمّ العلى ما حملت***طاب أصلاً وتعالى محتدا

مالكا ثقل ولاء الاُمم

آنست نفسي من الكعبة نور***مثل ما آنس موسى نار طور

يوم غشّى الملأ الأعلى سرور***قرع السمع نداء كندا

شاطئ الوادي طوى من حرم

ولدت شمس الضحى بدر التمام***فانجلت عنّا دياجير الضلام

ناد يا بشراكم هذا غلام***وجهه فلقة بدر يهتدى

بسنا أنواره في الظلم

هذه فاطمة بنت أسد***أقبلت تحمل لاهوت الأبد

فاسجدوا ذلاًّ له فيمن سجد***فله الأملاك خرّت سجدا

إذ تجلّى نوره في آدم

كشف الستر عن الحقّ المبين***وتجلّى وجه ربّ العالمين

وبدا مصباح مشكاة اليقين***وبدت مشرقة شمس الهدى

فانجلى ليل الضلال المظلم

نسـخ التأبد من نفي ترى***فأرانا وجهه ربّ الـورى

ليت موسى كان فينا فيرى***ماتمنّاه بطور مجهـدا

فانثنى عنه بكفّي معدم

هل درت اُمّ العلى ما وضعت***أم درت ثدي الهدى ما أرضعت

أم درت كفّ النهى ما رفعت***أم درى ربّ الحجى ما ولدا

جلّ معناه فلمّا يعلم

سيّد فاق علا كلّ الأنام***كان إذ لا كائن وهو امام

شرّف اللّه به البيت الحرام***حين أضحى لعلاه مولدا

فوطا تربته بالقدم

إن يكن يجعل للّه البنون***وتعالى اللّه عمّا يصفون

فوليد البيت أحرى أن يكون***لوليّ البيت حقّاً ولدا

لا عزير لا ولا ابن مريم

هو بعد المصطفى خير الورى***من ذرى العرش إلى تحت الثرى

قد كست علياءه اُمّ القرى***غرّة تحمي حماها أبدا

حيث لا يدنوه من لم يحرم

سبق الكون جميعاً في الوجود***وطوى عالم غيب وشهود

كلّما في الكون من يمناه جود***إذ هو الكائن للّه يدا

ويداللّه مدرّ الأنعم

سيّد حازت به الفضل مضر***بفخار فسما كلّ البشر

وجهه في فلك العليا قمر***فبه لا بالنجوم يهتدى

نحو مغناه لنيل المغنم

هو بدر وذراريه بدور***عقمت عن مثلهم اُمّ الدهور

كعبة الوفّاد في كلّ الشهور***فاز من نحو فناها وفدا

بمطاف منه أو مستلم

ورثوا العلياء قدماً من قصيّ***ونزار ثمّ فهر ولؤيّ

لا يبارى حيّهم قطّ بحيّ***وهم أزكى البرايا محتدا

وإليهم كلّ فخر ينتمي

أيّها المرجى لقاه في الممات***كلّ موت فيه لقياك حياة

ليتما عجّل بي ما هو آت***علّني ألقى حياتي في الردى

فائزاً منه بأوفى النعم

وقال السيّد علي النقي اللكهنوي في قصيدة له:

طرب الكون لبشر وهنا***إذ بدا الفخر بنور وسنا

وأتى الوحي ينادي معلنا***قد أتاكم حجّة اللّه الإمام

وأبو الغرّ الهداة النجب

خصّه الرحمن بالفضل الصراح***ومزايا أشرقت غرّاً وضاح

وسما منزله هام الضراح***فغدا مولده خير مقام

طأطأت فيه رؤوس الشهب

إنّه أوّل بيت وضعا***للورى طرّاً فأضحوا خضّعاً

وعلى الحاضر والبادي معا***حجّة أصبح فرضاً لزام

طاعة تتبع أقصى القرب

وهو القبلة في كلّ صلاه***وملاذ يرتجى فيه النجاه

وقد استخلصه اللّه حماه***فلأن يأت إليه مستهام

في ملمّ داعياً يستجب

تلكم فاطمة بنت أسد***أمّت البيت بكرب وكمد

ودعت خالقها الباري الصمد***بحشاً فيه من الوجد الضرام

قد علته قبسات اللهب

نادت اللّهم ربّ العالمين***قاضي الحاجات للمستصرخين

كاشف الكرب مجيب السائلين***إنّني جئتك من دون الأنام

أبتغي عندك كشف الكرب

بينما كانت تناجي ربّها***وإلى الرحمن تشكو كربها

وإذا بالبشر غشّى قلبها***من جدار البيت إذ لاح ابتسام

عن سنا ثغر له ذي شنب

فتق الزهر أم انشقّ القمر***أم عمود الصبح بالليل انفجر

أم أضاء البرق فالكون أزدهر***أم بدا في الاُفق خرق والتئام

فغدا برهان معراج النبيّ

أم أشار البيت بالكفّ ادخلي***واطمئنّي بالإله المفضل

فهنا يولد ذو العليا علي***من به يحظى حطيمي والمقام

وينال الركن أعلا الرتب

دخلت فاطم فارتدّ الجدار***مثلما كان ولم يكشف ستار

إذ تجلّى النور وانجاب السرار***عن سنا بدر به يجلو الظلام

والورى تنجو به من عطب

ولد الطاهر ذاك ابن جلا***من سما العرش جلالاً وعلا

فله الأملاك تعنو ذلّلا***وبه قد بشّر الرسل العظام

قومهم فيما خلا من حقب

عرف اللّه ولا أرض ولا***رفعت سبع طباق ظللا

فلذا خرّ سجوداً وتلا***كلّما جاء إلى الرسل الكرام

قبله من صحف أو كتب

إن يك البيت مطافا للأنام***فعليّ قد رقى أعلا سنام

إذ به يطوّف البيت الحرام***وسعى الركن إليه لاستلام

فغدا يزهو به من طرب

لم يكن في البيت مولود سواه***إذ تعالى عن مثيل في علاه

اُوتي العلم بتعليم الاله***فغذاه درّه قبل الفطام

يرتوي منه بأهنى مشرب

صغر الكون على سؤدده***وانتمى الوحي إلى محتده

بشّر الشيعة في مولده***واقصدوا العلامة الحبر الإمام

منبع العلم مناط الأدب

وقال السيّد عبدالعزيز محمّد بن الحسن بن أبي نصر الحسيني السريجي:

إن لم أفض في المغاني ماء أجفاني***فما أفظّ إذاً قلبي وأجفاني

وكيف لا يهمل الدمع الهتون فتىً***أمسى أسير صبابات وأحزان

يا ربّة السجف هلاّ كنت قاضية***ديناً وأقلعت عن مطل وليّان

لو كنت في عصر بلقيس لما خلبت***بلقيس قلب ابن داود سليمان

يا قلب كم بالحسان البيض تجعلني***مستهتراً والنهى عن ذاك ينهاني

ولي بودّ أمير النحل حيدرة***شغل عن اللهو والأطراب ألهاني

هات الحديث سميري عن مناقبه***ودع حديث ربى نجد ونعمان

مردي الكماة وفتّاك العتاة وهطّـ***ـال الهبات وأمن الخائف الجاني

بنى بصارمة الإسلام إذ هدم***الأصنام أكرم به من هادم بان

سائل به يوم اُحد والقليب وفي***بدر وخيبر يا من فيه يلحاني

ويوم صفّين والألباب طائشة***وفي حنين اذ التفّ الفريقان

ويوم عمرو بن ودّ حين جلّله***عضباً به قربت آجال أقران

وفي الغدير وقد أبدى النبيّ له***مناقباً أرغمت ذا البغضة الشاني

إذ قال من كنت مولاه فأنت له***مولى به اللّه يهدي كلّ حيران

اُنزلت منّي كما هارون اُنزل من***موسى ولم يك بعدي مرسل ثانِ

وآية الشمس إذ ردّت مبادرة***غرّاء أقصر عنها كلّ إنسانِ

وإنّ في قصّة الأفعى ومكمنه***في الخفّ هدياً لذي بغض وارعان

وقصّة الطائر المشويّ بيّنة***لكلّ من حاد عن عمد وشنآن

واسأل به يوم وافى ظهر منبره***والناس قد فزعوا من شخص ثعبان

فقال خلّوا له نهجاً ولا تجدوا***بأساً بتمكينه قصدي واتياني

فجاء حتّى رقى أعواد منبره***مهمهماً بلسان الخاضع الجاني

من غيره بطن العلم الخفيّ ومن***سواه قال اسألوني قبل فقداني

ومن وقت نفسه نفس الرسول وقد***وافى الفراش ذوو كفر وطغيان

ومن تصدّق في حال الركوع ولم***يسجد كما سجدت قوم لأوثان

من كان في حرم الرحمن مولده***وحاطه اللّه من بأس وعدوان

منغيرهخاطبالرحمنواعتضدت***به النبوّة في سرّ واعلان

من اُعطي الراية الغرّاء إذ ربدت***نار الوغا فتحاماها الخميسان

من ردّت الكفّ إذ بانت بدعوته***والعين بعد ذهاب المنظر الفاني

من أنزل الوحي في أن لا يسدّ له***باب وقد سدّ أبواب لإخوان

ومن به بلغت من بعد أوبتها***براءة لاُولي شرك وكفران

ومن تظلم طفلاً وارتقى كتف***المختار خير ذوي شيب وشبّان

ومن يقول خذي يا نار ذا وذري***هذا وبالكأس يسقي كلّ ظمآن

من غسّلالمصطفىمنسال في يده***أجلّ نفس نأت عن خير جثمان

ومن تورّك متن الريح طائعة***تجري بأمر مليك الخلق رحمان

حتّى أتى فتية الكهف الذين جرت***على مراقدهم أعصار أزمان

فاستيقظوا ثمّ قالوا بعد يقظتهم***أنت الوصيّ على علم وايقان

سيجد القارئ خبر ميلاد الإمام علي(عليه السلام) في هذه الكتب:

1 ـ الحاكم في المستدرك [3 : 483].

2 ـ شرح الخريدة الغيبيّة في شرح القصيدة العينيّة للآلوسي صاحب التفسير [ص 15].

3 ـ كفاية الطالب للكنجي الشافعي [ص 260].

4 ـ مروج الذهب لأبي الحسن المسعودي [2 : 2].

5 ـ تذكرة خواصّ الاُمّة لسبط ابن الجوزي الحنفي [ص 7].

6 ـ الفصول المهمّة لابن الصباغ المالكي [ص 14].

7 ـ السيرة النبويّة للحلبي الشافعي [1 : 150].

8 ـ شرح الشفاء للشيخ عليّ القاري [1 : 151].

9 ـ مطالب السؤول لمحمد بن طلحة الشافعي [ص 11].

10 ـ محاضرة الأوائل للشيخ علاء الدين السكتواري [ص120].

11 ـ مفتاح النجا للبدخشي الحنفي.

12 ـ المناقب للأمير محمّد صالح الترمذي.

13 ـ مدارج النبوة لعبدالحقّ الدهلوي.

14 ـ نزهة المجالس للصفوري الشافعي [2 : 204].

15 ـ آيينة التصوّف للشاه محمد حسن الجشتي.

16 ـ كتاب الحسين للسيد علي جلال الدين [1 : 16].

17 ـ روائح المصطفى لصدر الدين البردواني[ ص10].

18 ـ كفاية الطالب للشيخ حبيب اللّه السنقيطي [ص37].

19 ـ إزالة الخفاء للشاه ولي اللّه عبدالعزيز الدهلوي.

20 ـ الغدير للاميني [6 : 23 ط دار الكتاب العربي بيروت].تزويجه(عليه السلام) بفاطمة البتول(عليها السلام)

أفهل بعد هذا يتسنّى لذي مسكة بأسرار العلوم الدينيّة، وسعة إلمام بالتواريخ الإسلاميّة من ذوي الأفهام الثواقب بدلائل الأحاديث النبويّة، أن يذعن لقول ذوي الآراء السقيمة، والخواطر المظلمة؟ بأن أحداً أبعد النبيّ أفضل ممّن جعل اللّه مولده قبلة الاُمّة؟ واختاره كفؤاً لبنت حبيبه المصطفى سيّدة نساء العالمين فاطمة.

فياليت شعري، فأيّ مؤمن يتجرّأ أن يقول: إنّه تعالى مجده قد اختار زوجاً للبتول، دون الفاضل بل المفضول من أصحاب الرسول، من حيث يزوّجها بعليّ، وقد خطبها شرفاء قريش وعظماؤها، منهم أبو بكر وعمر، كما ذكر ذلك المحدّثون واُمناء المؤرخين من أهل الاخبار والسير؟

وهاك ما جاءنا به ابن حجر، في أوائل الباب الحادي عشر [ص84] وأبو داود السجستاني، كما أورده ابن حجر في الآية الثانية عشرة، في الباب الحادي عشر، من صواعقه [ص 96] أنّ أبا بكر خطبها ـ أي فاطمة ـ فأعرض عنه(صلى الله عليه وآله) ثمّ عمر فأعرض عنه، فأتيا عليّاً فنبّهاه إلى خطبتها، فخطبها. الى آخره.

وأخرجه ابن جرير عن علي، قال: خطب أبو بكر وعمر فاطمة إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، فأبى عليهما، قال عمر: أنت لها يا علي. الحديث.

وأخرجه الدولابي في الذريّة الطاهرة [ص93] وهو الحديث 6007 من كنز العمّال [6 : 392] كما في تعليقات الموسوي من المراجعات [ص 216 ]وقد أورده أيضاً ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة [3 : 257].

وقد روى هذا الحديث جماعة من الصحابة منهم: اسماء بنت عميس، واُمّ أيمن، وابن عبّاس، وجابر بن عبداللّه. راجع: شرح النهج لابن أبي الحديد [3:257] والغدير [3 : 221، و 2 : 305] وإلى ذلك أشار العبدي بقوله:

آل النبيّ محمّد***أهل الفضائل والمناقب

المرشدون من العمى***والمنقذون من اللوازب

الصادقون الناطقون***السابقون إلى الرغائب

فولاهم فرض من ***الرحمن في القرآن واجب

وهم الصراط فمستقيم***فوقه ناج وناكب

صدّيقة خلقت لصدّ***يق شريف في المناسب

اختاره واختارها***طهرين من دنس المعائب

اسماهما قرنا على***سطربظلّ العرش راتب

كان الإله وليّها***وأمينه جبريل خاطب

والمهر خمس الأرض مو***هبة تعالت في المواهب

وتهابها من حمل طوبى***طيبت تلك المناهب

فقد أشار الشيخ بالبيت الثامن وذلك قوله إسماهما قرنا على سطر الى آخره إلى حديث كتابة أسماء فاطمة وبعلها وبنيها في ظلّ العرش، وكتبت على باب الجنّة، كما أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه [1 : 259] وغيره عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): ليلة عرج بي إلى السماء، رأيت على باب الجنّة مكتوباً: لا إله إلاّ اللّه، محمّد رسول اللّه، علي ولي اللّه، والحسن والحسين صفوة اللّه، على مبغضيهم لعنة اللّه. ورواه الخطيب والخوارزمي في مناقبه [ص240].

وأما قوله:

كان الإله وليّها***وأمينه جبريل خاطب

فاشارة إلى أنّ اللّه تعالى هو الذي زوّج فاطمة عليّاً، وكان وليّ أمرها، وخطب فيه الأمين جبريل(عليه السلام)، كما ورد عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله): أيـّها الناس! هذا علي بن أبي طالب، أنتم تزعمون أنـّني قد زوّجته ابنتي فاطمة، ولقد خطبها إليّ أشراف قريش فلم اُجب، كلّ ذلك أتوقّع الخبر من السماء، حتّى جاءني جبرئيل ليلة أربع وعشرين من شهر رمضان، فقال: يا محمّد! العليّ الأعلى يقرأ عليك السلام، وقد جمع الروحانيّين والكروبيين في واد يقال له: الأفيح، تحت شجرة طوبى، وزوّج فاطمة عليّاً وأمرني، فكنت الخاطب، واللّه تعالى الوليّ. الحديث. راجع: كفاية الطالب [299ط. النجف الأشرف].

وأخرج محبّ الدين الطبري في ذخائر العقبى [ص 31] عن علي، قال: قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): أتاني ملك، فقال: يا محمّد! إن اللّه تعالى يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إنّي قد زوّجت فاطمة ابنتك من علي بن أبي طالب في الملأ الأعلى، فزوّجها منه في الأرض.

وأخرج النسائي والخطيب في تاريخه [4 : 129] بالاسناد عن عبداللّه بن مسعود، قال: أصاب فاطمة بنت رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) صبيح العرس رعدة، فقال لها رسول اللّه(صلى الله عليه وآله): يا فاطمة! إنّي زوّجتك سيّداً في الدنيا، وإنّه في الآخرة لمن الصالحين. يا فاطمة! إنّي لمّا أردت أن اُملكك لعليّ، أمر اللّه جبرئيل فقام في السماء الرابعة، فصفّ الملائكة صفوفاً، ثمّ خطب عليهم جبريل فزوّجك من علي، ثمّ أمر شجر الجنان فحملت الحليّ والحلل، ثمّ أمرها فنثرته على الملائكة، فمن أخذ منهم يومئذ أكثر ممّا أخذ صاحبه أو أحسن، افتخر به إلى يوم القيامة، قالت اُم سلمة: فلقد كانت فاطمة تفتخر على النساء حيث أوّل من خطب عليها جبرئيل.

وذكره الكنجي في الكفاية [ص301] ثمّ قال: حديث حسن عال رزقناه عالياً. ومحبّ الدين في الذخائر [ص32].

وروى الصفوري في نزهة المجالس [2 : 225]: عن جبرئيل أنـّه قال لرسول اللّه(صلى الله عليه وآله): إنّ اللّه أمر رضوان أن ينصب منبر الكرامة على باب البيت المعمور، وأمر ملكاً يقال له: راحيل أن يصعده، فعلا المنبر وحمد اللّه وأثنى عليه بما هو أهله، فارتجّت السماوات فرحاً وسروراً، وأوحى اللّه إليّ أن أعقد عقدة النكاح، فإنّي زوّجت عليّاً بفاطمة أمتي بنت محمّد رسولي، فعقدت وأشهدت الملائكة وكتبت شهادتهم في الحريرة، وإنّي أمرت أن أعرضها عليك وأختمها بخاتم مسك أبيض وأدفعها إلى رضوان خازن الجنان، وهناك في هذا المعنى أخبار كثيرة.

قوله:

والمهر خمس الأرض مو***هبة تعالت في المواهب

أشار به إلى ما أخرجه شيخ الإسلام الحمويي في فرائد السمطين في الباب الثامن عشر [1 : 95] عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) أنـّه قال لعلي: يا علي إنّ الأرض للّه يورثها من يشاء من عباده، وإنّه اُوحي إليّ أن اُزوّجك فاطمة على خمس الأرض، فهي صداقها، فمن مشى على الأرض وهو لكم مبغض، فالأرض حرام عليه أن يمشي عليها.

قوله:

وتهابها من حمل طوبى***طيّبت تلك المواهب

أشار إلى حديث النثار المرويّ عن بلال بن حمامة، قال: طلع علينا رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) ذات يوم متبسّماً ضاحكاً، ووجهه مشرق كدارة القمر، فقام إليه عبدالرحمن بن عوف، فقال: يا رسول اللّه ما هذا النور؟ قال: بشارة أتتني من ربّي في أخي وابن عمّي وابنتي أن اللّه زوّج فاطمة من علي، وأمر رضوان خازن الجنان، فهزّ شجرة طوبى، فحملت رقاقاً ـ يعني صكاكاً ـ بعدد محبّي أهل بيتي، وأنشأ تحتها ملائكة من نور، ودفع إلى كلّ ملك صكا، فاذا استوت القيامة بأهلها نادت الملائكة في الخلائق، فلا تلقى محباً لنا أهل البيت إلاّ دفعت له صكّاً فيه فكاكه من النار، بأخي وابن عمّي وابنتي فكاك رقاب رجال ونساء من اُمّتي من النار.

أخرجه الخطيب في تأريخه [4 : 210] وابن الأثير في اُسد الغابة [1 : 206 ]وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمّة [ص 26] وأبو بكر الخوارزمي في المناقب [ص341]، وابن حجر في الصواعق [ص 103] والصفوري في نزهة المجالس [2:225] والحضرمي في رشفة الصادي [ص 28].

وأخرج أبو عبداللّه الملاّ في سيرته عن أنس، قال، بينما رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)في المسجد إذ قال لعلّي: هذا جبريل يخبرني أنّ اللّه زوّجك فاطمة، وأشهد على تزويجها أربعين ألف ملك، وأوحى إلى شجرة طوبى: أن انثري عليهم الدرّ والياقوت، فنثرت عليهم الدرّ والياقوت فابتدرت إليه الحور العين يتلقطن في أطباق الدرّ والياقوت، فهم يتهادونه بينهم إلى يوم القيامة.

رواه محبّ الدين الطبري في الذخائر [ص 32] وفي الرياض [2 : 184 ]والصفوري في نزهة المجالس [2 : 223].

وللعبدي ايضا:

وزُوّج في السماء بأمر ربّي***بفاطمة المهذّبة الطهور

وصيّر مهرها خمساً بأرض***لما تحويه من كرم وحور

فذا خير الرجال وتلك خير الـ***ـنساء ومهرها خير المهور

وله أيضا:

إذ أتته البتول فاطم تبكي***وتوالي شهيقها والزفيرا

اجتمعن النساء عندي وأقبلن***يطلن التقريع والتعبيرا

قلن إنّ النبيّ زوّجك اليوم***عليّاً بعلاً معيلاً فقيرا

قال يا فاطم اصبري واشكري اللّه***فقد نلت منه فضلاً كبيرا

أمر اللّه جبرئيل فنادى***معلناً في السماء صوتاً جهيرا

اجتمعن الأملاك حتّى إذا ما***وردوا بيت ربّنا المعمورا

قام جبريل خاطباً يكثر التحـ***ـميد للّه جلّ والتكبيرا

خمس أرضي لها حلال فصيّر***ه على الخلق دونها مبرورا

نثرت عند ذاك طوبى وللحور***من المسك والعبير نثيرا

بيان في قوله:

إذ أتته البتول فاطم تبكي***وتوالي شهيقها والزفيرا

إشارة الى ما أخرجه الخطيب في تاريخه [4 : 195] مسنداً عن ابن عبّاس، قال: لمّا زوّج النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة من علي، قالت فاطمة: يا رسول اللّه، زوّجتني من رجل فقير ليس له شيء؟ فقال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): أما ترضين انّ اللّه اختار من أهل الأرض رجلين: أحدهما أبوك، والآخر زوجك؟

وذكره الحاكم في المستدرك [3 : 129] وصحّحه، والهيثمي في المجمع [9:112]. والسيوطي في الجمع كما في ترتيبه [6 : 391] والصفوري في النزهة [2:226].

إذا علمنا هاتين الإثارتين الجليلتين، وهما ميلاده في الكعبة الشريفة، وزواجه في السماء، وكان الولي فيها المولى الجليل، والنائب عنه عظيم الملائكة الأمين جبرئيل، فقد علمنا علماً ضروريّاً أنّ تلكما الفضيلتين إنّما هما غيض من فيض، بالنسبة إلى مناقب بعل البتول أبي الأطهار، فيما شهدت لها الآثار، ونطقت بها الأخبار، كما أسلفناها في هذه الأسطر جليّة كالنار على المنار، والشمس في رابعة النهار، لا ينكرها الاّ مظلم القلب ذو عوار.

ثمّ إنّنا لو قدرنا أن لو كان هناك بليد غبيّ، أو أحد من أجلاف الأعراب بدويّ، فيقال له: إن أحداً من الصحابة أفضل بعد النبيّ من علي، أفتراه يذعن لذلك القول؟ فضلاً عمّن كان في العلوم من الأعلام الرواسي، وفي مشتبهات الاُمور من ذوي الآراء الصائبة والأفهام الثواقب; فإنّ وضوح ذلك عندهم بمكان، يكاد أن يرونه بباصرة أعينهم ونور بصائرهم، إن لم تكن عليها غشاوة، التي منبعها من .... والانسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيرة.

وقصارى القول في ذلك: أنّ من يعرف الحقّ يعرف أهله، ولذلك قال بعض الحكماء ـ وما أجدر أن يكون منّا على بال ـ : إعرف الرجال بالحقّ، ولا تعرف الحقّ بالرجال. أي: كما قال بعضهم في مفهوم ذلك: لاتكن معرفتك بالحقّ في أمر من الاُمور مقصورة على كون القائل فيه من رجال العلم، ولكن استدل بالحقّ ما ظهر من مقاله على أنـّه من أهل العلم. واللّه أعلم.

نعم انـّه قد عبّر إمام الأئمّة وقدوة الاُمّة، شيخ الفقهاء ابن حجر بعبارات قلّ أن يفهمها أمثالي، مهما قد بذل جهده في تدبّرها، وتبصّر وأمعن نظره متأمّلاً فيها بتدقيق النظر، فما أغنى عنه فتلة حتّى يرجع في الضرع الدرّ، بل ربّما لا ينتج من تدبّر تلك العبارات سوى مزيد الحيرة والضجر.

ولا شكّ بأنّ السبب في ذلك أنـّنا لم نبلغ عشر معشار ما بلغه من العلم بالأحاديث بمساغبها ومغزاها، ولا ريب أنـّنا لم نصل إلى درجة ما وصل إليه بباعه الطويل ما أدرك فيها من أنواع الفنون والمعارف بمفادها ومراميها، فياليت شعري، فأين نحن ممّن هو أشهر في العلم من فلق الصبح؟ وأين الثرى وأين الثريّا؟ فالقول الفصل في ذلك، أنـّه لا مناسبة بيننا وبينه في العلوم والفنون والمعارف، إلاّ كنسبة البغاث من النسر، والسراج من الشمس.

فمن التباين بين الحالتين، والتفاوت بين الدرجتين، وبعد ما بين المنزلتين علوّاً وسعة، كان الذي يراه الشيخ برأيه الصائب، وما أدركه بفهمه الثاقب، غير الذي كنّا نراه، مثل ما تراءى لنا بأنّ الأحاديث التي احتجّ بها الشيخ في تفضيله أبا بكر، بل وعثمان وعمر على من لقّبه النبيّ بالصدّيق الأكبر: إمّا باطل كما عند أهل الجرح والتعديل، وإمّا ضعيف، أو منكر.إلفات النظر إلى ما احتجّ به ابن حجر

فهذه بعض الأحاديث نقلناها عن الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي التي جعلها من النصوص الثابتة على خلافة أبي بكر وغيرها من رفيع شأنه وقدره، وغاية كماله، وغرّة فضله وإفضاله، ولعلّ البعض منها قد ذكرناها فيما تقدّم من هذه السطور.

قد أورد في الفصل الثالث [ص 12] من صواعقه ما أخرجه أحمد والترمذي وحسنه، وابن ماجة والحاكم، عن حذيفة، قال: قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): اقتدوا باللذين من بعدي أبو بكر وعمر.

وقد ذكر الحديث أيضاً الأميني في غديره [5 : 347] عن عبداللّه بن عمر، وقال: أخرجه العقيلي من طريق مالك، وقال: حديث منكر لا أصل له.

وأخرجه الدارقطني من رواية أحمد الخليلي الضميري بسنده، ثمّ قال: لا يثبت، لمكان العمري راوي الحديث، فانّه ضعيف ـ يعني بالعمري محمّد بن عبداللّه حفيد عمر بن الخطّاب ـ.

وقال فيه ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج به. وقال الدارقطني: العمري يحدّث عن مالك بأباطيل. وفي ميزان الاعتدال [3 : 611] قال: لا يصح حديثه. وقال ابن مندة: له مناكير.

وذكر الذهبي في ميزانه [1 : 142] من طريق أحمد بن محمّد الباهلي ـ غلام خليل ـ قال ابن عدي: سمعت ابن عبداللّه النهاوندي يقول لغلام خليل: ما هذه الرقائق التي تحدّث بها؟ قال: وضعناها لنرقّق بها قلوب العامّة. وقال ابن عدي: أمره بيّن. وقال الدارقطني: متروك. وقال أبو داود: أخشى أن يكون دجّال بغداد.

وقال الذهبي: وهذا الحديث من مصائبه.

هذا الحديث عن عقبة بن عامر مرفوعاً، وقد عدّ من موضوعات محمّد بن عبدالرحمن بن غزوان الكذّاب الوضاع، الشهير بابن القواد، كان يضع الحديث لعقبة بن عامر عن ثقات الناس ببواطيل.

راجع: تاريخ الخطيب [2 : 311] وميزان الذهبي [3 : 931 وتذكرة المقدسي [ص40] ولسان الميزان لابن حجر العسقلاني [5 : 263].

وأورد في الفصل الثالث [ص 45] الحديث الحادي والسبعين، ما أخرجه الحاكم في الكنى، وابن عدي في الكامل، والخطيب في تاريخه عن أبي هريرة أنّ رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) قال: أبو بكر وعمر خير الأوّلين والآخرين، وخير أهل السماء والأرض، إلاّ النبيّين والمرسلين.

هذا الحديث باطل موضوع لمكان جبرون بن واقد الافريقي في سند الرواية، والثاني محمّد بن داود القنطري، وهو راوي هذه الرواية.

قال الذهبي في ميزانه [1 : 388 ط دار المعرفة]: جبرون متّهم; فإنّه روى بقلّة حياء عن سفيان، وروى عنه محمّد بن داود القنطري الحديث وما قبله عن أبي هريرة مرفوعاً، وهما موضوعان.

وقال ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان [2 : 94]: إنّ الحديثين منكران. وصرّح في [5 : 161] بأن الحديثين موضوعان.

وقال الذهبي في ترجمة محمّد بن داود في ميزانه [3 : 540 ط دار المعرفة ]عن جبرون الافريقي، إنّ الحديثين باطلان.

وأورد في [ص 48] الحديث الأوّل بعد المائة، ما أخرجه أبو يعلى عن عمّار بن ياسر، قال: قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): أتاني جبرئيل آنفاً، فقلت: ياجبرئيل! حدّثني بفضائل عمر بن الخطّاب، فقال: لو حدّثتك بفضائل عمر منذ ما لبث نوح في قومه، ما نفدت فضائل عمر، وإن عمر حسنة من حسنات أبي بكر.

هذا الحديث ذكره ابن الجوزي في الموضوعات. وقال الذهبي في ميزانه [1:451 ط دار المعرفة]: خبر باطل لا ندري من ذا. راجع: ميزان الاعتدال في ترجمة: حبيب بن ثابت.

وقال ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان [2 : 168]: لم يعلّله ابن الجوزي إلاّ بعبداللّه بن عامر الأسلمي، وليست الآفة إلاّ منه. وفي السند ابن بطة والنقّاش المفسّر، وفيهما مقال صعب، وذكره في [2 : 189] وقال: قال الدارقطني في غرائب مالك: هذا لا يصحّ عن مالك، وهذا الحديث وحديث المشط موضوعان.

وأورد أيضاً في الصفحة المذكورة الحديث الثالث بعد المائة، ما أخرجه الطبراني عن سهل، قال: لمّا قدم النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) من حجّة الوداع، صعد المنبر وحمد اللّه تعالى وأثنى عليه، ثمّ قال: أيـّها الناس! إنّ أبا بكرلم يسؤني قطّ، فاعرفوا له ذلك.

هذا الحديث أخرجه أيضاً الخلعي وابن مندة وغيرهما، وأورده المحبّ الطبري في رياضه [1 : 127] وابن حجر العسقلاني في الإصابة [2 : 9].

قال ابن مندة: غريب، لا نعرفه إلاّ من وجه خالد بن عمرو والأموي.

وقال ابن حجر العسقلاني في الاصابة [2 : 9]: خالد بن عمرو متروك واهي الحديث ـ إلى أن قال: ـ واسناد حديثه مجهولون ضعفاء الى آخر كلامه.

وقال في تهذيب التهذيب [3 : 109] في ترجمة خالد بن عمرو: قال أحمد: منكر الحديث ليس بثقة، يروي أحاديث بواطيل. وعن يحيى بن معين قال: ليس حديثه بشيء، كان كذّاباً يكذب، حدّث عن شعبة أحاديث موضوعة. وقال البخاري والساجي وأبو زرعة: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: متروك الحديث ضعيف. وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال صالح البغدادي: كان يضع الحديث. وقال ابن حبّان: كان يتفرّد عن الثقات بالموضوعات لا يحلّ الاحتجاج بخبره.

وقال ابن عدي: روى عن الليث وغيره أحاديث مناكير، وأورد له أحاديث عن ليث عن يزيد، ثمّ قال: وهذه الأحاديث كلّها باطلة، وعندي أنـّه وضعها عن الليث ـ إلى أن قال: ـ وله غير ما ذكرت وعامّتها أو كلّها موضوعة. وعن أحمد بن حنبل أنـّه قال: أحاديثه كلّها موضوعة. الى آخر كلامه.

وأورد في الحديث السادس [ص 13] ما أخرجه مسلم عن عائشة، قالت: قال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي مات فيه: اُدعي لي أباك وأخاك ، حتّى أكتب كتاباً، فانّي أخاف أن يتمنّى متمنّ ويقول قائل: أنا أولى، يأبى اللّه والمؤمنون إلاّ أبا بكر.

أقول: قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة [3 : 17]: إنهم ـ يعني البكريّة ـ وضعوه في مقابلة الحديث المرويّ عنه(صلى الله عليه وآله وسلم) في مرضه، وذلك: إئتوني بدواة وبياض أكتب لكم مالا تضلّون بعده أبدا، فاختلفوا عنده، وقال قوم منهم: قد غلبه الوجع حسبنا كتاب اللّه. إلى أن قال ابن أبي الحديد: ـ وفضائل أبي بكر المحقّقه المعلومة ما يغني عن تكلّف العصبيّة!

وأورد في [ص 48] الحديث الخامس بعد المائة ما أخرجه ابن عساكر من طريق خازم بن الحسين ـ أبو اسحاق الخميسي ـ عن أنس مرفوعاً: حبّ أبي بكر وعمر إيمان وبغضهما كفر.

وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو داود: روى مناكير. وقال ابن عدي عامّة ما يرويه لا يتابع عليه. راجع: ميزان الذهبي [1 : 626].

وأورد في [ص 46] الحديث السابع والثمانين ما أخرجه البخاري عن أنس، قال: قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): ما قدمت أبابكر وعمر ولكن اللّه قدّمهما.

هذا الحديث أخرجه الذهبي في ترجمة الحسن بن إبراهيم الفقيمي الواسطي، فقال: هذا حديث باطل، ورجاله مذكورون بالثقة. ما خلا الحسن فإنّي لا أعرفه.

وأورد في [ص 46] الحديث الثالث والثمانين ما أخرجه الطبراني عن ابن مسعود، قال: قال: رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) : إنّ لكلّ نبيّخاصّة من أصحابه، وانّ خاصّتي أبو بكر وعمر.

قال الذهبي: خبر باطل. راجع: اللآلي المصنوعة للسيوطي [3 : 365].

وأورد في [ص 46] الحديث السادس والثمانين ما أخرجه الخطيب في تأريخه، أنّ رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: سيّدا كهول أهل الجنّة أبو بكر وعمر، وانّ أبا بكر في الجنّة مثل الثريّا في السماء.

هذا الحديث من موضوعات يحيى بن عنبسة القرشي البصري الوضّاع الدجّال الكذّاب. وذكر الذهبي الشطر الأول منه في ميزانه [3 : 126] من طريق عبدالرحمن بن مالك بن مغول الكذّاب الأفّاك الوضّاع.

وأخرج ابن قتيبة في الإمامة والسياسة [1 : 9] عن ابن أبي مريم الكذّاب الوضاع، وهو عن أسد بن موسى، قال سعيد بن يونس: حدّثنا بأحاديث منكرة وهو ثقة.

وأخرج الخطيب في تأريخه [7 : 118] من طريق بشّار بن موس الشيباني الخفّاف، بلفظ: هذان سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين، ممّن خلا في الاُمم الغابرين ومن يأتي، إلاّ النبيّين والمرسلين لا تخبرهما يا علي.

قال ابن معين في بشّار بن موسى البصري: ليس بثقة انـّه من الدجّالين. وقال عمرو بن علي: ضعيف الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث قد رأيته وكتبت عنه وتركت حديثه. وقال الآجوري: ضعيف. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال أبو زرعة: ضعيف، وضعّفه ابن المديني.

راجع: تاريخ الخطيب [7 : 119] وتهذيب التهذيب للعسقلاني [1 : 441 ]وأخرج الخطيب أيضاً في تأريخه [1 : 192] من طريق يونس بن إسحاق عن أبيه المطعون عند القوم. راجع: تهذيب التهذيب [5 : 8].

وأورد في [ص 46] الحديث الثاني والثمانين ما أخرجه الطبراني وأبو نعيم في الحلية، عن ابن عبّاس أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: إنّ اللّه أيّدني بأربعة وزراء، اثنين من أهل السماء: جبريل، وميكائيل. واثنين من أهل الأرض: أبو بكر وعمر.

هذا الحديث من موضوعات محمّد بن مجيب الصائغ، أخرجه الخطيب في تاريخه [3 : 298] من طريقه، وقال: كان كذّابا، عدوّاً لِلّه، ذاهب الحديث.

وأخرجه الذهبي من طريق الكذّاب والوضاع أيضاً وهو: معلّى بن هلال.

وأورده في [ص 15] الحديث الثاني عشر ما أخرجه الدارقطني والخطيب وابن عساكر عن علي، قال: قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): سألت اللّه أن يقدّمك ثلاثاً، فأبى عليّ إلاّ تقديم أبا بكر.

وذكره المحبّ الطبري في الرياض النضرة [1 : 150] باللفظ المذكور ولفظ: نازلت اللّه فيك ثلاثاً فأبى أن يقدّم إلاّ أبا بكر، ثمّ قال: غريب.

أقول: إنّ من الغريب البعيد عن مستوى نطاق أفهام المتفهمين أن الشيخ نفسه قد زيّف هذا الحديث كما في كتابه الفتاوي الحديثية [ص 126] وكيف احتج به في صواعقه؟

وأورد في الفصل الرابع [ص 51] ما أخرجه البيهقي: لو وزن إيمان أبي بكر بايمان أهل الأرض لرجح.

أقول: إنّ في سند الحديث عبداللّه بن عبدالعزيز بن أبي رواد، وقد قال فيه الذهبي: قال أبو حاتم وغيره: أحاديثه منكرة. وقال ابن الجنيد: لا يساوي فلساً. وقال ابن عدي: روى أحاديث عن أبيه لا يتابع عليه. راجع: ميزان الاعتدال للذهبي [2:455].

وأورد في [ص 14] الحديث الثامن ما أخرجه ابن حبّان عن سفينة: لمّا بنى رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) المسجد، وضع في البناء حجراً وقال لأبي بكر: ضع حجرك إلى جنب حجري، ثمّ قال لعمر: ضع حجرك إلى جنب حجر أبي بكر، ثمّ قال لعثمان: ضع حجرك إلى جنب حجر عمر.

قال ابن حجر: قال أبو زرعة: اسناده لا بأس به. وأخرجه الحاكم في المستدرك [3 : 13] وصحّحه.

أقول: قد أخرج هؤلاء هذا الحديث من طريق نعيم بن حمّاد أبو عبداللّه الأعور، وهو أحد الأئمّة، المتوفّى سنة [228] كما أخبرنا الأميني في الغدير [2:269] قال الازدي: كان يضع الحديث في تقوية السنّة، وله حكايات مزوّرة في ثلب النعمان كلّها كذب.

راجع: ميزان الاعتدال [3 : 241] وشذرات الذهب لابن عماد الحنبلي [2:67 ]وتهذيب التهذيب للعسقلاني [10 : 463] واللئالي المصنوعة [1 : 15 ]والجوهر النقي لابن التركماني [هامش سنن البيهقي 3 : 305].

وأورد في [ص 44] الحديث الخامس والستين ما أخرجه الخطيب البغدادي بسند واه، عن ابن عبّاس، عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: هبط جبريل(عليه السلام) وعليه طنفسة متخلّل بها، فقلت: يا جبريل ما هذا؟ قال: إنّ اللّه تعالى أمر الملائكة أن تتخلّل لتخلّل أبي بكر في الارض.

هذا الحديث أخرجه الخطيب في تاريخه [5 : 442] من طريق محمّد بن عبداللّه الاُشناني الكذّاب الوضّاع الدجّال، وكان يضع مالا يحسنه، غير أنـّه ـ واللّه أعلم ـ أخذ أسانيد صحيحة من بعض الصحف، فركّب عليها هذه البلايا.

قال الخطيب البغدادي: ما أبعد الاُشناني من التوفيق.

راجع: تاريخ بغداد [5 : 441 و 443] واللآلي [1 : 273].

وأورد في [ص 11] في النصّ الثاني في النصوص الواردة عنه(صلى الله عليه وآله وسلم)بخلافة أبي بكر والمشيرة إليها ما أخرجه أبو القاسم البغوي، عن عبداللّه بن عمر، قال: سمعت رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يكون خلفي إثنا عشر خليفة أبو بكر لا يلبث إلاّ قليلا ـ أمسك الشيخ عنان قلمه عن تمام الحديث ـ وذلك: وصاحب رحى دارة العرب، يعيش حميداً ويقتل شهيداً عمر، وأنت يا عثمان سيسألك الناس أن تخلع قميصاً كساك اللّه عزّ وجلّ إيّاه، بيده، لئن خلعته لا تدخل الجنّة حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط.

هذا الحديث أخرجه البيهقي كما في تاريخ ابن كثير [6 : 206] باسناده، وفيه عبداللّه بن صالح كاتب الليث، وهو الكذّاب الوضّاع، كما في تذكرة الموضوعات للمقدسي [ص 17 و 44 و 112]. وسلسلة الموضوعات من الغدير [5 : 239 ]للأميني.

وأورد في الفصل الخامس [ص 18] ما أخرجه الطبراني قوله(صلى الله عليه وآله وسلم): انّ اللّه يكره أن يخطىء أبو بكر. ثمّ قال: فهذا دليل أيّ دليل على أنـّه أكملهم عقلاً ورأياً، وعلى أنـّه أعلمهم ولا مرية في ذلك الى آخر ما قال.

أرى فيما ذكره الأميني في غديره [5 : 312] أنّ الحديث أخرجه الحارث في مسنده من طريق محمّد بن سعيد الكذّاب الوضّاع، فقال: موضوع تفرّد به أبو الحارث نصر بن حمّاد، كذّبه يحيى. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال مسلم: ذاهب الحديث.

وفي سنده أيضاً بكر بن خنيس، قال الدارقطني: متروك. وفي السند أيضاً محمّد بن سعيد وهو المصلوب: كذّاب يضع الحديث. وقال عبداللّه بن أحمد بن سوادة: قلبوا اسمه على مائة اسم وزيادة.

راجع: ميزان الذهبي [3 : 561 ط دار المعرفة] في ترجمة محمّد بن سعيد المصلوب، وتاريخ الخطيب [13 : 281] واللآلي [1 : 155].

وأورد في الفصل الثاني في ذكر فضائل أبي بكر [ص 42] الحديث الثالث والأربعين، ما أخرجه الطبراني عن معاذ، أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: رأيت أنـّي وضعت في كفّة واُمّتي في كفّة، فعدلتها، ثمّ وضع أبو بكر في كفّة واُمّتي في كفّة، فعدلها، ثمّ وضع عمر في كفّة واُمّتي في كفّة، فعدلها، ثمّ وضع عثمان في كفّة واُمّتي في كفّة، فعدلها، ثمّ رفع الميزان.

هذا الحديث قد أخرجه الذهبي في ميزانه [3 : 291 ط دار المعرفة] من طريق عمرو بن واقد الدمشقي، وقال: ولا يعرف إلاّ من رواية عمرو الهالك، ولا يشك أنـّه كان يكذب.

وأورد في [ص 46] الحديث الحادي والثمانين ما أخرجه أبو نعيم في الحلية، والخطيب وأبو يعلى: أنّ رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)، قال: أبو بكر وعمر منّي بمنزلة السمع والبصر.

أرى كما رآه الأميني فيما ذكره في الغدير [5 : 325] وقال: عدّه المقدّسي في تذكرته من الموضوعات.

وذكر ابن عبد البرّ في الاستيعاب [1 : 146] بلفظ: هذان بمنزلة السمع والبصر من الرأس. وقال: اسناده ضعيف.

وقال أيضاً في [1 : 348] من الاستيعاب: حديث مضطرب الاسناد. وفي الاصابة [2 : 299] قال أبو عمر ـ يعني ابن عبد البرّ ـ : حديث مضطرب لا يثبت.

وأورد في [ص 44] الحديث الثاني والستّين ما أخرجه ابن عساكر عن أنس، قال: قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): حبّ أبي بكر وشكره واجب على اُمّتي.

وقال الذهبي في ميزانه [3 : 180]: منكر جدّا.

وأخرجه الخطيب في تاريخه [5 : 453] من طريق عمر بن ابراهيم الكردي، وقال: تفرّد به عمر، وهو ذاهب الحديث.

وأخرج أيضاً في نفس الجزء [ص 73] بلفظ: إنّ من أمنّ الناس عليّ في صحبته وذات يده أبو بكر الصدّيق، فحبّه وشكره وحفظه واجب على اُمّتي.

قال الدارقطني: عمر بن إبراهيم الكردي: كذّاب خبيث. وقال الخطيب: غير ثقة، يروي مناكير من الاثبات. راجع: ميزان الاعتدال [3 : 180 ط دار المعرفة].

وأورد في [ص 45] الحديث السبعين ما أخرجه تمام في فوائده، وابن عساكر عن عبداللّه بن عمرو بن العاص، قال: سمعت رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) يقول: أتاني جبريل فقال: إنّ اللّه يأمرك أن تستشير أبا بكر.

وذكر الذهبي في ميزان الاعتدال [2 : 48] وقال في يحيى بن معين: أنا أتعجّب من يحيى مع جلالته ونقده كيف يروي مثل هذا الباطل ويسكت عنه ـ أي ما يصرّح ولا يغمز في أسانيده ـ وربيعة صاحب مناكير وعجائب.

وأورد في [ص 47] الحديث الثامن والتسعين ما أخرجه البزّار عن أبي أروى الدوسي، قال: كنت عند النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، فأقبل أبو بكر وعمر، فقال: الحمد للّه الذي أيّدني بكما.

إنّ لهذا الحديث ثلاث طرق:

1 ـ من طريق ابن أبي فديك، كما أخرجه الحاكم في المستدرك [3 : 74 ]وهو وإن وثّقه ابن معين غير أنّ ابن سعد قال: ليس بحجّة، وهو عن عاصم بن عمر بن حفص بن عمر بن الخطّاب، الذي ضعّفه أحمد، وابن معين، وأبو حاتم، وابن عدي. وقال الفروي: ليس بثقة. وقال ابن حبّان: يخطئ ويخالف. وقال أيضاً: منكر الحديث جدّاً، يروي عن الثقات ما لم يشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به إلاّ فيما وافق الثقات. وقال ابن الجارود: ليس حديثه بحجّة، وتكلّم النسائي على أحمد بن صالح حيث وثّقه. راجع ميزان الاعتدال [3 : 483 و 2 : 355 ط : دار المعرفة].

2 ـ عن سهيل بن أبي صالح، قال ابن معين: حديثه ليس بحجّة. وقال أبو حاتم: حديثه لا يحتجّ به. وقال ابن حبّان: يخطئ. وقال ابن أبي خيثمة عن يحيى: لم يزل أهل الحديث يتّقون حديثه. راجع: ميزان الاعتدال [2 : 243 ط : دار المعرفة].

3 ـ عن محمّد بن إبراهيم بن الحارث المدني الذي من طريقه أخرجه البزّار، وأورده ابن حجر في الصفحة المذكورة.

قال الأميني في غديره [7 : 299]: وثّقه غير واحد، غير أنّ إمام الحنابلة قال: في حديثه شيء، يروي أحاديث مناكير أو منكرة. وذكره ابن حجر العسقلاني في الاصابة [4 : 5] وضعّفه.

وأورد في [ص 41] الحديث التاسع عشر ما أخرجه الطبراني وابن عدي عن سلمة بن الأكوع، قال: قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): أبو بكر خير الناس إلاّ أن يكون نبيّ.

فقد ذكر هذا الحديث الذهبي في ميزانه بلفظ: أبو بكر خير أهل الارض ـ بدل خير الناس ـ إلاّ أن يكون نبيّاً. من طريق إسماعيل بن أبي زياد الكذّاب. وقال فيه أبو حاتم: مجهول. وهو عن اياس بن سلمة عن أبيه.

قال الذهبي: فإن لم يكن هو واضعه فالآفة ممّن دونه. راجع: ميزان الاعتدال [1:231].

وأورد في الحديث الثامن بعد المائة [ص 48] حديث تسبيح الحصى، وذكره البخاري في تاريخه الكبير [4 ق 2 : 442] كما ذكره الأميني في غديره [10:99 ]عن إسحاق بن إبراهيم، عن عمرو بن الحارث الزبيدي، عن ابن سالم، عن الزبيدي، قال: قال حميد بن عبداللّه، عن ابن عبد ربّه، عن عاصم بن حميد، قال: كان أبو ذر يقول: التمست النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) في بعض حوائط المدينة، فإذا هو قاعد تحت نخلة، فسلّم عليّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: ما جاء بك؟ فقال: جئت النبيّ، فأمره أن يجلس، وقال: ليأتينا رجل صالح، فسلّم أبو بكر، ثمّ قال ليأتينا رجل صالح، فجاء عمر فسلّم، وقال: ليأتينا رجل صالح فأقبل عثمان، ثمّ جاء علي فسلّم فردّ عليه مثله، ومع النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) حصيات، فسبّحن في يده، فناولهنّ أبا بكر فسبّحن في يده، ثمّ عمر فسبّحن في يده، ثمّ عثمان فسبّحن في يده.

إليك رجال الاسناد:

1 ـ اسحاق بن إبراهيم الحمّصي المعروف بابن زبريق، قال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن عون: ما أشكّ أنّ إسحاق بن زبريق يكذب. راجع: تهذيب التهذيب [1:216].

2 ـ عمرو بن الحارث الحمصي، قال الذهبي: لا تعرف عدالته. راجع: تهذيب التهذيب [8 : 14].

3 ـ عبداللّه بن سالم الشامي الحمصي، كان أبو داود يذمّه لقوله: أعان عليّ على قتل أبي بكر وعمر، راجع: تهذيب التهذيب [5 : 228].

4 ـ حميد بن عبداللّه أو ابن عبدالرحمن بن أبي عوف: قال الأميني: مجهول لايعرف.

5 ـ ابن عبد ربّه، إن كان هو محمّد المروزي، فهو ضعيف كما في لسان الميزان للعسقلاني [5 : 244] وإن كان غيره فهو مجهول، ونفس البخاري الذي ذكره لايعرف منه إلاّ أنـّه ابن عبد ربّه، ولا يسمّيه ولا يذكر له غير روايته هذه.

6 ـ عاصم بن حميد الحمصي الشامي، قال البزّار: لم يكن له الحديث ما نعتبر به حديثه. وقال ابن القطان: لا نعرف أنـّه ثقة. راجع: تهذيب التهذيب [5:40].

وأورد في [ص 49] الحديث الحادي عشر بعد المائة ما أخرجه الشيخان في كتاب المناقب، عن أبي موسى الأشعري، أنـّه خرج إلى المسجد، فسأل عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، فقالوا: وجّه ها هنا، فخرجت في إثره حتّى دخل بئر أريس، فجلست عند الباب، وبابها من جريد، حتّى قضى رسول اللّه حاجته، فتوضّأ، فقمت إليه، فإذا هو جالس على بئر أريس وتوسط قفهاـ أي رأسهاـ جلست عند الباب، فقلت: لأكونن بوّاباً للنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم).

فجاء أبو بكر فدفع الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: أبو بكر، فقلت: على رسلك، ثمّ ذهبت إلى رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)، فقلت: هذا أبو بكر يستأذن، فقال: اِئذن له وبشّره بالجنّة، فأقبلت حتّى قلت لأبي بكر اُدخل ورسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)يبشّرك بالجنّة.

فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) معه في القفّ، ودلى رجليه في البئر، كما صنع رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)، وكشف عن ساقيه، ثمّ رجعت فجلست، وقد تركت أخي يتوضّأ، فقلت: إن يرد اللّه بفلان خيراً ـ يعني أخاه ـ يأت به، فإذا إنسان يحرّك الباب، فقلت: من هذا على الباب؟ قال: عمر بن الخطّاب، فقلت: على رسلك.

ثمّ جئت إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، فقلت: هذا عمر بن الخطّاب يستأذنك، فقال: إئذن له وبشّره بالجنّة، فجئته، فقلت: اُدخل وبشّرك رسول اللّه بالجنّة، فجلس مع رسول اللّه في القفّ عن يساره، ودلّى رجليه في البئر، فرجعت وجلست، وقلت: إن يرد اللّه بفلان خيراً يأت به.

فجاء إنسان وحرّك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عثمان بن عفّان، فقلت: على رسلك، وجئت إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبرته، فقال: إئذن له وبشّره بالجنّة على بلوى تصيبه، فجئت فقلت: اُدخل ورسول اللّه يبشّرك بالجنّة على بلوى تصيبك، فدخل، فوجد القفّ قد مُلئ، فجلس وجاهه من الصفّ الآخر.

قال ابن حجر: قال شريك: قال سعيد بن المسيّب: تأويلها قبورهم. انتهى. وأقول ـ أي ابن حجر ـ : تأويلها أيضاً على خلافة الثلاثة على ترتيب مجيئهم ممكن، بل هو الموافق لحديث البئر السابقة روايته.

أقول: قال بعضهم: إنّ رواية حديث البئر مضطربة; لأنـّها عن أبي موسى الأشعري، كما سمعت في هذه الرواية، وأبو موسى هو البوّاب، وفيما أخرجه البيهقي في الدلائل كان البوّاب زيد بن أرقم، وفيما أخرجه ابن داود كان البوّاب هو بلال، وفيما أخرجه الإمام أحمد في مسنده [3 : 408] كان البوّاب نافع بن الحارث.

وعلى ذلك أنّ في سند الرواية سليمان بن بلال، الذي قال فيه ابن أبي شيبة: إنـّه ليس ممّن يعتمد على حديثه. راجع: تهذيب التهذيب [4 : 176].

وفي سند الرواية أيضاً ابن أبي نمر، قال النسائي وابن الجارود: إنّه ليس بقوىّ. وقال ابن حبّان: ربّما أخطأ. وقال ابن الجارود أيضا: كان يحيى بن سعيد لا يحدّث عنه. وقال الساجي: كان يرى القدر. راجع: تهذيب التهذيب [4 : 338].

وأورد أيضاً في [ص 48] الحديث السابع بعد المائة عن أنس، قال: صعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وأبو بكر وعمر وعثمان اُحداً ـ وفي رواية: حراء ـ فرجف بهم، فضربه النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) برجله، وقال: أثبت احداً فما عليك إلاّ نبيّ وصدّيق وشهيدان.

قال ابن حجر: وإنّما قال له ذلك ليبيّن أنّ هذه الرجفة ليست كرجفة الجبل بقوم موسى لمّا حرفوا الكلم; لأنّ تلك الرجفة غضب، وهذه هزّة الطرب، ولذا نصّ على مقام النبوّة والصديقيّة والشهادة الموجبة لسرور ما اتّصلت به، لا لرجفاته فأقرّ الجبل بذلك واستقرّ.

ما أحسن ابن حجر فيما ارتآه، وما أجمل فيما تأوّله، ولكن مع الأسف أنّ في سند الرواية ما أخرج الخطيب في تأريخه [5 : 365] من طريق محمّد بن يونس الكديمي الكذّاب الوضّاع، الذي وضع على رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)أكثر من ألف حديث، وهو أحد الحفّاظ الأعلام بالبصرة، المتوفّى سنة [286].

راجع: تاريخ بغداد [3 : 441] وتذكرة الموضوعات [ص 14 و 18] لأبي الفضل المقدسي، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي [2 : 194] وميزان الاعتدال للذهبي [3 : 152] والغدير [5 : 266 ، و 10 : 73]. وطبقات الحفّاظ للذهبي [2:175] واللآلي المصنوعة للسيوطي [2 : 142 و 215].

وفي السند أيضاً عن سعيد بن أبي عروبة البصري، قال ابن سعد: اختلط في آخر عمره. وقال ابن حبّان: بقي في اختلاطه خمس سنين، ولا يحتجّ إلاّ بما روى القدماء مثل: يزيد بن زريع، وابن المبارك. وقال الذهبي: عاش بعد ما خولط تسع سنين. وقال غيرهم: اختلط سنين لم يجز الاحتجاج فيما انفرد. راجع: تهذيب التهذيب [4 : 63 و 66].

وفي سند: قريش بن أنس الأموي البصري، قال ابن حبّان: اختلط فظهر في حديثه مناكير، فلم يجز الاحتجاج بافراده. وقال البخاري: اختلط ستّ سنين. راجع: تهذيب التهذيب [8 : 375].

وأورد في [ص 13] الحديث الخامس عن الشعبي، عن المصطلقي رجل من بني المصطلق، قال: بعثني قومي بنو المصطلق إلى رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)يسألون إلى من يدفعون صدقاتهم بعد وفاته، فلقيني علي بن أبي طالب، فسألني، فقلت: أرسلني قومي بنو المصطلق إلى رسول اللّه، فيسألونه إلى من يدفعون صدقاتهم بعده، فقال علي: إذا سألته فأخبرني ما قال لك! فأتى رسول اللّه فأخبره أنّ قومه أرسلوه يسألونه إلى من يدفعون صدقاتهم بعدك؟ فقال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): إدفعوها إلى أبي بكر، فرجع المصطلقي إلى علي فأخبره، فقال له علي: إرجع إليه فسائله، إن كان أبو بكر يموت إلى من يدفعونها؟ فأتاه فسأله، فقال: إدفعوها إلى عمر، فرجع إلى علي فأخبره، فقال له علي: إرجع فقل له: إن كان عمر يموت إلى من يدفعونها؟ فقال: إدفعوها إلى عثمان، فرجع إلى علي فأخبره، فقال له علي: إرجع فسائله إلى من يدفعونها بعد عثمان؟ فقال له الرجل: إنّي لأستحي أن أرجع بعد هذا.

هذه الرواية أخرجها الحافظ العاصمي في زين الفتى باسناده عن أبي علي الهروي، هو: أحمد بن عبداللّه الجويباري.

قال ابن عدي: كان يضع الحديث لابن كرام على ما يريده، فكان ابن كرام يخرجها في كتبه عنه. وقال ابن حبان: دجّال من الدجاجلة، روى عن الأئمّة اُلوف الأحاديث ما حدّثوا بشيء عنها. وقال النسائي: كذّاب. وقال الذهبي: ممّن يضرب المثل بكذبه.

وقال البيهقي: إنّي أعرفه حقّ المعرفة، بوضع الأحاديث على رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)، فقد وضع عليه أكثر من ألف حديث، وسمعت الحاكم يقول: هذا كذّاب خبيث، ووضع كثير في فضائل الاعمال، لا تحلّ رواية حديثه من وجه.

وقال الخليلي: كذّاب يروي عن الأئمة أحاديث موضوعة، وكان يضع لابن كرام أحاديث مصنوعة، وكان ابن كرام يسمعها وكان مغفّلاً. وقال أبو سعيد النقّاش: لانعرف أحداً أكثر وضعاً منه.

راجع: ميزان الإعتدال [1 : 50] والغدير [5 : 214] ولسان الميزان [1 : 193 ]واللآلي المصنوعة [1 : 21].

وهو عن المأمون بن أحمد السلمي الهروي، قال ابن حبّان: دجّال. وقال ابن حبّان أيضاً: سألته متى دخلت الشام؟ قال: سنة خمسين ومائتين، قلت: فإن هشاماً الذي تروي عنه مات سنة خمس وأربعين ومائتين؟ فقال: هذا هشام بن عمّار آخر. وممّا وضع على الثقات ـ فذكر حديثاً ـ ثمّ قال: وإنّما ذكرته ليعرف كذبه; لأنّ الأحداث كتبوا عنه بخراسان.

وقال أبو نعيم: خبيث وضّاع يأتي عن الثقات مثل هشام ودحيم بالموضوعات، ومثله يستحقّ من اللّه تعالى ومن الرسول والمسلمين اللعنة.

وقال الحاكم في المدخل بعد ذكر حديث عنه: ومثل هذه الأحاديث يشهد من رزقه اللّه أدنى معرفة بأنـّها موضوعة على رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)أو كما قال. وقال الذهبي: أتى بطامّات وفضائح.

راجع: ميزان الاعتدال [3 : 4] والغدير [10 : 98] ولسان الميزان [5 : 7].

وهو عن أحمد بن سعد العبادي، قال الأميني: لا أعرفه ولم أجد له ذكراً في الكتب والمعاجم.

وهو عن عبدالأعلى بن مسافر، قال الأميني: الصحيح ابن أبي المساور الزهري أبو مسعود الجرّار الكوفي نزيل المدائن. قال ابن معين: ليس بشيء. زاد إبراهيم: كذّاب. وعن ابن معين أيضاً: ليست بثقة. وعن علي بن المديني: ضعيف ليس بشيء. وقال ابن عمّار الموصلي: ضعيف ليس بحجّة. وقال أبو زرعة ضعيف جدّاً. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث يشبه المتروك.

وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال النسائي: متروك الحديث وقال في موضع آخر: ليس بثقة ولا مأمون. وقال ابن نمير: متروك الحديث. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوىّ عندهم. وقال الساجي: منكر الحديث. وقال أبو نعيم: ضعيف جدّاً ليس بشيء.

راجع: تهذيب التهذيب [6 : 48].

وأورد في [ص 47] الحديث السادس والتسعين، كما أخرجه ابن عساكر في تأريخه [6 : 173] من طريق سعيد بن مسلمة بن اُميّة بن هشام بن عبدالملك بن مروان الأموي: عن ابن عمر، ما نحن في غنى عن ذكره.

وذلك أنـّه قال: خرج علينا رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)، أو دخل المسجد وهو آخذ بيد أبي بكر وعمر، أحدهما عن يمينه، والآخر عن يساره، ثمّ قال: هكذا نبعث يوم القيامة. ورواه الترمذي، والحاكم في المستدرك [3 : 68].

واسناده كما في ميزان الاعتدال: عن سعيد، عن إسماعيل بن اُميّة، عن نافع، عن ابن عمر. قال البخاري في تأريخه: سعيد بن مسلمة عن إسماعيل بن اُميّة فيه نظر، يروي عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه مناكير. وقال أيضاً: منكر الحديث، وقال مرّة: ضعيف. وقال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكره. وقال الدارقطني: هو ضعيف الحديث يعتبر به. وقال ابن حبّان: فاحش الخطأ، منكر الحديث جدّاً.

راجع: تاريخ ابن عساكر [6 : 174] وميزان الإعتدال [1 : 391] وتهذيب التهذيب [4 : 83].

وأخرجه الدارقطني من طريق الحارث بن عبداللّه المديني مولى بني سليم، عن إسحاق بن محمّد الفروي الأموي مولى عثمان، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر.

قال الدارقطني: لا يصحّ والحارث هذا ضعيف. واسحاق الأموي وهّاه أبو داود جدّاً، وقال: لو جاء بذلك الحديث عن مالك يحيى بن سعيد، لم يحتمل له. وقال النسائي: متروك. وقال أيضاً: ليس بثقة. وقال الدارقطني: ضعيف، وقد روى عنه البخاري، ويوبّخونه في هذا. وقال الحاكم: عيب على محمّد ـ يعني البخاري ـ إخراج حديثه وقد غمزوه.

راجع: ميزان الاعتدال [1 : 93] وسلسلة الأميني [10 : 88] وتهذيب التهذيب [1 : 248] ولسان الميزان [2 : 154] كلاهما للعسقلاني.

وقال الشيخ في [ص 20] من صواعقه ما لفظه: لا يقال بل عليّ أعلم من أبي بكر; للخبر الآتي في فضائله أنا مدينة العلم وعليّ بابه لأنـّا نقول: إنّ ذلك الحديث مطعون فيه، وعلى تسليم صحّته أو حسنه فأبو بكر محرابها. انتهى.

ثمّ خاض في الحديث بتأويلاته العجبية، واسترسل مبدياً لآرائه الغريبة، حتّى أتى بالعجب العجاب بقوله: على أنّ تلك الرواية معارضة بخبر الفردوس: أنا مدينة العلم وأبو بكر أساسها، وعمر حيطانها، وعثمان سقفها، وعلي بابها. فهذا صريح في أنّ أبا بكر أعلمهم.

أقول: وكان من الذين زيّفوا هذا الحديث وحكموا عليه بالضعف، كما في كتابه الفتاوي الحديثيّة [ص 197] فقال: حديث ضعيف. وقال أيضاً: وفي لفظ: ومعاوية حلقتها، فهو ضعيف أيضاً. ونحن لا ندري ما الذي قاده إلى أن جعل ما حكم عليه بالضعف نصّاً على أعلميّة أبي بكر، فلعلّ في وراء ذلك حكمة بالغة لا يحيط بعلمها إلاّ الراسخون في العلم من أمثاله ونظرائه.

قال العجلوني في كتابه كشف الخفاء [1 : 204]: روى الديلمي في الفردوس بلا اسناد عن ابن مسعود رفعه: أنا مدينة العلم، وأبو بكر أساسها، وعمر حيطانها، وعثمان سقفها، وعلي بابها. وروى أيضاً عن أنس مرفوعاً: أنا مدينة العلم، وعلي بابها، ومعاوية حلقتها. قال في المقاصد: وبالجملة فكلّها ضعيفة، والألفاظ أكثرها ركيكة.

وقال السيّد محمد درويش الحوت في أسنى المطالب [ص 73]: أنا مدينة العلم، وأبو بكر أساسها، وعمر حيطانها، لا ينبغي ذكره فيكتب العلم، لا سيّما ابن حجر الهيثمي، وذكر ذلك في الصواعق والزواجر، وهو غير جيّد من مثله.

وقال الأميني في [7 : 197] من غديره: ان الطعن في حديث أنا مدينة العلم لم يصدر إلاّ من ابن الجوزي ومن يشاكله، من رماة القول على عواهنه، وأمّا ما ذكر من رواية الفردوس، فلا يختلف اثنان في ضعفها وضعف ما يقاربها.الاحتجاج على القوم

فهذه نبذة يسيرة التقطناها من الصواعق ممّا أورده ابن حجر في فضائل الخليفة الأوّل، فعسى أن تكون مقياساً للقارئ الحليم فيما لم نذكره من المختلقات وتكون له عبرة، فإنّ ما وضعته أيدي الغلاة في الفضائل الكثيرة، لا تحتملها هذه السطور.

وأمّا ما أورده الشيخ في فضائل الخليفة الثاني والثالث، فقد أسلفنا عدّة منه، ولا حاجة لنا إلى إعادته، فلا يستغرب القارئ منه أو يستكثر; فإنّ ما ذكره الشيخ ومن يضاهيه كالغيض من الفيض بالنسبة إلى ما سجل في صحائف الكتب والمعاجم، ممّا نسجته أقلام الكذّابين والوضّاعين من المرتزقة والمتزلّفة إلى مرضاة أرباب المناهب والطواغيت الجبابرة، أو ممّا نحتته أيدي الحسدة الذين عدل بهم حسدهم عن آل بيت العترة المطهّرة.

ومنهم: من بلغ بهم الحسد والبغضاء إلى أقصى مبلغ حتّى يذبّ عن أشقى الأوّلين والآخرين، وهو قاتل الامام علي(عليه السلام)، ونصّ على عدم تجويز لعنه، ويجب تبرير عمله بحكمه عليه أنـّه مجتهد مخطئ كابن حزم ومن نحا نحوه.

ومنهم: من حكم بعدم جواز لعنه، زعماً بكونه صحابيّاً، كالقاضي حسين الشافعي، فيما رواه العسقلاني في الاصابة [3 : 179] وفي الحقيقة لم يكن كذلك، ولكنّه من رؤوس الخوارج، ولد الرجل بعدالرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) بمدّة. راجع: المصدر المذكور.

بل منهم من يحمده كعمران بن حطّان، حيث قال فيه ممتدحاً:

يا ضربةً من تقيّ ما أراد بها***إلاّ ليبلغ من ذي العرش رضوانا

إنّي لاَذكره حيناً فأحسبه***أو فى البريّة عند اللّه ميزانا

فيا للعجب! من ابن حطّان ومن حذا حذوه. كابن حزم وأتباعه، أين هؤلاء القوم من قول النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي: قاتلك أشقى الآخرين ـ وفي لفظ: أشقى الناس. وفي لفظ: أشقى هذه الأمّة ـ كما أنّ عاقر الناقة أشقى ثمود.

راجع: مسند الامام أحمد [4 : 263] وخصائص النسائي [ص 39] والإمامة والسياسة [1 : 135] ومستدرك الحاكم عن عمّار [3 : 140] وتأريخ الخطيب عن جابر بن سمرة [1 : 135] والاستيعاب [3 : 60 هامش الإصابة] عن النسائي، ثمّ قال: وذكره الطبري وغيره أيضاً.

وذكره ابن اسحاق في السير، وهو معروف من رواية محمّد بن كعب القرظي، عن يزيد بن جشم، عن عمّار بن ياسر. وذكره ابن خيثمة من طرق. وذكره المحبّ الطبري في رياضه عن علي من طريق أحمد وابن الضحاك، وعن صهيب من طريق أبي حاتم.

ورواه ابن كثير في تاريخه [7 : 323] من طريق أبي يعلى، وفي [ص 157] من طريق الدارقطني، وفي [ص 399] من طريق أحمد، والبغوي، والطبراني، والحاكم، وابن مردويه، وأبي نعيم، وابن عساكر، وابن النجّار.

وأين هؤلاء القوم من قوله الآخر(صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي: ألا اُخبرك بأشدّ الناس عذاباً يوم القيامة؟ قال: أخبرني يا رسول اللّه؟ قال: أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة: عاقر ناقة ثمود، وخاضب لحيتك بدم رأسك.

راجع: العقد الفريد لابن عبد ربه [2 : 298].

وأين اُولئك من قوله الثالث(صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي: قاتلك شبه اليهود، وهو يهود، أخرجه ابن عدي في الكامل. وابن عساكر كما في ترتيب الجوامع [6:412].

وأين هم ممّا ذكره ابن كثير في تاريخه [7 : 323] من أنّ عليّاً كان كثيراً يقول: مايحبس أشقاها، وأخرجه السيوطي في ترتيب جمع الجوامع [6 : 411 ]بطريقين: عن أبي سعيد، وأبي نعيم، وابن أبي شيبة، وفي [ص 413] من طريق ابن عساكر.

وأين هؤلاء القوم من قول أمير المؤمنين لابن ملجم: لا أراك الاّ من شرّ خلق اللّه.

راجع: الطبري في تاريخه [6 : 85]. وابن الأثير في الكامل [3 : 169].

وقوله(عليه السلام): ما ينتظر بي إلاّ شقيّ. أخرجه الامام أحمد باسناده، كما في البداية والنهاية [7 : 359].

وقوله(عليه السلام) لأهله: واللّه لوددت لو انبعث أشقاها. الرياض النضرة [2:248]

وقوله(عليه السلام): ما يمنع أشقاكم. الكامل [3 : 168] وكنز العمّال [6 : 412].

وقوله(عليه السلام): ما ينتظر أشقاها. الرياض النضرة [2 : 248] الغدير [1 : 325].

ما روى القوم في شهادة الامام أمير المؤمنينعلي بن أبي طالب(عليه السلام)

فيا عجباً كيف يرون من غلبت عليه الشقاوة بقتله الإمام المفترض طاعته كان مجتهداً؟ ولسنا ندري أيّ غشاوة غشت بصائرهم وأفئدتهم، حتّى زعموا عملاً يقتضي صاحبه الشقاوة الأبديّة اجتهاداً؟ وأيّ ادران حطت قلوبهم حتّى عموا وصمّوا، فيرون سوء ما عمله حسناً، وبهذه الموبقة استحقّ من الرحمان رضواناً؟

أفيرون من عمل عملاً يبتغي به مرضاة معشوقته، وسعى في نيل مهرها اجتهاداً في الدين؟ كذلك روى أعلام الاُمّة في تواريخهم ومصنّفاتهم، كالطبري في تأريخه [6 : 83] وابن كثير في تأريخه [7 : 328] وابن الأثير في كامله [3 : 168] ذكر ذلك الأميني في غديره [1 : 325] والحاكم في المستدرك [3 : 143] وابن قتيبة في الإمامة والسياسة [1 : 134]. وإليك شطراً من روايته مختصراً.

قدم ابن ملجم الكوفة وكتم أمره، وتزوّج امرأة يقال لها: قطام بنت علقمة، وكانت خارجيّة، وكان عليّ قد قتل أخاها في حرب الخوارج، وتزوّجها على أن يقتل عليّاً، فأقام عندها مدّة، فقالت له في بعض الأيّام وهو مختف: لطالما أحببت المكث عند أهلك وأضربت عن الأمر الذي جئت بسببه.

وفيما رواه ابن أبي الحديد في شرح النهج [2 : 41] عند شرحه قوله(عليه السلام): ملكتني عيني وأنا جالس، فسنح لي رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)، فقلت: يا رسول اللّه ماذا لقيت من الاُود واللدد، فقال: اُدع عليهم، فقلت: أبدلني اللّه بهم خيراً منهم، وأبدلهم بي شرّاً لهم منّي.

وممّا جاء به الشيخ في شرحه لهذ القول: قول أبي الفرج بالاسناد، عن أبي طفيل، قال: جمع عليّ(عليه السلام) الناس للبيعة، فجاء عبدالرحمن بن ملجم، فردّه مرّتين أو ثلاثاً، ثمّ مدّ يده فبايعه، فقال له علي: ما يحبس أشقاها، فو الذي نفسي بيده، ليخضبن هذه من هذه. ثمّ أنشد:

أشدد حيازيمك للمو***ت فإنّ الموت لاقيكا

ولا تجزع من الموت***إذا حلّ بواديكا

قال أبو الفرج: وقد روي لنا من طرق غير هذه: إنّ عليّاً أعطى الناس، فلمّا بلغ ابن ملجم أعطاه وقال له:

اُريد حياته ويريد قتلي***عذيريك من خليلك من مراد

وقال أبو الفرج: وحدّثني أحمد بن عيسى العجلي باسناد ذكره في الكتاب إلى أبي زهير العبسي، قال: كان ابن ملجم من مراد وعداده من كندة، فأقبل حتّى قدم الكوفة، فلقي بها أصحابه وكتمهم أمره، وطوى عنهم ما تعاقد هو وأصحابه عليه بمكّة من قتل اُمراء المسلمين مخافة أن ينتشر، وزار رجلاً من أصحابه ذات يوم من بني تيم الرباب، فصادف عنده قطام بنت الأخضر من بني تيم الرباب، وكان عليّ قتل أخاها وأباها بالنهروان، وكانت من أجمل نساء أهل زمانه، فلمّا رآها شغف بها واشتدّ إعجابه فخطبها، فقالت له: ما الذي تسمّي لي من الصداق؟ فقال: احتكمي ما بدالك، فقالت: احتكم عليك بثلاثة آلاف ووصيف وخادم وأن تقتل علي بن أبي طالب، فقال لها: لك جميع ما سألت واما قتل علي فأنـّى لي بذلك؟ قالت: تلتمس غرّته، فإن أنت قتلته شفيت نفسي، وهنّاك العيش معي، وإن قتلت فما عنداللّه خير لك من الدنيا. الى آخره.

وقال أبو الفرج: وحدّثني أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري باسناد ذكره في الكتاب، عن أبي عبدالرحمن السلمي: قال: قال الحسن بن علي عليهما السلام: خرجت وأبي يصلّي في المسجد، فقال لي: يا بني انـّي بتّ الليلة اُوقظ أهلي لأنـّها ليلة جمعة صبيحة يوم بدر لتسع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان، فملكتني عيني، فسنح لي رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)، فقلت: يا رسول اللّه! ما لقيت من اُمّتك الأود واللدد، فقال لي: اُدع عليهم، فقلت، اللهم أبدلني بهم من هو خير منهم، وأبدلهم بي من هو شرّ منّي، قال الحسن(عليه السلام): وجاء ابن أبي الساج فأذنه بالصلاة، فخرج فخرجت خلفه، فأعتوره الرجلان، فأمّا أحدهما فوقعت ضربته في الطاق، وأما الآخر فأثبتها في رأسه.

وفي الامامة والسياسة [1 : 134]: إنـّه لمّا اُصيب بالضربة وقبضوا على اللعين، قال(عليه السلام): أطيبوا طعامه، وألينوا فراشه، فإن أعش فأنا وليّ دمي: إمّا عفوت، وإمّا اقتصصت. فإن أمت فألحقوه بي، ولا تعتدوا إنّ اللّه لا يحبّ المعتدين.

قال أبو الفرج: ثمّ جمع له أطبّاء الكوفة، فلم يكن منهم أحد أعلم بجرحه من أثير بن عمرو بن هاني السكوني، وكان متطبّبا صاحب كرسيّ يعالج الجراحات، وكان من الأربعين غلاماً الذين كان الوليد أصابهم في عين التمر فسباهم، فلمّا نظر الأثير إلى جرح أمير المؤمنين، دعا برئة شاة حارّة، فاستخرج منها عرقاً فأدخله في الجرح، ثمّ نفخه، ثمّ استخرجه واذا عليه بياض الدماغ، فقال: يا أمير المؤمنين أعهد عهدك، فإنّ عدوّ اللّه قد وصلت ضربته إلى اُمّ رأسك.

فدعا علي عند ذلك بدواة وصحيفة وكتب وصيّته:وصيّة الإمام علي(عليه السلام)

هذا ما أوصى به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: أوصى بأنـّه يشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وانّ محمّداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون، صلوات اللّه وبركاته عليه.

إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي للّه ربّ العالمين، لا شريك له وبذلك اُمرت وأنا أوّل المسلمين.

اُوصيك يا حسن وجميع ولدي وأهل بيتي ومن بلغه كتابي هذا: بتقوى اللّه ربّنا وربّكم، ولاتموتنّ إلاّ وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل اللّه جميعاً ولاتفرّقوا، فإنّي سمعت رسول اللّه يقول: إصلاح ذات البين أفضل من عامّة الصلاة والصيام، فإنّ المبيرة حالقة الدين وفساد ذات البين، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم. اُنظروا إلى ذوي أرحامكم، فصلوها يهوّن اللّه عليكم الحساب.

واللّه اللّه في الأيتام، ولا تغيرن أفواههم بجفوتكم، واللّه اللّه في جيرانكم فإنّها وصيّة رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)، فما زال يوصينا حتّى ظننا سيورثهم اللّه، واللّه اللّه في القرآن، فلا سبقكم بالعمل به غيركم، واللّه اللّه في الصلاة فإنّها عماد دينكم، واللّه اللّه في صيام شهر رمضان فإنّه جنّة من النار.

واللّه اللّه في الجهاد بأموالكم وأنفسكم، واللّه اللّه في زكاة أموالكم، فإنّها تطفئ غضب ربّكم، واللّه اللّه في أهل بيت نبيّكم، فلا يظلمنّ بين أظهركم، واللّه اللّه في أصحاب نبيّكم، فإنّ رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) أوصى بهم، واللّه اللّه في الفقراء والمساكين، فأشركوهم في معاشكم.

واللّه اللّه فيما ملكت أيمانكم فانـّه آخر وصيّة رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)، إذ قال: اُوصيكم بالضعيفين فيما ملكت أيمانكم، ثم الصلاة الصلاة، لاتخافوا في اللّه لومة لائم، يكفكم من بغى عليكم ومن أرادكم بسوء، قولوا للناس حسناً كما أمركم اللّه به، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيتولّى ذلك غيركم وتدعون فلا يستجاب لكم، عليكم بالتواضع والتباذل والتبارّ، وايّاكم والتقاطع والتفرّق والتدابر، وتعاونوا على البرّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، واتّقوا اللّه إنّ اللّه شديد العقاب، حفظكم اللّه من أهل بيت وحفظ فيكم نبيّه، أستودعكم اللّه خير مستودع، وعليكم سلام اللّه ورحمته.

قال ابن أبي مياس الفزاري وهو من الخوارج:

فلم أر مهراً ساقه ذو سماحة***كمهر قطام من غني ومعدم

ثلاثة آلاف وعبد وقينة***وضرب عليّ بالحسام المسمّم

فلا مهر أغلى من عليّ وإن غلا***ولافتك إلاّ دون فتك ابن ملجم

قال الأميني في غديره [1 : 326]، ما عمران بن حطّان وحكمه في تبرير عمل ابن ملجم، من إراقة دم وليّ اللّه الإمام الطاهر أمير المؤمنين؟ وما قيمة قوله حتّى يستدلّ به ويركن إليه في أحكام الإسلام؟

وما شأن فقيه مثل ابن حزم من الدين؟ يحذو حذو عمران ويأخذ قوله في دين اللّه، ويخالف به النبيّ الأعظم في نصوصه الصحيحة الثابتة ويردّها؟ ويقذف الاُمّة الإسلاميّة بسخب خارجيّ مارق؟ وهذا معاصره القاضي أبو الطيب طاهر بن عبداللّه الشافعي يقول في عمران ومذهبه:

إني لأبرأ ممّا أنت قائله***عن ابن ملجم الملعون بهتانا

يا ضربة من شقيّ ما أراد بها***إلاّ ليهدم للإسلام أركانا

إنّي لأذكره يوماً فألعنه***دنياً وألعن عمراناً وحطّانا

عليه ثمّ عليه الدهر متّصلاً***لعائن اللّه إسراراً وإعلانا

فأنتما من كلاب النار جاء به***نصّ الشريعة برهاناً وتبيانا

وقال بكر بن حسّان الباهلي:

قل لابن ملجم والأقدار غالبة***هدّمت ويلك للإسلام أركانا

قتلت أفضل من يمشي على قدم***وأوّل الناس إسلاماً وإيمانا

وأعلم الناس بالقرآن ثمّ بما***سنّ الرسول لنا شرعاً وتبيانا

صهر النبيّ ومولانا وناصره***أضحت مناقبه نوراً وبرهانا

وكان منه على رغم الحسود له***مكان هارون من موسى بن عمرانا

وكان في الحرب سيفاً صارماً ذكراً***ليثاً إذا ما لقى الأقران أقرانا

ذكرت قاتله والدمع منحدر***فقلت سبحان ربّ الناس سبحانا

إنّي لأحسبه ما كان من بشر***يخشى المعاد ولكن كان شيطانا

أشقى مراد إذا عدت قبائلها***وأخسر الناس عنداللّه ميزانا

كعاقر الناقة الاُولى التي جلبت***على ثمود بأرض الحجر خسرانا

قد كان يخبرهم أن سوف يخضبها***قبل المنيّة أزماناً فأزمانا

فلا عفا اللّه عنه ما تحمّله***ولا سقى قبر عمران بن حطّانا

لقوله في شقيّ ظلّ مجترماً***ونال ما ناله ظلماً وعدوانا

يا ضربة من تقيّ ما أراد بها***إلاّ ليبلغ من ذي العرش رضوانا

بل ضربة من غويّ أورثته لظى***وسوف يلقى بها الرحمن غضبانا

كأنـّه لم يرد قصداً بضربته***إلاّ ليصلى عذاب الخلد نيرانا

وقال محمّد بن أحمد الطيب ردّاً على عمران بن حطّان:

يا ضربة من غدور صار ضاربها***أشقى البريّة عنداللّه إنسانا

إذا تفكّرت فيه ظلت ألعنه***وألعن الكلب عمران بن حطانا

راجع: الغدير [1 : 326 ـ 328].الاحتجاج على القوم في تبرئتهم معاوية وابنه يزيد

ومنهم: من يقدّس ساحة معاوية من دنس طاماته وموبقاته وجناياته الكبيرة على الإسلام والمسلمين، وقتله آلافاً من صلحاء اُمّة محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)بكلمة موجزة: لأنـّه كان مجتهداً متأوّلاً مخطئاً. كما في الفصل [4 : 89] لابن حزم، وتاريخ ابن كثير [7 : 279].

ومنهم: من ينزه ساحة يزيد الخمور الفجور من أرجاسه المكفّرة، وينهى عن لعنه وذكره بالسوء، لكونه مسلماً لم يثبت كفره، وانـّه إمام مجتهد. راجع: تاريخ ابن كثير [8 : 223 و 13 : 9].

وأمّا ما جاء في فضائل ابن أبي سفيان، فلم تكن منها واحدة إلاّ وملامح الوضع فيها لائحة واضحة، كما روي عن أنس مرفوعاً: الاُمناء سبعة: اللوح، والقلم، وإسرافيل، وميكائيل، وجبرئيل، ومحمّد، ومعاوية.

وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال [1 : 321] عن داود بن عفّان عن أنس، وهو الوضّاع، وذكره ابن كثير في تاريخه [8 : 120] من رواية ابن عبّاس، فقال: هذا أنكر من الأحاديث التي قبله وأضعف إسناداً.

وقال الأميني: تعساً لاُمّة تروي مثل هذه المخازي، ولم تند منها جبهتها حياء، أليس عاراً على الاسلام وأهله أن يجعل معاوية الخؤون لدّة نبيّه واُمناء اللّه المعصومين في الامانة؟.ائتمان معاوية على الوحي

وعن واثلة مرفوعاً: إنّ اللّه ائتمن على وحيه، جبريل وأنا ومعاوية.

أخرجه ابن عساكر في تاريخه [7 : 322] عن رجل.

قال الحاكم: سئل أحمد بن عمر الدمشقي، وكان عالماً بحديث الشام عن هذا الحديث، فأنكره جدّاً. وحدّث بهذا الحديث عبداللّه بن جابر أبو محمّد الطرسوسي البزّار، وهو ذاهب الحديث، وقال مرّة: هو منكر الحديث.

وقال الأميني في غديره [5 : 308]: أحسب انّ رواة السوء أرادوا حطّاً من مقام النبوّة لا ترفيعاً لمقام معاوية، لما نعلمه من البون الشاسع بين مرتبة النبوّة التي يعتقد بها المسلمون، وبين متبوّأ هذا المقعي على أنقاض مستوي الخلافة، فنسائل القوم عن الذي أوجبه هذا المقام الشامخ، أهو أصله الزاكي تلك الشجرة الملعونة في القرآن ولسان نبيّة؟ أم فرعه الغاشم الظلوم؟ أم دؤبه على الكفر إلى ما قبل وفاة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بأشهر قلائل؟ أم محاربته خليفة وقته المفترضة طاعته عليه؟ وقد بايعه أهل الحلّ والعقد ورضي به المسلمون، فشهر السيف أمامه، وأراق الدماء المحرّمة، أم بوائقه أيّام استحواذه على الملك؟ من قتل الأبرياء الأخيار كحجر بن عدي وأصحابه؟ وقتل عمرو بن حمق الخزاعي إلى كثير من أمثالهم.

ومن قنوته بلعن أمير المؤمنين والحسن والحسين ولمّة من صفوة المؤمنين، وحمله سماسرة الأهواء على الوقيعة في أهل بيت النبوّة وافتعال رواة الجرح فيهم، وخلق أحاديث في الأمويّين؟ واستلحاقه زياداً مراغماً للحديث الثابت عند الاُمّة جمعاء؟ الولد للفراش وللعاهل الحجر، وأخذ البيعة ليزيد ذلك الماجن الخائن السكّير، وتسليطه على الأعراض والدماء؟ وإدمانه على هذه المخاريق وأمثالها التي سوّدت صحيفة التأريخ حتّى أفعمت كأس بغيه واخترمته منيّته.

ومتى كان معاوية للعلم والقرآن وهو لا يحسن آية واحدة، كقوله سبحانه: )أطِيعُوا اللّهَ وَأطيعُوا الرّسُولَ وَاُولي الأمْرِ مِنْكُم( أولم يكن أمير المؤمنين علي(عليه السلام)من اُولي الأمر على أيّ من التفسيرين؟ وكقوله تعالى: )وَمَن يَقْتُلْ مُؤمِناً مُتَعَمّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنّمُ خالِداً فِيها( وكقوله تعالى: )الّذينَ يُؤذُون المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ بِغَيْرِ ما اكْتَسَبُوا فَقَدْ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإثماً مُبِينا( إلى آيات كثيرة تشنّع على ما كان عليه من الطامات، وهل يؤتمن على القرآن وهو لا يعمل بآية منه ولا يقيم حدوده؟ )ومن يتعدّ حدود اللّه فقد ظلم نفسه(، )ومن يعص اللّه ورسوله ويتعدّ حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين(.

وهل علمه المتكثّر الذي كاد به أن يبعث نبيّاً كان يدعوه إلى عداء العترة الطاهرة؟ وإلى تلكم البوائق المخزية والفواحش المبيّنة التي حفظها التأريخ عنه وعن أرباب تلك الجباه السود؟ وقد حفظ لنا التأريخ قتله الذريع لشيعة أمير المؤمنين بالكوفة خاصّة، وفي أرجاء المملكة عامّة، وأمّا أذاه المعكّر لصفوة شيعة آل اللّه، فحدّث عنه ولا حرج، وسنعرّفك معاوية بعجره وبجره على ما يستحقّ.

ثمّ نسائل الرواة عن الأمانة التي استحقّ بها معاوية أن يكون ثالثاً للنبيّ وجبرئيل، أو سابعاً له(صلى الله عليه وآله وسلم) واُمناء اللّه الخمسة المذكورة في الرواية، أهي أمانته على الكتاب وقد خالفه؟ أم على السنّة ولم يعمل بها؟ أم على الدماء وقد أراقها؟ أم على العترة وقد أضطهدها؟ أم على أمن الاُمّة وقد أقلقها؟ أم على الصدق وقد باينه؟ أم على المين وقد حثّ عليه؟ أم على المؤمنين وقد أوصى لهم؟ أم على الاسلام وقد ضيّعه؟ أم على الأحكام وقد بدّلها؟ أم على الأعواد وقد شوّهها بلعن أولياء اللّه المقرّبين عليها؟ أم؟ أم؟ أم؟

أبهذه المخازي مع لداتها كاد أن يبعث معاوية نبيّاً كما اختلقه رواة السوء؟ زه بهذه النبوّة يكاد أن يكون مثل هذا الرجل حاملاً لأعبائها.لا أفتقد أحداً من أصحابي غير معاوية

عن أنس مرفوعاً: لا أفتقد أحداً من أصحابي غير معاوية بن أبي سفيان، لا أراه ثمانين عاماً ـ أو سبعين عاماً ـ فإذا كان بعد ثمانين عاماً ـ أو سبعين عاماً ـ يقبل إليّ على ناقة من المسك الأذفر، حشوها من رحمة اللّه، قوائمها من الزبرجد، فأقول: معاوية؟ فيقول: لبيّك يا محمّد! فأقول: أين كنت من ثمانين عاماً؟ فيقول: كنت في روضة تحت عرش ربّي يناجيني واُناجيه، ويحييني واُحيّيه، ويقول: هذا عوض ممّا كنت تشتم في دار الدنيا.

وقال ابن حجر في لسان الميزان [4 : 105]: الخبر المذكور رواه ابن عساكر في ترجمته ـ أي عبدالله بن حفص الوكيل ـ ولفظه: إنّي لأدخل الجنّة فلا أفتقد منها أحداً إلاّ معاوية سبعين عاماً، ثم أراه فأقول: يا معاوية أين كنت؟ فيقول: كنت تحت عرش اللّه يتحفني بيده، فقال: هذا ما كان يشتمونك في الدنيا. قال ابن عساكر: هذا حديث منكر، وفيه غير واحد من المجاهيل.

وقال الأميني في سلسلة الموضوعات [5 : 299] من غديره: من موضوعات عبداللّه بن حفص الوكيل. وقال ابن عدي: موضوع لا أشك أنـّه واضعه.

وقال الخطيب: باطل إسناداً ومتناً، ونراه ممّا وضعه الوكيل، وإنّ اسناد رجاله كلّهم ثقات غيره.

وقال الذهبي في ميزانه [2 : 410 ط دار المعرفة] بعد ذكره من طريق ابن عدي: قلت: ما كان ينبغي لابن عدي أن يتشاغل بالأخذ عن هذا الدجّال الأعمى البصر والبصيرة، والذي قال اللّه فيه:)وَمَنْ كانَ في هذِهِ أعْمى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أعْمى وَأضلّ سَبيلا(.

وقال في ترجمة عبيد اللّه بن سليمان: روى عن عبدالرزّاق بخبر باطل، فهو الآفة فيه. راجع: ميزان الاعتدال [3 : 10 ط دار المعرفة].

/ 11