الاسلام وشبهات المستشرقينالشيخ فؤاد كاظم المقداديكلمة المجلة - اسلام و شبهات المستشرقین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

اسلام و شبهات المستشرقین - نسخه متنی

فؤادکاظم مقدادی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الاسلام وشبهات المستشرقينالشيخ فؤاد كاظم المقداديكلمة المجلة

ابتلي الحق على امتداد مسيرة البشرية بالجهل، ولأن من طبيعة الانسان أن يكون عدواً لما جهل، فإن الحق بدوره عانى من جهل الجاهلين ومواقفهم المتزمتة الشيء الكثير، ولكن الحق هو المنتصر على طول الخط لأن الله هو الغالب، وليس نصيب الجهل والتزمت إلاّ الاندحار والخذلان.

والاسلام العظيم رسالة خاتم الانبياء محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الأرض، وهو الحق الذي ليس وراءه حق، وكيف لا يكون كذلك وهو هدية الحق المتعال إلى عباده؟ إنه وحي السماء الذي رسمه القرآن الكريم بكلمات من نور ليكون هدىً لا ريب فيه للعالمين ومنقذاً لهم من الضلال والظلمات إلى الصراط الجلي المستقيم.

لقد عانت الاديان الإلهية جمعاء منذ بزوغ شمسها على هذه الأرض ومنذ أن صدع الرسل والانبياء بها، عانت العداء السافر والمواجهات الساخنة التي كان الجهلة يواجهون بها رسل الله تعالى وأنبياءه ورسالاتهم الحقة. إذ لم يقف هؤلاء عند حد رفضهم لما يحييهم، بل تجاوز الأمر ذلك إلى الحرب الشرسة بالكلمة واليد، ولم يسلم نبي قط من مثل هذه المواقف، ولم تنج رسالة من مثل هذا العداء.

وكان الاسلام المحمدي الأصيل هدفاً لسهام الأعداء وغرضاً لنهجهم العدائي، لا لشيء إلاّ لأن الاسلام هو الخطر الحقيقي الذي يهدد أفكارهم ومناهجهم ويقف حائلاً منيعاً دون تحقق رغباتهم الشريرة وأطماعهم الخبيثة في نشر الانحراف والزيغ وتمكين الطواغيت من التحكم والسيطرة اللاشرعية على خيرات البلاد ومقدرات العباد.

وكانت الاساليب التي يستخدمها اعداء الاسلام متعددة ووسائلهم مختلفة، وكلها تصب ـ رغم اختلافهم فيما بينهم ـ في هدف واحد هو القضاء على الاسلام ورسالته الخالدة. فكانت الحرب النفسية والاقتصادية والفكرية والثقافية والعسكرية في نهاية المطاف عندما تكون الظروف مواتية للأعداء لشن حربهم على الاسلام والمسلمين، كما هو الحال في الحروب الصليبية الممتدة منذ مئات السنين والتي لم يخمد أوارها ولم تهدأ فورتها منذ اشتعالها. وقد كانت تلك الحروب على ثلاثة خطوط:

1 ـ الخط العسكري في المواجهة، متمثلاً بالهجوم على البلاد الاسلامية واحتلال أراضيها وقتل أبنائها وتشريد رجالها، وغيرها من الاساليب ووسائل المواجهة العسكرية.

2 ـ الخط الاقتصادي متمثلاً بنهب خيرات البلدان الاسلامية وفرض الحصار عليها.

3 ـ الخط الثقافي الفكري متمثلاً بالغزو الثقافي المقيت وما يمهّد له من خطط جهنمية هي تشويه المفاهيم الاسلامية والدس والتشكيك في مصداقيتها ونهجها القويم.

وهذا الخط هو الذي عمل عليه أكثر المستشرقين وعبأوا كل طاقاتهم وسخروا كل امكانياتهم من أجل إحكام خططه وتنفيذ فقراته. إذ إن هدف هؤلاء المستشرقين هو المسلم الأصيل، وقبله المسلم العادي، فإن بذر الشك في نفسه وزعزعة إيمانه بالمبادئ الحقة التي يعتنقها هو خير سبيل لحرفه وإبعاده عن دينه ثم السيطرة عليه نهائياً وتحويله من عدو للكفر والفساد إلى عدو للاسلام والرشاد.

إن هؤلاء المستشرقين ببحوثهم ودراساتهم الاستشراقية حول الاسلام والمسلمين مهدوا الطريق لزرع بذور الشك من خلال دسّهم وتشويههم للمبادئ الاسلامية، وحققوا في نفوس بعض المسلمين قابلية الاستعمار، فأصبح البعض من المسلمين يدعون إلى الانحراف والتبعية للغرب ويحاربون الاسلام وعقيدته جهلاً منهم وضلالاً.

لقد تقنّع هؤلاء المستشرقون بقناع البحث العلمي لإضفاء الصبغة العلمية على بحوثهم حتى يتمكنوا من خلالها من خداع وتضليل الجهلة وضعاف النفوس الذين لم يدخل الايمان قلوبهم ولم تكن لهم القدرة على التمييز بين الخطأ والصواب والغث والسمين.

والكتاب الذي بين يدي القارئ الكريم يسلّط الأضواء على واقع المستشرقين وطبيعة بحوثهم ودراساتهم وأهدافهم ومدى تأثيرهم في مسيرة الأحداث، ويفتح أعين المسلمين على هذا الموضوع الحساس والخطير، حتى يكون المسلم على بصيرة من أمره واعياً لما يحيكه أعداء الاسلام من مؤامرات، محصّناً بالفكر والحجّة والدليل لردّ جميع الشبهات التي يثيرها هؤلاء المستشرقون ضد إسلامه الحنيف وعقيدته الخالدة.

ويمتاز هذا الكتاب باُسلوبه السلس ومنهجيته العلمية التي استندت في مناقشتها وطرحها إلى المصادر الموثوقة. وقد بذل الكاتب سماحة الشيخ المقدادي الجهد الكثير من أجل التعرف على الاساليب والاهداف والنتائج التي وصل إليها المستشرقون، وناقش الشبهات بروح علمية موضوعية بعيدة عن التعنّت والتعصّب.

وسيدرك القارئ الكريم عند متابعته لبحوث الكتاب هذه الحقيقة ويعرف مدى الجهد الذي بذله الكاتب المحقق في هذا السبيل من أجل الدفاع عن كيان الاسلام وحومة المسلمين. وقد حدّد وبيّن بصورة خاصة الكثير من الشبهات التي أثارها اعداء الاسلام وخاصة المستشرقون منهم وردّها رداً علمياً منطقياً لا يدع مجالاً للتردد في الاقتناع به وقبوله.

/ 107