امام الصادق و المذاهب الاربعة جلد 1

في الفترة التي تصدّى فيها روّاد الوعي الإسلامي ودعاة التجديد من أتباع مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) في عصرنا الحديث للكتابة عن الإسلام والمذهب الحق، تصدّى فضيلة الاُستاذ المرحوم الشيخ أسد حيدرـطاب ثراه ـ للكتابة عن الإمام الصادق والمذاهب الأربعة في ستة أجزاء وقد تزامن صدور هذا السفر القيّم مع جملة من انتاجات فحول هذا العصر وروّاد حركة التجديد النشيطة ونخصّ منهم بالذكر العلاّمة الشيخ عبدالحسين الأميني مؤلف الموسوعة القيّمة الغدير في الكتاب والسُنّة والسيد عبدالحسين شرف الدين مؤلف كتاب المراجعات والشيخ محمد رضا المظفر مؤلف كتاب عقائد الإمامية والشيخ محمد حسن المظفر مؤلف كتاب دلائل الصدق، والسيد مرتضى العسكري مؤلف كتاب عبدالله بن سب والسيد محمد باقر الصدر مؤلف كتابي فلسفتنا واقتصادن.

لقد امتاز مؤلَّف الاُستاذ أسد حيدر هذا بمميزات أخرجته عن المألوف من الكتابة في زمانه وارتقت به الى مستوى التجديد والإبداع في البحث والدراسة.

ومما امتاز به هذا الكتاب مايلي:

1 ـ الانتقال بالقارئ الى أجواء المدينة ـ حين تعرّض لتاريخ اُمرائها ـليعطيه وعياً تاريخياً يدرك من خلاله معاناة الامام الصادق(عليه السلام) ودوره السياسي والاجتماعي إزاء الأحداث التي عاصرها وكيفية تحقيقه للأهداف الإلهية الكبرى.

2 ـ أرّخ لنشأة التشيع بدءاً من البذور التي غرسها صاحب الرسالة ورعاها حتى آخر لحظات حياته المباركةحتى أثمرت وأينعت ثمارها بعد رحيله.

3 ـ أثبت في مناقشاته لابن خلدون سرقاته الفكرية من اخوان الصفا، كما ناقش غيره ممّن كتب عن الإمام الصادق(عليه السلام).

4 ـ ناقش المصادر التاريخية التي تناولت اُسطورة ابن سبأ بالإشادة وتفرّد بمنهجه عن منهج العلامة السيد مرتضى العسكري (دام ظلّه).

وقد اطّلع المجمع العالمي لأهل البيت(عليهم السلام) ـ بعد انجاز تحقيقه لهذا السِّفر المبارك الذيمضى على تأليفه ما يقرب من نصف قرن من الزمن وهو لازال يحتفظ بطراوته ورفعة أدبه ـ أن المؤلِّف(رحمه الله) قد راجع كتابه باجزائه الستة في أواخر حياته وصحّحه ووشّحه بإضافات مهمّة كما أضاف إليه جزئين آخرين تمّت طباعتهما في دار التعارف ببيروت، ضمن مجلد رابع ، مما حدى بنا الى مقابلة ما أنجزناه مرّة اُخرى مع الطبعة الأخيرة المصححة من قبل المؤلف. فلله درّه وعلى الله أجره.

وفي الختام نشكر مؤسسة نشر الفقاهة التي تولّت مهمة تحقيق هذا الكتاب القيّم، كما نشكر كل الاُخوة الأفاضل الذين ساهموا في اخراجه بهذه الحلّة القشيبة راجين لهم من الله دوام التوفيق وحسن الأجر انّه سميع مجيب.المجمع العالمي لأهل البيت(عليهم السلام)شوال المكرّم 1423 هـ