اکذوبة تحریف القرآن نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

اکذوبة تحریف القرآن - نسخه متنی

رسول جعفریان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



الفصـل الخامس التحريف وروايات الشيعة


لقد نقل بعض رواة الشيعة روايات يستشم منها التحريف ووقوعه في كتاب الله ظاهرا، واستدل البعض ـ من غير المتثبتين ـ بهذه الروايات على أن الشيعة قائلون بالتحريف، ونحن نقول في جواب هؤلاء المستدلِّين:


1 ـ ان ذكر الرويات ونقلها في الكتب لا يعني الاعتراف الضمني بصحتها لاسيما عند عامة الامامية، وكذلك الحال بالنسبة لأهل السنة إلاّ إذا كانوا يعتقدون بصحة كل ما جاء في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما من صحاح السنة، وكيف يمكن قبول دعوى صحة كل ما في الكتب في حين نجدهم يذكرون روايات متناقضة في كثير من المسائل الاسلامية من الاصول والفروع، وعلى فرض تصريح مصنف بأنه ذكر الروايات الصحيحة فقط فانه لا يمكن الاعتماد على قوله والحكم بصحة جميع مروياته.


وخلاصة الأمر: أن الشيعة لا يعتقدون بصحة جميع مروياتهم. ولذا ذكروا أسناد الأحاديث لكي ينظر المدقق ويتحقق ـ بعد إنعام النظر في رجال الحديث، أو غير ذلك من المزايا ـ من صحة الحديث أو ضعفه. وهذا ينسحب على كتاب الكافي وغيره من كتب الشيعة.


اما بالنسبة إلى تفسير القمي الذي ذكر بعض هذه الروايات فنقول: ان ما ذكرناه آنفا يشمل هذا الكتاب أيضاً، اضافة إلى انه قد خلط مع تفسير آخر يسمى بتفسير ابي الجارود وقد ذكر ذلك وأثبته: الشيخ آقا بزرگ الطهراني( [179] ).


وهذا التفسير (تفسير ابي الجارود) بالاضافة إلى ان في سنده كثير بن عياش ـ وهو ضعيف ـ فانه ينتهي إلى ابي الجارود المنحرف عن مدرسة أهل البيت(عليهم السلام)، والذي كان قد لعنه الامام الصادق(عليه السلام) ـ كما قال النديم ـ وقال فيه وفي جماعة آخرين بأنهم كذابون، ووردت روايات في جرحه وعدم مقبوليته عند أهل البيت(عليهم السلام)( [180] ).


واما توثيق السيد الخوئي لابي الجارود لأجل وقوعه في اسانيد كامل الزيارات الذي قد شهد محمد بن قولويه بوثاقة جميع رواته( [181] ) فغير صحيح لتقدم الجرح على التوثيق، وورود الروايات في ذم ابي الجارود يقدم على توثيق ابن قولويه له، بالاضافة إلى عدم صحة ما ذكره من وثاقة جميع رجال كامل الزيارات، وابن قولويه لا يظهر من كلامه ذلك. وعلى كل حال فقد قال المامقاني بعد نقل الروايات في جرح ابي الجارود:


ان الرجل لم يرد فيه توثيق بوجه، بل هو مذموم أشد الذم وقد ضعفه في الوجيزة وغيره( [182] ).


اما نقل بعض الثقات عنه فلا يوجب توثيقه، كما صرح بذلك السيّد الخوئي بالنسبة إلى ابي الجارود( [183] ).


وأمّا بالنسبة إلى الكافي الذي الف خلال عشرين سنة بيد الشيخ المتقي الكليني(رحمه الله)، فنحن لا نقول بصحة كل الروايات التي نقلها الكليني فيه لأن قسما منها يعدّ من حيث السند ضعيفاً أو مرسلاً أو غير ذلك، وقسماً آخر منها لا يوافق الكتاب ويمكن أن يخدش فيه من حيث المتن، ومنها روايات التحريف ان وجدت. فليس الكافي في نظر الامامية الاصولية كالبخاري ومسلم وسائر السنن في نظر أهل السنة الذين يقولون بصحة كل مرويات تلك الكتب وان خالفت الكتاب! بل يقولون بأن السنة قاضية على الكتاب( [184] ) فراجع مرآة العقول للعلامة المجلسي وانظر ما اصدره المجلسي من احكام بالنسبة إلى الروايات من حيث السند فقط لترى انه يحكم بضعف جمع من الروايات أو بارساله أو غير ذلك من وجوه الضعف.


يقول السيد هاشم معروف الحسني: ان المتقدمين لم يُجمِعوا على الاعتماد على جميع مروياته جملة وتفصيل( [185] ).


ويقول أيضاً: توزعت احاديث الكافي التي بلغت ستة عشر ألف حديث ومائة وتسعة وتسعين ـ 16199 ـ حديثاً، على النحو التالي: الصحيح منها خمسة آلاف واثنان وسبعون حديثاً، والحسن مائة واربعة وأربعون حديثاً، والموثق ألف ومائة وثمانية وعشرون حديثاً، والقوي ثلاثمائة وحديثان، والضعيف تسعة آلالف واربعمائة وخمسة وثمانون حديث( [186] ) هذا من حيث السند فقط.


بالاضافة إلى ما سبق ان الكليني انما اورد جانباً من هذا النوع من الروايات في قسم النوادر الامر الذي يشير إلى انه يعتبرها اخبار آحاد وردت مورد الشذوذ والندرة التي يرى العلماء انها لا تنسجم كثيراً مع ما عداها فيفردون لها باباً بهذا الاسم عادة( [187] ).


بعد ذلك نقول: ان اكثر روايات التحريف روايات ضعيفة تنتهي اسنادها إلى الضعفاء( [188] ) والذين هم متهمون بالغلوّ وفساد المذهب.


فقسم كبير من هذه الروايات ينتهي إلى احمد بن محمد السياري. يقول الشيخ ميرزا مهدي البروجردي: عددت روايات التحريف، فرأيت أن اكثر من 188 منها ينتهي إلى السياري; ولكنا عددنا هذه الروايات فرأينا انها اكثر من ثلاثمائة حديث عنه.


ويقول الشيخ النجاشي في رجاله حول السياري:


ضعيف الحديث، فاسد المذهب( [189] ). وحكم الشيخ الطوسي عليه بالضعف في الاستبصار بعد نقل حديث عنه( [190] ).


وقال ابن الغضائري عن السياري: يكنى أبا عبيد الله القمي المعروف بالسياري ضعيف متهالك غال منحرف( [191] ). وأيضاً عن الشيخ بشأن السياري: ضعيف الحديث، فاسد المذهب، مجفو الرواية، كثيرالمراسيل( [192] ).


ومن رواة هذه الروايات يونس بن ظبيان الذي قال فيه النجاشي:


ضعيف جداً، لا يلتفت إلى ما رواه، كل كتبه تخليط، وقال ابن الغضائري: ابن ظبيان كوفي غال كذّابٌ وضّاع الحديث( [193] ).


ومنهم المنخل بن جميل الكوفي: نص المؤلفون في الرجال على أنه ضعيف، فاسد الرواية وأضافوا إلى ذلك أنه من الغلاة المعروفين( [194] ).


ومنهم محمد بن الحسن بن جمهور الذي قال الحلي فيه: كان ضعيفا في الحديث، غالياً في المذهب، فاسدا في الرواية، لا يكتب حديثه، ولا يعتمد على ما يرويه( [195] ) وكذا قال النجاشي فيه: ضعيف في الحديث، فاسد المذهب( [196] ).


وهكذا يتضح أن هؤلاء الرواة لم يكونوا مقبولين عند الرجاليين بل هم من الغلاة، و.. الخ. ورواية بعض الاخباريين عنهم لم تكن عن دقة وتأمل ولذا اعتقد بعضهم طبقاً لهذه الروايات عن هؤلاء الضعفاء بالنقص في القرآن ولكن هؤلاء ليسوا إلا شرذمة قليلين وكما يقول الشيخ أبو زهرة: خالفهم في ذلك الكثيرون من الامامية وعلى رأسهم المرتضى والطوسي وغيرهم( [197] ).


وقال السيد البروجردي(رحمه الله): ان الضرورة قائمة على خلافه ]القول بالتحريف[، وضعّف اخبار النقيصة غاية التضعيف سنداً ودلالة، وقال: ان بعض هذه الروايات مشتمل ما يخالف القطع والضرورة وما يخالف مصلحة النبوة... ثم العجب كل العجب من قوم يزعمون ان الاخبار محفوظة في الالسن والكتب في مدة تزيد على الف وثلاثمأة وانه لو حدث فيها نقص لظهر، ومع ذلك يحتملون تطرق النقيصة إلى القرآن المجيد( [198] ).


ويقول العلامة الشهشهاني بالنسبة إلى ضعف روايات النقيصة: انها اخبار لا عبرة باسانيدها حتى ان المستدلين بها لم يصححوا واحداً منها وانها مهجورة بين معظم اصحابنا( [199] ). ويقول سيدنا الامام الخميني(قدس سره) حول روايات التحريف: اما ضعيف لا يصلح للاستدلال به، او مجعول تلوح عليه امارات الجعل او غريب يقضي بالعجب، أما الصحيح منها فيرمي إلى مسألة التاويل والتفسير وان التحريف انما حصل في ذلك لا في لفظه وعباراته( [200] ).


2 ـ ومن الروايات في هذا الباب قسم يرجع إلى الاختلاف في القراءات وقد ذكر بعض هذه الروايات في كتب الشيعة وقسم كبير منها في كتب أهل السنة وما جاء في كتب الشيعة قد نسب أكثره إلى أهل البيت(عليهم السلام) ولا سيما إلى مصحف علي بن أبي طالب(عليه السلام) كما نسبت هذه الاختلافات التي جاءت في كتب أهل السنة إلى الصحابة كابن مسعود أو ابيّ أو غيرهما.


ونقول: ان هذه الروايات التي وردت فيها الآيات مخالفة لما هو المتواتر والمشهور بين الناس، هي اخبار آحاد لا يثبت بها القرآن ولا يمكن رفع اليد عن المتواتر بالآحاد، كما ان الأئمة(عليهم السلام) قد امروا متابعيهم بقراءة القرآن كما يقرؤه الناس( [201] ).


يقول الدكتور عبد الصبور شاهين:


إن جميع ما روي من وجوه القراءة بزيادة أو نقصان عن المصحف الذي بين أيدينا لا يخرج عن كونه شاذ الرواية وهو لا يثبت قرآنا، أو هو من المدرج الذي أقحم في النص تفسيراً أو بياناً وذلك ليس بقرآن( [202] ).


واتفاق الشيعة على عدم جواز قراءة الشواذ من القراءات في الصلاة يدل على عدم اعتبارهم روايات القراءات المروي أكثرها من طرق أهل السنّة وقليل منها عن الشيعة. قال السيّد الطباطبائي: المعتبر في الحجية ما تواتر أصلاً وقراءة. وقال: لا عبرة بالشواذ. وقال الفاضل القمي في قوانينه: لا عمل بالشواذ لعدم ثبوت كونها قرآناً( [203] ).


فعلى هذا لا يمكن ولا يجوز استعمال هذه القراءات الشاذة في القرآن لأنها آحاد، بالإضافة إلى إمكان كون هذه القراءات بيانا لأصل الآيات وتفسيراً للبينات كما أشار إليه الدكتور عبد الصبور، ويؤيد ما قاله أبو حيان في تعليقته على قراءة ابن مسعود: (فوسوس لهما الشيطان عنها) في موضع (فأزلهما الشيطان عنها): وهذه القراءة مخالفة لسواد المصحف المجمع عليه فينبغي أن تجعل تفسيراً( [204] ) وهكذا الحال بالنسبة إلى بعض الروايات التي نقلها الإمامية.


وفي كتب أهل السنة الكثير من الاختلاف في القراءات أيضاً، وقد ألفت في اختلاف القراءات والمصاحف عشرات الكتب، راجع كتاب المصاحف لابن ابي داود السجستاني حول اختلاف المصاحف أو تفسير الزمخشري أو الطبري أو غير ذلك، فسترى شيئاً تتعجب منه قطعاً، وراجع امثلة اخرى لاختلاف المصاحف في كتب أهل السنة مما نذكره من المصادر في الهامش( [205] ).


فهذه الاختلافات يرجع اكثرها إلى التفسير والبيان، لا سيما بالنسبة إلى بعض من كان يعتقد بجواز تبديل كلمات القرآن لاجل توضيحه( [206] ) وان كان هذا يؤدي بمرور الزمان إلى القول بالتحريف، ولذا لا يجوز ثبت المترادفات في المصحف كما ينسب إلى ابن مسعود، والشيعة لا يجوّزون ذلك.


واما ما روي عن أهل السنة من ان القرآن على سبعة أحرف( [207] ) وحملها على جواز قراءة القرآن بقراءات مختلفة، فمما لا يمكن قبوله نقلا ولا عقلا. ذلك لان الرواية معارضة لما نقل عنهم أيضاً من ان القرآن نزل على ثلاثة أحرف( [208] ).


كما أنها مناقضة لما روي صحيحا من طريق الامامية عن ابي عبد الله(عليه السلام)لما سأله فضيل بن يسار حول ما روي في نزول القرآن على سبعة أحرف فقال الامام(عليه السلام): كذبوا ـ أعداء الله ـ لكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد( [209] ).


كما روي عن ابي جعفر(عليه السلام) ان القرآن واحد، نزل من عند واحد، ولكن الاختلاف يجيء من قبل الرواة( [210] ).


وأيضاً ينفي تفسير الأحرف السبعة بالقراءات السبع ما روي من طريق الخاصة من ان المقصود من سبعة أحرف، أحرف المعاني وهي أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل ومَثَلٌ وقَصَصٌ( [211] ).


ومن طريق العامة نقل عن ابن مسعود في نزول القرآن على خمسة أحرف وهو حلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال( [212] ). وروي أيضاً عن علي(عليه السلام) أن القرآن نزل على أربعة أرباع، ربع حلال، وربع حرام، وربع مواعظ وامثال وربع قصص وأخبار( [213] ). ومثل هذه الروايات كثيرة عند أهل السنة( [214] ).


ومن روى من الشيعة نزول القرآن على سبعة أحرف إمّا أنه مجهول( [215] )وإمّا غال متهم في دينه( [216] ) أو كان المقصود منه غير ما ذكروه من تجويز اختلاف القراءات.


وأيضاً فقد ورد في الروايات ما ينكر اختلاف القراءات مثل: ما رواه احمد في مسنده: عن زر بن حبيش عن ابن مسعود قال: أقرأني رسول الله سورة الأحقاف فخرجت إلى المسجد فإذا رجل يقرؤها على غير ما أقرأني فقلت من أقرأك فقال: رسول الله. قلت: للآخر اقرأها، فقرأها على غير قراءاتي وقراءة صاحبي فانطلقت بهما إلى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فقلت: يا رسول الله هذان يخالفاني في القراءة فغضب وتمعّر وجهه وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): انما اهلك من كان قبلكم الاختلاف، قال زر: وعنده رجل، قال: فقال الرجل: ان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما أُقرِىء، فانما اهلك من كان قبلكم الاختلاف( [217] ).


فصريح الرواية نهي النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) عن الاختلاف في القراءة والغضب من ذلك، ويتبين من الرواية ان الاختلاف لم يكن من ناحية رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، بل اكّد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) انّ هذا الاختلاف هو الذي اهلك الامم السابقة، ولا ينبغي ان يوجد في امة الاسلام.


ويقول سيدنا الامام الخميني(قدس سره): ان الاختلاف في القراءات امر حادث، ناشىءٌ عن اختلاف الاجتهادات من غير ان يمسّ جانب الوحي الذي نزل به الروح الامين على قلب سيد المرسلين( [218] ).


وقال مكي بن أبي طالب: وكان المصحف (أي مصحف عثمان) إذ كتبوه لم ينقطوه ولم يضبطوا إعرابه فتمكّن لأهل كل مصر أن يقرؤوا الخط على قراءتهم التي كانوا عليها مما لا يخالف صورة الخط( [219] ).


فهذا الاختلاف الذي كان في عهد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) من ناحية بعض الصحابة لاختلاف لهجاتهم مع النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وقبيلته أو حدث بعد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) سيما بعدما انتشر الاصحاب في الافاق فقرؤوا القرآن عند الناس كل واحد منهم على قراءة خاصة في بعض المواضع من الكتاب، هذا الاختلاف هو الذي خاف منه بعض الاصحاب ودعى عثمان لأن يجمع الناس على قراءة واحدة، وهي القراءة المتواترة عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، ويظهر ذلك من الروايات التالية حول جمع عثمان له:


عن انس: ان حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وآذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين ادرك هذه الأمة قبل ان يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى... فأمر عثمان بجمع المصاحف( [220] ).


وأيضاً ان حذيفة قال: غزوت في فتح أرمينية فحضرها أهل العراق وأهل الشام فإذا أهل الشام يقرؤون على قراءة ابيّ بن كعب فيأتون بما لم يسمع أهل العراق فتكفرهم أهل العراق، وإذا أهل العراق يقرؤون بقراءة ابن مسعود فيأتون بما لم يسمع أهل الشام فتكفرهم أهل الشام. قال زيد: فأمرني عثمان أن اكتب له مصحفاً( [221] ).


فإذا كان الاختلاف في القراءة ينتهي إلى القول بالتحريف كما اتفق ذلك بالنسبة إلى اليهود والنصارى فهل يجوز عقلاً ان يجوّزه النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)؟! وما معنى قول الطبري: ان امر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بقراءة القرآن على سبعة أحرف (التي لم يعمل بها عثمان بل حمل الناس على قراءة واحدة) لم يكن أمر ايجاب وفرض وانما كان أمر اباحة ورخصة( [222] )؟ فلا يمكن ان يكون معنى الحديث هو اختلاف اللهجات والاشارة إلى تباين مستويات الأداء الناشئة عن اختلاف الألسن وتفاوت التعليم وإلى اختلاف بعض الالفاظ وترتيب الجمل ولو لم يتغير به المعنى كما اختار ذلك الدكتور عبد الصبور; لان ذلك عين القول بالتحريف وهو الذي غضب النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) له وخاف منه حذيفة وأشار على عثمان بجمعه لحفظه من هذه الاختلافات وأيده الامام أمير المؤمنين(صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: لو وليت لفعلت مثل الذي فعل( [223] ). وفي مورد آخر: لو كنت أنا لصنعت في المصاحف ما صنع عثمان( [224] ).


والذي يسهل الامر في امر القراءات هو كلام الزركشي: القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان( [225] ).


ومن النماذج الدالة على مضار اختلاف القراءات وخطورتها ما ورد من قراءات عديدة شاذة في خصوص سورة الفاتحة وقد تجاوزت الحركات الاعرابية إلى الاختلاف في كلمات الآيات، وقد ذكر العديد منها مكي بن أبي طالب فراجع( [226] )


3 ـ ومن الروايات في هذا الباب التي ذكرت فيها بعض الآيات على خلاف ما هو المتواتر ما يشير إلى ذكر شأن نزول الآيات واضافة بعض الكلمات لتوضيح الآيات، اما من قبل النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لتوضيح الآية واضافه بعض أصحابه في مصحفه، واما من قبل نفس الصحابة.


فيقول علي(عليه السلام): ولقد جئتهم بالكتاب مشتملا على التنزيل والتأويل( [227] ).


وقيل ان الامام قد ذكر في مصحفه شأن نزول الآيات وقد طلب ابن سيرين ذلك المصحف من اجل هذه المطالب التي فيه لكنه لم يجده.


فالروايات التي ذكر فيها اسم علي(عليه السلام)، بالاضافة إلى امكان الخدش في سندها، يمكن ان تكون من هذا القسم، ويدل عليه بعض الروايات الّتي تنفي وجود اسم علي(عليه السلام) في القرآن:


عن ابي بصير عن أبي عبد الله(عليه السلام) فقلت له ان الناس يقولون: فما له لم يسمّ عليا وأهلِ بيته في كتاب الله؟ فقال: فقولوا لهم ان رسول الله نزلت عليه الصلاة ولم يسمّ الله لهم ثلاثا ولا اربعا حتى كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) هو الذي فسر لهم ذلك..( [228] ).


فهذه الرواية صريحة في نفي كون اسم علي(عليه السلام) قد ورد في القرآن، فتحمل الروايات التي ذكرت في بعض الآيات اسم علي(عليه السلام)، على الشرح والتفصيل.


كما ان الامام الصادق(عليه السلام) كان كثيرا ما يقرأ آية: (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته) ولكنه لم يقرأ منها ولم يضف اليها اسم علي(عليه السلام)( [229] ).


والحال ان اهل السنة أيضاً قد رووا هذه الآية مع اضافة اسم علي(عليه السلام)اليها( [230] ) وأيضاً يدل على ما ذكر رواية اخرى عن ابي الحسن الماضي قال: قلت هذا الذي كنتم به تكذبون؟ فقال الامام(عليه السلام) يعني أمير المؤمنين: قلت: تنزيل؟ قال: نعم( [231] ).


فهذا يدل على ان اسم امير المؤمنين لم يكن من القرآن بل من التنزيل الذي نزل من عند الله تفسيراً للمراد من الآية( [232] ). والرواية تدل على ذلك.


وقد صرّح احد علماء الشيعة في القرن السادس ان من يقول بان كلمة في علي كانت في القرآن، فهو ملحد كافر زنديق( [233] ). ومن مصاديق هذا الباب ما رواه السنة والشيعة على حد سواء بشأن آية:


(حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) حيث اضيف اليها صلاة العصر( [234] ). ومن الواضح أن اضافة صلاة العصر في المصحف لم يكن بمعنى انها من الآية، بل هو تفسير لهذه الكلمة( [235] ). ولذا قال القاضي رداً على من نسب إلى ابن مسعود حذف المعوذتين من مصحفه وان ابيّ بن كعب اضاف إلى مصحفه سورتي الحفد والخلع، انه يمكن ان يكون قد أثبت بعض التأويلات والدعاء في مصحفه ويقول: قد ثبت في مصحفه ما ليس بقرآن من دعاء أو تأويل( [236] ).


وقد اجاب الباقلاني أيضاً عن ذلك: بأن الذكر في القنوت المروي أن أبيّ بن كعب قد اثبته في مصحفه لم تقم الحجة بأنه قرآن منزل بل هو ضرب من الدعاء وانه لو كان قرآنا لنقل الينا وحصل العلم بصحته( [237] ).


كما ان السيوطي جزم بان الرواية التي ذكر فيه الآية: ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلاً من ربكم في مواسم الحج بانها قراءة تفسيرية( [238] ) وهكذا بالنسبة إلى الاضافات الأخرى التي نقلناها عن المصاحف لابن ابي داود في السابق.


يقول العلامة السيّد جعفر مرتضى: ان كتابة تفسير القرآن ممزوجا به قد بدأت منذ الصدر الاول( [239] ).


ويقول القرطبي: ... وما يؤثر عن الصحابة والتابعين انهم قرؤوا بكذا وكذا انما ذلك على جهة البيان والتفسير( [240] ).


وقال ابن الجرزي: انما يدخلون التفسير في القراءة أيضاحاً وبياناً لانهم محققون لما تلقوه عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قرآنا، فهم آمنون من الالتباس، وربما كان بعضهم يكتب معه( [241] ).


ونحن هنا نتساءل: لماذا تقبلون هذه التوجيهات لما رواه أئمتكم ولا تقبلون به في مقام توجيه ما روي عن أئمة الشيعة(عليهم السلام) (ان صح وثبت عنهم). ولكن البعض ـ وقد يكون بدافع الاتهام لا الموضوعية ـ ذكر بعض هذه الروايات وزعم انه قد اثبت ان الشيعة يقولون بالتحريف.


يقول الفيض الكاشاني: (ولا يبعد أيضاً ان يقال: ان بعض المحذوفات كان من قبيل التفسير والبيان ولم يكن من اجزاء القرآن فيكون التبديل من حيث المعنى أي حرفوه وغيرّوه في تفسيره وتأويله أعني حملوه على خلاف ما هو به، فمعنى قولهم(عليهم السلام) كذا نزلت ان المراد به ذلك لا انها نزلت مع هذه الزيادة في لفظها فحذف منها ذلك اللفظ)( [242] ).


4 ـ ومن الروايات التي ذكر انها يشم منها التحريف; الروايات التي ذكر فيها ان القرآن محرَّف.


ولكننا نقول: ان الروايات التي تقول بتحريف القرآن انما تشير إلى التحريف المعنوي لا اللفظي، بقرينة تصريح رواية اخرى بذلك:


عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن بدر بن الخليل الاسدي نقل رسالة الامام أبي جعفر(عليه السلام) إلى سعد الخير جاء فيها:


... وكان من نبذهم الكتاب ان اقاموا حروفه وحرّفوا حدوده فهم يروونه، ولا يرعونه، والجهال يعجبهم حفظهم للرواية، والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية، وكان من نبذهم الكتاب ان ولوه الذين لا يعلمون فأوردوهم الهوى واصدروهم إلى الردى وغيروا عرى الدين ثم ورثوه في


السفه والصب( [243] ).


فالامام(عليه السلام) يصرح بأنهم اقاموا حروف القرآن ولكن حرَّفوا حدوده، فعلى ذلك تحمل الروايات التي ورد فيها ذكر تحريف القرآن، أي ان المراد هو التحريف المعنوي( [244] ).


فذكر الصدوق لهذه الرواية مع اعتقاده بعدم التحريف نفهم منه ان المقصود من التحريف، هو التحريف المعنوي لا اللفظي.


كما ان ذكر كلمة التمزيق والنبذ بالنسبة إلى القرآن في بعض الروايات( [245] )أيضاً يدل على التحريف المعنوي.


بعد كل ما مرّ نقول:


إذا وجدت رواية لا يمكن تطبيقها على واحد من التوجيهات الاربعة التي ذكرنا، فانا نعرضها على القرآن، ولما كان القرآن يصرح بحفظ الله له، فقد وجب ان نضرب هذه الرواية عرض الجدار، وهذا ما أمرنا به النبي الاعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة البررة الكرام(عليهم السلام). الفصـل السادس علماء الشيعة والتحريف


توجد في كتب اعلام الشيعة نصوص كثيرة دالة على اعتقادهم أن القرآن الكريم سالم من التبديل والنقصان. وهذه النصوص أتم دليل على ان القرآن الموجود بين الدفتين هو عين ما انزل الله، وعدم اعتقاد الامامية بزيادة فيه أو نقصان منه، ونذكر هنا كلمات عدد من زعماء الشيعة وكبار علمائهم وبعض كتبهم ورسالاتهم في اثبات عدم التحريف.


1 ـ الفضل بن شاذان وهو احد مصنفي الشيعة في القرن الثالث الهجري ومن يقرأ كتابه المسمى بالايضاح يفهم منه انه يتهم بعض فرق اهل السنة باعتقادهم بالتحريف وخطابه في الكتاب متوجه اليهم يلومهم ويقرعهم لروايتهم ما يدل على نقص القرآن. فأما من استنبط من نقله هذه الروايات انه قائل بالتحريف فهو واهم قطعاً، بل هو في كتابه يقول: ومما رويتم.. ويكرر هذا في صفحات متعددة.


2 ـ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المشهور بالصدوق المتوفي 381 يقول:


اعتقادنا في القرآن انه كلام الله ووحيه وتنزيله وقوله وكتابه وانه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم عليم; وأنه القصص الحق وأنه لقول فصل وما هو بالهزل وانّ الله تبارك وتعالى محدثه ومنزله وربّه وحافظه والمتكلم به; اعتقادنا ان القرآن الذي انزله الله تعالى على نبيه محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) هو ما بين الدفتين وهو ما في ايدي الناس ليس بأكثر من ذلك، ومبلغ سوره عند الناس مائة واربع عشر سورة، وعندنا أن الضحى والم نشرح سورة واحدة ولايلاف والم تر كيف سورة واحدة ومن نسب إلينا أنا نقول أنه أكثر من ذلك فهو كاذب( [246] ).


فالصدوق من أجل علماء الشيعة وهو مع تبحره في الحديث والتاريخ ينكر نسبة الاعتقاد بالتحريف إلى الامامية.


3 ـ الشيخ المفيد المتوفى 413 يقول: وعندي ان هذا القول ]ان القرآن لم ينقص منه كلمة ولا آية ولا سورة[ اشبه من مقال من ادعى نقصان كلم من نفس القرآن على الحقيقة دون التأويل وإليه اميل والله أسأل توفيقه للصواب واما الزيادة فيه فمقطوع فسادها( [247] ).


4 ـ السيد المرتضى علي بن الحسين الموسوي العلوي المتوفى 436هـ يقول في جواب المسائل الطرابلسيات:


... ان العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار، والوقائع العظام، والكتب المشهورة، وأشعار العرب المسطورة، فإن العناية اشتدت، والدواعي توفرت على نقله وحراسته، وبلغت إلى حدّ لم يبلغه فيما ذكرناه لان القرآن معجزة النبوة ومأخذ العلوم الشرعية والاحكام الدينية وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية حتى عرفوا كل شيء اختلف فيه من اعرابه وقراءته وحروفه وآياته، فكيف يجوز ان يكون مغيراً أو منقوصاً مع العناية الصادقة والضبط الشديد ان القرآن كان على عهد رسول الله مجموعاً مؤلفاً على ما هو عليه الان... حتى عين النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)على جماعة من الصحابة حفظهم له، وكان يعرض على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ويُتلى عليه، وان جماعة من الصحابة مثل عبد الله بن مسعود، وابيّ بن كعب، وغيرهما ختموا القرآن على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) عدة ختمات وكل ذلك يدل بأدنى تأمل على أنه كان مجموعاً مرتباً غير مبتور ولا مبثوث... وان من خالف من الامامية والحشوية لا يعتد بخلافهم فان الخلاف في ذلك مضاف إلى قوم من اصحاب الحديث نقلوا اخبارا ضعيفة ظنوا صحتها لا يُرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحته( [248] ).


5 ـ شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفى 461هـ يقول:


واما الكلام في زيادته ونقصانه فمما لا يليق به أيضاً لان الزيادة فيه مُجمَعٌ على بطلانها، واما النقصان منه فالظاهر أيضاً من مذهب المسلمين خلافه وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا، وهو الذي نصره المرتضى(رضي الله عنه)، وهو الظاهر من الروايات، غير أنه رويت روايات كثيرة من جهة الخاصة والعامة بنقصان كثير من أي القرآن ونقل شيء منه من موضع إلى موضع، طريقها الآحاد التي لا توجب علما ولا عملاً; والأولى الاعراض عنها وترك التشاغل بها، لأنه يمكن تأويلها، ولو صحت لما كان ذلك طعناً على ما هو موجود بين الدفتين، فإن ذلك معلوم صحته لا يعترضه أحد من الأمة ولا يدفعه، ورواياتنا متناصرة على قراءته والتمسك بما فيه، وردّ ما يرد من اختلاف الاخبار في الفروع إليه، وقد روي عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) رواية لا يدفعها احد انه(صلى الله عليه وآله وسلم) قال اني مخلف فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض وهذا يدل على أنه موجود في كل عصر لأنه لا يجوز ان يأمرنا بالتمسك بما لا نقدر على التمسك به، كما ان أهل البيت(عليهم السلام) ومن يجب اتباع قوله حاصل في كل وقت، وإذا كان الموجود بيننا مجمعا على صحته فينبغي ان يتشاغل بتفسيره وبيان معانيه وترك ما سواه( [249] ).


6 ـ أبو علي الطبرسي صاحب تفسير مجمع البيان المتوفى 548هـ يقول:


... الكلام في زيادة القرآن ونقصانه، فاما الزيادة فيه فمجمع على بطلانها واما النقصان منه فقد روى جماعة من اصحابنا وقوم من الحشوية العامة ان في القرآن تغييراً ونقصاناً والصحيح من مذهب اصحابنا خلافه وهو الذي نصره المرتضى(قدس سره)( [250] ). ويقول ذيل الآية الشريفة (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) عن الزيادة والنقصان والتحريف والتغيير( [251] ).


7 ـ أبو الرشيد عبد الجليل القزويني الرازي صاحب كتاب نقض في القرن السادس; وهو يكذب نسبة القول بالتحريف إلى الشيعة صريحاً في موردين من كتابه الشريف( [252] ) ويشير في موضع آخر إلى ضلال من قال ان كلمة في علي جزء من آية (يا ايها الرسول بلّغ...) ويقول فيمن يقرأ: ما كان علي ابا احد من رجالكم: إذا كان المقرء عن اعتقاد يكون ضالاً على أي مذهب يدعي انه عليه( [253] ).


8 ـ السيد ابن طاووس المتوفى: 664هـ يقول في كتابه المسمى بسعد السعود:


ان رأي الامامية هو عدم التحريف( [254] ). ويقول ردا على أهل السنة:


قد تعجـبت ممن استدل على ان القرآن محفوظ من عند رسول الله وهو الذي جمعـه ثم ذكرها هنا اختـلاف أهل مكـة والمدينـة وأهل الكوفة وأهل البصرة واختار ان بسم الله الرحمن الرحيم ليست من السورة، واعجب من ذلك احتجاجه بأنها لو كانت من نفس السورة لكان قد ذكر قبلها افتتاح. فيالله وياللعجب إذا كان القرآن مصوناً من الزياده والنقصان كما يقتضيه العقل والشرع، كيف يلزم ان يكون قبلها ما ليس فيها وكيف كان يجوز ذلك اصل( [255] ).


9 ـ العلامة الحلي (م726) يُسأل: ما يقول سيدنا في الكتاب العزيز هل يصح عند اصحابنا انه نقص منه شيء أو زيد فيه أو غير ترتيبه ام لم يصح عندهم شيء من ذلك؟ اَفدنا افادك الله من فضله وعاملك بما هو من اهله.


فاجاب: الحق أنه لا تبديل ولا تأخير ولا تقديم فيه، وأنه لم يزد ولم ينقص ونعوذ بالله تعالى من ان يعتقد مثل ذلك وامثال ذلك; فإنه يوجب التطرق إلى معجزة الرسول عليه وآله السلام المنقولة بالتواتر( [256] ).


وقال أيضاً: واتفقوا على ان ما نقل الينا متواتراً من القرآن فهو حجة... لأن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كان مكلفاً باشاعة ما نزل عليه من القرآن إلى عدد التواتر ليحصل القطع بنبوته في أنه المعجزة له; وحينئذ لا يمكن التوافق على ما نقل مما سمعوه منه بغير تواتر، وراوي الواحد ان ذكره على أنه قرآن فهو خطأ... والاجماع دل على وجوب القائه(صلى الله عليه وآله وسلم) على عدد التواتر، فإنه المعجزة الدالة على صدقه، فلو لم يبلغه إلى حدّ التواتر انقطعت معجزته، فلا يبقى هناك حجة على نبوته( [257] ).


10 ـ ملا محسن المعروف بالفيض الكاشاني المتوفى 1091هـ : بعد نقل جمع من الروايات التي يشم منها التحريف يقول:


ويرد على هذا كله اشكال وهو انه على هذا التقدير لم يبق لنا اعتماد على شيء من القرآن إذ على هذا يحتمل في كل آية منه ان يكون محرفا ومغيرا ويكون على خلاف ما انزل الله فلم يبق لنا في القرآن حجة اصلا فتنتفي فائدته وفائدة الأمر باتباعه والوصية بالتمسك به إلى غير ذلك، وأيضاً قال الله تعالى (وانه لكتاب عزيز لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)وقال (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون)، فكيف يتطرق إليه التحريف والتغيير وأيضاً قد استفاض عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة(عليهم السلام) حديث عرض الخبر المروي، على كتاب الله ليعلم صحته بموافقته له، وفساده بمخالفته، فإذا كان القرآن الذي بأيدينا محرفا فما فائدة العرض، مع ان خبر التحريف مخالف لكتاب الله مكذب له فيجب رده والحكم بفساده أو تأويله( [258] ).


وراجع حـول اعتقاده بعدم التحريف موارد اخرى في بعض كتبه( [259] ). هذا صريـح قول الفيض في عدم التحريف بعد نقله بعض روايات التحريف; وحكمه بمخالفتها للكتاب ولزوم الحكم بفسادها عند المخالفة; ولكن بعض المنحرفين ـ الذين يسعون في الارض فساداً ـ ينسب القول بالتحريف إليه; لنقله بعض الروايات دون أن يذكر رده لها ليشوّه سمعة الامامية، وهو يؤكد نسبة القول بالتحريف إلى الفيض في صفحات من كتابه( [260] ) ان هذا إلا ضلال مبين.


11 ـ محمد بهاء الدين العاملي المعروف بالشيخ البهائي المتوفي سنة 1030هـ يقول:


واختلفوا في وقوع الزيادة والنقصان فيه والصحيح ان القرآن العظيم محفوظ من ذلك زيادة كان أو نقصانا ويدل عليه قوله تعالى (وانا له لحافظون) وما اشتهر بين الناس من اسقاط اسم امير المؤمنين في بعض المواضع مثل قوله: (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك ]في علي[)وغير ذلك فهو غير معتبر عند العلماء( [261] ).


12 ـ الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي: صاحب الكتاب القيّم وسائل الشيعة المتوفى 1104هـ، يقول في رسالة له حول اثبات عدم التحريف:


ومن له تتبع في التاريخ والاخبار والآثار يعلم علما يقينا بأن القرآن ثبت بغاية التواتر وبنقل آلاف من الصحابة، وان القرآن كان مجموعاً مؤلفاً في عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)( [262] ).


هذا صريح قول الشيخ الحر العاملي احد اعلام الشيعة ومحدثيهم اثبته في رسالة له في اثبات عدم نقص القرآن ولكنك ترى ان بعض الكذابين ينسبون إليه القول بالتحريف( [263] )


13 ـ العالم المحقق زين الدين البياضي صاحب كتاب الصراط المستقيم يقول في تفسير قوله تعالى: (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) أي انا لحافظون له من التحريف والتبديل والزيادة والنقصان( [264] ).


14 ـ القاضي الشهيد سيد نور الله التستري يقول:


ما نسب إلى الشيعة الامامية من وقوع التغيير في القرآن ليس مما يقول به جمهور الامامية، إنما قال به شرذمة قليلة منهم لا اعتداد بهم في ما بينهم( [265] ).


15 ـ المقدَّس البغدادي: في كتابه شرح الوافية نقل الاجماع على عدم النقيصة بين أصحابنا( [266] ).


16 ـ كاشف الغطاء: وهو ينفي القول بالتحريف وينفي نسبته إلى الامامية في كتابه كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء، قال في المبحث الثامن من كتابه: لا ريب ان القرآن محفوظ من النقصان بحفظ الملك الديان كما دل عليه صريح الفرقان واجماع العلماء في جميع الازمان ولا عبرة بالنادر، وما ورد من اخبار النقيصة تمنع البديهة من العمل بظاهرها.


17 ـ الشيخ المجاهد محمد جواد البلاغي في مقدمة تفسيره المسمى بآلاء الرحمن ينكر نسبة التحريف إلى الامامية.


18 ـ السيد مهدي الطباطبائي المعروف ببحر العلوم في كتابه فوائد الاصول في قسم حجية الكتاب يقول بعدم التحريف( [267] ).


19 ـ آية الله كوه كمري يقول بعدم التحريف على ما حكى عنه تلميذه في كتاب بشرى الاصول.


20 ـ السيد محسن الأمين العاملي: ينادي بالقول بعدم التحريف في كتابه أعيان الشيعة الذي ألف حول حياة شخصيات الشيعة واعيانها في التاريخ ويقول بالنسبة إلى من نسب ذلك إلى الشيعة:


فهذا كذب وافتراء تبع فيه ابن حزم... ونص كبراء الشيعة ومحدثيهم على خلافه، ويقول أيضاً في موضع آخر:


لا يقول احد من الامامية لا قديماً ولا حديثاً ان القرآن مزيد فيه قليل أو كثير بل كلهم متفقون على عدم الزيادة ومن يعتد بقولهم متفقون على انه لم ينقص منه... ومن نسب اليهم خلاف ذلك فهو كاذب مفتر مجترىء على الله ورسوله( [268] ).


21 ـ ملا فتح الله الكاشاني: صاحب تفسير منهج الصادقين( [269] ).


22 ـ الميرزا حسن الاشتياني: في كتابه بحر الفوائد.


23 ـ الشيخ المامقاني: في كتابه تنقيح المقال...


24 ـ الشيخ محمد النهاوندي في تفسيره المسمى بنفحات الرحمن.


25 ـ السيد علي نقي الهندي في مقدمة كتابه المسمى بتفسير القرآن.


26 ـ السيد محمد مهدي الشيرازي.


27 ـ السيد شهاب الدين المرعشي النجفي على ما نقل عنه بعض تلاميذه.


28 ـ السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي في كتابه (اجوبة مسائل موسى جار الله). وفي كتابه: الفصول المهمة ص165، 166.


29 ـ السيد محمد رضا الكلبايكاني على ما نقل عنه بعض تلاميذه.


30 ـ السيد الامام الخميني(قدس سره) يقول: ان الواقف على عناية المسلمين بجمع الكتاب وحفظه وضبطه، قراءة وكتابة، يقف على بطلان تلك المزعومة ]التحريف[ وما ورد فيه من اخبار إما ضعيف لا يصلح للاستدلال به، أو مجعول تلوح عليه امارات الجعل أو غريب يقضي بالعجب، أما الصحيح منها فيرمي إلى مسألة التاويل والتفسير وان التحريف انما حصل في ذلك، لا في لفظه وعباراته وتفصيل ذلك يحتاج إلى تأليف كتاب حافل ببيان تاريخ القرآن والمراحل التي قضاها طيلة قرون، ويتلخص في ان الكتاب العزيز هو عين ما بين الدفتين، لا زيادة فيه ولا نقصان، وان الاختلاف في القرءات امر حادث، ناش عن اختلاف الاجتهادات، من غير ان يمسّ جانب الوحي الذي نزل به الروح الامين على قلب سيد المرسلين( [270] ).


وعدة اخرى من العلماء المعاصرين في مختلف بلاد الشيعة في العالم.


وهناك نصوص اخرى لعلماء الشيعة حول نفيهم القول بالتحريف لم نذكرها هنا فمن اراد فليراجع كتبهم الاصولية في بحث حجية الكتاب وأيضاً كتاب: كشف الارتياب في رد فصل الخطاب.


وقد ترك لنا هؤلاء العلماء الذين ذكرناهم أخيراً كتابات تدل على قولهم بعدم التحريف أوردها صاحب كتاب (برهان روشن) الميرزا مهدي البروجردي، وذكر أيضاً عدة من الافاضل غير من ذكرنا. منها:


1 ـ رسالة الشيخ الحر العاملي نقلها صاحب كتاب لؤلؤة البحرين( [271] ).


2 ـ رسالة الشيخ علي بن عبد العالي الكركي في نفي النقيصة( [272] ).


3 ـ بحث للسيد الخوئي في كتابه البيان في تفسير القرآن.


4 ـ بحث للسيّد العلامة محمد حسين الطباطبائي في تفسيره الكبير المسمى بالميزان في تفسير القرآن ذيل آية انا نحن نزلنا الذكر...


5 ـ رسالة لعبد الحسين الرشتي الحائري باسم: كشف الاشتباه في رد موسى جار الله.


6 ـ الشيخ عبد الرحيم التبريزي ألف كتابه المسمى بآلاء الرحيم في الرد على التحريف.


7 ـ رسالة في اثبات عدم التحريف للسيد صدر الدين الصدر( [273] ).


8 ـ الاستاذ الفاضل اللنكراني في كتابه المدخل في التفسير.


9 ـ السيد محمد حسين الشهرستاني في كتاب سماه: رسالة في حفظ الكتاب الشريف عن شبهة القول بالتحريف.


10 ـ الاستاذ محمد هادي معرفة، الف كتاباً قيماً مفصلاً حول نفي التحريف سماه: صيانة القرآن عن التحريف.


11 ـ الاستاذ السيد علي الميلاني; الف كتاباً مستقلاً في ذلك سماه: التحقيق في نفي التحريف.


12 ـ السيد جعفر مرتضى العاملي: ألف كتاباً مستقلاً في ذلك سماه: حقائق هامة حول القرآن.


13 ـ آية الله الشيخ حسن حسن زاده آملي في كتاب فضل الخطاب في عدم تحريف كتاب رب الارباب.


14 ـ السيد أحمد المهدوي ألف بالفارسية كتاب افسانه تحريف وطبع عام 1350هـ.ش.


وفي ختام نقل كلمات علماء الشيعة نذكر كلام احد علماء السنة حول اعتقاد الشيعة بعدم التحريف، يقول العالم السني رحمة الله الهندي(رحمه الله) صاحب كتاب اظهار الحق حول الشيعة والقرآن:


ان القرآن المجيد عند جمهور علماء الشيعة الامامية الاثني عشرية محفوظ عن التغيير والتبديل، ومن قال منهم بوقوع النقصان فيه فقوله مردود غير مقبول عندهم( [274] ).


ويقول بعد نقل بعض كلمات اكابر الامامية: فظهر أن المذهب المحقق عند علماء الفرقة الامامية الاثني عشرية ان القرآن الذي انزله الله على نبيه ما بين الدفتين وهو ما في ايدي الناس ليس باكثر من ذلك وانه كان مجموعاً مؤلفاً في عهد رسول الله( [275] ).


والذي يؤكد على عدم اعتقاد اصحاب الأئمة(عليهم السلام) وعظماء الشيعة بالتحريف، عدم انعكاس المسألة في كتب المصادر التي تذكر احوال أصحاب الأئمة(عليهم السلام) مثل رجال الكشي، فإن هذا الكتاب على اهميته وعظمته بالنسبة لتاريخ اصحاب الأئمة(عليهم السلام)، لم يشر في أي مورد منه إلى الاعتقاد بالتحريف بينهم مع اهمية المسألة وليس في رجال النجاشي أي عنوان لكتاب من مؤلفات علماء الشيعة في القرن الثالث والرابع والخامس حول التحريف; غير بعض العناوين في القراءات وهي موجودة عند علماء أهل السنة أيضاً. وهذا دليل مهم على عدم وجود الاعتقاد بالتحريف في المجامع الشيعية المهمّة في القرون الأولى وان كان له وجود عند بعض الغلاة المنحرفين عن الأئمة(عليهم السلام) وعن الشيعة الامامية الاصولية.


الفصـل السابع قصة مصحف علي(عليه السلام)


علي(عليه السلام) وجمع القرآن


ورد في كتب التاريخ والحديث ان علياً(عليه السلام) جمع القرآن وحفظه كله، وثبت أنه من كتّاب الوحي ومن أجلّهم.


يقول ابن ابي الحديد: اتفق الكل على أنه كان يحفظ القرآن على عهد رسول الله ولم يكن غيره يحفظه، ثم هو اول من جمعه( [276] ).


وعن سليم بن قيس: ان علياً(عليه السلام) بعد وفاة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لزم بيته وأقبل على القرآن يؤلفه ويجمعه فلم يخرج من بيته حتى جمعه( [277] ).


وعن الكلبي قال: لما توفي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قعد علي بن أبي طالب في بيته فجمع القرآن( [278] ).


وعن الكتاني: ان علياً جمع القرآن على ترتيب النزول عقب موت النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)( [279] ).


وعن ابي جعفر(عليه السلام): ما احد من هذه الامة جمع القرآن الا وصي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)( [280] ).


وعن ابن المنادي: حدثني الحسن بن العباس قال: اخبرت عن عبد الرحمن بن أبي حماد عن الحكم بن ظهير السدوسي عن عبد خير عن علي(عليه السلام) انه رأى من الناس طيرة عند وفاة النبي فأقسم أنه لا يضع عن ظهره رداءه حتى يجمع القرآن; فجلس في بيته ثلاثة ايام حتى جمع القرآن فهو أول مصحف جمع فيه القرآن من قبله( [281] ).


فمع قرابة علي(عليه السلام) من النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وكونه مع النبي دائماً يقتضي ذلك طبعا أن يكون جمعه للقرآن بأحسن وجه، فهو(عليه السلام) يقول: ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل اثر امه يرفع لي في كل يوم من اخلاقه علما ويأمرني بالاقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول الله وخديجة وانا ثالثهما ارى نور الوحي والرسالة، واشم ريح النبوة، ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه(صلى الله عليه وآله وسلم) فقلت: يا رسول الله ما هذه الرّنة؟ فقال: هذا الشيطان قد آيس من عبادته، انك تسمع ما اسمع وترى ما ارى إلا انك لست بنبي ولكنك وزير وانك لعلى خير( [282] ).


ونقل أيضاً عن سليمان الاعمش قال: قال علي(عليه السلام): ما نزلت آية إلا وانا علمت فيما انزلت واين نزلت وعلى من نزلت: ان ربي وهب لي قلباً عقولاً ولساناً طلق( [283] ).


وعنه(عليه السلام): سلوني عن كتاب الله فانه ليس من آية إلاّ وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار، في سهل أم في جبل( [284] ).


وكذا عن سليم بن قيس وغيره عن علي(عليه السلام): ما نزلت على رسول الله آية من القرآن إلا أقرانيها وأملاها عليّ فكتبتها بخطي وعلمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها ودعا الله عزّوجلّ ان يعلمني فهمها وحفظها فما نسيت آية من كتاب الله عزّوجلّ ولا علماً املاه عليّ فكتبته( [285] ).


ولما كان الامام عالما بتمام الآيات علماً وافياً، وعالماً بشأن نزولها، فقد كتب مصحفه طبقاً لما نزل ولما امره به رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) حسب الرواية السابقة، وكتب أيضاً في مصحفه تأويل الآيات طبقاً لما علّمه اياه رسول الله ولذا كان مصحفه(عليه السلام) اتم المصاحف واكملها، بلحاظ وجود التأويلات وشأن نزول الآيات، كما كان تأليفه للمصحف مرتباً حسب النزول في الازمنة المختلفة.


روى محمّد بن سيرين عن عكرمة قال: عند بدء خلافة ابي بكر قعد علي بن ابي طالب في بيته يجمع القرآن، قال فقلت لعكرمة: ألّفوه كما انزِلَ، الاول فالاول؟ قال: لو اجتمعت الجن والانس على ان يؤلفوه هذا التاليف ما استطاعو( [286] ).


ويقول المفيد حول مصحف الامام(عليه السلام): فقدم المكي على المدني، والمنسوخ على الناسخ، ووضع كل شيء منه في حقه( [287] ).


وهذا صريح في ان من ادعى أنه قد كان في مصحف الامام بعض النصوص المثبتة لخلافته(عليه السلام) فانما كان من قبيل تأويل القرآن وتنزيله.


وعن ابن جزي الكلبي: لو وجد مصحف علي(عليه السلام) لكان فيه علم كثير( [288] ).


وعن السيوطي حول اختلاف ترتيب السور في مصاحف السلف قوله: فمنهم من رتبها على النزول وهو مصحف علي، كان اوله اقرأ ثم المدثر ثم نون ثم المزمل ثم ثبّت ثم التكوير وهكذا إلى آخر المكي والمدني( [289] ).


وكذا عن ابن سيرين على ما حكى عنه ابن أشته: ان عليا كتب في مصحفه الناسخ والمنسوخ وكذا عن ابن سيرين: تطلبْتُ ذلك الكتاب وكتبت فيه إلى المدينة فلم اقدر عليه( [290] ) وكذا عن ابن سيرين ولو اصيب ذلك الكتاب لكان فيه العلم( [291] ).


فهل كان ابن سيرين يعتقد بأن مصحف علي(عليه السلام) فيه بعض الآيات التي ليست في المصاحف الاخرى؟ لا بل هذه الاضافات ما هي إلا تأويلات وتنزيلات. وهذا عين ما صرح به الامام(عليه السلام) نفسه إذ قال:


ولقد جئتهم بالكتاب مشتملا على التنزيل والتأويل( [292] ).


وتشير إلى ذلك روايات( [293] ) تصرح بوجود بعض اسماء المنافقين من قريش في مصحف الامام(عليه السلام) وهذه الاسماء من التأويلات ولشرح شأن نزول الآيات.


ولما كان هذا النحو من الجمع لا يتأتّى إلاّ من امير المؤمنين(عليه السلام) فاننا نجد الامام ابا جعفر(عليه السلام) يقول: ما ادّعى احد من الناس انه جمع القرآن كله كما انزل إلاّ كذّاب، وما جمعه وحفظه كما نزّله الله تعالى إلاّ علي بن أبي طالب والأئمة بعده( [294] ).


أما حمل جمع علي(عليه السلام) للقرآن على جمعه في الصدر( [295] ) فهو مخالف لما صرحت به الروايات الواردة في تأليف القرآن في المصحف، وما ورد حول كيفية تأليفه.


فتبين انه ليس في النصوص التي وردت حول مصحف علي(عليه السلام) اشارة إلى وجود بعض الآيات اضافة لما كان في مصاحف غيره، بل فيه التأويلات وتبيين محل نزول بعض الآيات فقط.


وقال البغدادي في شرح الوافية حول عدم اعتنائهم بما جمعه علي(عليه السلام): وذلك لما اشتمل عليه من التأويل والتفسير، وقد كانت عادتهم ان يكتبوا التأويل مع التنزيل لا ان ذلك كله كان في التنزيل; والذي يدل على ذلك قوله(عليه السلام): ولقد جئتهم بالكتاب مشتملاً على التأويل والتنزيل والمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ. فإنه صريح في ان الذي جاءهم به ليس تنزيلاً كله ويؤيده ما اشتهر من ان الذي جاءهم به مشتملاً على جميع ما يحتاج إليه الناس حتى ارش الخدش ومن المعلوم ان صريح القرآن غير مشتمل على ذلك( [296] ).


قال استاذنا العلامة السيد جعفر مرتضى استنباطاً من بعض الروايات حول مصحف علي(عليه السلام)، ان مصحف علي(عليه السلام) يمتاز بما يلي:


1 ـ أنه كان مرتبا على حسب النزول.


2 ـ قدم فيه المنسوخ على الناسخ.


3 ـ أنه قد كتب فيه تأويل بعض الآيات بالتفصيل.


4 ـ كتب فيه التفاسير المنزلة تفسيراً من قبل الله.


5 ـ فيه المحكم والمتشابه.


6 ـ لم يسقط منه حرف الف ولا لام ولم يزد فيه حرف ولم يسقط منه حرف.


7 ـ ان فيه اسماء أهل الحق والباطل.


8 ـ أنه كان باملاء رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وخط علي(عليه السلام).


9 ـ كان فيه فضائح القوم( [297] ).


مصحف فاطمة(عليها السلام)


يمكن ان يتوهم ان مصحف فاطمة(عليها السلام) من قبيل مصحف عائشة أو حفصة أو غيرهما من الصحابة والتابعين، ذكرت فيه الآيات على نحو يختلف عما ذكر في القرآن المتواتر، ونحن نقول:


ورد في روايات كثيرة ذكر مصحف فاطمة(عليها السلام)، وصرح في بعضها أن في هذا المصحف علم ما يكون وليس فيه ذكر حلال ولا حرام، كما صرحت روايات أخرى بأن فيه وصية فاطمة الزهراء(عليها السلام). وعلى هذا يمكن ان تكون فيه بعض المعارف التي تعلمتها فاطمة(عليها السلام) من ابيها في طيلة حياتها، كما تصرح بعض الروايات أيضاً بأن مصحف فاطمة ليس فيه قرآن ولم يكن مصحفاً قرآنياً( [298] ).


ولسنا هنا في مقام دراسة ما يتضمنه مصحف فاطمة(عليها السلام) من المعارف والعلوم، وإنما الغرض نفي كونه من المصاحف القرآنية، وليس في نصوصنا ما يوجب توهم ذلك، إلاّ اطلاق إسم المصحف عليه، فإذا عرفنا أن المصحف في اللّغة كل ما تضمن صحفاً وأن كل كتاب له جلد فهو مصحف فلا يبقى محل لما توهمه البعض.


بقي شيء، وهو ان بعض النصوص ذكرت أن مصحف فاطمة(عليها السلام) يتضمن أخباراً كان يحدثها بها أحد الملائكة وذلك بعد وفاة أبيها(صلى الله عليه وآله وسلم) الأمر الذي أثار البعض ودفعهم لاتهام الشيعة بالغلو في الزهراء(عليها السلام) وادعاء نزول الوحي عليها!!


وأي بأس في أن تكون سيدة نساء العالمين من الذين تحدثهم الملائكة، وقد نص القرآن الكريم على أن الملائكة حدثت مريم وامرأة ابراهيم(ع) وأوحى الله إلى أم موسى، ونقلت المجاميع الحديثيّة لأهل السنة العديد من الروايات التي تتحدث عن تكليم الملائكة لغير الأنبياء ومن هؤلاء المحدثين عندهم عمر بن الخطاب وعمران بن الحصين الخزاعي وأبو المعالي الصالح وابو يحيى الناقد، وغيرهم( [299] ).


فتكليم الملائكة لفاطمة الزهراء(عليها السلام) غير ممنوع بل هو ثابت بالنصوص الصحاح، ولا يلزم من ذلك القول بنبوتها ولا تلازم بين الوحي والقرآنية فالوحي قد يكون نازلاً بالقرآن وقد يكون بغير القرآن وقد انقطع الوحي القرآني بموت النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، لكن لا دليل على انقطاع نزول الملائكة وتحدثهم مع البشر بعد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم).


الفصـل الثامن التحريف عند الغلاة وبعض الاخباريين


بعد بيان اعتقاد الامامية بالنسبة إلى سلامة القرآن وعدم تحريفه يجب ان ننبه إلى بعض الأمور:


الف: ان من مغالطات بعض المؤلفين من اخواننا السنّة (عمداً أو سهواً) هو الخلط بين فرق الشيعة وعدم التمييز بين اعتقادات كل فرقة منهم، فلا يفرقون بين الغلاة والمعتدلين، وعدم تفريقهم بين هذه الفرق اوجب نسبة اعتقادات بعضهم إلى البعض الآخر، ولذا يقول الدكتور حفني داود بالنسبة إلى أحمد امين المصري بأنه لم يفرق التفرقة العلمية بين الامامية والمؤلّهة... بل اكثر من ذلك لم يميز التمييز الدقيق بين المعتدلين من هؤلاء الأتباع ومن المتعصبين الذين يتناولون عقائد غيرهم بألسنة حداد( [300] ).


ويقول أيضاً:


فالامامية والزيدية من المذاهب الشيعية المعتدلة يختلفون كل الاختلاف عن الكيسانية والمؤلّهة والحلولية المتطرفة( [301] ).


هذا الخلط ناشئ من جهلهم باعتقادات الشيعة الامامية ونعتقد انهم تركوا التمييز ليستفيدوا من ذلك في هجمتهم على الإمامية وهذا مما لا يليق بفكر سليم وعاقل مسلم.


على هذا فالمسائل التي تكوّن جزءاً من معتقدات الغلاة لا يجوز نسبتها إلى الشيعة الامامية، ومسألة التحريف من هذا القبيل، واعتقاد الغلاة بذلك كالسياري أو أحمد بن محمد الكوفي أو غيرهما، ونقلهم لبعض هذه الروايات لا يصحّح نسبتها إلى الامامية.


ولكن بعض الجاهلين أو المغرضين قد نسبوا هذا القول إلى الشيعة من دون تفريق بين فرقهم من متقدميهم ومتأخريهم( [302] ).


ونحن نرى ان معظم هذه الروايات قد ورد من طرق المتهمين بالغلوّ والكذب في كتب رجالييّ الشيعة.


والشاهد على ان التحريف منسوب إلى الغلاة هو تصريح بعضهم بذلك من أمثال الغلاة المنتشرين في النواحي، المشهورين باسم علي اللّهي( [303] ).


والآن نجد بعض العلماء المشهورين بانهم من الامامية في بعض المناطق يميلون إلى عقائد الغلاة كما في الهند والباكستان وهم يكتبون بعض الكتابات العقائدية التي يفهم منها انهم قائلون بالتحريف.


كما ان سائر اعتقاداتهم أيضاً تشير إلى ميلهم إلى الغلاة، وهذا مما لم يقبله كبار الشيعة الذين ذكرناهم، ولا تتحمل الامامية وزرهم، بل هذه آراؤهم الشخصية ولا يمكن نسبتها إلى الامامية، كما ان بعض علماء العامة في التاريخ كابن تيمية وغيره قد اظهروا بعض الاقوال في بعض المسائل مما لا يقبله أهل السنة عامة ولا يمكن نسبة هذه الاعتقادات اليهم كلهم.


يقول الشيخ عبد الجليل الرازي من علماء الشيعة في القرن السادس: ان نسبة الزياده والنقصان إلى القرآن كانت بدعة وضلالة وليس هذا مذهب الاصولية من الشيعة الامامية، فرواية بعض الغلاة أو الحشوية خبراً في ذلك لا يكون حجة على الشيعة كما يقال بالنسبة إلى عقايد الكراميّة في الحنفية والمشبّهة في الشافعية( [304] ).


فما نقل من قبل هؤلاء الأفراد لا تصح نسبته إلى الشيعة الامامية، والذي أنصف في ذلك هو الزرقاني حيث قال:


يزعم بعض غلاة الشيعة ان عثمان ومن قبله أبو بكر وعمر أيضاً حرَّفوا القرآن وأسقطوا كثيرا من آياته وسوره( [305] ).


ويقول أيضاً: ان بعض علماء الشيعة تبرأوا من هذا السخف ولم يطق ان يكون منسوباً اليهم( [306] ).


كما يقول الدكتور عبد الصبور شاهين: ان الذين الصقوا بالمصحف بعض روايات الكذب هم الغلاة( [307] ).


ومن يراجع آثار الشيعة يجد أنهم قد ألّفوا في رد الغلاة عشرات الكتب وتبرأوا منهم ومن اعتقاداتهم وبذلك يتبين الفرق العلمي بينهم( [308] ).


وقال العلامة كاشف الغطاء في كتابه الحق المبين: وصدرت منهم ]يعني من الاخباريين[ احكام غريبة واقوال منكرة عجيبة منها قولهم بنقص القرآن مستندين إلى روايات تقضي البديهة بتأويلها أو طرحها.


ويقول بلاشر بعد الاشارة إلى عقيدة الغلاة حول التحريف: اما الامامية فقد امتنعوا عن الغلو في هذه الهجمات وكفوا بحكمة عن الالحاح على ما كابده المصحف من تحريف... فانهم كانوا يرجعون دائماً في امور التوحيد والعقائد الاسلامية الاساسية إلى نص عثمان الذي تبنّته الامة الاسلامية كلها مصحفاً( [309] ).


باء: من الامور التي يجب التنبيه اليها هو وجود بعض الاخبارين بين الشيعة والسنة الذين يهتمون بالروايات من حيث الرواية والخبر من دون النظر في القرآن ومطابقة الروايات للكتاب وعدمها; فهؤلاء يأخذون الروايات من دون تدقيق في اسنادها، ولا يفرقون التفرقة العلمية بين الروايات وقبول ما هو صحيح منها ورد ما هو غير صحيح.


فلذا لما رأى هؤلاء بعض الروايات التي ظاهرها التحريف خدعوا بها واعتقدوا بالتحريف، وحتى لو لم يكونوا معتقدين بالتحريف فانهم على أي حال قد رووا هذه الأباطيل في كتبهم لأنهم احتملوا صحتها أو احتملوا لها وجهاً وجيهاً ليس من قبيل التحريف بنظرهم، والعهدة في ذلك عليهم لنقلهم هذه الروايات، وعلى أي حال فإن علماء الشيعة وكبراءهم كالصدوق والطوسي والمرتضى والطبرسي وغيرهم لم يعتقدوا بالتحريف وأنكروا نسبته إلى الشيعة وهذا هو الصحيح، وقد اكدوا على ضعف الروايات التي وردت في التحريف.


راجع مقدمة التبيان ومجمع البيان وآثار الشريف المرتضى وغيرها من كتب الشيعة الاصولية.


الفصـل التاسع فصل الخطاب والتحريف


ان بعض الذين يشنّعون على الشيعة يستعملون شتى الأساليب لخداع الناس، فهم يتمسكون لاتهام الشيعة باعتقاد التحريف بكتاب فصل الخطاب الذي ألّفه الميرزا حسين النوري الطبرسي( [310] ).


في حين أن الأدلة التي تضمنها الكتاب المذكور قد جمع المصنف اكثرها من روايات أهل السنة، ونحن هنا نذكر أدلة النوري واحداً بعد واحد ليتبين للقراء حقيقة الكتاب وأنه لا يمثل رأي الشيعة، ويظهر لهم تدليس اعداء الشيعة وخداعهم:


أما دليله الاول: فقد نقل الروايات التي رواها العامة وبعض من الخاصة (الشيعة) حول ان ما وقع في الامم السالفة كبني اسرائيل، يقع في الامة الاسلامية ايضاً، وذكر روايات الصحاح من أهل السنة في ذلك، وينتج من ذلك ان ما وقع في بني اسرائيل ومنها تحريف كتابهم، هو واقع في امتنا الاسلامية أيضاً.


ومع غض النظر عن عدم صحة هذا الاستدلال لأن ما اشارت إليه الرواية هو الحوادث الاجتماعية والسنن التاريخية التي أشار اليها القرآن; نقول ان اكثر هذه الروايات منقول عن أهل السنة وان كان فيها بعض ما روي عن الشيعة.


وأما دليله الثاني: فيذكر النوري فيه روايات السنة في جمع القرآن وما فيه من الخزعبلات كجمع القرآن بشاهدين، أو العثور على الآيات عند بعض الافراد فقط وبالاتفاق وغير ذلك... فينتج من هذه الروايات عدم تواتر القرآن واحتمال وقوع التحريف.


مع ان قصة جمع القرآن بهذا الشكل انما رواها السنة فإن الشيعة يعتقدون بان القرآن قد جمع في عهد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كما اشار إلى ذلك الطبرسي في مقدمة مجمع البيان وغيره ممن ذكرنا اقوالهم سابقاً.


وأما دليله الثالث: ففيه يذكر النوري روايات أهل السنة حول الآيات والسور التي رفعت تلاوتها،! فهو بعد نفيه نسخ التلاوة يقول: إن هذه الروايات تدل على وجود آيات وسور قد حذفت بأيدي الخلفاء، فهذا أيضاً كما ترى مما رواه أهل السنة.


ونحن أيضاً نحكم ببطلان نسخ التلاوة ونقول بالنسبة إلى ما روي في ذلك من الموارد انها آحاد لا يثبت بها القرآن ويجب علينا وعلى كل المسلمين طرحها والضرب بها عرض الجدار.


وأما دليله الرابع: فإنه يذكر فيه التقديم والتأخير في الآيات ثم يورد روايات تدل على وجود التقديم والتأخير خلاف ما انزل الله ومنها مصاحف السلف وقول أهل السنة بأن ترتيب القرآن اجتهاد من الصحابة واختلاف ترتيب القرآن في مصاحف الصحابة من ابيّ وعلي(عليه السلام)، وابن مسعود، وفيه يذكر أيضاً شواهد عن الشيعة.


ونحن أيضاً نعتقد بالتقديم والتأخير في السور ولكن لا في الآيات لأن بعض الروايات تصرح بأن تعيين الآيات قد كان من قبل الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)نفسه واختلاف ترتيب السور في المصاحف لا يثبت وقوع التحريف.


وأما دليله الخامس: فيذكر فيه المصنف اختلاف مصاحف الصحابة في نقل بعض الآيات والكلمات والسور، ويذكر الروايات في ذلك عن أهل السنة كالدر المنثور، والثعلبي، والطبري، والاتقان، والكشاف وغير ذلك، ثم يستنتج من ذلك وقوع التحريف في الكتاب فهذا الدليل أيضاً كل رواياته مأخوذة عن السنة عدا النزر القليل من الروايات عن الشيعة حول اختلاف هذه المصاحف.


ونحن نقول ان هذه القراءات الشاذة التي تنسب إلى بعض الصحابة وكذا ما دل على وجود بعض السور والآيات الاخرى ما هي إلا روايات آحاد واكثرها مكذوب ولا يثبت بها قرآن على خلاف القرآن الموجود الذي ثبت تواتره عند جميع المسلمين سوى الجاعلين لهذه الروايات.


وأما دليله السادس: فيذكر فيه روايات أهل السنة حول ابيّ بن كعب بانـّه أقْرأ الامّة، ثم يذكر أيضاً رواياتهم حول مصحفه وان عدد آياته اكثر مما هو موجود الآن، فيستنتج من ذلك ان المصحف الموجود ليس شاملا لجميع ما في مصحفه فيثبت التحريف عنده، وروايات هذا الباب اكثرها عن السنة كما ان بعضها عن الشيعة.


وقولنا في ذلك هو ما قلنا في السابق.


وأما دليله السابع: ففيه ذكر عمل عثمان بإحراق المصاحف وحمل الناس على قراءة واحدة، وهذا أيضاً مما رواه أهل السنة كما رواه الشيعة ولعلهم أخذوه منهم، وكلاهما رويا مخالفة ابن مسعود لعمل عثمان، ثم يستنتج المصنف من هذا وجود التحريف مع توضيحات اخرى.


ونحن نقول بعد ذلك ان عمل عثمان قد ايده الامام علي بن ابي طالب(عليه السلام)ومخالفة ابن مسعود اما مكذوبة عليه، واما انها كانت لأمر آخر، أو ناشئة عن عدم معرفته بوجود اختلاف كثير في ذلك الزمان في قراءة القرآن كما اشار إليه حذيفة.


أما دليله الثامن: فتعرض فيه لما ذكره أهل السنة من الروايات والاقوال حول نقص القرآن كالذي روي عن ابن عمر حول نقص القرآن وذهاب كثير من آياته وما رواه المستدرك حول قصة ابي موسى الاشعري بجمع القراء وقوله لهم في احد المسبحات (كما مر) وكذا قصة الخلع والحفد المرويّة عن أهل السنة( [311] )، وأيضاً ما رواه البخاري حول زيادة صلاة العصر في الآية وما نقل في ذلك عن مصحف عائشة وعن البخاري حول تحريف آيات اخرى كمواسم الحج وما استمتعتم عن الثعلبي والاتقان والموطأ والمحاضرات للراغب الاصفهاني.


اما نحن فنقول في ذلك مثل قولنا في ما روي حول نسخ التلاوة وقد تقدم.


أما دليله التاسع: فهو استنباط خاص من بعض الروايات الواردة في بعض كتب الشيعة والتي ليس فيها ذكر القرآن ولا التحريف ولا اختلاف القراءة بل كل ما ورد فيها ان اسامي الأئمة(عليهم السلام) قد ذكرت في الكتب السماوية، ثم يستنتج المصنف من هذا أنه لابد وان أساميهم كما ذكرت في الكتب السابقة فلابد وان تكون مذكورة في القرآن لانها مما يختص بالامة الاسلامية فإذا لم نجدها في القرآن فلا يعني ذلك عدم ذكرها بل يدل على حذف هذه الاسماء من القرآن بأيدي المغرضين.


ونحن نقول اننا لا نقبل هذا الاستدلال لامكان الخدش في مقدماته، كما يمكن ان يكون عدم ذكر اسامي الأئمة في القرآن انما هو لدلائل اخرى لم نعلمها، وهناك أيضاً روايات أخرى تصرح بعدم ذكر اسم علي(عليه السلام) فيه (وقد ذكرناها في ما مضى).


أما دليله العاشر: فيذكر فيه المصنف من روايات اختلاف القراءات التي رواها أهل السنة بطرق اكثر من ان تحصى، ويوجهونها برواية نزول القرآن على سبعة أحرف، ويجوزون هذه القراءات وان زاد عددها على العشر كما صرح بذلك بعضهم، وأيضاً روى الشيعة في ذلك بعض القراءات التي لا يصح اكثر رواياتها وان صح بعضها فاننا نجد في مقابلها ما أمر به الأئمة(عليهم السلام): اقرؤوا كما يقرأ الناس: و: اقرؤوا كما علمتم، كما ان هذه القراءات روايات آحاد لا تثبت قرآنا إلا ما تواتر منها (لو سلم فيها التواتر) أو لعلها تفسيرات.


فالى هنا يظهر ان الادلة كانت متخذة من مصادر اخواننا أهل السنّة، أو رواها الشيعة عن كتبهم فنسبها الشيخ النوري إلى الشيعة، كما أنه أورد روايات القراءات المختلفة التي نقلت عن التابعين من كتاب مجمع البيان، في حين ان صاحب المجمع جاء بها من تفاسير أهل السنة.


أما دليله الحادي عشر: فهو ـ ودليله الآتي ـ يتضمن روايات ترجع في الظاهر إلى الشيعة، ففي هذا الدليل يذكر روايات الشيعة بأن القرآن وقع فيه التحريف... وجوابنا عن هذه الروايات إضافة إلى أن اكثرها مروي عن السياري (الغالي) وغيره من الضعفاء فإن المقصود بها هو التحريف المعنوي لا اللفظي لوجود رواية صحيحة تصرح بذلك وهي رسالة الامام الباقر(عليه السلام)لسعد الخير وقد رواها الكليني في روضة الكافي (ذكرناها فيما مضى فراجعها).


أما دليل الثاني عشر: فقد جمع فيه المصنف روايات الشيعة في موارد مخصوصة من اختلاف القراءة في الآيات ويبلغ عددها ألف رواية.


ونحن نقول:


* ان اكثر من 320 رواية منها ترجع إلى السياري (الغالي) الملعون على لسان الصادق(عليه السلام) والمخدوش من قبل جميع الرجاليين.


* وان اكثر من 600 رواية من مجموع الالف مكررة والمصنف كررها إما لتعدد المصدر أو لتعدد الطريق.


وبعد اسقاط روايات السياري والمكررات فاننا نجد أن أكثر من 100 حديث عبارة عن قراءات مختلفة اكثرها عن الطبرسي في مجمع البيان، واكثرها مشترك بين السنة والشيعة، والطبرسي يروي عن رجال أهل السنة مثل: الكسائي، وابن مسعود والجحدري، وابي عبد الرحمن السلمي، والضحاك وقتادة، وابن عمرو، وابن حجاز، ومجاهد، وعكرمة، وعائشة، وابن الزبير، وحمزة، وابن يعمر، وابن نهيك، وسعيد بن جبير، والشعبي، وعمرو بن قائذ، وغيرهم من رجال السنة.


... وبعد كل هذا لا يمكن القول بالتحريف استناداً إلى القليل القليل مما تبقّى من الروايات حتى ولو نقلها الكليني أو علي بن ابراهيم القمي!!؟ بل ان اكثر علماء الشيعة يعتقدون بسلامته عن التحريف طبقاً للتواتر.


اضافة إلى كل ما سبق فإن بعض هذه الروايات التي ذكرها النوري يرجع إلى التفسير وشأن نزول الآيات كما صرّح به المجلسي في شرحه على أصول الكافي..


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. دليل المراجع


1 ـ آلاء الرحمن، الشيخ محمد جواد البلاغي قم، مطبعة الوجداني.


2 ـ آلاء الرحيم في رد تحريف القرآن، عبد الرحيم التبريزي طبع


1381هـ.ق.


3 ـ الابانة، عن معاني القراءات، مكي بن أبي طالب ط.دمشق.


4 ـ الاتقان في علوم القرآن، جلال الدين السيوطي بيروت، مكتبة الثقافة.


5 ـ اجوبة المسائل المهنائية، العلامة الحلي، قم، مطبعة الخيام1401هـ.ق.


6 ـ الاحتجاج الطبرسي، قم، مطبعة باقري 1413هـ.ق ـ ط الأولى.


7 ـ الإحكام في اصول الاحكام، الآمدي، مصر، مؤسسة الحلبي وشركاءه، 1387هـ.ق.


8 ـ احكام القرآن، ابن عربي، تحقيق البجاوي، بيروت، دار المعرفة.


9 ـ احكام القرآن، الجصاص، بيروت، دار الكتاب العربي.


10 ـ اخبار اصبهان، أبو نعيم الاصبهاني، تهران، مؤسسة النصر.


11 ـ اختيار معرفة الرجال، الطوسي، تحقيق: مصطفوي، مشهد، جامعة مشهد 1348هـ.ش.


12 ـ ارشاد الساري، القسطلاني، بيروت، دار صادر 1392هـ.ق.


13 ـ الاستيعاب، في هامش الاصابة، مصر 1328هـ.ق.


14 ـ اصول السرخسي.


15 ـ اظهار الحق، رحمة الله الهندي، طبع تركية.


16 ـ الاعتقادات، للصدوق.


17 ـ اعجاز القرآن، الرافعي، بيروت، دار الكتاب العربي.


18 ـ اعيان الشيعة، السيد محسن الامين العاملي، بيروت دار التعارف، الطبعة الجديدة.


19 ـ افسانه تحريف، سيد أحمد مهدوي ]فخر كرماني[ 1350هـ.ش (با همكاري كانون انتشار).


20 ـ اكمال الدين، للشيخ الصدوق، قم، اسلامي.


21 ـ الالمام، النويري الاسكندراني، هند، 1388هـ.ق.


22 ـ الامام زيد بن علي، أبو زهرة، بيروت، المكتبة الاسلامية.


23 ـ الانتصار، أبو الحسين خياط المعتزلي، تحقيق نيبرج، مصر.


24 ـ الانوار النعمانية، السيد نعمة الله الجزائري، طبع تبريز.


25 ـ اوائل المقالات، الشيخ المفيد، مكتبة الداوري.


26 ـ الايضاح، فضل بن شاذان، تحقيق: محدث ارموي، تهران، انتشارات جامعة طهران.


27 ـ بحار الانوار، العلامة المجلسي، بيروت، مؤسسة الوفاء.


28 ـ بحوث حول علوم القرآن.


29 ـ بحوث في تاريخ القرآن وعلومه، مير محمدي، بيروت، دار التعارف 1400هـ.ق.


30 ـ بحوث مع أهل السنة والسلفية، السيد مهدي الروحاني،


بيروت 1399هـ.ق.


31 ـ بداية المجتهد، ابن رشد، 1386هـ.ق.


32 ـ برهان روشن، حاج ميرزا مهدي بروجردي، قم، اسماعيليان 1374هـ.ق.


33 ـ البرهان في تفسير القرآن، البحراني، قم اسماعيليان.


34 ـ البرهان في علوم القرآن، الزركشي، بيروت، دار الفكر 1408هـ.ق.


35 ـ بصائر الدرجات، الصفار، طبع 1381هـ.ق.


36 ـ البصائر والذخائر، أبو حيان التوحيدي، قاهرة 1373هـ.ق.


37 ـ البيان في تفسير القرآن، للامام الخوئي، قم المطبعة العلمية 1394.


38 ـ البيان والتبيين، أبو عمرو الجاحظ، تحقيق عبد السلام هارون،


قاهرة 1380هـ.ق.


39 ـ پژوهشى درباره قرآن، دكتر محمد باقر حجتي، طهران، نهضت زنان مسلمان الطبعة الاولى 1358هـ.ش.


40 ـ تأويل مختلف الحديث، ابن قتيبة، بيروت، دار الجيل 1393هـ.ق.


41 ـ تاريخ بغداد، الخطيب البغدادي، بيروت، دار الكتاب العربي.


42 ـ تاريخ الخلفاء، جلال الدين السيوطي، مصر، مطبعة السعادة 1371هـ.ق. 43 ـ تاريخ القرآن، أبو عبد الله الزنجاني، طهران، منظمة الاعلام الاسلامي 1404هـ.ق.


44 ـ تاريخ القرآن، الأبياري.


45 ـ تاريخ القرآن، عبد الصبور شاهين، دار القلم 1966م.


46 ـ تاريخ قرآن، دكتر محمود راميار، طهران، امير كبير.


47 ـ التبيان في تفسير القرآن، الشيخ الطوسي.


48 ـ تحت راية القرآن، مصطفى صادق الرافعي، بيروت، دار الكتاب العربي 1394هـ.ق.


49 ـ تحف العقول، ابن شعبة الحراني، قم، اسلامي.


50 ـ التحقيق في نفي التحريف، السيد علي الميلاني، قم دار القرآن.


51 ـ التراتيب الادارية، الكتاني، بيروت، دار الكتاب العربي.


52 ـ التسهيل لعلوم التنزيل، ابن جزيّ الكلبي، بيروت، دار الكتاب العربي 1393هـ.ق.


53 ـ تفسير الصافي، الفيض الكاشاني، بيروت، مؤسسة الاعلمي.


54 ـ تفسير العياشي، طهران، المكتبة العلمية الاسلامية.


55 ـ تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، بيروت، دار الفكر.


56 ـ تفسير القمي، بيروت 1387هـ.ق.


57 ـ التفسير الكبير، الفخر الرازي، بيروت دار الفكر.


58 ـ تفسير المنار، رشيد رضا، بيروت، دار المعرفة.


59 ـ تقييد العلم، الخطيب البغدادي، تحقيق: يوسف العش، حلب دار الوعي.


60 ـ التمهيد في علوم القرآن، محمد هادي معرفت، قم 1396هـ.ق.


61 ـ التنبيه والاشراف، المسعودي، مصر، دار الصاوي 1357هـ.ق.


62 ـ تنقيح المقال المامقاني ـ طبعة ايران ـ .


63 ـ تهذيب تاريخ دمشق، بدران، بيروت، دار الميسرة 1399هـ.ق.


64 ـ تهذيب الاصول، تقريرات ابحاث السيّد الامام الخميني، بقلم الشيخ جعفر السبحاني، قم، اسلامي 1363هـ.ش.


65 ـ الثقات، ابن حبان، هند 1397هـ.ق.


66 ـ جامع الاصول، ابن الأثير، بيروت، دار الفكر.


67 ـ جامع البيان، الطبري، مصر، 1323هـ.ق.


68 ـ الجامع لاحكام القرآن، القرطبي، بيروت دار احياء التراث العربي.


69 ـ حقائق هامة حول القرآن الكريم، السيد جعفر مرتضى، قم، اسلامي 1409هـ.ق.


70 ـ حياة الصحابة، الكاندهلوي، قاهرة، دار النصر 1389هـ.ق.


71 ـ الخصال، للشيخ الصدوق، قم، اسلامي.


72 ـ دراسات في الحديث والمحدثين، السيد هاشم معروف الحسني بيروت، دار التعارف 1398هـ.ق.


73 ـ دراسات وبحوث في التاريخ والاسلام، جعفر مرتضى العاملي، قم، اسلامي.


74 ـ الدر المنثور، جلال الدين السيوطي، قم مكتبة آية الله مرعشي.


75 ـ دلائل النبوة، للبيهقي.


76 ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة، العلامة آقا برزگ الطهراني، بيروت، دار الاضواء.


77 ـ ربيع الابرار، الزمخشري، قم الرضي 1412هـ.ق.


78 ـ الرجال، العلامة الحلي; تحقيق: بحر العلوم، النجف، المطبعة الحيدرية، الطبعة الثانية 1381هـ.ق.


79 ـ رجال النجاشي، تحقيق، آية الله الزنجاني، قم، اسلامي.


80 ـ روح المعاني، السيّد محمود الآلوسي، بيروت، دار أحياء التراث العربي.


81 ـ روضة الكافي، الكليني، طهران، المطبعة الاسلامية.


82 ـ سعد السعود، ابن طاووس، قم، الرضي.


83 ـ كتاب سليم بن قيس، بيروت، مؤسسة الاعلمي.


84 ـ سنن أبي داود، بيروت، دار الفكر.


85 ـ سنن الدارقطني، المدينة المنورة 1386هـ.ق.


86 ـ سنن الدارمي، بيروت، دار الكتاب العربي.


87 ـ السنن الكبرى، البيهقي، هند 1344هـ.ق.


88 ـ السيرة الحلبية، الحلبي الشافعي، مصر 1320هـ.ق.


89 ـ شرح الاصول الخمسة، القاضي عبد الجبار، مصر، مكتبة وهبة 1384هـ.ق.


90 ـ شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد، تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم.


91 ـ الشيعة في الميزان، محمد جواد مغنية، بيروت، دار التعارف.


92 ـ الشيعة والسنة، احسان الهي ظهير، لاهور 1396هـ.ق.


93 ـ الشيعة والقرآن، احسان الهي ظهير، ادارة ترجمان القرآن، لاهور.


94 ـ صبح الاعشى في صناعة الانشا، القلقشندي.


95 ـ صحيح البخاري، بيروت، دار الفكر 1401هـ.ق.


96 ـ صحيح الترمذي ]الجامع الصحيح[، بيروت، دار الفكر.


97 ـ صحيح مسلم، مسلم بن حجاج، مصر، طبع محمد علي صبيح.


98 ـ الصحيح من سيرة النبي الاعظم، السيد جعفر مرتضى، قم


1403هـ.ق.


99 ـ الطبقات الكبرى، ابن سعد، بيروت.


100 ـ العقد الفريد، ابن عبد ربه، دار الكتاب العربي، بيروت 1384هـ.ق.


101 ـ عمدة القاريء، العيني.


102 ـ عون المعبود شرح سنن ابي داود، أبو الطيب عظيم آبادي، المدينة المنور، المكتبة السلفية 1388هـ.ق.


103 ـ الغدير، الاميني، ايران، مطبعة حيدري، الطبعة الثانية 1366هـ.ش


104 ـ غريب الحديث، الهروي، بيروت، دار الكتاب العربي.


105 ـ فتح الباري، العسقلاني، بيروت، دار المعرفة.


106 ـ الفرقان، للخطيب.


107 ـ فصل الخطاب، ميرزا حسين النوري، نسخة حجرية.


108 ـ فقه السنّة، السيّد سابق، بيروت، دار الكتاب العربي.


109 ـ الفهرست، ابن النديم، طهران طبع تجدد.


110 ـ فواتح الرحموت بهامش المستصفى.


111 ـ قاموس الرجال، التستري، قم، اسلامي.


112 ـ القرآن نزولاً، تدوينه، ترجمته وتأثيره، بلاشير، ترجمة: رضا سعادة، دار الكتاب اللبناني، بيروت 1974م.


113 ـ الكافي، ثقة الاسلام الكليني، طهران، دار الكتب الاسلامية.


114 ـ كرمانشاهان وكردستان، مسعود گلزاري، طهران، انجمن آثار ملي.


115 ـ الكشاف، الزمخشري، بيروت، دار المعرفة.


116 ـ كشف الارتياب في رد فصل الخطاب، الشيخ محمود بن ابي القاسم الطهراني، النسخة المخطوطة.


117 ـ كشف الاستار عن مسند البزار، الهيثمي، بيروت، مؤسسة الرسالة 1399هـ.ق.


118 ـ كنز العمال، المتقي الهندي، بيروت مؤسسة الرسالة.


119 ـ مباحث في علوم القرآن، صبحي الصالح، بيروت، دار العلم للملايين ط. الخامسة.


120 ـ المجروحين، ابن حبان، حلب، دار الوعي.


121 ـ مجمع البيان، الطبرسي، طهران، المكتبة العلمية الاسلامية عن ط. صيدا.


122 ـ مجمع الزوائد، الهيثمي، بيروت دار الكتاب العربي 1986م.


123 ـ المحاضرات.


124 ـ المحلى، ابن حزم، بيروت، دار الافاق الجديدة.


125 ـ مختصر تاريخ دمشق، ابن منظور، دمشق، دار الفكر.


126 ـ المدونّة الكبرى، مالك بن انس، بيروت، دار صادر.


127 ـ مروج الذهب ومعادن الجوهر، المسعودي، بيروت، دار الاندلس.


128 ـ المستدرك على الصحيحين، الحاكم النيشابوري، بيروت، دار المعرفة.


129 ـ مسند ابي عوانة، هند 1362هـ.ق.


130 ـ المسند، أحمد بن حنبل، بيروت، دار صادر.


131 ـ مسند زيد بن علي، جمعه عبد العزيز بن اسحاق البغدادي، بيروت، دار الكتب العلمية 1401هـ.ق.


132 ـ مشاهير علماء الامصار، ابن حبان، هند.


133 ـ مشكل الآثار، الطحاوي، هند 1333هـ.ق.


134 ـ المصاحف، لابن ابي السجستاني، بيروت دار الكتب العلمية.


135 ـ المصنف، ابو بكر بن ابي شيبة، هند.


136 ـ المصنف، عبد الرزاق بن همام، طبع سنة 1390، بيروت.


137 ـ مع الخطيب في خطوطه العريضة، لطف الله الصافي، قم منظمة الاعلام الاسلامي.


138 ـ مع الكتب الخالدة، الدكتور حفني داود.


139 ـ المعتصر من المختصر من مشكل الآثار، يوسف بن موسى، هند 1362هـ.ق.


140 ـ معجم رجال الحديث، للسيّد الخوئي، قم، مؤسسة نشر آثار الشيعة.


141 ـ المعجم الكبير، الطبراني، بيروت، دار احياء التراث العربي.


142 ـ مفردات القرآن، للراغب الاصفهاني، طهران، المكتبة المرتضوية.


143 ـ مقالات الاسلاميين، أبو الحسن الاشعري تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، مصر، مكتبة النهضة المصرية 1369هـ.ق.


144 ـ مقدمتان في علوم القرآن.


145 ـ مكاتيب الرسول، العلامة الاحمدي، قم، نشر يس.


146 ـ مناهل العرفان، الزرقاني، القاهرة، دار احياء الكتب العربية 1372هـ.ق.


147 ـ منتخب كنز العمال، المطبوع في هامش مسند أحمد، بيروت دار صادر.


148 ـ الموافقات، الشاطبي، بيروت، دار المعرفة.


149 ـ الميزان في تفسير القرآن، العلامة محمد حسين الطباطبائي، بيروت، الاعلمي.


150 ـ النشر للقراءات العشر، ابن الجزري الدمشقي، دار الكتاب العربي.


151 ـ نظرات في القرآن، الغزالي، مصر الخانجي 1377.


152 ـ نقض، عبد الجليل القزويني الرازي، تصحيح: محمد ارموي، انجمن


آثار ملي 1358هـ.ش.


153 ـ نكت الانتصار لنقل القرآن، أبو بكر الباقلاني، تحقيق زغلول، مصر، المعارف 1971م.


154 ـ نور القبس، اليغموري، طبع 1384هـ.ق.


155 ـ نهاية الاصول، العلامة الحلي.


156 ـ نهج البلاغة، الامام علي(عليه السلام).


157 ـ نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة، الشيخ محمد باقر المحمودي، بيروت.


158 ـ نيل الأوطار، الشوكاني.


159 ـ الوافي، الفيض الكاشاني، اصفهان، مكتبة الامام أمير المؤمنين(عليه السلام).


160 ـ وسائل الشيعة، الحر العاملي، بيروت، دار احياء التراث العربي.


/ 4