قرآن الکریم فی روایات المدرستین جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

قرآن الکریم فی روایات المدرستین - جلد 2

سیدمرتضی العسکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


القرآن الكريم و روايات المدرستين


القرآن الكريم.

وروايات
المدرستين.

الكتاب الثاني.

القرآن
الكريم وروايات مدرسة الخلفاء.

تأليف.

السيد مرتضى العسكري.

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ.

(الْحَمْدُ للّهِ ِ الَّذِي
أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجا * قَيِّما
لِيُنذِرَ بَأسا شَدِيدا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ
يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرا حَسَنا).

(الكهف / 1 ، 2)

(وَبِالحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ
وبِالحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا مُبَشِّرا وَنَذِيرا * وقُرْآنا
فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً).

(الاسراء / 105 ، 106)

(لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ
لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ
فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ).

(القيامة / 16 ـ 19)

(إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ
كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلا مَا تُؤْمِنُونَ * وَلاَ بِقَوْلِ
كَاهِنٍ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ * وَلَوْ
تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الاَقَاوِيلِ * لاَ َخَذْنَا مِنْهُ بِاليَمِينِ *
ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحدٍ عَنْهُ
حَاجِزِينَ).

(الحاقة / 40 ـ 47)

(وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهمْ
آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقاءنَا ائْتِ بِقُرآنٍ
غَيْرِ هذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء
نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِليَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ
رَبِّي عَذَابَ يَومٍ عَظِيمٍ * قُلْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيكُمْ
وَلاَ أدْرَاكُمْ بَهَ فَقَدْ لَبثْتُ فِيكُمْ عُمُرا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلاَ
تَعْقِلُونَ * فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبا أَوْ
كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ المُجْرِمُونَ).

(يونس / 15 ـ 17)

(أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ
الْقُرآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفا
كَثِيرا).

(النِّساء / 82)

مقدّمة الطبعة الاُولى:

في مؤلّفاتي أبهضني كتابا ((خمسون
ومائة صحابي مختلق))(1) و((القرآن الكريم وروايات المدرستين)).

أمّا الاوّل فلانّه كي أطمئن أنّ
أُولئكم الصحابة من مختلقات سيف كان عليّ أن أُراجع في جميع مصادر الدراسات الا
سلامية، الروايات والاخبار الّتي ورد في سندها أو متنها ذكر صحابة الرسول (ص)،
وبعد التأكّد من عدم ورود تلكم الاسماء فيها يثبت عندي أن ذكرها وما روي من
أخبارها منحصران بروايات سيف فهي إذا من مختلقاته.

و ـ أيضا ـ كي لايجابهني بعد نشر
بحوثي عنهم باحث نيقد برواية واحدة أو خبر واحد، جاء ذكر أحدهم فيه عن غير طريق
سيف، ودونكم أسماء ثلاثة وتسعين منهم أوردت تراجمهم من روايات سيف بمجلّدي
((خمسون ومائة صحابي مختلق)).

فهل يجد باحث اسم أحدهم في غير
روايات سيف؟

وأمّا الثاني منهما فكان خبره أني
قبل أكثر من عشر سنوات عقدت العزم على دراسة ما جاء في كتاب ((الشيعة والقرآن))
لاحسان إلهي ظهير، واستنادا إلى مطالعاتي السابقة حول الموضوع قدرت أن أُجري
البحوث في مقدّمة وبابين في قرابة ثلاثمائة صفحة، ولما بدأت بدراسة الروايات وجدت
في بعضها كما ذكرت في مقدمة المجلّد الاوّل مصطلحات قرآنية تغيرت معانيها تدريجيا
بعد عصر الصحابة مثل القراءة والاقراء والاية ممّا سبب عدم فهم مغزى الروايات،
وقد أخذ مني معرفة معانيها وقتا طويلا سبق وسجلت نتيجة دراستي حولها في المجلّد
الاوّل من هذا الكتاب.

ووجدت روايات كثيرة منها وُسِمَتْ
بالصِّحة في حين أنّها أُفتري بها على اللّه وكتابه ورسوله (ص) وأصحاب رسوله
والائمّة من أهل بيته، وسببت تلك المفتريات القول بنسخ بعض الايات أو إنسائها
واختلق بسببها آلاف القراءات وبناء على ذلك كان يناسب أن نسمي مجموعها (آلاف
المختلقات حول القرآن الكريم) في مقابل خمسون ومائة صحابي مختلق.

وينبغي لنا في دراسة تلك
المفتريات أن نقدّم في ما يأتي موجزا ممّا بيناه في المجلّد الاوّل:

أ ـ خصائص المجتمعات الّتي تتحدّث
الروايات عن شأن من شؤون القرآن فيها بدءا بالمجتمع الجاهلي الّذي نزل القرآن فيه
وانتهاء بالمجتمع الاسلامي في أوّل عهد العباسيين.

ب ـ ما وصل إلينا من تاريخ القرآن
في كلِّ عصر تتحدث الروايات المفتريات عن شأن من شؤون القرآن فيه.

ج ـ أن ندرس سيرة كثير ممّن روي
عنه أمر من شؤون القرآن في تلك العصور وتلك المجتمعات.

وكان يحز في نفسي ويؤلمني تسجيل
كثير ممّا جرى في تلكم المجتمعات وما جاء في سيرة بعض من درسنا سيرته لاسيما وأنّ
في المسلمين من يرى أنّ القرن الاسلامي الاوّل من بعد الرسول (ص) خير القرون،
ولست أدري كيف يكون خير القرون وقد قتل فيه الخليفة عثمان وسيد أهل بيت النبي (ص)
الامام علي في المحراب وسائر ذرّيّة الرسول (ص) بكربلاء وسبيت فيه بناته وأُحلَّت
فيه المدينة ثلاثا وهدمت الكعبة بالمنجنيق وأحرقت، ومهما يكن من أمر فإنّ دراسة
تلكم الروايات وإثبات سلامة النصّ القرآني عن كل تحريف وتبديل يتوقفان على دراسة
خصائص تلكم المجتمعات وسيرة من روي عنه شأن من شؤون القرآن (واللّه على ما نقول
وكيل).

د ـ أن ندرس كل ما انتهى إلينا
ممّا نحتاج إلى دراسته من روايات كل من مدرسة الخلفاء ومدرسة أهل البيت على حدة.

وبناء على ذلك خصصت المجلّد
الثاني هذا لدراسة الروايات الّتي رويت في مدرسة الخلفأ حول القرآن الكريم،
ولدراسة الروايات الّتي رويت في مدرسة أهل البيت المجلّد الثالث منه والّتي أراد
أن يستوعبها إحسان إلهي ظهير في كتابه ((الشيعة والقرآن)) وذلك لانّه أراد أن
يستوعب كما ذكرت كل شاردة وواردة جاءت حول القرآن الكريم في مدرسة أهل البيت
ليجعلها نبزا لهم.

وقد أساء بفعله من حيث لا يريد
إلى القرآن الكريم. وبما انّه نقل كل ما أورده في كتابه من كتاب ((فصل الخطاب))،
نبدأ أوّلا بدراسة كتاب الشيخ النوري وبيان هدفه، ونستعين اللّه ونقول:

ألّف المحدِّث الشيخ ميرزا حسين
النوري ؛ (ت: 1320ه ) كتاب: ((فصل الخطاب في تحريف كتاب ربِّ الارباب)) وينبغي
أوّلا البحث عن اسم الكتاب: (التسمية بالتحريف) وعما استهدفه. وبعد ذلك ندرس
أدلّته في أبواب الكتاب.

أ ـ التسمية بالتحريف:.

جاء في معجم ألفاظ القرآن الكريم:

(حرّف الكلام تحريفا: بدّله أو
صرفه عن معناه (... يحرِّفون الكلم عن مواضعه) النِّساء / 46، أي يصرفونه عن
معناه، و(يسمعون كلام اللّه ثمّ يحرِّفونه من بعد ما عقلوه) البقرة / 75، أي
يصرفونه عن معناه)(2).

وفي البحوث القرآنية يقصد من
التحريف أحيانا نقصان شيء من القرآن الكريم أو تبديله بغيره ـ معاذ اللّه ـ
فماذا قصد مؤلّف فصل الخطاب من التحريف في التسمية؟

ندرس ذلك بعد إيراد قصة طريفة
تناسب المقام:

قصّتي مع المبشر المسيحي في
بغداد.

كانت صبيحة يوم جمعة من أيّام
شبابي أبّان الحرب العالمية الثانية حين اقتحمت ناديا للتبشير المسيحي بشارع
المتنبي في بغداد، وجلست إلى جنب منصّة المبشّر، ولما اكتضّ النادي بالشباب
المسلم الّذي كان يرتاد النادي لقراءة الصحف اليوميّة المعدّة هناك للمطالعة، أو
بالاحرى لاصطياد الشباب المسلم بتلك الوسيلة.

بدأ المبشر عند ذاك بقراءة شيء
من التوراة واستشهد به على ما رامه من التبشير، فأخذت منه زمام المبادرة وبدأت
بسرد ما كنت أحفظ من أساطير التوراة المحرّفة، مثل أُسطورة خلق آدم وحواء وكيف
خدعهم اللّه ـ معاذ اللّه ـ وكشف الحيّة لهم عن الخدعة وبصّرتهم.

وأُسطورة مصارعة اللّه ليعقوب،
إلى الصباح، وأنّه لمّا ظهرت الغلبة ليعقوب ـ معاذ اللّه ـ منحه اللّه لقب
إسرائيل، فكفّ عنه يعقوب.

وكيف زنى لوط بابنتيه وداود بزوجة
أوريا ـ معاذ اللّه ـ.

إلى أمثالها من أساطير أُخرى مع
تعليقي على كل منها بما يثير الضحك للحاضرين والاسى والغضب للمبشّر. وحاول المبشر
أكثر من مرّة أن ينهي الجلسة قبل أوانها وكنت أمتنع عليه ويساعدني على ذلك
الحاضرون. وأخيرا أردت أن أختم الجلسة بأخذ اعتراف من المبشر على تحريف العهدين:
التوراة والانجيل، فوجهت إليه الاسئلة الاتية:

على من نزلت التوراة على حدّ
زعمك؟

فإن قلت: نزلت على موسى بن عمران
(ع) قلت لك: إنّ في التوراة حكاية وفاته ودفنه وما جرى على بني إسرائيل من بعده.

وإن قلت نزلت على داود أو سليمان
أو أي نبي آخر من أنبياء بني إسرائيل، قلت لك: في التوراة حكاية وفاته ودفنه وما
جرى على بني إسرائيل من بعده.

فقال: في التوراة كلام اللّه
وكلام الكهنة.

فقلت له: هذا هو معنى التحريف
لكتاب اللّه!

وأنّى لنا التمييز بين كلام اللّه
وكلام الكهنة؟

فانبرى يقول لي بحماس: وإنّ في
علمائكم من كتب كتابا في تحريف القرآن.

فقلت في ما قلت له: أنا احتججت
عليك بنفس التوراة ولا أستند إلى تقولات المتقولين على التوراة والانجيل. وإذا
استندنا في هذا الشأن إلى القرآن وحده وجدناه يقول:

(وَإِن كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ
مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثْلِهِ).(البقرة/23)

ويقول: (وَادْعُوا شُهَدَاءكُم
مِن دُونِ اللّهِ).

ويقول: (وَلَنْ تَفْعَلُوا).

ويقول: (قُل لَئِنِ اجْتَمَعَتِ
الا ِ نْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لاَ
يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرا).(الاسراء / 88)

ولو كان في القرآن كلامُ غير
اللّه إذا، فإنّ غير اللّه قادر على أن يأتي بمثل القرآن. فأتوا يا خصوم الاسلام
بسورة واحدة مثل سورة (التوحيد)، أو (والعصر) ممّا لايزيد على سطر واحد. وبعد ذلك
يخضع لقولكم جميع المسلمين.

وأدليت بحجج أُخرى فلم يحرِ
جوابا. وانتهت الجلسة بانتصار الخط الاسلامي والحمد للّه.

وجرى لي بعد ذلك محاورة مع تلميذ
الشيخ النوري كالاتي:

تلميذ الشيخ النوري يتحدّث عن
مقصد استاذه من التحريف:.

جمعتني جلسة مع الشيخ آغا بزرك
مؤلف ((كتاب الذريعة)) وهو أحد مشايخي في رواية الحديث، فسألته عن قصد استاذه
الشيخ النوري في تأليفه كتاب فصل الخطاب، فأجابني بأنّ الشيخ النوري لم
يقصد إثبات تحريف القرآن، وإنّما الخطأ في التسمية.

وقد كتب ؛ في مادّة فصل الخطاب من
الذريعة ما موجزه:

(إنّ الشيخ النوري كتب رسالة بعد
نشر كتابه فصل الخطاب قال فيها: لم أقصد من التحريف: التغيير والتبديل، بل قصدت
خصوص الاسقاط لبعض المحفوظ المنزل عند أهله وإنّ القرآن الموجود اليوم هو الّذي
كتبه عثمان لم يزدد عليه ولم ينقص منه، وقد وقع الخطأ في التسمية وكان ينبغي أن
يسمى الكتاب فصل الخطاب في عدم تحريف الكتاب)(3).

هذا ما نقله صاحب الذريعة عن
استاذه الشيخ النوري.

أمّا الشيخ النوري فقد قال في
مقدمته الاُولى من كتابه:

المقدّمة الاُولى:.

في ذكر الاخبار الّتي جاءت في جمع
القرآن وجامعه وسبب جمعه وكونه في معرض النقص بالنظر إلى كيفية الجمع وانّ تأليفه
يخالف تأليف المؤلفين.

المقدّمة الثانية:.

في بيان أقسام التغيير الممكن
حصوله في القرآن والممتنع دخوله فيه كما ذكرناه.

المقدّمة الثالثة:.

في ذكر أقوال علمائنا في تغيير
القرآن وعدمه.

وقال في: الباب الاوّل:

في ذكر ما استدلّوا به على وقوع
التغيير والنقصان في القرآن.

الدليل الاوّل:.

مركب من أُمور:

أ ـ وقوع التحريف في التوراة
والانجيل بطرز حسن لطيف.

ب ـ في أنّ كلّ ما وقع في الاُمم
السالفة يقع في هذه الاُمّة.

ج ـ في ذكر موارد شبه فيها بعض
هذه الاُمّة بنظيره في الاُمم السابقة مدحا أو قدحا.

د ـ في أخبار خاصّة تدلُّ على كون
القرآن كالتوراة والانجيل في وقوع التغيير فيه.

الدليل الثاني:.

إنّ كيفية جمع القرآن مستلزمة
عادة لوقوع التغيير والتحريف فيه.

وفيه إجمال حال كُتّاب الوحي.

الدليل الثالث:.

في إبطال وجود منسوخ التلاوة وأنّ
ما ذكروه مثالا له لابدّ وأن يكون ممّا نقص من القرآن.

الدليل الرابع:.

في أنّه كان لامير المؤمنين (ع)
قرآنٌ خاصُّ يخالف الموجود في الترتيب وفيه زيادة ليست من الاحاديث القدسية ولا
من التفسير والتأويل.

الدليل الخامس:.

إنّه كان لعبد اللّه بن مسعود
مصحف معتبر فيه ما ليس في القرآن الموجود.

الدليل السادس:.

إنّ الموجود غير مشتمل لتمام ما
في مصحف أُبي المعتبر عندنا.

الدليل السابع:.

إنّ ابن عفّان لما جمع القرآن
ثانيا أسقط بعض الكلمات والايات.

وفيه كيفية جمعه وبعض ما أسقطه
واختلاف مصاحفه وما أخطأ فيه الكُتّاب.

الدليل الثامن:.

في أخبار كثيرة دالة صريحا على
وقوع النقصان زيادة على ما رواها المخالفون.

الدليل التاسع:.

إنّه تعالى ذكر أسامي أوصيائه
وشمائلهم في كتبه المباركة السالفة فلابدّ أن يذكرها في كتابه المهيمن عليها.

وفيه ما وصل إلينا من ذكرهم (ع)
في الصحف الاُولى ممّا لم يجمع في كتاب.

الدليل العاشر:.

اثبات اختلاف القرّاء في الحروف
والكلمات وغيرها وإبطال نزوله على غير وجه واحد.

وفيه شرح أحوال القرّاء وإثبات
التدليس في أسانيدهم.

الدليل الحادي عشر:.

في أخبار كثيرة صريحة الدلالة على
وقوع النقصان في القرآن عموما.

الدليل الثاني عشر:.

في أخبار خاصّة كذلك رتبناها على
ترتيب سور القرآن.

وفيه ذكر الجواب عن شبهات أوردها
على الاستدلال بها.

وقال في: الباب الثاني:

ذكر أدلّة القائلين بعدم تطرق
التغيير مطلقا من الايات والاخبار والاعتبار والجواب عنها مفصلا وفيه ذكر ـ وقوع
التحريف في التوراة ثانيا في عهد الرسول (ص).

هكذا بَوّبَ الشيخ النوري كتابه
وسوف ندرسُهُ بإذنه تعالى وفق المنهج الاتي:

منهج البحث:.

أوّلا ـ لما كان المؤلف يكرّر ذكر
الموضوع الواحد في أماكن مختلفة من كتابه قمنا في مقام دراستها بجمع ما نقلها في
موضوع واحد في أماكن متعددة تحت عنوان جديد نختاره للبحث كالاتي:

لما جاء في الدليل الاوّل من
الباب الاوّل وما جاء في آخر الباب الثاني من انّ القرآن جرى عليه ما جرى على
التوراة والانجيل من التحريف فإنا ندرسهما في أوّل هذا المجلّد تحت عنوان الدليل
المشترك.

ثمّ ندرس من الباب الاوّل ما جاء
في المقدّمة الاُولى وفي الدليل الثاني والسابع من الباب الاوّل حول جمع القرآن
في بحث جمع القرآن ونورد بعده بحث البسملة لصلته ببحث جمع القرآن وندرس ما جاء في
الدليل الخامس والسابع والثامن من الباب الاول حول اختلاف المصاحف وروايات
الزيادة والنقصان في القرآن في بحث روايات زيادة القرآن ونقصانه ـ معاذ اللّه ـ
من هذا المجلّد.

وندرس ما جاء في الدليل الثالث من
الباب الاول حول النسخ في بحوث النسخ من هذا المجلّد.

وندرس ما جاء في الدليل العاشر من
الباب الاول حول القرآن في بحث القراءات منه.

وندرس ما جاء في المقدمة الثالثة
والدليل الرابع من الباب الاول والّذي يخصّ مدرسة أهل البيت في المجلّد الثالث من
هذا الكتاب ضمن دراستنا لكتاب الشيعة والقرآن لاحسان إلهي ظهير لانّه ـ أيضا ـ
استدل بها في كتابه.

كما ندرس في المجلّد الثالث ما
عده الشيخ النوري الدليل الحادي عشر من الباب الاول وأورده احسان في أول الباب
الرابع من كتابه مع دراسة معنى التحريف في أحاديث أهل البيت (ع) .

ثانيا ـ في دراسة أدلّة الشيخ
النوري نرجع إلى مصادره ونستخرج الرواية منها وإذا وجدنا رواية من نوع أدلّته
أقوى ممّا أوردها الشيخ النوري نأتي بها تأييدا لمدعاه ثمّ ندرسها جميعا.

ثالثا ـ نحذف المكرّرات من أدلّته
وخاصّة في المجلّد الثالث من هذا الكتاب الّذي ندرس فيه أدلّته ضمن دراسة كتاب
الشيعة والقرآن لاحسان إلهي ظهير.

رابعا ـ لما كان تذكار البحوث
السابقة ضروريا في بعض البحوث اضطررنا إلى تكرار موجز البحوث وخلاصاتها مرّة بعد
أُخرى. وتتسلسل البحوث في هذا المجلّد بإذنه تعالى وفق المخطط الاتي:

مخطط البحوث للمجلّد الثاني.

أ ـ الدليل المشترك بين
المدرستين.

ب ـ روايات البسملة وتناقضها
ومنشأه.

ج ـ روايات جمع القرآن وتناقضها.

د ـ روايات اختلاف المصاحف
وروايات الزيادة والنقصان.

ه ـ روايات نزول القرآن على
سبعة أحرف وأربعون اجتهادا خاطئا في تأويلها.

و ـ القراءات والقرّاء.

ز ـ بحوث النسخ والانساء.

ح ـ دراسة الروايات السابقة
واجتهاداتهم الخاطئة.

خصائص المجتمع الاسلامي وأخبار
القرآن:.

1 ـ في عصر الخلفاء الصحابيين
الثلاثة.

2 ـ في عصر الامام علي.

3 ـ في عصر بني أُميّة.

4 ـ في عصر بني العباس.

دراسات مقارنة بين الروايات
السابقة ونتائج البحوث الانفة.

ط ـ المستشرقون والقرآن الكريم.

البحث الاوّل.

الدليل المشترك بين المدرستين.

على وقوع التحريف في شرائع
الانبياء.

برهن الشيخ النوري أوّلا في (ص 35
ـ 53) على وقوع التحريف في التوراة والانجيل وقال في آخر ص 53 ما موجزه:

(إنّ كل ما وقع في الاُمم السابقة
خاصّة ببني إسرائيل يقع في هذه الاُمّة المرحومة وأنّها تتبع سنن السابقين وسيرة
من كان قبلهم في كل أحوالهم وجميع أطوارهم خصوصا في ما يتعلق بأمر الدين).

ثمّ أيّد ما ادّعاه في (ص 54 ـ
69) بأنّ هذه الاُمّة شابهت في بعض أعمالها الاُمم السابقة وأكّد ثانية ما ادعاه
هنا في آخر الدليل الثاني عشر ص 366 ـ 377.

هذا ما ادعاه الشيخ النوري وأقام
عليه الادلّة تلو الادلّة، وهذا البحث من أقوى أدلّته على مدّعاه في تحريف القرآن
ـ معاذ اللّه ـ وخنس إحسان إلهي ظهير في هذا المقام خنوسا شديدا. ولم يشر إلى ما
أورده الشيخ النوري في خمس وأربعين صفحة من كتابه، ونستعين اللّه ونقول:

لقد برهنا في كتبنا على وقوع
التحريف في الاُمم السابقة، مثل ما ذكرناه في باب الدين والاسلام من كتابنا عقائد
الاسلام من القرآن الكريم وفي البحث التمهيدي الخامس من المجلّد الثاني من (خمسون
ومائة صحابي مختلق) ونورد هنا بعض تلك البحوث:

أوّلا ـ مثال واحد ممّا وقع من
التحريف في التوراة:.

نورد في ما يلي صورا للاعداد من
الاصحاح الثالث والثلاثين من سفر التثنية عن طبعات مختلفة للتوراة لنرى التحريف
فيهن عيانا.

أـ تصوير النسخة الّتي ترجمها
القسيس رابنسن من الاصل العبراني إلى الفارسية وطبعت بمطبعة رجارد واطسن بلندن
سنة 1839م:

ب ـ النسخة المطبوعة(4) بجامعة
اكسفورد بلندن، دون تاريخ ص 184:

ج ـ تصوير النسخة المطبوعة بمطبعة
رجارد واطسن بلندن سنة 1831م عن النسخة المطبوعة في رومية العظمى سنة 1671

لمنفعة الكنائس الشرقية:

د ـ تصوير النسخة المطبوعة
بالمطبعة الامريكية في بيروت سنة 1907:

المحرف في هذا الاصحاح وسببه:.

إنّ الاعداد (1 ـ 4) من هذا
الاصحاح تخبر أنّ موسى بن عمران تكلم قبل موته عن ثلاثة أماكن أظهر اللّه فيهن
أمره وأنزل شرائعه، وهي:

أ ـ سيناء وهو المكان الّذي أنزل
اللّه فيه شريعة التوارة على موسى (ع) ووصف تلك الشريعة في العدد الرابع منه
بأنّها ميراث لجماعة يعقوب وهم بنو إسرائيل. إذا فهي شريعة خاصة ببني إسرائيل.

ب ـ سعير أو ساعير ـ وهي الاراضي
الّتي فيها الجبال المحيطة بالقدس كما في مادّة ((سعير)) من قاموس الكتاب المقدس
ومادّة ((ساعير)) من معجم البلدان. وهو المكان الّذي نزلت فيه شريعة الانجيل على
عيسى بن مريم (ع) ولم يرد حوله شرح في كلام موسى (ع) هنا.

ج ـ جبل فاران ـ وفاران كما جاء
في الاصحاح 21 من سفر التكوين من التوراة مكان كان قد سكنته هاجر وإسماعيل بعد أن
صرفهما إبراهيم من منزله بطلب من سارة، وجاء في العدد 21 منه خاصّة في إسماعيل ما
يلي:

((وسكن في برية فاران وأخذت أُمّه
له امرأة من مصر)).

هذا ومن المجمع عليه أن إسماعيل
وهاجر بعد مغادرتهما من منزل إبراهيم سكنا مكّة وعاشا بها حتّى تُوفيا بها،
ومدفنهما مشهور إلى اليوم بحجر إسماعيل، وعلى هذا لابدّ أن يكون جبل فاران من
جبال مكّة كما صرح بذلك ـ أيضا ـ في مادّة ((فاران)) كل من ياقوت في معجم البلدان
وابن منظور في لسان العرب، والفيروز آبادي في القاموس والزبيدي في تاج العروس.

وقد جاء شرح صفات الشريعة الّتي
نزلت بجبل فاران وكيفية ظهور أمر اللّه فيه بنسخة القس رابنسن والنص الانكليزي ما
ترجمته كما يلي:

((وأشرق من جبل فاران، وورد مع
عشرة آلاف من المقربين وآتاهم بيمينه شريعة نارية، يحب القبائل، وجميع مقدساته في
يدك، ومقربين إلى رجلك، يأخذون تعاليمك)).

وجاء في المطبوعة عن النسخة
الرومية ما يلي:

((استعلن من جبل فاران، ومعه
أُلوف الاطهار، في يمينه سنّة من نار، أحبّ الشعوب، جميع الاطهار بيده، يقتربون
من رجليه، يقبلون من تعليمه)).

ولما كان الاشراق من جبل فاران
يصدق على نزول شريعة القرآن على خاتم الانبياء محمّد (ص) بغار حراء في جبل فاران
حول مكّة وهو الّذي جاء بعد ذلك إلى مكّة ـ أراضي فاران ـ مع عشرة آلاف وفتح
مكّة(5) وهو الّذي كان في يمينه شريعة نارية أو (سنّة نارية) أي شريعة الحرب وهو
الّذي (أحبّ القبائل) أو (يحب الشعوب) كما أعلن القرآن عنه بقوله تعالى:

(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا
رَحْمَةً لِلعَالَمِينَ) (الانبياء / 107)، وقوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ
إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرا وَنَذِيرا) (سبأ / 28).

لما كان هذا الاشراق يصدق على
بعثة خاتم الانبياء ولا يصدق على غيره فإنّ موسى الّذي جاء مع أخيه وعيسى الّذي
كان مع نفر من الحواريين لا يصدق على أحدهما أنّه جاء (مع عشرة آلاف من
المقربين).

وكذلك لا يصدق على عيسى أنّه (في
يمينه شريعة نارية).

ولا يصدق على موسى الّذي جاء
بناموس يخص جماعة يعقوب أن أحبّ الشعوب أو يحب القبائل(؟).

لهذا كلّه وقع التحريف في هذه
النسخ كما يلي:

ا - الجملة الاولى.

ب - الجملة الثانية.

ج- الجملة الثالثة.

ترجمة نسخة رابنسن والانجليزية.

ورد مع عشرة الاف من المقربين.

واتاهم بيمينه شريعة نارية.

يحب القبائل.

النسخة الرومية.

ومعه الوف الاطهار.

في يمينه سنة من النار.

احب الشعوب.

الطبعة الامريكية.

واتى من ربوات القدس.

وعن يمينه نار شريعة لهم.

فاحب الشعب.

في الفقرة (أ) حرّفت (وورد مع
عشرة آلاف من المقربين) إلى (ومعه ألوف الاطهار) ثمّ رفعت الجملة نهائيا أخيرا
ووضع مكانها (وأتى من ربوات القدس) ليصدق هذا التحريف الاخير على ظهور عيسى ابن
مريم (ع)!!!

وفي الفقرة (ب) حرّفت (شريعة
نارية) أو سنة نارية إلى (نار شريعة) لئلاّتدل على شريعة الحرب فتصدق على شريعة
خاتم الانبياء خاصّة.

وفي الفقرة (ج) حرّفت (القبائل)
أو (الشعوب) الّتي جاءت بلفظ الجمع إلى (الشعب) بلفظ المفرد ليصدق على غير خاتم
الانبياء.

ثانيا ـ ما جاء في الاحاديث
المروية عن الرسول (ص)

جاء في الاحاديث المرويّة عن رسول
اللّه (ص) متابعة هذه الاُمّة للاُمم السابقة في كل ما فعلوا حذو القذة بالقذة،
شبرا بشبر، وذراعا بذراع في ما رواه كلُّ من:

أ ـ الصدوق في كمال الدين وتمام
النعمة عن جعفر بن محمّد الصادق (ع)، عن آبائه (ع) ، قال: قال رسول اللّه (ص):

((كل ما كان في الاُمم السالفة
فانّه يكون في هذه الاُمّة مثله، حذو النعل بالنعل والقذَّة بالقذَّة))(6).

وروى الصدوق ـ أيضا ـ في كمال
الدين عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه قال: قال رسول اللّه (ص):

((والّذي بعثني بالحق نبيا وبشيرا
لتركبنّ أُمّتي سنن من كان قبلها حذو النعل بالنعل حتّى لو أنّ حيّة من بني
إسرائيل دخلت في جحر لدخلت في هذه الاُمّة حيّة مثلها))(7).

ب ـ قال ابن حجر في فتح الباري:

وفي حديث عبد اللّه بن عمرو عند
الشافعي بسند صحيح:

((لتركبنّ سنة من كان قبلكم حلوها
ومرها))(8).

ج ـ أحمد في مسنده ومسلم والبخاري
في صحيحيهما واللفظ للاخير، عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ (ص) قال:

((لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا
بشبر وذراعا بذراع حتّى لو دخلوا جحر ضبّ تبعتموهم.

قلنا: يا رسول اللّه! اليهود
والنصارى؟

قال: فمن؟)).

وفي رواية أُخرى بمسند أحمد:

((لتتبعنّ سنن بني إسرائيل حتّى
لو دخل رجل من بني إسرائيل جحر ضبّ لتبعتموه))(9).

د ـ البخاري في صحيحه وابن ماجة
في سننه وأحمد في مسنده والمتقي في كنز العمال واللفظ للاوّل، عن أبي هريرة، عن
النبيّ (ص) قال:

((لاتقوم الساعة حتّى تأخذ أُمّتي
بأخذ القرون قبلها، شبرا بشبر، وذراعا بذراع)).

فقيل: يا رسول اللّه! كفارس
والروم!؟

فقال: ((ومن الناس إلاّ أُولئك)).

ولفظ أحمد في مسنده:

((والّذي نفسي بيده لتتبعن سنن
الّذين من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، وباعا فباعا حتى لو دخلوا جحر ضبّ
لدخلتموه)).

قالوا: ومن هم يا رسول اللّه! أهل
الكتاب؟

قال: فمن؟(10).

ه ـ الترمذي في صحيحه،
والطيالسي وأحمد في مسنديهما والمتقي في كنز العمال واللفظ للاوّل:

في حديث أبي واقد الليثي، عن
النبيّ (ص) قال:

((والّذي نفسي بيده لتركبنّ سنّة
من كان قبلكم)).

ولفظ أحمد في مسنده:

((لتركبنّ سنن من قبلكم سنّة
سنّة))(11).

و ـ الترمذي في صحيحه والحاكم في
مستدركه حسب ما رواه السيوطي في تفسيره واللفظ للاوّل، عن عبداللّه بن عمرو، قال:
قال رسول اللّه (ص):

((ليأتين على أُمّتي ما أتى على
بني إسرائيل؛ حذو النعل بالنعل حتى إن كان في بني إسرائيل من أتى أُمّه علانية
لكان في أُمّتي من

فعل ذلك))(12).

ز ـ البزار في مسنده ـ كما في
مجمع الزوائد ـ والحاكم في مستدركه كما في كنز العمال، عن ابن عبّاس قال: قال
رسول اللّه (ص):

((لتركبنّ سنن من كان قبلكم شبرا
بشبر وذراعا بذراع، وباعا بباع، حتّى لو أنّ أحدهم دخل جحر ضبّ لدخلتم حتى لو أنّ
أحدهم جامع أُمّه لفعلتم))(13).

ح ـ أحمد في مسنده ومجمع الزوائد
عن سهل بن سعد الانصاري عن النبيّ (ص) قال:

((والّذي نفسي بيده لتركبنّ سنن
من كان قبلكم مثلا بمثل)).

وزاد الطبراني كما في مجمع
الزوائد: ((حتّى لو دخلوا جحر ضبّ لاتبعتموه)).

قلنا: يا رسول اللّه! اليهود
والنصارى؟

قال: فمن إلاّ اليهود
والنصارى؟(14).

ط ـ الطبراني كما في مجمع الزوائد
عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه (ص):

((أنتم أشبه الاُمم ببني إسرائيل
لتركبنّ طريقهم حذو القذة بالقذة حتّى لا يكون فيهم شيء إلاّ فيكم
مثله...))(15).

ي ـ الطبراني في الاوسط كما في
مجمع الزوائد وكنز العمال عن المستورد بن شداد انّ رسول اللّه (ص) قال:

((لا تترك هذه الاُمّة شيئا من
سنن الاولين حتّى تأتيه))(16).

ك ـ أحمد في مسنده والطبراني كما
في مجمع الزوائد عن شداد بن أوس عن حديث رسول اللّه (ص):

((ليحملنّ شرار هذه الاُمّة على
سنن الّذين خلوا من قبلهم أهل الكتاب حذو القذة بالقذة)) وبترجمته في أُسد الغابة
(خلوا من قبلكم)(17).

* * *.

وجدنا في ما سبق أنّ اللّه سبحانه
أخبر عن وقوع التحريف في الاُمم السابقة وأخبر رسوله عن متابعة هذه الاُمّة
للاُمم السابقة في كل ما فعلوه.

وإذا قارنا بين ما وقع من التحريف
في هذه الاُمّة وما وقع منه في الاُمم السابقة وجدنا أنّ التحريف قد وقع في
الاُمم السابقة في الكتب السماوية كما أخبر اللّه سبحانه بذلك في قوله:

(قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ
الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورا وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ
تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرا) (الانعام / 91)

صدق اللّه العظيم وصدق رسوله
الكريم في ما أخبرا عن تحريف الاُمم السابقة لكتب اللّه ومتابعة هذه الاُمّة
الاُمم السابقة في تحريفها كتاب اللّه غير أنّ اللّه تبارك وتعالى حفظ كتابه
العظيم القرآن الكريم عن كل ما فعلوه في تحريف القرآن كما حفظ خليله إبراهيم (ع)
من الاحتراق بالنار الّتي ألقاه قومه فيها ومنع لهيب النار من الوصول إليه وحرقه.
كذلك حفظ اللّه القرآن من وصول التحريفات الّتي جاءت في الروايات من الوصول إلى
نسخ القرآن الكريم. وبقيت نسخ القرآن محفوظة بمشيئة اللّه من تلكم التحريفات أبد
الدهر. وسيأتي بيانه في البحوث الاتية بإذنه تعالى.

روايات تحريف القرآن الكريم ـ
معاذ اللّه ـ وحفظ اللّه كتابه من التحريف.

حرّف بعض أفراد هذه الاُمّة
القرآن الكريم بالقراءات المختلفة فانّهم ـ مثلا ـ حرّفوا (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ
عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّيِنَ)

بتسعة أنواع من التحريف كالاتي:

أ ـ غير المغضوب عليهُمْ وغير
الضّالِّين.

ب ـ غير المغضوب عليهِمي.

ج ـ غير المغضوب عليهِمُو.

د ـ غير المغضوب عليهُمُو.

ه ـ غير المغضوب عليهُمُ.

و ـ غير المغضوب عليْهُمِي.

ز ـ غير المغضوب عليهُمِ.

ح ـ غير المغضوب عليهِمُ.

ط ـ غير المغضوب عليهِمِ(18).

والصحيح غير المغضوب عليهِمْ.

هكذا قام في هذه الاُمّة من سمّوا
بالقرّاء بتحريف القرآن الكريم آلاف المرّات باسم القراءات المختلفة كما سندرسها
إن شاء اللّه في بحث القراءات، ولكن اللّه حفظ قرآنه الكريم كما وعد عن أن تناله
أيدي المحرّفين وأبقى كتابه الكريم سالما عن كل ذلك التحريف بأيدي كلّ الناس
والحمد للّه على هذه النعمة العظيمة.

ولم يكن الشيخ النوري الوحيد ممّن
شوّش فكره من تلك الاحاديث بل سبقه إلى ذلك علماء مدرسة الخلفاء وقالوا بالتحريف
ولكنّهم بدلوا اسم التحريف وسمّوه باسم النسخ والانساء أو بأسماء أُخرى وفق
اجتهاداتهم كما سيأتي دراسته في بحث روايات السبعة أحرف، وأخيرا نشر المستشرقون
تلك الروايات وتلك القراءات بهدف التشكيك بثبوت النصّ القرآني كما سنذكر بعضها في
آخر هذا المجلّد إن شاء اللّه تعالى.

البحث الثاني.

.

.

روايات البسملة وتناقضها ومنشأه.

.

1 ـ ما يدلّ على أنّ
البسملة آية من سور القرآن..

2 ـ أنّ البسملة آية من
سورة الحمد وقرأها النبيّ (ص) في الصلاة وأمر بها..

3 ـ الجهر بالبسملة في
الصلاة. .

4 ـ من قال: صلّيتُ خلف
رسول اللّه (ص) فأجهر بالبسملة..

5 ـ من قال صلّيتُ خلف بعض
الخلفاء فأجهر بالبسملة. .

6 ـ لفظ (يفتتح القراءة
بالبسملة ويستفتح) بمعنى يجهر بها. .

7ـ أقوال الصحابة والتابعين
والفقهاء في البسملة بالاضافة إلى كيفية قراءتهم إيّاها..

8 ـ تواتر القول بجزئية
البسملة من السورة. .

9 ـ اجماع مدرسة أهل البيت
على وجوب قراءة البسملة في.

الصلاة..

10 ـ أفرد عدّة من العلماء
كتبا في وجوب قراءة البسملة. .

11 ـ الروايات المناقضة
لروايات وجوب قراءة البسملة..

12 ـ اختلاف الفقهاء بمدرسة
الخلفاء في شأن قراءة البسملة. .

13 ـ أُسّ العلل في ما روي
مناقضا لروايات وجوب قراءة البسملة. .

14ـ منشأ تناقض الروايات في
البسملة..

15 ـ هل يتيسر الرجوع إلى
القرآن الكريم دون الحديث..

.

البسملة لدى المدرستين(19).

اختلف المسلمون في شأن البسملة.

فذهب طائفة: إلى أنّه يجب قراءة
(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ)، في أوّل الحمد وأوّل كلّ سورة.

وذهبت طائفة أُخرى: إلى أنّه لا
يجب.

والاوّل أَصح!!

لانّ يقين البراءة يحصل به، فانّ
مَن قرأها صحّت صحلاته إجماعا؛ ومَن تركها في أحد الموضعين، صحّت صلاته عند
بعضهم، وبطَلت عند الباقين؛ فتعيّن قراءتها في الموضعين، لِيَحصل الخروج عن هذه
التكاليف، بالاجماع.

* * *.

هذا ما نذهب إليه في هذا الشأن
وفي ما يأتي نورد باذنه تعالى الروايات المختلفة في شأن البسملة لندرسها بعد ذلك
إن شاء اللّه تعالى.

أوّلا: ما يدلّ على أنّ
البسملة آية من سور القرآن.

أ ـ عن عبد اللّه بن عباس قال:
(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ)، آية(20).

ب ـ عن طلحة بن عبيداللّه قال :
قال رسول اللّه (ص): ((من ترك (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ) فقد ترك آية
من كتاب اللّه))(21).

ج ـ عن الصحابي أنس، قال: بينا
رسول اللّه (ص) ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثمّ رفع رأسه متبسما، فقلنا:
ما أضحكك يا رسول اللّه؟ قال: أنزلت عليّ آنفا سورة، فقرأ: (بِسْمِ اللّهِ
الرَّحمنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَينَاكَ الكَوثَر..)(22).

د ـ عن ابن عمر، قال: نزلت
(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ) في كلّ سورة(23).

ه ـ عن ابن عمّ النبيّ (ص)؛ ابن
عباس: أنّ النبي (ص) كان إذا جاءه جبريل فقرأ (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ
الرَّحِيمِ)، علم أنّها سورة(24).

و ـ عن ابن عباس قال: كان النبيّ
(ص) لا يعرف فصل السورة، وفي لفظٍ، خاتمة السورة حتّى ينزل عليه (بِسْمِ اللّهِ
الرَّحمنِ الرَّحِيمِ). زاد البزار والطبراني: فإذا نزلت عرف أنّ السورة قد ختمت
واستقبلت أو ابتدأت سورة أُخرى(25).

ز ـ عن ابن عباس قال: كان
المسلمون لا يعرفون انقضاء السورة حتّى تنزل: (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ
الرَّحِيمِ)، فإذا نزلت عرفوا أنّ السورة قد انقضت(26).

ح ـ في رواية ابن مسعود: كنّا لا
نعلم فصل ما بين السورتين حتّى تنزل: (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ).

ط ـ قال سعيد بن جبير: في عهد
النبيّ (ص) كانوا لايعرفون انقضاء السورة حتّى تنزل: (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ
الرَّحِيمِ)، فإذا نزلت علموا أنْ قد انقضت السورة ونزلت أُخرى(27).

ي ـ عن ابن عباس قال: سألت عليّ
بن أبي طالب (رض) ، لِمَ لَم تُكتب في براءة: (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ
الرَّحِيمِ)؟ قال: لانّ (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ) أمان، وبراءة نزلت
بالسيف(28).

ثانيا ـ أنّ البسملة آية من
سورة الحمد وقرأها النبيّ في الصلاة وأمر بها:.

عن أُمّ سلمة قالت: إنّ النبي (ص)
كان يقرأ (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * الحَمْدُ للّهِ ِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ * الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّين * إِيَّاكَ
نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ
الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ
الضَّالِّينَ)(29).

وفي روايةٍ، سُئلت أُمّ سلمة عن
قراءة رسول اللّه (ص)، فقالت: كان يُقَطِّع قراءته آية آية: (بِسْمِ اللّهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ للّهِ ِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ...)(30).

ب ـ عن ابن عباس قال: (كان النبيّ
(ص) يفتتح صلاته بـ (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ)(31).

ج ـ عن جابر، قال: قال لي رسول
اللّه (ص): كيف تقرأ إذا قمتَ إلى الصلاة؟ قلت: أقرأ الحمد للّه ربّ العالمين،
قال: قل (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ)(32).

د ـ عن نافع، أنّ ابن عمر كان إذا
افتتح الصلاة يقرأ بـ (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ) في أُمّ القرآن وفي
السورة الّتي تليها. ويذكر أنّه سمع ذلك من رسول اللّه (ص)(33).

ه ـ عن أبي هريرة أنّ النبيّ
(ص) كان إذا قرأ وهو يؤمّ الناس، افتتح بـ(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ)،
قال أبو هريرة : هي آية من كتاب اللّه، اقرأوا إن شئتم فاتحة الكتاب فإنّها الاية
السابعة(34).

و ـ عن قتادة، قال: سُئل أنس بن
مالك، كيف كانت قراءة رسول اللّه(ص)؟ قال: كانت مدّا ثمّ قرأ (بسم اللّه الرحمن
الرحيم) يُمدّ: (بسم اللّه) ويُمدّ (الرحمن) ويُمدّ (الرحيم)(35).

ز ـ عن أبي هريرة (رض) قال : قال
رسول اللّه (ص): إذا قرأتم الحمد فأقرأوا (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ)،
إنّها أُمّ القرآن وأُمّ الكتاب والسبع المثاني، و(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ
الرَّحِيمِ) إحدى آياتها(36).

وفي رواية: أنّ النبيّ (ص) كان
يقول: الحمد للّه ربّ العالمين، سبع آيات إحداهن: (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ
الرَّحِيمِ)... ويعدّه كالحديث السابق(37).

ح ـ عن أبي هريرة قال كنتُ مع
النبيّ (ص) في المسجد إذ دخل رجل يصلّي، فافتتح الصلاة وتعوّذ، ثمّ قال: الحمد
للّه ربّ العالمين، فسمع النبيّ (ص) فقال له: يا رجل! قطعت على نفسك الصلاة، أمّا
علمت أنّ (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ) من الحمد؟ فمن تركها فقد ترك آية،
ومن ترك آية فقد أفسد عليه صلاته(38).

ثالثا ـ الجهر بالبسملة في
الصلاة.

أ ـ عن أبي هريرة قال: قال رسول
اللّه (ص): علّمني جبريل الصلاة فقام فكبّر لنا ثمّ قرأ: (بِسْمِ اللّهِ
الرَّحمنِ الرَّحِيمِ) في ما يجهر به في كلّ ركعة(39).

ب ـ عن عائشة، أنّ رسول اللّه (ص)
كان يجهر بـ(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ)(40).

ج ـ عن عليّ بن أبي طالب، قال:
كان النبيّ (ص) يجهر بـ(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ) في السورتين
جميعا(4).

د ـ عن أبي الطفيل، قال: سمعتُ
عليّ بن أبي طالب وعمّارا يقولان إنّ رسول اللّه (ص) كان يجهر في المكتوبات
بـ(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ) في فاتحة الكتاب(41).

ه ـ عن أبي هريرة قال: كان رسول
اللّه (ص) يجهر بـ(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ) في الصلاة، فترك الناس
ذلك(42).

ز ـ عن أبي الطفيل قال: سمعتُ
رسول اللّه (ص) يجهر بـ(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ)(43).

ح ـ عن أنس بن مالك، قال: سمعتُ
رسول اللّه (ص) يجهر بـ(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ)(44).

رابعا ـ من قال صلّيتُ خلف
رسول اللّه (ص) فأجهر بالبسملة.

أ ـ عن ابن عمر، قال صلّيتُ خلف
النبيّ (ص) وأبي بكر وعمر فكانوا يجهرون بـ(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ
الرَّحِيمِ)(45).

ب ـ عن محمّد بن أبي السري
العسقلاني قال: صلّيتُ خلف المعتمر بن سليمان ما لا أُحصي صلاة الصبح والمغرب،
فكان يجهر بـ(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ) قبل فاتحة الكتاب وبعدها.
وسمعتُ المعتمر يقول: ما آلو أن أقتدي بصلاة أبي، وقال أبي: ما آلو أن أقتدي
بصلاة أنس بن مالك، وقال أنس بن مالك، ما آلو أن أقتدي بصلاة رسول اللّه (ص)(46).

ج ـ روى الحاكم عن أنس قال:
صلّيتُ خلف النبيّ (ص) وخلف أبي بكر وخلف عمر وخلف عثمان وخلف عليّ فكلّهم كانوا
يجهرون بقراءة (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ).

قال الحاكم: (إنّما ذكرتُ هذا
الحديث شاهدا لما تقدمه، ففي هذه الاخبار الّتي ذكرناها معارضة لحديث قتادة الّذي
يرويه أئمتنا عنه، وقد بقي في الباب عن أمير المؤمنين عثمان) وذكر أسماء جمع من
الصحابة ترك إيراد حديثهم وقال:

(كلّها مخرجة عندي، إيثارا
للتخفيف...)(47).

خامسا ـ من قال صلّيتُ خلف بعض
الخلفاء فأجهر بالبسملة.

بالاضافة إلى الروايات السابقة
الّتي رويت عمّن صلّى خلف النبيّ (ص) والخلفاء وأجهروا بالبسملة، في ما يأتي
روايات عمّن صلّى خلف بعض الخلفاء ورآهم يجهرون بالبسملة.

الخليفة عمر بن الخطّاب:.

روى عبدالرّحمن بن أبزي وقال:
صلّيتُ خلف عمر بن الخطاب فجهر بـ(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ)(48).

الامام عليّ بن أبي طالب:.

ب ـ روى الشعبي وقال: رأيت عليّ
بن أبي طالب وصلّيتُ وراءه فسمعته يجهر بـ(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ).

ج ـ في تفسير الرازي بسنده أنّ
الامام عليّا كان إذا افتتح السورة في الصلاة يقرأ (بِسْمِ اللّهِ...)، وكان يقول
من ترك قراءتها فقد نقص(49).

عبداللّه بن الزُّبير:.

روى الازرق بن قيس وقال: صلّيتُ
خلف ابن الزبير فقرأ فجهر بـ(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ).

قال البيهقي: وروينا عن أبي هريرة
بإسناد صحيح عنه(50).

ويتبع هذا الباب ما جاء في تفسير
ابن كثير، قال:

أ ـ روى النِّسائي في سننه وابن
خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم في مستدركه عن أبي هريرة أنّه صلّى فجهر
بقراءته بالبسملة. وقال بعد أن فرغ إنِّي لاشبهكم صلاة برسول اللّه (ص) وصحّحه
الدارقطني والخطيب والبيهقي وغيرهم(51).

ب ـ روى الدارقطني في سننه بسنده
عن يحيى بن حمزة قال:

صلّى بنا المهدي المغرب فجهر
بـ(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ)، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين! ما هذا؟
فقال: حدثني أبي عن أبيه عن جدّه عن ابن عباس:

أنّ النبي (ص) جهر بـ(بِسْمِ
اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ).

قال: فقلت: نأثره عنك؟

قال: نعم(52).

سادسا ـ يفتتح القراءة
بالبسملة ويستفتح، أي يجهر بقراءتها.

أ ـ روى البيهقي، عن ابن عباس أنّ
النبيّ (ص) كان يستفتح القراءة بـ(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ)، يقرأ
(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ) في الصلاة، يعني كان يجهر بها. قال: وله
شواهد عن ابن عباس ذكرناها في الخلافيات(53).

ويؤيّد قول البيهقي (يستفتح
القراءة... يعني كان يجهر بها)، ما رواه هو والذهبي عن ابن شهاب أنّه قال: من
سنّة الصلاة أن يقرأ (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ)، ثمّ فاتحة الكتاب،
ثمّ يقرأ (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ)، ثمّ يقرأ سورة، فكان ابن شهاب
يقرأ أحيانا بسورة مع فاتحة الكتاب يفتتح كلّ سورة منها بـ(بِسْمِ اللّهِ
الرَّحمنِ الرَّحِيمِ)، وكان يقول: أوّل من قرأ (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ
الرَّحِيمِ) سرّا بالمدينة عمرو بن سعيد بن العاص وكان رجلا حييّا(54).

فإنّ ابن شهاب لمّا قال: (يفتتح
كلّ سورة منها ببسم اللّه... وأوّل من قرأ بسم اللّه... سرّا بالمدينة عمرو)، جعل
(يفتتح كلّ سورة) مقابل (قرأ سرّا).

وبناء على هذا، كلّ ما جأ في
الحديث: يفتتح أو يستفتح القرأة بالبسملة، يعني يقرأها جهرا مثل الرواية الاتية:

عن بكر بن عبد اللّه قال: كان ابن
الزبير (رضي اللّه عنهما) يستفتح القراءة في الصلاة بـ(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ
الرَّحِيمِ) ويقول ما يمنعهم منها إلاّ الكبر(55).

سابعا ـ أقوال الصحابة
والتابعين والفقهاء في البسملة مضافا إلى قراءتهم إيّاها.

أ ـ قال البيهقي، عن عبد خير قال
سُئل علي (رض) عن السبع المثاني فقال: الحمد للّه، فقيل له إنّما هي ستّ آيات،
فقال: (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ) آية(56).

ب ـ وعن عليّ، أنّه كان إذا افتتح
السورة في الصلاة يقرأ (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ)، وكان يقول: من ترك
قراءتها فقد نقص، وكان يقول هي تمام السبع المثاني(57).

ج ـ وجاءت عن ابن عباس روايات
متعددة في ذلك في بعضها بيان وتأكيد على البعض الاخر، نذكر موجز روايتين منها:

1 ـ (قال: ولقد آتيناك سبعا من
المثاني، هي أُمّ القرآن، وأنّه قرأ (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ) الاية
السابعة، وقال: أخرجها ـ اللّه ـ لكم وما أخرجها لاحد قبلكم).

قال الحاكم: صحيح على شرط
الشيخين، أي: البخاري ومسلم في صحيحيهما، وأيّده على ذلك الذهبي(58).

2 ـ (قال: إنّ السبع المثاني هي
فاتحة الكتاب، وأنّه قرأها بـ (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ) سبعا، فسُئل
الراوي هل أخبرك أنّه قال (بسم اللّه الرحمن الرحيم) آية من كتاب اللّه؟ قال:
نعم، ثمّ قال: قرأها ابن عباس بـ(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ) في
الركعتين معا)(59).

د ـ عن نافع عن عبداللّه بن عمر،
كان يفتتح أُمّ الكتاب بـ(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ)(60)، وأنّه كان
إذا افتتح الصلاة كبّر ثمّ قرأ (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ
للّهِ ِ...)، فإذا فرغ قرأ (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ)، قال وكان يقول
لِمَ كتبت في المصحف إن لم تقرأ(61)!؟

ه ـ عن محمّد بن كعب القرظي،
قال: فاتحة الكتاب سبع آيات بـ(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ)(62).

و ـ قال البيهقي:

(وروينا) الجهر بها عن فقهاء
مكّة، عطاء وطاوس ومجاهد وسعيد بن جبير(63).

ز ـ وفي مصنف عبد الرزاق، باب
قراءة البسملة (... عن أُبيّ وآخرين من الصحابة والتابعين أنّهم كانوا
يقرأونها)(64).

ثامنا ـ تواتر القول بجزئية
البسملة من السورة في مدرسة الخلفاء.

أ ـ قال الرازي: إنّ النقل
المتواتر ثابت بأنّ (بِسْمِ اللّهِ...) كلام أنزله اللّه على محمّد (ص) وبأنّه
مثبت في المصحف بخطّ القرآن(65).

وقال: وكلّ ما ليس من القرآن(66)
غير مكتوب بخطّ القرآن، ألا ترى أنّهم منعوا من كتابة أسامي السور في المصحف
ومنعوا من العلامات على الاعشار والاخماس. والغرض من ذلك كلّه أن يمنعوا من أن
يختلط بالقرآن ما ليس منه، فلو لم تكن التسمية من القرآن لما كتبوها بخطّ القرآن،
ولمّا أجمعوا على كتبها بخطّ القرآن علمنا أنّها من القرآن(67).

ب ـ وقال السيوطي في ردّ من أنكر
تواتر جزئية البسملة من السورة:

(ويكفي في تواترها إثباتها في
مصاحف الصحابة فَمن بعدهم بخطّ المصحف مع مَنْعِهم أن يكتب في المصحف ما ليس منه،
كأسماء السور وآمين والاعشار، فلو لم تكن قرآنا لما استجازوا إثباتها بخطّه من
غير تمييز، لانّ ذلك يحمل على اعتقادها قرآنا، فيكونون مغرّرين بالمسلمين حاملين
لهم على اعتقاد ما ليس بقرآن قرآنا، وهذا ممّا لا يجوز اعتقاده في الصحابة. فإن
قيل لعلّها أُثبتت للفصل بين السور، أُجيب بأنّ هذا فيه تغرير ولا يجوز ارتكابه
لمجرّد الفصل ولو كانت له لكتبت بين براءة والانفال)(68).

تاسعا ـ إجماع مدرسة أهل البيت
على وجوب قراءة البسملة في الصلاة.

أجمعت مدرسة أهل البيت تبعا
لائمّتهم في ما يروون عن رسول اللّه (ص) على أنّ البسملة آية من كلّ سورة. وانّ
قراءتها واجبة في الحمد والسورة في كلّ صلاة، ويجب الجهر بها في الجهرية.

وقد ذكر السيِّد البروجردي (ت:
1380ه ) في كتابه (جامع أحاديث الشيعة) ما روي عن أئمّة أهل البيت بشأن البسملة
في:

أ ـ باب أنّ البسملة آية من الحمد
ومن كلّ سورة عدا براءة، فيجب قراءتها، ومن تركها يعيد.

ب ـ باب وجوب الجهر بالبسملة في
الصلوات الجهرية وحكمه في الصلاة الاخفاتية.

ونقتصر بذكر ثلاث روايات ممّا
أوردها في البابين المذكورين في ما يأتي:

1 ـ نقل عن عيون الاخبار والامالي
للصدوق بسنده عن الحسن بن عليّ8 قال: قيل لامير المؤمنين ـ الامام عليّ ـ : يا
أمير المؤمنين! أخبرنا عن (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ) أهي من فاتحة
الكتاب؟ فقال: نعم، كان رسول اللّه(ص) يقرأها ويعدّها آية منها، ويقول فاتحة
الكتاب هي السبع المثاني(69).

2 ـ ونقل في علّة إسقاط البسملة
من سورة براءة:

(أنّ البسملة أمان والبراءة كانت
إلى المشركين، فأسقط منها الامان)(70).

3 ـ وعن صفوان الجمّال، قال صلّيت
خلف أبي عبداللّه (ع) ـالامام جعفرـ أيّاما فكان إذا كانت صلاة لايجهر فيها، جهر
بـ(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ) وكان يجهر في السورتين جميعا(71).

عاشرا ـ أفرد عدّة من العلماء
كتبا في وجوب قراءة البسملة، مثل:.

أ ـ كتاب البسملة لابن خزيمة (ت:
311ه ).

ب ـ كتاب الجهر بالبسملة للخطيب
البغدادي (ت: 463ه ).

ج ـ كتاب الجهر بالبسملة لابي
سعيد البوشنجي (ت: 536ه ).

د ـ كتاب الجهر بالبسملة لجلال
الدين المحلي الشافعي (ت: 864ه).

ه ـ كتاب في بسم اللّه الرّحمن
الرّحيم لعليّ بن عبدالعزيز الدولابي من أصحاب الطبري المؤرّخ.

و ـ وكتب الدارقطني (ت: 385ه )
جزءا في البسملة وصحّحه(72).

ونقتصر في إيراد روايات البسملة
بما قدمنا ذكره.

* * *.

بعد إيراد روايات وجوب قراءة
البسملة نستعرض في ما يأتي الروايات المناقضة لها:

الحادي عشر ـ الروايات
المناقضة لروايات وجوب قراءة البسملة.

مع كلّ تلكم الروايات الصحيحة
والموثقة والصريحة بأنّ رسول اللّه (ص) والخلفاء وجمعا من الصحابة والتابعين
أجهروا بقراءة البسملة في الصلاة وقالوا أنّها جزء من الحمد وأمروا بقراءتها إلى
زمن فقهاء الحرمين، نجد في كتب صحاح الحديث روايات تناقض الروايات المتواترة
السابقة مثل رواية مسلم في صحيحه والنِّسائي في سننه وأحمد في مسنده عن قتادة عن
أنس بن مالك، قال: صلّيت مع رسول اللّه (ص) وأبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحدا
منهم يقرأ (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ)(73).

ومثل ما رواه الثلاثة ـ أيضا ـ:

عن أنس أنّه قال: صلّيت خلف
النبيّ (ص) وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون بالحمد للّه ربّ العالمين
لايذكرون (بِسْمِ

اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ) في
أوّل قراءة، ولا في آخرها(74).

وما رواه الترمذي في سننه وأحمد
في مسنده عن يزيد بن عبد اللّه، قال: سمعني أبي وأنا أقول (بِسْمِ اللّهِ
الرَّحمنِ الرَّحِيمِ)، فقال أي بني إياك. قال: ولم أر أحدا من أصحاب رسول اللّه
(ص) كان أبغض إليه حدثا في الاسلام منه، فإنِّي قد صلّيت مع رسول اللّه (ص) ومع
أبي بكر وعمر ومع عثمان فلم أسمع أحدا منهم يقولها فلا تقلها. إذا أنت قرأت فقل:
الحمد للّه ربّ العالمين(75).

وعبداللّه المذكور هو الصحابي
عبداللّه بن مغفل المزني سكن المدينة ثمّ بعثه عمر عاشر عشرة إلى البصرة ليفقهوا
الناس (ت: 59 أو 60ه ) في البصرة أيّام ولاية ابن زياد. ترجمته في الاستيعاب
وأُسد الغابة والاصابة، وابنه الراوي عنه مجهول الحال عندنا.

الثاني عشرـ اختلاف الفقهاء
بمدرسة الخلفاء في شأن البسملة.

من الطبيعي أن يؤدِّي تناقض
الروايات الانفة في شأن البسملة إلى اختلاف مدرسة الخلفاء في وجوب قراءة البسملة
أو عدمه، وفي الجهر بها أو عدمه.

فقد قال الشافعي: إنّها آية من
أوّل سورة الفاتحة ويجب قراءتها معها.

وقال مالك والاوزاعي: انّه ليس من
القرآن ولا يقرأ لا سرّا ولا جهرا إلاّفي قيام شهر رمضان.

وقال أبو حنيفة: تقرأ ويسرّ بها،
ولم يقل: إنّها آية من السورة أم لا. قال يعلى: سألت محمّد بن الحسن عن (بِسْمِ
اللّهِ...) فقال ما بين الدفتين قرآن، قال: قلت فَلِمَ تسرّه ـ أي تقرأه سرّا ـ
قال فلم يجبني(76).

الثالث عشر ـ أُسّ العلل في ما
روي مناقضا لروايات وجوب قراءة البسملة.

لكلّ الاحاديث الّتي رويت مناقضة
لروايات وجوب قراءة البسملة علل تكشف عدم صحّتها. وقد أفاض القول في دراية أحاديث
البسملة كلّ من البيهقي في سننه والحاكم في مستدركه والرازي في تفسيره كلّ واحد
منهم تحدّث باسلوبه الخاصّ به.

وأشار إليها الذهبي في تلخيص
المستدرك. وأقام الشافعي الدليل على ما اختاره في كتابه الاُم.

وإذا بحثنا عن منشأ اختلاف
الروايات في قراءة البسملة، أدركنا بعد دراسة بعض الملابسات الّتي حصلت في
قراءتها، أُسّ علل الروايات المناقضة للروايات المتواترة في وجوب قراءتها كالاتي:

الرابع عشر ـ منشأ تناقض
الروايات في البسملة.

أ ـ روى الشافعي في الاُم والحاكم
في المستدرك بسندين والبيهقي في سننه بثلاثة أسانيد، وتبعهم الرازي والسيوطي في
تفسيريهما، عن أنس بن مالك واللّفظ للحاكم.

(أنّ أنس بن مالك قال: صلّى
معاوية بالمدينة صلاة فجهر فيها بالقراءة، فقرأ فيها (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ
الرَّحِيمِ) لاُمّ القرآن ولم يقرأ (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ) للسورة
الّتي بعدها حتّى قضى تلك القراءة، فلمّا سلّم ناداه من سمع ذلك من المهاجرين
والانصار من كلّ مكان، يا معاوية أسرقت الصلاة أم نسيت؟ فلمّا صلّى بعد ذلك قرأ
(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ) للسورة الّتي بعد أُمّ القرآن وكبّر حين
يهوي ساجدا. هذا حديث صحيح على شرط مسلم...).

قال الحاكم ـ أيضا ـ وهو علّة
لحديث شعبة وغيره من قتادة على علو قدره، يدلّس ويأخذ عن كلّ أحد وإن كان قد ادخل
فيالصحيح حديث قتادة، فإنّ في ضدّه شواهد، أحدها ما ذكرناه، ومنها...، ثمّ ذكر
الاحاديث الّتي رواها في قراءة البسملة والّتي ذكرناها سابقا.

وقد أيّد الذهبي قول الحاكم في
قتادة وقال: (فإنّ قتادة يدلّس).

وقال الرازي بعد ذكر الحديث:

وهذا الخبر يدلّ على إجماع
الصحابة (رضي اللّه عنهم) على أنّه من القرآن ومن الفاتحة وعلى أنّ الاولى الجهر
بها(77).

ب ـ روى البيهقي بثلاثة أسانيد
والشافعي بسندين عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن
أبيه: أنّ معاوية قدم المدينة فصلّى بهم فلم يقرأ بـ(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ
الرَّحِيمِ) ولم يكبّر إذا خفض وإذا رفع، فناداه المهاجرون حين سلم والانصار: أن
يا معاوية! سرقت صلاتك، أين (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ)؟ وأين التكبير
إذا خفضت ورفعت؟ فصلّى بهم صلاة أُخرى فقال ذلك فيها الّذي عابوا عليه(78).

الصلاة الّتي لم يقرأ فيها
معاوية البسملة.

قال عبداللّه بن أبي بكر بن حفص
بن عمر بن سعد: أنّ معاوية صلّى بالمدينة للناس العتمة، فلم يقرأ (بِسْمِ اللّهِ
الرَّحمنِ الرَّحِيمِ)، فلمّا انصرف ناداه من سمع ذلك من المهاجرين والانصار،
فقالوا: يا معاوية! أسرقت الصلاة أم نسيت؟ أين (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ
الرَّحِيمِ)... الحديث(79).

دراسة الخبر وما أنتج:.

إنّ هذا الخبر يوضِّح لنا ما غمض
من بعض الروايات الّتي سبق إيرادها، منها قول ابن الزُّبير: (ما يمنعهم منها إلاّ
الكبر).

وقول ابن شهاب (أوّل من قرأ
(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ) سرّا بالمدينة عمرو بن سعيد بن العاص وكان
رجلا حييا)(80).

لست أدري ممّ حياؤه في الجهر
بالبسملة في الصلاة الجهرية الّتي يقرأ فيها الحمد والسورة جهرا؟ لعلّه الحياء من
معاوية وعصبة الامويين أن يجهر بها مع ما بدر من معاوية من عدم قراءتها والحياء
من المهاجرين والانصار أن يترك قراءتها.

ومنها قول ابن عباس كما نقله
السيوطي في الاتقان، قال:

أخرج ابن خزيمة والبيهقي في
المعرفة بسند صحيح من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: استرق الشيطان من الناس
أعم آية من القرآن: (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ)(81).

وفي لفظ البيهقي في السنن: أنّ
الشيطان استرق من أهل القرآن أعظم آية في القرآن(82).

وقال يحيى بن جعدة: (قد اختلس
الشيطان من الائمّة آية بسم اللّه...)(83).

وكان الزهري يفتتح بـ (بِسْمِ
اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ) ويقول آية من كتاب اللّه تعالى تركها الناس(84).

يقصدون من سرقة الشيطان البسملة
واختلاسه إيّاها، ترك الناس إيّاها في الصلاة.

* * *.

إذا جمعنا الروايات في البسملة
وأخبارها، بعضها إلى بعض، نرى فيها مصداق قول ابن عباس كالاتي:

كان المسلمون في الحرمين الشريفين
مذ عصر الرسول (ص) حتّى خلافة معاوية يقرأون البسملة مع السور، كما يكتبونها كذلك
في المصاحف، وكان معاوية لا يقرأها مع السورة في الصلاة وهو خليفة المسلمين
بالشام، فلمّا جاء إلى المدينة وأمّ المهاجرين والانصار بمسجد الرسول (ص) تركها
في الصلاة على عادته، فناداه من سمعه من المهاجرين والانصار من كلّ مكان أسرقت
الصلاة أم نسيت؟ فلمّا صلّى بعد ذلك قرأ البسملة للسورة وكان ذلك في المدينة،
ويظهر من استعراض الاخبار أنّه عاد إلى تركها في صلاته بالشام وتبعه على ذلك
الخلفاء من آل أُميّة من بعده.

ويقول ابن الزُّبير في وصف فعلهم:
(ما يمنعهم إلاّ الكبر)، ويقول ابن عمر محتجّا عليهم (لِمَ كتبت في المصحف إن لم
تقرأ)، ويستمر

على قراءتها أهل الحرمين فلمّا
ولي عمرو بن سعيد بن العاص الاموي والي الحرمين، كان أوّل من قرأها سرا في
المدينة، راعى في قراءته كرامة معاوية من جانب ورأي المهاجرين والانصار والتابعين
من جانب آخر. ثمّ قويت شوكة الامويين بعد قتل منافسهم ابن الزُّبير بمكّة. ورويت
بعض الاحاديث تأييدا لمعاوية وصونا لكرامته. واختلف المسلمون بمدرسة الخلفاء بعد
ذلك، فمنهم من يقرأها، ومنهم من اتبع سنّة معاوية واجتهاده وترك قراءتها سواء من
كان منهم في الحرمين الشريفين أم في غيرهما.

الخامس عشر ـ هل يتيسر الرجوع
إلى القرآن الكريم دون الحديث.

قد تبعث موارد من تلكم الروايات
المتناقضة بعض المصلحين ليرفع عقيرته مناديا بالدعوة للرجوع إلى القرآن الكريم
وحده دون الرجوع إلى الاحاديث النبويّة الشريفة المختلفة حرصا منه على حفظ وحدة
المسلمين، وغيرة منه محمودة للحفاظ على مصلحة المسلمين. ولست أدري بماذا ينصح
أُولئك المصلحون في أمثال روايات البسملة والّتي تخصّ تلاوة القرآن الكريم نفسه
كما أنزله اللّه!؟

ثمّ انّ الاختلاف في شأن البسملة
قد وقع بين المسلمين على أي حال فمنهم من يجهر بها في تلاوة سورة الفاتحة في
الصلاة الجهرية ومنهم من يتركها فيها وكلّتا القراءتين تنشران على العالم بواسطة
إذاعات البلاد الاسلامية. إذا فلا جدوى في ترك البحث عن الصحيح من الروايات
المتناقضة حرصا على حفظ الوحدة بين المسلمين. ثمّ إنّه لايمكن الاقتصار على
القرآن الكريم وحده وهو مساوق للقول بترك فهم الاسلام لانّ اللّه سبحانه جعل بيان
القرآن للناس في أحاديث الرسول (ص) وقال: (وَأَنزَلْنَا إِلَيكَ الذِّكْرَ
لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) (النَّحل / 44)، فلابدّ لنا إذا
من القيام بتمحيص سنّة الرسول للتمسّك بالصحيح منها وترك المدسوس فيها.

وفي صدد تمحيص سنّة الرسول ومعرفة
الصحيح من رواياتها عن الضعيف منها، ركن علماء مدرسة الخلفاء إلى ما ارتآه
الشيخان البخاري ومسلم في ذلك وقلّدوهما في هذا الامر وقالوا بصحّة جميع الروايات
الّتي جاءت في الصحيحين، وقد مرّ بنا ما جاء في صحيح مسلم وغيره عن أنس من أنّه
قال:

صلّيت خلف النبيّ (ص) وأبي بكر
وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون بالحمد للّه ربّ العالمين لايذكرون (بِسْمِ اللّهِ
الرَّحمنِ الرَّحِيمِ). وجاء فيها ـ أيضا ـ عن أنس وغيره انّ الرسول (ص) والخلفاء
كانوا يجهرون بقراءة البسملة في سورة الحمد من الصلاة الجهرية. والمجموعتان من
الروايتين متناقضتان ولا يمكن أن توصف كلتاهما بالصحّة، فلابدّ إذا من البحث عن
ميزان آخر لمعرفة الصحيحة منهما للعمل بموجبها وترك المجموعة الاُخرى، ونقترح في
مثل هذه الموارد أن ندرس المجتمع الّذي رُوي فيه الحديث، أي طرفي الزمان والمكان
للحديث مع تجرّد علمي بحت، فإنّه ينير لنا السبيل للقيام بتمحيص سنّة الرسول (ص).
وإذا عملنا بهذا الاقتراح رأينا أنّ المجتمع في المدينة في عصر الصحابة يناسب
المجموعة الاُولى من الاحاديث لانّ ضجة المصلِّين في مسجد الرسول (ص) على خليفة
المسلمين معاوية يتناسب مع رؤيتهم الرسول والخلفاء من بعده وهم يجهرون بالبسملة
في صلواتهم ولمّا خالف معاوية من سبقه في ذلك جابهوه مرتين بذلك الاستنكار
الشديد، ولا يصدق عكسه أي: أن يكونوا صلّوا خلف رسول اللّه (ص) والخلفاء من بعده
وسمعوهم يقرأون الفاتحة دون البسملة ومع ذلك جابهوا خليفتهم بالاستنكار، فلابدّ
إذا أن نقول: إنّ روايات المجموعة الثانية لم تكن قد رويت في عصر الصحابة في
المدينة بل رويت بعد واقعة عدم قراءة معاوية البسملة في الصلاة في مسجد الرسول
(ص) وفضح صحابة الرسول (ص) إيّاه، ولا يناسب المدينة أن تكون مكان اختلاق تلكم
الروايات في عصر الصحابة الّذين أجهروا باستنكارهم على الخليفة عدم قراءتها. إذا
فانّه ينبغي القول بأنّ تلكم الروايات رويت بادئ بدء خارج المدينة وفي الشام ـ
مثلاً ـ واسندت روايتها إلى الصحابة وانتقلت روايتها بعد عصر الصحابة إلى المدينة
وغيرها من البلاد الاسلامية وكل ذلك كان في عصر بني أُميّة وأصبحت تقابل الروايات
الصحيحة منذ ذلك العصر حتى العصر الحاضر.

وفي هذا المقام يوجه إلينا السؤال
الاتي: كيف لم يتعلّم معاوية ما علمه صحابة الرسول في قراءة البسملة؟ والجواب:
أنّ معاوية لم يكن من المهاجرين الاوّلين ولا من السابقين إلى الايمان من الانصار
بل بقي مشركا إلى بعد فتح مكّة ولمّا أسلم أبوه أبو سفيان بعد فتح مكّة أنشد شعرا
يعيره على اسلامه وقال:

يا صخر
لا تسلمنّ فتفضحنا

بعد الّذين ببدر أصبحوا مزقا

وبعد غزوة حنين أعطاه الرسول (ص)
سهم المؤلفة قلوبهم من غنائم حنين بتألف قلبه على الاسلام، وتدل سيرته مع الرسول
(ص) بعد ذلك أنّه كان غير آبه بالاسلام ليتعلمه، وبعد الرسول (ص) لم يمكث كثيرا
في المدينة فقد أرسله الخليفة الاوّل مع أوّل جيش بعثه لغزو الشام.

ومن أجل معرفة سيرة معاوية بعد
اسلامه في عصر الرسول (ص) وبعده ينبغي قراءة فصل (مع معاوية) من المجلّد الاوّل
من كتابنا: ((أحاديث أُمّ المؤمنين عائشة)) فانّه يدفع الاستغراب في هذا الشأن.

وفي ختام البحث نذكر من روايات
البسملة ما نرى أنّها ـ أيضا ـ وضعت للدفاع عن الخليفة الاموي كالاتي:

رواية أُخرى مفتراة في شأن
البسملة:.

روى ابن سعد وغيره واللفظ لابن
سعد بسنده عن الشعبي أنّه قال:

كان رسول اللّه (ص) يكتب كما تكتب
قريش: (باسمك اللّهمّ) حتّى نزلت عليه: (ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللّهِ
مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا) فكتب: (بسم اللّه) حتّى نزلت عليه: (قُلِ ادْعُوا
اللّهَ أَو ادْعُوا الرَّحْمنَ) فكتب: (بسم اللّه الرّحمن) حتّى نزلت عليه:
(إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فكتب:
(بسم اللّه الرّحمن الرّحيم)(85).

هكذا جاء الخبر في هذه الرواية
وإذا رجعنا إلى سيرة الرسول (ص) وجدنا مكاتباته كانت في المدينة وبعد تشكيله
الحكومة الاسلامية في حين انّ (ارْكَبُوا فِيهَا...) جاءت في الاية 41 من سورة
هود و(قُلِ ادْعُوا اللّه...) في الاية 110 من الاسراء و(وَإِنَّهُ مِن
سُلَيْمَانَ...) في الاية 30 من النمل والسور الثلاث مكّية.

وبذلك ثبت اختلاق الرواية، وليس
لنا بعد ذلك أن نلقي تبعة الامر على الشعبي بدليل انّه كان يحتطب في حبال بني
أُميّة ولا على من روى عنه ولكننا نقول: انّ هذا الحديث يشبه الاحاديث الّتي
وضعتها الزنادقة موافقة لمصلحة السلطة بقصد تخريب الاسلام لانّها تحقق الغايتين
كالاتي:

أ ـ الدفاع عن الخليفة الاموي
معاوية فانّها تثبت بصورة غير مباشرة أنّ البسملة لم تنزل في أوّل كل سورة لكي
لايكون عدم قراءة معاوية إيّاها في صلاته منقصة له.

ب ـ زعزعة الثقة بالنص القرآني عن
طريق التشكيك بنزول البسملة أوّل كل سورة مع أنّها مدونة أوّل كلّ سورة عدا سورة
براءة وسوف ندرس غاية الزنادقة من وضع الاحاديث في ما يأتي إن شاء اللّه تعالى.

ونرى ـ أيضا ـ انّ ما رواه
الصحابي أبو هريرة من نسيان الرسول (ص) ركعتين من الصلاة كان احتسابا للخير
ودفاعا عن الخليفة معاوية في ادّعائه نسيان البسملة(86).

وأخيرا نستطيع أن نعرف سنّة
الرسول (ص) الصحيحة بعرض المجموعتين من الاحاديث المتناقضة على كتاب اللّه الّذي
بأيدينا والّذي ورثه المسلمون خلفا عن سلف عمّن كتبه في عصر الرسول (ص) وبارشاده
ونأخذ منها بما وافق النص القرآني المكتوب ونطرح ما خالفه. وإذا فعلنا ذلك وجدنا
أنّ البسملة دوّنت في أوّل كلّ سورة من القرآن عدا سورة براءة وأنّ المسلمين كافة
عندما يتلون أيّة سورة على المصحف يبدأون بقراءة البسملة عدا سورة براءة، ونستدل
من ذلك انّ الروايات الّتي ذكرت أنّ الرسول (ص) وأصحابه كانوا يبدأون قراءة السور
في الصلاة بالبسملة هي الروايات الصحيحة والمبينة لسنّة الرسول (ص) الصحيحة ونطرح
الروايات الّتي خالفتها.

وبناء على ما ذكرنا لابدّ لنا من
دراسة متون الاحاديث ـ أيضا ـ مثلا: ندرس مع دارسة السند تناسب الخبر المروي مع
زمان الخبر، فإذا روي لنا أنّ الرسول (ص) أرسل ابن عمّه عليّا إلى المدينة وأمره
أن لا يدع بها وثنا إلاّكسره ولا قبرا إلاّ سوّاه ولا صورة إلاّ لطخها، فذهب
وامتثل أمر الرسول(ص)، نعلم أنّ علّة هذا الحديث مع فرض صحّة سنده أنّه لايصدق مع
الزمان الّذي كان الرسول (ص) فيه بمكّة، ولا الزمان الّذي كان فيه في المدينة،
كما بحثنا شأنه مفصلا في الجزء الاوّل من كتاب معالم المدرستين(87).

وأحيانا نجد ملابسات أُخرى تيسر
لنا معرفة شأن الحديث كما وجدناه في خبر ترك خليفة المسلمين معاوية البسملة في
مسجد الرسول (ص) وما تبعها من ملابسات، وأحيانا نجد أدلّة أُخرى تنير لنا السبيل
لتشخيص سنّة الرسول(ص) الصحيحة.

نتيجة البحث:.

تواترت الروايات الصحيحة بأنّ
البسملة كانت تنزل في ابتداء كل سورة من القرآن، وأنّ الرسول (ص) والخلفاء كانوا
يقرأونها جهرا في السورتين من الصلاة، غير أنّ معاوية كان لايقرأها في الصلاة،
ولمّا اعترض عليه الصحابة في مسجد الرسول (ص) قال: نسيتها. ويظهر أنّه ترك
قراءتها عندما عاد إلى مقر خلافته الشام وتبعه على ذلك عمّاله، مثل والي المدينة.
ثمّ رويت روايات نسبت إلى رسول اللّه (ص) أنّ الرسول (ص) لم يقرأها في الصلوات و
ـأيضاـ رويت روايات أُخرى للدفاع عن الخليفة مثل رواية أبي هريرة نسيان الرسول(ص)
ركعتين من الصلاة وأمثالها، ونرى أنّ كل تلكم الروايات رويت احتسابا للخير ودفاعا
عن كرامة خليفة المسلمين معاوية.

والانكى من ذلك ما وجدنا في
روايات البسملة من أنّ الرسول (ص) كان يقتدي في كتابة باسمك اللّهمّ في كتبه
وانّه تدرج في كتابة البسملة مع نزول البسملة متدرجا حتّى كمل نزولها في سورة
النمل، ومدلول هذه الرواية انّ البسملة لم تنزل في بدء أيّة سورة من القرآن.

وأنتج كلّ ذلك وجود روايات
متناقضة في شأن قراءة البسملة، ولم ينحصر الامر في اختلاق الروايات في أمر القرآن
بتلك الروايات وإنّما رويت روايات أُخرى مختلفة في شأن جمع القرآن كما ندرس بعضها
في البحث الاتي إن شاء اللّه تعالى.

.

الهوامش.

ـ1 بلغ عدد من وجدتهم من
مختلقات سيف من الصحابة نيف وستون ومائة صحابي مختلق أسأل اللّه أن يوفِّقني إلى
طبع المجلّد الثالث من الكتاب ليرد فيه تراجم ما ناف على ثلاثة وتسعين المترجمين
في المجلّد الاوّل والثاني من الكتاب.

*2
معجم ألفاظ القرآن الكريم مادّة (حرف) 1 / 260.

*3
الذريعة إلى تصانيف الشيعة، تعريف كتاب: فصل الخطاب 16 / 231.

*4
امتازت بطبع اللون الاحمر مع الاسود للكلمات ـ في العهد الجديد فقط ـ وسميت بـ
.

*5
روى ابن هشام في سيرته (4 / 17) والطبري في تاريخه (1 / 1628) عن ابن إسحاق قال:
كان مع رسول اللّه (ص) في فتح مكّة ((عشرة آلاف من المسلمين)).

*6
سلسلة رواة هذا الحديث من أئمّة أهل بيت النبيّ (ص) وهم جعفر الصادق (ت: 148ه)
عن أبيه محمّد الباقر (ت: 114ه ) عن أبيه عليّ زين العابدين (ت: 95ه ) عن
أبيه الحسين سبط رسول اللّه (ص) (ت: 61ه ) عن أبيه عليّ بن أبي طالب (ع) (ت:
40ه ) عن ابن عمّه رسول اللّه (ص).

قال ابن رسته في الاعلاق النفيسة
ص 229: ((ليس في الارض خمسة يكتب عنهم الحديث توالوا غير جعفر بن محمّد بن عليّ
بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (رض))). والقذة ريش السهم.

*7
كمال الدين للصدوق ط. الحيدري بطهران سنة 1390ه، ص 576، ورواه عنه المجلسي في
البحار ط. الكمباني 8 / 3، وأشار إليه كل من الطبري في مجمع البيان، وكازر في
جلاء الاذهان بتفسير آية (لتركبنَّ طبقا عن طبق). وسلسلة رواة هذا الحديث من أئمة
أهل بيت النبيّ (ص):

جعفر الصادق عن أبيه محمّد الباقر
عن جدّه الحسين سبط النبيّ عن جدّه رسول اللّه(ص).

*8
فتح الباري 17 / 64.

يروي هذا الحديث الشافعي عن عبد
اللّه بن عمرو، والشافعي هو: أبو عبد اللّه محمّد بن إدريس بن العباس بن شافع
المطلبي واختلفوا في أُمّه أهاشمية هي أم أزدية وعلى هذا فقول بعضهم له ((ما رأيت
هاشميا قط قدّم أبا بكر وعمر على علي (رض) )) كما في طبقات الشافعية يكون تغليبا
للهاشمي على المطلبي الّذي هو من أولاد أخي هاشم.

مات بمصر سنة أربع ومائتين وله
أربع وخمسون سنة. تقريب التهذيب (2 / 143).

وعبد اللّه بن عمرو بن العاص قرشي
سهمي كان أصغر من أبيه باثنتي عشرة سنة أسلم قبل أبيه، قرأ القرآن والكتب
المتقدمة وروى عن رسول اللّه (ص) سبعمائة حديث. شهد صفين مع أبيه ثمّ ندم وكان
يقول: وددت أنِّي متّ قبله بعشرين سنة. اختلفوا في وفاته وهل توفي سنة 63 أو 65
بمصر أو 67 بمكّة أو 55 بالطائف أو 68 وكذلك اختلفوا في مدّة عمره.

أُسد الغابة (3 / 233 ـ 235)
وجوامع السيرة لابن حزم ص 276.

()9 مسند الطيالسي،
الحديث 2178؛ ومسند أحمد 3 / 94 و 3 / 84؛ وصحيح مسلم بشرح النووي، كتاب العلم 16
/ 219؛ وفتح الباري بشرح صحيح البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنّة، باب (قول
النبيّ (ص): لتتبعنّ سنن من كان قبلكم) 17 / 63،64؛ وصحيح البخاري، كتاب
الانبياء، باب (ما ذكر عن بني إسرائيل) 2 / 171؛ وكنز العمال 11 / 123.

ولفظته في رواية أُخرى للبخاري
((لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه)) وأبو سعيد سعد بن مالك بن سنان الانصاري من بني
خدرة عرضه أبوه على رسول اللّه (ص) يوم الخندق وهو ابن ثلاث عشرة وأخذ بيده وهو
يقول: يا رسول اللّه (ص) انّه عبل العظام فردّه رسول اللّه (ص) وشهد غزوة بني
المصطلق وهو من الرواة المكثرين، روى عن رسول اللّه (ص) (1170 حديثا) وأخرجها
جميع أصحاب الحديث وتوفي سنة 74ه. أُسد الغابة وجوامع السيرة ص276.

()10 صحيح البخاري، كتاب
الاعتصام بالكتاب والسنّة، باب قول النبيّ (ص) ((لتتبعنّ سنن من كان قبلكم)) 4 /
176؛ وفتح الباري 17 / 63؛ وسنن ابن ماجة، الحديث 3994؛ ومسند أحمد 2 / 327 وفيها
((فمه)) تصحيف و2 / 367 و 450 و 511 و 527؛ وكنز العمال 11 / 123.

()11 سنن الترمذي 9 / 27 ،
28؛ ومسند الطيالسي، الحديث 1346؛ ومسند أحمد 5 / 218؛ وكنز العمال 11 / 123، باب
الاقوال من كتاب الفتن.

وأبو واقد الليثي من بني ليث بن
بكر بن عبد مناة بن كنانة اختلفوا في اسمه وفي زمن اسلامه وهل حضر بدرا أم حضر
الفتح أو لم يشهدهما وأسلم بعدهما، روى عن رسول اللّه (ص) (24 حديثا) وأخرج حديثه
البخاري في الادب المفرد، جاور مكّة وتوفي بها سنة ثمان وستين وله خمس وسبعون أو
خمس وثمانون سنة.

أُسد الغابة (5 / 319) وجوامع
السيرة ص (282).

*12
سنن الترمذي 10 / 109، أبواب الايمان ؛ والدر المنثور للسيوطي 4 / 62 في تفسير
الاية: (ولا تكونوا كالّذين تفرّقوا) من سورة آل عمران، عن المستدرك للحاكم.

*13
مجمع الزوائد 7 / 261 رواه عن البزار والحاكم؛ وكنز العمال 11 / 123 عن مستدرك
الحاكم.

وعبد اللّه بن عباس روى عن رسول
اللّه (1660 حديثا) أخرج حديثه جميع أصحاب الحديث. جوامع السيرة (ص 276) وبقية
ترجمته في عبد اللّه بن سبأ (1 / 114).

*14
مسند أحمد 5 / 340؛ ومجمع الزوائد 7 / 261.

وسهل بن سعد بن مالك الانصاري
الساعدي كان له يوم توفي رسول اللّه (ص) خمس عشرة سنة، أدرك الحجاج وأرسل إليه
ثمّ أمر به فختم عنقه لانّه لم ينصر عثمان، روى عن رسول اللّه (ص) (188 حديثا)
أخرج حديثه أصحاب الحديث جميعا، توفي سنة ثمان وثمانين أو إحدى وتسعين ويقال:
انّه آخر من بقي من أصحاب رسول اللّه (ص) بالمدينة.

أُسد الغابة (2 / 366) وجوامع
السيرة (ص 277) والتقريب (1 / 336).

*15
مجمع الزوائد 7 / 261 عن الطبراني.

وأبو عبد الرّحمن عبداللّه بن
مسعود بن غافل الهذلي من بني سعد بن هذيل وحليف بني زهرة من قريش أسلم قديما
بمكّة، قالوا كان أوّل من أجهر بالقرآن بها وهاجر إلى الحبشة والمدينة وشهد مشاهد
رسول اللّه (ص) كلّها، وروى عنه (848 حديثا) وأخرج حديثه أصحاب الحديث جميعا
وعينه الخليفة عمر معلما لاهل الكوفة وخازنا لبيت مالهم وعلى عهد عثمان شكاه
الوليد إلى الخليفة فجلبه إلى المدينة وأمر به فضرب به الارض فدق ضلعه، وحرمه
عطاءه سنتين فلمّا مرض مرض الوفاة أراد أن يعطيه عطاءه فلم يقبل وأوصى ألاّيصلّي
عليه عثمان وتوفي سنة 32ه ودفن بغير علم عثمان. أُسد الغابة 3 / 256 ـ
258؛ وجوامع السيرة ص 276؛ وتقريب التهذيب 1 / 450؛ وكتابنا أحاديث أُمّ المؤمنين
عائشة ص 1 / 62 ـ 65.

*16
مجمع الزوائد 7 / 261؛ وكنز العمال 11 / 123 عن الطبراني في الاوسط.

المستورد بن شداد بن عمرو القرشي
الفهري وأُمّه دعد أُخت كرز بن جابر بن حسل كان غلاما حين قبض النبي (ص) وروى عنه
سبعة أحاديث، أخرج حديثه أصحاب الحديث والبخاري معلقا، سكن الكوفة ومصر وتوفي سنة
45ه.

أُسد الغابة 4 / 354؛ وجوامع
السيرة ص 287؛ وتقريب التهذيب 2 / 242.

وستأتي ترجمته مفصلة في فصل
(خصائص المجتمع الاسلامي على عهد الخليفة عثمان).

*17
مسند أحمد 4 / 125؛ ومجمع الزوائد 7 / 261 عن الطبراني، وقاموس الكتاب المقدّس
تأليف المستر ماكس الامريكي، المطبعة الامريكية ببيروت سنة 1907م.

وشداد بن أوس، ابن أخي حسان بن
ثابت الانصاري الخزرجي روى عن رسول اللّه (ص) خمسين حديثا وأخرج حديثه جميع أصحاب
الصحاح سكن ببيت المقدس توفي بالشام سنة 41 أو 58 أو 64. أُسد الغابة 2 / 287 ـ
288؛ وجوامع السيرة ص 279؛ وتقريب التهذيب 1 / 347 الترجمة رقم 26.

*18
راجع تفسير سورة الحمد من تفسير القرطبي 1 / 148 ـ 151.

*19
كتب المحدّث النوري صفحة واحدة عن البسملة في كتابه (فصل الخطاب) ص 122 في كون
(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ) آية من القرآن وجزءا من كل سورة ولم يأت في
ما ذكر بشيء نافع.

*20
الدرّ المنثور 1 / 7، عن ابن الضريس.

*21
الدرّ المنثور 1 / 7، عن الثعلبي.

والثعلبي، العلاّمة أبو إسحاق
أحمد بن محمّد بن إبراهيم النيسابوري (ت: 437ه). من تآليفه: الكشف والبيان في
تفسير القرآن.

تذكرة الحفاظ ص 90، وهدية
العارفين 1 / 75.

وطلحة بن عبيداللّه الصحابي أبو
محمّد التيمي، رووا عنه 38 حديثا. قتل في حرب الجمل سنة 36ه.

جوامع السيرة ص 281؛ وتذكرة
الحفاظ ص 109؛ تقريب التهذيب 1 / 379.

*22
صحيح مسلم، كتاب الصلاة، باب (حجة من قال: أنّ البسملة آية من كلّ سورة سوى
براءة) الحديث 53، واللّفظ له؛ وسنن النِّسائي، كتاب الافتتاح، باب قراءة
البسملة؛ وسنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب من لم ير الجهر بالبسملة 1 / 208؛
ومسند أحمد 3 / 102؛ وسنن البيهقي 1 / 43.

وأنس بن مالك ترجم له في معالم
المدرستين 1 / 134 ط. الرابعة.

*23
الدرّ المنثور 1 / 7، عن الواحدي.

والواحدي، الامام أبو الحسن علي
بن أحمد بن محمّد، المفسِّر النيسابوري، من تآليفه: أسباب النزول في تبليغ الرسول
(ص)، والبسيط والوجيز في تفسير القرآن (ت: 468ه).

هدية العارفين 2 / 692، ومادّة
الوجيز بكشف الظنون.

وابن عمر ترجم له في الجزء الاوّل
ص 195، ط. الرابعة من معالم المدرستين.

*24
في مستدرك الحاكم 1 / 231، هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه. ونقله السيوطي ـ
أيضا ـ في الدرّ المنثور 1 / 7، عن الطبراني والبيهقي في شعب الايمان.

*25
سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب من جهر بها 1 / 209؛ وسنن البيهقي 2 / 43؛
ومستدرك الحاكم 1 / 232، وقال هذا حديث صحيح ولم يخرجاه.

وقال الذهبي: أمّا هذا فثابت؛
وراجع مجمع الزوائد للهيتمي 6 / 310؛ وفي الدرّ المنثور 1 / 7؛ عن الطبراني
والبيهقي.

*26
مستدرك الحاكم 1 / 231 ـ 232؛ وسنن البيهقي 2 / 43؛ والدر المنثور 1 / 7.

*27
رواية ابن مسعود في الدرّ المنثور 1 / 7، عن البيهقي في شعب الايمان. والواحدي،
وخبر سعيد بن جبير فيه عن أبي عبيد، ومصنف عبد الرزاق 2 / 92.

وسعيد بن جبير الكوفي الوالبي
ولاء، الفقيه، المقرئ من التابعين. أخرج حديثه أصحاب الصحاح والسنن. خرج مع
عبدالرّحمن بن الاشعث على الحجاج فلمّا غلبهم الحجاج، قتله سنة 95 هجرية.

تذكرة الحفاظ ص 76 ـ 77؛ وتقريب
التهذيب 1 / 292.

*28
الدرّ المنثور بتفسير سورة التوبة: أخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس.

*29
مستدرك الحاكم وتلخيصه 2 / 232، ولفظه: (يقرأ: (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ
الرَّحِيمِ * الحَمْدُ للّهِ ِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) يقطعها حرفا حرفا).

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على
شرط الشيخين ولم يخرجاه. وأيّده الذهبي في تلخيصه والفخر الرازي، أخرجها بسندين
في تفسيره 1 / 19.

وأُمّ سلمة ترجمت في الجزء الاوّل
من معالم المدرستين ص 133، الطبعة الرابعة.

*30
مسند أحمد 6 / 302؛ وسنن أبي داود 4 / 371، كتاب القراءات والحروف؛ وسنن البيهقي
2 / 44، وفي 53 منه بإيجاز.

وأضاف السيوطي في الدرّ المنثور 1
/ 7 وقال: أخرج أبو عبيد وابن سعد في الطبقات وابن أبي شيبة وابن خزيمة وابن
الانباري في المصاحف والدارقطني والخطيب وابن عبدالبرّ، كلاّهما في كتاب المسألة
عن أُمّ سلمة... وفي آخره: (وعدّ (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ) آية).

وابن خزيمة، أبو بكر محمّد بن
إسحاق الشافعي النيسابوري، انتهت إليه الامامة والحفظ في خراسان. قالوا: مصنفاته
تزيد على مائة وأربعين كتابا.

تذكرة الحفاظ ص 720 ـ 731؛ وهدية
العارفين 2 / 29.

والدارقطني، الحافظ أبو الحسن
عليّ بن عمر بن أحمد الشافعي. إمام عصره في الحديث، وأوّل من صنف القراءات وعقد
لها أبوابا. من تآليفه:

السنن والالزامات على الصحيحين
(ت: 385ه).

تذكرة الحفاظ 3 / 991؛ وهدية
العارفين 1 / 683.

*31
سنن الترمذي 2 / 44، أبواب الصلاة، باب ما جاء في الجهر ببسم اللّه الرّحمن
الرّحيم. والدرّ المنثور 1 / 8، عن الدارقطني وأبي داود كتاب الصلاة، باب من جهر
بها ـ البسملة ـ ح: 788، 1 / 209.

*32
في الدرّ المنثور 1 / 8، عن الدارقطني والبيهقي في شعب الايمان.

*33
سنن البيهقي 2 / 47؛ والسيوطي 1 / 8 عن الطبراني في الاوسط والدارقطني والبيهقي
واللفظ للسيوطي لايجازه. وفي لفظ البيهقي: أنّ رسول اللّه (ص) كان إذا افتتح
الصلاة يبدأ ببسم اللّه...

*34
في سنن البيهقي 2 / 47؛ وفي الدرّ المنثور 1 / 3 نقله عن الدارقطني ـ أيضا ـ.

وأبو هريرة الدوسي الصحابي،
اختلفوا في اسمه واسم أبيه. رووا عنه (5374) حديثا (ت: 57 أو 58 أو 59ه ).

جوامع السيرة ص 275؛ وتقريب
التهذيب 2 / 484.

*35
صحيح البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب مدّ القرآن 3 / 156؛ وسنن البيهقي، باب
افتتاح القراءة في الصلاة بـ (بسم اللّه الرحمن الرحيم) والجهر بها إذا أجهر
بالفاتحة 2 / 43.

*36
الحديثان بسنن البيهقي 2 / 45؛ وفي الدرّ المنثور 1 / 3؛ قال عن الحديث الاوّل:
أخرج الدارقطني وصحّحه، وقال عن الحديث الثاني: أخرج الطبراني في الاوسط وابن
مردويه في تفسيره.

ونقل الاوّل بإيجاز، كلّ من
الرازي في تفسيره 1 / 196؛ والمتقي بكنز العمال ط. الثانية 1/ 497؛ والسيوطي في
الاتقان 1 / 81.

*37
الحديثان بسنن البيهقي 2 / 45؛ وفي الدرّ المنثور 1 / 3، قال عن الحديث الاوّل:
أخرج الدارقطني وصحّحه، وقال عن الحديث الثاني: أخرج الطبراني في الاوسط وابن
مردويه في تفسيره.

ونقل الاوّل بإيجاز، كلّ من
الرازي في تفسيره 1 / 196؛ والمتقي بكنز العمال، ط. الثانية 1/497؛ والسيوطي في
الاتقان 1 / 81.

*38
في الدرّ المنثور 1 / 7، قال أخرج الثعلبي.

*39
في الدرّ المنثور 1 / 7، قال أخرجه الدارقطني، وعلى هذه الرواية يحمل ما رواه
الدارقطني عن النعمان بن بشير، قال: قال رسول اللّه (ص) ((أمَّني جبريل (ع) عند
الكعبة فجهر بـ(بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ))).

والنعمان بن بشير، أبو عبداللّه
الانصاري الخزرجي، استعمله معاوية وابنه يزيد، ولمّا مات معاوية بن يزيد دعا
الناس في الشام إلى بيعة ابن الزُّبير، فخالفه أهل حمص وقتلوه سنة 64 أو 65ه.
رووا عنه 114 حديثا.

جوامع السيرة ص 278؛ وأُسد الغابة
5 / 22 ـ 23؛ وتقريب التهذيب 2 / 303.

*40
، (4) في الدرّ المنثور 1 / 8، قال: أخرج الدارقطني عن عائشة. وفي الثانية
عن عليّ.

*41
في الدرّ المنثور 1 / 8، قال: أخرج البزار والدارقطني والبيهقي في شعب الايمان من
طريق أبي الطفيل.

وأبو الطفيل، عامر بن واثلة بن
عبد اللّه اللّيثي، وربّما سمّي عمرا، روى عنه أصحاب الصحاح تسعة أحاديث (ت:
110ه).

جوامع السيرة ص 286؛ وتقريب
التهذيب 1 / 389.

*42
سنن البيهقي 2 / 47؛ وفي مستدرك الحاكم 1 / 232؛ وفي الدرّ المنثور 1 / 8 عنهما
وعن الدارقطني، ولفظهم: إلى... فترك الناس ذلك.

*43
في الدرّ المنثور 1 / 8، قال: أخرج الطبراني والدارقطني والبيهقي في شعب الايمان
عن طريق أبي الطفيل.

*44
مستدرك الحاكم 1 / 233، وقال: رواة الحديث عن آخرهم ثقات، وأيّده الذهبي في
تلخيصه، ورواه في الدرّ المنثور عن الدارقطني أيضا.

*45
في الدرّ المنثور 1 / 8، عن الدارقطني.

*46
مستدرك الحاكم وتلخيصه 1 / 234، وقال الحاكم: رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات،
وأيّده الذهبي.

ومحمّد بن أبي السري، محمّد بن
المتوكل بن هاشم العسقلاني الهاشمي ولاء. أخرج حديثه أبو داود (ت: 238ه ).
تقريب التهذيب 2 / 204.

والمعتمر بن سليمان، الحافظ أبو
محمّد التيمي البصري الملقّب بالطفيل ثقة، حدّث عن أبيه. أخرج حديثه أصحاب الصحاح
(ت: 282ه ).

تذكرة الحفاظ ص 266؛ ومادّة
(عسقلان) من أنساب السمعاني؛ وتقريب التهذيب 2/263.

*47
مستدرك الحاكم 1 / 234، وكذّب الخبر الذهبي في تلخيصه اعتباطا دون أن يذكر للحديث
علّة من ضعف السند وما شابهه.

وفي الباب عن الحكم بن عمير أو
عمرو الثمالي، وكان بدريّا، أنّه صلّى خلف النبّي (ص) صلاة اللّيل والغداة
والجمعة فأجهر بالبسملة. رواه عنه بترجمة الحكم في أُسد الغابة 2 / 37، وقال:
(يعدّ في الشاميين، سكن حمص). ونقله السيوطي عن الدارقطني في الدرّ المنثور 1 /
8؛ ونقل الرواية ـ أيضا ـ ابن حجر بترجمة موسى بن أبي حبيب في لسان الميزان 6 /
115.

وانّما تركناه لانّهم تكلّموا في
رواية موسى بن أبي حبيب. وكذلك تركنا حديث الصحابي بريدة في الدرّ المنثور 1 / 7،
عن أبي حاتم والطبراني والدارقطني والبيهقي في سننه: (أنّ النبيّ (ص) سأله عمّا
يفتتح به من القرآن في الصلاة، فقال: بسم اللّه... فقال النبيّ (ص) له: هي هي)،
لانّ السيوطي ضعّف سنده.

*48
سنن البيهقي 2 / 48.

وعبدالرّحمن بن أبزي هو عبداللّه
بن عبدالرّحمن، أبوه عبدالرّحمن بن أبزي الكوفي، الخزاعي ولاء كان في عهد عمر
رجلاً، صحابي صغير، قال فيه الخليفة عمر: ممّن رفعه اللّه بالقرآن. ولي خراسان
للامام علي. رووا عنه 12 حديثا.

جوامع السيرة ص 276؛ وأُسد الغابة
3 / 178؛ وتقريب التهذيب 1 / 472.

*49
سنن البيهقي 2 / 49؛ وفي تفسير الرازي 1 / 196.

والشعبي، هو أبو عمرو عامر بن
شراحيل الكوفي، كان يتحامل على شيعة عليّ بن أبي طالب. وذكر له ابن عبدالبرّ في
(جامع بيان العلم) قصّة في هذا الصدد. مات بعد المائة. أخرج حديثه أصحاب الصحاح.

تذكرة الحفاظ 1 / 79؛ وتقريب
التهذيب 1 / 387؛ وهدية العارفين 1 / 435.

*50
سنن البيهقي 2 / 49.

وابن الزبير، أبو خبيب، عبداللّه
بن الزبير، بويع بالخلافة بمكّة سنة إحدى وستّين هجرية، وقتله الحجاج سنة 73ه .
رووا عنه 33 حديثا.

جوامع السيرة ص 281. وتقريب
التهذيب 1 / 415.

والازرق بن قيس الحارثي البصري
ثقة من التابعين. أخرج حديثه البخاري والنِّسائي وأبو داود. مات بعد العشرين
والمائة. تقريب التهذيب 1 / 51.

*51
تفسير ابن كثير 1 / 16.

*52
سنن الدارقطني 1 / 203 و 204.

ويحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي،
أبو عبدالرّحمن الدمشقي القاضي (ت: 138ه ) على الصحيح وله ثمانون سنة، أخرج
حديثه جميع أصحاب الصحاح.

تقريب التهذيب 2 / 346.

*53
سنن البيهقي 2 / 47، وقال في كشف الظنون ص 721.

وخلافيات البيهقي جمع فيه المسائل
الخلافية بين الشافعي وأبي حنيفة.

ورواه الشافعي في الاُمّ 1 / 107،
إلى قوله: يفتتح القراءة.

*54
سنن البيهقي 2 / 50؛ وتذكرة الحفاظ 1 / 110؛ والدرّ المنثور 1 / 8. وقول ابن شهاب
من سنّة الصلاة، أي: من سنّة رسول اللّه (ص) في الصلاة.

وابن شهاب، أبو بكر محمّد بن مسلم
القرشي الزهري المدني، الامام الحافظ، الفقيه، تابعي. أخرج حديثه جميع أصحاب
الصحاح (ت: 125ه )، وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين.

تقريب التهذيب 2 / 207؛ تذكرة
الحفاظ 1 / 108 ـ 112.

وعمرو بن سعيد بن العاص بن
أُميّة، لُقِّب بالاشدق لفصاحته وكان والي مكّة والمدينة لمعاوية وابنه يزيد
وجعله مروان وليّا للعهد بعد ابنه عبدالملك وقتله عبدالملك سنة 70ه. أخرج حديثه
مسلم والترمذي والنِّسائي وابن ماجة وأبو داود في المراسيل.

تقريب التهذيب 2 / 70؛ وتاريخ
الطبري وابن الاثير وابن كثير في ذكر حوادث سنة (42ـ70ه).

*55
سنن البيهقي 2 / 49.

وبكر بن عبداللّه، أبو عبداللّه
البصري المزني، ثقة، ثبت، جليل، من التابعين، أخرج حديثه أصحاب الصحاح (ت: 106ه
). تقريب التهذيب 1 / 106.

*56
في سنن البيهقي 2 / 45؛ والدرّ المنثور 1 / 3، قال: أخرج الدارقطني والبيهقي بسند
صحيح؛ والاتقان 1 / 81؛ وكنز العمال 1 / 191.

وعبد خير، أبو عمارة بن يزيد
الهمداني الكوفي، مخضرم، ثقة، من كبار التابعين، وكان من أكابر أصحاب عليّ، سكن
الكوفة. قال ابن حجر: من الثانية، لم يصحّ له صحبة. أخرج حديثه أصحاب الصحاح سوى
الشيخين. أُسد الغابة 3 / 277؛ وتقريب التهذيب 1 / 470.

*57
في الدرّ المنثور 1 / 7، قال: أخرج الثعلبي عن عليّ الحديث، وكنز العمال 2 / 191،
375.

*58
مستدرك الحاكم وتلخيصه 1 / 550 ـ 551؛ وكنز العمال 2 / 192.

*59
مستدرك الحاكم وتلخيصه 1 / 551؛ وسنن البيهقي 2 / 47 -48. وباقي روايات ابن عباس،
فقد أخرج الحاكم في باب فضائل القرآن من مستدرك الحاكم 1 / 550 ـ 552، سبعا منها.
وقال السيوطي في الاتقان 1 / 80 ـ 81: أخرج ابن خزيمة والبيهقي بسند صحيح وفي
الاُمّ للشافعي 1 / 107.

*60
سنن البيهقي 2 / 48، 49.

*61
سنن البيهقي 2 / 44؛ والدرّ المنثور 1 / 7. وفي رواية أنّ العبادلة أبناء عباس
وعمر والزبير كانوا يجهرون بها.

ونافع، أبو عبداللّه المدني، مولى
ابن عمر، ثقة، ثبت، فقيه، من التابعين. أخرج حديثه أصحاب الصحاح (ت: 117ه
أو بعدها).

تذكرة الحفاظ ص 99؛ تقريب التهذيب
2 / 296.

*62
في الدرّ المنثور 1 / 8، عن أبي عبيد.

ومحمّد بن كعب القرظي المدني قد
نزل الكوفة مدّة، ثقة، عالم. أخرج حديثه أصحاب الصحاح (ت: 120ه ). تقريب
التهذيب 2 / 203.

*63
سنن البيهقي 2 / 50.

وعطاء بن يسار، أبو محمّد المدني،
مولى ميمونة، من صغار التابعين، ثقة، فاضل. أخرج حديثه جميع أصحاب الصحاح (ت:
94ه وقيل بعده).

تقريب التهذيب 1 / 23؛ تذكرة
الحفاظ 1 / 90.

وطاوس، أبو عبدالرّحمن بن كيسان
اليماني، الفارسي، الحميري ولاء، قيل اسمه ذكوان. وطاوس لقب، تابعي، ثقة، فقيه،
فاضل. أخرج حديثه أصحاب الصحاح جميعا (ت: 106ه).

تذكرة الحفاظ 1 / 90؛ تقريب
التهذيب 1 / 377.

ومجاهد بن جبر أبو الحجاج
المخزومي، مولاهم، تابعي، ثقة، إمام في التفسير والعلم. أخرج حديثه جميع أصحاب
الصحاح (ت: 101 أو 102 أو 103 أو 104ه ).

تقريب التهذيب 1 / 229؛ وتذكرة
الحفاظ 1 / 92؛ وهدية العارفين 2 / 4.

*64
المصنف، كتاب الصلاة، باب قراءة (بِسْمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ)، 1 / 90 ـ
91.

*65
تفسير الرازي 1 / 195.

*66
في النسخة (من القرآن فانّه غير مكتوب) خطأ مطبعي، والصواب ما أثبتناه.

*67
تفسير الرازي 1 / 197.

*68
الاتقان 1 / 8.

*69
جامع أحاديث الشيعة، ط. قم، سنة 1398، 5 / 115، وفي الباب أحاديث أُخرى بمضمونه.

*70
المصدر السابق ص 119.

*71
المصدر السابق، باب وجوب الجهر، الحديث 2، عن الكافي. وروى الحديث في الباب
بأسانيد أُخرى 5 / 128 ـ 129.

*72
أ ـ في الدرّ المنثور 1 / 7، وأخرج سعيد بن منصور في سننه، وابن خزيمة في كتاب
البسملة، والبيهقي عن ابن عباس قال: استرق الشيطان من الناس... الحديث.

ب ـ في ترجمة الخطيب البغدادي من
طبقات الشافعية للشيخ جمال الدين عبدالرّحيم بن حسن الاشنوي (ت: 772ه ) سنة
139ه، ص 1 / 201، سمى من تصانيفه: الجهر بالبسملة.

ج ـ في مادّة الجهر من ذيل كشف
الظنون 1 / 388 (الجهر بالبسملة) لابي سعيد إسماعيل ابن عبدالواحد البوشنجي
الهروي الشافعي.

د ـ في مادّة الجهر من كشف الظنون
1 / 623، الجهر بالبسملة لجلال الدين محمّد بن أحمد المحلي الشافعي.

ه ـ فهرست النديم ص 299.

و ـ قال القرطبي بتفسير البسملة
من تفسيره 1 / 95: روى جماعة قرآنيتها، وقد تولّى الدارقطني جمع ذلك في جزء
وصحّحه. وذكره الدارقطني في سننه 1 / 311.

*73
صحيح مسلم، كتاب الصلاة، باب حجّة من قال لايجهر بالبسملة، الحديث رقم 50 و52؛
وسنن النِّسائي، باب ترك الجهر بالبسملة من كتاب افتتاح الصلاة 1 / 144؛ ومسند
أحمد 3 / 177 و 273 و 278.

*74
صحيح مسلم، كتاب الصلاة، باب حجة من قال لايجهر بالبسملة، الحديث 52؛ وسنن
النِّسائي، كتاب افتتاح الصلاة، الباب 20؛ ومسند أحمد 3 / 203 و 205 و 223 و 255
و 273 و 278 و 286 و 289.

*75
راجع سنن الترمذي 2 / 43؛ ومسند أحمد 4 / 85؛ والمصنف لعبدالرزّاق 2 / 88.

*76
راجع أقوال العلماء المذكورين في بحوث من تفسير الرازي 1 / 194؛ وكتاب الاُم
للشافعي 1 / 107؛ ومختصر المزني ص 14؛ والعدّة للصنعاني 2 / 410؛ والاتقان في
علوم القرآن ـ طبعة بيروت 1 / 78 ، 79؛ والبيان للسيِّد الخوئي ط. 3، ص 467 ـ 468
و 552؛ والمنتقى 1 / 151؛ وسُبل السلام في شرح بلوغ المرام للكحلاني 1 / 172.

*77
الاُم للشافعي 1 / 108؛ ومستدرك الحاكم وتلخيصه للذهبي 1 / 233؛ وسنن البيهقي 2/
49 ـ 50؛ وتفسير الرازي 1 / 198 ، 199؛ والدرّ المنثور 1 / 8.

*78
سنن البيهقٍٍّّ 2 / 49 ـ 50؛ والشافعي في الاُمّ 1 / 108.

وإسماعيل بن عبيد بن رفاعة
الانصاري الزرقي المدني، قال ابن حجر في لسان الميزان 6/ 509: ما علمت روى عنه
سوى ابن خثيم.

وعبد اللّه بن عثمان بن خثيم
القارئ المكّي، وثّقه يحيى بن معين والعجلي. لسان الميزان 6/ 824.

ترتيب مسند الامام الشافعي 1 /
80؛ سنن البيهقي 2 / 42 ـ 44؛ مستدرك الحاكم 1/ 231 ، 232؛ كنز العمال 4 / 30؛
تفسير الزمخشري، تفسير سورة الحمد.

*79
المصنف لعبدالرزّاق 2 / 92؛ وراجع كنز العمال ج 4، الحديث 4494.

وعتمة الليل: ظلامه، ظلام أوّله
بعد زوال نور الشفق، يقصد أنّه صلّى المغرب وهي جهرية فلم يقرأ بها البسملة.

*80
تذكرة الحفاظ 1 / 110 وحذف الذهبي جملة: (وكان رجلا حييا).

*81
الاتقان 1 / 80، وقال في الدرّ المنثور 1 / 7؛ وأخرج سعيد بن منصور في سننه وابن
خزيمة في كتاب البسملة والبيهقي عن ابن عباس... الحديث.

وسعيد بن منصور بن شعبة
الخراساني، الحافظ، أبو عثمان، من تآليفه: تفسير القرآن، السنن في الحديث (ت:
227ه ).

تذكرة الحفاظ 1 / 416؛ وهدية
العارفين 1 / 388.

*82
سنن البيهقي 2 / 50؛ وراجع قول مجاهد في مصنف عبدالرزّاق 2 / 92.

*83
المصنف لعبدالرزّاق 2 / 19.

ويحيى بن جعدة بن هبيرة بن أبي
وهب المخزومي، ثقة، من الطبقة الوسطى من التابعين. أخرج حديثه أبو داود
والنِّسائي وابن ماجة والترمذي في الشمائل. تقريب التهذيب 2/ 344.

*84
وكان يقول: من سنّة الصلاة أن يقرأ بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ثمّ فاتحة الكتاب
ثمّ بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ثمّ سورة. تذكرة الحفاظ 1 / 110؛ ومصنف عبدالرزّاق
2 / 91.

*85
طبقات ابن سعد 1 / 263 ـ 264؛ والتنبيه والاشراف للمسعودي ص 225؛ وراجع كنز
العمال 5 / 244، و ط. الثانية 2 / 190؛ ومصنف عبدالرزّاق 2 / 91؛ والسيرة الحلبية
3/ 244؛ والعقد الفريد 3 / 4؛ وتفسير روح المعاني 1 / 37.

*86
راجع بحث سهو النبيّ (ص) عن ركعتين من كتاب (أبو هريرة) لاية اللّه شرف الدين.

*87
راجع معالم المدرستين 1 / 67 ـ 68 من الطبعة الرابعة، بحث الخلاف حول البناء على
قبور الانبياء.

/ 14