تعلیقة علی الفوائد الرضویة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تعلیقة علی الفوائد الرضویة - نسخه متنی

ابوالقاسم میرزای قمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید









التعليقة على الفوائد الرضوية



مقدمة التحقيق التعليقة على الفوائد الرضوية بسم الله الرحمن الرحيم و له الحمد كفاء آلائه، وزنة فضله و نعمائه، و الصلاة و السلام على خاتم أنبيائه، و رحمته وبركاته على آله و صفوة أوليائه، الذين حملوا عنه ما عن الله حمله، و عقلوا منه ما عن الله عقله، و لذا قرنهم بـمُحكم الكتاب، و جعلهم قدوة لأُولى الألباب، صلوات الله عليهم، ما هفت قلوبنا إليهم.



و بعد:
فإنّا نزفّ هذا الكتاب الكريم الموسوم بـ"الفوائد الرضويّة" إلى أعلام الفضل من العلماء الراسخين في المعارف الإلهيّة، و المـُحقّقين من أُولي الأنظار الثاقبة و الغور البعيد في علوم الدين، و نُقدِّمه لهم بهذا الشكل الجميل من الإخراج، و بهذه الهيئة الأخاذة المـُزدانة بالتعاليق الزاخرة ، و التخريجات النافعة، وغير ذلك من الخصائص و المـُميّزات التي تعودُ على الباحثين بأجزل الفوائد و أرجى المنافع. و لا يخفى فإنَّ هذه الرسالة المـُباركة هي في الأصل من بنات يراعة العالم الفاضل و الحكيم العارف القاضي سعيد القمـّي -رحمه الله تعالى - و قد شرح فيها حديث رأس الجالوت مع الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام (و هناك شروح كثيرة لهذا الحديث الشريف لجمع من أعلام المشايخ و أثبات المحققّين نذكر منها:
شرح حديث رأس الجالوت للعلاّمة المحقّق الكبير الميرزا أبو القاسم الجيلاني القمّي المتوفّى سنة 1231هـ صاحب الكتاب الحافل الموسوم بـ (قوانين الأصول). و له عدّة مخطوطات منها ما في مكتبة آية الله العظمى السيد النجفي المرعشي قدس سره في مدينة قم المقدَّسة تحت رقم 1259 و 5328. شرح آخر للمحقّق الشيخ محمَّد المـُلَّقب بعبد الصاحب ابن المولى المحقّق أحمد ابن المولى المحقّق مهدي النراقي. ذكره العلاّمة الطهراني في الذريعة 13:
199 / 696 و قال:
إنَّه تمـَّم به شرح جدِّه المولى مهدي النراقي الذي توفّى قبل إتمامه لشرح حديث الرضا عليه السلام، فتداركه سبطه وطبع في ذيل (مشكلات العلوم ) لجدّه، و طبع أيضاً مع رسالة له في التوحيد سنة 1284 هـ. أقول:
و هناك نسخة مخطوطة لهذا الشرح في مكتبة السيد المرعشي أيضاَ برقم:
5893.و شرح آخر للحكيم العارف عبد الرحيم بن محمّد يونس الدماوندي. نسخة منه في مكتبة آية الله العظمى النجفي المرعشي قدّس سرّه برقم:
6713. وشرح آخر للمولى محمَّد بن الحاج محمَّد حسن المشهدي الطوسي المتوفّى سنة 1257 هـ ضمن كتابه (غنيمة الحجاز في حل الألغاز ) الذي شرح فيه حديثين أحدهما عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام و الآخر حديث رأس الجالوت. انظر الذريعة للمحقّق الطهراني 16:
70 / 349. و شرح آخر للعلاّمة المحقّق الشيخ أحمد بن زين الإحسائي المتوفى سنة 1243 هـ ) وقد وقف عليها زعيم الثورة الإسلامية المباركة آية الله العظمى الإمام السيد الخميني الكبير - قدّس سرّه - فصوّب نظره و صعّده في أثنائها و أحناءها، و علّق عليها تعاليق زاهرة زاخرة مشحونة بالتحقيق، حافلة بالمعارف، طافحة بالأنوار، و هو هو البحر المحيط الذي لا يُسبر غوره، و لا يُنال دركه، ذو بسطة في سائر العلوم الإسلامية، و ما إليها من المعارف و الفنون، و ذو الملكة القدسيّة الراسخة الفريدة في المعقول و المنقول.



جمعت معاني الحمد جمعاً فلم أكن




  • لأحصيَ بالألفاظ تلك المعانيـا
    مناقبك الزهر استضاءت فأصبحت



  • مناقبك الزهر استضاءت فأصبحت
    مناقبك الزهر استضاءت فأصبحت




تفاخر في أوج السماء الدراريـا القاضي سعيد هو محمّد سعيد بن محمّد مفيد القمّي المعروف بالقاضي سعيد و الملقّب بالحكيم الصغير، ولد سنة 1049 هـ فتألّق في سماء المعارف الدينية الشيعيّة، حتى بلغ الذروة في الكمالات الروحيّة و الكشفيّة، حتى عُدَّ في طليعة أفاضل حكماء إيران و عرفائها أثناء العهد الصفوي، فكان بذلك من قادة الفكر في ذلك العصر. و إضافة إلى تمهّره و تخصّصه - رحمه الله - في المباحث الصوفيّة و العرفانيّة و الحكمة المشّائية والإشراقية، كان قد جمع من العلوم الرياضيّة و الطبيّة و غيرها شيئاً كثيراً، و تبحَّر في العلوم الفقهية والحديثيّة والرجاليّة و التفسيريّة، و كان دأبه البحث عن غوامض العلوم على الاتصال، فارتشف من المعارف من سلسال محمَّدٍ و آل محمَّد و سلسبيله السائغ.



و تبوّء منصب القضاء لرسوخ ملكته في الفقه و إحاطته بأبوابه، فكانت له ثمة إمامة دينية و زعامة زمنية، و لذا سُمي بـ (القاضي). تتلمذ في العلوم العقلية و ما إليها من فنون على يد الملاّ محسن الفيض الكاشاني، و الحكيم المحقّق عبد الرزاق اللاهيجي، و العارف العالم الملاّ رجب علي التبريزي. و تأثّر كثيراً في علوم العرفان و الحكمة المتعالية بالفيض، و في الحكمة البحثيّة و المشّائية بالملاّ رجب علي، و الملاّ عبد الرزاق، حتى توسط باحة الفضلاء و أخذ منها مكانه. و على هذا فإنّه كان يُقرّر آراء الملاّ صدرا و يغوص في بيان معاني الكلمات الواردة عن أهل بيت العصمة و الطهارة عليهم السلام فيؤلّها تأويلاً عرفانياً أكثر ممّا ورد في شروح الملاّ صدرا و تعليقاته، و هذا يعني أنّه انغمر في التصوّف و تعمّق في التأويلات التي لا تخلو أحياناً من الإفراط و المبالغة أكثر من الفيض وصدر الدين الشيرازي.رأي الإمام الخميني قدّس سرّه فيه لو أردنا أن ننظر إلى القاضي سعيد من منظار الإمام الخميني قدّس سرّه للاحظنا أنه يُجسّد برأيه أحد أساطين الحكمة و المعرفة الإسلامية، الأمر الذي أشار إليه مراراً و تكراراً في حياته الشريفة، مُثمّناً دوره، مُشيّداً بمكانته و فضيلته و علمه.
يقول أحد تلامذة الإمام رحمه الله:
إنَّه - أي الإمام - كان يُعبّر عن احترام خاص لمحيي الدين في المدرسة السنيّة، و لصدر المتأَلّهين و القاضي سعيد القمّي في مدرسة أهل البيت، ما ذلك إلا لسبب المنهل العرفاني الرحيق الذي نهلوا منه، و لهذا تراه يُكنّ لهم كل احترام، و يقدّرهم غاية التقدير، فقد جاء - مثلاً - في كتابه (آداب الصلاة ) ما نصّه:
و بالجملة فإنَّ نسبة فلسفة حكماء الإسلام الحاليّة و المعارف الجليلة لأهل المعرفة إلى حكمة اليونان إنّما تدلّل على الجهل بكتب القوم مثل كتب الفيلسوف الإسلامي العظيم الشأن صدر المتألّهين قدّس سرّه، واستاذه العظيم المحقّق الداماد قدّس سرّه، و تلميذه الجليل الفيض الكاشاني قدّس سرّه، و التلميذ العظيم الشأن للفيض والعارف الجليل الإيماني القاضي سعيد القمّي قدس سره ( الآداب المعنويّة للصلاة ترجمة العلاّمة الفهري:
467 - 468 ). و يقول في بداية التعليقة على شرح حديث رأس الجالوت:
و بعد فإنّ ممّا وفّقني التأييدات الربوبيّة، و أيّدني التوفيقات القدسيّة الأُلوهيّة، هو الاستسعاد بزيارة هذا الحديث القدّيس، النازل عن سماء الوحي و التقديس، و شرحه الذي أفاده شيخ العرفاء الكاملين، قدوة أصحاب القلوب و السالكين، كاشف إشارات الأخبار و رموزها، مُخرج لباب الآثار و كنوزها، فخر الطائفة و عينها، وذخر أهل المعرفة و زينها، المؤيّد بتأييدات الربّ المجيد، القاضي الشريف السعيد، أفاض الله عليه من أنوار رحمته الواسعة، و تجلّى عليه بالأنوار الباهرة (اُنظر صفحة:
37 من هذا الكتاب ). و يقول في موضع آخر:
و ما ذكر هذا العارف العظيم، و السالك على الصراط المستقيم، قدَّس الله نفسه، و روّح رمسه، تحقيق رشيق، و كلام عرفاني دقيق، كيف و هو من أعظم عرفاء الشيعة، و أكرم أُمناء الشريعة (انظر صفحة:
98 - 99 ).الخصائص الفكريّة للقاضي سعيد 1 - إنَّه ينكر في مواضع عديدة من مؤلّفاته الحركة في الجوهر؛ مثال ذلك ما جاء في صفحة 137 من هذا الكتاب فقال:
و أمّا ثبات الطبيعة الجسميّة و جمودها، فمن جهة أنَّ ذاتها ليست نفس الحركة والسيلان كما زعم بعض الأساتذة الأعلام، بل هي ذات ثابتة بنفسها، و الحركة عارضة لها من حيثُ القابلية و عروض اللّوازم الذاتية لمعروضها ...



2 - إنّه يُرجع صفات الحقّ إلى الأُمور العدميّة.يقول الإمام الخميني قدّس سرّه في كتابه (الأربعون حديثاً ):
يرجع البعض صفات الحقّ إلى الأمور العدمية، فيعتبر العلم عدم الجهل، و القدرة عدم العجز، و رأيت من العرفاء شخصاً يصرّ على هذا المعنى و هو المرحوم العارف الجليل القاضي سعيد القمّي (الأربعون حديثاً:
547 ). و يقول في (مصباح الهداية ):
إنّي لأتعجّب من العارف المـُتقدّم ذكره - القاضي سعيد - مع علوّ شأنه و قوّة سلوكه، كيف ذهل عن ذلك المقام الذي هو مقام نظر العرفاء العظام، حتى حكم بنفي الصفات الثبوتيّة عن الحق جلّ شأنه، وحكم بأنّ الصفات كلها ترجع إلى معان سلبية (مصباح الهداية:
43 ).




3 -إنه يقول بالاشتراك اللفظي بين الأسماء الإلهيّة و الخلقيّة، و قد ألّف رسالة في الاشتراك الّلفظي لأسماء الله تعالى و أوردها في مقدّمة كتاب (كليد بهشت ) (كليد بهشت:
35 ). يقول الإمام رحمه الله في (مصباح الهداية ) أيضاً:
و أعجب منه الحكم بالاشتراك الّلفظي بين الأسماء الإلهيّة و الخلقيّة و الصفات الواقعة على الحقّ و الخلق (مصباح الهداية:
43 ).


4 -إنه يقدّم القدر إلى القضاء خلافاً للمشهور فقد ورد في الفوائد:
ثم اعلم أنّ بعد وجود التعليمات التي هو مظهر القدر يقضي الله بوجود الأشخاص الكونيّة، فتلك الأشخاص مطلع القضاء الإلهي و مظهر الحكم الحتم الربانيّ، هكذا ينبغي أن يفهم مراتب الخصال و الأسباب من العلم و المشيّة و الإرادة و القدر والقضاء من ربّ الأرباب (انظر صفحة:
145 من هذا الكتاب ).


5 -إنّه يقول:
إنّ ما يُوصف بوصف له صورة. و هذا الرأي يثير استغراب الإمام رحمه الله فيردّ عليه في مصباح الهداية:
و أعجب من الأعجب ما سلك في الطليعة الأولى من البوارق الملكوتيّة من أنّ ما يوصف فله صورة، لأنّ الوصف أعظم الحدود للشيء في المعاني و لا إحاطة أوضح من إحاطة الصفة في العوالي و جعل ذلك سرّ ما ورد في الخبر (إنّ الله لا يوصف ) مع ذهابه قدّس سرّه في تلك الرسالة على ما سمعت في المصابيح السابقة إلى أنّ كلّ الأسماء مشتمل على جميع مراتب الأسماء، فإذا كانت الأسماء كلّ الحقائق فلها مقام الإطلاق كما للاسم الله فكانت لمبادئها التي هي الصفات مقام الإطلاق. ثم يقول الإمام رحمه الله:
و ظنّي أن ذهابه إلى ذلك لعدم استطاعته على جمع الأخبار فوقع فيما وقع (مصباح الهداية:
43 ).


6 -يسلك القاضي سعيد مسلك فلاسفة الحكمة البحثيّة، و يقول:
بأنّ العقل الأوّل هو الصادر الأول، إلاّ أنّ الإمام رحمه الله اعتبر المشيئة الإلهيّة الصادر الأوّل طبقاً للمأثور (خلق الله الأشياء بالمشيّة والمشيّة بنفسها ) (التوحيد للشيخ الصدوق:
329 / 8 - باب 55 و ص 148 مع اختلاف ) ، فقال في التعليقة:
إنّ العلّة صورة تماميّة المعلول و شيئيّة الشيء بصورته التامّة، فالجواب عن الواحد المتكثّر - الذي هو مقام العقل على تحقيق هذا العارف الكامل، و مقام المشية المطلقة على رأي هذا الفقير العاطل - جواب عن سائر الحقائق المسئول عنها. أمّا على طريقنا فظاهر، فإنّ المشيّة المـُطلقة مقام فاعليّة الحقّ المتعال و إلهية القيّوم ذي الجلال، و قد ورد من طريق أهل بيت الوحي و التنزيل - عليهم صلوات الرب الجليل - (خلق الله الأشياء بالمشيّة و المشيّة بنفسها ).



و أمّا على طريقته - قدّس الله نفسه - فلأنّ العقل أوّل صادر من ربّ العزّة و أوّل ظهور من مظاهر المشيّة، على ما ساق إليه البراهين العالية (انظر صفحة:
63 من هذا الكتاب ).



و يقول في صفحة 98 من التعليقة:
و سرّ التعبير عن مقام المشيّة المطلقة بالواحد المتكثّر، و عن الموجود العقلي بالمتكثّر المتوحّد هو أن المشيّة لها الوحدانيّة الذاتيّة الحقيقيّة ظلّ الوحدانيّة الحقّة الحقيقيّة و ليس فيها تكثّر بحسب الذات و لا تعدّد الجهات والحيثيات، و هي الأمر الواحد المـُشار إليه بقوله تعالى:
«وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ»(القمر50). وإنّما التكثّر باعتبار تلّبسه بلباس التعيّنات و تنـزلّه في منازل المقيّدات، و هذا هو التكثّر العرضي، و لا تكثّر في نظر أرباب المشاهدات، و هو مقام الأُلوهيّة و الربوبيّة و القيّوميّة و القدّوسيّة و مقام الأسماء و الصفات و الرحمانيّة والرحيميّة الفعليّة، و أمّا الموجود العقلي فقد عرفت حاله و مرجعه و مآله. و ما ذكر هذا العارف العظيم و السالك على الصراط المستقيم - قدّس الله نفسه و روّح رمسه - تحقيق رشيق و كلام عرفانيّ دقيق كيف ؟ و هو من أعظم عرفاء الشيعة و أكرم أُمناء الشريعة، و لكن ما ذكرنا مع قصور النظر و عمى القلب و البصر بمقام السير العلميّ أليق و بحضرة الكبرياء ألصق. مُضافاً لذلك، فقد أورد الإمام إشكالات أُخرى على شرح القاضي، ذكرها على نحو لا يمسّ احترامه الفائق له، ويمكن مراجعتها على صفحات الكتاب هذا.مؤلفاته:
يقول صاحب الذريعة رحمه الله:
أراد المؤلف أن يؤلّف أربعين رسالة و لم يمهله الأجل. و إليكم جملة ما عثرنا عليه من أسماء كتب و مصنّفات نُسبت إليه في معاجم الرجال و كتب التراجم و هي كالتالي:


1 - أسرار الصلاة، طبع في حاشية شرح الهداية للملاّ صدرا.


2 - أسرار الصنايع، في الصناعات المنطقيّة الخمسة (الشعر و الخطابة و الجدل و البرهان و المغالطة ).


3 - حاشية على شرح الإشارات للخواجة.


4 - شرح توحيد الصدوق رحمه الله في ثلاثة مجلّدات مخطوطة.


5 - شرح حديث البساط.


6 - شرح حديث الغمام.


7 - كليد بهشت (مفتاح الجنّة ) رسالة في الاشتراك اللّفظي للأسماء بالفارسيّة.


8 - مرقاة الأسرار و معراج الأنوار.


9 - إشارة و بشارة.


10 - النفحات الإلهيّة و الخواطر الإلهاميّة.


11 - الأنوار القدسيّة.


12 - المقصد الأسنى.


13 - الحديقة الورديّة في سوانح المعراجيّة.


14 - البرهان القاطع و النور الساطع.


15 - الطلائع و البوارق.


16 - رسالة في الفلسفة الإلهيّة.


17 - رسالة في اتّحاد العاقل و المعقول.


18 - الجبر و الاختيار.


19 - فضل العلم و العالم و المـُتعلّم.


20 - الفوائد الرضويّة.

كتاب الفوائد الرضويّة




الفوائد الرضويّة أو شرح حديث رأس الجالوت (أكبر علماء اليهود ) و يتناول بالشرح جواب الإمام الرضا عليه السلام للعالم اليهودي الّذي سأله:
يا مولاي ما الكفر و الإيمان ؟ و ما الكفران ؟ ما الجنة والنيران؟ و ما الشيطانان اللذان كلاهما المرجّوان ؟ و قد نطق كلام الرحمن بما قلت. حيث قال في سورة الرحمن «خَلَقَ الإِنسَانَ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ»(الرحمن3-4). فلمّا سمع الرضا عليه السلام كلامه لم يحر جواباً، و نكت بإصبعه الأرض و أطرق مليّاً، فلمّا رأى رأس الجالوت سكوته عليه السلام حمله على عيّه و شجّعته نفسه بسؤال آخر، فقال:
يا رئيس المسلمين، ما الواحد المـُتكثّر و المـُتكثّر المتوحّد و الموجَد الـمُوجِد و الجاري الـمُنجمد و الناقص الزائد ؟ فلمّا سمع الرضا عليه السلام كلامه و رأى تسويل نفسه له، قال:
ايش تقول يا ابن أبيه، و ممّن تقول و لمن تقول ؟ بينا أنت أنت صرنا نحن نحن، فهذا جواب مُوجز. و أمّا الجواب المفصّل، فأقول:
اعلم إن كنت الداري و الحمد لله الباري، أنَّ الكفر كفران، كفر بالله و كفر بالشيطان و هما السيّان المقبولان المردودان أحدهما الجنّة و الآخر النيران و هما اللذان المتّفقان المختلفان و هما المرجوّان، و نصّ به الرحمن حيث قال:
«مَرَجَ البَحْرَيْنِ يَلْتِقِيَانِ، بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ، فَبِأيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبانِ»(الرحمن 19 - 21 ) .



و يعلم قولنا من كان من سنخ الإنسان و بما قلنا ظهر جواب باقي سؤالاتك و الحمد لله الرحمن والصلاة على رسوله المبعوث على الإنس و الجان و لعنة الله على الشيطان. فلمّا رأى الجالوت كلامه عليه السلام بهت و تحيـّر و شهق شهقة. و قال:
أشهد أنْ لا إله إلاّ الله وأنَّ محمَّداً رسول الله و أنّك وليّ الله ووصيّ رسوله و معدن علمه حقّاً حقّاً.



و يشرح القاضي بمهارته الخاصّة هذا الحديث الشريف، و يخوض في لججه بذوق عرفانيّ و نطق قرآنيّ ممّا يثير استحسان الإمام رحمه الله و ثنائه عليه في كلّ موضع و فقرة، و يبادر إلى كتابة تعليقة عليه إتماماً للفائدة الكامنة في الأسرار التي أودعها القاضي في شرحه و التي يتعذّر على الآخرين كشفها و فهمها.



أبرز فقرات الكتاب رغم أنّ هذا الشرح بمـُجمله ينطوي على تحقيق و تدقيق ببيان رقيق و دقيق و لكن تتألّق بعض فقراته و تبرز بشكل خاص من بين أجزاء الكتاب و أبوابه، و فيما يلي نكتفي بذكر أبرز تلك الفقرات:
قد عرفت أنّ الشيطان هنا عبارة عمّا سوى الله، فاعلم أنّ الكفر بالشيطان هو اعتقاد أنّ العالم غيب ما ظهر قط، و إنّما الظاهر هو الله فحسب، و هذا كفر مُحققّي الصوفيّة حيث زعموا أنّه سبحانه ظهر بصورة كلّ شيء، فهذا الزاعم أخفى الشيء هو السوي - أي:
العالم - و هو الكفر بالشيطان. و لا تتوحش من ذلك فإنه أعلى درجات بالنظر إلى قوم، و لكن (حسنات الأبرار سيّئات المقربّين ).



قال صاحب الفتوحات:
إنَّ العالم غيب لم يظهر قطّ، و الحق هو الظاهر ما غاب قطّ، و الناس في هذه المسألة على عكس الصواب فإنهّم يقولون:
إنّ الحقّ تعالى غيب و العالم هو الظاهر فهم بهذا الاعتبار في مقتضى هذا الشرك.



أقول:
و قد غفل هذا العرف عن الشرك اللازم من زعمه، حيث حكم .



بظهور الحقّ تعالى و خفاء العالم، و هو أيضاً من أنحاء الشرك الخفي. و أمّا الإيمان الحقيقي فهو الاعتقاد بأنّ الله هو الظاهر الباطن و الشاهد الغائب فهو الظاهر إذا طلبته في البطون، و هو الباطن إذا تفحّصت عنه في الظهور و هو المـُنـزّه عنهما إذا طلبته بكليهما و أنّ العالم ظاهر بالله خفي بذاته، فتعرّف فإنّه باب عظيم للتوحيد (شرح حديث رأس الجالوت:
66 - 68 ). و قال الإمام رحمه الله في تعليقته:
و لا يكون عن هذا الشرك خالصاً إلا من يرى استهلاك جميع الموجودات ذاتاً و صفة و شأناً في الحقّ القيّوم، بل التوحيد التام هو التحقّق بهذا المقام (انظر صفحة:
67 من هذا الكتاب ).



الإمام و الفوائد


يعتبر شرح حديث رأس الجالوت أوّل رسالة للقاضي سعيد يراجعها الإمام رحمه الله كما جاء في مُقدّمة التعليقة، فيشمّر سماحته عن ساعد الجدّ للتعليق عليها، لأنّ أسرار هذا الكتاب تحتاج إلى كشف، وأستارها إلى إزاحة، و يقدّم على كتابة تعليقة بمستوى الكتاب أو أفضل منه، و يودعها جواهر يتلألأ ما بين سطورها، ولعلّ من أبرزها قوله:
إنّ عود الموجودات إلى الله تعالى بتوسّط الولي المطلق صاحب النفس الكلية الإلهية وواجد مرتبة العقل، وأنّ الموجودات بمنزلة القوى و الآلات و المتفرّعات من وجود الإنسان الكامل، فكما أنّ بدوّ إيجادها من الحضرة الغيب بتوسط ربّ الإنسان الكامل، في الحضرة الشهادة بتوسّط نفس الإنسان الكامل كذلك عودها وختمها. و لهذا كانت استقامة الأُمّة استقامة رسول الله صلى الله عليه و آله و ورد منه صلّى الله عليه و آله عند قوله تعالى - في سورة هود - «فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ» (هود/ 112 )"شيّبتني سورة هود"لمكان هذه الآية، و إلاّ فهو صلّى الله عليه و آله بوجوده المقدّس ميزان الاستقامة. وورد في بعض الأدعية عند الدعاء لبقيّة الله في الأرضين و حجّة الله على العالمين صاحب الأمر صلوات الله عليه و أرواحنا له الفداء بقوله:
"أمناً يعبدك لا يشرك بك شيئاً" مع كونه روحي له الفداء خالصاً عن أنحاء الشرك فعلاً و صفةً و ذاتاً، فشرك الأُمّة و عبادتهم يعدّ منه لكونه الأصل و سائر الناس من فروعه (انظر صفحة 109 - 110 من هذا الكتاب ). و هنا يمكن أن نتحسّس ألطف أفكار الإمام، ممّا تستحق أن تدوّن بماء الذهب على الصدور، في أنّه اعتبر عود الموجودات إلى الله تعالى بتوسّط الولي المـُطلق صاحب النفس الكليّة الإلهية، واجد مرتبة العقل، وأنّ الموجودات بمنزلة القوى و الآلات من وجود الإنسان الكامل. و الوليّ المطلق هو النبيّ الأكرم صلّى الله عليه و آله، و مصداقه في الحال الحاضر إمام العصر سلام الله عليه، و لهذا فإنّ عودة كلّ الموجودات إلى الحضرة الإلهيّة يكون بتوسّطه.



النسخ المعتمدة في التحقيق




اعتمدنا على تحقيق شرح القاضي سعيد عدَّة نسخ هي كالتالي:


1 - النسخة المحفوظة في مكتبة مجلس الشورى الإسلامي بطهران، وهي ضمن مجموعة تحت رقم 1 / 4637 و رمز هذه النسخة"ر".




2 - نسخة أُخرى محفوظة أيضاً في مكتبة مجلس الشورى الإسلامي بطهران ضمن مجموعة تحمل رقم 9 / 5500 و نرمز لها ب "م".



/ 12