الحركات الإسلامية في القرن الرابع عشر الهجري دراسة وتحليل تأليف الأستاذ الشهيد المطهري - حرکات الإسلامیة فی القرن الرابع عشر الهجری نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حرکات الإسلامیة فی القرن الرابع عشر الهجری - نسخه متنی

مرتضی مطهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الحركات الإسلامية في القرن الرابع عشر الهجري
دراسة وتحليل تأليف الأستاذ الشهيد المطهري

(اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان، ولا التماس شيء من فضول الحطام، ولكن لنرد العالم من دينك، ونظهر الإصلاح في بلادك، فيأمن المظلومون من عبادك، وتقام المعطلة من حدودك).(التقارن التاريخي)، يعنى مصادفة يوم غد اليوم الخامس عشر من شعبان مع ميلاد مصلح العالم ومنجي البشرية الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه).والتقارن الاجتماعي المعاصر يعني حضورنا داخل الحركة الإصلاحية التي انتشرت في إيران والروح الإصلاحية التي عمت أكثر المجتمع، دفعني لكي أطرح موضوع الإصلاح والدعوة الإصلاحية كقضية للبحث.

1في مفهوم الإصلاح

مفهوم الإصلاح

(الإصلاح) تعني التنظيم والترتيب وهي الكلمة المقابلة لـ (الإفساد) التي تعني اللا تنظيم واللا ترتيب وكلمتي الإصلاح والإفساد من الكلمات الزوجية المتضادة التي وردت كراراً في القرآن .فالكلمات الزوجية المتضادة تعني تلك المصطلحات الإسلامية والاجتماعية التي تتقابل معا، ويمكن معرفة إحداها بالثانية، من أمثال التوحيد والشرك، الإيمان والكفر، الهداية والضلال، العدل والظلم، الخير والشر، الطاعة والمعصية، الشكر والكفران، الاتحاد والاختلاف، الغيب والشهادة، العلم والجهل، التقوى والفسوق، الاستكبار والاستضعاف وغيرها.السبب من أن بعض هذه الاصطلاحات الزوجية تطرح معا، لأن إحداها يجب أن تنتفي حتى يمكن تطبيق الثانية وكلمتي الإصلاح والإفساد من هذا القبيل.أما الموارد التي استعمل القرآن كلمة الإصلاح فيها

-مرة في مجال الإصلاح بين فردين كما يعبر القرآن (إصلاح ذات البين) ومرة في مجال الإصلاح في المحيط العائلي.-ومرة الإصلاح في المحيط الاجتماعي -وهو موضوع بحثنا- وقد جاء ذلك في آيات كثيرة (راجع سورة البقرة11و220 والأعراف56و58و170 وهود 88و111 والقصص19).إذن فمقصودنا من هذا المصطلح هو الإصلاح على الصعيد الاجتماعي، أو بعبارة أخرى (الإصلاح الاجتماعي) ومن مجموع التعبيرات القرآنية، نستنتج بأن القرآن يعبر عن (الأنبياء)، بـ ( المصلحين)، كما نقرأ عن لسان شعيب النبي في القرآن.

(إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب).وفي المقابل، يُخَطّئ القرآن إدعاء المنافقين بالإصلاح ويقول (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض، قالوا إنما نحن مصلحون إِلا أنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون).

الدعوة الإصلاحية

(الدعوة الإصلاحية) روحية إسلامية، وكل مسلم بما أنه مسلم هو داعية إصلاح أولا أقل من أنصار الدعوة الإصلاحية ذلك أن الدعوة الإصلاحية بالإضافة إلى أنها من الصفات النبوية والرسالية، هي مصداق (للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). التي تعتبر من أركان التعاليم الاجتماعية للإسلام.

الإصلاح أم الخدمة الاجتماعية(في الوقت الحاضر نلاحظ بأن الإصلاح الاجتماعي) فتح مكانا بين الناس، وأصبحوا يهتمون به، وهذا قابل للتقدير، ولكن أحيانا

نرى بأن البعض ينجر إلى الإفراط في الرؤية بحيث يعتقد بأن أي عمل وخدمة غير الإصلاح الاجتماعي لا تقدر بشيء وأن أي خدمة تقاس بمعيار الإصلاح الاجتماعي، وبأن قيمة كل إنسان هي مدى التزامه بالإصلاحات الاجتماعية، هذا النوع من التفكير لا يعتبر تفكيراً صحيحا، فاكتشاف دواء السرطان خدمة ولكن ليس إصلاحا اجتماعياً والتقدم العلمي خدمة وليس إصلاحا اجتماعيا والطبيب الذي يعالج المرض من الصباح حتى المساء يقوم بخدمة اجتماعية، وليس إصلاحا اجتماعيا.ذلك لأن الإصلاح الاجتماعي يعني التغيير الاجتماعي نحو الهدف المطلوب، وأعمال هؤلاء ليست كذلك إذن لا يمكن لنا أن لا نقدر خدمات العاملين الكبار باسم أنهم لم يلعبوا دورا في التغيير الاجتماعي فعمل "الشيخ مرتضى الأنصارى" أحد الفقهاء الكبار أو "صدر المتألهين" أحد الفلاسفة الإسلاميين العظام. خدمة، وخدمة كبيرة جداً، في حين أنها ليست عملا إصلاحيا، ولا يمكن أن نسميهم بالمصلحين أو مثلاً تفسير مجمع البيان، الذي كتب قبل تسعة قرون والذي استفاد ويستفيد منه المئات والألوف من الناس، يعتبر خدمة ولكنه ليس إصلاحاً اجتماعيا بل عملاً قام به أحد العلماء في الانزواء الكامل.وربما كان تقوى بعض الأشخاص أو أسوتهم الحسنة له تأثير كبير على الناس وأدى خدمة كبيرة للمجتمع، في حين أنهم كانوا بعيدين عن النشاط الاجتماعي. إذن (الصالحين) كـ (المصلحين) لهم قيمتهم مقابل خدماتهم ولكن لا يعتبرون من المصلحين.

دور الرسول والأئمة في الإصلاح

في الحديث المنقول من نهج البلاغة في أول المقال، يوضح الإمام علي (عليه السلام) دوره كـ (مصلح) في مجال النشاطات الاجتماعية والإمام الحسين (عليه السلام) كذلك عندما ألقى خطاباً طويلا في اجتماع كبير في الحج

أَمام كبار الصحابة أيام معاوية، ذكر هذه الجمل عن أبيه ووضح دوره أيضا كمصلح في النشاطات التي كان يهدفها.وكذلك يعتبر الإمام الحسين (عليه السلام) في وصيته المعروفة لأخيه "محمد ابن الحنفية" عمله في كربلاء (إصلاحا) ويسمي نفسه (المصلح) حيث قال(إني لم أخرج أشراً و لا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن أمر بالمعروف وأنهي عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي).

2الحركات الإصلاحية في التاريخ الإسلامي

الحركات الإصلاحية في التاريخ

بالإضافة إلى سيرة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة الإثنا عشر (عليهم السلام) المليئة بالتعاليم والإرشاد والحركات الإصلاحية، نرى أن التاريخ الإسلامي مليء بالحركات والنهضات الإصلاحية التي لا يمكن أن تكون أقل من أي تاريخ آخر ولكن لعدم وجود الدراسات والأبحاث الكافية في هذا المجال، يتصور الإنسان في البدء بأن الإسلام ينقصه الحركات الإصلاحية في التاريخ منذ ألف عام على الأقل انتشرت بين السنَّة أولاً ثم الشيعة -فكرة ظهور (مجدد) و(محيي الدين) على رأس كل قرن. فأهل السنّة ينقلون حديثا عن أبي هريرة يقول(أن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة، من يجدد لها دينا) حتى ولو كان سند هذا الحديث غير معتبر، ومن الناحية التاريخية أيضا لم يؤيد -وقد طرحنا هذا الحديث وهذا النوع من التفكر موضع البحث والنقد في كتاب إحياء الفكر الديني- ولكن انتشار وقبول هذا

النوع من التفكير بين المسلمين يكشف عن حقيقة هي أن المسلمين لا أقل ينظرون بين كل قرن ( مصلحا) أو (مصلحين) وحتى أنهم اعتبروا بعض النهضات على أنها (نهضات إصلاحية).وعلى هذا الأساس أننا نقول بأن الإصلاح والمصلح والنهضة الإصلاحية وتجدد الفكر الديني الذي اصطلح أخيرا هي نغمة معروفة عند المسلمين.الأبحاث الدقيقة حول النهضات الإصلاحية في التاريخ الإسلامي والتحليل العلمي لها سيكون مفيداً وحياتياً، وآمل أن يوفق بعض الباحثين للقيام بهذه المسؤولية حتى يعرضوا نتيجة تحقيقاتهم وأبحاثهم للراغبين. من الطبيعي أن الحركات التي طالبت بالإصلاح لم تكن في مستوى واحد. فالبعض منها ادعت الإصلاحية، وعملت واقعا بذلك. والبعض الآخر استغلت كلمة الإصلاح لتقوم بالفساد، والبعض بدأت كحركة إصلاحية وانتهى المسير فيها إلى الانحراف.

الحركة العلوية

أن أغلب (حركات العلويين) في العهد الأموي والعباسي كانت إصلاحية، بعكس (حركة بابك خرم دين) -في إيران- أو حركات كثيرة أخرى حيث أنها كانت ملوثة إلى درجة كانت نتيجتها عكسية على الإسلام. أي أنها استطاعت أن تقلل نسبة تبرم الشعب وغضبه تجاه سلطة الخلفاء العباسيين الجائرة، بل ويمكن أن تكون حركات كحركة بابك خرم دين هي العامل الأصلي لاستمرارية الحكم العباسي، وفي الحقيقة يمكن اعتبار هذه الحركات تصب في رافد من الحكم العباسي.

حركة الشعوبية

(الحركة الشعوبية) حركة القومية كانت إصلاحية في البداية، ذلك أنها قامت ضد (التبعيض الأموي) وحملت شعاريا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ولأنهم قاموا ضد التبعيض القومي فكانوا يسمونهم (أهل التسوية)، ولأنهم رفعوا هذه الآية كشعار لهم، سموهم بـ (الشعوبية) ولكن مع الأسف سقطت الحركة الشعوبية في نفس الخط الانحرافي الذي ثأرت منه، أي الأفكار والاتجاهات العنصرية والقومية، ولهذا السبب انسحبت العناصر المؤمنة المطالبة بالحقيقة والعدالة الإسلامية من هذه الحركة. وفي الحقيقة لا يمكن اعتبار انحراف الحركة الشعوبية دعماً للعباسيين، ذلك لأنه ربما كان للعباسيين يدا في عملية انحراف الإيرانيين من الشعار الأصلي (المطالبة بالعدالة الإسلامية) إلى الشعار المنحرف (العنصرية الإيرانية)، فالدعم الشديد الذي قدمه الخلفاء العباسيين للشعوبيين الإفراطيين -والواضح في التاريخ- يؤيد هذه النظرية.

الحركات الإصلاحية فكرية أم اجتماعية بعض الحركات الإصلاحية الإسلامية كانت (فكرية) وبعضها كانت (اجتماعية) وبعضها كانت فكرية واجتماعية (نهضة الغزالي) كانت نهضة فكرية فالغزالي كان يعتقد بأنَّ العلوم والأفكار الإسلامية قد أصابها العطب، ولذلك قام (لإحياء الفكر الديني).حركة العلويين أو حركة السربداريين حركة المعدومين في سبزوار بخراسان ضد المغول كانت حركة اجتماعية ضد الحكام. و(حركة إخوان الصفا) كانت حركة فكرية واجتماعية معا.

الحركات الإصلاحية تقدمية أم رجعية بعض هذه الحركات الإصلاحية كانت (تقدمية). من أمثال الحركات التي ذكرناها-طبعا نهضة الغزالي من بعض الجهات تقدمية ومن جهات أخرى راوحت في النصوص السابقة وقد ذكر المرحوم فيض في كتاب المحجة البيضاء جانبي نهضة الغزالي-، وبعضها كانت (رجعية) من مثل (حركة الأشاعرة) من القرن الرابع أو (حركة الأخبارية) عن الشيعة في القرن العاشر، أو (حركة الوهابية) من القرن الثاني عشر.كل هذه الحركات سواء الفكرية والاجتماعية سواء التقدمية والرجعية تحتاج إلى تحقيقات ودراسات واسعة خصوصا وأنه قد استغلت بعض العناصر الانتهازية فرصة وجود الخلاء الفكري وحسب الأوامر، وبالشكل الذي يستهووه وبدءوا يفسرون التاريخ الإسلامي، ويقدموه للمجتمع البعيد عن الحقائق. أننا عمليا نبدأ دراسة مختصرة للحركات الإصلاحية الإسلامية التي عشناها من المائة سنة الأخيرة، والتي لها علاقة قريبة بنا، ثم نستخلص الدروس منها لعصرنا وزماننا الذي نعيش فيه وسط الحركات الإسلامية والإصلاحية.

-3-جمال الدين رجل الدين والثورة

ظهور الحركة الإصلاحية

منذ النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري -التاسع عشر الميلادي- بدأت حركة إصلاحية في العالم الإسلامي هذه الحركة عمّت إيران ومصر وسوريا ولبنان وشمال أفريقيا وتركيا وأفغانستان والهند. في هذه البلدان ظهر بعض دعاة الإصلاح ونشروا الأفكار الإصلاحية . ظهور هذه الحركات جاء بعد ركود فكري لعدة قرون، وإلى حد يمكن القول بأنه كان كرد فعل لغزو الاستعمار الغربي السياسي والاقتصادي والثقافي وكان نوعاً من حركة التوعية وتجديد الحياة (رنسانس) في العالم الإسلامي.

نظرية الإصلاح عند السيد جمال الدين

بدون شك يمكن القول بأن السيد جمال الدين الأسد آبادي والمعروف -بالأفغاني- كان أول مشعل للحركات الإصلاحية في القرن الأخير. فهو الذي بدأ بحركة التوعية في البلدان الإسلامية، وكشف

واقعية المشاكل الاجتماعية للمسلمين، وطرح طريق الإصلاح والخلاص مع كثرة ما قيل وكتب عن شخصية السيد جمال الدين ولكن قليلا ما كتب عن (نظرية الإصلاح) عنده، أو أكون أنا قد قرأت أو سمعت القليل عن ذلك ولكن على أي حال لا بأس أن نعرف مشاكل المجتمع الإسلامي من وجهة نظر السيد جمال الدين، وما هي طريقة الحل التي طرحها، وما هي الطرق التي انتخبها للوصول إلى أهدافه.

-السيد جمال الدين .. حركة فكرية واجتماعية.

نهضة الأسد آبادي كانت فكرية واجتماعية معا. كان يهدف إلى إيجاد نهضة وصحوة في أفكار المسلمين وفي نظم حياتهم، وهو لم يتوقف في مدينة أو دولة أو قارة. وبين كل فترة وفترة كان يسافر إلى بلد ما. ذهب إلى قارات آسيا وأوربا وأفريقيا. كان يتصل بكل الفئات المختلفة عند دخوله في أي بلاد حتى قيل بأنه دخل في بعض البلاد الإسلامية في الجيش لكي يؤثر في قلوب الجند .

-السيد جمال الدين .. مكافحة الاستعمار والديكتاتورية.سفره إلى البلاد الإسلامية المختلفة ورؤيتها عن قرب كان السبب لمعرفته تلك البلاد عن قرب والكشف عن حقيقة أحداث وشخصيات ذلك البلد، كما نرى أن سياحته العالمية وتوقفه الطويل في أوربا كان عاملاً لكي يعرف العالم الحديث ويكشف عن حقيقة المدنية الأوربية وأهداف رؤساء المدنية الدكتاتورية الداخلية والاستعمار الخارجي. وديناميكية وأصالة السيد جمال الدين كانت سبباً لكي يعرف ليس فقط عصره والعالم الذي يعيش فيه بل لكي يعرف بدقة آلام ومشاكل البلدان الإسلامية وطريق معالجتها، فلقد توصل إلى أن (الديكتاتورية الداخلية) و(الاستعمار الخارجي) هي من أهم وأقدم

مشاكل المجتمع الإسلامي ولذلك كافح ضدهما بشدة وفي النهاية أعطى حياته في هذا الطريق. كان يعتقد بأن الكفاح ضد هذين العاملين المخربين يأتي عن طريق (الوعي السياسي) وضرورة اشتراك المسلمين الجدي في (النشاط السياسي).

-السيد جمال الدين ... والوحدة الإسلامية وكان يعتقد بأن الوصول إلى مجد وعظمة المسلمين -مرة ثانية- والحصول على المرتبة الواقعية في العالم -التي هي من شأنه- لا يتأتّى إِلاّ بـ (الرجوع إلى الإسلام الأصيل وحلول روح الإسلام الواقعي ثانية في قلب المسلمين المحتضر). وإن تصفية البدع والخرافات هو شرط أساسي لهذا الرجوع. فكان يدعو للوحدة الإسلامية ويكشف عن الأيادي العلنية والخبيثة للمستعمرين الذين يثيرون النفاق والتفرقة الدينية وغير الدينية.

السيد جمال الدين بين علماء السنة والشيعة من خصائص السيد جمال الدين معرفته الجيدة بفوارق واختلاف وضع رجال الدين الشيعة ورجال الدين السنة، لأنه كان يعرف المجتمع السني والمجتمع الشيعي جيداً. كان يعلم بأن أكثر رجال الدين السنة في ذلك الوقت كانوا لا يسلكون سلوكا مستقلا أمام القوى الديكتاتورية والاستعمارية ذلك لأنهم كانوا ينتمون إلى تلك الحكومات تحت عنوان (أولي الأمر). ولذلك عندما كان يدخل الأفغاني في البلاد التي يعيشها السنة لا يذهب إلى علمائها بل كان يذهب إلى المسلمين السنة. إنه كان يعتقد بأنه ليس لرجال الدين امتيازاً عن بقية الفئات حتى يعتمد عليهم لمكافحة الديكتاتورية والاستعمار. ولكن يختلف ذلك عند رجال الدين الشيعة حيث أنهم كانوا يشكلون قاعدة مستقلة وقوة وطنية ودائما كانوا إلى

جانب الشعب وضد وأمام الحكام ولهذا السبب عندما كان الأسد آبادي يدخل البلاد الشيعية كان يذهب أولاً إلى علماء دينها ويبدأ بتوعيتهم، ولأنه توصل إلى أن رجال الدين هم القاعدة الجيدة لمكافحة الديكتاتورية والاستعمار ويظهر ذلك في محتوى رسائله إلى علماء الدين الشيعة خصوصا رسالته إلى الزعيم الكبير المرحوم الحاج ميرزا حسن الشيرازي -أعلى الله مقامه- ورسالته الأخرى التي وزعها على كبار ورؤساء العلماء المعروفين الشيعة في المدن المقدسة وطهران ومشهد وإصفهان وتبريز وشيراز وغيرها في إيران.كان يعتقد أنه حتى إن كان لبعض رجال الدين علاقات قريبة مع الحكام إلا إنهم كانا يحتفظون بعلاقتهم الواقعية بالدين والشعب ويطبقون الأصل الفقهي الذي يقول يجوز الاستفادة من قواعد العدو لصالح الشعب، أحيانا لو كانت -وكانت طبعا- علاقة بعض رجال الدين بالحكام علاقة واقعية فإنه استثناء، ولذلك فالشيعة لم يقطعوا طوال التاريخ علاقتهم برجال الدين -راجعوا كتاب دور رجال الدين التقدميين في ثورة الدستور في إيران تأليف حامد الكار.

السيد جمال الدين وثورة التنباك كان للأسد آبادي تأثير كبير على علماء الشيعة وكان له دور كبير في (حركة التنباكو)(حركة التنباكو انتقاضه إسلامية ضد البريطانيين في إيران في حوالي عام 1895 بقيادة آية الله الميرزا الشيرازي والتي انتهت بإغلاق مراكز بيع التنباك البريطانية في إيران) التي كانت قيادتها منحصرة في رجال الدين وكانت ضربة قاصمة للديكتاتورية الداخلية والاستعمار الخارجي.

جمال الدين وثورة الدستوروكان له دور كبير أيضا في (ثورة الدستور)(ثورة الدستور انتهت إلى تحديد سلطات الملكية القاجارية في إيران ووضع أول دستور لتعيين وظائف الملك والحكومة وتحديد صلاحياتهم - المترجم)، في إيران والتي كانت بقيادة وتأييد علماء الدين. ولم نقرأ في تاريخ حياة المسلم الثوري والواعي -السيد جمال الدين- مورداً يتهجم فيه على رجال الدين أو يحاول تضعيفهم، مع أنه ولبعض الأسباب، تحمل الصدمات والأذى في هذا الطريق.

السيد جمال الدين والفكر الغربيومن الخصائص الأخرى للسيد جمال الدين هي مع أنه كان فردا متمدناً وكان يدعو المسلمين لتعلم العلوم والفنون الجديدة والاستفادة من المدنية الغربية وكان يحارب الأمية والجهل والتأخر الفني والصناعي، مع كل ذلك توجه إلى خطر المدنية والإفراط في التجدد وكان أيضا يهدف إلى أن يتعلم المسلمون العلوم والصناعات الغربية، ولكنه كان يخالف مخالفة شديدة أن يتأثر المسلمون بالأصول الغربية في التفكير وأن تكون رؤيتهم للعالم رؤية غربية. كان السيد جمال الدين يدعو المسلمين إلى تعلم العلوم الغربية، ولكنه كان يحذرهم من الاتجاه نحو المدارس الفكرية الغربية.

السيد جمال الدين والاستعمار الثقافيوكما كان يحارب (الاستعمار السياسي) الغربي، كان يحارب (الاستعمار الثقافي) الغربي إنه كان يحارب الذين يحاولون تفسير ومعرفة العالم أو القرآن أو المفاهيم الإسلامية برؤية غربية وكان لا يسمح لأولئك

الذين يوجهون أو يؤولون المفاهيم المتافيزيقية للقرآن، ويحاولون تطبيقها بالأمور الحسية والمادية.عندما ذهب (نفي) السيد جمال الدين من مصر إلى الهند، وواجه أفكار (السير السيد أحمد خان الهندي) والذي كان في وقت ما قائد الحركة الإصلاحية الإسلامية في الهند، حاربها بشدة. ذلك أن السيد أحمد خان كان يحاول باسم العلم أن يفسر مسائل ما وراء الطبيعة تفسيراً طبيعياً والقضايا الغيبية والعقلية يعبر عنها بتعبير حسي ومشهود حتى أنه كان يحاول تفسير المعجزات السماوية -التي جاء فيها النص الصريح القرآني - بمعجزات أرضية، ومن هذا المنطلق حاول السيد جمال الدين أن يحارب هذه الأفكار المادية.وقد كتب أحد الكتاب المعاصرين حول موضوع سفر السيد جمال الدين إلى الهند وموقفه تجاه أفكار السيد أحمد خان"إذا كان السيد أحمد خان يدعو إلى الإصلاح الديني، فقد كان السيد جمال الدين يحذر المسلمين من حيل بعض المصلحين وخطورة الإفراط في بعض الأفكار الإصلاحية"."إذا كان السيد أحمد خان يؤكد على ضرورة تعلم الأفكار الجديرة للمسلمين فقد كان السيد جمال الدين يؤكد على أن المعتقدات الدينية تعتبر من أهم العوامل التي تهدي الإنسان إلى السلوك الصحيح"."إذا كان السيد أحمد خان يدعو المسلمين إلى اتباع الطرق الحديثة للتربية، فقد كان السيد جمال الدين يعتقد بأن هذه الطرق مضرة لمعتقدات الهندي الدينية".إذن فإذا كان السيد جمال الدين معروفا إلى ذلك الوقت بأنه يدافع عن الأفكار والعلوم الحديثة، فإنه عندما أقام في الهند اشتهر بوقوفه المعارض أمام المفكرين المجددين من أمثال السيد أحمد خان ليدافع عن العقائد والسنن القديمة للمسلمين -مع كل ذلك فإنه لم يتراجع في

هذه المرحلة عن عمله أيضاً حول ضرورة الحركة الفكرية والإصلاحية في الدين -عن كتاب جولة في الفكر السياسي العربي للدكتور حميد عنايت.

السيد جمال الدين والمشاكل الاجتماعية أما المشاكل الاجتماعية التي شخصها السيد جمال الدين في المجتمع الإسلامي فكانت1-ديكتاتورية الحكام.2- الجهل واللاوعي عند المسلمين، وتأخرهم عن ركب العلم والمدنية.3- تسرب العقائد الخرافية إلى أفكار المسلمين وابتعادهم عن الإسلام الأصيل.4- التفرقة بين المسلمين باسم المذاهب الدينية وغير الدينية.5- سيادة الاستعمار الغربي.حاول ا لسيد جمال الدين في سبيل إيجاد حل لآلام ومشاكل المسلمين، أن يستفيد من كل الوسائل الممكنة، السفر، العلاقات، الخطب، نشر الكتب، طبع المجلات، تأسيس الأحزاب والجمعيات حتى الانخراط في ا لجيش والاستفادة منه.وقد قضى 60 عاما من حياته لم يتزوج فيها ولم يشكل أسرة ولد عام 1875 واستشهد عام 1935 ذلك أن وضعه الخاص، حيث كان يسافر بين فترة وأخرى، أحيانا كان في حالة الإضراب أو النفي أو المراقبة، لم تسمح له أن يتزوج ويتحمل مسئولية العائلة.

السيد جمال الدين ... والحلول للمشاكل الاجتماعية.أما، ما هي الطرق التي كان يعتقد بها السيد كحلول لهذه الآلام

والمشاكل، فتتلخص في الأمور التالية- الكفاح ضد أنانية المستبدين.

-التسلح بالعلوم والفنون الجديدة

- الرجوع إلى الإسلام الأصيل

ومحاربة الخرافات الإيمان بالإسلام والاعتماد عليه الكفاح ضد الاستعمار الخارجي- اتحاد المسلمين.- بعث روح الهجوم والنضال والجهاد في المجتمع الإسلامي المحتضر.- الكفاح ضد روح الانهزامية تجاه الغرب.

ولمعرفة الأمور المذكورة نحاول شرح كل منها على حدة .

1 الكفاح ضد أنانية المستبدين والديكتاتوريين

من يقود هذا الكفاح؟ طبعا الجماهير، ولكن كيف ندخل الجماهير في ساحة الحرب؟ هل يتم ذلك عبر إشعارهم بحقوقهم المهدورة؟ بلا شك أن ذلك ضروري، ولكن غير كافٍ، إذن ماذا نعمل؟ بعقيدة السيد جمال الدين أن العمل الرئيسي هو أن يؤمن الناس أن النضال السياسي وظيفة شرعية ودينية. وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن فيها للشعب أن يصمد حتى تحقيق الأهداف. إن بعض الناس يغفلون عن أن وجهة نظر الإسلام تخالف فصل السياسة عن الدين، والدين عن السياسة إذن يجب تفهيم الناس بوحدة الدين والسياسة في الإسلام.

2 التسلح بالعلوم والفنون الجديدة

الظاهر أن السيد جمال الدين لم يقم بأي خطوة عملية في هذا المجال من قبيل تأسيس مدرسة أو مراكز علمية باستثناء خطبه وكتاباته التي كان يدعو فيها الناس إلى تعلم العلوم والفنون الجديدة.

3 الرجوع إلى الإسلام الأصيل

الرجوع إلى الإسلام الأصيل، وتصفيته من الخرافات والعوالق التي التصقت به على طول التاريخ، في اعتقاد الأسد آبادي أن رجوع المسلمين إلى الإسلام الأصيل يعني، الرجوع إلى القرآن والسنة المعتبرة وسيرة السلف الصالح، فإنه لم يعتقد بأن الرجوع إلى الإسلام يعنى الرجوع إلى القرآن فقط، ذلك أنه كان يعرف جيدا بأن القرآن يعتبر الرجوع إلى السّنة ضرورية، وكان أيضاً يعرف مضرات ما يقال بـ(حسبنا كتاب الله) التي يتذرع بها البعض في كل عصر وزمان وبشكل من الأشكال لمسخ الإسلام.

4 الإيمان بالإسلام والاعتماد عليه

كان الأسد آبادي في كتاباته وخطبه يحاول أن يقنع المسلمين بأن الإسلام كعقيدة وأيديولوجية يستطيع أن ينقذ المسلمين ويحررهم. وأن ينهي الديكتاتورية الداخلية والاستعمار الخارجي حتى يصل إلى العزة والسعادة. يجب على المسلمين أن يطمئنوا بأن الوصول إلى السعادة لا يتم إلا عبر الأسلام، ولا يجوز لهم التوجه إلى العقائد الأخرى، ولذلك كان الأسد آبادي يحاول في مقالاته وكتبه أن يذكرهم بمزايا الإسلام. مثلا كان يركز على أن الإسلام يعطي للعقل والبرهان والاستدلال أهمية خاصة، أو أن التعاليم الإسلامية تركز على أهمية الشخصية الإنسانية، وقابليتها للتكامل والوصول إلى كل علو -باستثناء النبوة- وأن الإسلام هو دين العلم، دين العمل والسعي، دين الجهاد والنضال، دين الإصلاح والكفاح ضد الفساد، دين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، دين العزة ورد الذلة، دين المسئولية.كان الأسد آبادي يركز كثيرا على أصل التوحيد في الإسلام، وأن التوحيد لا يقبل إلا باليقين وبالبرهان، التوحيد المبرهن والمستدل، عامل لقلع كل جذور العقائد الباطلة.

كان يعتقد بأن المجتمع العقائدي، يجب أن يحصل على عقائده عبر البرهان واليقين، لا الظن والتخمين ولا التعبد والتقليد، وحسبه ذلك لكي لا يتأثر بالخرافات والأوهام، إذن يجب دعوة الناس إلى التوحيد الاستدلالي، حتى يكون عندهم احترام واعتبار العقل من الوجهة الدينية شيء ثابت ومؤكد.ولهذا السبب كان السيد جمال الدين يعطي للفلسفة الإلهية في الإسلام أهمية خاصة، فكان يدرس الفلسفة الإلهية، ويشجع أنصاره لتعلمها.ولكي يثبت بأن الإسلام عقيدة وأيديولوجية كاملة ولا يحتاج إلى العقائد الأخرى.بدأ بالدفاع عن الإسلام ضد الشبهات التي طرحتها أوربا على الإسلام في ذلك الوقت. كانت الشبهات التي تطرح ذلك اليوم في أوربا هي أن الإسلام دين الجبر ودين القضاء والقدر، دين ينفي حرية الإنسان، وأن العامل الرئيسي لانحطاط المسلمين هو اعتقادهم بالقضاء والقدر الجبريين. وكانوا يقولون أن الإسلام ضد العلم. وأن علة ابتعاد المسلمين عن العلم يكمن في الإسلام.ولكن الأسد آبادي دافع عبر مقالة في مجلة (العروة الوثقى) عن نظرية القضاء والقدر في الإسلام وأثبت بأنهما بمحتواهما الإسلامي لا يعتبران من عوامل الانحطاط بقدر ما يعتبران من عوامل التقدم والتعالي والرقي.وأجاب على شبهات (أرلنت نان الفيلسوف الفرنسي المعاصر له) والذي كان يتهجم على الإسلام بشدة، واعتبره ضد العلم وعاملا لانحطاط المسلمين.

5 الكفاح ضد الاستعمار الخارجي

سواء (الاستعمار السياسي) الذي كان يتدخل في الشؤون الداخلية للدول الإسلامية. أو (الاستعمار الاقتصادي) الذي وصل إلى

حد الحصول على الامتيازات الهائلة والمجحفة بحق المسلمين، وسرقة الموارد المالية والاقتصادية للعالم الإسلامي، أو (الاستعمار الثقافي) الذي جعل المسلمين في حالة فرار من ثقافتهم الاسلامية، ولا يؤمنون بما لديهم من عقائد، وبالعكس كان يطرح الثقافة الغربية على أنها الثقافة الوحيدة الإنسانية والباعثة للسعادة، إلى درجة بعض المثقفين المسلمين كانوا يعتقدون بأن الشرقيين لو أرادوا المدنية يجب أن يتغربوا من قمة رأسهم إلى أقدامهم يجب أن يكون الخط واللغة والألبسة والأدب والرسوم والعلاقات والأدب والعقائد والفلسفة والفن والأخلاق كلها غربية محضة، هذه كانت عقلية المثقفين.كان الأسد آبادي يعتقد بأن طرح مسألة (عدم الفصل بين الدين والسياسة) -في الإسلام، ضرورية لكلا الجبهتين جبهة النضال ضد الديكتاتورية وجبهة النضال ضد الاستعمار. وسعى كثيراً لإثارة الوعي الديني عند المسلمين للنضال ضد الديكتاتورية والاستعمار وكان يهتم بهذه النقطة في حركته الإصلاحية أكثر من أية نقطة أخرى.وفي مقابل أطروحة الأسد آبادي، سعت العناصر الاستعمارية كثيرا من أجل (الفصل بين الدين والسياسة) وطرحت فكرة (العلمانية)، ويعتبر (أتاتورك) بطلها، والمسيحيون في العالم العربي هم الذين روجوا لها، ذلك أن الدين إذا لم ينفصل عن السياسة، فإن المسيحيين العرب سيحسون بانعزال واغتراب في المجتمعات العربية. ولكن ليس فقط مسيحيو العرب هم الذين دعوا لنظرية (العلمانية)، بل إن عددا من المسلمين المثقفين ومن الملتزمين أيضا دعوا إلى ذلك، حتى يستطيعوا بذلك الحصول على حرية انتقاد الحكومات الإسلامية -كالحكم العثماني والمصري- التي استفادت من هذه النقطة. بعض المسلمين الذين كانوا يدافعون عن النظرية العلمانية وفصل الدين عن السياسة -من العالم العربي- لم يهدفوا بذلك إنكار هذه الحقيقة، بأن الممارسة

السياسية وظيفة دينية عند المسلمين، إنما أرادوا أن يأخذوا الشرعية الدينية من السياسيين والمسئولين في العالم الإسلامي. ولا يخفى بأن الفصل بين الدين والسياسة التي اتبعها أتاتورك جرّت تركيا إلى الذلة، والتي طبقت في إيران -على يد بهلوي- بإخراج دور الدين من السياسة، جرّت إلى فصل أهم أعضاء الإسلام من الإسلام.

6 الوحدة الإسلامية

كما يظهر أن أول من رفع شعار (الوحدة الإسلامية) أمام الغرب كان السيد جمال الدين -راجعوا كتاب دور السيد جمال الدين في بعث الشرق للأستاذ محيط طباطبائي بالفارسية- ولم يكن المقصود من الوحدة، الوحدة الدينية بين المذاهب -والذي كان أمراً غير عملي- إنما الوحدة السياسية وتشكل الصف الواحد للمسلمين أمام العدو المستثمر. كان الأسد آبادي يؤكد على أن (روح الصليبية) لازالت حية ومشتعلة من الغرب المسيحي، خصوصا في بريطانيا، إن الغرب برغم تمسكه بشعار الحرية والتندية بالعصبية، فإنه لا زال أسيرا للعصبية . خصوصا العصبية الدينية ضد المسلمين . على رغم ما كان المثقفون يحالون التنديد بالتعصب، كان الأسد آبادي يعتقد بأن التعصب الديني أمر جيد. وكان يعتقد بأن التعصب ككل شيء آخر - فيه الإفراط والتفريط والاعتدال، فالإفراط من التعصب والذي يجر الإنسان إلى الانعطاف والدفاع عن أمر بدون دليل وبالطاعة العمياء، أمر غير جيد. ولكن التعصب بمعنى التصلب والاستقامة وامتلاك حس الدفاع عن المعتقدات بمعنى التصلب والاستقامة وامتلاك حس الدفاع عن المعتقدات المعقولة والمنطقية ليس فقط أمرا لا بأس به، بل هو أمر مستحسن، وكان يقول إن الأوربيين يرون بأن المعتقدات الدينية عند المسلمين هي أحكم عامل للوحدة بينهم ولذلك يحاولون باسم محاربة التعصب والعصبية، تحطيم هذه الرابطة ولكنهم اكثر الجماعات والأديان ابتلاء بالتعصب الديني فكلا رستون ترجمة لروح بطرس الراهب، أي صورة للحروب الصليبية - عن كتاب

جولة في النظريات السياسة العربية.وبعد نصف قرن، ظهرت بوضوح الرؤية الواقعية للأفغاني وذلك عندما احتل الجيش الإسرائيلي، بقيادة أحد الضباط الأوربيين القدس، في الحرب الأولى بين اليهود والعرب، وسلمها إلى اليهود، عندها قال

/ 5