الفصل الأول في الوجود - تعلیقات علی شرح فصوص الحکم نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تعلیقات علی شرح فصوص الحکم - نسخه متنی

روح الله الخمینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید









تعليقات على شرح فصوص الحكم لسماحة آية الله العظمى الإمام الخميني مد الله ظله العالي



بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الأول في الوجود

قول المصنف " إشارة إلى بعض المراتب الكلية واصطلاحات الطائفة " " فيها حقيقة الوجود إذا أخذت بشرط أن لا يكون معها شيء " - ص10-قال الإمام الخميني دام ظله وروحي فداه بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين قوله حقيقة الوجود الخ، اعلم أنه ليس أخذ حقيقة الوجود بشرط لا أولا بشرط شيء أوغيرهما من الاعتبارات الواردة عليها كما هوظاهر عبارة المصنف فان الاعتبار والأخذ واللّحاظ وغيرها من أمثالها



من لواحق المهيّات والطبائع ولا تمشي في حقيقة الوجود بل ما هوالمصطلح عند أهل الله ليس إلاّ نتيجة مشاهداتهم والتجليّات الواردة على قلوبهم وبعبارة أخرى هذه الاصطلاحات أمّا نقشة تجليات الحق على الأسماء والأعيان والأكوان أوتجلياته على قلوب أهل الله وأصحاب القلوب ومشاهداتهم إياه فيقال أنّ الوجود إمّا أن يتجلى بالتجلي الغيبي الأحدي المستهلك فيه كل الأسماء والصفات وهذا التجلي يكون بالاسم المستأثر والحرف الثالث والسبعين من الاسم الأعظم فهومقام بشرط اللاّئية ففي هذا المقام له اسم إلاّ إنّه مستأثر في علم غيبه وهذا التجلي هوالتجلّي الغيبي الأحدي بالوجهة الغيبيّة للفيض القدس وإمّا الذات من حيث هي فلا يتجلى في مرآةٍ من المرائي ولا يشاهدها سالك من أهل الله



ولا مشاهد من أصحاب القلوب والأولياء فهي غيب لا بمعنى الغيب الأحدي بل لا اسم لها ولا رسم ولا إشارة إليها ولا طمع لأحد فيها " عنقا شكاركس نشود دام بازكير " وأمّا أن يتجلى بأحدية جمع جميع حقائق الأسماء والصفات فهومقام اسم الله الأعظم ربّ الإنسان الكامل والتجلي العلمي بطريق الكثرة الأسمائية الجامعة لجميع الكثرات الأسمائية هومقام الواحدية وقس على ذلك جميع ما ذكر في هذا المقام.



" لكن كون الرحمن تحت حيطة اسم الله يقضي بتغاير المرتبتين " " ولولا وجه المغايرة بينهما ما كان تابعاً للاسم " " الله في بسم الله الرحمن الرحيم، فافهم."



قوله في بسم الله الرحمن الرحيم، اعلم أنّ اسم الرحمن الرحيم من الأسماء الجامعة المحيطة فإن الرحمن مقام جمع بسط الوجود وظهوره من مكامن



غيب الهوية إلى الشهادة المطلقة فكلما يظهر في العلم والعين فهومن تجليات الرحمة الرحمانية والرحيم مقام أحدية جمع قبض الوجود وإرجاعه إلى الغيب فكلما يدخل في البطون ويصل إلى باب الله فهومن الرحمة الرحيمية واسم الله الأعظم مقام أحدية جمع البسط والقبض فله مقام أحدية جمع الجمع ولهذا جعلا تابعين له في بسم الله الرحمن الرحيم. هذا إذا جعلا تابعين له وأمّا إذا جعلا تابعين للاسم فالأول مقام البسط العيني والثاني مقام القبض العيني وبعبارة أخرى مقام بسط المشيّة التي هي الاسم وقبضها وللاسم مقام أحديّة جمعهما وبهذا ظهر أنّ اسم الرحمن لم يكن رب العقل الأول ولا الرحيم ربّ النفس الكلية كما ذكر الشارح. فتدبر.



" وأما في الوجود فليس إلا الذات الأحدية فقط كما أنهما "



" في الخارج شيء واحد وهوالنوع لذلك. قال أمير المؤمنين " " عليه السلام كمال الإخلاص نفي الصفات عنه " -ص11-قوله نفي الصفات عنه، فالوقوع في حجاب الأسماء والصفات شرك أسمائي وصفاتي. كما أن الوقوع في حجاب الأعيان والأكوان شرك أعظم والكمّل كما أنهم خارجون عن الحجب الظلمانيّة الكونية والأعيانية خارجون عن الحجب النوريّة الأسمائية."قبله عشقي كي آمدوبس"

الفصل الثاني في أسمائه وصفاته تعالى

" لأن الوجود يعرض العدم والمعدوم أيضاً من وجه " " وليست إلا تجليات ذاته تعالى بحسب مراتبه التي تجمعها " " مرتبة الألوهية المنعوتة بلسان الشرع بالعماء "



قوله المنعوتة بلسان الشرع بالعماء، اعلم أنه اختلف آراء أهل



المعرفة في حقيقة العماء الواردة في الحديث النبوي، سئل أين كان ربّنا قبل أن يخلق الخلق قال في عماء. فقال بعضهم أنه مقام الواحدية فإن العماء غيم رقيق بين السماء والأرض ومقام الواحدية برزخ بين سماء الأحدية وأراضي الخلقية. وقال بعضهم هوالفيض المنبسط الذي هوبرزخ البرازخ الفاصل بين سماء الواحدية وأراضي التعينات الخلقية وهذا الاحتمال أنسب بحسب بعض الاعتبارات. ويمكن أن يكون إشارة إلى مقام الفيض الأقدس أن عمّمنا الخلق، حتى يشمل تعينات الأسمائية. ويمكن أن يكون إشارة إلى الاسم الأعظم حيث يكون برزخاً بين أحدية الغيب والأعيان الثابتة في الحضرة العلمية. وهنا احتمال آخر وهوأن يكون إشارة إلى الذات والمقصود من كونه في عماء أي في حجاب الأسماء الذاتية أوإشارة إلى أحدية الذات حيث يكون في



حجاب الفيض الأقدس أوهوحيث يكون في حجاب الأسماء في الحضرة الواحدية أوهي حيث تكون في حجاب الأعيان أوالفيض المقدس باعتبار احتجابه بالتعينات الخلقية. " لأنّ ذاته تعالى اقتضت بحسب مراتب الألوهية والربوبية " " صفات متعددة متقابلة كاللطف والقهر والرحمة " " والغضب والرضا والسخط وغيرها وتجمعها النعوت الجمالية " " والجلالية إذ كلّ ما يتعلق باللطف هوالجمال وما يتعلق " " بالقهر هوالجلال ولكل جمال أيضاً جلال. " -ص12- قوله ولكل جمال، بل الأسماء كلها في الكلّ. فكل اسم بالوجهة الغيبية له أحدية الجمع بل كل الأسماء هوالاسم الأعظم كما أشار إليه باقر العلوم عليه السلام في قوله اللهم إني أسئلك من أسماءك



بأكبرها وكل اسماءك كبيرة. وإليه الإشارة في قول الصادق عليه السلام ما رأيت شيئاً إلاّ ورأيت الله فيه فالجمال ظهور الجمال والجلال باطن فيه وبالعكس فالنار صورة الغضب الإلهي وباطنها الرحمة لأنها خلقت لأجل تخليص العباد عن لوازم أعمالهم. تدبّر.



" وقد يقال الاسم للصفة إذ الذات مشتركة بين " " الأسماء كلها والتكثر فيها بسبب تكثر الصفات " " وذلك التكثر باعتبار مراتبها الغيبية التي هي " " مفاتيح الغيب. " -ص12- قوله وذلك التكثر، الفرق بين ذاك التكثر المعقول والذي ذكره بعد بقوله من وجه هوأن الأول يحصل بحسب شهود أرباب المشاهدة وأصحاب المعرفة والثاني يحصل بحسب تجليات ذاته لذاته



في الحضرة الواحدية العلمية. " وينقسم بنوع من القسمة أيضاً إلى أسماء الذات و" " أسماء الصفات وأسماء الأفعال وإن كان كلها أسماء " " الذات لكن باعتبار ظهور الذات فيها يسمى أسماء الذات " " وبظهور الصفات فيها الخ " -ص13- قوله لكن باعتبار ظهور الذات فيها، هذا الميزان الذي ذكره في تميز أسماء الذات وغيرها ليس في الذوق العرفاني بشيء بل ما يقتضى السلوك الأحلى والمشرب الأعلى هوأن السالك بقدم العرفان إذا فنى عن فعله وحصل له المحوالجمالي الفعلي تجلى الحقّ بحسب تناسب قلبه عليه فكلما تجلى الحق في هذا المقام لقلب السالك فهومن أسماء الأفعال فإذا أخبر عن مشاهداته يكون أخباراً بالأسماء الفعلية وإذا خرق



الحجاب الفعلي ومحا عن الأفعال بتجلي الحق على قلبه بالأسماء الصفاتية فكلما شهد في هذا المقام فهومن تلك الحضرة حتى إذا فنى عن تلك الحضرة وتجلى الحق له بالأسماء الذاتية فعند ذلك يكون مشاهداته من الحضرة الأسمائية الذاتية وفي كل من المقامات يكون أهل السلوك مختلفاً بحسب قوة السلوك وضعفه وجامعيّة المقام وغرها وهيهنا مقام بسط وتفصيل خارج عن عهدة هذه العجالة.



الفصل الثالث في الأعيان الثابتة والتنبيه على بعض المظاهر الأسمائية

قوله في الأعيان، اعلم أن الأعيان الثابتة هي تعين التجليات الأسمائية في الحضرة الواحدية فالتجلي في تلك الحضرة بالفيض الأقدس والمتجلي هوالذات المقدسة باعتبار التعيّن الغيبي الأحدي من .



الأسماء المستأثرة في الهوية الغيبية العمائية بحسب بعض الاعتبارات والمتجلي له هوالأسماء المحيطة أولاً والمحاطة ثانياً في الحضرة الواحدية والأعيان تعينات التجلي أوالأسماء باعتبارين فالتجلي للأسماء بالذات وللأعيان بالتبع كما أن التجليات العينيّة بحسب الفيض المقدس كذلك طابق النعل بالنّعل إلاّ أن المتجلّى هاهنا هوالذات بحسب المقام الألوهية والتجلي هوالفيض المقدس والمتجلّى له هوالوجودات الخاصة والمهيّات التي هي الأعيان الخارجية تعيّن التجلّيات أوالمتجلّى له باعتبارين والتجلّي للهويّات الوجودية بالذات وللمهيّات بالتّبع ولك أن تقول إن كنت من أصحاب السر أن التجلّيات بالفيض المقدس تجلّيات أسمائية وصفاتيّة بل كلّها تجليّات ذاتية ما من دابة إلاّ هوآخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم ولك أن تقول إنّ مرائي التجلّيات هي الأعيان .



الثابتة في العلم والعين كما هو طريقة العرفاء الشامخين. وأمّا الأسماء والصفات في العلم والعين فمذكة الهويات في التجلي بالفيض الأقدس والمقدس فصدر الأمر من حضرة الذات بالفيض المقدس والأقدس وأطاع الأعيان فوجدت إنما إمرة إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.



"وتلك الصور فائضة عن الذات الإلهية بالفيض الأقدس" "والتجلي الأول بواسطة الحب الذاتي وطلب مفاتيح الغيب" "التي لا يعلمها إلاّ هو ظهورها وكمالها... "



قوله وطلب مفاتح الغيب، فمفاتح الغيب هي الأسماء في الحضرة الواحدية وطلب المفاتح من الهوية الغيبية بالحب الذاتي الغيبي الذي هو تعين الوجهة الغيبية للفيض الأقدس وما به الطلب هو الفيض الأقدس فتجلي الذات بتعين الاسم الأول والأحد بالفيض الأقدس لطلب مفاتح



الغيب الذي هومقام الكنزية المختفية وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلاّ هو ويمكن أن يكون المفاتح هوالحضرة الأحدية التي لها أحدية الجمع للأسماء الذاتيّة بحسب مقام الكثرة الأسمائية والغيب هومقام الأسماء في الحضرة الواحدية. تنبيه ((فالجعل إنّما يتعلق بها بالنسبة إلى الخارج وليس جعلها إلاّ إيجادها في الخارج ))



ليس الجعل على طريقة أهل الله متعلقا بالوجود فانّ الوجود هوالحق بل الجعل متعلق بالمهيّة ولا فرق بينهما في الحضرة العلميّة وغيرها ولا يختص بالخارج فانّ التجلّي باسم الله أولاً وسائر الأسماء بالتّبع في الحضرة العلمية بستتبع تعيّن المهيّات وظهورها في الحضرة العلميّة والتجلّي بمقام الألوهية في الخارج يستتبع ظهورها في العين وبهذا الظهور الأستتباعي.



يقال الجعل في بعض الاعتبارات وأمّا التجلّيات الوجودية الأسمائية في العلم والعين فلا يطلق عليها المجعول والجعل الأعلى مشرب المحجوبين.



(( تنبيه آخر ))وإن كان يصل الفيض إلى كل ماله من الوجه الخاص. " الذي له مع الحق بلا واسطة " قوله من الوجه الخاص، وهو الوجهة الغيبية الأحدية التي للأشياء وقد يعبر عنها بالسرّ الوجودي وهذا ارتباط خاص بين الحضرة الأحدية وبين الأشياء بسرّها الوجودي ما من دابة إلاّ هوآخذٌ بناصيتها ولا يعلم أحد كيفية هذا الارتباط الغيبي الأحدي بل هو الرابطة بين الأسماء المستأثرة مع المظاهر المستأثرة فإنّ الأسماء المستأثرة عندنا لها المظاهر المستأثرة ولا يكون اسم بلا مظهر أصلاً بل مظهره مستأثر .



في علم غيبه فالعالم له حظ من الواحديّة وله حظ من الأحدية وحظ الواحدية معروف للكمّل والحظ الأحدي سرّ مستأثر عند الله ولكل وجهة هو موليها.



(( هداية للناظرين ))



قوله هداية للناظرين، أقول لا يخفى ما في هذا الفصل من القصور والفتور على مذهب النّاظرين والعارفين من جعل الأعيان وجودات خاصة علمية وغير ذلك خصوصاً جعل الوجودات زائداً على الكون الذهني والخارجي فتدبّر. "تتميم"الأعيان من حيث تعيناتها العدمية " "امتيازها من الوجود المطلق راجعة إلى العدم " >21> قوله تتميم، أقول هذا التتميم مخالف لذوق أصحاب المعرفة ومنافٍ



لكلماتهم بل هو معنى مبتذل مخالف للتوحيد فهل ترى أنّ مرادهم الأعيان الثابتة ما شمّت رائحة الوجود أزلاً وأبداً وأنّ العالم غيب ما ظهر قط والله ظاهر ما غاب قط ما ذكره هذا الفاضل أو لكلام أمير المؤمنين عليه السلام مع كمال لطافته هذا التوجيه الركيك بل مقصودهم كسر الأصنام ومحو الأوهام وترك الغير ورفض الشرك مطلقا.

الفصل الرابع في الجوهر والعرض على طريقة أهل الله

قوله في الجوهر والعرض الخ، والجوهر هو الوجود المنبسط والظهور القيّومي من الحضرة الإلهية وهو ظل الفيض الأقدس الإحدى أو الاسم الأعظم بالوجهة الغيبية الأحدية والأعراض تعينات الفيض القيّومي من العقل إلى الهيولى ظلّ التّعيّنات الأسمائية في الحضرة الواحديّة



والجواهر دائماً مكتنفات بالتّعيّنات العرضيّة وهي محجوبة بها ومختفية تحت أستارها كما أن الفيض الأقدس الأحدي محجوب بالأسماء الإلهية وتحت أستارها والاسم هو الجوهر المكتنف بالأغراض في العين والفيض الأحدي المكتنف بالتّعيّنات الأسمائية وما يقال أن الاسم هو الذات مع تجلّ من تجلّياته فليس عندي بمقبول إن أرادوا بها الذات من حيث هي وهيهنا تفصيل وتطويل ليس المقام مقام ذكره. "تنبيه بلسان أهل النّظر اعلم أنّ الممكنات" "منحصرة في الجواهر والأعراض"



قوله تنبيه بلسان أهل النظر، لا يخفى ان ما ذكره في هذا التنبيه مخالف لما ذهب إليه أهل النظر في باب الجواهر الجنسية والنوعية وكذلك في الأعراض العامة والخاصة فان اختلاف الجواهر الجنسية



بالجواهر الفصلية عند أهل النّظر لا بالأعراض الكلية كما قال بالجملة كل ما ذكره مخالف للتحقيق عند أهل النّظر كما هو واضح.

خاتمة في التّعيّن

قوله في التعيّن، اعلم أنّ الذات من حيث هي لا تعيّن لها أصلا فإنّ التّعيّن من أثار التجليات الأسمائية فأوّل التعيّنات هو التعيّن بالأسماء الذّاتية في الحضرة الأحديّة الغيبية وبهذا يمتاز الحضرة الأحديّة عن الحضرات الآخر ثم بهذا التعيّن صارت مبدأ للتجليّ الأسمائي فوقع التجلّيات الأسمائية في الحضرة العلمية فتعيّن كل اسم بمقامه الخاص به والتعين قد يكون وجوديا كالتعين بالأسماء الجمالية وقد يكون عدميّاً كالتعين بالأسماء الجلالية وقد يكون مركباً بل كل التعينات لها شائبة التركيب فإنّ تحت كل جمال جلال



وبالعكس وأيضاً قد يكون التعين فردياً كالتعين بالأسماء البسيطة وقد يكون جمعيّاً والجمعي قد يكون محيطاً وقد لا يكون وما يكون له أحديّة جمع التعينات هوالاسم الأعظم والإنسان الكامل.

الفصل الخامس في بيان العوالم الكلية والحضرات الخمس الإلهية

قوله والحضرات الخمس، يقال لها الحضرة باعتبار حضورها في المظاهر وحضور المظاهر لديها، فإنّ العوالم محاضر الرّبوبيّة ومظاهرها ولذا لا يطلق على الذّات من حيث هي الحضرة لعدم ظهورها وحضورها في محضر من المحاضر وفي مظهر من المظاهر وأمّا المقام الغيب الأحدي فله الاسم والمظهر والظهور حسب الأسماء الذاتية والرّابطة الغيبية الأحدية بينها وبين الموجودات بالسر الوجودي الغيبي وسيأتي



بيان الحضرات على مشربنا العرفاني. "وأوّل الحضرات الكلية حضرة الغيب المطلق وعالمها" "عالم الأعيان الثابتة في الحضرة العلمية"



قوله وعالمها عالم الأعيان، ما ذكره الشّارح من ترتيب العوالم لم يكن مطابقا للذّوق العرفاني بل أوّل الحضرات حضرة الغيب المطلق أي حضرة أحدية الأسماء الذاتية وعالمها هو السّر الوجودي الذي له الرّابطة الخاصة الغيبية مع الحضرة الأحدية ولا يعلم أحد كيفية هذه الرابطة المكنونة في علم غيبه، وهذا السّر الوجودي أعم من السّر الوجودي العلمي الأسمائي والعيني الوجودي وثانيها حضرة الشهادة المطلقة وعالمها عالم الأعيان في الحضرة العلمية والعينية وثالثها حضرة الغيب المضاف الأقرب إلى الغيب المطلق وهي الوجهة الغيبية الأسمائية وعالمها



الوجهة الغيبية الأعيانية ورابعها حضرة الغيب المضاف الأقرب إلى الشهادة وهي الوجهة الظّاهرة الأسمائية وعالمها الوجهة الظاهرة الأعيانيّة وخامسها أحدية جمع الأسماء الغيبية والشهاديّة وعالمها الكون الجامع وها هنا بيان آخر لترتيب الحضرات والعوالم لا مجال لذكره.تنبيه "فالعقل الأول والنّفس الكليّة اللّتان" "هما صورتا أم الكتاب وهي الحضرة العلمية كتابان إلهيّان"



قوله صورتا أم الكتاب، اعلم أن أمّ الكتاب كلها هي الحضرة الاسم الله بالتجلي التّام الجمعي في الحضرة الواحدية وأمّا صورة هذا الكتاب الجامع الإلهي فهو مقام الألوهية بمقامي الجمع أي الحضرة الرّحمانية والرّحيميّة وكل من الرّحمانية والرّحيميّة كتاب جامع



إلهي والأوّل أمّ الكتاب باعتبار والثاني الكتاب المبين وأما كتاب المحو والإثبات فهو مقام الفيض المطلق المنبسط بالوجهة الخلقيّة وإن شئت قلت الوجهة اليلى الحقّي أمّ الكتاب لا يتغيّر ولا يتبدّل والوجهة اليلى الخلقي هو كتاب المحو والإثبات وكيفية المحو والإثبات على المشرب العرفاني هي إيجاد جميع الموجودات باسمه الرحمن والباسط وإعدامها باسمه المالك والقهّار ففي كل آنٍ يكون الإعدام والإيجاد على سبيل الاستمرار.



"عنكبوتان مكس قديد كنند عارفان هردمي دوعيد كنند وبهذا يظهر سر الحدوث الزماني في مراتب الوجود عند أهل المعرفة فتدبّر. "وما ذكر من الكتب إنما هي أصول الكتب الإلهية وإما" "فروعها فكل ما في الوجود من العقل والنفس والقوى" "الروحانية والجسمية وغيرها"



قوله فكل ما في الوجود الخ، عند التّحقيق العرفاني كلها كتبٌ جامعة فيها مسطور كل الأحكام الإلهية كما أنّ الأسماء باعتبار كلّها جامعة لجميع الأسماء وهو جهة استهلاكها في أحدية جمع الجمع كما أشير إليه في الدعاء اللهم أني أسألك من أسمائك بأكبرها وكل أسمائك كبيرة فباعتبارها ظهور الكثرة للأسماء أعظم وغير اعظم والكتب بعضها جامعة وبعضها غير جامعة وباعتبار اضمحلالها في الجمع الأحدي كلها أعظم وجامع.



الفصل السّادس فيما يتعلّق بالعالم المثالي... وكما أن النّوم ينقسم بأضغاث

"أحلام وغيرها كذلك ما يرى في اليقظة ينقسم إلى أمور حقيقيّة" "محضّة واقعة في نفس الأمر وإلى أمور خيالية صرفة"



"لا حقيقة لها شيطانية"



قوله كذلك ما يرى في اليقظة، اعلم أن الميزان في مشاهدة الصور الغيبية هوانسلاخ النفس عن الطّبيعة والرجوع إلى عالمها الغيبي فيشاهد أوّلاً مثالها المقيّد وبعده المثال المطلق إلى الحضرة الأعيان بالتفصيل الذي يشير إليه المصنّف والانسلاخ قد يكون في النوم عند استراحة النّفس عن التّدبيرات البدنيّة فبقدر صفاء النّفس يتّصل بالعوالم الغيبية فيشاهد الحقائق الغيبية فعند ذلك يتمثّل تلك الحقيقة في مثالها حسب عادات النفس ومأنوساتها فيحتاج إلى التّعبير فكذلك ما وقع عند اليقظة لأهل السلوك من المشاهدات إلاّ أنّ الكُمّل مثل الأنبياء عليهم السلام يمثّلون الحقائق في مثالهم حسب اختيارهم ومن المثال ينزلونها إلى الملك لخلاص المسجونين في عالم الطّبيعة فتنزّل الملائكة



في عالمهم المثالي والملكي حسب قوّة روحانيتهم وكمالها فروحانية النبي هي المنزلة للملائكة الرّوحانية في المثال وفي الملك ولا ينافي ذلك ما حدث لهم من الاضطراب وشبه الإغماء عند نزول الوحي فان ضعف أجسامهم الشريفة عن تحمّل ظهور الأرواح المجردة فيها غير قوّة مقام الروحانية والجنبة الإلهية الولويّة.



الفصل السّابع في مراتب الكشف وأنواعها إجمالا

.ًقال النبي "رأيت أني أشرب اللّبن حتّى خرج الرّي من أظفاري فأعطيت" "فضلي عمر"



قوله قال النبي ص، لعل هذا الحديث مضمونه شاهدٌ على صدقه فإن رسول الله صلى الله عليه وآله حيث يكون حقيقة الاسم الأعظم



والمرآة الأتم لا يمكن أن يفضل منه ما هو من سنخ العلم.



الفصل التّاسع في بيان خلافة الحقيقة المحمدية

"ص"وإنها قطب "الأقطاب لما تقرر أنّ لكل اسم من الأسماء الإلهية" "صورة في العلم مسماة بالمهيّة و...فاعلم أنّ تلك الحقيقة" "هي التي تربّ صور العالم كلّها بالرّب الظاهر فيها الذي" "هوربّ الأرباب لأنّها هي الظّاهرة في تلك المظاهر"



قوله هي التي ترب صور العالم، اعلم أنّ لكل موجود جهة ربوبية هي ظهور الحضرة الرّبوبيّة فيه وكل تأثير وفاعليّة وإيجاد في العالم فهو من الرّب الظاهر فيه فلا مؤثّر في الوجود إلا الله إلاّ أنّ المرائي مختلفة في ظهور الرّبوبيّة فربّ مرآة ظهر فيها الرّبوبيّة المقيّدة المحدودة على حسب مرتبتها



من المحيطيّة والمحاطية حتى تنتهي إلى المرآة الأتمّ الأحمديّة التي لها الرّبويّة المطلقة والخلافة الكليّة الإلهية ازلاً وأبداً فجميع دائرة الخلافة والولاية من مظاهر خلافته الكبرى وهوالأوّل والآخر والظاهر والباطن وجميع الدعوات دعوات إليها وهي مرجع الكل ومصدره ومبدء الكل ومنتهاه والله من ورائهم محيط.

الفصل الثّاني عشر في النّبوّة والرسالة والولاية

قوله في النّبوّة، اعلم أنّ العبد السّالك إلى الله بقدم العبودية إذا خرج من بيت الطبيعة مهاجراً إلى الله وجذبه الجذبات الحبّيّة السّريّة الأزليّة وأحرق تعينات نفسيّة بقبسات نار الله من ناحية شجرة الأسماء الإلهية فقد يتجلى عليه الحق بالتجلّي الفعلي النّوري أوالنّاري أوالبرزخي الجمعي .



حسب مقامه في الحضرة الفيض الأقدس ففي هذا التجلّي يرى بعين المشاهدة من منتهى نهاية عرش الشهود إلى غاية قصوى غيب الوجود تحت أستار تجلّياته الفعلية فيفنى عين العالم في التجلي الظهوري عنده فإذا تمكن في المقام واستقام وذهب عنه التّلوين يصير الشهود تحققاً في حقه فيصير الله سمعه وبصره ويده كما في الحديث وهذا حقيقة قرب النّوافل فيصير العبد مخلعا بخلعة الولاية فيكون حقاًّ في صورة الخلق فيظهر فيه باطن الرّبوبيّة التي هي كنه العبودية ويصير العبودية باطنه وهذا أوّل منازل الولاية واختلاف الأولياء في هذا المقام والمقامات الآخر حسب اختلاف الأسماء المتجليّة عليهم فالولّي المطلق من ظهر عن حضرة الذّات بحسب المقام الجمعي والاسم الجامع الأعظم ربّ الأسماء والأعيان فالولاية الأحمديّة الأحديّة الجمعيّة مظهر الاسم الأحدي الجمعي



وسائر الأولياء مظاهر ولايته ومحال تجلياته كما أن النّبوات كلّها مظاهر نبوته وكل دعوةٍ دعوةٌ إليه بل دعوته فكما أن لا تجلّي أزلاً وأبداً إلا التجلّي بالاسم الأعظم وهوالمحيط المطلق الأزلي الأبدي كذلك لا نبوة ولا ولاية ولا إمامة إلاّ نبوته وولايته وإمامته وسائر الأسماء رشحات الاسم الأعظم وتجلياته الجمالية والجلالية وسائر الأعيان رشحات العين الأحمدي وتجلّيات نوره الجمالي والجلالي واللّطفي والقهري فالله تعالى هو الهو المطلق وهو صلى الله عليه وآله الولّي المطلق ونحن بحمد الله وحسن توفيقه أفردنا رسالة عزيزة في هذا المقصد الأسنى والمقصود الأعلى والصلاة عليه وآله.



"وبعد فلنشرع في بيان أسرار ما تضمّنه الكتاب إلى قوله و"لمّا كان الحمد والثناء مترتباً على الكمال ولا كمال إلاّ لله ومن "



"الله كان الحمد لله خاصّة وهو قوليٌّ وفعليٌّ وحاليٌّ أمّا القولي "فحمد اللّسان وثنائه عليه بما أثنى به الحق على نفسه على"لسان الأنبياء عليهم السّلام "



قوله فحمد اللّسان، اعلم أنّ الحمد هو إظهار كمال المحمود واعلان محامده فالقولي منه ظاهرة وأمّا الفعلي والحالي فليسا كما ذكره الشّارح الفاضل فإنّ الإتيان بالأعمال ابتغاء لوجه الله ليس حمداً بل الحمد الفعلي عبارة عن إظهار كمال المحمود بالعمل فالعبادات والخيرات باعتباراتها إظهار كماله والثناء على ذاته وأسمائه وصفاته حمد له تعالى إلاّ أنّها مختلفة في باب الحمد والثناء فربّ عبادة أنّها ثناء الأسماء الجمالية والجلالية واللطفية أوالقهرية فقد تكون ثناء الله بحسب مقامه الجامع واسمه الأعظم كالصلاة التي لها مقام الجامعية وفيها الثناءات الثلاثة ولهذا اختصّت بأنّها عبادة ليلة .



المعراج الذي هو مقام القرب الأحمدي الأحدي المحمّدي واختصّت بثناء الله تعالى نفسه بها كما ورد عن جبرائيل عليه السّلام أنّه قال رسول الله صلى عليه وآله أنّ ربّك يصلي فعلى هذا يكون كل العبادات والخيرات باعتبار إظهار المحامد حمداً بل كل الملكات الفاضلة باعتبار إظهار محامد الله حمداً وقس على ذلك الحالي من الحمد لا كما ذكره الشّارح "وإما حمده ذاته في مقامه الجمعي الإلهي قولا فهوما نطق " "به في كتبه وصحفه من تعريفاته نفسه بالصفات الكمالية" قولهوإما حمده ذاته في مقامه الجمعي، أقول ليس ما ذكر حمده في مقامه الجمعي الإلهي بل هو حمده في مرآته التّفصيليّة كما أنّ سمع وبصر العباد سمعه وبصره في المرآة التّفصيليّة إلاّ أنّ القرآن له المقام الجمعي في ليلة القدر الجمعي الأحمدي وسائر الكتب الإلهية لها المقام التّفريقي



في اللّيالي التّفريقية وأمّا حمده ذاته في مقامه الجمعي الإلهي بحسب القول والفعل بل والحال فواحد ذاتاً مختلف بحسب تكثير الأسماء والصفات فالتجلي الأسمائي بالفيض المقدس قوليّ باعتبار شق أسماع الممكنات والأعيان وفعلي باعتبار إظهار كماله وجماله وجلاله وحاليّ باعتبار استهلاكه في حضرة الأسماء والصفات والذات والتجلي بالفيض الأقدس قوليّ باعتبار شقّ أسماع الأسماء وفعليّ باعتبار إظهار ما في السّر الأحدي من الأسماء الذاتية وحاليّ وهو معلوم فهو تعالى حامد بلسان الذاّت ومحموده الذاّت وحامد بلسان الأسماء ومحموده الذات والأسماء وحامد بلسان الأعيان ومحموده هما مع الأعيان وكلّها في الحضرة الجمعية والتّفصيلية بل كلها حامد ومحمود حتى أنّ الذات حامد الأسماء والأعيان كما لا يخفى على أولي الأبصار والقلوب.



"والسالك على الطريق الثّاني وهو الطريق الأقرب هو" "الذي يقطع الحجب بالجذبات الإلهية"



قوله وهو الطريق الأقرب،أقول ولكن ليس لهذا السلوك ميزان يعرفه أهل السلوك والارتياض بل هو سلوك سرّي يحصل بجذبةٍ خاصة إلهية ليس قدم السّالك دخيلاً فيها وأمّا الطريق الأوّل فهوالطريق المستقيم الذي ندب إليه الأنبياء عليهم السلام ولابد للسالك من سلوك الطريق المتعارف إلاّ أن يحصل له الجذبة الخاصة فيصير تحت قباب الكبرياء ولا يخفى أنّ ذلك السلوك الذي هو بالجذبة أيضاً بوساطة الأنبياء والكمّل بالوجهة الخاصّة وإن لم يكن بناء الدّعوة عليه. "وقوله من المقام الأقدم إشارة إلى المرتبة الأحدية الذاتية التي" "هي منبع فيضان الأعيان واستعداداتها في الحضرة العلمية أولاً الخ"



قوله من المقام الأقدم، متعلق بقولة منزل الحكم والمعنى أنّ تنزيل الحكم التي هي مقام أحدية الطريق المستقيم على قلوب الكلم يكون من المقام الأقدم الأحدي بالفيض الأقدس والوجهة الخاصّة الأحدية فبهذه الوجهة تكون للحكم أحدية جمعية إلهية وأمّا بالوجهة الكثرة الأسمائية والدول الواقعة من الحضرة الواحدية فالدّول مختلفة باختلاف الأسماء والشرائع متكثرة بتكثّر الحقائق الغيبية الأسمائية وصاحب المقام الأقدم الأحد في التجلي الأقدس ومقام جمع الأسمائي في الحضرة الواحدية هوالنبي الختمي الذي له الأولية والآخرية والظاهرية والباطنية وممّا ذكرنا يسقط كثير من كلمات الشارح الفاضل وعلى ذلك يمكن أن يكون الأمم في قوله لاختلاف الأمم هي الأمم الأسمائية والملل والنحل هما اللذان في الحضرة الأعيان.



"وإمداد النبي الهمم من خزائن الجود والكرم الذي للحضرة" "الإلهية إنما هو لقطبيّته وخلافته فالخزائن لله والتصرف لخليفته"



قوله فالخزائن لله والتّصرف لخليفته، والخليفة يتصرّف في ملك المستخلف له بما شاء وتلك الخلافة لا تحصل إلاّ بعد تصرف الحق في العبد بما شاء وكما شاء وذلك إلى غاية أفق الفناء وإذا فنى عن نفسه ذاتاً وصفةً وفعلاً لا يكون تصرف ومتصرف ومتصرف فيه إلاّ من الله ولله وفي الله وإذا رجعه إلى مملكته وقعت المجازات الإلهية بتصرف العبد في الخزائن فبوجه الخزائن لله والتصرف للعبد وبوجه الخزائن والتصرف لله وبوجه هما للعبد وبوجه عكس الأول تدبّر. "قوله بالقيل الأقوم متعلق بالممد أي ممد الهمم"



"بالقول الأصدق الأعدل الذي لا انحراف فيه ......"



قوله بالقيل الأقوم، أقول يحتمل أن يكون متعلقا بقوله ممدّ الهمم أي كل همة من أصحاب القلوب والكمّل بإمداد همته صلى اللّه عليه وآله بل كلّ همّة ظلّ همّته ومظهر قدرته على القول الأقوم الموافق لذوق أهل المعرفة فانّ كل النّبوات والولايات ظل نبوته الذاتية وولايته المطلقة ولا يكون دعوة إلاّ إليه ولا دعاء إلاّ له ولا إحسان الاّ به قال تعالى "وقضى ربك ألا تعبدوا إلاّ اياه وبالوالدين إحسانا " فهو صلى عليه وآله أحد الأبوين الروحانّيين وخليفته المتّحد معه في الروحانية أحد الأبوين كما قال صلى عليه وآله "أنا وعلي أبوا هذه الأمة "وهذا أحد معاني قضاء الرّبّ وأحد معاني الوالدين ويحتمل أن يكون متعلّقاً بقوله من خزائن الجود والكرم أي القول الأقوم الموافق



لكشف أهل المعرفة أن تصرّفه وامداده على الهمم لا الاّ من خزائن الجود الإلهي والكرم الربوبي ولا يكون له الاستقلال في التّصرّف بل له الخلافة في جميع العوالم خلافة في الظّهور والتّصرف فبظهوره ظهرت الأسماء من غيب الهوية إلى حضرة الشهادة وتصرّفه عين تصرّف حضرات الأسمائية وما ذكرنا أولى ممّا احتمله الشارح الفاضل كما لا يخفى "قوله خذه واخرج به إلى النّاس أي خذه منيّ في سرك وغيّبك "واخرج به إلى عالم الحس والشهادة بتعبيرك إيّاه وتقريرك معناه" بعبارة تناسبه واشارة توافقه "



قوله بتعبيرك إيّاه، أقول ليس ما ذكر تعبيراً بل تنزيل فانّ ما تلّقاه سرّ أهل المعرفة من الكمّل في الحضرة الغيبيّة الروحانيّة لا يكون له صورة مثاليّة أو ملكيّة فاذا تصوّر في الحضرة الخياليّة بصورة مناسبة مثالية



يتنزّل من مقامه الأصلي وموطنه الرّوحاني وإذا تصور بصورة ملكيّة يتنزّل مرتبة أخرى فالتنزّل من مقام الغيب إلى الشهادة تنزيل والرجوع من الشّهادة إلى الغيب تعبير في الرؤيا وتأويل في المكاشفة ومن هذا القبيل تنزيل الكتاب من عند الله بحسب المراتب السبع التي للعوالم أو للإنسان الكامل فمراتب التنزيل سبعة كما أنّ مراتب التأويل سبعة وهي بعينها بطون القرآن إلى سبعة أبطن إجمالاً وسبعين تفصيلا بل سبعين ألف وباعتبار لا حدّ له يقف عنده والعالم بالتّأويل من له حظ من المراتب فبمقدار تحققه بالمراتب له حظ من التّأويل إلى أن ينتهي إلى غاية الكمال الإنساني ومنتهى مراتب الكمالي فيصير عالما بجميع مراتب التّأويل فهو كما يتلو الكتاب من الصّحيفة المباركة الحسّيّة التي بين أيدينا يقرء من صحيفة عالم المثال وعالم الألواح والأرواح إلى العلم الأعلى إلى الحضرة التجلّي



إلى الحضرة العلم إلى الاسم الأعظم وهو الرّاسخ في العلم وإنما يعرف القرآن من خوطب به.قوله ثمّ بالفهم فصّلوا مجمل القول وأجمعوا، أي بالذوق الحاصل من تعليم رسول الله صلّى الله عليه وآله فصّلوا حقيقة المعارف والتّجلّيات الحاصلة للأنبياء العظام عليهم السلام في المرائي التّفصيلية التي هي الأعيان التّابعة لهم وأجمعوا بإرجاع كل كثرة إلى أحديّة الجمع أو فصّلوا فصوص الحكم والمعارف الحاصلة للأنبياء عليهم السّلام في المرائي التّفصيلية التي هي أنفسكم بالتّحقق بمقامهم ثمّ أجمعوا بإرجاع كلّ إلى صاحبه الذي هو النّبي صاحب الفصّ المذكور في الكتاب وأمّا ما ذكره



الشّارح الفاضل من التّفصيل والإجمال فليس بشيء عند أهل المعارف كما لا يخفى قوله ثمّ منّوا على طالبيه ولا تنعوا، وهذه المنّة من المنن المحمودة التي من عطاء الله وهدايته وميزان المنّة المحمودة والمذمومة هو أنّ كل منّة كانت خالصة من شائبة أنانية النّفس واستقلالها وتكون من جهة عطاء الله تعالى فهي من المنن المحمودة وكلّ منّة تكون للنّفس فيها قدم وللأنانيّة فيها دخالة فهي من المذمومة وهذا الكتاب لمّا كان بحسب مكاشفة الشّيخ من عطيّات رسول الله صلّى الله عليه وآله ومنحه وهي بعينها عطيّات الله تعالى تكون هداية الطالبين وإرشاد المسترشدين إليه من هذه الحيثيّة من المنن الممدوحة بشرط خلوص الهادي المرشد عن شائبة تصرف النّفس والشّيطان أعاذنا الله منهما وجميع الطالبين.



هذه الرّحمة التي وسعتكم فوسعوا

قوله هذه الرّحمة، يحتمل أن يكون مفعولا لقوله لا تمنعوا أي لا تمنعوا هذه الرّحمة التي وسعتكم فوسعوها شكراً وامتناناً ويحتمل أن يكون مفعولاً لقوله فوسعوا وظاهر كلام الشّارح أنّ هذه مبتدأ وخبرها الرّحمة وهو بعيد. "قوله فأوّل ما ألقاه المالك على العبد من ذلك مبتدأ" "خبره قوله فصّ حكمة إلهية"



قوله فأوّل ما ألقاه الخ، لمّا كان الحق تعالى شأنه بمقام مالكيّته يتصرّف في قلوب الأولياء والكمّل الذين خرجوا عن العالمين الذين هم تحت التّربية الإلهية ويكون هذا التّصرفالمالكي بالتّجلّيات الإلهية والجذبات الباطنيّة من الحضرة الغيبيّة والأسماء الباطنيّة ويكون



قلب العارف في هذا المقام مملوكاً للمولى غير مُتصرّف فيه غيره قال الشّيخ أوّل ما ألقاه المالك على العبد فالرّب من الأسماء الظّاهرة الجماليّة وهو مختص بالعالمين والمالك من الأسماء الباطنة الجلاليّة وهو مختص بالعباد المجذوبين الفانين قال تعالى الحمد لله رب العالمين الرّحمن الرّحيم مالك يوم الدّين فالرّبويّة للعالمين والمالكيّة ليوم الدّين وهو يوم التّجلّي التّام الواحدي قال لمن الملك اليوم لله الواحد القهّار. الفصّ الآدمي "فصّ حكمة إلهية في كلمة آدميّة" "ولا يجوز أن يقال المراد بالمالك هو الحق وبالعبد هو" "النّبي



لما يلزم من إساءة الأدب وإن كان عبداً له" "ورسولاً منه"



هذا من سوء الأدب على الله بل على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فان العبودية من أعظم افتخارات النبي



. "ومعنى الحكمة ما ذكر من أنّها علم بحقائق الأشياء على" "ما هي عليه وعمل بمقتضاه"



قوله ومعنى الحكمة، أقول ليس معنى الحكمة في لسان أهل الله ما ذكره الشّارح وليست الحكمة الفائضة على الأنبياء عليهم السّلام ما ذكرها بل الحكمة عبارة عن معرفة الله وشئونه الذّاتيّة وتجلّياته الأسمائيّة والأفعاليّة في الحضرة العلميّة والعينيّة بالمشاهدة الحُضوريّة والعلم بكيفيّة المناكحات والمراودات والنّتائج الإلهية في الحضرات الأسمائيّة والأعيانيّة بالعلم الحضوري ويمكن أن يكون الحكمة هي العلم بكمال الجلاء والاستجلاء فانّ كمال الجلاء ظهور الحق في المرآة الأتمّ وكمال الاستجلاء شهوده نفسه فيها فتدبّر.



"ويجوز أن يكون تلك الأعيان الأعيان الخارجيّة لذلك" "قال وإن شئت قلت أن يرى عينه أي عين الحق فانّ جميع"

الحقائق الأسمائيّة في الحضرة الأحديّة عين الذّات

قوله ويجوز أن يكون تلك الأعيان، لا يجوز أن يكون المراد بالأعيان الأعيان الخارجيّة ولا الأعيان الثّابتة فانّ غاية الخلقة والتّجلّي لا تكون غير الذات والأسماء وأيضاً الأعيان هي المرآة للتجلّيات لا عينها وهذا موافق للحديث القدسي كنتُ كنزاً مخفيّا فأحببت أن أعرف أي أحببت أن أعرف ذاتي بمقام الكنزيّة التي هي مقام الواحديّة التي فيها الكثرة الأسمائيّة المختفية فخلقت الخلق لكي أتجلّى من الحضرة الأسمائيّة إلى الأعيان الخلقيّة واعرف نفسي في المرائ التّفصيليّة. "إشارة إلى أنّ هذه الجمعيّة حاصلة لها من أمور ثلاثة"



"دائرة بينها أوّلها راجع إلى الجناب الإلهي وهوالحضرة"

الواحديّة حضرة الأسماء والصّفات

قوله إلى الجناب الإلهي، أي أنّ زعم القوى لنفسها الجمعيّة الإلهية ناشٍ أمّا من ظهور الحضرة الإلهية الأسمائيّة فيها بمقامها الجمعيّة الإلهية واحديّة الجمع الاستهلاكي فإنّ كل موجود من هذا الوجه له الجمعيّة وأمّا ما ذكره الشّارح من الوجه الخاص فهو مختص بالمقام الأحدي كما قال تعالى ما من دابّة إلا هوآخذ بناصيتها وأمّا من ظهور حضرة حقيقة الحقائق الجامعة لجميع الحقائق فيها وحقيقة الحقائق عبارة عن التّجلّي العيني القيّومي بالمقام الجمعي الأحدي الاستهلاكي وهذا هو مقصود الشّيخ من الجوهر في كتاب إنشاء الدّوائر لا ما ذكره الشّارح كما لا يخفى على من اطلع على اصطلاحهم في الجوهر والعرض وأمّا من



ظهور الطّبيعة الكلّيّة فيها وحظّها منها والطّبيعة الكلّيّة مظهر حضرة القابل المربوط بالفيض الأقدس في المقام الجمعي ثمّ اعلم إنّ الجمعيّة الإلهية من هذه الوجوه ومن الوجه الأحدي غير المذكور في الكتاب ليست ميزان الخلافة الإلهية والمنصب العالي فإنّ هذه لكل موجود دان أوعال والتي هي ميزان الخلافة والولاية ما يكون بالطّريق المستقيم وظهور الكثرات الأسمائي على ميزان الاعتدال وليس المقام مقام شرح الحال والقوى لما حجبت عن ذلك المقام زعمت ما زعمت. "وقال أبوبكر العجز عن الإدراك إدراك"



قوله وقال أبوبكر، أقول ليس العجز عن درك الإدراك إدراكاً بل إدراك العجز الْكذائي إدراك كما يقال غاية عرفان أهل المعرفة إدراك العجز عنها ولعلّه سمع شيئاً ولم يحفظه فقال ما قال.



"فسمّي هذا المذكور إنساناً وخليفته فأمّا إنسانيّته فلعموم" "نشأته وحصره الحقائق كلّها وهو للحق بمنزلته إنسان"

العين من العين

قوله فأمّا إنسانيّته الخ، لما فهم الشّارح من كلام الشّيخ وجهين للتّسمية تكلّف في الوجه الأوّل بما تكلّف ولكن الظّاهر من كلامه أنّ الوجه في تسميته إنساناً أنّه من الحق بمنزلته إنسان العين منها وقوله فلعموم نشأته وحصره الحقائق كلّها توطئة ومقدّمة للمقصد وحاصل كلام الشّيخ أنّ الإنسان لما كان نشأته عامّة لجميع شئون الأسمائي والأعياني حاصرة للحقائق الإلهية والكونيّة يكون مرآةً لشهود الحقائق كلّها ويكون منزلته من الحق في رؤية الأشياء منزلة إنسان العين من العين ولهذا سمّي إنساناً فالإنسان الكامل كما إنّه مرآة شهود الحق ذاته



كما أفاد الشّيخ سابقاً مرآة شهوده الأشياء كلّها. "وكما أنّ إنسان العين هو المقصود والأصل من العين إذ به" "يكون النّظر ومشاهدة عالم الظّاهر الذي هو صورة الحق" "كذلك الإنسان هو المقصود الأوّل من العالم كلّه إذ به يظهر" "الأسرار الإلهية والمعارف الحقيقيّة المقصودة من الخلق..." >70>قوله وكما أنّ إنسان العين، ليس مقصود الشّيخ ما ذكره الشّارح فإنّه على ذلك تَمْثيل بَعيد بل منظوره أَنَّ الإنسانْ مرآة مشاهدة الأشياء فالحق به ينظر إلى الخلق كما أَنّ العين بإنسانها ينظر إلى الموجودات وأمّا ما ذكره من كونه إشارة إلى نتيجة قرب الفرائض فحق وأمّا نتيجة قرب الفرائض والنّوافل فليست كما ذكرها بل الفناء الذّاتي أيضاً من قرب النّوافل والتّفصيل لا يليق بالمقام.



"فتمّ العالم بوجوده أيْ لمّا وجد هذا الكون الجامع تمّ" "العالم بوجوده الخارجي لأنّه روح العالم المدبّر له والمتصرّف " "فيه ولا شك أنّ الجسد لا يتم كماله إلاّ بروحه التي تدبّره" "وتحفظه من الآفّات وإنّما تأخّر نشأته العنصريّة في الوجود العيني الخ" >71>قوله وإنّما تأخّر نشأته العنصريّة، أقول تأخّره باعتبار كونه الأرض السّابعة وأسفل السّافلين فلمّا وقع في الحجب كلّها أمكن له خرقها فهو آخر الآخرين كما هو أوّل الأوّلين فله الرّجوع إلى نهاية النهايات وغاية الغايات فهم المتنزّل من غيب الهويّة إلى الشّهادة المطلقة فهو ليلة القدر وله الخروج من جميع الحجب بظهور يوم القيامة فيه فهو يوم القيامة فاستنار نور الأحدي في تعين الأحمدي ليلة القدر ولعلّ قوله تعلى إنّا أنزلناه في ليلة القدر إشارة إليه على بعض البطون وطلوع نوره تعالى من وراء



حجابه الأقرب يوم القيامة ولعلّ قوله تعالى سلام هي حتّى الفجر إشارة إلى ذلك فهو صلّى الله عليه وآله على سلامة من تصرّف الشيطان وقذارات الشّرك وغلبة الوحدة على الكثرة والكثرة على الوحدة في تمام ليلة القدر إلى مطلع الفجر من يوم القيامة. "وذلك المرور إنّما هو لتهيئة استعداده للكمالات اللاّئقة" "به ولإجتماع ما فصل من مقام جمعه من الحقائق والخصائص" "فيه وللأشهاد والإطلاع على ما أريد أن يكون خليفة عليه..."



قوله وللأشهاد والإطلاع الخ، اعلم أنَّ نزول الخليفة والقطب في مراتب التّعيّنات الخلقيّة وتطوّره بالتّطوّرات الأرضيّة والسّماويّة لم يصر أسباب احتجابه عن الخلق والحقّ وعن مراتب الوجود فالولي والخليفة شاهدان للحضرات الأسمائيّة والتّعيّنات التي هي الأعيان الثّابتة في الحضرة العلميّة



عند كينونتهما فيها من غير احتجاب وكذلك يشهدان مراتب النّزول الأسمائي والأعياني في الحضرة الغيب والشّهادة إلى أن نزلا إلى الشّهادة المطلقة فهما ذاكران للمراتب كلّها قال بعض أهل الذّوق أنّ حقيقة المعراج هو التّذكّر للأيّام السّالفة والأكوان السّابقة حتّى ينتهي إلى تذكّر الحضرة العلميّة وهذا في تحقيق حقيقة المعراج وإن كان خلاف التّحقيق لكن التّذكر المذكور حق. "وقولهم عدم رضاهم بذلك وإنكارهم له النّاشئين من" "احتجابهم برؤية أنفسهم وتسبيحهم عن مرتبة من هو أكمل منهم..." >77>قوله وقولهم عدم رضاهم الخ، ليس الكلام النّفسي منهم مجرّد الرّضا بل الكلام له حقيقة أخرى غير العلم والإرادة والكراهة والرّضا فعند تكثير الأسماء واعتبار مقام الواحديّة والكثرة الاسمائيّة لا يرجع الصفات بعضها إلى بعض لا الإرادة إلى العلم بالنّظام كما هو المشهور بين



الحكماء المحجوبين ولا السّمع والبصر إلى العلم ولا العلم إليهما كما هورأي الشّيخ المقتول شهاب الدّين فالكلام النّفسي في الحضرة العلميّة عبارةٌ عن التّجلّي الحبّي المظهر للمكنون الغيبي على الحضرات الأعيانيّة في التجلّي الواحدي كما أنّ السّمع عبارة عن مقارعة خاصّة بين هذا التّجلّي والتّجلّي العلمي الحاصل بعده وليس المقام مقام بسط هذه الحقائق. "وذلك لأنّه اتّصف بالوجود والأسماء والصّفات لازمة" "للوجود فوجب أيضاً اتصافه بلوازم الوجود وإلاّ لزم"

تخلّف اللازم عن الملزوم...



قوله والأسماء والصّفات لازمة للوجود، أقول بل هي عين الوجود في الحضرة الجمعيّة ومستهلكة في الحضرة الأحديّة ولمّا كان العالم ظهور حضرة الجمع ففيه كل الأسماء والصفات بطريق الظهور ووزان



الوجوب وزان سائر الأسماء والصّفات فالعالم واجب بوجوب ربّه كما أنّه حيّ بحياة ربّه عالم بعلم ربّه ففي الخليفة يكون كل ماله فهي على صورته. "فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا"



أي شهودنا للحق شهود أنفسنا فإنّ الواصل إلى عالم العلم أيضاً يشهد عينه الثّابتة في الحضرة العلميّة فيشهد الحق في حجاب عينه الثّابتة. "وليس ذلك الفارق إلاّ افتقارنا إليه في الوجود وتوقّف" "وجودنا عليه لإمكاننا وغناه عن مثل ما افتقرنا إليه..."



قوله وليس إلاّ افتقارنا إليه، وهذه الكثرة الإفتقاريّة ليست مثل الكثرات الأخرى بل هي تؤكّد الوحدة وترفع البينونة ولهذا قال صلّى الله عليه وآله الفقر فخري فالعالم إذا كان في حجاب نفسه يكون مفترقاً وممتازاً بالافتراق البينوني وإذا خرج عن حجاب نفسه وتعلّق بعزّ قدسه وافتقر وفنا عن



ذاته رفع الغيْريّة وإذا تمّ الفقر فهو الله أي الهويّة له لا لغيره. "وهذا الكلام إنّما هو بحسب الدّار الآخرة وأمّا بحسب" "الدّنيا فهي متناهية فلا ينبغي أن يتوهم أنّه قائل بقدم الدّنيا..." >85>قوله إنّما هو بحسب الدّار الآخرة الخ، أقول ما ذكره الفاضل الشّارح في كمال السّقوط فإنّ خراب الدّنيا وزوالها لا ينافي بقاء السّلطنة الأسمائيّة في عالم الملك فإنّ الرّحْمانيّة و الرّحيميّة والرّبوبيّة والمالكيّة التي ذكرت في مفتتح كتاب الله تعالى من الأسماء المحيطة الدّائمة التّجلّي فكلّما ظهر وانبسط باسمه الرّحمن وهدى إلى الصّراط المستقيم باسمه الرّحيم وربّي بأنواع التّربية باسمه الربوبي بطن وقبض باسمه المالك ثمّ تجلّى باسمه الرّحمن إلى الحضرة الشّهادة المطلقة ورجع إلى الباطن والله تعالى كل يوم في شأن جديد ولا تكرار في تجلّيه والعالم دائماً في الظّهور والبطون



من الأزل إلى الأبد والله من ورائهم محيط. "وكون الإنسان مخلوقاً على صورته تعالى وذلك لأنّ" "الهيبة قد يكون من الصّفات الفعليّة كما يقول هذا"

السّلطان مهيب أي له عظمة في قلوب النّاس...

قوله لأنّ الهيبة قد يكون من الصّفات الفعليّة، أقول الهيبة ظهور الجلال الإلهي في الحضرة الإنسانيّة وهي دائماً يوجب الدّهشة والهيمان والقهر فإنّ ظهور هيبة السّلطان في قلب الرّعيّة يوجب مقهوريّتها فالهيبة دائماً من الصّفات الفعليّة كما أنّ الأنس ظهور الجمال الإلهي في النّشأة الإنسانيّة وفي كل جمال جلال وفي كل جلال جمال وفي كل عظمة وهيبة انس ورحمة وفي كل انس وجمال عظمة وهيبة. "لكونه الجامع لحقائق العالم ومفرداته أي لكون الإنسان"



"جامعاً الحقائق العالم التي هي مظاهر للصفات الجماليّة"

والجلاليّة كلّها وهي الأعيان الثّابتة

قوله لحقائق العالم، الحقائق هي الأعيان والأسماء بأحديّة جمعها والمفردات هي هما باعتبار الكثرة والتّفصيل فالإنسان الكامل له أحديّة الجمع للأسماء والأعيان وبهذا المقام له مظهريّة الحضرة الأحديّة الجامعة وله مقام الكثرة التّفصيليّة وبه يكون مظهراً للحضرة الواحديّة. "أيْ وصف الحق نفسه بلسان نبيّه (ص) بالحجب الظّلمانيّة" "والنّوريّة كما قال أنّ لله سبعين ألف حجاب من نور وظلمة"



قوله بالحجب الظّلمانيّة الخ، يمكن أنْ يكون الحجب النّوريّة هي الحضرات الأسمائيّة التي هي حجاب طلعة الذّات ونوريّتها باعتبار



ظهور الذّات فيها وكونها كوجه المرآة الصّقيل وفي هذا الاعتبار الحجب الظّلمانيّة هي الأعيان في النشأة العلميّة والواحديّة وظلمانيّتها باعتبار كونها كخلف المرآة ولولا الحجب الظّلمانيّة التي هي بمنزلة زيبق خلف المرآة ما ظهر الذّات في الحجب الأسمائيّة لشدّة نوريّتها وكمال فنائها في الذّات واضمحلالها تحت قهر كبريائه فالحق ظاهر في الحجب النّوريّة باعتبار الحجب الظلمانيّة ويمكن أنْ يكون الحجب النّوريّة هي ظهور الأسماء في النّشأة الظّاهرة والأعيان الظّاهرة الخارجيّة هي الحجب الظّلمانيّة باعتبار ما ذكرنا فاعرف واغتنم. "فالعالم بين لطيف وكثيف أي كما أنّ الحق موصوف بالحجب" "الظّلمانيّة والنّورانيّة كذلك العالم موصوف بالكثافة واللّطافة" "فهو دائر بين الكثيف واللّطيف"



قوله فالعالم بين لطيف وكثيف الخ، أي العالم لمّا كان بين لطيف هو مقام روحانيّته وكثيف هو مقام جسمانيّته فهو حجابٌ على نفسه التي هي عينه الثّابتة فإذا كان هو حجاب نفسه وذاته فلا يدرك نفسه فضلاً عن إدراك الحقّ فلا يدرك الحق نحو إدراك الحق لنفسه فإنّه يدرك الحق من وراء الحجب بل يدرك نفسه من ورائها أو فلا يدرك الحق مثل إدراك نفسه التي هي عينه الثّابتة فإن الحجاب بينه وبينها أقل من الحجاب بينه وبين الحق فتدبّر. "فلا يزال في حجاب لا يرفع أيْ فلا يزال العالم" "في حجاب لا يرفع بمعنى أنّه محجوب عن الحق بانيّته" "ولا يقدر على معرفته ولا على معرفة نفسه..."



قوله فلا يزال في حجاب لا يرفع، أي لمّا كان الإنسان عين الحجاب



على نفسه وهو دائماً في حجاب تعيّنه ونفسيّته فلا يدرك الحق من غير حجاب ولوعرف نفسه عرف ربّه من وراء حجاب نفسه والإنسان الكامل المطّلع على حقائق الأسماء وفي الحضرة الواحديّة يطّلع عليها من وراء حجاب عينه الثّابتة وإن كان لا حكم لهذا الحجاب فلا يزال الإنسان في حجاب عينه لا يرفع ذلك الحجاب فلا يدرك مدرك إلاّ نفسه فعرفان النّفس عين عرفان الرّب تدبّر.



"كما قال وعلّم آدم الأسماء كلّها وجعل ذلك المودع في" "قبضتيه أي في ظهوري الحق وتجلّييه بالقدرة لإيجاد" "العالم الكبير مرّة والصغير أخرى أو في عالميْه الكبير والصّغير"



قوله في ظهوري الحق، هذا بحسب انتسابهما إلى الحق فعبّر بالظهور والتّجلّي وقوله في عالميه الكبير والصّغير بحسب الوجهة اليلي الخلقي



وانتسابهما إلى الخلق وإن كان الظّاهر والمظهر لا يفترقان إلاّ بالاعتبار. "وفص كل حكمة الكلمة المنسوبة إليها"



وذلك لأن الفص أحديّة جمع حلقة الخاتم وكان الحلقة من ظهرت وبه ختمت وكذلك كل دورة من أدوار النّبوّة بمنزلة دائرة تامّة نبّي تلك الدّورة أحديّة جمعها وكل الدّوائر نقاط دائرة الختميّة وفصها الخاتم صلّى الله عليه وآله وسلّم. "ولو رمت زيادة على ذلك ما استطعت فإنّ الحضرة تمنع من ذلك"



وذلك لأنّ الحقائق الإلهيّة نواميس الرّبوبيّة وهي لابد وأن يحجب إلاّ على محارم الأسرار ولو أراد الولي أوالنبيّ إظهارها لأنساها الله تعالى عن قلبه ولهذا قال ولورمت زيادة ذلك آه.

الفصّ الشّيثي

"فص حكمة نفثيّة في كلمة شيثيّة".



قوله



/ 7