العَنْعَنَة من صِيَغ الأداء للحديث الشريف تاريخها ، دلالتها ، وقيمتها العِلميّة - عنعنة من صیغ الأداء للحدیث الشریف نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عنعنة من صیغ الأداء للحدیث الشریف - نسخه متنی

السیدمحمدرضا حسینی الجلالی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




العَنْعَنَة من صِيَغ الأداء للحديث الشريف

تاريخها ، دلالتها ، وقيمتها العِلميّة



السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلاليّ ْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، محمّد الصادق الأمين ، وعلى الأئمّة المعصومين من أهل بيته الطاهرين .



وبعد ، فإنّ أهمّيّة الحديث الشريف في الدين غير خافيةٍ على أحدٍ من المسلمين ، إذ هو طريق رَحْب من طرق الشريعة المطهّرة والسُنّة الشريفة ، بل هو لسانها الناطق ، ومصدرها الصادق ، ومنبعها المَعين من مبلّغها الأمين عليه السلام ، وعليه بعد الكتاب الحكيم اعتماد الدين .



ولذلك تكاثفت الجهود الكريمة والحميدة على العناية به ، سواء من مصادره الرئيسيّة وهم النبيّ والأئمّة المعصومين عليهم السلام ، الذين لم يألوا جهدا في بثّه ونشره والتأكيد على روايته وحمايته ، وحفظه على صفحات القلوب وفي أعماق النفوس ، وصفحات الأوراق والطروس .



أم من العلماء الأُمناء على هذا الدين ومصادره وأحكامه ، الّذين تناقلوه ورووه بتمام الدقّة والرعاية في الضبط والإتقان ، وبتمام الذوق والدراية في التصنيف والتبويب ، حتّى تألّفت من ذلك هذه الكنوز الحديثيّة المتوفّرة للأُمّة للاهتداء بهدي محتواها ، والاستضاءة بنور هداها ، لكونها من أغنى كنوز المعرفة البشريّة وأضخمها وأوسعها وأهداها .



وبموازاة ذلك بَذَلَ أعداءُ هذا الدين جهودا مُضنيةً ، مستميتةً ، للحيلولة دون تدفّق هذه المادّة الحيويّة ، ودون استمرار هذه العَيْن الزخّارة ، ودون دوام هذا المَعين الثرّ ، فَسَعَوا بشتّى السُبُل في الصدّ عنه ، والمنع من الارتواء منه ، وإبادة مادّته ، وتعكير صفوه ، وتحريف مساره ، وتشويه معناه ، والتشكيك فيه ، مشدّدين عليه بالتقليل من أهمّيّته ، وإلقاء الشُبَه في الموروث والمتناقَل منه بوضع الأحاديث المزيّفة وخلطها به .



ولم تنقطع محاولاتُ الأعداء ، منذ عصر الرسالة حتّى العصر الحاضر ، إذ نشهد حملاتٍ وقحةً وشرسةً يقودها اليهود والنصارى من خارج البلاد الإسلامية ، ويرقُص على نعيقهم حثالاتٌ من عُملائهم في الداخل ، يروّجون للشُبَه المُثارة ، رغم تفاهتها وهزالها ، فيُثيرون بها الغُبار في وجه الحديث الشريف ، بلسان البحث العلميّ ، والنقد العقليّ ، والدراسة التاريخيّة ، وما أشبه ذلك من العناوين الخلاّبة والبرّاقة ، يستهوون بها عقول الأبرياء من ناشئة الجامعات ، غير المطّلعين على قضيّة الحديث وتاريخه وأبعاده .



ومن المؤسف اغترار مَن يعدّ نفسه عالما ، بمثل تلك المزاعم لعدم اطّلاعه على وجهات النظر الصحيحة للبحوث التخصصية الدائرة حول الحديث ، واكتفائه بالمطالعات السطحيّة أو المعلومات الساذجة المتلقّاة من أدعياء العلم من أمثاله .



مع أنّ الحديث وشؤونه ، قد أصبح بعد تلك المدّة المديدة والجهود العديدة مستقلاً ، له أُصوله وقواعده ومصطلحاته وقوانينه وأسراره ، الذي لا يمكن الاطّلاع عليه ولا استيعابه بدونها ، وبدون التمكّن منها ، كما هو شأن كلّ عِلمٍ .



وقد تدخّل بعض من يتشبّه بالشيوخ من الأحداث ، في ما لا يعنيه من علم الحديث عندما تعرّض أثناء ما أسماه بالبحث الفقهيّ محاولا إنكار حجّيّة مجموعة كبيرة من الأحاديث المُعَنْعَنة في الكتب الأربعة بزعم متشبّثا في ذلك بشبهة بالية حول أثارها بعض أعداء الدين في صدر التاريخ الإسلاميّ ، وأجاب عنها جمهور المحدّثين الأيقاظ ، فقضوا عليها وهي في المهد ، ومفادها أنّ لا تدلّ على الاتّصال بين الشيخ والراوي ، فالحديث المُعَنْعَن لا يكشف عن سماع الراوي حديثَ الشيخ مباشرةً .



ثمّ خلط هذا المتشيّخ بين هذه الشبهة ، وبين ما تلقّاه من التشكيك في حجّيّة من طرق تحمّل الحديث ، مُضيفا أنّ تعبّر عن خصوص من الطرق فانتهى إلى نتيجة خطيرة وهي إسقاط أعظم مجموعة من الحديث الشريف عن الاعتبار والحجّيّة .وهذه النتيجة توافق نفسيّة هؤلاء الّذين لم يأخذوا مأخذ الجِدّ ما لهذه الأحاديث من دورٍ وأثر في المعرفة والحضارة الإسلامية .



كما توافق مستواهم الضحل في علوم العربية ، التي لم يتوغّلوا في استيعابها ، بل قصّروا في تعلّمها .



فبدلا من أنْ يحاولوا رفع مستوياتهم العلمية في معرفة العربية وآدابها ، كي يفهموا ما ورد في نصوص الحديث الشريف ، لجّوا في تزييف أسانيد النصوص ، ولجأوا إلى إعمال الصناعة العقلية ، في الأحكام الشرعية فعمدوا إلى التشبّث بأدنى شبهة تُضعِف الحديث وتوهنه ، وتخلّص ( الأُستاذ ) من الحَوْم حول فقهه ودلالته ولغته ونحوه وأدبه وبيانه وبلاغته .



مضافا إلى ضَعْفِ المقدّمات والأُسس التي بُنيت عليها تلك الشبهة من حيث مدلول لغةً واصطلاحا ، ومعنى ودورها العلميّ ، وتاريخ العَنْعَنَة والبحث حولها .



وقد رأيتُ من الضروري عرض هذا البحث لتنكشف جوانبه كلّها لأهل العلم ، وتفنّد تلك المزعومة الزائفة ، ويظهر عوارها لكلّ منصفٍ أمين .



والله الموفّق والمعين .



وكَتَبَ السيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي كانَ اللهُ لهُ الفصل الأوّلدلالتها لغةً واصطلاحا أوّلا مع اللغة

1 العَنْعَنَة لغةً



قال الخليل يُقال أمّا تميم فإنّهم يجعلون بدل الهمزة العين ، قال شاعرهم إنّ الفؤادَ على الذلقاء قد كمدا وحُبها موشِك عَنْ يصدعَ الكَبِدا وربيعة تجعل مكان الكاف المكسورة شِينا1 .



وقال ابن منظور عَنْعَنَة تميم إبدالُهم العين من الهمزة ، كقولهم ( عَنْ ) يريدون ( أنْ )2وقال ابن هشام وكذا يفعلون في ( أنّ ) المشدّدة.



قال الفرّاء لغةُ قريش ومَنْ جاورهم ( أنّ ) ، وتميم وقيس وأسد ومَن جاورهم يجعلون ألف ( أنّ ) إذا كانت مفتوحةً قولون (4) .



قال ابن الأثير كأنّهم يفعلونه لِبَحَحٍ في أصواتهم(5) .



وقال الفيروزآبادي في معاني ( عَنْ ) المخفّفة . . . وتكونُ مصدريّةً ، وذلك في عَنْعَنَة تميم أعجبني عَنْ تفعلَ(6) فهي بمعنى ( أنْ ) الناصبة للفعل المضارع .



وقال الزَبِيدي وعَنْعَنَة المحدّثين مأخوذة من عَنْعَنَة تميم ، قيل إنّها مولَدة(7) .



أقول عنعنعة المحدّثين مصدر جَعليّ أي مولَد يقيناً ، إذ هي مأخوذة من ( عَنْ ) التي هي حرف جرٍّ موضوع في اللغة العربية للدلالة على المجاوزة كما سيأتي ومعنى العَنْعَنَة عندهم هو كون السند محتويا على كلمة ( عَنْ ) بدلا عن ألفاظ الأداء الأُخرى ، وسيأتي تفصيل ذلك ، فلا رَبْطَ لعَنْعَنَة المحدّثين بعَنْعَنَة تميم ، ولم يقصد المحدّثون هذا أصلاً .



ومن طرائف الإسناد ما رواه الخطيب البغدادي في باب . .



في حديث عبد العزيز ، قال ثنا محرز بن وزر ( عَنَ ) أباه وزرا حدّثه) عَنَ ) أباه عمران حدّثه ( عَنَ ) أباه شعيثا حدّثه ( عَنَ ) أباه عاصما حدّثه ( عَنَ ) أباه حصين بن مشمت حدّثه . . . الحديث .



قال الخطيب رواه أحمد بن عبدة الضبّي ، عن محرز بن وزر ، فقال ( أنّ . . أنّ ) بدل ( عَنَّ ) في كلّ المواضع ، وعبد العزيز أبدلَ في روايته من الهمزة عيناً ، وهي التي يُقال لها على وجه الذمّ ، وهم معروفون بها(8) .



2 بين و



أمّا لفظة ( عَنْ ) فهي حرفُ جرٍّ .



قال ابن هشام في ( عن ) إذا كانت حرفاً جارّاً ، أنّ لها معاني أحدُها المجاوزةُ ، ولم يذكر البصريّون سواءه ، نحو و (9) .



وقال الإربليّ في معاني الواقعة حرفاً للمجاوزة ، وهي الأصلُ في معانيها ، إمّا حقيقةً ، نحو ، أو مجازاً ، كأخذتُ العلم عن والدي ، كأنّه لمّا اتّصفَ به وصار عالما ، قد جاوز المعلّم(10) .



أقول مراده بالأصل وضع اللغة ، فقد صرّح أهلها بذلك قال ابن منظور معناها ما عدا الشي ، تقول لأنّه بها قَذَفَ سهمَهُ عنها ، وعدّاها ، و جعل الجوع منصرفا عنه تاركا له ، وقد جاوزه(11) .



تدلّ هذه النقول على أنّ تدلّ على مجرّد انفصال الشيء عن الشيء وابتعاده عنه ، فقولنا بمعنى خرجتُ عنه وابتعدتُ عنه ، وانفصلتُ عنه ، يعني تجاوز سفري البلدَ .



ومن هنا يُعرفُ الفرقُ بين التجاوز في والابتداء في في قولنا فإنّه يدلّ على أنّ شروع السفر كان من البلد منتهيا إلى غاية .



فالغرض من هو بيان محلّ الشروع في السفر ، الذي يقتضي نهايةً ، وإن اقتضى انفصالا وخروجاً من البلد ، إلاّ أنّ الغرض الإفصاح عن الابتداء دون مجرّد الانفصال .



و الغرضُ من هو محلّ الانفصال بالسفر والخروج ، وهو البلد ، وإنْ كان هو المبدأُ أيضاً ، إلاّ أنّ الغرضَ هو التعبيُر عن مجرّد الانفصال ، دون أن يذكر له منتهىً وغاية .



وقد استُعملتْ ( عن ) بمعنى ( مِنْ ) ومرادفةً لها ، وهذا هو المعنى السابع ممّا ذكره لها في القاموس(12) .



]قال أبو عبيدة في قوله تعالى



/ 34