<b>بسم الله الرحمن الرحيم</b> - حکومة فی الاسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حکومة فی الاسلام - نسخه متنی

السیدعلی بن جواد الحسینی الخامنه ای

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید











الفصل الأول



أهمية القضايا الاجتماعية في الإسلام





بسم الله الرحمن الرحيم



تمهيـــد



الحمد لله بجميع محامده كلها على جميع نعمه كلّها، ونشهد أن لا إله إلا الله شهادة إيمان وإخلاص، ونشهد أن محمداً (صلى الله عليه وآله وسلّم) عبده ورسوله، وحبيبه ونجيبه، وخيرته في خَلقه، وصاحب سره ومبلّغ رسالاته، ( صلوات الله عليه وعلى آله ) المعصومين المكرّمين وأصحابه المنتجبين، سيما بقية الله في الأرضين، وصلّ على أئمة المسلمين وحماة المستضعفين وهداة المؤمنين.



اللّهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، وتابع بيننا وبينهم بالخيرات، إنك مجيب الدعوات وغافر الخطايا، إنك على كل شيء قدير.



أرى من الضروري- قبل الدخول في أصل موضوع (الحكومة في الإسلام) أن أطرح مقدمة عامة تمهيداً لتناول الموضوع والدخول في تفاصيله، وهي أن نظامنا الإسلامي ومجتمعنا القرآني يستند في بُناه وأركانه على إرادة الشعب، بحيث أن الشعب ينبغي أن يحصل لديه الإطلاع والقناعة اللازمة لما يروم تحقيقه قبل أن يبادر إلى اتخاذ الخطوات العملية للتنفيذ. إذ ليس وارداً هنا اللجوء إلى القوة والتعسُّف،فكل ما جرى حتى الآن في الجمهورية الإسلامية كان رفقاً لإرادة الأمة، ولم يتيسر إلا بفضل استقامة الشعب، وبسالته، وينبغي صيانة هذه الثمار التي تمخضت عنها





إرادة الأمة وجهادها بالاستقامة والبسالة نفسها، بل ومن اللازم إضافة المزيد من الثمار والمعطيات إلى ذلك.



وفي الحقيقة، إن الشعب هو الذي صان نظام الجمهورية الإسلامية منذ انتصار الثورة الإسلامية وحتى اليوم، وواكبوه خطوة خطوة، إذ أنهم هم الذين تحملوا عبء المسؤولية على عاتقهم، وقدّموا التضحيات والقوانين، وأبدوا صبراً وقناعةً وتوكُّلاً على الله، وكانوا آذاناً صاغية لأوامر القيادة، وبرهنوا عن طاعة فريدة من نوعها، وربما أمكن القول إن الأمة قد تشبَّثت بقوة بهذا النظام الفتيّ، الذي عمل أعداؤه جاهدين، وبذلوا ما بوسعهم من أجل أن لا يُبقوا له عيناً ولا أثراً فوق وجه الأرض، وتحت السماء.



إذن، فعلى الشعب أن يعي، أن نظامه وحكومته القائمة الآن في البلاد تختلف عن الأنظمة والحكومات القائمة على أساس الاستبداد، والتي لا تريد أن تكتسب شعوبها الوعي والبصيرة، بل تتبعها وتطيعها طاعة عمياء. وإذا كانت تلك الأنظمة والحكومات ترى أن الأجدى والأنفع لها؛ تجهيل شعوبها و (استحمارها) فإن نظامنا يرى أن الأجدى والأنفع له؛ توعية الشعب وإيقاظه.



فالشعب إن لم يطّلع على الأمور، ولم يكن على بصيرة من مجريات الأحداث، ولم يتخذ قراره المناسب بشأنها، فستواجه مسئولي الحكومة صعوباتُ تجعل من العسير عليهم إدارة أمور البلاد؛ لذلك فإن أساس أعمال هذا النظام هو كون الناس على بصيرة من أمرهم، وكما قال تقدست أسماؤه



«إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ»(الأنفال/22).



إننا لا نريد أن يكون هناك ولو شخص واحد في مجتمعنا من هذا





القبيل، بل ينبغي لهم أن يتملكوا جميعاً القدرة على الفهم والتحليل والفرز والتشخيص ولهذا؛ فإن تحليل القضايا الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية والعَقَدِيّة أمرٌ ضروري، وينبغي أن توضَّح لأبناء الشعب ليكونوا على علم بها ويطَّلعوا على مجرياتها.





تأثير الإيمان بالله في البنية الاجتماعية للنظام الإسلامي





على هذا الأساس؛ ثمة مجموعة من القضايا والبحوث التي تتناول أركان النظام الإسلامي وأجزائه، وهي تشمل



القيادة، والأمة الإسلامية، وأركان هذه الأمة، وطريقة إسهام الشعب في الحكومة، ومقدار الصلاحيات الممنوحة للحكومة حيال الشعب، ودور الجيش والجامعات والعلماء، ودور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغيرها من الأمور اللازمة والضرورية التي ينبغي للشعب أن يطلع عليها، باعتباره قوام النظام.



لقد رأيت من الضروري أن أتحدث عن هذه الموضوعات الأساسية والمهمة، واخترت البدء بالتحدث عن موضوع تأثير الإيمان بالله والاعتقاد بالتوحيد في البنية الاجتماعية للنظام الإسلامي.



مما لا شك فيه أن للإيمان بالله دوراً فاعلاً في الشكل العام للمجتمع، وفي نفس كل واحد من أفراده. وطالما تحدثنا عن هذا الموضوع. وفي تلك الأيام الخوالي التي كنا نتطلع فيها من بعيد لقيام النظام الإسلامي، وقد أمضينا أياماً عديدة في الحديث، والبحث والمناقشة، والتداول في هذا البحث، الذي هو أحد البحوث المطوّلة المتشعبة، كما تناوله المؤلفون والكُتاب، وأجال العلماءُ فيه نظرهم، وأبدوا فيه آراءهم، واليوم وقد قام هذا النظام-ولله الحمد-بعون الله وتسديده وبهمّة الأمة وجهودها، نجد أنفسنا أحوج من السابق للتطرق إلى هذا الموضوع، ومناقشة هذه الأمور لنرَ كم من تلك المعطيات التي ينبغي أن يثمرها





التوحيد والإيمان بالله قد تحققت لدينا، وأيُّها لم يتحقق بعدُ، وينبغي لنا السعي بجد لتحقيقها.



وإنني سأتناول هنا-بشكل موجز ومجمل- آثار الإيمان بالله في المجتمع الذي يقوم على أساس الاعتقاد به، -سبحانه- والإيمان بوحدانيته والنتائج الأساسية المنبثقة عنه.



أولاً إن الإيمان بالله يؤثر على البنية السياسية للمجتمع، أي في نمط الحكومات والتشكيلات القائمة على إدارة هذا المجتمع المنبثق على أساس الاعتقاد بالله وبالاستناد إلى المدرسة الإلهية، فالبنية السياسية والتشكيلات الإدارية والجهاز التشريعي تتميز باختلافات أساسية عن نظيراتها في المجتمع غير القائم على أساس توحيد الله والإيمان به. وإلى هذا يرشدنا القرآن الكريم فيقول



«وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ»(القصص/5).



هذه- إذن-إرادة الله، فحينما ينهض بالأمر (موسى) (عليه السلام) وتظهر إلى الوجود حركة نبوية في التاريخ، يبدأ فصل جديد من فصول تاريخ البشرية، والهدف من هذا الفصل والبعثة والنبوة الجديدة الكبرى والخالدة هو؛ وصول المستضعفين إلى الحكومة وإمامة المجتمع وزعامته.



المحرومون والمستضعفون





لا ينبغي أن تترجم كلمة (المستضعفين) بكلمة (المحرومين) فهذا خطأ بيِّن، فالمستضعفون في المجتمع ليسوا هم المحرومين وحسب، وإنما المستضعفون في المجتمع الطاغوتي والشيطاني الذي يتحكم فيه حاكم مستكبر، هم عبارة عن تلك الفئة العظيمة والطبقة الواسعة من الناس التي





سُلِبَتْ إرادتها ولم يُفسح لها مجالٌ في إدارة مجتمعها، وليس لها حضور فعال في ميادين الحياة المختلفة، ولا تُعطى لها أهمية أو يُقام لها وزن يُذكر، ولا تتمتع بالاحترام، وإنما تُفرض عليها كل الأمور. وطبعاً ففي مثل هذا المجتمع يُعد المستضعفون في عداد المحرومين- في الغالب- من المواهب المادية للمجتمع، بَيدَ أنَّ (المحرومين) ليسوا صفة مرادفة لـ ( المستضعفين)، وهاتان الفئتان مقترنتان ببعضهما في المجتمعات الطاغوتية على الدوام تقريباً.



إن وصول المستضعفين إلى سدة الحكم يعني إزاحة الحكام المستكبرين المتحكّمين في رقاب أكثرية الناس من خلال شرذمة من الأشخاص، عبر تطبيق أفكارهم وتنفيذ رغباتهم المستندة إلى الأهواء والأمزجة الذاتية، والأوامر الاستبدادية التسلُّطية. وبعد إزاحة هذه الطبقة جانباً يتولى الناس أنفسهم أمور الحكم.



/ 30