الفكر الأصيل - فکر الاصیل نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فکر الاصیل - نسخه متنی

السیدعلی خامنه ای

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید









الفكر الأصيل

آية الله العظمى السيد علي الخامنئي



بسم الله الرحمن الرحيم



الفكر الأصيل



1- حَول الحكومَة الإسلاميّة



إن "الحكومة الإسلامية" تعتبر من أهم القضايا الراهنة للعالم الإسلامي، بل وحتى للعالم غير الإسلامي، فهي أدق المسائل وأكثرها إثارة.



وعندما يكون اسم الإسلام مقروناً بالحكومة والنظام السياسي وتشكيل مجتمع ما، فإنه يكون مثيراً بالنسبة للمسلمين، وفي نفس الوقت مرعباً ومخيفاً لأعداء الإسلام.



ومنذ أن بدأت النهضة الإسلامية (أي منذ بداية القرن التاسع عشر الميلادي)، فإن العالم غير الإسلامي والقوى السياسية العظمى في العالم، التي كانت - آنئذ - في بداية تكوينها، أحسّت جميعها بالخطر، خاصة وأن استعادة الإسلام لحياته؛ أو بتعبير أدق الإسلام الذي يدّعي الحكومة والنظامالإجتماعي، ظهر أول ما ظهر في المناطق التي كان الإستعمار باسطاً سلطته عليها، والتي كانت تواجه مطامع السياسات السلطوية العالمية.



إن الفكر الإسلامي الثوري الذي يدعو الىالإستقلالوحاكمية الإسلام ظهر خلال القرن الأخير في الهند، ثم في بعض دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط التي كانت تعاني من الظلموالإضطهاد، ومن هنا بدأ الإستعمار يحسب حساباً لتلك المناطق.



إن الإستعمار البريطاني العجوز - وللمحافظة على شبه القارة الهندية - إرتكب في تلك المنطقة جرائم لم يكن لها مثيلوقد لا نبالغ إذا قلنا إن مبادرة بريطانيا لإقامة سلطة لها في بعض مناطق أفريقيا والشرق الأوسط، جاءت لحفظ سلطتها على الهند.



وتزامناً مع الإهتمام الذي كان يوليهالإستعمار البريطاني للهند، سُمِعَت في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي صيحات بعض القادة الدينيين لتلك المنطقة الذين كانوا يدعون الى الجهاد والشهادة، فأدخلت الرعب في نفوس الإنجليز. ولذلك وحتى بعد مرور 50 عاماً على الإنطفاء المؤقت للشعلة التي أوقدها كبار علماء الهند في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي، مثل السيد أحمد عرفان والشاه عبد العزيز دهلوي، كان عملاء الإنجليز يحاولون تشويه صورة تلك الشخصيات أمام الشعب الهندي وإثارة الناس ضدهم، كما أوجدوا ديناً مأجوراً ليتحدى الدين الإسلامي. لذلك ليس من العجب أن نرى أنه عندما يحمل السيد جمال الدين راية الإسلام في إيران والهند ومصر وأوروبا وتركيا، ويدعو الناس الى الإسلام، فإن ردود فعل المستعمرين في ذلك الوقت، تشكل في الحقيقة جزءاً من أكبر ردود الفعل التي تواجه أي حركة ثورية. وإلا فهل كان السيد جمال يعمل شيئاً آخر في مصر وبقية الدول الأخرى عدا دعوته الناس الى الإسلام؟!



سحق الإنتفاضات الإسلامية



وخلالمئة عام، أي منذ بدء النهضة الإسلامية الحديثة، كان الإستكبار العالمي والذي كان - آنئذ - متمثلاًبالإستعمار الإنجليزي يقضي على كل حركة من جانب العلماء المسلمين، تحمل اسم الإسلام ولها دوافع إسلامية، وكمثال على ذلك سحق الحركات الإسلامية في الهند ومصر وبقية الدول الإسلامية.



هذه المسائل إنما تبين مدى تخوّف العالم الإستكباري والسلطات العالمية من اسم الإسلام الذي يدعو الىالحاكمية وإدارة حياة أتباعه.



وبديهي أن هناك قانوناً عاماً، وهو أن أهل الحق لو صمدوا في دعوتهم لانتظروا وانسحب العدو، وهذا ما حصل بالفعل. لذا فإن أول نموذج لمثل هذا التراجع نراه في مقابل "نهضة التنباك" في إيران التي قادها الميرزا الشيرازي والذي كان يناضل ضد السلطةالإقتصادية لبريطانيا.



فالمرحوم الشيرازي حرك بخطوته تلك الشعب الإيراني، معتمداً على الإيمان الديني لأفراد الشعب، بحيث استطاع في نهاية الأمر أن يهزم العدو.



وبعد أعوام على تلك النهضة، إنطلقت "الثورة الدستورية"، حيث تحرك الناس في ذلك الوقت بفتوى وقيادة المراجع الدينيين وعلماء الإسلام، وأجبروا السلطة الإستبدادية على التراجع، كما أفشلوا السياسات العالمية التي كانت تدعم الإستبداد، واستطاعوا أن يشكلوا حكومة تستند الى أحكام الإسلام؛ لكن تلك الثورة فشلت بعد انتصارها، وذلك بسبب أحابيلالإستعمار.



وبعد عدة سنين حدثت في إيران مجدداً انتفاضة مسلحة باسم "إنتفاضة الغابة" يقودها أحد علماء الدين المسلمين وبعض المسلمين المجاهدين، يدعمها أكثر علماء الدين.



وفي نفس الوقت، أي بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بدأت في العراق أكبر ثورة لعلماء الدين ضدالإستعمار البريطاني.



وكانت تلك الثورة تعكس - في الحقيقة - المقاومة العظيمة للحوزة العلمية في النجفالأشرف أمام سلطة بريطانيا على العراق.



وخلال تلك الإنتفاضات، حقق المسلمون بعضالإنتصارات، وتلقَّوا في نفس الوقت بعض الضربات.



والتجربة التي مر بها المسلمون وغير المسلمين طوال هذه المدة، أثبتت الحقيقة التالية وهي أن الإسلام إذا ما تحرك في نقطة من العالم بهدف إقامة نظام إسلامي، فستكون له القدرة على تعبئة وتشكيل القوى وتحدي القوى الإستعمارية. وقد مررنا نحن بهذه التجربة وخرجنا بهذه النتيجة وهي أنه أينما ظهرت حركة إسلامية شعرالإستكبار العالمي بالرعب منها وحاول التصدي لها.



بديهي أننا نعتقد أن الحق يخرج نتصراً في كل صراع يخوضه ضد الباطل، بالضبط كما يعد القرآن الكريم بذلك «أم يقولون نحن جميعٌ منتصرٌ. سيهزم الجمع ويولون الدبر» (القمر، 44 - 45).



وعلى أي حال فإن البحث حول "الحكومة الإسلامية" بحث مهم للغاية بنظر المسلمين، كما هو باعتقادنا أهم بحث يلزم - اليوم - طرحه في العالم الإسلامي.



وهنا أريد أن أُلفت انتباه الإخوة الأعزة المشاركين في هذا المؤتمر (مؤتمر الفكر الإسلامي) والذين يتدارسون المسائل المتعلقة بالحكومة الإسلامية،الى بعض الأمور



مسؤولية المفكرين الإسلاميين



منها أن بعض الأشخاص من بين المجتمعات الإسلامية، ومن بين المؤمنين بالإسلام - وبتأثير من الدعايات الثقافية المغرضة للأعداء - حصلت لهم هذه القناعة وهي أن الإسلام يفتقر الى نظام سياسي وحكومي، وفي نفس الوقت ساق هؤلاء الجماهير المسلمة نحو مثل هذا الإعتقاد.



وإن أهم وظيفة ملقاة على عاتق المفكرين الإسلاميين هي إزالة هذه التصورات الباطلة من الأذهان.



إن الإعتقاد بالتوحيد ووجود الله يعنيالإعتقاد بالحياة النوعيةالإجتماعية للإنسان، فأصلالإعتقاد بالله وبالأنبياء يقتضي أن ينتخب الإنسان شكل حياته الخاصة بإرشاد من الأنبياء.



والقرآن الكريم يشير الى هذه المسألة في عدة آيات منها «لقد أرسلنا رسلنا بالبيّنات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط...» (الحديد، 25).



ونفهم من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أرسل الرسل وأنزل معهم الكتاب ليقيموا القسط، وليقيم الناس بدورهم القسط في المجتمع.



إذاً، فالسؤال هو ما هي القواعد التي يجب أن تقام الحكومة على أساس منها؟ هذا سؤال مهم.



إن الحكومة تشكل العمود الفقري لحياة المجتمع. إذاً فبواسطة أي شخص، وعلى أساس أي قاعدة مبادئ، وبأي صورة يجب أن تشكّل؟ وهذا سؤال أساسي آخر.



إن جميع المذاهب تجيب عن هذا السؤال، فهل يمكن أن نتصور الأنبياء يتركونه بلا جواب؟



/ 8