دور الشــيعــةفيبناء الحضارة الاِسلاميّة - دور الشیعة فی بناء الحضارة الاسلامیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

دور الشیعة فی بناء الحضارة الاسلامیة - نسخه متنی

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

دور الشــيعــةفيبناء الحضارة الاِسلاميّة

تمهيد

إنّ الحديث عن دور الاِنسان في بناء الحضارة البشرية حديث ذو شجون لا
يسع المرء وهو يتحدّث عنه إلاّ أن يتبيّـن بوضوح أثر العمق العقائدي في استقرار
هذه الحضارات المتلاحقة والتي تركت ـ وبلا شكّ ـ لها بعض الآثار الدالّة عليها،
وهذا العامل الداعم لقيام تلك الحضارات يكون وبلا أدنى ريب المفصل الاَساسي
في هيكلية ذلك البناء الكبير.

ولقد شهدت الحياة البشرية على هذا الكوكب (الاَرض) حضارات متعدّدة،
لكلّ ميزاتها وخصائصها التيضبطها التاريخ، وأفصحت عنها الاكتشافات الاَثرية.

ومن مشاهير هذه الحضارات: الحضارة الصينية، المصرية، البابلية،
اليونانية، الرومانية، الفارسية، وأخيراً الحضارة الغربية القائمة في عصرنا
الحاضر، ولكلّ من هذه الحضارات انطباعاتها الخاصة.

وأمّا الحضارة الاِسلامية و التي تتوسّط بين الحضارة الاَخيرة (الغربية) وما
تقدّمها فهي تعدّ بلا شكّ من أكبر الحضارات في تاريخ الاِنسان وأكثرها اهتماماً
بالعلم والفلسفة والاَدب والفنون. وهي الاَساس الوطيد الذي قامت عليه حركة
النهضة الاَوروبية. ولقد وضع عشرات من العلماء موسوعات وكتباً لبيان ما قدّمته
الحضارة الاِسلامية من خدمات جليلة إلى المجتمع البشري في المجالات المختلفة.

ولا يمكن لاَحد القول بأنّ الحضارة الاِسلامية حضارة عربية بحتة تفرَّد العرب
في إقامة بنيانها وتثبيت أركانها، بقدر ما كانت تمثّل الجهد المتفاعل لجميع الشعوب
الاِسلامية بقومياتها المختلفة من عرب وفرس وترك وغيرهم من القوميات، الذين
ذابوا في الاِسلام ونسوا قوميّاتهم ومشخّصاتهم العنصرية والبيئية.

/ 106