<a name="link1"></a>المقدمة : - افضل السلوک فی تربیة الطفل المسلم نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

افضل السلوک فی تربیة الطفل المسلم - نسخه متنی

فاطمی ابو جواد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



المقدمة :


تمتلك النفس الانسانية نوعين من الغرائز مادية ومعنوية، فالاولى تشمل: الغريزة التي تدفع الانسان نحو تناول الطعام وشرب الماء والهروب من الاخطار وممارسة الجنس وماشابهها، ويشترك كل من الانسان والحيوان في هذا النوع من الغرائز.


اما النوع الثاني فيشمل الغرائز المعنوية التي تدفع بالانسان نحو طلب العلم، وحب الخير، والتضحية في سبيل الآخرين، والى كل النشاطات التي تميزه عن الحيوان، ومن خلال تنمية هذه الغرائز نحصل على سعادتنا في الدنيا والآخرة وهو ما عبّر عنه الرسول(ص) بالجهاد الاكبر الذي هو جهاد النفس.


ومن الاسباب التي دعتنا الى اعداد هذه المقالات افتقار المكتبة العربية للكتب التي تتناول المواضيع التربوية من وجهة نظر اسلامية، وقد راعينا فيها اسلوباً مبسطاً ينسجم مع اذواق الامهات اللائي يرغبن في تنشئة اطفالهن النشاة الاسلامية الصحيحة ، ونساله تعالى ان يوفقنا لسد جزء من هذا الفراغ في المكتبة العربية ، ومنه نستمد العون والسداد .


مركز آل البيت (عليهم السلام) العالمي للمعلومات


تربية الطفل في الاسلام


ان تربية الطفل تعني في المنظور الاسلامي إنماء الغرائز المعنوية والإهتمام باعتدال الغرائز المادية ... فسعادة الطفل تتحقّق في التعامل الصحيح مع نفسه وليس مع جسده، بثوب جميل يرتديه أو حلي يتزيّن بها أو مظهر جذّاب يحصل عليه ... ويتخلص الطفل من الالم حين يمتلك الوقاية من الإصابة بالامراض النفسية كالغيرة والعناد والكذب... ويجدر بالوالدين إمتلاك الوعي اتّجاه هذه الحقيقة التي جعلها الاسلام من الواجبات عليهما (أم وأب) لما فيها من أثر كبير على المجتمع .


أثر التربية على المجتمع :


إنّ أكثر العظماء الذين قضو حياتهم في خدمة الناس، كانوا نتاج تربية صحيحة تلقوها في صغرهم فأثرت على صناعة أنفسهم فأصبحوا عظماء بها .. والقرآن الكريم حين يحدثنا في أطول قصة جاءت فيه تدور أحداثها عن الصراع القائم والدائم بين الحق والباطل ... ومن أبرز الشخصيات التي واجهت الظلم بكل أبعاده وعناوينه هو موسى (ع) الذي جعله القرآن رمزاً في التحدّي والمواجهة للظاهرة الفرعونية على الارض ... نجد أن طفولته (عليه السلام) كانت تحت رعاية أم وصلت من خلال تربيتها لنفسها الى درجة من الكمال الانساني اوصلها الى درجة أن يوحى إليها :
﴿ وأوحينا الى أمّ موسى ﴾ ( القصص : 7 ) .


ثم تلقفته يد أخرى لها مكانة أيضاً في مدارج التكامل الإنساني وهي آسية زوجة فرعون التي تخلّت عن كلّ ما تحلم به المرأة من زينة ووجاهة اجتماعية مقابل المبدأ والحركة الرسالية وتعرضت لوحشية فرعون الذي نشر جسدها بعد أن وتده على لوحة خشبية وهي تدعو :
﴿رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ﴾ (التحريم : 11 )


واصبحت بذلك مثلاً ضربه الله للرجال والنساء المؤمنين :
﴿ ضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون﴾ (التحريم : 11 ).


وبالمقابل نجد ان أكثر من يعيث في الأرض فساداً أولئك الذين وجدوا في صغرهم أيادي جاهلة تحيط بهم.. وبمراجعة بسيطة في مزبلة التأريخ تلحظ طفولة المجرمين والطغاة نساءاً ورجالاً قاسية جافة بسبب سوء التعامل مع النفس البريئة.


جاء في الحديث الشريف : ( قلب الحدث كالارض الخالية ، ما ألقي فيها من شيء قبلته)(الوسائل : باب 84 ) .


(بادروا (أحداثكم) بالحديث قبل ان تسبقكم إليه المرجئة) ( الوسائل : باب 84 ) .


ومن الحديث الاول يتضح أن نفسية الطفل كالأرض الخالية التي تنبت ما أُلقي فيها من خير أو شر يتلقاه الطفل من والديه من خلال التعليم والسلوك... ومن الحديث الثاني تتضح ضرورة الاسراع في إلقاء مفاهيم الخير في نفسه الخصبة قبل ان يسبقنا اليه المجتمع ليزرع في نفسه افكاراً او مفاهيم خاطئة.


تقويم السلوك :


وتبقى التربية في الصغر عاملاً مؤثراً على سلوك الفرد وليس حتمياً .. بمعنى إن الفرد حين يكبر بإمكانه أن يعدل سلوكه وفكره فيما لو تلقى تربية خاطئة في صغره ... فله أن يجتثّ في سن الرشد أصول الزرع الشائك الذي بذره الوالدان في نفسه صغيراً .. وبإمكانه أن يذهب العقد التي خلفتها التربية الخاطئة وليمحو رواسبها.


جاء في الحديث الشريف عن الامام الصادق (ع) : ( إنّ نطفة المؤمن لتكون في صلب المشرك فلا يصيبها من الشر شيء، حتى إذا صار في رحم المشركة لم يصبها من الشر شيء، حتى يجري القلم ) (الكافي: 2).


ويعني (حتى يجري القلم) هو بلوغ الفرد مرحلة الرشد والتكليف ، فيكون مسؤولاً عن نفسه وعمله ليحصل بذلك على سعادته وشقائه باختياره وإرادته.


كيف يتم التعامل مع الابناء ؟


إنّ المربي الاسلامي يلزم الوالدين بأنواع من أساليب التعامل موزعة على مراحل ثلاث من حياة الأبناء ... وينبغي للوالدين معرفة وتوفير حاجات الابناء في كل مرحلة . وهي باختصار كالآتي :


المرحلة الاولى :


وفي هذه المرحلة ينبغي على الوالدين التعامل مع الطفل على اساس حاجته التي تتميّز بـ:


1 ـ اللعب .


2 ـ السيادة .


وكما جاء في النصوص الشريفة عن النبي (ص) : (الولد سيّد سبع سنين..) ( بحار الانوار :ج 101 باب فضل الأولاد ).


وعن الإمام الصادق (ع) : (دع ابنك يلعب سبع سنين...) (المصدر السابق).


وعن الإمام الصادق (ع) ايضاً : (اهمل صبيّك تأتي عليه ست سنين..)


ولعب الطفل التي تتحدث عنه الرواية تعني عدم إلزامه بالعمل فيما يتعلم من والديه.. وسيادته تعني قبول أوامره دون الإئتمار بما يطلبه الوالدان .. أما اهماله فهو النهي عن عقوبته .. فهذه المرحلة تكون نفسية الطفل بيد والديه كالأرض الخصبة بيد الفلاح تتلقف كل ما يبذر فيها من خير أو شرّ. ( قلب الحدث كالارض الخالية، ما القي فيها من شيء قبلته).


المرحلة الثانية :


وفي هذه المرحلة يجدر بالوالدين التعامل مع الطفل على اساس :


1 ـ عبودية الطفل .


2 ـ ادب الطفل.


فقد جاء في النصوص الشريفة : عن النبي (ص) : (الولد سيد سبع سنين ، وعبد سبع سنين ).


وعن الإمام الصادق (ع) : (دع ابنك يلعب سبع سنين ، ويؤدب سبعاً..)


وعنه ايضاً : (اهمل صبيّك تأتي عليه ست سنين، ثم أدبّه في ست سنين) .


وعبوديّة الطفل تعني طاعة والديه فيما تعلّم منهم في المرحلة الأولى، وأدّبه تعني إلتزامه بالنظام وتحمّله للمسؤولية، وهذه المرحلة بالنسبة للوالدين تشبه عند الفلاح وقت نمو الزرع الذي بذره وظهور الثمر.


المرحلة الثالثة :


تختلف هذه المرحلة عن الثانية في انّ الأبناء أصبحوا في المستوى الذي يؤهلهم لإتخاذ مناصبهم في الأسرة .. فالولد (ذكر أو أنثى) في هذه المرحلة :


1 ـ وزير لوالديه .


2 ـ مستشار لهم.


فقد جاء في الحديث الشريف، عن النبي (ص) : ( الولد سيد سبع سنين، وعبد سبع سنين، ووزير سبع سنين).


وعن الامام الصادق (ع) : (دع ابنك يلعب سبع سنين، ويؤدب سبعاً، والزمه نفسك سبع سنين فإن أفلح وإلاّ فإنّه لا خير فيه)


وعنه ايضاً (ع) : (اهمل صبيّك تأتي عليه ست سنين ثمّ أدّبه في الكتاب ست سنين، ثم ضمه إليك سبع سنين، فأدّبه بأدبك فإن قبل وصلح وإلاّ فخل عنه).


ففي هذه المرحلة يكون الولد (ذكراً أو أنثى) كالنبات الذي حان وقت قطف ثماره.. فهو وزير لوالديه كالثمر للفلاّح، ووزير الملك الذي يحمل ثقله ويعينه برأيه . ( مجمع البحرين مادة وزر).


ولقد دعا موسى (ع) ربّه أن يكون له وزير في مهمته الصعبة : ﴿واجعل لي وزيراً من أهلي﴾
( طه : 29).


ثم إنّ الزام الوالدين للولد في هذه المرحلة وضمه اليهما كما جاء في النصوص الشريفة تعني كونه مستشاراً لهم الأمر الذي يفترض قربه ودنوه من والديه ... أمّا إن كان الولد (ذكراً أو أنثى) في هذه المرحلة غير مؤهل لهذا المنصب في الوزارة والاستشارة ... فهذا يرجع الى سوء التعامل معه في الصغر .. فعدم وجود الثمرة يرجع الى البذرة لا الى التربة الخصبة، كذلك نفسية الطفل التي تنبت مابذر فيها ... ولا علاج لهذه الثمرة الرديئة ولا ينفع الأدب معها، وهو ما تشير اليه الرواية (فخلّ سبيله) أو (فإنّه لا خير فيه) .


العناد عند الاطفال


إنّ العناد مشكلة تعاني منها أكثر الامهات .. وهو مصدر تعب ونكد لهن .. والأم تحرص دوماً على طاعة ولدها لها... ولذا تظل متحيرة حيال رفضه لما تريد منه ... ولا تدري كيف تتصرف ازاء عناده.


ومع ان العناد ليس غريزة تولد مع الطفل كما تتصور بعض من الامهات.. بل هو مؤشر على خلل في نفسية الطفل نتيجة سوء التعامل مع غرائزه الفطرية النامية في المرحلة الاولى من عمره ... فالطفل حين بلوغه السنتين تبرز استعداداته الفطرية التي تحتاج الى رعاية واهتمام لبناء شخصيته المتزنة .. وأيّ خطأ أو انحراف عن الطريق الصحيح والسليم يجعله معانداً .. فالعناد اشارة خطر تدل الوالدين على ضرورة تقويم وتعديل سلوكهم .. ولذا جاء في الحديث الشريف : (رحم الله من أعان ولده على بره) (عدة الداعي : ص 61 )


ولكي يتجنب الوالدان حالة العناد عند أبنائهم .. لابّد من الاشارة الى كيفية التعامل الصحيح مع الطفل في المرحلة الاولى من حياته ... وهي كما يلي :


1 ـ اشباع حاجات الطفل :


إن الطفل في المرحلة الاولى من عمره (من عمر 1 الى 7 سنين) يحتاج الى الحب والحنان لتنمية قدراته النفسية، كما يحتاج الى الطعام والماء لتنمية قدراته الجسدية .. وكل فرد يحتاج الى قوة النفس لممارسة نشاطاته الحياتية، وتعتبر حجر الاساس في النجاح في الممارسات اليومية .. فالطالب في المدرسة يحتاج الى قوة النفس مع المذاكرة لتحقيق النجاح، لأن المذاكرة مع ضعف النفس لاتنفع شيئاً ... والمعلم يحتاجها أيضاً، كذلك الطبيب وكذلك الزوجة والأم.


وتاريخنا الاسلامي يسجل للإمة الاسلامية قوتها وصلابتها في مواجهة قريش وعدّتها وعددها بما أوتيت من ثقة بالنفس يحمله أفرادها ..إضافة الى أن باب خيبر الذي يعجز الرجال الاشداء عن حمله استطاع الامام علي (ع) بقوة نفسه أن يحمله وليس بقوته العضلية.


إنّ إشباع حاجة الطفل من الحبّ والحنان ضروري ، لذا أكدتها التربية الاسلامية في النصوص التالية :


/ 7