المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
اُبتلي العالم الإسلامي ـ خصوصاً بلاد الشام عام 698 هـ . ق بهجمات عنيفة وشرسة من أحد المحسوبين على الإسلام . كان قد نَشَرَ الأفكار الباطلة والمنحرفة . فتصدّى له علماء المذاهب ، والفقهاء إلى أن طُرد وحبس وضيّق عليه حتّى مات في الحبس ـ هذا بعدما نصحه القريب والبعيد ، وحذّره الصديق والعدوّ ، فلم يرتدع ولم يرجع من غيّه وضلالته .
ومن معاصريه الذين نصحوه شمس الدين الذهبي صاحب ميزان الاعتدال حيث خاطبه قائلا:
« . . يارجل! بالله عليك كفّ عنّا ، فإنّك محجاج عليم اللسان لا تقرّ ولا تنام ، إيّاكم والغلوطات في الدين كره نبيُّكَ المسائل وعابها ونهى عن كثرة السؤال . . وكثرة الكلام بغير زلل تقسي القلب إذا كان في الحلال والحرام ، فكيف إذا كان . . . تلك الكفريات التي تعمي القلوب . . . يا خيبة من اتبعك فإنّه معرضٌ للزندقة والانحلال ، لاسيما