مناظرات فـي الإمامـة - مناظرات فی الإمامة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مناظرات فی الإمامة - نسخه متنی

عبد الله حسن

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید






مناظرات



فـي الإمامـة




تأليف وتحقيق

عبدالله الحسن






بسم الله الرحمن الرحيم






فَبشِّر عبادِ الّذين يَستَمِعُـون القَولَ فَيَتّبِعُـون





أحسَنـهُ أولئِـكَ الّذين هَداهُمُ الله





واُولئـكَ هُـمْ
اُولُـوا الالبَـابِ





صدق الله العلي العظيم






الإهــداء :









إلى من قال فيه رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ يوم غدير خمّ : من
كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من
نصره ، واخذل من خذله.





إلى من أحلّه رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ محل هارون من
موسى ، فقال : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.





إلى من زوجه رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ابنته ، سيّدة نساء
العالمين ، واحلّ له من مسجده ما حلّ له ، وسدّ الابواب إلاّ بابه ، وأودعه
علمـه وحكمته ، فقال : أنا مدينة العلم وعليُّ بابها ، فمن أراد الحكمة
فليأتها من بابها.





سيدي أهدي إليك هذا المجهود المتواضع راجياً القبول :





(
يا ايُّها العَزيز مَسّنَا وأهلَنَا الضُّرُّ وَجِئنَا ببضَاعَةٍ مُزجاةٍ فأوفِ لنا الكَيلَ
وتَصَدّق عَلينا إنّ الله يَجزي المتصدّقِين) سورة يوسف الاية 88.

عبدالله الحسن










(1)
لقد أتحفنا الاديب اللامع والشاعر المبدع الاخ الاستاذ فرات
الاسدي بهذه القصيدة ومؤرخاً لصدور كتابنا فشكراً له على ماجادت به
قريحته.





بسم الله الرحمن الرحيم






الاخ العزيز الحسن ـ رعاه الله ـ.





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





أقدّم لكم مع الاعتذار ، الابيات التي كنت وعدتكم بها لكتابكم
الكريم ، وقد تطرّقت فيها إلى القطيف وبعض مناطقها ثم إلى كتابكم فأرجو القبول.






أخوكم : فرات الاسدي










  • لاُفْقٍ بـه ناعـسـاتُ الضفــافِ
    يَـمـُدُّ إلـى حُسنـهــا كفَّــهُ
    ويهتزُّ نـخـلُ الهوى والشــراعُ
    ـ كـأن لــم أُطرّزْ علـى مثلـهِ
    ولـم أتذكّــرْ بـهـنَّ الفــراتَ
    تَرُدُّ إلـى فرحتـي لـونَـهــا..
    زفافِ الـدم المـرِّ في كـربــلاء
    ونخـلُ الجـنــوب بـأعذاقــهِ
    .. وتصــدحُ أغنـيـةٌ حلــوةٌ
    فتصبو القـلـوبُ إلـى جمــرها
    ويندى علـى كأسِـهــا دمُهــا
    بهِ رُوحُـهــا ثمــرٌ والدِّنــانُ
    لاُفْقٍ بـه ناعـسـاتُ الضفــافِ
    الـى الـيـوم فـي جانحيه النبوغ
    ويصطاف بـالـشـمـس نـوتيها
    تَحَضّـنَـهُ للـوصـيّ الـــولاءُ
    وما راعـَهُ أنَّ هُــوجَ الريــاحِ
    وأنَّ اللّـظـى شـجــرٌ علقــمٌ
    بل انثالَ للنبـع يـروي الظِـمــأَ
    وحـيـثُ رعـى وُدَّهُ مـاجــدٌ
    علـى العلـم معتكـفٌ لا يحـولُ
    وبُـورِكَ فـي يــدهِ مـِزبــرٌ
    وسطَّـر في حيــدرٍ مُصحـفـاً
    ويقرعُ سمعَ الخصــوم الـلّـدودِ
    يُناظِـرُ بالحُـجـج الـدامغــات
    بأنَّ الامـامــة نـصٌ جـلــيُّ
    وأبنـاءه الطـاهريــن الهُــداةَ
    إليهمْ يُشيرُ الدلـيــلُ الصريــحُ
    فيــاربِّ بـاركْ بهـم عُلقتــي
    وأحسِنْ لهُمْ أوبتـي وانصــرافي



  • يُهَدهِدُها البحرُ.. حسرى غـوافي
    فتشهقُ بالوجـدِ سُمرُ المــرافي
    ما مَلَّ مـن لُجَّـةٍ في الطــوافِ
    دموعيَ ذاهلــةً فـي المنــافي
    منــاديـلَ دامعـةَ الارتجــافِ
    وتحملني عبـر ذكــرى زفـافِ
    وزغردة الجــرح رهْنَ انتـزافِ
    تَدلّى الردى ، رائعَ الاصطفافِ ! ـ
    يُرقرقُها لهــبٌ فـي الشغــافِ
    وتهوي عليها سُكــارى سُـلافِ
    وما دمُها غيـرُ خمـر القطــافِ
    مفاتنُهــا.. نهَبـاً لارتشــافي !
    كتبتُ ، وحبـرُ الوريــد القوافـي
    ترف قـوادمــه والـخـوافــي
    وباللؤلؤ الرطب اي اصـطـيــاف
    وللناكثـيـن القــلا والتّجــافي
    ستأتي لهُ بالسنـيــنِ العجــافِ
    ستـورقـُه عاقــراتُ الفيــافي
    وينهلُ سلســالَه وهو صــافـي
    بآبائـهِ ، طاهــرٌ في النطــافِ
    فبُوركَ منـهُ طويــلُ اعتكــافِ
    أبانَ من الحقّ أجـلـى صحــافِ
    سيُطربُ سمعَ الموالـي المصـافي
    بصوتٍ جريٍ جهيــرِ الهتــافِ
    ويروي عن القـوم كلَّ اعتــرافِ
    وحقُّ عليٍّ بها غيـــرُ خــافي
    ليسَ بتفضيلِهــمْ مـن خــلافِ
    وعنهم بكلّ ( صحيـحٍ ) يُوافــي
    وأحسِنْ لهُمْ أوبتـي وانصــرافي
    وأحسِنْ لهُمْ أوبتـي وانصــرافي










وأما تاريخ طبع الكتاب فهو :










  • أيُّهـا الكـاتـبُ الــذي
    لـكَ فيمــا جمعـتَــهُ
    ناظِر الخصـم واثـقــاً
    وإذا مـا ظفــرتَ فـي
    قُلْ لهُ الحقُّ تاريخُهُ : ـ
    سَلْ بخٍ بخٍ يــا عـلـيْ



  • هـو للمرتضـى وَلــيْ
    خيرُ نـصٍّ بـه جـلـيْ
    بكـتــابٍ ومِـقــولِ
    الـرأي منـهُ بمقـتــلِ
    سَلْ بخٍ بخٍ يــا عـلـيْ
    سَلْ بخٍ بخٍ يــا عـلـيْ








1415 هـ





فرات الاسدي





6|جمادى الثانية|1415







(2)

ولقد أتحفنا كذلك الاديب خادم أهل البيت الخطيب الشيخ محمد باقر
الايرواني النجفي دام عزه بهذه القصيدة ومؤرخاً لصدور الكتاب فشكراً
له على ما تفضل به.










  • في كتـاب المناظـراتِ نَظرْنــا
    فوجـدنـاه جامعــاً للمغــازي
    وعـن السنـة المصــادرُ تبـدُو
    ذاك أن النـبــيَّ لمْ يُـوص إلاّ
    وإذا الخصم قد تجـاوز ظُلـمــاً
    إنما الامـرُ والخـلافـةُ خُصَّـتْ
    هـل سواهُ قد كـان آمـن قبـلاً
    هل أتى ( هل أتى ) لشخصٍ سواه
    حبّهُ واجـبٌ وفــرضٌ أكيــدٌ
    حربُه حـربُ أحمــدٍ ويقينــاً
    قل لمن أنكــر الحقيقــةَ زوراً
    لاتكـنْ حاقداً على الحـق واتبـعْ
    إن تجاهَلت فالحسـابُ عسيــرٌ
    هذه كتْبُكُم تُـصــرِّحُ جهــراً
    لاتكن كالذي عنــاداً وبغضــاً
    ودعــاه نكـرانُ فضـلِ علـيٍّ
    أَلزمَ النفسَ بالخـلافِ جـحـوداً
    فاقْبل النصح من وفيٍ نصــوحٍ
    كُـنْ مع المرتضى بقلبٍ سليــمٍ
    فاز بالنّصر مَنْ يعـي ويُــراعي
    دربُنا المستقيـمُ لـلحـقِّ يهــدي
    من كتـاب المنـاظـرات تـزوَّد
    هو نعم الكتـاب أقسمــتُ حقـاً
    فاز في النشأتيـن وعيـاً وسعيـاً
    وسيحظى بالخير والنصـر دَومـاً
    ولمِنْ رام خيـرَ دنيـاً وأُخــرى
    ويقيناً أرَّخـتُ : يبقــى بطيـب
    لعلــيٍ إثْـبــاتُ حَقّ الامامـة



  • نظرة الشَّوق بـدءه وخـتـامَــه
    من بحوثٍ دقيقـةٍ بـاسـتـدامـه
    واضحـاتٍ صريحـةً بصــرامه
    لعليٍ والله أعــلــى مقـامــه
    فلقــد بــاءَ وزرَهُ وأثـامــه
    لقرينِ الزهــراء رمـز الكرامـه
    أسبق الناسِ معلنــاً إسـلامــه
    ومن الـرّبِ قد حبـاه وسـامــه
    وهو للمؤمنيـن أجلى عـلامــه
    سلمُه سلمُه ليـوم القـيــامــة
    وإلـى الحـق قـد ألدَّ خصـامَـه
    منهجَ الحق كـي تنـال السلامــه
    لك ويـلُ الوبــالِ ثـمَّ الملامـه
    فلراوي الحديـث فافهــم كـلامه
    ضِدَّ آلِ الرَّســولِ سلَّ حُسـامـه
    دون جدوى فجدّ يـرمي سهـامـه
    ليـس للجاحديــن إلا النـدامــه
    إنّما النصــحُ من وفـاءِ الشهامه
    وعن الفكـر فاطَّــرحْ أَوهـامـه
    سِـرَّ إرشــاد نفسـه اللَّـوامـه
    وعلى الحقِّ والهُدَى الاستقـامــه
    تجد الرُّشْـدَ إن أردت اغتِنـامــه
    وبه الكاتبُ استـثــار اهتِمامــه
    وبحبل الولاء نـال اعتصــامـه
    كلما للوصي أبـدى الـتـزامــه
    فبنهــج الهدى ينــال مـرامـه
    لعلــيٍ إثْـبــاتُ حَقّ الامامـة
    لعلــيٍ إثْـبــاتُ حَقّ الامامـة







1415 هـ






محمد باقر الايرواني النجفي





تقـديم :









بقلم العلاّمة المحقق آية الله الشيخ محمد رضا الجعفري ـ حفظه الله تعالى
ـ





بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيّد خلقه وخاتم أنبيائه
محمّد وآله الطيّبين الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين ، ولا حول
ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم.





1 ـ طُلب إليّ أن أُقدم لكتاب ( مناظرات في الامامة ) في ظروف لم
تكن تحملني على هذا النوع من العمل الفكري إن لم تكن تعوقني ، والله
سبحانه هو المرجو في السرّاء والضرّاء وبه المعاذ والملاذ في الشّدة
والرخاء ، قلت هذا كي يغفر لي القاريء الكريم إن لم يجد في تقديمي هذا
كلّ ما كان يأمل أن يقرأ حول الكتاب وموضوعه.





ولا يعنيني هنا أن أتكلّم عن مدلول ( المناظرة ) لغوياً بعد أن اصطلح
عليها على أن تؤدّي معنى الجدل الكلامي المباشر ، القائم على المواجهة
واستماع كلّ من المتجادلَيْنِ كلام الاخر والردّ عليه في محضر المواجهة ،
فتكون قسماً من أقسام ( الردّ ) و ( النقض ).





2 ـ وإذا كان أوّل خلاف وقع بين الامّة الخلاف في الامامة والامام ،
وإذا كان الجدل والنقاش وعرض وجهات النّظر ، والردّ على الرأي
المخالف من طريق الكلام والمواجهة أسبق وقوعاً من الردّ كتابة وتأليفاً ـ
وهذا واضح ـ فبهذا تكون ( المناظرة ) والجدل عن طريق الحوار قد
سبقت سائر أنواع الجدل والنقاش الفكري سبقاً زمنيّاً ، فلابد لنا من القول
بأن المناظرة حول الامامة قد سبقت كلّ مناظرة كلامية تدور حول الصراع
الفكري الذي حدث بين المسلمين في شتى نقاط الخلاف العقائدي
والمذهبي بينهم.





وإن كانت المناظرة حول الامامة والخلافة في أشكالها الاُوَل قد
تأطَّرَت بإطار ( الاحتجاج ) من المعارضين على الفائزين في الصراع
السياسي حول قيادة الامة ، وقد أعطي لها هذا العنوان : ( الاحتجاج ) إلاّ أنّه
لا يخرجها عن شمول عنوان ( المناظرة ) لها ، فإنّ الاحتجاج في نفسه هو
نوع من أنواع المناظرة ، ويعتمد على إدلاء الحجج واعتماد الادلّة
والاعتبارات المناسبة لتصحيح المعارضة وعدم الخضوع لموقف الفئة
الحاكمة أو التي تحاول أن تكسب الحكم ، ولا تسلب من الخصم إمكانية
الدفاع عن نفسه وعن وجهات نظره ونقض حجج من يحتج عليه.





بل وإنّ الغلبة في الحجة والفوز في الخصومة الكلامية إن كانتا في
جانب المعارضين ، فإنّ ذلك يدلّ دلالة أقوى وآكد على أنّ الحق معهم ، إذ
أنّ خصومهم الذين يعتزّون عليهم بما كسبوه من القدرة السياسية
والعسكرية لا يأنفون أن يدلوا بحججهم ونقض حجج معارضيهم ، فإن
سكتوا هنا أمام معارضيهم ، فستكون له دلالة أقوى من سكوت أحد
المتناظرين.





ومن الواضح الذي لا يخفى على أحد ، لا هو ولا الاسباب والعوامل
الموجبة له ، أنّ المناظرات حول الامامة تشكّل القسم الاكبر والاوسع من
المناظرات الكلامية لعلماء الامامية ومتكلّميهم أعلى الله درجتهم ورضي
عنهم وأرضاهم.





3 ـ وهذا الكتاب أوّل محاولة مستوعبة تجمع كلّ صورة من صور
المناظرة حول الامامة ، أمكن للمؤلف ـ حفظه الله ـ أن يصل إليها ، وشيخنا
الطبرسي رحمه الله وإن كان قد سبقه إليه في كتابه الشهير ( الاحتجاج )
لكنّه لم يخصّ موضوع كتابه بالامامة وحدها ، وقد انتهى به إلى عصره
وهو القرن السادس ، وقد نَظَم المؤلف مادة الكتاب حسب التسلسل
الزمني ، وهذه حسنة أخرى.





والمناظرة حيث أنّها تقوم على الحوار المباشر بين المتناظِرَيْن
وَجْهاً لوَجْهٍ ، فلا يكون أحدهما هو المدلي بحجّته والداخل إلى مجلس
القضاء وحده كي يقال : من كان في مثل حاله سيكون هو الفائز بحجته
والمنتصر على خصمه الغائب عنه ، وهذه بعض السمات الخاصة
للمناظرات والتي تمتاز بها عن بقية أنواع النقاش والردّ.





وهناك شكل آخر من أشكال المناظرة اصطلح عليه بعنوان ( الردّ ) و
( النّقض ) ويقوم على الاستعانة بالكتابة وتأليف الرسائل والكتب ، وإن
كان هذا العنوان لا يختص به من حيث المدلول اللغوي ، وقد أكثر منه
علماؤنا الابرار أيضاً وحسبك أن ترجع إلى الذريعة ج 10 ص 174 ـ
237 ، 354 ـ 751 فيما جاء بعنوان ( الرّدّ ) و ج 24 ص 283 ـ 292 ، 459 ـ
516 فيما جاء بعنوان : ( النقض ) عدا ماكان له اسم خاص ، فلم يذكر إلاّ
حسب وقوع اسمه في موقعه الخاص من سلسلة الحروف العربية.





وإذا أضفنا إلى هذين القسمين قسماً ثالثاً لم يظهر إلا في العصور
الحديثة وهو المقالات التي لا تنشر إلا في الصحف والمجلات
والدوريّات ، ويشكّل كميّة ضخمة لا يستهان بها حجماً وعطاءً ، وأرجو
أن يقيض الله سبحانه من يتولّى جمعها أو فهرستها ، لادركنا مدى غزارة
هذا التراث الثر المعطاء الذي لايسعنا أن نفرط به.





وقد أحسن المؤلف صُنعاً حينما نظم هذه المناظرات حسب
التسلسل الزمني لوقوعها ، وبهذا مكّن الدارسين من متابعة دراستها
للكشف عن نقاط القوة والضعف فيها وفي خلفياتها من حيث قدرة
المتناظرين وضعفهما ، وازدهار الثقافة الدينية والتمكن العلمي
وضمورهما ، حسب مختلف العصور ، والله سبحانه أسأل أن يجعل عمله
هذا خالصاً لوجهه الكريم وأن يوفقه إلى أن تكون أعماله الاتية ـ سواءً التي
ترجع إلى كتابه هذا أو إلى غيره ـ أوسع وأكمل ، إنّه نعم المولى ونعم
النصيـر.







محمد رضا الجعفري





3|11|1414 هـ











تفضل علينا المحقق الكبير آية الله الشيخ محمد الغروي دامت تأييداته بهذه الكلمة
القيمة بمناسبة صدور كتابنا هذا ، فجزاه الله خير الجزاء وشكر الله سعيه الدؤوب
لإحياءه مآثر أهل البيت عليهم السلام الخالدة :





بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله آل الله . واللعن الدائم على أعدائهم اعداء الله الى يوم لقاء الله.





أمامك عزيزي القارئ الكريم كتاب كريم لو وزن بأوزان ثقيلة لرجح عليها ، ألا وهو : ( مناظرات في الإمامة ) محاورات فكرية حرة في حديث الإمامة من صدر الإسلام الى يومنا
هذا .





بهذا الاسم المبارك أسماه مؤلّفه ومحقّقه احد حسنات العصر الشيخ عبدالله الحسن ، واذ
ابارك له هذه الحسنة الجارية اشعر أنّها نورٌ في الدرب لمن حَضَرَ ، وللاجيال القادمة عبر
العصور .





قد يقال : ليس من الجميل المناظرة في الإمامة بعد ان اصبحت في ذمة التأريخ ، ومسألة
تاريخية بحتة ، فترى مؤلف كتاب ( فجر الإسلام ) في مقدمة ( تاريخ القرآن ) لابي عبدالله
الزنجاني يناقش ، ويرشد الى حل له ، او لغيره ممن تسمعه .





يقول في المقدمة مقرّضاً ، مناقشاً : ( ... ويعجب المؤرخ ان يرى النزاع يبلغ هذا المبلغ بين
فئتين يجمعهما الاعتقاد بأن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله ، وأن المؤمنين إخوة ، ولئن ساغ في العقل ان يقتتلوا أيام كان
هناك نزاعٌ ، فعلى الخلافة من هو أحق [ بها ] منها ومن
يتولاها ، فليس يسوغ بحال من الأحوال ان يقتتلوا على خلاف أصبح في ذمة التأريخ ، لا
يستطيع القتال والنزاع ان يعيده الى الوجود ، بل أن اصبحت الخلافة نفسها مسألة تاريخية
بحتة ، وليس للمسلمين خليفةٌ فعليٌّ يضم كلمتهم ويجمع شتاتهم ، وأصبح الخلاف خلافاً
في التاريخ وخلافاً في الاجتهاد ، ولو لا ألاعيب السياسة واستغفال الماكرين لعقول العامة،
واحتفاظ أرباب الشهوات والمطامع تجاههم وسلطانهم لانمحى الخلاف بين الشيعي
والسني ، ولاصبحوا بنعمة الله اخواناً ولتعانوا على جلب المصالح ودرء المفاسد لجميعهم ،
ولنظر بعضهم الى بعض كما ينظر حنفي الى مالكي ومالكي الى شافعي.





وأظن أن الوقت قد حان لان يفكر عقلاء الطائفتين في سبيل الوئام ويعملوا على إحياء
عوامل الالفة ، واماتة الخصام ، ويتركوا للعلماء البحث حراً في التاريخ ،
ويتلقوا النتائج بصدر رحب كما يتلقون النتائج في اي بحث علمي وتاريخي ، وتبعة هذا
الخلاف تقع على رؤساء الطائفتين ، ففي يدهم تقليله كما في يدهم إشعاله وانماؤه ) المصدر
ص 9 ـ 10 .





وفي كتاب السيد مرتضى العسكري المسمى ( أحاديث ام المؤمنين عائشة ) ص 5 ـ 6 ، ما يلي بهذا الشأن :





( ... ثانياً : يعترض الباحث فيما اذا وفق الى ترويض نفسه ، وتذليل العقبة الآنفة الذكر عقبة
اخرى بعدها ، وهي الخوف من تأثير نشر هذه الدراسات على وحدة كلمة المسلمين ....
وهل يجوز لمن يغار على مصالح المسلمين ان يبحث اليوم في الماضي السحيق ، وينشر منه ما يوجب
النقد والرد ، ويثير الحفيظة ، وينتج النفرة ؟! واذا كان ذلك مما لا يستسيغه احد
فليمتنع الجميع عن البحث والتحقيق كي لا يسبب ذلك عقم جهود المصلحين ، ويؤدي
بالمسلمين إلى ما لا يحمد عقباه ؟!





أما نحن فلا نرى هذا ، فاننا حين ندعوا الله مخلصين أن يوفق المسلمين لتلبية نداء
المصلحين بنبذ الحزازات وتوحيد الكلمة ، لا نريد ذلك على حساب العلم والمعرفة ،
ونعتقد ان المصلحين انفسهم ايضاً لا يريدونها كذلك ؛ فان المصلحين الغيارى يدعون الى
الاجتماع حول صعيد الاسلام ، والاسلام ليس برأي سياسي دولي ، وانما هو ايمان وعقيدة ،
وهما لا يتأتيان من كتم الحقيقة ، بل إنهما ينتجان من بحث وتحقيق ونقد علمي خالص ،
على ان لا ينبعث ذلك من هوى النفس بدافع الحب والبغض ، وإن هذا لهو ما يدعوا اليه المصلحون ،
ونسأل الله تعالى ان يوفقنا الى الالتزام بهذا الطريق السوي ، وهو الموفق الى
الصواب ...





والحق الصحيح أن السعي لتقريب المسلمين بعضهم من بعض ، والجهاد في سبيل إعادة
حياة إسلامية ، والقيام بالبحث والتحقيق في تاريخ الاسلام ، وحديث نبيه صلى الله عليه وآله لا ينافي
بعضهم الآخر ، وإنما يتمم بعضهم بعضاً ؛ فانه لا يتمكن من اقامة مجتمع اسلامي دون جمع
الكلمة ، وبلا فهم لقرآنه وحديث نبيه وتأريخه ، كما لا يتأتى التآخي الصحيح دون الايمان
بوجوب اعادة حياة إسلامية ، وإلا فعلى مَ يجتمع المسلمون ؟ وما الذي يوحد كلمتهم ؟ ولا
يتأتى التآخي أيضاً دون ترويض المسلمين انفسهم على سماع آراء بعضهم ومناقشاتها
مناقشة مَن يطلب الحق ليتبعه ، ليصدق عليهم قول الله سبحانه : ( فبشر عباد

الذين
يستمعون القول فيتبعون احسنه ) (1) وهذا ما ندعوا إليه ، ونسأل الله ان يوفقنا وجميع
اخواننا المسلمين الى الاهتداء بهذا القول الكريم ) .





ولو لا الحسن والقبح العقليان ، وانهما أصلان ثابتان في العقول ، لما كان لمدح الله وتبشيره
العباد المستمعين القول المتبعين احسنه موضع ، وليس استماع القول واتباع احسنه ، ومنه
الإمامة مسألة تاريخية ، او هي في ذمة التأريخ على حد تعبير احمد امين ، وهو بين أمرين :
إما ان يرد رغبة القرآن حُسن الاستماع واتباع الأحسن اطلاقاً ، ومنه المناظرة حول الإمامة
ولا سبيل اليه ، وإما القبول ، فهلم واستمع قول اول واضع للغة العربية والعروض الخليل بن
احمد في علي عليه السلام : ( استغناؤه عن الكل واحتياج الكل اليه دليل انه إمام الكل ـ كتاب
التأسيس ص 150 ) ( جاء العيان فألوى بالأسانيد ـ مجمع الامثال 1 | 19 ، حرف الجيم )
وكفى بالقرآن والعيان سنداً وبياناً ، وقول ابن ابي الحديد المعتزلي في فضائله ، قال :





فأمّا فضائله عليه السلام ؛ فانها قد بلغت من العظم والجلالة والانتشار والاشتهار مبلغاً يسمج معه
التعرض لذكرها ، والتصدي لتفصيلها ، فصارت كما قال ابو العيناء لعُبيدالله بن يحيى بن خاقان
وزير المتوكل والمعتمد : رأيتني فيما اتعاطى من وصف فضلك كالمخبر عن ضوء
النهار الباهر ، والقمر الزاهر الذي لا يخفى على الناظر ، فأيقنت أنّي حيث انتهى بي القول
منسوب الى العجز ، مقصر عن الغاية ، فانصرفت عن الثناء عليك الى الدعاء لك ، ووكلت
الاخبار عنك الى علم الناس بك ..... شرح النهج 1 | 16 ـ 30 .





الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا ان هدانا الله.







2 جمادى الاولى 1416 هـ





محمد الغروي
















المقـدمـة





بسم الله الرحمن الرحيم





الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الانبياء
والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين.





وبعد :





فإن مسألة الخلافة بعد الرسول ـ صلّى الله عليه وآله وسلَّم ـ هي أهم
المسائل التي دارت عليها رحى الخلاف بين المسلمين قديما
وحديثا ، واحتدم فيها الصراع الفكري بينهم وكانت النتيجة الطبيعية لذلك
الصراع انقسام الامة الاسلامية إلى فرق متعددة (2) إلا أن أبرز هذه الفرق
فرقتان : السنة الاشاعرة والشيعة الامامية وإن كانت هناك فرق أخرى برزت
في فترات من التاريخ كالمعتزلة وغيرها ولسنا في مقام التصدي
لاستعراض أدلة كل فريق وتقييمها فإن مجاله علم الكلام وإنما نشير
إجمالاً إلى رأي ذينك الفريقين :





فذهبت العامة إلى أن الخلافة لا نص عليها بل هي موكولة إلى الامة ،
فهي التي تختار الخليفة بعد الرسول ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ،
واختلفوا في كيفية انعقادها بين قائل بالبيعة ، وقائل بالشورى ، وآخر
بالاجماع حتى صرح بعضهم بانعقادها بشخصين (3).





وأما الامامية فذهبت إلى أن الخلافة لا تكون إلا بالنص انطلاقا من
نظرتها الخاصة في مسألة الخلافة باعتبارها منصباً إلهياً وأمره ليس بيد
البشر ، وترى لزوم توفر مواصفات معينة في خليفة النبي ـ صلى الله عليه
وآله ـ من قبيل نزاهة الباطن ، التي لا يطلع عليها إلا علاّم الغيوب.





فتؤكد من هذا المنطلق أنه يجب (4) على الله تعالى أن يختار للامة
خليفة للنبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ لتناط به مسؤولية الامة بعده
مباشرة ، ويعيِّنه من خلال نص النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ عليه بكل
صراحة ووضوح.





ومن هذا المنطلق تحركت الشيعة الامامية لاثبات نظريتها في
الامامة ووضعت النقاط على الحروف وساقت الكثير من الادلة والبراهين
العقلية والنقلية من خلال الايات القرآنية والاحاديث النبوية المتفق عليها
عند جمهور المسلمين لاثبات الامرين معا :





الامر الاول : أن الخلافة والامامة منصب إلهي وعهد رباني لا يناله
إلا ذو حظ عظيم يمتاز عن سائر أفراد الامة بعلمه الجمّ وفضائله الفائقة
وعصمته ونزاهة باطنه.





الامر الثاني : أنه بالفعل تمَّ التعيين بأمر من الله تعالى ، وبنص صريح
وواضح جلي في مواقف عديدة ومناسبات كثيرة من النبي ـ صلّى الله عليه
وآله وسلّم ـ على أمير المؤمنين علي بـن أبي طـالب ـ عليه السلام ـ ابتداءً
بالانذار يوم الدار وانتهاءً بالساعات الاخيرة من حياة النبي ـ صلى الله عليه
وآله ـ فكان لايدع فرصة يمكنه الاشارة فيها أو التصريح بإمامة علي ـ عليه
السلام ـ من بعده إلا وبين فيها أمر الامامة والامام من بعده ، ولعل أبرز تلك
المناسبات قضية الغدير وهي أشهر من أن تذكر ، ولا يختلف في تواترها
أحد من المسلمين وإن اختلفوا في دلالة الولاية المنصوص عليها في هذا
الحديث المتواتر ، وقد أثبت علماؤنا دلالتها على الاولى بالتصرف.





وانطلاقا من هذا الامر أخذت الشيعة الامامية تحتج لاحقية أمير
المؤمنين ـ عليه السلام ـ وأبنائه الاحد عشر ـ عليهم السلام ـ في الخلافة ،
ـ مستخدمين في ذلك البراهين النقلية والعقلية ـ وأثبتوا ذلك في مؤلفاتهم
الكثيرة (5) في هذا الشأن قديما وحديثا ، وفي خطبهم وشعرهم وأدبهم
فإن أدب الغدير ، وأدب الامامة والخلافة يحتلُ جانبا كبيرا من الادب
الاسلامي خصوصا في القرون الاولى.





ومن أقدم تلك الاحتجاجات التي بدأت منذ الساعات الاولى من
ارتحال النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ إلى الرفيق الاعلى ، المحاورات
والمناظرات حول هذه المسألة التي كانت تدور بين الحين والاخر
واستمرت مع التأريخ وتطورت فيها أساليب النقاش ووسائل الاثبات مع
اختلاف المناسبات.





ومما لا يخفى أن أسلوب المناظرة من أحسن الاساليب إقناعا ، ومن
أسهلها استيعابا ، وأوقعها في النفس ، حيث يتفاعل معها الادراك من خلال
الاخذ والرّد ، ويستفيد منها عامة الناس مع اختلاف مستوياتهم الفكرية.





ومن ناحية أخرى ان طرح موضوع الخلافة كمسألة علمية في اطار
المناظرات والتي احتوت على كثير من الحقائق التاريخية والعلمية مما
يؤدي الى عمق اكثر في التعرف على نظريات وادلة كل من المذاهب
الاسلامية في شؤون الخلافة الاسلامية وخصوصاً الشيعة الامامية
والوقوف على نظرياتها في هذه المسألة.





ومن هنا رأيت ان أجمع بعض تلك المحاورات والمناظرات التي
جرت في مسألة الخلافة بالذّات ، والتي أثبتوا فيها بالادلة دلالة النصوص
المتظافرة على خلافة أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ ، مع احتوائها لكثير من
الاستدلالات المختلفة المتنوعة ، كما أضفت إليها بعض المناظرات
المخطوطة في هذا الباب وقد اعتمدت في إخراجها على المصادر
الموثوقة والمعتمدة مع تخريج مصادرها من كتب الجمهور.





وسيلاحظ القارئ الكريم لهذه المناظرات أن وسائل الاثبات في
بعضها مرتكزة على الايات الشريفة ، والنصوص المأثورة عن النبي
ـ صلى الله عليه وآله وسلّم ـ المتفق عليها بين الفريقين ، وأخرى على
الشواهد والوقائع التاريخية ، وتارة يستدل من خلال بعض الممارسات
والمقارنة بينها وبين ممارسات النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ في نظائر
تلك الوقائع ، كما أن للادلة العقلية دوراً كبيراً في هذا المجال.





وسيُلاحظ أيضا أن بعض الاستدلالات بالايات أو الاحاديث أو
غيرهما قد تكررت في بعض المناظرات ، إلا أن المتأمل فيها يجدُ أنَّ كلَّ
مناظر له أسلوبه الخاص المتميز في الاستدلال ، وربما تناول فيها جانبا
أغفله الاخر ، وإن تكررت فيها نفس النصوص.





وقد آثرنا في فهرسة وترتيب المناظرات الاعتماد على التسلسل
التاريخي لوقوعها ، ليتسنى للقارئ الكريم الاطلاع على سيرها في حقل
الامامة في أحقاب زمنية متوالية ، ابتداءً من الصدر الاول وإلى وقتنا
الحاضر.





وبالامكان الوقوف ـ من خلال هذا التسلسل لهذه المناظرات ـ على
وسائل الاستدلال لدى الطرفين عبر عصورها المختلفة ، ومدى تطورها.





وهذا الكتاب ليس هو الاول في هذا الباب بل هناك الكتب الكثيرة
التي حوت مثل هذه المناظرات والمحاورات مثل : كتاب الفصول
المختارة للشيخ المفيد ـ أعلى الله مقامه ـ وكتاب الاحتجاج للشيخ
الطبرسي ـ أعلى الله مقامه ـ ، فقد جمع فيه مناظرات واحتجاجات النبي ـ
صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ والزهراء والائمة ـ عليهم السلام ـ مع اليهود
والنصارى والزنادقة والملاحدة ومع مختلف المذاهب ، والبحار للشيخ
المجلسي ـ أعلى الله مقامه ـ في بعض أجزائه ، والمراجعات للسيد شرف
الدين ـ قدَّس الله سره ـ ، والغدير للاميني ـ طاب ثراه ـ في الجزء الاول ،
وغيرها.





إلا أننا اقتصرنا في هذا الكتاب على المناظرات التي جرت بشأن
الخلافة والامامة فقط ، كما مرت الاشارة إليه آنفا.





هذا وباب المناظرات في الخلافة بابٌ لا يسع استيفاؤه ولا يمكن
استيعابه ، وعسى أن يكون فيما ذكرناه كفاية لمن طلب الحق في هذا
المجال.





وقد رأيت من الضرورة بمكانٍ أن أُصدِّر الكتاب ـ بمناسبة
موضوعه ـ ببيانٍ لحكم المناظرة في الشريعة الاسلامية وآدابها وتاريخها
في الخلافة ومتى بدأت.





وأخيرا أرجو من القارئ الكريم أن تكون قرأتُه بدقة وتمعن
بالغين ، وبكل موضوعية بعيدا عن التعصب ، ومما لا يخفى على كل
باحث أن ترك التعصب وتحكيم العقل يؤدي إلى رؤية الحقيقة بأجلى
مظاهرها وأصدق معانيها ، هذا والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها
أخذها.





والله تعالى أسأل في هذه الظروف العصيبة أن يلم شمل المسلمين
جميعا ويوحد كلمتهم على الحق ليكونوا يدا واحدة على أعدائهم قال
تعالى : ( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ) (6) وقال تعالى :
( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرَّقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ
كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا
حُفرةٍ من النَّار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم
تهتدون ) (7) ولا يفوتني أن أقدم جزيل الشكر والامتنان لكل من ساهم في
مراجعة وإبراز هذا الكتاب راجياً لهم التوفيق ، وإياه تعالى أسأل أن ينفع
بهذه المناظرات إخواني المؤمنين ويجعلها ذخراً ليوم لاينفع فيه مال ولا
بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، والله من وراء القصد والهادي الى سواء
السبيل ، وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين.







عبدالله الحسن





يوم الجمعة 29|11|1413 هـ










(1) سورة الزمر : الآية 18 ـ 18.





(2) ولعل الحديث الوارد عن النبي (ص). ستفترق أمتي بعدي على ثلاثة وسبعين فرقة... الخ
إشارة إلى ذلك. انظر : احقاق الحق ج 7 ص 185 ، نفحات اللاهوت ص 114 ـ 115.





(3) راجع الاحكام السلطانية للماوردي ص 4.





(4) وجوب نصب الامام على اللّه تعالى هو بمقتضى قاعدة اللطف بالعباد إذ لايمكن ان يوجب
العبد شيئا على مولاه ، وهناك من المذاهب من يرى وجوبها شرعا ، راجع شرح نهج البلاغة
لابن أبي الحديد ج2 ص308.





(5) راجع : الشافي في الامامة للسيد المرتضى ، الالفين للعلامة الحلي ، تلخيص الشافي للشيخ
الطوسي ، دلائل الصدق للمظفر ، المراجعات لشرف الدين ، الغدير للاميني ، وغيرها.





(6) سورة الانبياء : الاية 92.





(7) سورة آل عمران : الاية 103.
















/ 81