كلمه المركز - مذهب الإمامیة نسخه متنی

This is a Digital Library

With over 100,000 free electronic resource in Persian, Arabic and English

مذهب الإمامیة - نسخه متنی

عبد الهادی الفضلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


العلامه الدكتور عبد
الهادى الفضلى

«بسم اللّه الرحمن
الرحيم »

كلمه المركز

يسر مركز الغدير للدراسات الاسلاميه ان يقدم
للقارى ء الكريم
هذا البحث الوجيز عن (مذهب الاماميه) بقلم العلامه
الدكتور
عبد الهادى الفضلى، الذى كتبه استجابه لرغبه
المركز فى
التعريف بهذا المذهب، الذى يومن بامامه ائمه اهل
البيت(ع)من بعد النبى(ص)، ويرجع فى انتمائه العقيدى
والفكرى اليهم.

وقد جاء هذا البحث - على ايجازه - وافيا بالغرض منه
فى اعطاء
صوره علميه شامله ودقيقه عن هويه مذهب الاماميه، من
حيث نشاته وادله حجيه التعبد به، ومن حيث اصوله
ومرتكزاته
العقيديه والفقهيه.

فلمولفه العلامه الكبير الشكر خالصا ومضاعفا،
واللّه تعالى نسال
ان ينفع به كل قارى ء يريد معرفه الحقيقه، وعباده
ربه على
بصيره.

مركز الغدير للدراسات الاسلاميه
بسم اللّهالرحمن الرحيم
مذهب الاماميه

مذهب الاماميه

تعريفه:

تعريفه

مذهب الاماميه هو احد المذاهب الاسلاميه الكلاميه
والفقهيه..

يرجع فى انتمائه العقيدى والفكرى الى ائمه اهل
البيت(ع)،
وبه سمى بالامامى واتباعه بالاماميه، وقد يسمى
بالمذهب
الجعفرى نسبه الى الامام السادس من ائمه اهل
البيت(ع): ابى
عبداللّه جعفر بن محمد الصادق(ع) المتوفى سنه 148ه،
وذلك
لوفره عطائه الفكرى بالنسبه الى بقيه الائمه من اهل
البيت(ع)، ولانه عاش فتره انطلاقه الفكر الكلامى
والخلافات
الفكريه فى مفاهيم العقيده وشوونها الاخرى، وبروز
اعلام الفكر
الكلامى ومدارسه الاولى كالجبريه والمعتزله،
وفتره توسع
الفكر الفقهى وظهور اصحاب المذاهب الفقهيه امثال:
مالك
بن انس وابى حنيفه، حيث كان المسلمون آنذاك
يتمايزون
بالانتماء فيقال هذا من اتباع المذهب الكلامى
المعين او
المذهب الفقهى المعين.

ويعرف هذا المذهب ايضا بمذهب الاماميه الاثنى
عشريه فى
مقابله المذهبين الشيعيين الاخرين: الزيدى
والاسماعيلى
اللذين تستمر الامامه - فى اعتقادهما - متجاوزه
الحصر بعدد
معين.

ويطلق عليه - غالبا - المذهب الشيعى لكثره اتباعه
مقارنه
باتباع المذهبين الشيعيين الاخرين الزيدى
والاسماعيلى.

ويشكل الشيعه الاماميه فى الوقت الحاضر نصف مسلمى
آسيا
وثلث مسلمى العالم.

وينتشرون فى مختلف انحاء العالم، ويكثرون فى ايران
والعراق
والهند وباكستان وافغانستان وبلدان شرقى آسيا
وساحل
الخليج الاخضر وسوريه ولبنان.

وقد اثرى علماء هذا المذهب الفكر الاسلامى
بمولفاتهم
وبحوثهم، واغنوا المكتبه الاسلاميه فى علوم اللغه
العربيه
وعلوم الشريعه الاسلاميه غنى ملحوظا.

وتميز هذا المذهب ببقاء باب الاجتهاد الفقهى
مفتوحا لدى
اتباعه، وهو من اهم اسباب ما ذكرته من اثرائهم
واغنائهم الفكر
الاسلامى والمكتبه الاسلاميه بالانتاج العلمى
وبخاصه الفقهى
منه.

نشاته:

نشاته

ترتبط نشاه المذهب الامامى - تاريخيا - بنشاه
الاجتهاد
الشرعى.. وترجع نشاه الاجتهاد الشرعى الى البدايات
الاولى فى
محاولات فهم النصوص الشرعيه الوارده فى القرآن
الكريم
والحديث الشريف.

وتمثل هذا فى مجالين:
1 - مجال التعلم من رسول اللّه(ص)، فقد كان اهل البيت
(وهم
على وفاطمه وابناهما الحسن والحسين) يتعلمون تفسير
القرآن الكريم من رسول اللّه(ص)، ويستفهمونه عن
اقواله
وافعاله واقراراته للاخرين على افعالهم.

وكذلك الشان بالنسبه الى بعض الصحابه.

هذا التعلم من رسول اللّه(ص) كان يضع امامهم خطوط
الاجتهاد، ويفتح لهم ابواب الاستنباط، فكان العالم
منهم اذا
سئل عن حكم شرعى يقرا الايه ثم يفسرها، ويتلو
الحديث ثم
يشرحه، وهو لون من الاجتهاد ولكن فى بداياتها
الاولى التى لا
تحتاج الى اكثر من قوه الفهم وسعه العلم.

2 - مجال الفتيا، فقد كان المسلمون الذين كانوا
يقطنون - فى
عهد رسول اللّه(ص) -خارج حاضرتى الحجاز: مكه المكرمه
والمدينه المنوره، يستفتون الرواه من الصحابه لبعد
هولاء
المسلمين عن المركز (مكه او المدينه) وكانوا
يفتونهم من
خلال فهمهم للايه او الروايه، وكان المسلمون
ياخذون بفهم
هولاء الرواه من الصحابه، ويعملون وفق فتاواهم.

ان هولاء العلماء سواء كانوا من اهل البيت او من
الصحابه كانوا
النواه فى نشوء المذاهب الاسلاميه والخطوات الاولى
فى طريق
الاجتهاد الشرعى.

وقد كان هذا على عهد رسول اللّه(ص)، وكان يتمثل فى
فهم
النص الشرعى - كما ذكرت- .

ومن الطبيعى والبديهى ان الفهم يختلف، وذلك
لاختلاف
مستوى الذكاء الفردى، واختلاف مستوى وسعه ما
يمتلكه الفرد
من الثقافه التى لها علاقه بفهم النص، ومستوى فهم
الفرد
لواقع الحياه ومدى ارتباط محتوى النص بذلكم الواقع.
ومن امثله هذا الاختلاف فى فهم النص ما روى من ان
الصحابه
عندما امرهم رسول اللّه(ص) بعد معركه الخندق
بالتوجه الى
بنى قريظه، قال لهم: (من كان يومن باللّه واليوم
الاخر فلا
يصلين العصر الا فى بنى قريظه).

فلما كانوا فى الطريق وحضر وقت صلاه العصر اختلفوا
فى فهم
قوله(ص): (لا يصلين العصر الا فى بنى قريظه)، فاخذ
فريق
بمعناه، فقال: يجب ان نصليها فى وقتها، لان الذى
اراده منا
الرسول(ص) سرعه النهوض الى بنى قريظه، ولم يرد منا
تاخير
الصلاه.

واخذ فريق بظاهر لفظ النص، فقال: لا نصليها الا
عندما نصل
الى بنى قريظه، لان الرسول امرنا بذلك ((1)).

واستمر الوضع على هذا، فكان اعتماد فهم النص هو
المنهج او
الطريقه التى سار عليها اجتهاد المسلمين فى عهد
رسول
اللّه(ص) فى البدايه الاولى للاجتهاد.

وحدث بعد هذا - وفى عهد رسول اللّه(ص) ايضا - ان طور
بعض
الصحابه فى منهج الاجتهاد المذكور حيث توسعوا فيه
باضافه
(الراى) مصدرا آخر، فكما كان النص الشرعى مصدرا
للتشريع
الاسلامى، كذلك اعتمد الراى مصدرا آخر.

واريد بالراى - هنا - راى المجتهد الذى يتمثل فى
تقدير
المجتهد للمصلحه او المفسده واصدار فتواه وفق ذلك.

ومن امثله هذا الاجتهاد ما ذكره ابو الفتح
الشهرستانى فى
كتابه (الملل والنحل) - ط دار المعرفه بيروت 1404ه -
1984م - من الوقائع التى اجتهد فيها الصحابه على عهد
رسول
اللّه(ص) حيث قال: (واما الاختلافات الواقعه فى حال
مرضه(ص) وبعد وفاته، بين الصحابه(رض) فهى اختلافات
اجتهاديه كما قيل، كان غرضهم منها اقامه مراسم
الشرع وادامه
مناهج الدين.

فاول تنازع وقع فى مرضه(ص) فيما رواه الامام ابو
عبداللّه
محمد بن اسماعيل البخارى باسناده عن عبداللّه بن
عباس(رض) قال: لما اشتد بالنبى(ص) مرضه الذى مات فيه،
قال: ائتونى بدواه وقرطاس اكتب لكم كتابا لا تضلوا
بعدى.

فقال عمر(رض): ان رسول اللّه(ص) قد غلبه الوجع، حسبنا
كتاب اللّه، وكثر اللغط، فقال النبى(ص): قوموا عنى،
لا ينبغى
عندى التنازع.

قال ابن عباس: (الرزيه كل الرزيه ما حال بيننا وبين
كتاب
رسول اللّه).

والاجتهاد فى هذه المساله كان من عمر، وتبعه نفر من
الحاضرين، وذلك ان عمر قدر ان المصلحه ان لا يكتب
الكتاب
ويكتفى بالقرآن.

وهذا - كما هو واضح - اجتهاد راى يقوم على تقدير
المصلحه
وفق ما يراه المجتهد شخصيا، ولكنه - كما هو واضح -
اجتهاد
فى مقابله النص الصادر من النبى(ص) بالامر باتيانه
الدواه
والقرطاس ليكتب لهم الكتاب الذى يعصمهم من الضلال.

وقال الشهرستانى فى (ص 23): (والخلاف الثانى فى مرضه
انه
قال: جهزوا جيش اسامه، لعن اللّه من تخلف عنه).

فقال قوم: يجب علينا امتثال امره، واسامه قد برز من
المدينه.

وقال قوم: قد اشتد مرض النبى(ص) فلا تسع قلوبنا
مفارقته،
والحاله هذه، فنصبر حتى نبصر اى شى ء يكون من امره).
والقصه يوضحها ابن ابى الحديد فى كتابه (شرح نهج
البلاغه) -
ط المصريه الاولى 1/53 - فيقول: (لما مرض رسول اللّه(ص)
مرض الموت دعا اسامه بن زيد بن حارثه فقال: (سر الى
مقتل
ابيك فاوطئهم الخيل، فقد وليتك على هذا الجيش، وان
اظفرك اللّه بالعدو فاقلل اللبث، وبث العيون، وقدم
الطلائع).

فلم يبق احد من وجوه المهاجرين والانصار الا كان فى
ذلك
الجيش، منهم: ابو بكر وعمر.

فتكلم قوم وقالوا يستعمل هذا الغلام على جله
المهاجرين
والانصار.

فغضب رسول اللّه(ص) لما سمع ذلك، وخرج عاصبا راسه،
فصعد المنبر، وعليه قطيفه، فقال: (ايها الناس ما
مقاله بلغتنى
عن بعضكم فى تاميرى اسامه، لئن طعنتم فى تاميرى
اسامه
فقد طعنتم فى تاميرى اباه من قبله، وايم اللّه ان
كان لخليقا
بالاماره، وابنه من بعد لخليق بها، وانهما لمن احب
الناس الى،
فاستوصوا به خيرا، فانه من خياركم).

ثم نزل ودخل بيته، وجاء المسلمون يودعون رسول
اللّه(ص)
ويمضون الى عسكر اسامه بالجرف ((2)).

وثقل رسول اللّه(ص)، واشتد ما يجده، فارسل بعض نسائه
الى
اسامه، وبعض من كان معه يعلمونهم ذلك، فدخل اسامه
من
معسكره، والنبى(ص) مغمور، وهو اليوم الذى لدوه فيه،
فتطاطا اسامه عليه فقبله، ورسوله اللّه(ص) قد اسكت،
فهو لا
يتكلم، فجعل يرفع يديه الى السماء ثم يضعهما على
اسامه،
كالداعى له، ثم اشار اليه بالرجوع الى عسكره،
والتوجه لما بعثه
فيه، فرجع اسامه الى عسكره.

ثم ارسل نساء رسول اللّه(ص) الى اسامه يامرنه
بالدخول، ويقلن
ان رسول اللّه(ص) قد اصبح بارئا، فدخل اسامه من
معسكره يوم
الاثنين الثانى عشر من شهر ربيع الاول، فوجد رسول
اللّه(ص)
مفيقا فامره بالخروج وتعجيل النفوذ، وقال: (اغد على
بركه
اللّه)، وجعل يقول: (انفذوا بعث اسامه) ويكرر ذلك.

فودع رسول اللّه(ص) وخرج، ومعه ابو بكر وعمر.

فلما ركب جاءه رسول ام ايمن، فقال: ان رسول اللّه(ص)
يموت،
فاقبل، ومعه ابو بكر وعمر وابو عبيده، فانتهوا الى
رسول
اللّه(ص) حين زالت الشمس من هذا اليوم، وهو يوم
الاثنين،
وقد مات.

واللواء مع بريده بن الخصيب، فدخل باللواء، فركزه
عند باب
رسول اللّه(ص) وهو مغلق، وعلى(ع) وبعض بنى هاشم
مشتغلون باعداد جهازه وغسله).

وايضا الاجتهاد فى هذه المساله من اجتهاد الراى فى
مقابله
النص الصادر من رسول اللّه(ص) بالامر بتنفيذ جيش
اسامه ((3)).
وكان موقف اهل البيت(ع) والصحابه(رض) من الاجتهاد
الاول
- اعنى الاجتهاد فى فهم النص - موقف القبول والاتفاق
عليه.

اما بالنسبه الى الاجتهاد الثانى - وهو اجتهاد
الراى - فكان
موقفهم الاختلاف فيه بين القبول والرفض.

فقد رفضه اهل البيت ومن نهج نهجهم من الصحابه،
وقبله من
سواهم من الصحابه.

فمايز هذا الموقف بينهم، وميز بين المنهجين.

وتبنى المنهج الاول الامام على بن ابى طالب، ومن
ابرز من
كان من انصاره فى اتباع هذا المنهج من الصحابه -
والذين
كانوا يدعون بشيعه على(ع) بمعنى اتباع على، وكان
اتباعهم له
بتبنى منهجه والسير على هديه - هم - كما ذكرهم الشيخ
آل
كاشف الغطاء فى كتابه (اصل الشيعه واصولها) - ط 4 سنه
1402 - ص 23 - 24: سلمان الفارسى، وابو ذر الغفارى
والمقداد بن الاسود الكندى وعمار بن ياسر وخزيمه ذو
الشهادتين وابو التيهان وحذيفه بن اليمان والزبير
بن العوام
والفضل بن العباس واخوه حبر الامه عبداللّه بن
العباس وهاشم
بن عتبه المرقال وابو ايوب الانصارى وابان واخوه
خالد ابنا
سعيد بن العاص الامويان وابى بن كعب الانصارى سيد
القراء
وانس بن الحارث بن نبيه الذى سمع النبى(ص) يقول: (ان
ابنى الحسين(ع) يقتل فى ارض يقال لها كربلاء فمن شهد
ذلك منكم فلينصره) فخرج انس وقتل مع الحسين(ع).

وحمزه بن عبد المطلب وجعفر وعقيل ابنا ابى طالب
وعثمان
بن الاحنف وسهل بن حنيف وابو سعيد الخدرى وقيس بن
سعد بن عباده وبريده والبراء بن مالك وخباب بن
الارت
ورفاعه بن مالك الانصارى وابو الطفيل عامر بن واثله
وهند بن
ابى هاله وجعده بن هبيره المخزومى وامه ام هانى بنت
ابى
طالب وبلال بن رباح، وغيرهم.

ثم يقول (قدس سره) - ص 24 -: (ولكن يخطر على بالى انى
جمعت ما وجدته فى كتب تراجم الصحابه ك (الاصابه) و
(اسد
الغابه) و (الاستيعاب) ونظائرها، من الصحابه الشيعه
زهاء
ثلاثمائه رجل من عظماء اصحاب النبى(ص) كلهم من شيعه
على(ع)، ولعل المتتبع يعثر على اكثر من ذلك).

وتبنى المنهج الثانى الخليفه عمر بن الخطاب، ونص
غير واحد
من علماء اهل السنه على ذلك:
- قال احمد امين فى كتابه (فجر الاسلام) ط 11 نشر دار
الكتاب العربى ببيروت سنه 1979م فى الصفحه 236: (وعلى
الجمله فقد كان كثير من الصحابه يرى ان يستعمل
الراى حيث
لا نص من كتاب ولا سنه).

- وقال فى الصفحه 237: (ولعل عمر بن الخطاب كان اظهر
الصحابه فى هذا الباب وهو استعمال (الراى) فقد روى
عنه
الشى ء الكثير).

- وقال فى الصفحه 238: (بل يظهر لى ان عمر كان يستعمل
الراى فى اوسع من المعنى الذى ذكرنا، ذلك ان ما
ذكرنا هو
استعمال الراى حيث لا نص من كتاب ولا سنه، ولكنا نرى
عمر
سار ابعد من ذلك، فكان يجتهد فى تعرف المصلحه التى
لاجلها كانت الايه او الحديث، ثم يسترشد بتلك
المصلحه فى
احكامه، وهو اقرب شى ء الى ما يعبر عنه الان
بالاسترشاد بروح
القانون لا بحرفيته).

- وقال فى الصفحه 240: (وعلى كل حال وجد العمل بالراى،
ونقل عن كثير من كبار الصحابه قضايا افتوا فيها
برايهم كابى
بكر وعمر وزيد بن ثابت وابى بن كعب ومعاذ بن جبل،
وكان
حامل لواء هذه المدرسه او هذا المذهب - فيما نرى -
عمر بن
الخطاب).

- وقال الشيخ ابن تيميه (مجموع فتاوى شيخ الاسلام
احمد بن
تيميه، جمع وترتيب: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم
العاصمى النجدى الحنبلى، ط اداره المساحه العسكريه
بالقاهره سنه 1404ه ج 19 ص 285): (كان الامام احمد يقول:
انه ما من مساله يسال عنها الا وقد تكلم الصحابه
فيها او فى
نظيرها، والصحابه كانوا يحتجون فى عامه مسائلهم
بالنصوص،
كما هو مشهور عنهم، وكانوا يجتهدون برايهم،
ويتكلمون
بالراى، ويحتجون بالقياس الصحيح ايضا).

- وفى مقدمه (موسوعه فقه ابى بكر الصديق) للدكتور
محمد
رواس قلعه جى، ط 1 نشر دار الفكر بدمشق 1403ه - 1983م-
ص 10: (فقد كان فقهاء الصحابه لا يعدلون عما اتفق عليه
ابو
بكر وعمر، فعن عبداللّه بن ابى يزيد قال: كان
عبداللّه بن
مسعود اذا سئل عن شى ء وكان فى القرآن والسنه قال
به، والا
قال بما قال به ابو بكر وعمر، فان لم يكن قال برايه).

وفى مقدمه (موسوعه فقه ابراهيم النخعى) للدكتور
محمد
رواس قلعه جى، ط 1 نشر الهيئه المصريه العامه للكتاب
سنه
1399ه - 1979م - ج 1 ص 127: (ان الاستاذ الاول لمدرسه
الراى هو عمر بن الخطاب لانه واجه من الامور
المحتاجه الى
التشريع ما لم يواجهه خليفه قبله ولا بعده، فهو
الذى على يديه
فتحت الفتوح ومصرت الامصار وخضعت الامم المتمدينه
من
فارس والروم لحكم الاسلام).

- وفى كتاب (الفكر السامى فى تاريخ الفقه الاسلامى)
لمحمد
بن حسن الحجوى الثعالبى الفاسى، تعليق عبد العزيز
بن عبد
الفتاح القارى، ط 1 نشر المكتبه العلميه بالمدينه
المنوره سنه
1396ه - ج 1 ص 370 - نقلا عن كتاب الليث بن سعد لمالك
بن انس: (فان كثيرا من اولئك السابقين الاولين خرجوا
الى
الجهاد فى سبيل اللّه، ابتغاء مرضاه اللّه فجندوا
الاجناد، واجتمع
اليهم الناس، فاظهروا بين ظهرانيهم كتاب اللّه
وسنه نبيه ولم
يكتموهم شيئا علموه.

وكان فى كل جند منهم طائفه يعلمون كتاب اللّه وسنه
نبيه،
ويجتهدون برايهم فيما لم يفسره لهم القرآن والسنه،
وتقدمهم
عليه ابو بكر وعمر وعثمان الذين اختارهم المسلمون
لانفسهم).

- ويقول الشهيد الصدر فى تصديره لكتاب (تاريخ
الاماميه
واسلافهم من الشيعه منذ نشاه التشيع حتى مطلع القرن
الرابع
الهجرى) للدكتور عبداللّه فياض، ط مطبعه اسعد
ببغداد سنه
1970م ص 21: (وقد قدر لهذا الاتجاه (يعنى اتجاه الراى)
ممثلون جريئون من كبار الصحابه من قبيل عمر بن
الخطاب
الذى ناقش الرسول واجتهد فى مواضع عديده خلافا للنص
ايمانا منه بجواز ذلك ما دام يرى انه لم يخط ى ء
المصلحه فى
اجتهاده.

وبهذا الصدد يمكننا ان نلاحظ موقفه من صلح
الحديبيه،
واحتجاجه على هذا الصلح، وموقفه من الاذان وتصرفه
فيه
باسقاط (حى على خير العمل)، وموقفه من النبى حين شرع
متعه الحج، الى غير ذلك من مواقفه الاجتهاديه.

وقد انعكس كلا الاتجاهين (اتجاه الراى واتجاه النص)
فى
مجلس الرسول(ص) فى آخر يوم من ايام حياته، فقد روى
البخارى فى صحيحه عن ابن عباس: قال: لما حضر رسول
اللّه
وفى البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال النبى: هلم
اكتب
لكم كتابا لا تضلوا بعده، فقال عمر: ان النبى قد غلب
عليه
الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب اللّه، فاختلف
اهل البيت
فاختصموا، منهم من يقول: قربوا يكتب لكم النبى
كتابا لن
تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما اكثروا
اللغو
والاختلاف عند النبى قال لهم: قوموا ((4)).

وهذه الواقعه وحدها كافيه للتدليل على عمق
الاتجاهين
ومدى التناقض والصراع بينهما.

ويمكن ان نضيف اليها لتصوير عمق الاتجاه الاجتهادى
ورسوخه: ما حصل من نزاع وخلاف بين الصحابه حول تامير
اسامه بن زيد على الجيش بالرغم من النص النبوى
الصريح
على ذلك حتى خرج الرسول(ص) وهو مريض فخطب الناس،
وقال: ايها الناس ما مقاله بلغتنى عن بعضكم فى تامير
اسامه،
ولئن طعنتم فى تاميرى اسامه لقد طعنتم فى تامير
ابيه من
قبله، وايم اللّه ان كان لخليقا بالاماره وان ابنه
من بعده لخليق
بها) ((5)).
ووجود هذين الخطين كان البذره الاولى لنشوء التشيع
والتسنن معا.

ومشى هذان الخطان جنبا الى جنب حيث تفرع على اجتهاد
الراى فى عالم التسنن القياس والاستحسان وسد
الذرائع
والمصالح المرسله.

وبقى الشيعه يلتزمون اجتهاد النص.

ويرجع هذا الى وفره النصوص الشرعيه عند اتباع اهل
البيت
وكفايتها فى تزويد المجتهد بما يحتاج اليه فى مجال
الاستنباط، وعدم بلوغها هذا المستوى فى الصف الاخر.
ودخل فى هذا الخلاف الاختلاف فى الخلافه:
فاهل البيت واتباعهم كانوا يرون احقيه الامام
على(ع) بالخلافه
لثبوتها له ب (حديثى الغدير والدار) معتضدين ب (حديث
الثقلين:
الكتاب والعتره)، ومويدين بنصوص اخرى.

- بينما استبعد الاخرون هذه النصوص تبريرا للموقف،
وذلك
ان خلافه ابى بكر(رض) كانت كسبا للموقف باحباط
مبادره
الانصار ان تكون فيهم الخلافه.

والى هذا يلمح قول عمر(رض): (ان بيعه ابى بكر كانت
فلته)
لانه لم يمهد لها من قبل.

فى (شرح نهج البلاغه لابن ابى الحديد) 2/123: (فقال
شيخنا
ابو على - رحمه اللّه تعالى -: الفلته ليست الزله
والخطيئه، بل
هى البغته وما وقع فجاه من غير رويه ولا مشاوره،
واستشهد
بقول الشاعر:
من يامن الحدثان بعد صبيره القرشى ماتا
سبقت منيته المشيب وكان ميتته افتلاتا
يعنى بغته... فاراد عمر ان بيعه ابى بكر تداركها بعد
ان كادت
تفوت.

ومعنى هذا: انه لم يكن هناك نص شرعى اتبع وطبق فى
اختيار ابى بكر، وانما كان اختياره اجتهادا من عمر،
كما كان
اختيار سعد بن عباده اجتهادا من الانصار) ((6)).

ومن الوثائق التاريخيه التى تشير الى هذين
الاتجاهين (الراى
والنص) ما قاله ابن ابى الحديد فى (شرح نهج البلاغه) -
ط
مصر الاولى ج 10 ص 572 - وهو يقارن بين سياستى على
وعمر، وسياستى على ومعاويه، ونصه: (اعلم ان السائس
لا
يتمكن من السياسه البالغه الا اذا كان يعمل برايه
وبما يرى فيه
صلاح ملكه وتمهيد امره وتوطيد قاعدته، سواء وافق
الشريعه او
لم يوافقها. ومتى لم يعمل فى السياسه والتدبير
بموجب ما
قلناه، والا فبعيد ان ينتظم امره او يستوثق حاله.

وامير المومنين كان مقيدا بقيود الشريعه، مدفوعا
الى اتباعها
ورفض ما يصلح اعتماده من آراء الحرب والكيد
والتدبير اذا لم
يكن للشرع موافقا، فلم تكن قاعدته فى خلافته قاعده
غيره
ممن لم يلتزم بذلك.

ولسنا بهذا القول زارين على عمر بن الخطاب ولا
ناسبين اليه
ما هو منزه عنه، ولكنه كان مجتهدا يعمل بالقياس
والاستحسان والمصالح المرسله، ويرى تخصيص عمومات
النص بالاراء وبالاستنباط من اصول تقتضى خلاف ما
يقتضيه
عموم النص، ويكيد خصمه، ويامر امراءه بالكيد
والحيله، ويودب
بالدره والسوط من يغلب على ظنه انه يستوجب ذلك،
ويصفح
عن آخرين قد اجترموا ما يستحقون به التاديب، كل ذلك
بقوه
اجتهاده وما يوديه اليه نظره.

ولم يكن امير المومنين(ع) يرى ذلك، وكان يقف مع
النصوص
والظواهر، ولا يتعداها الى الاجتهاد والاقيسه،
ويطبق امور
الدنيا على الدين، ويسوق الكل مساقا واحدا، ولا يضع
ولا يرفع
الا بالكتاب والنص، فاختلفت طريقتاهما فى الخلافه
والسياسه).

وفى الصفحه 578 من المصدر نفسه نقل ابن ابى الحديد عن
الجاحظ فقال: قال ابو عثمان: (وربما رايت بعض من يظن
بنفسه العقل والتحصيل والفهم والتمييز وهو من
العامه ويظن
انه من الخاصه، يزعم ان معاويه كان ابعد غورا واصح
فكرا
واجود رويه وابعد غايه وادق مسلكا، وليس الامر
كذلك،
وساومى ء اليك بجمله تعرف بها موضع غلطه، والمكان
الذى
دخل عليه الخطا من قبله:
- كان على(ع) لا يستعمل فى حربه الا ما وافق الكتاب
والسنه.

- وكان معاويه يستعمل خلاف الكتاب والسنه كما
يستعمل
الكتاب والسنه).

وبعد هذا نستطيع ان نطلق على اصحاب اتجاه النص
(مدرسه
اهل البيت)، وراينا ان راسها كان عليا(ع)، وان نطلق
على
اصحاب اتجاه الراى (مدرسه الصحابه)، وراينا ان
راسها كان
عمر(رض).

ويرجع هذا الاختلاف بين هاتين المدرستين
الاسلاميتين
الفكريتين فى المنهج العلمى الذى التزمته كل واحده
منهما
الى:
- وفره النصوص الشرعيه بالكميه الكافيه لتزويد
اتباع المدرسه
بما يحتاجون اليه فى مجال معرفه الاحكام عند مدرسه
اهل
البيت.

- وعدم توفرها بالكميه الكافيه لذلك فى مدرسه
الصحابه.

وذلك ان الامام عليا كان يدون ويكتب احاديث رسول
اللّه(ص)
اولا باول فى كتاب عرف عند الائمه من ابنائه باسم
(كتاب
على).

بينما منع الخليفه عمر من تدوين الحديث وكتابته،
واستمر
هذا المنع حتى ايام الخليفه الزاهد عمر بن عبد
العزيز حيث امر
بتدوين الحديث.

وامتد وضع المدرستين المذكورتين على هذا حتى عهد
معاويه بن ابى سفيان حيث تحولتا الى طائفتين: طائفه
السنه
وطائفه الشيعه، اذ لم يوثر تاريخيا مده حكم الخلفاء
الراشدين
ان اطلق اسم السنه على الفرقه المعروفه بهذا الاسم،
كما ان
لم يرو ان استعمل اسم الشيعه كعلم واسم رسمى لاتباع
اهل
البيت.

وممن المح الى هذا الشيخ الانطاكى فى كتابه (لماذا
اخترت
مذهب الشيعه - مذهب اهل البيت) ط 3 ص 135 - 136 قال:
(وقد سمى معاويه نفسه ومن اليه باهل السنه
والجماعه).

ويرى النوبختى فى كتابه (فرق الشيعه) ان تحول
المدرستين
الى طائفتين، كان فى عهد على ومعاويه، واطلاق
الاسمين
كان فى عهد بنى العباس، يقول: (بعد مقتل عثمان وقيام
معاويه واتباعه فى وجه على بن ابى طالب واظهاره
الطلب بدم
عثمان واستمالته عددا عظيما من المسلمين الى ذلك،
صار
اتباعه يعرفون ب (العثمانيه) وهم من يوالون عثمان
ويبراون من
على.

اما من يوالونهما فلا يطلق عليهم اسم العثمانيه.

وصار اتباع على يعرفون ب (العلويه) مع بقاء اطلاق
اسم الشيعه
عليهم.

واستمر ذلك مده ملك بنى اميه.

وفى دوله بنى العباس نسخ اسم العلويه والعثمانيه،
وصار فى
المسلمين اسم (الشيعه) و (اهل السنه) الى يومنا هذا) ((7)).

من هذا نتبين ان التشيع فى نشوئه كان مع التسنن جنبا
الى
جنب.

ومنه نفهم ايضا ان كلا منهما بدا وجوده فى عصر
الرساله،
وبشكل منهج علمى ثم تحول الى مدرسه فكريه، ومن بعد
ذلك، وفى عهد بنى اميه، تحولا الى طائفتين.

وهذا يعنى ان التشيع ليس طارئا على الاسلام، وهى
المفارقه
التاريخيه التى وقع فيها الكثيرون ممن ارخ لنشوء
المذاهب
الاسلاميه غير السنيه.

وقد تبنى اهل البيت مدرسه ابيهم الامام على منهجا
وماده،
وهى فى واقعها - كما راينا - امتداد طبيعى للمدرسه
الاسلاميه الاولى مضمونا وشكلا.

كما ان الائمه من اهل البيت لم يكونوا مجتهدين،
وانما كانوا
رواه لحديث رسول اللّه ينقلونه ويشرحونه.

وقد اعربوا عن هذا، ومن بعدهم اعرب عنه علماء
الشيعه، يقول
شيخ الطائفه ابو جعفر الطوسى فى كتابه (تلخيص
الشافى) -
ط النجف ج 1 ص 253 -: (الامام لا يكون عالما بشى ء من
الاحكام الا من جهه الرسول واخذ ذلك من جهته).

وفى كتاب (بحار الانوار) للمحدث المجلسى ج 2 ص 148 من
الطبعه الحروفيه: (عن جابر، قال: قلت لابى جعفر
(الباقر): اذا
حدثتنى بحديث، ما سنده لى؟ فقال: حدثنى ابى عن جده
عن
رسول اللّه(ص) عن جبرئيل عن اللّه - عز وجل - وكل ما
احدثك بهذا الاسناد).

وعن جابر ايضا عن ابى جعفر الباقر ايضا قال: يا جابر
انا لو كنا
نحدثكم براينا وهوانا، لكنا من الهالكين، ولكنا
نحدثكم باحاديث
نكتنزها عن رسول اللّه(ص) كما يكنز هولاء ذهبهم
وفضتهم.

وفى روايه اخرى: ولكنا نفتيهم ب آثار من رسول اللّه
واصول
علم عندنا نتوارثها كابرا عن كابر.

وفى روايه الفضل عن الامام الباقر ايضا قال: لو اءنا
حدثنا براينا
ضللنا كما ضل من كان قبلنا، ولكنا حدثنا ببينه من
ربنا بينها
لنبيه(ص) فبينها لنا.

وفى روايه عن الامام الصادق: مهما اجبتك فيه بشى ء
فهو عن
رسول اللّه، ولسنا نقول براينا من شى ء.

الى كثير من امثال هذه الروايات.

ونخلص من هذا الى ان التشيع والتسنن ولدا معا وفى
عهد
رسول اللّه وبشكل منهجين علميين ثم تحولا بعد ذلك
الى
مدرستين فكريتين، وبعد ذلك وبمفعول السياسه تحولا
الى
طائفتين، اطلق على احداهما اسم الشيعه، واطلق على
الثانيه
اسم السنه.

حجيته:

حجيته

ان تعدد المذاهب فى علمى الكلام والفقه، او قل: فى
مجالى
العقيده والتشريع يفرض على من يريد اعتناق احدها ان
يبحث
عن حجيه المذهب الذى يريد اعتناقه والتماس الدليل
على
شرعيته ومشروعيه التعبد به، وذلك ليخرج من عهده
المسووليه امام اللّه تعالى.

من هنا رايت ان استعرض - وبشى ء من الايجاز - ادله
صحه
التعبد بمذهب الاماميه.

علما بان الاساس الذى يقوم عليه هذا المذهب هو
الاخذ
بالقرآن الكريم والسنه الشريفه المرويه عن طريق
اهل البيت.

وادلتهم على هذا هى:
1 - حديث الثقلين:
حديث الثقلين من الاحاديث القله التى اهتم بها
الرسول
الاعظم(ص) اهتماما كبيرا.

ويرجع هذا الى ما يحمله الحديث من معنى مهم وما يهدف
اليه
من مغزى ذى خطر كبير فى حياه المسلمين.

فقد روى ان النبى(ص) ذكره فى عده مواطن:
1 - بعد انصرافه من الطائف.

2 - وفى مسجد الخيف بمنى.

3 - وفى حجه الوداع بعرفه.

4 - وفى غدير خم عندما عهد للامام على بالخلافه.

5 - ومن على منبره فى مسجده الشريف بالمدينه.

6 - وفى حجرته المباركه قبل وفاته.

يقول ابن حجر الهيثمى فى (الصواعق المحرقه ص 148): (ثم
اعلم ان لحديث التمسك بذلك طرقا كثيره، وردت عن نيف
وعشرين صحابيا، ومر له طرق مبسوطه فى حادى عشر
الشبه.

وفى بعض تلك الطرق انه(ص) قال ذلك بحجه الوداع
بعرفه،
وفى اخرى انه قاله بالمدينه فى مرضه وقد امتلات
الحجره
باصحابه، وفى اخرى انه قال ذلك بغدير خم، وفى اخرى
انه
قال ذلك لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف - كما
مر - ولا
تنافى اذ لا مانع من انه كرر عليهم ذلك فى تلك
المواطن
وغيرها اهتماما بشان الكتاب العزيز والعتره
الطاهره).

وقال السيد الحضرمى فى (المشرع الروى ص 12): (ولحديث
التمسك بذلك طرق كثيره صحيحه وردت عن نيف وعشرين
صحابيا فى مواطن متعدده اعظاما لقدرهما).

وفى (القول الفصل 1/49 ط جاوا، للسيد الحداد الحضرمى):
(وقد روى (اى حديث الثقلين) عن بضعه وعشرين صحابيا،
وورد من طرق صحيحه مقبوله، وهو من الاحاديث
المتواتره،
اجمع الحفاظ على القول بصحته، واليهم المرجع فى
ذلك) ((8)).
واخرج له السيد هاشم البحرانى فى (غايه المرام ص 211)
تسعه
وثلاثين طريقا من طرق اهل السنه.

واخرج له فى ص 217 اثنين وثمانين طريقا من طرق الشيعه
عن اهل البيت ((9)).

وذكر السيد التسترى فى (احقاق الحق 9/369) من الصحابه
الذين رووه وروى عن طريقهم:
1 - على بن ابى طالب.

2 - فاطمه الزهراء.

3 - الحسن بن على.

4 - عبداللّه بن عباس.

5 - سلمان الفارسى.

6 - ابا ذر الغفارى.

7 - حذيفه بن اليمان.

8 - جابر بن عبداللّه الانصارى.

9 - زيد بن ثابت.

10 - ابا سعيد الخدرى.

11 - زيد بن ارقم.

12 - حذيفه بن اسيد الغفارى.

13 - انس بن مالك.

14 - ابا رافع مولى رسول اللّه.

15 - جبير بن مطعم
16 - عبداللّه بن حنطب
17 - ضمره الاسلمى
18 - ام هانى بنت ابى طالب
19 - ام سلمه زوج رسول اللّه
وافرد له السيد مير حامد حسين الهندى الجزء الثانى
عشر من
كتابه الموسوعى (عبقات الانوار فى مناقب الائمه
الاطهار)
المطبوع بايران سنه 1381ه.

رواه عن جماعه تقرب من المائتين من اكابر علماء
المذاهب
من المائه الثانيه الى المائه الثالثه عشره، وعن
الصحابه
والصحابيات اكثر من ثلاثين رجلا وامراه، كلهم رووا
هذا
الحديث الشريف عن النبى(ص) ((10)).

ومن رواياته:
1 - ما رواه الحاكم النيسابورى فى (المستدرك على
الصحيحين 3/109) باسناده عن زيد بن ارقم(رض) قال: (لما
رجع رسول اللّه(ص) من حجه الوداع ونزل غدير خم امر
بدوحات فقممن، فقال: كانى قد دعيت فاجبت، انى قد
تركت
فيكم الثقلين، احدهما اكبر من الاخر: كتاب اللّه
تعالى وعترتى،
فانظروا كيف تخلفونى فيهما فانهما لن يتفرقا حتى
يردا على
الحوض.

ثم قال: ان اللّه عز وجل مولاى وانا مولى كل مومن، ثم
اخذ بيد
على(رض) فقال(ص): من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم وال
من والاه، وعاد من عاداه.

وذكر الحديث بطوله.

(ثم عقبه بقوله): هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم
يخرجاه بطوله).

2 - ما رواه الحضرمى فى (المشرع الروى ص 12): (انى تارك
فيكم امرين لن تضلوا ان اتبعتموهما، وهما: كتاب
اللّه، واهل
بيتى عترتى، انى سالت ربى ذلك لهما، فلا تقدموهما
فتهلكوا،
ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهم فانهم اعلم
منكم).

3 - ما رواه الترمذى فى (سننه 2/308) عن زيد بن ارقم قال:
(قال رسول اللّه(ص): انى تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن
تضلوا بعدى، احدهما اعظم من الاخر: كتاب اللّه، حبل
ممدود
من السماء الى الارض، وعترتى اهل بيتى، ولن يفترقا
حتى يردا
على الحوض، فانظروا كيف تخلفونى فيهما).

(قال الترمذى - بعد ايراده الحديث -: هذا حديث حسن).

4 - ما رواه التسترى فى (احقاق الحق 9/342) عن الحموينى
فى (فرائد السمطين) باسناده عن زيد بن ثابت قال: (قال
رسول اللّه(ص): انى تارك فيكم الثقلين: كتاب اللّه عز
وجل،
وعترتى اهل بيتى، الا وهما الخليفتان من بعدى، ولن
يفترقا
حتى يردا على الحوض).

5 - واخيرا: من المفيد ان انقل هنا ما ذكره الشيخ محمد
ناصر
الدين الالبانى شيخ شيوخ محدثى اهل السنه
المعاصرين فى
كتابه (سلسله الاحاديث الصحيحه 4ر355 - 358) تحت
عنوان (حديث العتره وبعض طرقه): 1761 - (يا ايها الناس
انى
قد تركت فيكم ما ان اخذتم به لن تضلوا كتاب اللّه
وعترتى اهل
بيتى).

اخرجه الترمذى (2/308) والطبرانى (2680) عن زيد بن
الحسن الانماط ى عن جعفر عن ابيه عن جابر بن
عبداللّه قال:
(رايت رسول اللّه(ص) فى حجته يوم عرفه، وهو على ناقته
القصواء يخطب، فسمعته يقول...) فذكره، وقال: (حديث
حسن
غريب من هذا الوجه، وزيد بن الحسن قد روى عنه سعيد
بن
سليمان وغير واحد من اهل العلم).

قلت: قال ابو حاتم: منكر الحديث، وذكره ابن حبان فى
الثقات،
وقال الحافظ: ضعيف.

قلت: لكن الحديث صحيح، فان له شاهدا من حديث زيد بن
ارقم، قال: (قام رسول اللّه(ص) يوما فينا خطيبا بماء
يدعى
(خما) بين مكه والمدينه، فحمد اللّه، واثنى عليه،
ووعظ وذكر،
ثم قال: (اما بعد، الا ايها الناس، فانما انا بشر،
يوشك ان ياتى
رسول ربى فاجيب، وانا تارك فيكم ثقلين، اولهما كتاب
اللّه،
فيه الهدى والنور «من استمسك به واخذ به كان على
الهدى،
ومن اخطاه ضل ج، فخذوا بكتاب اللّه، واستمسكوا به
فحث على
كتاب اللّه ورغب فيه، ثم قال: - واهل بيتى، اذكركم
اللّه فى اهل
بيتى، اذكركم اللّه فى اهل بيتى اذكركم اللّه فى
اهل بيتى).

اخرجه مسلم (7/122 - 123) والطحاوى فى (مشكل الاثار:
4/368) واحمد (4/366 - 367) وابن ابى عاصم فى (السنه
1550 - 1551) والطبرانى (5026) من طريق يزيد بن حيان
التميمى عنه.

ثم اخرج احمد (4/371) والطبرانى (5040) والطحاوى من
طريق على بن ربيعه قال: (لقيت زيد بن ارقم وهو داخل
على
المختار او خارج من عنده، فقلت له: اسمعت رسول
اللّه(ص)
يقول: انى تارك فيكم الثقلين «كتاب اللّه
وعترتى ج؟ قال: نعم).

واسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح.

وله طرق اخرى عند الطبرانى (4969 - 4971 و4980 - 4982
و5040) وبعضها عند الحاكم (3/109 و148 و533) وصحح هو
والذهبى بعضها.

وشاهد آخر من حديث عطيه العوفى عن ابى سعيد الخدرى
مرفوعا: «انى اوشك ان ادعى فاجيب، وانى تركت فيكم ما
ان
اخذتم به لن تضلوا بعدى، الثقلين، احدهما اكبر من
الاخر،
كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الارض، وعترتى
اهل
بيتى، الا وانهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض »).

اخرجه احمد (3/14 و17 و26 و59) وابن ابى عاصم (1553
و1555) والطبرانى (2678 2679) والديلمى (2/1/45).

وهو اسناد حسن فى الشواهد.

وله شواهد اخرى من حديث ابى هريره عند الدارقطنى (ص
529) والحاكم (1/93) والخطيب فى (الفقيه والمتفقه 56/1).

وابن عباس عند الحاكم وصححه، ووافقه الذهبى.

وعمرو بن عوف عند ابن عبد البر فى (جامع بيان العلم:
2/24،110)، وهى وان كانت مفرداتها لا تخلو من ضعف،
فبعضها
يقوى بعضا، وخيرها حديث ابن عباس.

ثم وجدت له شاهدا قويا من حديث على مرفوعا به.

اخرجه الطحاوى فى (مشكل الاثار: 2/307) من طريق ابى
عامر العقدى: ثنا يزيد بن كثير عن محمد بن عمر بن على
عن
ابيه عن على مرفوعا بلفظ: (... كتاب اللّه بايديكم،
واهل بيتى).

ورجاله ثقات غير يزيد بن كثير فلم اعرفه، وغالب
الظن انه
محرف على الطابع او الناسخ، واللّه اعلم.

ثم خطر فى البال انه لعله انقلب على احدهم، وان
الصواب
كثير بن زيد، ثم تاكدت من ذلك بعد ان رجعت الى كتب
الرجال، فوجدتهم ذكروه فى شيوخ عامر العقدى، وفى
الرواه
عن محمد بن عمر بن على، فالحمد للّه على توفيقه.

ثم ازددت تاكدا حين رايته على الصواب عند ابن ابى
عاصم
(1558).

وشاهد آخر يرويه شريك عن الركين بن الربيع عن
القاسم بن
حسان عن زيد بن ثابت مرفوعا به.

اخرجه احمد (5/181 - 189) وابن ابى عاصم (1548 - 1549)
والطبرانى فى (الكبير: 4921 - 4923).

وهذا اسناد حسن فى الشواهد والمتابعات، وقال
الهيثمى فى
(المجمع: 1/170): (رواه الطبرانى فى (الكبير) ورجاله
ثقات).

وقال فى موضع آخر (9/163): (رواه احمد، واسناده جيد).

ونستفيد من نصوص هذا الحديث الشريف النقاط التاليه:
1 - اقتران العتره الطاهره بالقرآن الكريم بمعنى
فهمهم له
وعلمهم به.

2 - ان التمسك بالكتاب والعتره معا يعصم من الضلاله،
بمعنى
ان الالتزام بهدى القرآن وبهدى السنه الماخوذه عن
طريق
اهل البيت تعط ى الانسان المناعه من ان يقع فى
الضلاله.

3 - حرمه التقدم على العتره، وحرمه الابتعاد عنهم،
لان ذلك
يوقع فى التهلكه والهلاك.

وفحوى هذا: حصر الامامه فيهم وقصرها عليهم.

4 - عدم افتراق العتره عن الكتاب، بمعنى ارتباطهم به
علما
وعملا، واستمرار سنتهم - لانها سنه النبى - عديله
القرآن الى
يوم القيامه.

يقول ابن حجر: (الحاصل ان الحث وقع على التمسك
بالكتاب
وبالسنه وبالعلماء بهما من اهل البيت.

ويستفاد من مجموع ذلك بقاء الامور الثلاثه الى قيام
الساعه) ((11)).
ويقول ايضا فى (ص 149) من صواعقه: (وفى احاديث الحث
على التمسك باهل البيت اشاره الى عدم انقطاع متاهل
منهم
للتمسك به الى يوم القيامه، كما ان الكتاب العزيز
كذلك، ولهذا
كانوا امانا لاهل الارض - كما ياتى -.

ويشهد لذلك الخبر السابق: فى كل خلف من امتى عدول من
اهل بيتى ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين وانتحال
المبطلين وتاويل الجاهلين، الا وان ائمتكم وفدكم
الى اللّه عز
وجل فانظروا من توفدون).

5 - اعلميه اهل البيت(ع).

وليس هناك ما هو احوط للدين واعذر فى الموقف يوم
الحساب
من اتباع الاعلم.

(افمن يهدى الى الحق احق ان يتبع اءمن لا يهدى الا ان
يهدى) وبعد:
فهذا هو حديث الثقلين سندا وفقها او مصدرا ودلاله،
من اخذ
به اخذ بالحيطه لدينه واعذر للّه فى مسووليته وابرا
من الحق
ذمته.

(ذلك هدى اللّه يهدى به من يشاء)، (واللّه يهدى من
يشاء الى
صراط مستقيم).

2 - حديث السفينه:
- رواه الحاكم فى (المستدرك 3/150) باسناده عن حنش
الكنانى، قال: سمعت ابا ذر(رض) يقول وهو آخذ بباب
الكعبه :
من عرفنى فانا من عرفنى، ومن انكرنى فانا ابو ذر،
سمعت
النبى(ص) يقول: (الا ان مثل اهل بيتى فيكم مثل سفينه
نوح
من قومه، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق).

- ورواه الطبرانى فى (المعجم الكبير) باسناده عن حنش
بن
المعتمر: قال: رايت ابا ذر آخذا بعضادتى باب الكعبه،
وهو يقول:
من عرفنى فقد عرفنى، ومن لم يعرفنى فانا ابو ذر
الغفارى،
سمعت رسول اللّه(ص) يقول: (مثل اهل بيتى فيكم كمثل
سفينه نوح فى قوم نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها
هلك،
ومثل باب حطه فى بنى اسرائيل) ((12)).

- وايضا رواه الطبرانى فى (المعجم الصغير 170 ط دهلى)
باسناده عن ابى سعيد الخدرى: سمعت رسول اللّه(ص)
يقول:
(انما مثل اهل بيتى فيكم كمثل سفينه نوح، من ركبها
نجا،
ومن تخلف عنها غرق، وانما مثل اهل بيتى فيكم مثل باب
حطه فى بنى اسرائيل، من دخله غفر له) ((13)).

وفى (الصواعق المحرقه لابن حجر الهيثمى ص 150): (وجاء
من طرق عديده يقوى بعضها بعضا: (انما مثل اهل بيتى
فيكم
كمثل سفينه نوح من ركبها نجا)، وفى روايه مسلم: (ومن
تخلف عنها غرق)، وفى روايه: (هلك)..).

- وفى (الصواعق ايضا ص 184): (اخرج الحاكم عن ابى ذر: ان
رسول اللّه(ص) قال: (ان مثل اهل بيتى فيكم مثل سفينه
نوح،
من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك).

وفى روايه للبزار عن ابن عباس وعن ابن الزبير،
وللحاكم عن
ابى ذر ايضا: (مثل اهل بيتى مثل سفينه نوح، من ركبها
نجا،
ومن تخلف عنها غرق).

ورواه من الصحابه كما جاء فى (احقاق الحق 9/270 و18/311):
- على بن ابى طالب.

- عبداللّه بن عباس.

- ابو ذر الغفارى.

- ابو سعيد الخدرى.

- انس بن مالك.

- عامر بن واثله.

- سلمه بن الاكوع.

- عبداللّه بن الزبير.

قال السيد شهاب الدين المرعشى النجفى فى (هامش ص 293
من ج 9 من احقاق الحق): (قال العلامه المعاصر السيد
محمد
بن يوسف الحسنى التونسى المالكى الشهير بالكافى من
مشايخنا فى الروايه فى كتابه (السيف اليمانى
المسلول ص
169ط مطبعه الترقى بالشام): روى ابو بكر محمد بن مومن
الشيرازى فى كتابه (المستخرج) من التفسير الاثنى
عشر فى
اتمام الحديث المتقدم، بعده: فقال على: يا رسول
اللّه من
الفرقه الناجيه؟ فقال: (المتمسكون بما انت عليه
واصحابك).

وفى الاحاديث المذكوره آنفا ما يدل على ان المتبعين
لاهل
البيت، والمقدمين لهم، والمقتدين بهم، هم الفرقه
الناجيه،
وحث الرسول على الاقتداء بهم، والتمسك بما هم عليه،
وايجاب ذلك على جميع الخلق بروايات الكل، يعلمنا
علما
ضروريا ان اهل البيت هم الفرقه الناجيه.

فكل من اقتدى بهم، وسلك آثارهم فقد نجا، ومن تخلف
عنهم
وزاغ عن طريقهم فقد غوى.

ويدل على ذلك الحديث المشهور المتفق على نقله: (مثل
اهل
بيتى مثل سفينه نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها
غرق)،
وهو حديث نقله الفريقان وصححه القبيلان، لا يمكن
لطاعن
ان يطعن عليه وامثاله).

وقال السيد المرعشى النجفى فى (هامش ص 271 من المصدر
نفسه): (قال العلامه المعاصر السيد ابو بكر بن شهاب
الدين
العلوى الحسينى الحضرمى الشافعى فى كتابه (رشفه
الصادى
ص 80 ط مصر): قال العلماء: وجه تمثيله(ص) لهم بسفينه
نوح(ع) ان النجاه من هول الطوفان ثابته لمن ركب تلك
السفينه، وان من تمسك من الامه باهل بيته واخذ
بهديهم،
كما حث عليه(ص) فى الاحاديث السابقه، نجا من ظلمات
المخالفات واعتصم باقوى سبب الى رب البريات، ومن
تخلف
عن ذلك، واخذ غير ماخذهم، ولم يعرف حقهم، غرق فى
بحار
الطغيان واستوجب الحلول فى النيران، اذ من المعلوم
- مما
سبق وما ياتى - ان بغضهم منذر بحلولها موجب لدخولها).
وبعد: فلا اخال ان دلاله هذا الحديث الشريف على لزوم
التمسك باهل البيت(ع) الذى يعنى اتباع مذهبهم،
تفتقر الى
توضيح لانها من الوضوح بمكان، وفقنا اللّه تعالى
للتمسك
بهديهم واتباع سنتهم.

3 - حديث الامان:
- رواه الحاكم فى (المستدرك 3/149) باسناده عن ابن
عباس(رض) قال: قال رسول اللّه(ص): (النجوم امان لاهل
الارض من الغرق، واهل بيتى امان لامتى من الاختلاف،
فاذا
خالفتها قبيله من العرب اختلفوا فصاروا حزب ابليس)،
هذا
حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه).

- ورواه ايضا فى المصدر نفسه 2/448 باسناده (عن جابر(رض)
قال: قال رسول اللّه(ص): (وانه لعلم للساعه، فقال:
النجوم امان
لاهل السماء، فاذا ذهبت اتاها ما يوعدون، وانا امان
لاصحابى ما
كنت، فاذا ذهبت اتاهم ما يوعدون، واهل بيتى امان
لامتى، فاذا
ذهب اهل بيتى اتاهم ما يوعدون)، صحيح الاسناد ولم
يخرجاه).

- وفى (دلائل الصدق 2/313): (وحكى فى (كنز العمال 6/217)
فى فضائل اهل البيت عن ابن ابى شيبه ومسدد والحكيم
وابى
يعلى والطبرانى وابن عساكر: انهم رووا عن سلمه بن
الاكوع:
ان النبى(ص) قال: (النجوم امان لاهل السماء، واهل
بيتى امان
لامتى)..).

ورواه من الصحابه:
- على بن ابى طالب.

- عبداللّه بن عباس.

- جابر بن عبداللّه الانصارى.

- ابو سعيد الخدرى.

- ابو موسى الاشعرى.

- انس بن مالك.

- المنكدر.

- سلمه بن الاكوع.

قال الشيخ المظفر فى (دلائل الصدق 2/312): (ولا ريب انه
من
اول الامور على امامه اهل البيت(ع) اذ لا يكون
المكلف امانا
لاهل الارض الا لكرامته على اللّه تعالى وامتيازه
فى الطاعه
والمزايا الفاضله، مع كونه معصوما، فان العاصى لا
يامن على
نفسه فضلا عن ان يكون امانا لغيره، ولا سيما اذا كان
عظيما،
فان المعصيه من العظيم اعظم، والحجه عليه الزم،
فاذا كانوا
افضل الناس ومعصومين، فقد تعينت الامامه لهم، وهو
دليل
على بقائهم ما دامت الارض كما هو مذهبنا.

وقد جعل اللّه تعالى هذه الكرامه العظيمه لنبيه(ص)
قبل اهل
بيته، فقال سبحانه(وما كان اللّه ليعذبهم وانت
فيهم).

واشار الى ذلك ابن حجر فى (صواعقه) عند الكلام على
الايه
السابعه من الايات الوارده فى اهل البيت فقال:
(السابعه: قوله
تعالى: (وما كان اللّه ليعذبهم وانت فيهم)، اشار(ص)
الى وجود
هذا المعنى فى اهل بيته وانهم امان لاهل الارض كما
كان
هو(ص) امانا لهم، وفى ذلك احاديث كثيره).

4 - حديث الاثنى عشر:
- رواه احمد بن حنبل فى (المسند 1/398) عن الشعبى عن
مسروق قال: كنا جلوسا عند عبداللّه بن مسعود وهو
يقرئنا
القرآن، فقال له رجل: يا ابا عبد الرحمن: هل سالتم
رسول
اللّه(ص): كم يملك الامه من خليفه؟ فقال عبداللّه بن
مسعود:
ما سالنى عنها احد منذ قدمت العراق قبلك، ثم قال:
نعم، ولقد
سالنا رسول اللّه(ص) فقال: (اثنا عشر كعده نقباء بنى
اسرائيل).

- ورواه مسلم فى (الصحيح 2/79): (عن جابر بن سمره، قال:
دخلت مع ابى على النبى(ص) فسمعته يقول: (ان هذا الامر
لا
ينقضى حتى يمضى فيهم اثنا عشر خليفه).

قال: ثم تكلم بكلام خفى على، قال: فقلت لابى: ما قال؟
قال:
قال: (كلهم من قريش).

وقد رواه بتسعه طرق.

- ورواه البخارى فى (الصحيح 4/كتاب الاحكام): (عن جابر
بن
سمره: ان النبى(ص) قال: (يكون بعدى اثنا عشر اميرا)،
فقال
كلمه لم اسمعها، فقال ابى: انه قال: (كلهم من قريش).

- ورواه المتقى فى (كنز العمال 6/160) عن النبى(ص) انه
قال:
(يكون بعدى اثنا عشر خليفه).

ثم يقول الشيخ الانطاكى بعد نقله الاحاديث
المذكوره فى
اعلاه وغيرها : (وقد رواها (يعنى نصوص الحديث الشريف)
جمهور علماء المسلمين من ائمه الحديث واهل السير
والتاريخ
من الفريقين فى صحاحهم ومسانيدهم بطرق عديده) ((14)).

يقول استاذنا السيد محمد تقى الحكيم: (والذى يستفاد
من
هذه الروايات:
1 - ان عدد الامراء او الخلفاء لا يتجاوز الاثنى عشر،
وكلهم من
قريش.

2 - وان هولاء الامراء معينون بالنص كما هو مقتضى
تشبيههم
بنقباء بنى اسرائيل لقوله تعالى:(ولقد اخذ اللّه
ميثاق بنى
اسرائيل وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا) .

3 - ان هذه الروايات افترضت لهم البقاء ما بقى الدين
الاسلامى
او حتى تقوم الساعه، كما هو مقتضى روايه مسلم
السابقه،
واصرح من ذلك روايته الاخرى فى نفس الباب: (لا يزال
هذا
الامر فى قريش ما بقى من الناس اثنان).

واذا صحت هذه الاستفاده فهى لا تلتئم الا مع مبنى
الاماميه
فى عدد الائمه وبقائهم وكونهم من المنصوص عليهم من
قبله(ص)، وهى منسجمه جدا مع حديث الثقلين وبقائهما
حتى يردا عليه الحوض.

وصحه هذه الاستفاده موقوفه على ان يكون المراد من
بقاء
الامر فيهم بقاء الامامه والخلافه بالاستحقاق لا
السلطه
الظاهريه.

لان الخليفه الشرعى خليفه يستمد سلطته من اللّه،
وهى فى
حدود السلطه التشريعيه لا التكوينيه، لان هذا
النوع من
السلطه هو الذى تقتضيه وظيفته كمشرع.

ولا ينافى ذلك ذهاب السلطنه منهم فى واقعها الخارجى
لتسلط الاخرين عليهم.

على ان الروايات تبقى بلا تفسير لو تخلينا عن حملها
على هذا
المعنى، لبداهه ان السلطه الظاهريه قد تولاها من
قريش
اضعاف اضعاف هذا العدد، فضلا عن انقراض دولهم وعدم
النص
على احد منهم - امويين وعباسيين - باتفاق المسلمين.

ومن الجدير بالذكر ان هذه الروايات كانت ماثوره فى
بعض
الصحاح والمسانيد قبل ان يكتمل عدد الائمه، فلا
يحتمل ان
يكون من الموضوعات بعد اكتمال العدد المذكور، على
ان
جميع رواتها من اهل السنه ومن الموثوقين لديهم.

ولعل حيره كثير من العلماء فى توجيه هذه الاحاديث
وملاءمتها
للواقع التاريخى كان منشوها عدم تمكنهم من
تكذيبها، ومن
هنا تضاربت الاقوال فى توجيهها وبيان المراد منها.

والسيوط ى - بعد ان اورد ما قاله العلماء فى هذه
الاحاديث
المشكله - خرج براى غريب، نورده هنا تفكهه للقراء،
وهو:
(وعلى هذا فقد وجد من الاثنى عشر: الخلفاء الاربعه،
والحسن،
ومعاويه، وابن الزبير، وعمر بن عبد العزيز، وهولاء
ثمانيه،
ويحتمل ان يضم اليهم المهدى من العباسيين، لانه
فيهم
كعمر بن عبد العزيز فى بنى اميه، وكذلك الظاهر لما
اوتيه من
العدل، وبقى الاثنان المنتظران احدهما: المهدى
لانه من اهل
بيت محمد).

ولم يبين المنتظر الثانى، ورحم اللّه من قال فى
السيوط ى: انه
حاطب ليل ((15)).
وما يقال عن السيوط ى يقال عن ابن روزبهان فى رده
على
العلامه الحلى وهو يحاول توجيه هذه الاحاديث ((16)).

والحقيقه ان هذه الاحاديث لا تقبل توجيها الا على
مذهب
الاماميه فى ائمتهم.

واعتبارها من دلائل النبوه فى صدقها عن الاخبار
بالمغيبات
اولى من محاوله اثاره الشكوك حولها كما صنعه بعض
الباحثين
متخطيا فى ذلك جميع الاعتبارات العلميه، وبخاصه
بعد ان
ثبت صدقها بانطباقها على الائمه الاثنى عشر(ع)) ((17)).

5 - حديث باب حطه:
ومما يندرج فى هذا الباب حديث باب حطه الذى مر ذكره
مقرونا بحديث السفينه فى روايه الحاكم وروايه
الطبرانى.

/ 5