شبهات وردود جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شبهات وردود - جلد 3

السید سامی البدری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



شبهات وردود
الحلقة الثالثة


الرد على كتاب احمد الكاتب
سامي البدري


الكتاب : شبهات وردود الحلقة الثالثة


المؤلف : السيد سامي البدري


الناشر: المؤلف


الطبعة : الاولى سنة
1418


المطبعة : صدر


الاخراج الفني : احسان الحكيم


بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياءوالمرسلين محمد وآله الطاهرين
الاهداء
الى الباحثين عن الحقيقة . . .


(الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه ) . . .


اهدي هذا الجهد المتواضع .


قال النبي (ص ) :
ايـهـا الـنـاس انـي تـارك فيكم امرين لن تضلوا ان اتبعتموهما : كتاب اللّه وعترتي اهل بيتي فلا
تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكواولا تعلموهم فانهم اعلم منكم .


ثم قال : اتعلمون اني اولى بالمؤمنين من انفسهم ؟
قالوا: نعم .


فـقـال : مـن كـنـت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من
خذله .


المعجم الكبير للطبراني ج5 : ص
167
المقدمة
وبـعـد فهذه الحلقة الثالثة من (شبهات وردود) وقد كرستها للردعلى الجزء الاول من كتاب احمد الكاتب الذي طبع مؤخرا باسم (تطورالفكر السياسي الشيعي من الشورى ... الى ولاية الفقيه ).


وهـو ثـلاثة اجزاء في مجلد واحد يبطل بزعمه في الجزء الاول نظرية الامامة الالهية وينكر في
الجزء الثاني ولادة المهدي (ع ) وينفي في الجزء الثالث مسالة ولاية الفقيه وقضايا اخرى .


وقد نهجنا في الرد عليه النهج الذي نهجناه في الحلقتين السابقتين وهو ان نقتطع فقرة تامة المعنى من
كلماته ثم نرد عليها.


ان الانطباع العام الذي خرجنا به عند مطالعتنا للكتاب باجزائه الثلاثة هو ان الاستاذ الكاتب قد خل
ط بين قضيتين ترتبطان باهل البيت (ع ).


الاولى : قضية كونهم قد نصبهم الرسول (ص ) بامر اللّه تعالى شهداء على الناس وائمة هدى مطهرين
يـؤخـذ بقولهم وفعلهم وتقريرهم وحفظة للشريعة وانهم في هذا الموقع امتداد للرسول (ص )الا
انـهـم لـيـسوا بانبياء وانهم اثنا عشر كعدة نقباء بني اسرائيل , وان الثاني عشر منهم صاحب العمر
الـطويل كنوح , وصاحب الغيبتين ((1)) كعيسى , وانه صاحب الوعد الالهي الذي بشرت به الانبياء
وهذه القضية لا مجال لغير النص او النص والمعجز فيها.


الثانية : قضية كونهم في زمانهم اولى الناس بالحكم وان هذه الاولوية اولوية اختصاص بمعنى انه لا
يـجـوز لـغيرهم التصدي لذلك الاباذنهم , وانهم قد اذنوا للفقهاء من حملة علومهم ان يمارسوا ذلك
فـي زمان الغيبة , وهذه القضية لا مجال فيها ايضا لغير النص ولكن فرقها عن القضية الاولى ان للامة
هـنا دور ومشاركة في الحكم من جهة ان الامة لهاالدور الاساسي في تمكين المنصوص عليه ليقيم
الحكم في المجتمع على اساس الكتاب والسنة وان الحاكم حتى لو كان نبيا او وصيا ياخذبراي الامة
في القضايا التنفيذية العامة وقد بين علماء كبار امثال الشهيدالصدر (ره ) ذلك ((2)) وفي ضوء ذلك
فـانـه فـي هـذه الزاوية لا تعارض بين النص والشورى , حيث يضطلع النص بتشخيص من له حق
الحكم وتضطلع الامة بنصرة المنصوص عليه والبيعة له والمشورة عليه في القضايا التنفيذية العامة
بالحدود التي بينتها سيرة النبي (ص ) واستنبطهاالفقهاء.


ولـيـس مـن شك ان القضية الاولى قضية عقائدية دلت عليها نصوص القرآن والسنة وتكون الامامة
المعروضة لاهل البيت (ع ) فيها نظير امامة ابراهيم (ع ), حيث حصرت في ذريته وفي عدد محدد
مـنـهم وهم الذين طهرهم اللّه تعالى , ونظير الامامة في ذرية هارون حيث حصرت فى ذريته وكون
الائمـة الـمتاخرين منهم بعضهم اضطلع بموقع الامامة والشهادة على الناس وهو صبي دون العاشرة
وهـو يـحـيـى (ع ), وبـعـضـهـم اضـطلع بموقع الحجة على الناس وهو دون ذلك كعيسى (ع )
صـاحب الغيبتين والظهور في آخر الزمان , كذلك الحال في امامة النبي (ص )حيث حصرت في عدد
محدود من اسرته وكون الائمة المتاخرين منهم نظراء ليحيى وعيسى (ع ) في صغر السن والغيبة
والظهور آخرالزمان .


امـا القضية الثانية فهي قضية فقهية الا فيما يرتبط بانحصار حق الحكم بالاثني عشر (ع ) فانها من
لواحق المسالة العقائدية اما ماعدى ذلك من قبيل ما هي حدود القضايا العامة التي ياخذ المعصوم الحاكم
فـيـها براي الامة ؟ وما هي شروط انعقاد البيعة على الحكم او الامربالمعروف والنهي عن المنكر
واسقاط الحكومة الظالمة ؟ وغير ذلك فهي مسائل فقهية تستنبط من سيرة المعصوم .


لـقـد خلط الاستاذ الكاتب بين هاتين القضيتين كما خلط اغلب علماء السنة فى ذلك , واعتبر المسالة
الـتـي تـرتـبـط بـاهـل الـبـيـت (ع ) ورفع شعارها الشيعة انما هي القضية الثانية ومن هنا جاءت
اشكالاته واشكالات غيره حول تحديد الائمة بعدد معين , وكيف يكون الجوادوالهادي والمهدي (ع )
ائمة وهم دون العاشرة ؟ او كيف تحصرباسرة معينة ؟ وغير ذلك .


والـى جانب قضية الخلط هذه وهي قضية مركزية في الكتاب باجزائه الثلاثة هناك ظواهر اخرى
من قبيل :
ظاهرة الخطا في فهم بعض الروايات وكلمات الاقدمين من علماءالشيعة .


وظـاهرة الاشتباه بالرواية العامية التي توجد في الكتاب الشيعي على انها رواية شيعية وقد اوردها
المؤلف الشيعي كالسيدالمرتضى رحمه اللّه في كتابه الشافي للرد عليها لا على انه يعتقد بها.


وظاهرة استغفال القارى ء بايراد روايات دون الاشارة الى مايعارضها من روايات اخرى .


وظاهرة بتر النص وايراد ما يؤيد مدعاه .


وغـيـر ذلـك مـمـا نبهنا عليه في الحلقتين الماضيتين وفي هذه الحلقة القائمة بين يديك ايها القارئ
الكريم , ارجو ان تحقق غرضها في الانتصار لمذهب اهل البيت وارجو ان يجعلها ذخرا وزادا يوم لا
ينفع مال ولا بنون الا من اتى اللّه بقلب سليم .


سامي البدري
قم / 14 رجب /1418 هج.


الفصل الاول : واضع من الكتاب والرد عليها
المورد الاول : علي (ع ) خليفة النبي (ص )
يقول : تقول رواية يذكرها الشريف المرتضى وهومن ابرز علماء الشيعة في القرن الخامس الهجري ان عليا (ع ) والعباس (رض ) دخلاعلى النبي (ص ) وسالاه ان يستخلف فقال لا...


اقـول : الرواية التي ذكرها المرتضى ليست من تراث الشيعة وانما نقلها عن القاضي عبدالجبار للرد
عليها
نص الشبهة
قـال : وبـالـرغم مما يذكر الاماميون من نصوص حول تعيين النبي (ص ) للامام علي بن ابي طالب
كـخـلـيـفة من بعده , الا ان تراثهم يحفل بنصوص اخرى تؤكد التزام الرسول الاعظم واهل البيت
بمبداالشورى وحق الامة في انتخاب ائمتها.


تـقول رواية يذكرها الشريف المرتضى - وهو من ابرز علماءالشيعة في القرن الخامس الهجري -
ان الـعـبـاس بن عبد المطلب خاطب امير المؤمنين في مرض النبي (ص ) ان يساله عن القائم بالامر
بعده , فان كان لنا بينه وان كان لغيرنا وصى بنا. وان امير المؤمنين قال : دخلنا على رسول اللّه (ص )
حـيـن ثقل , فقلنا: يا رسول اللّه .. استخلف علينا, فقال :لا, اني اخاف ان تتفرقوا عنه كما تفرقت بنو
اسرائيل عن هارون , ولكن ان علم اللّه في قلوبكم خيرا اختار لكم .


و يـقـول الـكليني في (الكافى ) نقلا عن الامام جعفر بن محمدالصادق : انه لما حضرت رسول اللّه
(ص ) الـوفـاة دعـا العباس بن عبدالمطلب وامير المؤمنين فقال للعباس :, يا عم محمد.. تاخذ تراث
مـحـمـدوتقضي دينه وتنجز عداته ؟.. فرد عليه فقال : يا رسول اللّه بابي انت وامي اني شيخ كبير
كـثير العيال قليل المال من يطيقك وانت تباري الريح . قال فاطرق هنيهة ثم قال : يا عباس اتاخذ تراث
محمد وتنجزعداته وتقض دينه ؟.. فقال كرر كلامه .. قال : اما اني ساعطيها من ياخذهابحقها. ثم قال :
يـا علي يا اخا محمد اتنجز عدات محمد وتقضي دينه وتقبض تراثه ؟.. فقال : نعم بابي انت وامي ذاك
علي ولي .


وهـذه الـوصـيـة , كـمـا هو ملاحظ وصية عادية شخصية آنية , لا علاقة لها بالسياسة والامامة ,
والـخـلافـة الـديـنـية , وقد عرضها الرسول في البداية على العباس بن عبد المطلب , فاشفق منها,
وتـحـمـلها الامام اميرالمؤمنين طواعية . وهناك وصية اخرى نقلها الشيخ المفيدفي بعض كتبه عن
الامام امير المؤمنين (ع ) تقول ان رسول اللّه (ص ) قد اوصى بها اليه قبل وفاته , وهي ايضا وصية
اخلاقية روحية عامة , وتتعلق بالنظر في الوقوف والصدقات . واذا القينا بنظرة على هذه الروايات
الـتـي يـذكـرهااقطاب الشيعة الامامية كالكليني والمفيد والمرتضى , فاننا نرى انهاتكشف عن عدم
وصية رسول اللّه للامام علي بالخلافة والامامة , وترك الامر شورى ((3)) .


الرد على الشبة
اقول : اما الرواية التي نسبها الى الشريف المرتضى فهي مما اورده في كتابه الشافي ج3 /91 كجزء
مـن كـلام الـقاضي عبد الجبارالمعتزلي في كتابه (المغنى ) الذي اورد عدة روايات تنفي ان يكون
الـنـبـي (ص ) قـداوصى لعلي او ان عليا (ع ) قد اوصى للحسن (ع ) وعقب عليهاالمرتضى (ره )
بقوله :
والاخـبـار التي ادعاها (صاحب المغنى ) لم تنقل الا من جهة واحدة (اي جهة اهل السنة ) وجميع
شـيعة امير المؤمنين (ع ) على اختلاف مذاهبهم يدفعها وينكرها ويكذب رواتها فضلا عن ان ينقلها
ولا شى ءمنها الا ومتى فتشت عن ناقله واصله وجدته صادرا عن متعصب مشهور الانحراف عن اهل
البيت (ع ) والاعراض عنهم ((4)) .


وفي ضوء ذلك يتضح ان هذه الرواية ليست من تراث الشيعة وان الشريف المرتضى حين اوردها لم
يكن مصدقا بها بل رادا عليها فهل حقا غفل الاستاذ الكاتب عن ذلك ؟
امـا روايـة الكليني فهي رواية ضعيفة ومعارضة لروايات كثيرة جدافي الكافي نفسه تؤكد ان عليا
وارث تراث محمد (ص ) قبل حادثة وفاة النبي (ص ).


اما رواية الشيخ المفيد في اماليه /المجلس السادس والعشرون /ص 220-221 فهي وصية اخلاقية
عـامـة مـن النبي (ص ) لعلي (ع ) ومن علي لولده الحسن وليس معنى ذلك عدم وجود وصية اخرى
في موضوع آخر فلا تعارض بينهما اصلا.


لـقـد كـان ينبغي على (الاستاذ الكاتب ) ان يبحث المسالة بحثا علميافيورد كل روايات الوصية في
الـمـصـادر الشيعية والسنية ويناقشهامناقشة علمية سندا ودلالة اما ان يكتفي بما ذكر ليقول بعده
واذا الـقـيـنـانـظـرة عـلـى هذه الروايات التي يذكرها اقطاب الشيعة الامامية كالكليني والمفيد
والـمرتضى فاننا نرى انها تكشف عن عدم وصية رسول اللّه (ص ) للامام علي بالخلافة والامامة ..


وترك الامر شورى فهو مما لايرتضيه منه قارى ء يحترم عقله ووقته .


والى القارى ء الكريم نموذج من روايات الوصية التي ذكرهاالمفسرون والمؤرخون والمحدثون .


روى الـطبري في تفسير قوله تعالى (وانذر عشيرتك الاقربين )الشعراء/214 عن ابن حميد قال
ثـنا سلمة قال : ثني محمد بن اسحق عن عبد الغفار بن القاسم عن المنهال بن عمرو عن عبد اللّه بن
الحرث بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب عن عبد اللّه بن عباس عن علي بن ابي طالب قال :
لمانزلت هذه الاية على رسول اللّه (ص ) (وانذر عشيرتك الاقربين ) دعاني رسول اللّه فقال لى : يا
عـلـي ان اللّه امـرنـي ان انـذرعـشـيـرتي الاقربين , قال : فضقت بذلك ذرعا,وعرفت اني متى ما
ابـادهم بهذا الامر ار منهم ما اكره فصمت , حتى جاء جبرئيل فقال : يا محمد,انك الا تفعل ما تؤمر به
يعذبك ربك , فاصنع لنا صاعا من طعام , واجعل عليه رجل شاة واملا لنا عسا من لبن ثم اجمع بني عبد
الـمـطـلـب حتى اكلمهم , وابلغهم ما امرت به , ففعلت ما امرني به , ثم دعوتهم له وهم يومئذ اربعون
رجـلا يزيدون رجلا او ينقصونه , فيهم اعمامه ابو طالب وحمزة والعباس وابو لهب فلما اجتمعوا
الـيـه دعـانـي بالطعام الذي صنعت لهم , فجئت به فلما وضعته تناول رسول اللّه (ع ) حذية من اللحم
فـشـقـها باسنانه ثم القاها في نواحي الصحفة , وقال : خذوا باسم اللّه , فاكل القوم حتى ما لهم بشى ء
حـاجـة , ومـا ارى الا مواضع ايديهم ,وايم اللّه الذي نفس علي بيده , ان كان الرجل الواحد لياكل ما
قـدمت لجميعهم , ثم قال : اسق الناس , فجئتهم بذلك العس , فشربوا حتى رووامنه جميعا وايم اللّه ان
كان الرجل الواحد منم ليشرب مثله , فلما ارادرسول اللّه (ص ) ان يكلمهم , بدره ابو لهب الى الكلام
فـقال لشد ماسحركم به صاحبكم , فتفرق القوم , ولم يكلمهم رسول اللّه (ص ), فقال من الغد: يا علي ,
ان هذا الرجل قد سبقني الى ما قد سمعت من القول ,فتفرق القوم قبل ان اكلمهم , فعد لنا من الطعام مثل
الـذي صـنـعـت , ثم اجمعهم لي , قال , ففعلت , ثم جمعتهم ,ثم دعاني بالطعام فقربته لهم ,ففعل كما فعل
بـالامـس , فاكلوا حتى ما لهم بشى ء حاجة , قال : اسقهم ,فجئتهم بذلك العس , فشربوا حتى رووا منه
جميعا.


ثـم تـكـلـم رسول اللّه (ص ) فقال : يا بني عبد المطلب , اني واللّه مااعلم شابا في العرب جاء قومه
بـافضل مما جئتكم به . اني قد جئتكم بخير الدنيا والاخرة , وقد امرني اللّه ان ادعوكم اليه , فايكم
يؤازرني
على هذا الامر على ان يكون اخي وكذا وكذا.


قـال فاحجم القوم عنها جميعا وقلت واني لاحدثهم سنا, وارمصهم عينا, واعظمهم بطنا, واحمشهم
ساقا انا يا نبي اللّه انا اكون وزيرك .


فاخذ برقبتي ثم قال : ان هذا اخي وكذا وكذا فاسمعوا له واطيعوا.


قال : فقام القوم يضحكون , ويقولون لابي طالب قد امرك ان تسمع لابنك وتطيع ((5)) .


اقـول : قـوله (كذا وكذا) في الموردين حذف لاصل الكلام من النساخ الاوائل كما يظهر من رواية
الـطـبري الاتية حيث اوردها في تاريخه بالسند نفسه وفيها على ان يكون اخي ووصيي وخلفيتي
فيكم ان هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم ((6)) .


ورواهـا ابن عساكر بسنده الى نصر بن سليمان قال انبانا محمد بن اسحق عن عبد الغفار بن القاسم
عن المنهال بن عمرو عن عبد اللّه بن الحارث بن عبد المطلب عن عبد اللّه بن عباس عن علي بن ابي
طـالـب (ع ) وفـيـهـا فـايكم يؤازرني على هذا الامر على ان يكون اخي ووصيي وخليفتي فيكم
((7)) .


ورواهـا ابـن كثير في تفسيره عن ابن جرير الطبري وفيها على ان يكون اخي وكذا و كذا في
الموردين .


ثـم علق عليها ابن كثير بقوله : تفرد بهذا السياق عبد الغفار بن القاسم ابي مريم وهو متروك كذاب
شيعي اتهمه علي بن المديني وغيره بوضع الحديث ((8)) .


اقـول : وعبد الغفار بن القاسم كنيته ابو مريم الانصاري النجاري عداده في اهل الكوفة يروي عنه
شـعـبـة والكوفيون وقد اتهموه ايضابشرب الخمر كما اتهموا السيد الحميري الشاعر المعروف
بولائه لاهل البيت بذلك .


والسر في ذلك هو روايته لهذا الحديث ونظائره في فضائل علي (ع ), وروايته في مثالب عثمان .


قال احمد بن حنبل : كان ابو مريم يحدث ببلايا في عثمان ((9)) .


قال ابن حبان : وكان ممن يروي المثالب في عثمان بن عفان ((10)) .


وقال الدار قطنى : متروك , وهو شيخ شعبة اثنى عليه شعبة وخفي على شعبة امره ((11)) .


ونقل عن شعبة قوله : لم ار احفظ منه .


قـال الـذهبي : بقي الى قريب الستين ومائة وكان ذا اعتناء بالعلم والرجال وقد اخذ عنه شعبة ولما
تبين له انه ليس بثقة تركه ((12)) .


اقول : اي اخذ عنه شعبة وتعلم منه لماعندما لم يكن يحدث ببلاياعن عثمان فلما حدث بها تركه كما
يظهر من قول ابن المديني الاتي .


قـال علي ابن المديني : وكان لشعبة (في عبد الغفار) راي وتعلم منه زعموا توقيف الرجال ثم ظهر
منه راي ردى ء في الرفض فترك حديثه ((13)) .


وقـال ابـن عدى : وسمعت احمد بن محمد بن سعيد (ابن عقدة ) ((14)) (ت 332) يثني على ابي
مـريـم ويـطريه وتجاوز الحد في مدحه حتى قال : لو انتشر علم ابي مريم وخرج حديثه لم يحتج
الناس الى شعبة ((15)) .


وقـد فـات ابن كثير ان قريبا من سياق حديث الطبري قد رواه احمدبن حنبل في مسنده ج1 /
159 بسند آخر من غير طريق عبد الغفار قال احمد حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا ابو عوانة عن عثمان
بن المغيرة عن ابي صادق عن ربيعة بن ناجذ عن علي (ع ) وفيها ويكون اخي وصاحبي ووارثي .


وروى احمد في مسنده 1/111 بسند آخر قال : حدثنا اسود بن عامر قال حدثنا شريك عن الاعمش
عن المنهال عن عباد بن عبداللّه الاسلامي عن علي (ع ) وفيها ويكون خليفتي .


وقد رواها قريبا من هذا السياق ايضا ابو الحسن الثعلبي في تفسيره بسنده عن الحسين بن محمد بن
الـحـسين قال : حدثنا موسى بن محمدحدثنا الحسن بن علي بن شعيب العمري حدثنا عباد بن يعقوب
حـدثـناعلي بن هاشم عن صباح بن يحيى المزني عن زكريا بن ميسرة عن ابي اسحق عن البراء بن
عازب .


ورواها ايضا قريبا من هذا السياق الثعلبي في تفسيره وابن عساكرفي تاريخ دمشق بسندهما عن ابي
رافع .


اقول : وقد يشكل بعد الاذعان بصحتها بانها معارضة بما رواه الطبري واحمد واصحاب الصحاح عن
عـائشـة وابـن عـبـاس وابـي هـريـرة مـن انه لما نزل قوله تعالى (وانذر عشيرتك الاقربين ) .


واللفظلاحمد دعا رسول اللّه (ص ) قريشا فعم وخص فقال يا معشر قريش انقذوا انفسكم من النار
يا معشر بني كعب انقذوا انفسكم من النار يامعشر بني عبد مناف انقذوا انفسكم من النار يا معشر بني
هـاشـم انقذواانفسكم من النار يا بني عبد المطلب انقذوا انفسكم من النار يا فاطمة بنت محمد انقذي
نـفـسـك مـن اللّه فـانـي واللّه لا امـلك لكم من اللّه شيئا,الا ان لكم رحما سابلها ببلالها (المسند
2/360).


ويـرد عليه ان عائشة وابن عباس كانا طفلين في ذلك الوقت او لم يكونا قد ولدا بعد اما ابو هريرة
فـلـم يـكـن قـد اسـلم انذاك وكان في اليمن فلم يكن اذن من شهود الواقعة بخلاف علي (ع ) حيث
شهدهاوجرت على يديه ورواها عنه ابن عباس وعباد بن عبيد اللّه الاسدي وربيعة بن ناجذ والبراء
بن عازب وابو رافع وابنه عبيد اللّه الذي كان كاتبا لعلي (ع ).


هـذا مضافا الى ان لفظ العشيرة على فرض التسليم بانه مشترك بين بني الاب الادنين او القبيلة فان
لفظة (الاقربين ) قرينة صريحة في ارادة معنى بني الاب الادنين وهم بنو هاشم دون قريش ومما
يـؤكـد هـذا مارواه البخاري عن جبير بن مطعم قال : مشينا وعثمان بن عفان الى رسول اللّه (ص )
فـقـلـنـا يا رسول اللّه اعطيت بني المطلب وتركتنا ونحن وهم منك بمنزلة واحدة فقال رسول اللّه
(ص ) انـما بنو المطلب وبنو هاشم شى ء واحد, ويؤكد ذلك ما ذكروه ايضا في (ذوي القربى ) انه
لفظ عام خص ببني هاشم والمطلب ((16)) .


اقول : مضافا الى ذلك فان قول النبي (ص ) لعلي في هذه المناسبة انه اخوه ووصيه وصاحبه ووارثه
ووزيره وخليفته تصدقه احاديث النبي (ص ) الاخرى كحديث المؤاخاة حيث اخى النبي (ص ) بينه
وبين علي فقال له : انت اخي في الدنيا والاخرة , وقال له : انت اخي وصاحبي , وان عليا كان يقول :
واللّه اني لاخو رسول اللّه ووليه .ويقول : انا عبد اللّه واخو رسوله لم يقلها قبلي ولا يقولها احد
بعدي الاكذاب مفتر ((17)) .


وحديث المنزلة حيث قال النبي (ص ) لعلي : انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي
رواه الـبـخـاري وغـيـره , وهـذاالحديث من اقوى الشواهد على صدق ما روي عن علي (ع ) في
قصة الانذار.


والقرآن يقول عن موسى : (واجعل لي وزيرا من اهلي , هارون اخي , اشدد به ازري , و اشركه في
امري ... قال قد اوتيت سؤلك يا موسى )طه /29-36.


وقـد كـان هذا قبل مجى ء موسى الى مصر واجتماعه باهل بيته فلماقدم مصر و اجتمع معهم ابلغهم
شان هارون وموقعه من رسالته وانه نبي ووزير وخليفة ووصي .


ولما كان موقع علي (ع ) من محمد (ص ) ورسالته كموقع هارون من موسى ورسالته الا ان عليا لم
يـكـن نـبـيا, فقد شاءت الحكمة الالهية ان يكون انذار محمد (ص ) لعشيرته الاقربين شبيها بانذار
موسى لعشيرته الاقربين .


فـفي القرآن الكريم قوله تعالى (وشهد شاهد من بني اسرائيل على مثله ) الاحقاف /10 والضمير في
(مثله ) يعود الى الشاهد من بني اسرائيل وهو موسى .


وفـي الـتـوراة في سفر التثنية الاصحاح 18 الفقرات 15-22 يقيم لك الرب من اقرباء اخيك نبيا
مثلي ساقيم لهم من اقرباء اخيهم نبيا مثلك واضع كلامي في فمه لكي يبلغهم جميع ما امره به .


وفـي الـقـرآن الـكـريـم (انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كماارسلنا الى فرعون رسولا)
المزمل /15.


ان هذه المثلية بين محمد (ص ) وموسى (ع ) قد تحققت بشكلهاالكامل من خلال قصة انذار الغشيرة
وابـلاغ الـنـاس ان لـمحمد (ص ) منذالبدء وزيرا وخليفة وهو اخوه علي كما ان لموسى وزيرا
وخليفة هواخوه هارون , ولم يعرض القرآن الكريم في قصص انبيائه نبيا له وزيركموسى من هذه
الناحية .


وقـد اقـترن شخص محمد (ص ) بشخص علي لدى قريش في العهد المكي فضلا عن العهد المدني
روى ابن الاثير في اسد الغابة ان النبي (ص ) قال لعلي ليلة الهجرة : ان قريشا لم يفقدوني ما راوك ,
فلمااصبح وراوا عليا قالوا: لو خرج محمد لخرج بعلي معه ((18)) .


وقد بلغ موسى ووزيره هارون الرسالة الى فرعون وتحمل موسى وهارون من فرعون ومن قومهما
ما تحملا وقد جعل اللّه الامامة من بعد موسى في ذرية هارون .


وقـال تـعالى : (ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون ,وقطعناهم اثنتى عشرة اسباطا امما)
الاعراف / 159 -160 .


وقال تعالى : (ولقد اخذ اللّه ميثاق بني اسرائيل وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا) المائدة /12.


وكـذلـك بلغ محمد (ص ) ووزيره علي الرسالة الى قريش ومن آمن منهم ومن غيرهم وتحملا من
قومهما ما تحملا, وقد جعل اللّه الامامة من بعد النبي (ص ) في ذرية علي وقال تعالى : (وممن خلقنا
امة يهدون بالحق وبه يعدلون ) الاعراف /181 وقد ذكر المفسرون ان هذه الاية في امة محمد (ص )
وقال تعالى : (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق
بـالـخيرات باذن اللّه ذلك هو الفضل الكبير) فاطر/32 وقد تظافرت الروايات عن اهل البيت (ع )
انـهم هم الذي اورثهم اللّه الكتاب وعلومه وجعلهم سابقين بالخيرات باذن اللّه اي جعلهم ائمة هدى
للناس ((19)) .


وقـد تـظـافرت الروايات من اهل السنة والشيعة ان النبي (ص ) قال :ان الائمة من بعده اثنا عشر
عدتهم عدة نقباء بني اسرائيل ((20)) .


اما صفة علي كوصي للنبي (ص ) الواردة في حديث الانذار فقدتكررت منه (ص ) في مناسبات عدة
منها جوابه (ص ) لسلمان لما ساله عن وصيه اجابه ان وصيي علي (ع ) ((21)) .


ومـنـها ما رواه ابن حبان بسنده عن خالد بن عبيد اللّه العتكي من اهل البصرة سكن مرو عن انس بن
مالك عن النبي (ص ) هذا (علي )وصيي وموضع سري وخير من اترك بعدي ((22)) .


وقد عرفت عن علي (ع ) هذه الصفة واشتهرت له حتى صارت مختصة به فاذا قيل الوصي انصرف
الذهن الى علي (ع ) وقد نظمهاالشعراء منذ صدر الاسلام والى اليوم .


قـال ابـن ابـي الـحديد: ومما رويناه من الشعر القول في صدر الاسلام المتضمن كونه (ع ) وصي
رسول اللّه (ص ) قول عبد اللّه بن ابي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب :
ومنا علي ذاك صاحب خيبر ----- وصاحب بدر يوم سالت كتائبه
وصي النبي المصطفى وابن عمه ----- فمن ذا يدانيه ومن ذايقاربه
وقال ابو الهيثم بن التيهان وكان بدريا:
ان الوصي امامنا وولينا ----- برح الخفاء وباحت الاسرار
الى غيرها مما نقله عن كتاب وقعة الجمل , لابي مخنف ثم علق عليها ابن ابي الحديد قائلا: ذكر هذه
الاشـعـار والاراجـيـز بـاجـمعها ابومخنف لوط بن يحيى في كتاب وقعة الجمل , وابو مخنف من
المحدثين وممن يرى صحة الامامة بالاختيار وليس من الشيعة ولا معدودا من رجالها.


ثـم ذكـر ابن ابي الحديد نماذج اخرى من اشعار صفين تتضمن تسميته (ع ) بالوصي مما ذكره ابن
مـزاحـم ثـم قال ابن ابي الحديد:والاشعار التي تتضمن هذه اللفظة كثيرة جدا ولكنا ذكرنا منها ها
هـنابعض ما قيل فاما ما عداها فانه يجل عن الحصر ويعظم عن الاحصاءوالعد ولولا خوف الملالة
والاضجار لذكرنا من ذلك ما يملا اوراقاكثيرة ((23)) .


ومـن الـطـريف ان الاستاذ الكاتب فى الوقت الذي يجعل من وصية النبي (ص ) لعلى وصية شخصية
وعـاديـة يـستشهد برسالة محمد بن عبداللّه بن الحسن الى ابي جعفر المنصور فيذكر قوله فان
الحق حقناوانماادعيتم هذا الامر بنا, وخرجتم له بشيعتنا وحضيتم بفضلنا وان ابانا علي كان الوصي
وكان الامام فكيف ورثتم ولايته وولده احياء؟ الكتاب ص 35.


وليس من شك ان هذه الوصية التي يذكرها محمد بن عبد اللّه بن الحسن هنا ليست وصية عادية اذ لو
كانت كذلك فلا مزية فيها خاصة لعلي وهو فى مقام الاحتجاج على المنصور بان الحق حقهم , وقوله
ان ابـانا علي كان الوصي وكان الامام فكيف ورثتم ولايته وولده احياء؟صريح في ان هذه الوصية
ذات حنبة سياسية ترتبط بولاية الحكم .


المورد الثاني : منهج علي (ع ) في قبول البيعة
قوله : عدم وجود الوصية يفسر لنا احجام الامام علي عن اخذ البيعة من العباس او ابي سفيان اقـول : بل الذي يفسر احجام علي (ع ) عن اخذالبيعة من العباس او ابي سفيان هو انهما عرضاالبيعة
عـلـى اساس قبلي مضافا الى ان عليا ينظرالى بيعة من به الكفاية من اهل السابقة والجهادممن عرف
النص ووعاه ولم يكن ابو سفيان اوالعباس كذلك
نص الشبهة
قوله : وهو -اي عدم وجود وصية من النبي لعلي بالخلافة - مايفسر احجام الامام علي عن المبادرة
الى اخذ البيعة لنفسه بعد وفاة الرسول , بالرغم من الحاح العباس بن عبد المطلب عليه بذلك , حيث قال
له : امدد يدك ابايعك , وآتيك بهذا الشيخ من قريش - يعني اباسفيان - فيقال : ان عم رسول اللّه بايع
ابن عمه فلا يختلف عليك من قريش احد, والناس تبع لقريش . فرفض الامام علي ذلك .


وقـد روى الامـام الـصادق عن ابيه عن جده : انه لما استخلف ابو بكرجاء ابو سفيان الى الامام علي
وقـال لـه : ارضـيتم يا بني عبد مناف ان يلي عليكم تيم ؟ ابسط يدك ابايعك , فواللّه لاملانها على ابي
فصيل خيلاورجالا, فانزوى عنه وقال : ويحك يا ابا سفيان هذه من دواهيك , وقداجتمع الناس على
ابـي بـكـر. ما زلت تبغي للاسلام العوج في الجاهلية والاسلام , وواللّه ما ضر الاسلام ذلك شيئا...


مازلت صاحب فتنة .((24)) .


الرد على الشبهة
اقول :
احـجم علي (ع ) عن اخذ البيعة من العباس او من ابي سفيان لان دافعهما في عرض النصرة والبيعة
لـعلي (ع ) هو العصبية القبلية وليس النص , مضافا الى ان عليا (ع ) ينظر في تصديه للحكم الى بيعة
ذوي الـسابقة من المهاجرين والانصار ممن سمع النص ووعاه وان تكون في المسجد على مشهد من
عامة الناس لا خفية .


امـا الـرواية التي نسبها الى الامام الصادق (ع ) وهي قوله : (انه لمااستخلف ابو بكر جاء ابو سفيان
الـى الامـام عـلـي وقـال له : ارضيتم يا بني عبد مناف ان يلي عليكم تيم ؟ ابسط يدك ابايعك , فواللّه
لامـلانهاعلى ابي فصيل خيلا ورجالا, فانزوى عنه وقال : ويحك يا ابا سفيان هذه من دواهيك , وقد
اجـتـمـع الـنـاس على ابي بكر. ما زلت تبغي للاسلام العوج في الجاهلية والاسلام , وواللّه ما ضر
الاسـلام ذلـك شـيـئا... مـا زلـت صـاحـب فتنة ) فهي رواية موضوعة رواها القاضي عبد الجبار
المعتزلي في كتابه المغنى ص 12289 وذلك لان عرض ابي سفيان على علي (ع ) انما كان في بدء
امر السقيفة وامتناع بني هاشم مع عدد من المهاجرين في المدينة , وآخرين خارج المدينة منهم مالك
بن نويرة وقومه وليس بعد اجتماع الناس على ابي بكر.


امـا مسلكه (ع ) في البيعة لجهاد اهل السقيفة فهو ان يكون المبايعون له اربعين مجتمعين ذوي عزم
اي ذوي ثبات وصبر في ايمانهم ولم يكن ابو سفيان منهم , والعباس نفر واحد لا تتحقق به بيعة كهذه ,
مضافا الى الاساس القبلي الذي انطلقا منه وعلي لا يقبل به .


المورد الثالث : احقية علي (ع ) بالحكم ليست من باب الافضلية
قوله : بالرغم من شعور الامام علي بالاحقية والاولوية (الافضلية ) في الخلافة الا انه عادفبايع اقول : كلمات علي (ع ) صريحة في ان الحكم حق خاص به وليست المسالة مسالة افضلية
نص الشبهة
قوله : ويجمع المؤرخون السنة والشيعة على ان الامام علي (ع )امتنع عن بيعة ابي بكر.. وبالرغم
مـن شعور الامام علي (ع ) بالاحقية والاولوية في الخلافة الا انه عاد فبايع ... ولا يشير الى مسالة
النص عليه ص 13.


الرد على الشبهة
يـذهـب (الاسـتاذ الكاتب ) الى ان عليا (ع ) اولى بالخلافة اولوية تفضيل لا اولوية اختصاص وهو
راي ابـن ابـي الـحديد ومدرسته في تفضيل علي (ع ) على ابي بكر وتصحيح بيعة ابي بكر وانكار
النص .


وهـذا الـراي مدفوع بالنص وقد تحدثنا عنه , وبكلمات علي (ع )التي اوردها (الكاتب ) نفسه فان
قـولـه (ع ) بـايع الناس ابا بكر وانااولى بهم مني بقميصي هذا.. معناه اولوية اختصاص لا اولوية
تفضيل ,اذ لا معنى لمقارنته (ع ) بين اولويته بالامر واولويته بقميصه غيرالاختصاص , فانه مما لا
شك فيه ان اولويته بقميصه هي اولوية اختصاص لانه مالكه , وهو (ع ) يقول ان اولويته بالناس اشد
وااكـد من اولويته بقميصه , وذلك لان القميص الذي يلبسه قد يحتمل فيه انه مسروق ثم اشتراه من
الـسـارق وهو لا يعلم به اما اولويته بالحكم فلايحتمل فيها شى ء من ذلك البتة بل هي نص من النبي
(ص ) وبامر من اللّه تعالى .


وكـذلـك قـولـه (ع ): و طفقت ارتاي بين ان اصول بيد جذاء او اصبرعلى طخية عمياء يهرم فيها
الـكـبـيـر ويـشيب فيها الصغير ويكدح فيهامؤمن حتى يلقى ربه فرايت ان الصبر على هاتا احجى
فـصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى ارى تراثي نهبا ومعناه اخذت اخير نفسي بين ان اصول
بقوة غير كافية كما في قوله (ع ) فلم اجد غير اهل بيتي فضننت بهم عن الموت . فلو توفرت له
الـقـوة الـكـافية لقاتل اهل السقيفة وهو المعروف عنه من قوله (ع ) لو وجدت اربعين ذوي عزم
لناهضت القوم .


ان هـذا الـمـوقـف مـن عـلي (ع ) لا ينسجم مع فكرة اولوية التفضيل بل ينسجم مع فكرة اولوية
الاختصاص .


وكذلك قوله (ع ) او اصبر على طخية عمياء.. فان معناه ان الذي حصل لم يكن مجرد غصب سلطة
دنيوية حسب بل كان ذلك بداية انقلاب فكري وضلالة تعم الامة , وهو ما اكده (ع ) بعد مقتل عثمان
حـيـن جـاؤوه يطلبون البيعة فقال لهم دعوني والتمسوا غيري فان المحجة قداغامت والحجة قد
تـنـكـرت وقـولـه (ع ): قـد ملتم ميلة لم تكونوا عندي محمودين واخشى ان تكونوا في فترة
((25)) .


اما الرواية التي اوردها (الكاتب ) ونسبها الى (شافي )المرتضى وهي قوله (ع ) لابي بكر: واللّه ما
نفسنا عليك ما ساق اللّه اليك من فضل وخير ولكنا كنا نظن ان لنا في هذا الامر نصيبا استبد به علينا
فقد رواها المرتضى عن البلاذري وهو يرويها عن المدائني عن معمر عن الزهري عن عروة عن
عـائشـة , انـمـا اوردها للاحتجاج بان علياتاخر عن البيعة ولم يوردها من اجل الاعتقاد بصحتها,
ودلائل الوضع عليها ثم ان حق علي (ع ) في الامرة ليس هو الظن بل هو اليقين كمااسلفنا آنفا, وقد
لعب الزهري وعروة بل عائشة ايضا دورا مهما في تحريف كثير من النصوص والحوادث .


المورد الرابع : دلالة حديث الغدير عند السيد المرتضى (ره )
قوله : الشريف المرتضى يعتبر حديث الغدير نصاخفيا غير واضح بالخلافة اقـول :لـيـس كـذلك بل قال الشريف المرتضى : قددللنا ثبوت النص على امير المؤمنين (ع )باخبار
النص عليه بغير احتمال ولا اشكال كقوله (ص ) (من كنت مولاه فعلي مولاه )
نص الشبهة
قـولـه : واذا كـان حديث الغدير يعتبر اوضح واقوى نص من النبي بحق امير المؤمنين فان بعض
عـلـمـاء الشيعة الامامية الاقدمين كالشريف المرتضى يعتبره نصا خفيا غير واضح بالخلافة , حيث
يـقـول في (الشافي ): انا لا ندعي علم الضرورة في النص , لا لانفسنا ولاعلى مخالفينا, وما نعرف
احدا من اصحابنا صرح بادعاء ذلك ص 14وايضا ص 58.


الرد على الشبهة
ان مـراد السيد المرتضى ب (النص الخفي ) هو ما يسمى عندالاصوليين ب(المجمل ) وعرفوه ب (انه
مـا لـم تـتـضـح دلالـته ) ويقابله (المبين ) وقد ذكروا للاجمال والخفاء اسبابا كثيرة منها ان يكون
الـلـفـظمـشـتركا ولا توجد قرينة على احد معانيه كلفظة (مولى ) فانها موضوعة للاولى , وللعبد
المملوك , وابن العم , والحليف .


ويـتضح من ذلك ان (النص المجمل ) و(الخفي ) يحتاج الى استدلال ونظر وذلك بالبحث عن القرائن
مـن داخـل الـنـص او مـن خـارجه وهو ما يصنعه علماء الشيعة مع (حديث الغدير) ومنهم الشريف
المرتضى حيث قال :
الوجه المعتمد في الاستدلال بخبر الغدير على النص هو ما نرتبه فنقول :
ان الـنـبـي (ص ) استخرج من امته بذلك المقام الاقرار بفرض طاعته ووجوب التصرف بين امره
ونـهـيـه بقوله (ص ) الست اولى بكم من انفسكم ؟ وهذا القول وان كان مخرجه مخرج الاستفهام
فـالـمـراد بـه الـتـقرير وهو جار مجرى قوله تعالى (الست بربكم ) الاعراف 172, فلمااجابوه
بـالاعـتراف والاقرار رفع بيد امير المؤمنين (ع ) وقال عاطفا على ما تقدم (فمن كنت مولاه فهذا
عـلـي مولاه ) وفي روايات اخرى (فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره
واخـذل مـن خذله ) فاتى بجملة يحتمل لفظها معنى الجملة الاولى التي قدمها وان كان محتملا لغيره
فـوجـب ان يـريـد بـها المعنى المتقدم الذي قررهم به على مقتضى استعمال اهل اللغة وعرفهم في
خطابهم , واذا ثبت انه صلى اللّه عليه واله اراد ما ذكرناه من ايجابه كون امير المؤمنين عليه السلام
اولـى بـالامـامة من انفسهم فقد اوجب له الامامة , لانه لا يكون اولى بهم من انفسهم الا فيما يقتضي
فرض طاعته عليهم ونفوذ امره فيهم ولن يكون كذلك الا من كان اماما.


فـان قـال : (دلوا على ان لفظة (مولى ) محتملة ل(اولى ) وانه احد اقسام ما يحتمله ثم ان المراد بهذه
اللفظة في الخبر هو (الاولى ) دون سائرالاقسام , ثم ان (الاولى ) يفيد معنى الامامة .


قـيـل لـه : انه من كان له ادنى اختلاط باللغة واهلها يعرف انهم يضعون هذه اللفظة اي (مولى ) مكان
(اولى ) كما انهم يستعملونها في (ابن العم )وغيره وما المنكر لاستعمالها في (الاولى ) الا كالمنكر
لاستعمالها في غيره من اقسامها.


ونـتـبرع بايراد جملة تدل على ماذهبنا اليه فنقول : قد ذهب ابو عبيدة معمر بن المثنى ومنزلته في
الـلـغـة منزلته ((26)) في كتابه القرآن المعروف بالمجاز لما انتهى الى قوله : (ماواكم النار هى
مولاكم و بئس المصير) الحديد/15 اولى بكم .


وليس ابو عبيدة ممن يغلط في اللغة .


ولا خلاف بين المفسرين في ان قوله تعالى (و لكل جعلنا موالى مما ترك الوالدان والاقربون والذين
عـقـدت ايـمـانكم ف توهم نصيبهم ان اللّه كان على كل شى ء شهيدا) النساء/33 ان المراد بالموالي
(مفردمولى ) من كان املك بالميراث واولى بحيازته واحق به .


وقال الاخطل ((27)) :




  • فاصبحت مولاها من الناس بعده
    واحرى قريش ان تهاب وتحمدا



  • واحرى قريش ان تهاب وتحمدا
    واحرى قريش ان تهاب وتحمدا



وروي في الحديث (ايما امراة تزوجت بغير اذن مولاها فنكاحهاباطل ) ((28)) .


كـل مـا اسـتشهدنا به لم يرد بلفظ (مولى ) فيه الا معنى (اولى ) دون غيره وقد تقدمت حكايتنا عن
الـمبرد قوله (ان اصل تاويل الولي الذي هو اولى اي احق ومثله المولى ) وقال في هذا الموضع بعد
ان ذكر تاويل قوله تعالى (ذلك بان اللّه مولى الذين آمنوا وان الكافرين لا مولى لهم )محمد/11.


وقـال الـفراء ((29)) في كتاب (معاني القرآن ) الولي والمولى في كلام العرب واحد وهو قراءة
((30)) عبد اللّه بن مسعود (انما مولاكم اللّه ورسوله ) مكان وليكم .


/ 7