شبهات وردود جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شبهات وردود - جلد 2

السید سامی البدری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


شبهات وردود الحلقة الثانية.

الرد على الشبهات التي اثارتها نشرة الشورى حول النص على الامام علي (ع )
السيد سامي البدري
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين .

الاهداء ((1)) .

الرد على الشبهة
اولا:
ان الـمـستشكل اراد بمصطلح الامام معنى الحكم والرئاسة التنفيذية في المجتمع كما هو واضح من
كلامه هنا وفي موارد متعددة من النشرة .

ثانيا:
ان الامـامـة التي حصرت باثني عشر من اهل البيت (ع ) ليست هي امامة الحكم حسب بل هي الامامة
الـديـنـيـة الـتـي كـانـت لرسول اللّه (ص ) خاصة بوصفه حجة اللّه تعالى بقوله وفعله وتقريره
((2)) وكون حق الحكم خاصا به في زمانه لا يجوز لغيره ان يمارسه الاباذنه .

وكـذلـك الامـر فـي اوصـيائه الاثني عشر فهم حجج اللّه تعالى على خلقه بعد نبيه الاكرم بقولهم
وفـعـلـهـم وتـقـريـرهم وكون حق الحكم خاصا بهم في زمانهم لا يجوز لغيرهم ان يمارسه ا لا
باذنهم ومن هنا اشترطت فيهم العصمة والنص .

وفـي ضـوء ذلـك فان امامة اهل البيت الاثني عشر (ع ) كما يعتقدبها الشيعة ليست هي الامامة التي
يـعـتـقـدهـا الـزيدية او المعتزلة اوالسنة فهؤلاء يعتقدون بالامامة على انها حكم واجراء حدود
وتولية امراء وتطبيق احكام الشريعة في المجتمع حسب .

ويفترق الزيدية عن غيرهم بقولهم : ان الذي له حق اجراءالحدود هم علي والحسن والحسين (ع )
ومن دعا الى نفسه وحمل السيف من ذرية الحسن والحسين بعدهما.

امـا اهـل السنة والمعتزلة فقد انكروا ان تكون هناك نصوص تدل على حصر حق الحكم باهل البيت
(ع ) بالشكل الذي قال به الزيدية فضلا عما قال به الشيعة .

وفـي قبال الزيدية والمعتزلة والسنة قالت الشيعة بامامة اهل البيت لابمعنى الحكم بل بالمعنى الذي
يجعل منزلتهم بمنزلة الانبياء اي كونهم حججا الهيين تجب طاعتهم سواء بايعهم الناس على الح كم او
لـم يـبـايعوهم , لا فرق بينهم وبين النبي (ص ) الا في النبوة والازواج ((3)) , اما الحكم واجراء
الـحـدود فـنـسـبـته اليهم كنسبته الى الرسول من حيث اختصاصه به وعدم جواز تصدي الغير له
مادام حاضرا ((4)) .

وهذا المعنى للامام اي كونه حجة اللّه تعالى في دينه هو الماثورعن هشام بن الحكم في مناظراته .

قال الشامي لهشام :
يـا غلام سلني في امامة هذا (واشار الى الامام الصادق (ع ))...قال هشام للشامي يا هذا اربك انظر
لخلقه ام خلقه ؟ فقال الشامي بل ربي انظر لخلقه . قال ففعل بنظره لهم ماذا؟
قال اقام لهم حجة ودليلا, كيلا يتشتتوا, او يختلفوا, يتلفهم ويقيم اودهم ((5)) ويخبرهم بفرض
ربهم .

قال فمن هو؟
قال رسول اللّه (ص ).

قال هشام فبعد رسول اللّه (ص )؟
قال الكتاب والسنة .

قال هشام فهل نفعنا اليوم الكتاب والسنة في رفع الاختلاف عنا؟ ((6)) .

قال فسكت الشامي .

فقال ابو عبد اللّه (ع ) للشامي ما لك لا تتكلم ؟
قـال الشامي ان قلت لم نختلف كذبت , وان قلت ان الكتاب والسنة يرفعان عنا الاختلاف ابطلت , لانهما
يحتملان الوجوه , وان قلت قد اختلفنا وكل واحد منا يدعي الحق فلم ينفعنا اذن الكتاب والسنة , الا ان
لي عليه الحجة .

فقال ابو عبد اللّه (ع ) سله تجده مليا.

فقال الشامي يا هذا من انظر للخلق اربهم او انفسهم ؟
فقال هشام ربهم انظر لهم منهم لانفسهم .

فقال الشامي فهل اقام لهم من يجمع لهم كلمتهم ويقيم اودهم ويخبرهم بحقهم من باطلهم ؟
قال هشام في وقت رسول اللّه (ص ) او الساعة ؟
قال الشامي في وقت رسول اللّه رسول اللّه (ص ) والساعة من ؟
فقال هشام هذا القاعد الذي تشد اليه الرحال ويخبرنا باخبارالسماء والارض وراثة عن اب عن جد
((7)) .

قال الشامي فكيف لي ان اعلم ذلك قال هشام سله عما بدا لك .

قال الشامي قطعت عذري فعلي السؤال .

فقال ابو عبد اللّه (ع ) يا شامي اخبرك كيف كان سفرك , وكيف كان طريقك , كان كذا وكذا.

فاقبل الشامي يقول صدقت , اسلمت للّه الساعة .

فـقال ابو عبد اللّه (ع ) بل آمنت باللّه الساعة , ان الاسلام قبل الايمان وعليه يتوارثون ويتناكحون
والايمان عليه يثابون .

فـقـال الـشامي صدقت فانا الساعة اشهد ان لا اله الا اللّه وان محمدا رسول اللّه (ص ) وانك وصي
الاوصياء ((8)) .

وهذا المعنى للامامة الذي ناظر من اجله هشام طفحت به احاديث الائمة (ع ).

روى الـكـليني عن داود الرقي عن العبد الصالح (ع ) قال :ان الحجة لا تقوم للّه على خلقه الا بامام
حتى يعرف ((9)) .

وروى ايـضـا عن عبد اللّه بن سليمان العامري عن ابي عبد اللّه (ع ) قال :ما زالت الارض الا وللّه
فيها الحجة يعرف الحلال والحرام ويدعو الناس الى سبيل اللّه ((10)) .

وروى ايـضـا عن اسحاق بن عمار عن ابي عبد اللّه (ع ) قال :سمعته يقول ان الارض لا تخلو الا
وفيها امام كي ما ان زادالمؤمنون شيئا ردهم وان نقصوا شيئا اتمه لهم ((11)) .

وروى ايـضـا عـن بـشير العطار قال سمعت ابا عبد اللّه (ع ) يقول :نحن قوم فرض اللّه طاعتنا
((12)) وانتم تاتمون بمن لا يعذرالناس بجهالته ((13)) .

وروى الـكـليني ايضا عن صفوان بن يحيى قال قلت للرضا (ع ) قدكنا نسالك قبل ان يهب اللّه لك ابا
جـعفر (ع ) فكنت تقول يهب اللّه لي غلاما, فقد وهبه اللّه لك فاقر عيوننا, فلا ارانا اليه يومك , فان
كان كون فالى من ؟
فاشار بيده الى ابي جعفر (ع ) وهو قائم بين يديه .

فقلت جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين ؟
فـقـال :ومـا يضره من ذلك فقد قام عيسى (ع ) بالحجة وهو ابن ثلاث سنين ((14)) وفي نسخة
ارشاد المفيد واعلام الورى (ابن اقل من ثلاث سنين ).

والامـامـة بـهذا المعنى عرضها القرآن الكريم للانبياء السابقين قال تعالى (و اذ ابتلى ابراهيم ربه
بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) البقرة /124.

وقـال تـعالى (وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا واوحينا اليهم فعل الخيرات واقام الصلاة وايتاء الزكاة
وكانوا لنا عابدين )الانبياء / 73.

فالامام في كلا الايتين هو الهادي الى دين اللّه والحجة على خلقه بقوله وفعله وتقريره .

وفي ضوء ذلك يتضح :
ان الـذي ذكـرتـه الاحاديث النبوية من حصر الامامة بعد النبي باثني عشر انما هو منزلة خاصة لا
يـراد بـها موقع الحكم واجراءالحدود حسب بل اريد بها موقع من هو بمقام الرسول في كونه حجة
للّه تـعـالـى فـي القول والفعل والتقرير وكون الحكم واجراءالحدود من خصائصه في زمانه , وقد
الـحـقـت احـاديـث اخـرى الـزهـراء(س ) بـالائمـة فهي حجة في قولها وفعلها وتقريرها دون
خصوصية الحكم .

وبواسطة هؤلاء الحجج حفظ اللّه شريعة نبيه من التحريف وصارت ميسرة لكل من ارادها.

مشيئة اللّه تعالى في آل محمد (ص ):
وقد يقال لم حصر الحجج بعد النبي باثني عشر ولم حصر باسرة النبي (ص )؟
والجواب :
ان حـصـر حـجـج اللّه تـعـالى بعد نبيه الاكرم باسرة النبي (ص )وبعدد محدود منهم , وهم علي
والـزهـراء والـحـسـن والـحسين وتسعة من ذرية الحسين (ع ), نظير حصر حججه تعالى بعد
نوح وابراهيم ويعقوب وعمران في ذريتهم كما في قوله تعالى :(ولقدارسلنا نوحا وابراهيم وجعلنا
فـي ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون ) الحديد / 26 وقوله : (ان اللّه اصطفى
آدم ونـوحـا وآل ابـراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض و اللّه سميع عليم ) آل
عمران / 33-34.

وقـد شـاءت حكمة اللّه تعالى ان يجعل في الحجج من بعد محمد(ص ) امراة حجة وهي فاطمة بنت
محمد (ص ) كما جعل بعدموسى امراة حجة وهي مريم بنت عمران .

وشاءت حكمة اللّه تعالى ايضا ان يجعل من ذرية فاطمة (س )خاتم اوصياء محمد (ص ) وهو الحجة
بـن الـحسن العسكري كماجعل من ذرية مريم (س ) من قبل حجته عيسى (ع ) خاتم اصفيائه من آل
عمران وبني اسرائيل .

بل شاءت حكمة اللّه تعالى ان يجعل المهدي من آل محمد(ص )نظيرا لعيسى من آل عمران من ناحية
الاخـتـلاف فـي ولادتـه والامـتحان بغيبته فقد اختلف بنو اسرائيل في ولادة المسيح بعد ان كانوا
يـنتظرونه جميعا للنصوص الثابتة عن انبيائهم وفي كتبهم ((15)) , فمنت طائفة لما ولد وانكرت
طائفة ذلك الى اليوم .

واخـتـلف بنو اسماعيل (امة محمد (ص )) في ولادة المهدي المنتظرمن ولد فاطمة (س ) بعد ان
اخبر النبي (ص ) عنه وبشر به ((16)) فمنت طائفة لما ولد سنة 255 هج, وهي لا تزال مؤمنة
به الى اليوم ,وانكرت طائفة ذلك الى اليوم ايضا.

وامـتـحن انصار عيسى بغيبته , فمنهم من قال قتل , ومنهم من قال انجاه اللّه من كيد الظالمين واتصل
بخواص تلاميذه لفترة يوجههم ثم غيبه اللّه تعالى ليظهره آخر الزمان .

وكـذلـك امـتـحن شيعة المهدي (ع ) بغيبته فمنهم / وهو قليل جداوفي وقته / من قال انه مات في
الغيبة ((17)) , وقال الاغلب بحياته في غيبته الطويلة التي غاب فيها بعد غيبته ((18)) القصيرة
وهم ينتظرون ظهوره ليحقق اللّه تعالى به وعده الذي وعده لنبيه الخاتم .

وشاءت حكمة اللّه ايضا ان يجعل في آل محمد (ص ) حجة للّه في سن دون العاشرة من عمره وهو
ابو جعفر محمد الجواد (ع ) ليكون نظيرا ليحيى في آل عمران آتاه اللّه الحكم صبيا.

وشـاءت حـكـمة اللّه ان يجعل اوصياء محمد (ص ) اثني عشروان يجعل الثاني عشر منهم المهدي
يحقق اللّه تعالى على يده وعده لنبيه محمد (ص ) ويرث المؤمنون برسالته الارض كلها (ولقدكتبنا
فـي الـزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادى الصالحون )الانبياء / 105 وان يكون ذلك نظيرا
لاوصـيـاءموسى الاثني عشر وما جعله على يد الثاني عشر من اوصيائه وهوداود من تحقق للوعد
الذي وعده لموسى وبني اسرائيل من وراثة ارض فلسطين وما حولها.

وشـاءت حكمة اللّه ان يجعل اغلب اوصياء محمد (ص ) من ذرية اخيه ووزيره واول اوصيائه علي
(ع ) وان يكون ذلك نظيرا لماجعله اللّه تعالى من كون اغلب اوصياء موسى (ع ) بعده في ذرية اخيه
ووزيره هارون (ع ) ((19)) .

من له حق الحكم في الاسلام :
اما ما يتعلق بمسالة الحكم فان القانون الاسلامي قد اوجب على المسلمين اقامته الى آخر الدنيا, ومن
الـطـبيعي جدا ان لا يحددعدد الحكام بعدد معين , وانما الطبيعي هو ان تحدد مواصفات من له اهلية
لاشـغـال هـذا المنصب في المجتمع , وقد حدد القانون الالهي ذلك صريحا في قوله تعالى (انا انزلنا
الـتـوراة فـيـهـا هـدى ونـور يـحـكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار
بمااستحفظوا من كتاب اللّه وكانوا عليه شهداء) المائدة / 44.

والـنـظـريـة الـتي تطرحها الاية من وجود ثلاثة طبقات من العلماءبالكتاب الالهي يبينون احكامه
ويـنـفذونها في المجتمع , وهم النبيون ثم الربانيون ثم الاحبار, ليست خاصة بالتوراة بل تشمل كل
كتاب الهي تضمن الشريعة .

والمراد بالاحبار هم الفقهاء رواة احاديث الاوصياء.

وفي ضوء الاية الكريمة يكون الذي له حق الحكم في المجتمع هو النبي ومن بعده الوصي ومن بعده
الفقيه العادل الكفوء.

وقـد وردت النصوص في القرآن والسنة تشير الى وجود منزلة الربانيين والاحبار في امة محمد
(ص ).

روى المحدث البحراني في تفسيره البرهان عن العياشي عن ابي عمرو الزبيري عن ابى عبد اللّه
(ع ) قوله :
ان مـمـا اسـتحقت به الامامة التطهير والطهارة من الذنوب والمعاصي الموبقة التي توجب النار, ثم
الـعـلـم الـمـكنون بجميع ماتحتاج اليه الامة حلالها وحرامها والعلم بكتابها خاصه وعامه والمحكم
والمتشابه ودقائق علمه وغرائب تاويله وناسخه ومنسوخه .

قلت : وما الحجة بان الامام لا يكون الا عالما بهذه الاشياء التي ذكرت ؟
قـال : قـول اللّه فـيمن اذن لهم بالحكومة وجعلهم اهلها (انا انزلناالتوراة فيها هدى ونور يحكم بها
الـنـبـيـون الـذيـن اسـلـموا للذين هادواوالربانيون ) فهذه الائمة دون الانبياء الذين يؤتون الناس
بعلمهم ((20)) .

واما (الاحبار) فهم العلماء دون الربانيين .

ثم اخبرنا فقال : (بما استحفظوا من كتاب اللّه وكانوا عليه شهداء) ولم يقل بما حملوا منه ((21)) .

شرح الرواية :
قوله (ع ): (ان مما استحقت به الامامة التطهير... ثم العلم المكنون ...).

الـعلم المكنون هو: العلم المخزون المصون عن الاختلاف ,نظير قوله تعالى (انه لقرآن كريم , في
كتاب مكنون )الواقعة77 -78.

ومراده (ع ) ان الامامة الالهية الخاصة تتقوم بامرين :
الاول : الطهارة من الذنوب صغيرها وكبيرها.

الثاني : العلم بكل ما تحتاج اليه الامة علما مصونا عن الخطاوالاختلاف .

وكلاهما فضل من اللّه يمنحه من يشاء من عباده .

قـولـه (ع ): (قول اللّه فيمن اذن اللّه لهم بالحكومة وجعلهم اهلها). يشير الى ان الذين اذن اللّه لهم
بالحكومة هم ثلاث فئات :
الفئة الاولى : النبيون .

الفئة الثانية : الربانيون .

الفئة الثالثة : الاحبار ((22)) .

قوله (ع ): (فهذه الائمة دون الانبياء).

يـشـير الى ان الربانيين في الاية هم الائمة الالهيون , وهم العلماءاصحاب العلم المصون عن الخطا
الـمـطـهـرون عـن الـذنوب ((23)) المنصوص عليهم الذين ورد ذكرهم في قوله تعالى (ولقد
آتـيناموسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني اسرائيل , وجعلنا منهم ائمة يهدون
بامرنا لما صبروا وكانوا ب آياتنايوقنون ) السجدة23 -24.

ان الائمة من بني اسرائيل من بعد موسى المشار اليهم فى الاية على قسمين :
الاول : انبياء ورسل كداود وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى .

الـثـانـي : غـيـر انبياء ولكنهم علماء معصومون منصوص عليهم وهم آل هارون وطالوت ((24))
وصـاحـب سـليمان ((25)) وغيرهم وهؤلاء هم الربانيون المشار اليهم في الاية 44 من سورة
المائدة موضوع البحث ولهم نظائر في هذه الامة .

وقـد قـال الامـام الـباقر (ع ) في تفسيرها:انها فينا نزلت ((26)) ,ومراده (ع ) انها نزلت لبيان
مقامهم بواسطة ذكر نظائرهم في الامم السابقة .

وتفسير الامام الباقر (ع ) هذا من باب البطن .

وقـد وضـح الامـام الـبـاقر معنى (البطن ) حين ساله الفضيل بن يسار عن الرواية التي تقول (مافي
القرآن آية الا ولها ظهر وبطن ) مايعني بقوله لها ظهر وبطن قال :ظهره تنزيله وبطنه تاويله .

وفـي روايـة مهران عن ابي جعفر (ع ) ايضا قال :ظهر القرآن الذين نزل فيهم وبطنه الذين عملوا
مثل اعمالهم ((27)) .

قوله (ع ):ثم اخبر فقال (بما استحفظوا من كتاب اللّه ..) ولم يقل بما حملوا منه
اشـارة مـنـه (ع ) الـى ان (الاستحفاظ) لا يراد به مجرد حمل العلم فقط, بل يراد به (حمل العلم
وعدم تضييعه عمليا) وهذاالمعنى صادق دائما مع النبيين والربانيين , اما مع غيرهم فقد يتخلف فيكون
عالما بحدود اللّه ومضيعا لها عمليا.

مسالة الشورى :
اما ما يتعلق بمسالة الشورى فان لها مجالات اربعة :
الاول : الشورى كطريق لمعرفة الحجة المعصوم بعد رسوله ولاشك هي غير صالحة لذلك .

الـثـاني : الشورى كطريق لتشخيص من هو الاصلح للحكم في زمن الحجج الاثني عشر الذين نص
عليهم الرسول , ولا شك هي باطلة في هذا المورد كبطلانها في زمن رسول اللّه (ص ), اذ الحكم من
خصائص حجة اللّه نبيا كان او وصيا وعلى الامة ان تبايعه وتبسط يده ولا تبايع غيره .

ومما لا شك فيه ان الشورى في هذين المجالين مما اجمع على رفضه الشيعة في كل عصورهم .

الـثـالـث : الـشورى كطريق لتشخيص من هو الاصلح للحكم من بين الفقهاء في فترة الغيبة الكبرى ,
وهـذه الـمسالة لم تكن موضع بحث عند القدامى من علماء الشيعة لعدم ابتلائهم بها, اما المحدثون فقد
ذهب قسم منهم ممن بحثها الى القول بها ((28)) .

الـرابـع : الشورى كممارسة من الحاكم في الشؤون التنفيذية العامة كمافي كيفية الحرب وغيرها
وهـذه الـشـورى قـد نـص عـليها القرآن الكريم في قوله تعالى (وشاورهم في الامر فاذا عزمت
فتوكل على اللّه ان اللّه يحب المتوكلين ) آل عمران / 159 ((29)) .

وفـي ضوء ذلك يتضح ان قول القائل (ان الشيعة لا يؤمنون بالشورى والانتخاب ) ليس صحيحا على
اطلاقه بل لابد من مراعاة التفصيل الانف الذكر.

مسالة البيعة :
وهناك مسالة اخرى تجد الاشارة اليها هنا وهي مسالة البيعة , والذي يتبناه الشيعة فيها هو: ان البيعة
عـهـد شـرعـي عـلـى النصرة واقامة الحكم لا تصح الا مع من تصح البيعة معه على ذلك ((30))
وهم :النبي ثم الوصي ثم الفقيه العادل في فترة الغيبة الكبرى .

روى الشيخ الطوسي في اماليه بسنده عن الرضا (ع ) عن آبائه ان عليا(ع ) قال :
ان فلانا وفلانا (يريد ابابكر وعمر) اتياني وطالباني بالبيعة لمن سبيله ان يبايعني ((31)) .

قال الشيخ راضي آل ياسين (ره ):
وانما على الناس ان يبايعوا من ارادته النصوص النبوية ولاتصحح الامامية بيعة غيره ((32)) .

وقال ايضا:
لـمـا كان الواجب على الناس دينا الانقياد الى بيعة الامام المنصوص عليه كان الواجب على الامام مع
قـيـام الـحـجـة بـوجـودالـنـاصـر قـبـول الـبـيـعـة ,..., ولا مـجـال لـلتخلف عن الواجب مع
وجودشرطه ((33)) .

وقال الشهيد الصدر (ره ):
ولا شك ان البيعة للقائد المعصوم واجبة لا يمكن التخلف عنها شرعا ((34)) .

وقال السيد محمود الهاشمي :
الـنـاس مكلفون بان يقوموا بالقسط, وهم من اجل ذلك لا بدوان يبايعوا القائد المنصوب من قبل اللّه
سـبـحانه وتعالى كي يهيئواله فرصه اقامة القسط وهذه مسؤولية الامة ايضا, اذ ان من اصول الفكر
الـسـياسي في الاسلام (البيعة ) لولي الامر المنصب من قبل المبدا الاعلى او وليه بشكل خاص , او
بـالـشـكـل الـعـام ضـمـن الـشـروطوالـمـواصفات المعينة المعروفة , كما يسمى عند الفقهاء ب
(الـقـضـيـة الحقيقية ) ولا نقصد (بالبيعة ) جانبها الشكلي او الصوري , وان كان ذلك ايضا محمودا
ولازما, وانما نقصد بها لزوم (الطاعة ) لتمكين هذا القائد (الحاكم ) من القيام بدوره القيادي في اقامة
العدل والقسطبين الناس , ولكن لا يكون الا من خلال (المبايعة ) واقرار (الطاعة )له ((35)) .

وقال السيد مرتضى العسكري :
فالحاجة الى البيعة هي تنفيذ الاحكام الاسلامية والامام (ع )بحاجة الى من ينصره لتنفيذ الاحكام ..

ولا يـلـزم مـن ذلـك ان يتعاهدجميع الناس , اذ ان تعاهد مقدار من الناس بانهم يقومون بتنفيذالاحكام
الاسلامية يعتبر كافيا ((36)) .

وقال ايضا في سؤال وجه اليه عن رسائل اهل الكوفة هل يمكن اعتبارها بيعة قال :
نـعم , ولكن البيعة وقعت بعد ذهاب مسلم بن عقيل حيث يصدق على كتبهم قول الامام امير المؤمنين
(ع ) (لـولا حـضـور الـحـاضـر وقـيام الحجة بوجود الناصر)... فيجب عليه تلبية طلب جماعة
مـن الـمـسلمين .. وكذلك فان الكوفة كانت مركزا للجند كالشام مثلا فكان ارسالهم الكتب اليه يلزمه
باجابة طلبهم وكان ملزما شرعا ان يجبيهم الى طلبهم ((37)) .

اقـول : ومـن الـجـدير ذكره ان هذه البيعة الواجبة مع المعصوم ليس دورها دور انشاء حق الحكم
للمعصوم لان حقه في ذلك ثابت بالنص كما مر بيانه وانما دورها دور تمكينه وبسط يده .

قال السيد كاظم الحائري :
ان الـمـعـصـوم (ع ) على رغم ان له ولاية الامر والحكومة بتشريع من قبل اللّه تعالى لم يكن من
الـمـقرر الهيا ان يرضخهم لما له من حق الحكومة بالاكراه الاعجازي , كما انه لا تجبر الامة على
الاحـكـام الاخـرى كـالـصـلاة والصوم بالجبر الاعجازي والا لبطل الثواب والجزاء, لان الناس
يـصـبـحـون مـسـيرين عن غير اختيار. بل كان من المقرر ان يصل المعصوم الى السلطة بالطرق
الاعتيادية ومن الواضح الوصول الى السلطة بالطريق الاعتيادي وبغير الاعجازينحصر في وجود
ناصرين له من البشر, فكان اخذ البيعة منهم لاجل التاكد من وجود ثلة كافية من الامة تعهدوا بنصر
المعصوم والعمل معه في جهاده وسائر اموره الحكومية ولولاهم لعجز المعصوم حسب القوة البشرية
ومن دون الاعجاز عن تحقيق السلطة والحكومة خارجا ((38)) .

الخلاصة :
وخـلاصـة الـجـواب : ان الامـر الذي حصر باثني عشر هو منزلة خاصة لا يرادبها موقع الحكم
واجراء الحدود حسب , بل اريد بها منزلة الحجة على الخلق في القول والفعل والتقرير, واللّه تعالى
اعلم حيث يجعل رسالته وحجته وفي اي اسرة وباي عدد.

اما الحكم واجراء الحدود فهو من اختصاص هؤلاء الحجج في زمانهم وحضورهم ولا يجوز لاحد
ان يـمـارسـه الا بـاذنـهـم امـا في عصر الغيبة فقد اذن الائمة (ع ) لفقهاء شيعتهم ورواة احكامهم
ان يمارسوه وامروا شيعتهم بالرجوع اليهم للاحتكام اليهم والاخذعنهم .

امـا الـشـورى فـقـد تبين ان الذي رفضه الشيعة منها هو ما كان في قبال النص , اما ما كان في طوله
وامتداده فليس كذلك .

اما البيعة على الحكم فالذي يراه الشيعة هو عدم صحتها مع من لا تصح معه شرعا وان الذي تصح معه
بل تجب هو النبي ثم الوصي ثم الفقيه العادل في عصر الغيبة .

الفصل الثانى : ملاحظات على مقال الدكتور البغدادي في رده على الشهيد الصدر رحمه اللّه ((39)) يرد فيه على الشهيد الصدر وقدجاء الرد
في محورين هما:
الـمحور الاول : يثبت فيه البغدادي ان النبي (ص ) كان يستشيراصحابه في القضايا التنفيذية العامة
وياخذ برايهم فيها ثم ذكر قصة مشورة النبي اصحابه في قصة بدر واحد وغيرها.

الـمـحـور الـثاني : وينكر فيه وجود النص على علي (ع ) ويقول ان بيعة الخلفاء كانت على اساس
الشورى ودون تهديد او قوة سلاح ومما قاله في هذا الصدد:
ان ما جرى في السقيفة من نقاش حصل فيه ترشيح لابي بكروآخر لسعد بن عبادة , وقد تغلب الراي
الاول , ولـم يـكـن ذلـك تمام الشورى , بل انه كان مجرد ترشيح , والبيعة التي تمت في مسجدالنبي
(ص ) والـتـي اجـمـع عليها جمهور المهاجرين والانصار كانت لابي بكر وكان ذلك هو الاستفتاء
(لـلـجـيـل الـطليعي من الامة الذي يضم المهاجرين والانصار) كما وصفه الشهيد الصدر. ولو لم
يبايع المسلمون / وقد فعلوا ذلك طواعية دون تهديد او قوة سلاح / لماانعقدت بيعة ابي بكر.

وكـذلـك الامر في استخلاف ابي بكر لعمر او في استخلاف عمرللستة , فالامر لا يعدو ان يكون
ترشيحا خاضعا للقبول اوالرفض من الامة التي تدلي بصوتها في اعطاء البيعة او رفض ذلك .

امـا الاستنتاج من الشهيد الصدر بان (الطريق الوحيد الذي بقي منسجما مع طبيعة الاشياء, ومعقولا
على ضوء ظروف الدعوة والدعاة وسلوك النبي هو ان يختار النبي بامر من اللّه شخصا فيعده اعدادا
رساليا وقياديا لتتمثل فيه المرجعية الفكرية والزعامة السياسية ) (ولم يكن هذا الشخص المرشح
لـلاعداد الرسالي والقيادي والمنصوب لتسلم الدعوة وتزعمها فكريا وسياسيا الا الامام علي بن ابي
طالب (ع )).

فالرد عليه ان الغرابة بمكان ان يكون ذلك (هو الطريق الوحيدالذي بقي منسجما مع طبيعة الاشياء)
ومع ذلك لم يجد اغلبية تؤيده من (الجيل الطليعي للامة ) بل لم يذكر احد ممن حضر السقيفة اوشهد
البيعة في المسجد النبوي نصا او وصية من رسول اللّه (ص )بذلك .

والاغرب من ذلك هو انه لم يرد نص صريح في القرآن والسنة يشير الى هذا الاختيار النبوي الذي
هو (بامر من اللّه ) والاغرب من ذلك كله .. ان الامام على (ع ) لم يحتج لنفسه -فيما ثبت عنه - باي قول يشير الى هذا
(التعيين ) بل كان مما حاجج به الامام علي (ع ) معاوية الذي نازعه سلطانه الشرعي قوله : (ان القوم
الذين بايعوني هم القوم الذين بايعوا ابا بكر وعمر..)انتهى كلامه .

تعليقنا على الرد في محوره الاول :
هو ان الشهيد الصدر (ره ) لم يرفض الشورى في مجال ممارسة الحاكم للشؤون التنفيذية العامة ولم
يـرفـض دورهـا فـي تـشـخيص المرجع في فترة الغيبة الكبرى ودور الانتخاب في حسم حالة
تـعـددالمرجعيات المتكافئة المستوفية للشروط اللازمة وقد وضح ذلك مفصلا في كتابيه (لمحة
فـقهية تمهيدية عن دستور الجمهورية الاسلامية في ايران ) و (خلافة الانسان وشهادة الانبياء).

وان الـذي كـان يـنفيه من الشورى في كتابه (بحث حول الولاية ) هو الشورى في مجال تعيين القيادة
الـفـكـريـة والسياسية التي تخلف النبي (ص )والتي تقع على امتداد الرسالة في كل شى ء الا النبوة
والازواج كما مرتوضيحه .

وكـان ينبغي على صاحب النشرة ان ينبه الى ذلك وينشر مقاطع من كلام الشهيد الصدر توضح رايه
في ذلك .

اما تعليقنا على الرد في محوره الثاني :
فـسـيـاتـي تباعا في هذه الحلقة وفي غيرها, ومن الجدير ذكره ان اشكالاته التي اثارها ليست مما
يـنـفـرد بـه بـل هي اشكالات اثارها قبله كل من كتب من علماء السنة و مثقفيهم في هذا الموضوع
واجاب عليها الشيعة .

الفصل الثالث : احتجاج علي (ع ) بحديث الغدير ((40)) في كتابه اللمعات في شرح المشكاة في تعليقه على حديث
الغدير:
وهـذا حديث صحيح لا مرية فيه وقد اخرجه جماعة كالترمذي والنسائي واحمد وطرقه كثيرة
جدا رواه ستة عشر صحابيا ((41)) وفي رواية لاحمد انه سمعه من النبي (ص ) ثلاثون صحابيا
وشـهـدوابه لعلي (ع ) لما نوزع ايام خلافته وكثير من اسانيده صحاح وحسان ولا التفات لمن قدح
في صحته ((42)) ولا الى قول بعضهم (ان زيادة اللهم وال من والاه الى آخره ) موضوع فقد ورد
ذلك من طرق صحح الذهبي ((43)) كثيرا منها كذا قال الشيخ ابن حجر في الصواعق المحرقة .

اقـول : روى احـمـد بن حنبل عن عبد اللّه بن عمر الجشمي البصري (ت 235) عن عبيد اللّه بن
عـمـر القواريري عن يونس بن ارقم عن يزيد بن زياد عن عبد الرحمن بن ابي ليلى (ت 83) قال
شهدت عليا في الرحبة ((44)) قال :
انـشـد اللّه رجلا سمع رسول اللّه وشهد يوم غدير خم الا قام ولا يقوم الا من رآه فقام اثنا عشر
بـدريـا فـقـالـوا نـشـهـد انـا سمعنا رسول اللّه (ص ) يقول يوم غدير خم (الست اولى بالمؤمنين
من انفسهم وازواجه امهاتهم فقالوا بلى يا رسول اللّه قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه
وعاد من عاداه ) ((45)) .

وفيه ايضا بسند آخر قال واخذل من خذله ((46)) .

وفيه ايضا بسنده عن ابي الطفيل عامر بن واثلة ت 100 ((47)) قال :
جمع علي (ع ) الناس في الرحبة ثم قال لهم :
انـشـد اللّه كـل امرئ سمع من رسول اللّه (ص ) يقول يوم غديرخم ما سمع لما قام فقام ثلاثون من
الناس فشهدوا.

قال ابو واثلة فخرجت وكان في نفسي شيئا فلقيت زيد بن ارقم فقلت له اني سمعت عليا (ع ) يقول كذا
وكذا.

قال فما تنكر قد سمعت رسول اللّه يقول ذلك له ((48)) .

وقـوله (فخرجت وكان في نفسي شيئا) يبدو منه ان ابا الطفيل استعظم النتائج المترتبة على حديث
الغدير وهي هلاك وضلالة من خالف عليا او خذله او قاتله او قدم نفسه عليه لذلك راح يستزيدعن
القضية اكثر ((49)) .

ومن الجدير ذكره هنا ان حديث الغدير الذي استنشده علي (ع ) لم يكن يتضمن ذكر علي (ع ) فق
ط بـل تضمن ايضا ذكر اهل بيته , وقد روى الحاكم النيسابوري الرواية كاملة عن ابي الطفيل عن زيد
بن ارقم قال :
خرجنا مع رسول اللّه (ص ) حتى انتهينا الى غدير خم عندشجيرات خمس ودوحات عظام فكنس
الـناس ما تحت الشجيرات ثم استراح رسول اللّه (ص ) عشية فصلى ثم قام خطيبا فحمد اللّه واثنى
عليه ثم قال :
ايـهـا الـنـاس انـي تارك فيكم امرين ((50)) لن تضلوا ان اتبعتموهما وهما كتاب اللّه واهل بيتي
عـتـرتـي ثم قال اتعلمون اني اولى الناس بالمؤمنين من انفسهم ثلاث مرات قالوا نعم فقال رسول اللّه
(ص ) من كنت مولاه فعلي مولاه ... ((51)) .

وفـي روايـة الـطبراني بعد قوله عترتي وان اللطيف الخبير نباني انهمالن يفترقا حتى يردا علي
الـحـوض وسالت ذلك لهما, فلا تقدموهمافتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا, ولا تعلموهم فانهم
اعلم منكم ((52)) .

وقد ورد حديث النبي (ص ) في اهل بيته في مناسبات شتى ولم يكن مقتصرا على مناسبة غدير خم .

قـال ابن حجر الهيثمي :اعلم ان لحديث التمسك بذلك طرقاعديدة كثيرة وردت عن نيف وعشرين
((53)) صـحـابيا وفي بعض تلك الطرق انه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة ((54)) وفي اخرى
انـه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلات الحجرة باصحابه ((55)) وفي اخرى انه قال ذلك بغدير
خم وفي آخر انه قال ذلك لما قام خطيبابعد انصرافه من الطائف ((56)) ((57)) .

ثانيا:
وفـي ضـوء حـديـث الثقلين وحديث الولاية كان علي (ع ) ايام حكومته يوضح للناس حقيقة منزلته
ومنزلة اهل البيت (ع ).

فـمن كلماته قوله (ع ):لا يقاس بل محمد (ص ) من هذه الامة احد ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم
عليه ابدا هم اساس الدين وعماد اليقين اليهم يفى ء الغالي وبهم يلحق التالي , ولهم خصائص حق الولاية
وفيهم الوصية والوراثة الان اذ رجع الحق الى اهله ونقل لى منتقله (خ2 ).

وقـولـه (ع ):ايـن الـذيـن زعـموا انهم الراسخون في العلم دونناكذبا وبغيا علينا, ان رفعنا اللّه
ووضـعـهم , واعطانا وحرمهم , وادخلناواخرجهم , بنا يستعطى الهدى , ويستجلى العمى , ان الائمة
مـن قـريش غرسوا في هذا البطن من هاشم , لا تصلح على سواهم , ولاتصلح الولاة من غيرهم (خ
152).

وقوله (ع ):وخلف فينا راية الحق , من تقدمها مرق , ومن تخلف عنها زهق , ومن لزمها لحق .

وقوله (ع ):هم عيش العلم وموت الجهل .. لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه , وهم دعائم الاسلام ,
وولائج الاعـتـصام , بهم عادالحق الى نصابه , وانزاح الباطل عن مقامه وانقطع لسانه عن منبته (خ
239).

وقـولـه (ع ) عـن نـفـسه :وانا من رسول اللّه كالضوء من الضوءوالذراع من العضد(الكلام رقم
451).

وقوله (ع ):لقد علمتم اني احق بها من غيري خ 74.

وقـولـه (ع ):امـا واللّه لقد تقمصها ابن ابي قحافة وانه ليعلم ان محلي منها محل القطب من الرحى
ينحدر عني السيل ولا يرقى الى الطير(خ3 ).

وفـي ضـوء ذلـك يـتـضح ان الولاية لعلي (ع ) في حديث الرسول (ص ) لا تعني المحبة والنصرة
((58)) , لان هـذيـن الامـرين من حق كل مؤمن , و علي (ع ) اول المؤمنين , وليست لغيره سوابق
فـي الايـمـان والجهاد كسوابقه بل ليست لغيره من الطاعة والانقياد للّه ورسوله كانقياده وطاعته ,
وحقه في المحبة والنصرة محفوظ من هذه الناحية , وانما اراد بالولاية تلك الولاية الخاصة بالرسول
دون غيره من المؤمنين , هذه الولاية التي تجعل المؤمنين الى آخر الدنيافي جانب والرسول في جانب
آخـر, وولايـة الـرسول التي ينفرد بهاهي ولاية اللّه تعالى , وولاية اللّه تعالى لا تقف عند حدود
الـمحبة والنصرة , بل تمتد الى جانب الاتباع والطاعة والاحتكام اليه ,والوقوف عند امره ونهيه حيا
كـان او مـيتا ((59)) , وهذا هوالمعنى الذي فهمه ابو واثلة واستعظمه , لان معناه عليه ان يرتب
ط بعلي (ع ) كارتباطه برسول اللّه (ص ) حتى بعد موته وهكذا كان امره اذعرف ابو الطفيل عامر بن
واثـلـة انه من شيعة علي (ع ) وشهد مشاهده كلها, وبقي ابو الطفيل بعد علي (ع ) وقد ساله معاوية
يـومـا كيف وجدك على خليلك ابي الحسن يا بن واثلة قال : كحب الفاقد لاخيهاوزوجها وولدها والى
اللّه تعالى اشكو التقصير ((60)) .

ثالثا:

/ 6