شبهات وردود جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شبهات وردود - جلد 1

السید سامی البدری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

شبهات وردود

المؤلف :
السيد سامي البدري

بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين .

الاهداء
الى الباحثين عن الحقيقة ...

(الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه )...

اهدي هذا الجهد المتواضع .

مقدمة الكتاب

مقدمة
الكتاب

هذه اوراق متواضعة تكفلت الرد على بعض الشبهات التي وجهت ضد الاسلام والتشيع .

وقـصـة اثارة الشبهات امام التشيع بمفهومه الخاص ((1)) قديمة وهي لا تنقطع الا بظهور المهدي
مـحـمـد بـن الحسن العسكري (عجل اللّه فرجه ) مؤيدا بالبراهين الالهية ومصدقا لحركة آبائه
(ع )وشـيعتهم , وهي في ذلك نظير قصة اثارة الشبهات امام رسالة محمد (ص ) من قبل اهل الكتاب
الـتـي لا تـنـتـهـي الا بظهور عيسى بن مريم (ع ) مؤيدا بالبراهين الالهية ومصدقا برسالة محمد
(ص )ومتعبدا بشريعته .

وكـمـا لـم يـؤمن اكثر اهل الكتاب برسالة الاسلام على الرغم من وضوح دلائل صدقها, وراحوا
يـثـيـرون الـشـبـهة تلو الشبهة على مرالقرون وقابلهم علماء المسلمين بالرد على شبهاتهم اتماما
للحجة وازاحة للعقبة من طريق الحق (ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة ) الانفال /42.

كذلك لم يتشيع اكثر المسلمين لاهل البيت (ع ) ولم يقفواعليهم في الحلال والحرام على الرغم من
تواتر حديث الغديروحديث الثقلين وحديث المهدي (ع ) وصحة حديث الائمة من بعدي اثنا عشر
وغـيرها. وراحوا يثيرون الشبهة تلو الاخرى تارة بتضعيف سند الحديث واخرى بتحريف دلالته
وثالثة بدفع واقعه التطبيقي , وقد قابلهم علماء الشيعة بالرد على شبهاتهم اتماما للحجة وازاحة للعقبة
من طريق الحق (ليه لك من هلك عن بينة و يحيى من حي عن بينة ) الانفال /42.

وعلى الرغم من دور الشبهة السلبي في تطويق انتشار الحق ومحاصرة اهله / وهو الهدف من اثارتها
/ فـان للشبهة دورا ايجابيافي تحريك اهل الحق وبعث هممهم للبحث و التنقيب ومن ثم اغناء الساحة
الفكرية بما يزيد الحقيقة جلاء ووضوحا وهو هدف غير مقصود من قبل اصحاب الشبهة .

فهل ينسى دور شبهات المبشرين في بعث همة العالم السني محمد رحمة اللّه العثماني ((2)) ليؤلف
كتابه (اظهار الحق ).

او يـنسى دور شبهاتهم وردودهم في كتابهم (الهداية ) على كتابه (اظهار الحق ) في بعث همة العالم
الشيعي محمد جواد البلاغي ليؤلف (الهدى الى دين المصطفى ) و (الرحلة المدرسية ).

او يـنـسـى دور شبهات الزيدية في فترة الغيبة الصغرى في بعث همة الشيخ النعماني (ت 362ه)
ليؤلف كتاب (الغيبة ) او الشيخ محمد بن علي بن بابويه (ت 381ه) ليؤلف كتابه (اكمال الدين ).

او يـنـسـى دور شـبهات كتاب (المغني ) ((3)) للقاضي عبد الجبارفي بعث همة السيد المرتضى
(ت 436ه) ليؤلف كتابه (الشافي في الامامة ) ((4)) .

او يـنسى دور شبهات كتاب (التحفة الاثنا عشرية ) تاليف شاه عبد العزيز الدهلوي الهندي ((5))
في بعث همة السيد مير حامدحسين الهندي (ت 1306ه) ليؤلف كتابه (عبقات الانوار) ((6)) .

او يـنـسى دور شبهات حاول اصحابها ربط ظهور التشيع بمفهومه الخاص بعبد اللّه بن سبا في بعث
هـمـة الـعـلامـة الامـيني ليؤلف موسوعته (الغدير) وفي بعث همة العلامة العسكري ليؤلف كتاب
(خمسون وماة صحابي مختلق ) وكتاب (رواة مختلقون )وكتاب (عبد اللّه بن سبا) ((7)) .

وهكذا فان فرائد الكتب والدراسات في حقل النبوة والامامة والسيرة والتاريخ انما هي نتائج البحث
في رد الشبهات .

ولا ازعـم انـنـي في هذه الاوراق سوف اقدم نظير ما قدمه اولئك الفطاحل ولكني احاول ان ايسر
لـلـبـاحـث عـن الـحـقـيقة بعض ما قدموه بشكل مختصر وبخاصة وان الشبهات هي الشبهات وان
كتابهاومثيريها ياخذ بعضهم من بعض في اغلب الاحيان .

اخترت قارئي الكريم للحلقات الاولى من اوراق الرد هذه شبهات وشكوكا اثارها احمد الكاتب حول
الـشـيعة والتشيع في نشرته (الشورى ) ((8)) وكتبه الثلاثة المتداولة بالدسك الكومبيوتري . فقد
انـكـر ولادة الـمهدي محمد بن الحسن العسكري (ع ) وغيبتة وجعل القول بذلك من ابتكار النواب
الاربـعـة ,ونـفـى ايضا صحة الاحاديث النبوية في الائمة الاثني عشر الواردة عند الشيعة والسنة
وادعـى ان الـعقيدة باثني عشر اماما لم يكن لها اثرفي القرن الثالث الهجري وانها كانت وليدة القرن
الـرابـع الـهجري هذامضافا الى نفيه القول باصل الوصية والنص على الائمة المعصومين بعد النبي
وربط ذلك بعبد اللّه بن سبا.

وهذه الشبهات وغيرها وان كانت تكرارا لشبهات الزيدية والمعتزلة واهل التسنن وقد كتب علماؤنا
في الرد عليها آلاف الصفحات ومئات الكتب غير اني كما قلت آنفا احاول في هذه الاوراق ان اختصر
الرد وايسره لطلاب الحقيقة وبخاصة وان كثيرا منهم لا يتسع وقته لمراجعة مطولات الكتب ولا
مختصراتها.

وقـد كـرست فاتحة هذه الحلقات لتسع شبهات مما اثاره حول العقيدة الاثني عشرية لنكات لا تخفى
على القارئ اللبيب ارجو ان لايذهب وقته معها سدى وان يغتفر لي نواقصها واللّه ولي التوفيق .

سامي البدري
قم المشرفة
17 ربيع الاول 1417هجري
الشبهة الاولى

الشبهة
الاولى

ان تحديد الائمة (ع ) باثني عشر لم يكن له اثر عند الشيعة في القرن الثالث الهجري اذ لم يشر اليه النوبختي في كتابه فرق الشيعة ولا علي بن بابويه في كتابه الامامة والتبصرة من الحيرة
نص الشبهة
قال :
وهذا (اي الاستدلال بحديث الاثني عشر اماما) دليل متاخر..بدا المتكلمون يستخدمونه بعد اكثر
مـن نـصـف قـرن مـن الـحيرة , اي في القرن الرابع الهجري , ولم يكن له اثر في القرن الثالث عند
الـشـيـعة الامامية , حيث لم يشر اليه الشيخ علي بن بابويه الصدوق في كتابه (الامامة والتبصرة من
الـحـيـرة ) كما لم يشر اليه النوبختي في كتابه (فرق الشيعة ) ولا سعد بن عبد اللّه الاشعري في
(المقالات والفرق ).

من هنا لم يكن الاماميون يقولون بالعدد المحدود في الائمة ,ولم يكن حتى الذين قالوا بوجود (الامام
محمد بن الحسن العسكري ) يعتقدون في البداية انه خاتم الائمة , وهذا هو النوبختي يقول في كتابه
(فرق الشيعة ): (ان الامامة ستستمر في اعقاب الامام الثاني عشر الى يوم القيامة ) (انظر: المصدر:
الفرقة التي قالت بوجودولد للعسكري ). ونقل الكفعمي في (المصباح ) عن الامام الرضا (ع )الدعاء
الـتـالي حول (صاحب الزمان ): (..اللهم صل على ولاة عهده والائمة من بعده ) (القمي : مفاتيح الجنان
ص 542) ((9)) .

التعليق على الشبهة
اقول : في كلامه الانف الذكر عدة مواضع للتعليق :
اولا:
قـولـه : ان عـلي بن بابويه الصدوق (ت 329ه) لم يشر الى دليل الاثني عشرية في كتابه الامامة
والتبصرة .

غير صحيح ..

اذ ان عـلي بن بابويه اشار الى دليل الاثني عشرية في مقدمة كتابه وهي الطبعة التي نقل منها صاحب
الـنـشـرة بعض النصوص فهو اما لم يقراها او تغافل عنها واحال القارئ الى متن الكتاب وهو ناقص
اذالـمـخـطوطة التي عثر عليها ثم طبعت كانت قد انتهت احاديثهاالى امامة الرضا (ع ). وقد حاول
مـحـقـق الكتاب اكمالها ببعض الروايات من كتب الصدوق بروايته عن ابيه والى القارئ الكريم نص
كلام علي بن بابويه في مقدمة كتابه .

قـال (ره ): ولـو كـان امرهم (اي الائمة (ع ) مهملا عن العددوغفلا لما وردت الاخبار الوافرة
بـاخـذ اللّه مـيثاقهم على الانبياءوسالف الصالحين من الامة . ويدلك على ذلك قول ابي عبد اللّه عليه
السلام حين سئل عن نوح عليه السلام لما ذكر (استوت سفينته على الجودي بهم ): هل عرف نوح
عددهم فقال : نعم وادم (ع ).

وكيف يختلف عدد يعرفه ابو البشر ومن درج من عترته والانبياء من عقبه ... واي تاويل يدخل على
حـديـث الـلـوح وحـديـث الـصـحـيـفـة الـمختومة والخبر الوارد عن جابر في صحيفة فاطمة
عليهاالسلام . ((10))
فـقـولـه (ره ) ولو كان امرهم مهملا عن العدد يرد فيه على الزيدية الذين قالوا ان حديث الاثني
عشر موضوع وان عددالائمة لا حصر له .

واسـتدلاله رحمه اللّه بحديث اللوح ((11)) وحديث الصحيفة المختومة والخبر الوارد عن جابر
فـي صـحـيـفـة فـاطـمـة (س ) يـؤكداعتقاده بصحتها وانه اوردها في متن كتابه وان خلت منها
النسخة المطبوعة بسبب نقص المخطوطة التي عثر عليها.

ثانيا
لقد اشار الى العقيدة الاثني عشرية ايضا ابراهيم بن نوبخت (ت 320ه) في كتابه (ياقوت الكلام )
وهـو اقـدم كـتـاب كلامي عند الشيعة ومؤلفه من اعلام القرن الثالث الهجري وهو معاصر لعلي بن
بـابـويـه وقـد تلقاه الشيعة عنه بالقبول جيلا بعد جيل حتى وصل الى العلامة الحلي فافرد كتابا في
شـرحه سماه انوار الملكوت في شرح الياقوت والى القارئ الكريم نص كلام صاحب ياقوت الكلام
وشرح العلامة الحلي له .

قـال ابـراهيم بن نوبخت : القول في امامة الاحد عشر بعده (اي بعد علي (ع ) نقل اصحابنا متواترا
الـنـص عليهم باسمائهم من الرسول (ص ) يدل على امامتهم , وكذلك نقل النص من امام على امام وكتب
الانبياء سالفا يدل عليهم وخصوصا خبر مسروق يعترفون به .

وقال العلامة الحلي في شرح هذا الكلام :
اما امامة باقي الائمة (ع ) فهي ظاهرة بعد امامة علي (ع ) وذلك من وجوه :
احدها: النص المتواتر عن النبي (ص ) على تعيينهم , ونصبهم ائمة , فقد نقل الشيعة بالتواتر ان النبي
(ص ) قال : للحسين (ع ) هذاابني امام ابن امام اخو امام ابو ائمة تسعة , تاسعهم قائمهم , وغيرذلك من
الاخبار المتواترة .

الثاني : ما نقل من النص على امام من امام يسبقه بالتواتر من الشيعة .

الثالث : ان اساميهم والنص على امامتهم موجودة في كتب الانبياء السالفة كالتوراة والانجيل .

الـرابـع : ان اخبار الخصوم مشهورة في النص عليهم من النبي (ص ) لخبر مسروق عن عبد اللّه بن
مسعود انه قال ... عهد الينانبينا (ص ) ان يكون بعده اثنا عشر خليفة عدد نقباء بني اسرائيل وكذا ما
نقل عن غيره ((12)) ((13)) .

ثالثا:
ان مـؤلـفي كتاب الفرق وكتاب المقالات على فرض تعددهما ((14)) كانا بصدد جمع الاقاويل في
الـفـرق ومـا يـنسب اليها ولم يكونا بصددالمناقشة والاستدلال ومن هنا لا ينبغي عد الكتابين مرآة
تعكس الفكر الاستدلالي عند الفرق المذكورة وبالتالي فعدم ورود حديث الاثني عشر فيهما لا يعني
شـيـئا فـي قـبـال وروده فـي كـتـاب يـاقـوت الـكلام وكتاب الامامة والتبصرة المعاصرين لهما
المعدين للاستدلال على العقيدة الاثني عشرية .

رابعا:
امـا ما ينسبه صاحب النشرة الى النوبختي في فرق الشيعة من انه يقول باستمرار الامامة في اعقاب
الامام الثاني عشر الى يوم القيامة .

فهو محض ادعاء..

وهـو مـبـنـي عـلـى الـتـوهم في فهم عبارة النوبختي , ونصها: وقالت الفرقة الثانية عشرة وهم
(الامـامـيـة ) للّه عز وجل في الارض حجة من ولد الحسن بن علي وامر اللّه بالغ وهو وصي ابيه
على المنهاج الاول والسنن الماضية ولا تكون الامامة في اخوين بعد الحسن والحسين (ع ) ولا يجوز
ذلـك ولا تـكـون الا فـي عقب الحسن بن علي الى ان ينقضي الخلق متصلا ذلك ما اتصلت امور اللّه
تعالى .

وقـد وضـح الـنوبختي نفسه ما يريد حين قال بعد ذلك : فنحن مستسلمون بالماضي وامامته مقرون
بـوفـاته معترفون بان له خلفاقائما من صلبه وان خلفه هو الامام من بعده حتى يظهر ويعلن امره كما
ظهر وعلن امر من مضى قبله من آبائه وياذن اللّه في ذلك وفي لفظ الكتاب المنسوب لسعد بن عبد
اللّه الاشـعـري : فنحن متمسكون بامامة الحسن بن علي مقرون بوفاته مؤمنون بان له خلفامن صلبه
متدينون بذلك وانه الامام من بعد ابيه الحسن بن علي وانه في هذه الحالة مستتر خائف مغمور مامور
بذلك حتى ياذن اللّه عزوجل له فيظهر ويعلن امره ... وقوله بعد ذلك وقد رويت الاخبارالكثيرة
الصحيحة ان القائم تخفى على الناس ولادته ويخمل ذكره ....

ولـو فـرض صحة قول صاحب النشرة ان يكون للنوبختي صاحب كتاب فرق الشيعة مثل ذلك الراي
الذي افتراه عليه لعرف عنه وسجل عليه من قبل علماء الشيعة كالشيخ الصدوق والشيخ المفيد وهما
قـريـبان من عصر النوبختي وكلاهما كان قدتصدى للشبهات التي اثيرت على العقيدة بالاثني عشر
اماما,وبخاصة ان الشيخ المفيد قد ذكر في كتابه العيون و المحاسن (ص 321) الفرقة التي تقول بان
الامام بعد الحسن العسكري هو ابنه محمد ولكنه قد مات وسيحيى في آخر الزمان ويقوم بالسيف .

نعم ذكر ابن النديم ان ابا سهل اسماعيل بن علي النوبختي كان يرى ان الامام هو محمد بن الحسن ثم
مـات فـي الـغيبة واستمرت في ولده الى يوم القيامة وذكر ان رايه هذا لم يسبقه اليه احد ((15))
غـيـران الـمحقق التستري (ره ) يبرئ ساحة ابي سهل من ذلك الراي لعدم اعتبار ابن النديم في ما
ينفرد به ((16)) , ويؤيد قول التستري عدم ذكر الشيخ الصدوق ذلك عن ابي سهل مع العلم انه كان
مـعـاصرا لابن النديم وكان معنيا برد الشبهات حول الغيبة وكذلك الحال في الشيخ المفيد مع انه كان
معنيا بامثالها.

خامسا:
امـا مـا نـقـلـه صاحب النشرة عن الكفعمي من دعاء منسوب للامام الرضا (ع ) فهو دعاء غير محقق
النسبة للامام الرضا (ع ), والاصل فيه رواية موضوعة سياتي الكلام عليها.

الخلاصة :
وهـكذا يتضح خطا دعوى صاحب النشرة من كون العقيدة الاثني عشرية لم يكن لها اثر عند الشيعة
فـي الـقـرن الـثـالث الهجري , اذ اغفل او تغافل عن مقدمة كتاب علي بن بابويه وعن كتاب ابراهيم
بـن نـوبخت وكلا المؤلفين من علماء الشيعة ومن رجال القرن الثالث الهجري , حيث وردت في هذين
الـكـتـابـيـن بـشـكـل صـريـح وواضـح الاشارة الى العقيدة الاثني عشرية , هذا مضافا الى فهمه
لـعبارة النوبختي كما يرغب ويشتهي وسياتي في الفصل السابع والثامن مايثبت وجود احاديث الاثني
عـشـر عـنـد الـشـيعة في عهد الائمة الاحدعشر وياتي ايضا في الفصل التاسع ان تحديد الائمة
بعدالرسول (ص ) باثني عشر مما بشرت به الكتب السابقة جنباالى جنب مع البشارة بالنبي (ص ).

الشبهة الثانية

الشبهة
الثانية

ان الائمة (ع ) لم يكونوا يعلمون باسماء اوصيائهم من بعدهم الا قرب وفاتهم
نص الشبهة
قال :
تـشـير روايات كثيرة يذكرها الصفار في بصائر الدرجات والكليني في (الكافي ) والحميري في
(قـرب الاسـنـاد) والـعـيـاشـي في (تفسيره ) والمفيد في (الارشاد) والحر العاملي في (اثبات
الـهـداة )وغيرهم الى ان الائمة انفسهم لم يكونوا يعرفون بحكاية القائمة المسبقة المعدة منذ زمان
رسول اللّه (ص ) وعدم معرفتهم بامامتهم او بامامة الامام اللاحق من بعدهم الا قرب وفاتهم . فضلا
عـن الـشـيـعـة او الامامية انفسهم الذين كانوا يقضون في حيرة واختلاف بعد وفاة كل امام وكانوا
يـتـوسـلـون بـكل امام ان يعين اللاحق بعده ويسميه بوضوح لكي لا يموتوا وهم لا يعرفون الامام
الجديد. يروي الصفارفي (بصائر الدرجات ) ص 473 باب (ان الائمة يعلمون الى من يوصون قبل
وفـاتـهـم مما يعلمهم اللّه ): حديثا عن الامام الصادق يقول فيه : (ما مات عالم حتى يعلمه اللّه الى من
يوصي ), كما يرويه الكليني في الكافي ج1 ص 277, ويروي ايضا عنه (ع ): (لا يموت الامام حتى
يـعـلم من بعده فيوصي اليه ) وهو ما يدل على عدم معرفة الائمة من قبل باسماء خلفائهم , او بوجود
قائمة مسبقة بهم وقدذهب الصفار والصدوق والكليني ابعد من ذلك فرووا عن ابي عبداللّه انه قال :
(ان الامـام اللاحق يعرف امامته وينتهي اليه الامر في آخردقيقة من حياة الاول ) (البصائر
478 والامامة والتبصرة من الحيرة باب 19 ص 84 والكافي ج1 ص 275) ((17)) .

التعليق على الشبهة
اقول :
لقد اخطا صاحب النشرة في فهم بعض الروايات التي ذكرها,وحمل بعضها الاخر بسبب اجماله على
ما يشتهي وكان ينبغي ان يفهمه في ضوء مجموعة اخرى من الاحاديث اوضح منه واكثرصراحة .

اما الرواية التي اخطا في فهمها خطا فاحشا فهي رواية صفوان الاتية :
قـال صـفوان : قلت للرضا (ع ) اخبرني عن الامام متى يعلم انه امام احين يبلغه ان صاحبه قد مات او
حين يمضي مثل ابي الحسن قبض ببغداد وانت هنا قال يعلم ذلك حين يمضي صاحبه , قلت باي شى ء قال
يلهمه اللّه ((18)) .

فـمـن الـواضح ان قول الرضا (ع ) يعلم حين يمضي صاحبه جواب لسؤال عن الامام اللاحق كيف
يـعرف ان الامر انتهى اليه ومراد السائل حالة التصدي للامامة من اللاحق باعتبار لا يكون امامان الا
واحـدهما صامت وباعتبار ان الامام السابق قد يموت في مكان بعيد ويستغرق وصول خبر موته مدة
طـويـلـة كـمـا في حالة موت الامام الكاظم (ع ) في السجن في بغداد وكان وصيه الرضا (ع )في
الـمـديـنة , او موت الرضا (ع ) في خراسان وكان وصيه الجواد (ع )في المدينة , وهكذايتضح ان
الـروايـة تـتـحـدث عـن جواب سؤال متى يتصدى الامام اللاحق للامامة ويضطلع بمهماتها ؟ ولم
تـكن تتحدث عن سؤال متى يعرف الامام اللاحق انه قد جاءت النصوص فيه والوصية عليه من الامام
السابق .

وبعبارة اخرى توجد قضيتان :
الاولـى : قـضـية النص على الامام اللاحق من الامام السابق وهذه قد تحصل في سن مبكرة من عمر
الامام السابق كما ستاتي الامثلة على ذلك .

الـثانية : قضية اضطلاع الوصي بمهمات الامامة وتحصل في اللحظة التي يتوفى فيها الامام اللاحق
لا فـي دون الـلحظة التي يصل فيها خبر موته مهما بعدت المسافات التي تفصل بينهماويحصل علمه
بموت الامام السابق بالهام من اللّه تعالى .

امـا الرواية المجملة التي كان يجب عليه ان يفهمها في ضوءغيرها فهي قوله (ع ): لا يموت الامام
حـتـى يـعـلـم مـن بـعـده فـيـوصي اليه وهذه ونظائرها ينبغي ان يرجع في فهمها الى الروايات
الاكثروضوحا وتفصيلا وهي كثيرة منها رواية الكليني والصفار عن عمروبن مصعب وعمرو بن
الاشـعـث وابـي بصير وسدير ومعاوية بن عماران ابا عبد اللّه (ع ) قال لهم ولغيرهم اترون ان
الموصي منا يوصي الى من يريد لا واللّه ولكنه عهد معهود من رسول اللّه (ص )الى رجل فرجل حتى
انتهى الى نفسه . وفي لفظ آخر الى ان ينتهي الى صاحب هذا الامر ((19)) .

وفـي ضـوء ذلك يكون معنى الرواية المجملة هو ان الامام السابق لا يموت من دون وصية وتعريف
بالامام الذي يكون بعده .

اما قول صاحب النشرة : ان الامام السابق لا يعرف امامة الامام اللاحق من بعده الا قرب وفاته .

فهو غير صحيح ..

وتكذبه رواية العهد من رسول اللّه (ص ) على رجل فرجل الانفة الذكر.

وتكذبه ايضا روايات النص على ابي الحسن موسى (ع ) من ابيه الصادق (ع ) كما في رواية صفوان
الـجـمـال , قـال سـالـت ابـا عـبداللّه (ع ) عن صاحب هذا الامر فقال ان صاحب هذا الامر لا يلهو
ولايـلـعـب ((20)) واقـبل ابو الحسن موسى وهو صغير ومعه عناق ((21)) مكية وهو يقول لها:
اسـجـدي لـربـك فـاخـذه ابـو عـبداللّه (ع ) وضمه اليه وقال : بابي وامي من لا يلهو ولا يلعب ,
وروايـة يعقوب السراج التي تشير الى النص على الامام الكاظم وهو في المهد ((22)) وقريب من
معناها روايات آخر.

وكـذلـك روايات النص على الرضا (ع ) وولده الجواد من الامام الكاظم (ع ), بعضها كان منه (ع )
وهـو فـي الـحـبـس كـمـا فـي روايـة الحسين بن المختار ((23)) وبعضها قبل الحبس كما في
روايـة مـحـمد بن سنان (ت 220 ه) قال دخلت على ابي الحسن موسى (ع )من قبل ان يقدم العراق
بـسـنـة وعلي ابنه جالس بين يديه فنظر الي فقال يا محمد اما انه سيكون في هذه السنة حركة فلا
تـجزع قال قلت وما يكون جعلت فداك فقال اصير الى الطاغية اما انه لا يبداني منه سوء ولا من الذي
يـكـون بعده (المراد بالطاغية المهدي العباسي وبالذي يكون بعده الهادي العباسي ) ثم اشار الى ابنه
عـلـي (ع ) وقال من ظلم ابني هذا حقه وجحد امامته من بعدي كان كمن ظلم علي بن ابي طالب (ع )
حقه وجحد امامته بعد رسول اللّه (ص ), قال ابن سنان فقلت واللّه لئن مد اللّه لي في العمر لاسلمن
له حقه ولاقرن له بامامته قال صدقت يا محمد يمد اللّه في عمرك وتسلم له حقه وتقربامامته وامامة
من يكون من بعده قال قلت ومن ذاك قال محمد ابنه :قلت له الرضا والتسليم ((24)) .

فالامام الكاظم (ع ) هنا لا ينص على الرضا (ع ) فقط بل يخبرباسم الامام بعد الرضا (ع ).

وكـذلك روايات النص على الجواد من ابيه الرضا (ع ) كما في رواية الحسن بن بشار قال كتب ابن
قـياما الى ابي الحسن (ع ) كتابايقول فيه : كيف تكون اماما وليس لك ولد ؟ فاجابه ابو الحسن الرضا:
وما علمك انه لا يكون لي ولد بين الحق والباطل ((25)) .

وفـي روايـة ابي يحيى الصنعاني قال : كنت عند ابي الحسن الرضا (ع ) فجي ء بابنه ابي جعفر (ع )
وهو صغير فقال : هذا المولودالذي لم يولد مولود اعظم بركة على شيعتنا منه ((26)) .

وفـي روايـة صفوان بن يحيى قال قلت للرضا (ع ) قد كنا نسالك قبل ان يهب اللّه لك ابا جعفر (ع )
فكنت تقول يهب اللّه لي غلامافقد وهبه اللّه لك فاقر عيوننا فلا ارانا اليه يومك فان كان كون فالى من
؟ فـاشـار بـيده الى ابي جعفر (ع ) وهو قائم بين يديه , فقلت جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين ومـا يـضـره مـن ذلـك فـقـد قـام عيسى (ع ) بالحجة وهو ابن ثلاث سنين (وفي نسخة ارشاد
المفيدواعلام الورى ابن اقل من ثلاث سنين ) ((27)) .

الخلاصة :
ان الـذي ادعـاه صاحب النشرة من ان الائمة (ع ) لم يكونوا يعلمون باسماء اوصيائهم من بعدهم الا
قرب وفاتهم قد بناه على فهم خاطى ء لرواية صفوان الذي كان قد سال الرضا (ع ) عن الامام اللاحق
مـتـى يعلم انه قداضطلع بالامامة فعلا هل منذ اللحظة الاولى لموت الامام السابق او حين يبلغه خبر
مـوته ؟ كما لو كان الامام السابق فى بلد والامام اللاحق فى بلد آخر بعيد عنه كما في حالة الامامين
الـكـاظـم والـرضا او الامامين الرضا والجواد (ع ), ولكن صاحب النشرة حمل الرواية على حالة
الـوصـيـة والـنـص , هـذا مـضـافـاالـى اغـفاله الروايات الكثيرة التى رواها الصفار فى بصائر
الـدرجات والكليني في الكافي التي تنص على ان وصية كل امام للذي من بعده انما هي بعهد معهود من
الـنـبـي (ص ) واغفاله ايضا الروايات الكثيرة التي تنص على ان الامام السابق يشير الى امامة الامام
الـلاحق وينص عليه في سن مبكرة من حياته كما في نص الصادق (ع )على الكاظم (ع ) فى طفولته
ونص الرضا (ع ) على الجواد (ع ) وهوابن ثلاث سنين .

الشبهة الثالثة

الشبهة
الثالثة

ان الشيخ الصدوق كان يشك في تحديد الائمة (ع ) باثني عشرفقط
نص الشبهة
قال :
ولم تكن النظرية الاثنا عشرية مستقرة في العقل الامامي حتى منتصف القرن الرابع الهجري .. حيث
ابـدى الـشـيـخ مـحمد بن علي الصدوق شكه بتحديد الائمة في اثني عشر اماما فقط / وقال :(لسنا
مـسـتعبدين في ذلك الا بالاقرار باثني عشر اماما, واعتقاد كون ما يذكره الثاني عشر بعده ) اكمال
الدين ص 77 ((28)) .

التعليق على الشبهة
اولا:
قـولـه : ولـم تـكـن الـنـظـرية الاثنا عشرية مستقرة في العقل الامامي حتى منتصف القرن الرابع
الهجري .. مر الكلام في بيان خطا ذلك في الفصل الاول وسياتي المزيد من البحث في الفصل السابع .

ثانيا:
ان ما اسنده الى الصدوق من شك في غير محله بل افتراء عليه ..

اذ ان كلامه (ره ) يدل على عكس ما ذكره عنه واليك ايها القارئ الكريم نص كلام الشيخ الصدوق .

قال : قالت الزيدية لا يجوز ان يكون من قول الانبياء ان الائمة اثنا عشر لان الحجة باقية على هذه
الامـة الى يوم القيامة , والاثنا عشربعد محمد (ص ) قد مضى منهم احد عشر, وقد زعمت الامامية
ان الارض لا تخلو من حجة .

فـيـقـال لـهم : ان عدد الائمة (ع ) اثنا عشر والثاني عشر هو الذي يملا الارض قسطا وعدلا, ثم
يـكـون بـعـده ما يذكره من كون امام بعده او قيام القيامة ولسنا مستعبدين في ذلك الا بالاقرار باثني
عشر اماماواعتقاد كون ما يذكره الثاني عشر (ع ) بعده .

ويقال للزيدية :افيكذب رسول اللّه (ص ) في قوله (ان الائمة اثناعشر) ؟
فان قالوا: ان رسول اللّه (ص ) لم يقل هذا القول ..

قـيـل لـهم : ان جاز لكم دفع هذا الخبر مع شهرته واستفاضته وتلقي طبقات الامامية اياه بالقبول فما
انـكـرتـم مـمـن يـقـول : ان قـول رسول اللّه (ص ) (من كنت مولاه ) ليس من قول الرسول (ص )
؟ ((29)) .

وقـول الصدوق لسنا مستعبدين في ذلك الا بالاقرار باثني عشراماما واعتقاد كون ما يذكره الثاني
عـشـر بـعده يؤكد عقيدته باثني عشر اماما من اهل البيت اولهم علي (ع ) وثاني عشرهم المهدي
(ع )ثم تكون غيبته على مرحلتين احداهما صغرى دامت تسعا وستين سنة والاخرى كبرى لا يعلم
مـداها الا اللّه تعالى . ثم يبدي الصدوق تردده عن الحالة بعد ظهور المهدي (ع ) واستتباب امره هل
سـيعهدالى امام من بعده او يكون يوم القيامة ثم يجيب عن ذلك : اننامستعبدون بالاقرار والتسليم لما
يذكره الثاني عشر بعد ظهور.

ومـنشا تردد الصدوق فيما يجري بعد ظهور المهدي (ع ) من امرالامامة هو الرواية التي اوردها
الـطـوسي في كتابه الغيبة ((30)) انه سيكون بعد الاثني عشر اماما اثنا عشر مهديا وهي رواية
وحـيدة وضعيفة السند بل امارات الوضع ظاهره عليها وهي معارضة من قبل الروايات التي تجعل من
عهد ظهور المهدي وظهور عيسى (ع ) آخرشوط من الحياة الدنيا.

الخلاصة :
ان صـاحب النشرة قد فهم من كلام الشيخ الصدوق ما لم يرده الصدوق ولا تساعده عليه ولو قرينة
ضعيفة فى اي كتاب من كتبه المطبوعة الكثيرة الميسرة لكل باحث هذا مضافا الى ان الصدوق قدكان
في بيانه بصدد رد شبهة الزيدية على حديث الاثني عشر الذي كانوا يشككون في صدوره عن النبي
(ص ).

الشبهة الرابعة

الشبهة
الرابعة

ان زرارة وهو فقيه الشيعة مات ولم يعرف خليفة الامام الصادق (ع )
نص الشبهة
قال :
وقـد كـان زرارة مـن اعظم تلاميذ الامامين الباقر والصادق ,ولكنه لم يعرف خليفة الامام الصادق
فارسل ابنه عبيد اللّه الى المدينة لكي يستطلع له الامام الجديد, فمات قبل ان يعود اليه ابنه ومن دون
ان يـعـرف مـن هـو الامـام , وانـه وضع المصحف على صدره قائلا (اللهم اني ائتم بمن اثبت امامته
هذاالمصحف ) ((31)) .

التعليق على الشبهة
اقول :
لا يخفى ان هذه الشبهة هي للزيدية ايضا كانوا قد اثاروها امام خبر الائمة الاثني عشر حيث قالوا:
لـو كـان خـبـر الائمـة الاثـني عشرصحيحا لما كان الناس يشكون بعد الصادق جعفر بن محمد
في الامام ... ولما مات فقيه الشيعة زرارة وهو يقول والمصحف على صدره اللهم ....

لقد اجاب الشيخ الصدوق (ره ) عن هذه الشبهة بقوله :
ان هذا كله غرور من القول وزخرف وذلك انا لم ندع ان جميع الشيعة في ذلك العصر عرف الائمة
الاثـنـي (ع ) بـاسمائهم , وانما قلنا:ان رسول اللّه (ص ) اخبر ان الائمة بعده اثنا عشر, الذين هم
خـلـفاؤه وان علماء الشيعة قد رووا هذا الحديث باسمائهم ولا ينكر ان يكون فيهم واحد او اثنان او
اكثر لم يسمعوا بالحديث .

فـامـا زرارة بـن اعـين فانه مات قبل انصراف من كان بعثه ليعرف الخبر ولم يكن سمع بالنص على
موسى بن جعفر (ع ) من حيث قطع الخبر عذره فوضع المصحف الذي هو القرآن على صدره ,وقال :
اللهم اني ائتم بمن يثبت هذا المصحف امامته , وهل يفعل الفقيه المتدين عند اختلاف الامر عليه الا ما
فعله زرارة , على انه قدقيل ان زرارة قد كان علم بامر موسى بن جعفر (ع ) وبامامته وانمابعث ابنه
عـبـيدا ليتعرف من موسى بن جعفر (ع ) هل يجوز له اظهارما يعلم من امامته او يستعمل التقية في
كتمانه , وهذا اشبه بفضل زرارة بن اعين واليق بمعرفته .

حـدثـنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال : حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم قال : حدثني محمد بن
عـيسى بن عبيد, عن ابراهيم بن محمد الهمداني قال : قلت للرضا (ع ) يا ابن رسول اللّه اخبرني عن
زرارة هـل كان يعرف حق ابيك فقال : نعم , فقلت له : فلم بعث ابنه عبيدا ليتعرف الخبر الى من اوصى
الصادق جعفر بن محمد (ع ) ؟
فقال (ع ): ان زرارة كان يعرف امر ابي ونص ابيه عليه وانمابعث ابنه ليتعرف من ابي هل يجوز له
ان يـرفـع الـتقية في اظهار امره ونص ابيه عليه وانه لما ابطا عنه ابنه طولب باظهار قول في ابي
فلم يحب ان يقدم على ذلك دون امره فرفع المصحف وقال : اللهم ان امامي من اثبت هذا المصحف امامته
من ولد جعفر بن محمد (ع ).

والـخبر الذي احتجت به الزيدية ليس فيه ان زرارة لم يعرف امامة موسى بن جعفر (ع ) وانما فيه
انه بعث ابنه عبيدا ليسال عن الخبر.

حدثنا ابي قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار, عن محمد بن احمد بن يحيى بن عمران الاشعري , عن
احمد بن هلال , عن محمدبن عبد اللّه بن زرارة , عن ابيه قال : لما بعث زرارة عبيدا ابنه الى المدينة
لـيـسال عن الخبر بعد مضي ابي عبد اللّه فلما اشتد به الامراخذ المصحف وقال من اثبت امامته هذا
المصحف فهو امامي .

وهـذا الـخـبر لا يوجب انه لم يعرف , على ان راوي هذا الخبراحمد بن هلال وهو مجروح عند
مشايخنا رضى اللّه عنهم .

وقد روى الصدوق ايضا عن محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد قال سمعت سعد بن عبد اللّه يقول ما
رايـنـا ولا سـمـعـنا بمتشيع رجع عن التشيع الى النصب الا احمد بن هلال وكانوا يقولون ماتفرد
بروايته احمد بن هلال فلا يجوز استعماله ((32)) .

اقول :
بـعـد هذا فهل يصح قول صاحب النشرة : ان الزيدية اعترضواعلى الامامية وقالوا ان الرواية التي
دلـت عـلى ان الائمة اثنا عشر قول احدثه الامامية قريبا وولدوا فيه احاديث كاذبة .. وان الصدوق
لم ينف التهمة ولم يرد عليها..؟ وان الصدوق قال باحتمال علم زرارة بالحديث واخفائه للتقية وانه
تراجع عن هذا الاحتمال ؟
ان قـول الـشـيخ الصدوق في زرارة واضح جدا فهو حين اوردالخبر عن الامام (ع ) الذي يفيد ان
زرارة كـان قد بعث ابنه عبيداليتعرف من الامام موسى بن جعفر (ع ) هل يجوز له اظهار ما يعلم من
امـامته او يستعمل التقية في كتمانه ؟ قال بعده : وهذا اشبه لفضل زرارة بن اعين واليق بمعرفته ,
فالصدوق اذن يرجح هذا الخبر في امر زرارة ولا يعرضه كخبر مجرد عن الترجيح .

الخلاصة :
ان صـاحـب الـنشرة استشهد بشبهة الزيدية حول موت زرارة وعدم اعلانه عن امامة الكاظم (ع )
عـنـدمـا سئل وهو على فراش الموت ثم مات ولم يعرف امام زمانه , وانه لو كانت ثمة قائمة مسبقة
باسماءالائمة الاثني عشر لكان زرارة وهو فقيه الشيعة قد عرف بها,وادعى صاحب النشرة ايضا ان
الـصـدوق لـم يرد على هذه الشبهة ,وقد اتضح من خلال البحث ان الشيخ الصدوق قد رد عليها بما
لالـبس فيه ولا غموض ثم بين ان زرارة مات عارفا بامامة الكاظم (ع )وانه لم يفصح بها لما سالوه
وهـو عـلى فراش الموت بسبب التقية الشديدة والظرف السياسي العصيب الذي احاط بامامة الكاظم
(ع )وفي ايامها الاولى .

الشبهة الخامسة

الشبهة
الخامسة

وجود روايات في الكافي تفيد ان الائمة ثلاثة عشر
نص الشبهة
قال :
وعـنـدمـا نـشات فكرة تحديد عدد الائمة , بعد القول بوجودوغيبة الامام الثاني عشر (ع ) كان
الـشـيعة الامامية يختلفون فيما بينهم حول تحديد عددهم باثني عشر او ثلاثة عشر, اذ برزت في
ذلك الوقت روايات تقول , بان عدد الائمة ثلاثة عشر, وقد نقلها الكليني في (الكافى ) (ج1 ص 534)
ووجـدت فـي الـكـتـاب الـذي ظـهـر فـي تـلـك الـفترة ونسب الى سليم بن قيس الهلالي , حيث
تـقـول احـدى الـروايات , ان النبي (ص ) قال لامير المؤمنين (ع ): (انت واثناعشر من ولدك ائمة
الـحق ). وهذا ما دفع هبة اللّه بن احمد بن محمدالكاتب , حفيد ابي جعفر محمد بن عثمان العمري ,
الذي كان يتعاطى (الكلام ) لان يؤلف كتابا في الامامة , يقول فيه , ان الائمة ثلاثة عشر, ويضيف الى
القائمة المعروفة (زيد بن علي ) كما يقول النجاشي في (رجاله ) ((33)) .

التعليق على الشبهة
في كلامه عدة مواضع للتعليق :
اولا:
قوله : كاد الشيعة الامامية يختلفون فيما بينهم حول تحديد عددهم باثني عشر او ثلاثة عشر.

دعوى منه كاذبة ..

اذ لم يقل احد من الشيعة / في ضوء المصادر الشيعية / بان الائمة ثلاثة عشر الا هبة اللّه بن احمد
حـفـيد العمري وقد قال عنه النجاشي : كان يتعاطى الكلام وحضر مجلس ابي الحسين بن ابي شيبة
الـعـلـوي الـزيـدي المذهب فعمل له كتابا وذكر ان الائمة ثلاثة عشر مع زيد بن علي بن الحسين
واحتج بحديث في كتاب سليم بن قيس الهلالي ان الائمة اثنا عشر من ولد امير المؤمنين .

وحـفيد العمري هذا كما قال عنه التستري (ره ) الظاهر ان الرجل امامي غير ورع اراد استمالة
جـانـب ابـن ابـي شـيـبـة الـزيـدي بدرج زيد في الائمة عليهم السلام لا انه زيدي وكيف يكون
زيـديـاوالـزيـدي لا يـرى امـامـة الـسـجاد (ع ) ومن بعده لانهم يشترطون في الامامة الخروج
بالسيف ((34)) .

ثانيا:
قوله : اذ برزت في ذلك الوقت روايات تقول بان الائمة ثلاثة عشروقد نقلها الكليني في الكافي ج
1 /534.

اقول :
روايات الكافي التي يفهم منها ان الائمة بعد النبي (ص ) ثلاثة عشر هي خمس روايات نذكرها كما
يلي :
الرواية الاولى :
رواها الكليني بسنده عن ابي سعيد العصفري عن عمرو بن ثابت عن ابي الجارود عن ابي جعفر قال :
قال رسول اللّه (ص ) اني واثنا عشر من ولدي وانت يا علي زر الارض يعني اوتادهاوجبالها....

الرواية الثانية :
رواهـا عـن ابـي سعيد العصفري ايضا مرفوعا عن ابي جعفر (ع )قال : قال رسول اللّه (ص ) من
ولدي اثنا عشر نقباء نجباء محدثون مفهمون آخرهم القائم بالحق يملاها عدلا كما ملئت جورا .

وابو سعيد العصفري اسمه عباد له كتاب كما قال الشيخ الطوسي في الفهرست والنجاشي في رجاله
وكتابه ويقال له (اصل )موجود كما قال صاحب الذريعة ثم وصل الى الشيخ النوري وقال عنه ان فيه
تـسـعة عشر حديثا, وتوجد نسخة منه في المكتبة المركزية لجامعة طهران ضمن مجموعة باسم
الاصـول الاربـعـمـائة . وفـي هذه النسخة كان لفظ الرواية الاولى : كالاتي قال رسول اللّه (ص )
انـي واحـد عشر من ولدي وانت يا علي زر الارض ..., وكان لفظ الرواية الثانية كالاتي قال : قال
رسول اللّه (ص ) من ولدي احد عشر نقباءنجباء محدثون مفهمون آخرهم القائم بالحق .

وفي ضوء ذلك فان اللفظ الموجود في رواية الكافي خطا من النساخ .

الرواية الثالثة :
رواهـا الـكـليني عن ابي الجارود عن ابي جعفر (ع ) عن جابر بن عبد اللّه الانصاري قال : دخلت
على فاطمة (س ) وبين يديها لوح فيه اسماء الاوصياء من ولدها فعددت اثني عشر آخرهم القائم .

وقـد رواه الـصدوق في اكمال الدين وعيون اخبار الرضاوالخصال باسانيد ولا ينقلها عن الكافي ثم
يجتمع مع سند الكافي الى جابر ثم يروي عنه انه قال : دخلت على فاطمة (س ) وبين يديهالوح فيه
اسـمـاء الاوصـيـاء فعددت اثني عشر آخرهم القائم ... بدون كلمة (من ولدها) فهي اذن زيادة من
النساخ .

الرواية الرابعة :
رواها الكليني بسنده عن زرارة قال سمعت ابا جعفر (ع ) يقول الاثنا عشر اماما من آل محمد (ع )
كلهم محدث من ولد رسول اللّه (ص ) ومن ولد علي (ع ) فرسول اللّه وعلي هما الوالدان .

وقـد نـقل هذه الرواية عن الكافي الشيخ المفيد في الارشادوالطبرسي في اعلام لورى ولفظهما:
الاثـنـا عـشـر الائمـة من آل محمدكلهم محدث علي بن ابي طالب واحد عشر من ولده ورسول
اللّه وعلي هما الوالدان (ع ).

وفي ضوئه يتضح ان عبارة (علي بن ابي طالب واحد عشر من ولده ) وحرف العطف (الواو) بعدها
قـد سـقـطـت مـن رواية الكليني ثم اضيفت الى ما بعد لفظة (رسول اللّه ) الاولى عبارة (ومن ولد
علي )وهو من سهو النساخ ايضا ومثله كثير.

الرواية الخامسة :

/ 5