تولی الإمام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تولی الإمام - نسخه متنی

شهاب الدین الحسینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

«تولى
الامام »

شهاب الدين الحسينى

كلمه المركز

ما تزال مساله الامامه من المسائل الاكثر جدلا
فى الاوساط
الاسلاميه، وقد تجاوزت واقعها التاريخى لتدخل فى
جوهر
الصراع الاجتماعى والسياسى فى عالم اليوم، اضافه
الى موقعها
الحيوى فى صياغه المعتقد الدينى ودوره الحساس فى
الحياه
والاجابه عن اسئله الانسان.

فالامامه تعد ركنا اساسيا هاما فى بناء الصرح
الاسلامى وفى
تكوينه الفكرى والسياسى، واستمرارا فى
حركه التغيير و البناء
الاجتماعى والادارى بعد غياب النبوه.

وفى هذا يكمن سر الاهتمام العميق بشخص الامام على(ع)
من
لدن النبى(ص) واعداده لدور مستقبلى هو فى حقيقته
امتداد
للمهام الرساليه ومن اجل الحفاظ على الشريعه
ومسووليه
تطبيقها فى واقع الحياه.

ولقد افرز الاهتمام النبوى الفريد فهما خاصا لدى
فريق من
الصحابه فانجذبوا الى على والتفوا حوله، وكانت
لهم مواقفهم
ازاء النتائج المريره التى اسفر عنها موتمر
السقيفه الذى يعد
اساسا للفواجع التى عصفت بالامه الاسلاميه ومهدت
لكارثه
صفين ومن ثم ماساه كربلاء.

واذا كانت الخلافات حول الامامه قد بدات اول ما
بدات فى
اطار من الجدل الفكرى والعلمى فانها سرعان ماتحولت
بعد
ذلك الى موجات من الاضطهاد السياسى والارهاب
الفكرى
والى سلسله عنيفه من المواجهات الداميه،اضافه الى
ما رافق
ذلك من حملات دعائيه واتهامات ظالمه للتيار الشيعى
الذى
رفض باخلاص لواء التمسك بقياده اهل البيت(ع).

ومن المسائل التى كانت محورا للجدل هى مساله
الافضليه،
ففيما ينادى البعض بجواز امامه المفضول فى وجود
الفاضل
ويستشهدون على صحه رايهم بقضيه استخلاف ابى بكر
بوجود
على يبرز الشيعه براى صريح حول انتفاء المعنى
المذكور من
خلال اعتبار الامامه عهدا الهيا، وان الامام يمثل
ذروه الكمال
الانسانى ولا معنى اذن لتقديم المفضول على
الفاضل، وما
حصل فى غياب النبى(ص) هو اراده بشريه ضربت عرض
الجدار اراده اللّه سبحانه.

وخلال ربع قرن تلا رحيل النبى(ص) وقعت حوادث كبرى
بدءا
من السقيفه وانتهاء بكارثه صفين وصعود
الحزب الاموى الى
سده الحكم.

وقد شاءت السياسات المتعاقبه والمعاديه لاهل البيت
والتيار
الشيعى ان تبلور وعيا فكريا يمنح الاصاله لما
وقع من حوادث
موسفه.

اننا نجد الفكر السنى يوسس لانتخاب الامام او
الخليفه انطلاقا
لما حصل من نماذج فى فتره صدر الاسلام.

وبشكل عام هناك رويتان حول هذه المساله ففى ضوء
الرويه
السنيه نرى ان الامام او الخليفه انسان
تسلم مسوولياته بطريقه
الانتخاب - مع التاكيد على وجود تضارب فى وجهات
النظر
حول عمليه الانتخاب - فتكون الخلافه حينئذ مسووليه
اجتماعيه وليست عهدا الهيا.

وعلى هذا فهى مساله (فرعيه) فى اطار فقهى وموضوعها
فعل
المكلف، وعندئذ تخرج عن دائره (الاصول)منطقيا عندما
يكون
الموضوع فعل اللّه عز وجل فتحتاج هنالك تاسيسا
عقليا فى
استيعابها.

وقد عولجت هذه المساله فى اطار التفكير السنى بتنوع
متضارب من النظريات الذى قد يصل الى حد التناقض.

فمن (الاجماع) الذى يزعم انبثاقه مما حصل فى
السقيفه، الى
طريقه (التعيين) ومنها الى طريقه (الانتخاب) كماحصل
فى
المجلس الذى شكله الخليفه الثانى واسفر عن انتخاب
الخليفه
الثالث.

وقد استمر الاضطراب الفكرى فى هذه المساله
المصيريه الى
حدود منح المشروعيه لمن يعتلى سده
الخلافه باستخدام
القوه!وقد انبثقت هذه الاراء انطلاقا من مقوله
متهافته تفيد
بان النبى(ص) توفى ولم يحدد شخص الخليفه القادم،
هذه المقوله التى تدحضها عشرات الوقائع التى تصل
ذروتها فى
الاعلان الصريح فى غدير خم، وما ينقضها من
سيره مشرقه
لسيدنا محمد(ص) الذى لم يترك المدينه المنوره دون
رجل
يدير شوونها عندما ينطلق فى عمليات عسكريه دفاعيه
او فى
رحلته الى الحج والعمره.

وامام هذه الفوضى فى الاراء حول مساله الامامه
والخلافه تبرز
حاله من التماسك الفكرى والانسجام
العقائدى تتبلور فى
التفكير الشيعى الذى يجعل من الامامه عهدا الهيا
شانها شان
النبوه.

فالتاريخ الانسانى الذى يزخر بعشرات الانبياء ممن
حملوا هموم
الرساله حافل باسماء الاوصياء ممن وقفواالى جانب
الرسل
وحملوا اعباء الدفاع عن الرساله.

وعلى مدى ربع قرن من تاريخ الاسلام نجد حاله من
الانسجام
والثبات الفكرى حول مساله الامامه.

وفى الوقت الذى يحار التنظير السنى حول التفسير
التاريخى
لحديث: (الائمه اثنا عشر كلهم من قريش)، فان الدليل
الشيعى
قدم مصداقا رائعا تويده الوقائع التاريخيه.

اما التاسيس العقلى لمساله الامامه فهو غائب
بالمره عن الفكر
السنى، فيما ينبرى الشيعه الى التاسيس
لهذه المساله
الجوهريه قرآنيا وحديثيا وعقليا ايضا.

ويبقى حديث الغدير فى طليعه الاحاديث المتواتره
التى تشهد
لحق على كوصى للنبى(ص) وخليفه فى الدوله واماما
للامه
الاسلاميه جمعاء.

وان هذا هو الحق وليس بعد الحق الا الضلال.

وما توفيقنا الا باللّه
مركز الغدير
مقدمه
الحمدللّه رب العالمين، والصلاه والسلام على رسول
اللّه محمد
وآله الطاهرين وصحبه الميامين.

جاءت الرساله الاسلاميه الخاتمه للرسالات من اجل
قياده
المجتمع الانسانى، وايصاله الى قمه
التكامل والسمو والارتقاء،
بتقرير المنهج الالهى فى واقع الحياه، وجعله
الحاكم على
تصورات الناس، ومشاعرهم،ومواقفهم، لتتحول
النظريات الى
صور متجسده فى الواقع، ذات معالم ومواقف منظوره
ومحسوسه.

وقد جسد رسول اللّه(ص) نبى البشريه المنهج الالهى فى
واقع
الحياه، وجعل المفاهيم والقيم الاسلاميه
حقيقه حركيه،
لتقتدى به الامه وتقوم باعباء الرساله، وقياده
الانسانيه قياده
نموذجيه فى تصوراتها ومواقفهاوعلاقاتها، لتستمر
المسيره
التكامليه، ويتوالى التغيير والبناء حتى يكون
المنهج الالهى هو
المنهج الوحيد فى العالم الانسانى.

وبما ان الامامه هى التى تواصل المسيره وتتبنى
التغيير
الشامل، فان رسول اللّه(ص) قد اولاها
اهميه استثنائيه، ووجه
انظار المسلمين اليها، فى شروطها وخصائصها، وفى
تشخيصها
فى الواقع، فاعلن عنها اعلاناجليا وآخر خفيا،
ابتداء من اول
مراحل البعثه حتى اواخر ايامه الشريفه، فلم يترك
مناسبه او
واقعه الا واشاراليها، واكد ضروره الاقتداء بها
ومناصرتها،
وجعلها عدلا للقرآن الكريم، فلم يترك الامه سدى،
وانما جعل
لهااعلاما بارزه ليكونوا قدوه لها فى معترك الصراع
القائم بين
الاسلام ورواسب الجاهليه، ولتقتدى بهم الاجيال
فى المراحل
اللاحقه، ولكن بعض المسلمين اجتهدوا فى قبال الاسس
الثابته، ونصوص رسول اللّه(ص)، وتخلفوا عن تلك
الامامه، ولم
يبسطوا لها اليد لاداء دورها الريادى فى حياتهم،
لانهم - كما
يقول يحيى بن محمد بن ابى زيدوهو ليس امامى المذهب -:
(لم يكونوا يذهبون فى الخلافه الى انها من معالم
الدين، وانها
جاريه مجرى العبادات الشرعيه... ولكنهم كانوا
يجرونها مجرى
الامور الدنيويه، ويذهبون لهذا، مثل تامير الامراء
وتدبير
الحروب وسياسه الرعيه، وما كانوا يبالون فى امثال
هذا من
مخالفه نصوصه(ص) اذا راوا المصلحه فى غيرها...
وقداطبقت
الصحابه اطباقا واحدا على ترك كثير من النصوص لما
راوا
المصلحه فى ذلك).

((1))
فاجتهد الصحابه لابعاد من نصبه اللّه ورسوله اماما
عن مقامه،
وقد ادى ذلك الاجتهاد الى بروز اراءعديده فى اسس
تولى
الامام يخالف بعضها بعضا فى وجوه، ويلتقى معه فى
وجوه
اخرى، حتى تحولت مساله الخلافه والامامه الى ملك
يتوارثه
الابناء عن الاباء دون سابقه او اهليه لها، فكان
ذلك الاجتهاد
مقابل النص السبب الاول و الاخير فى انشقاق
المسلمين
وفرقتهم الى يومنا هذا، وقد استتبع ذلك الانشقاق
مواقف
عمليه اريقت بهاالدماء وهتكت فيها الاعراض، كما
قال
الشهرستانى: (واعظم خلاف بين الامه خلاف الامامه،
اذ ما سل
سيف فى الاسلام على قاعده دينيه مثل ما سل على
الامامه فى
كل زمان).

((2))

واستسلم كثير من الصحابه والتابعين للامر الواقع،
فاقروا امامه
الفاسقين والجائرين خوفا او طمعا،وتتبع المتاخرون
آثار
المتقدمين، فوضعوا نظرياتهم فى شروط الامامه او
اسس
اختيارها طبقا للواقع وتصحيحا لمواقف السلف.

وتدخلت السياسه، فاختلقت الاحاديث وزورت الحقائق،
حتى
التبس الامر على كثير من المورخين، فلم يشخصوا
الحقائق،
بعد ان وجدوا امامهم تراثا واسعا فى المناقب
والفضائل لهذا او
لذاك، وفى التجريح والتعديل لهذا الراوى او ذلك،
حتى وصل
ببعضهم الامر الى تبرير مواقف البغاه على الامام
الحق على بن
ابى طالب(ع)فقالوا: (... لانهم وان كانوا بغاه فى نفس
الامر،
فانهم كانوا مجتهدين فيما تعاطوه من القتال، وليس
كل
مجتهدمصيبا، بل المصيب له اجران، والمخط ى له اجر).

((3))
وقال ابن حجر الهيثمى: (وانهم مع ذلك ماجورون غير
مازورين)((4))

وقد انعكس الخلاف فى الامامه على جميع التصورات
والمواقف، حتى اختلف المسلمون فى الاحكام الشرعيه
تبعا
للاختلاف فى اخذ معالم الدين من الائمه المنصوبين
من اللّه
ورسوله(ص) او من غيرهم، حتى وصل الحال الى الاسس
المتفق عليها كالصلاه على محمد وآله، فحذفت الال مع
الاعتراف بملازمتها للصلاه على رسول اللّه(ص) .

((5))
وفى هذا الكتاب نستقرى طرق تولى الامام، المختلف
فيها بين
المسلمين من عصر صدر الاسلام الى يومناهذا، و نقسم
الكتاب
الى ثلاثه فصول:
الفصل الاول : فصل تمهيدى.

الفصل الثانى : طرق تولى الامام فى الصدر الاول.

الفصل الثالث : طرق تولى الامام فى عصر المعصومين.

وكانت طبيعه المباحث تقتضى المقارنه بين آراء
مدرسه اهل
البيت(ع) والمدارس الاخرى، فكان الكتاب مستوعبا
للاراء
المتعدده ومقارنا حسب طبيعته.

وقد اعتمدنا على امهات المصادر القديمه والحديثه،
والروايات
المعتبره عند الفريقين، طبقا للمنهج العلمى فى
البحث،
واسس التعديل والتجريح المعمول بها عند المحدثين
والاصوليين.

نسال اللّه تعالى ان يوفقنا لخدمه دينه وان تكون
آراونا مجرد
بحوث علميه، نروم التوصل من خلال طرحها الى الراى
الاصوب دون تحامل او تطاول على اصحاب الاراء
المخالفه،
التى تربطنا واياهم وحده المفاهيم والقيم، ووحده
المصالح
والمصير.

ونسال اللّه تعالى ان يوحد صفوفنا، وان لا تكون
الاراء سببا فى
عدم اللقاء وعدم الاجتماع.

وآخر دعوانا ان الحمد للّه رب العالمين، والصلاه
والسلام على
نبينا محمد وعلى آله الاطهار وصحبه الابرار.

شهاب الدين الحسينى
قم المقدسه
الفصل الاول:معنى الامام والامامه
قبل ان نبدا بتوضيح معنى الامام والامامه، لابد ان
نضع صوره
واضحه المعالم عن معانى بعض المفاهيم المرتبطه
بهذا
المعنى، التى قد تكون مساوقه ومرادفه له، او واقعه
فى احد
مراتبه ومستوياته العمليه التى يفرزها الواقع من
حيث التمكين
وبسط اليد وعدمهما، وتوضيح هذا المعانى يسلط
الاضواء على
فهم المباحث المطروحه فى فصول هذا الكتاب، ومن هذه
المعانى:
الولى والولايه
قال الراغب الاصفهانى: (الولاء والتولى: ان يحصل
شيئان
فصاعدا حصولا ليس بينهما ما ليس منهما،والولايه:
النصره،
والولايه: تولى الامر... والولى والمولى يستعملان فى
ذلك كل
واحد منهما يقال: فى معنى الفاعل، وفى معنى
المفعول... وكل
من ولى امر الاخر فهو وليه... ويقال: فلان اولى بكذا:
اى
احرى).

((6))
وقال ابن الاثير: (كل من ولى امرا او قام به فهو
مولاه ووليه...
والمولى اسم يقع على جماعه كثيره، فهو:الرب،
والمالك،
والسيد، والمنعم، والمعتق، والناصر، والمحب،
والتابع، والجار،
وابن العم، والحليف... والعبد،والمعتق والمنعم
عليه... فيضاف
كل واحد الى ما يقتضيه الحديث الوارد فيه.

والولايه (بالفتح) فى النسب والنصره والمعتق،
والولايه
(بالكسر) فى الاماره)((7))
وقال الخليل الفراهيدى: (الولايه مصدر الوالى،
والولاء مصدر
المولى... والموالاه: اتخاذ المولى،والموالاه ايضا:
ان يوالى بين
رميتين او فعلين فى الاشياء كلها... واستولى فلان
على شى ء اذا
صار فى يده).

((8))
وقال الفضل بن الحسن الطبرسى: (الولى: هو الذى يلى
النصره
والمعونه، والولى: هو الذى يلى تدبيرالامر، يقال:
فلان ولى
المراه اذا كان يملك تدبير نكاحها، وولى الدم من
كان اليه
المطالبه بالقود، والسلطان ولى امر الرعيه،
ويقال: لمن يرشحه
لخلافته عليهم بعده ولى عهد المسلمين.

قال المبرد:
اصل
الولى الذى هو اولى اى احق ومثله المولى).

((9))
ومن خلال ما تقدم تستطيع القول: ان الولى والمولى
استخدم
فى معنى الاولى بالتصرف.

فالرابطه بين ابناء العم
هى الاولويه،
فابن العم اولى بابن عمه، والسيد اولى بعبده،
والمنعم اولى
بالمنعم عليه، و كذلك الناصر،والمحب، والتابع،
والجار،
والحليف، فكل طرف اولى بالطرف الاخر من غيره، بسبب
درجه القرب وكما تقدم فى قول الراغب الاصفهانى: (ان
يحصل
شيئان فصاعدا حصولا ليس بينهما ما ليس منهما).

وقد استعمل القرآن الكريم ذلك فى معنى الاولى، قال
اللّه
تعالى: (...ماواكم النار هى مولاكم وبئس المصير).

((10))قال
الطبرى وابن كثير: (هى اولى بكم).

((11))
واذا اتضح هذا المعنى نقول: ان الولى غ الذى هو
اولى واحرى
بالتصرف، غلب استعماله فى ولايه الامر،وكان يضاف
الى الامر
- بمعنى السلطنه والحكومه والخلافه والامامه
والقياده.

واولى
الامر: جمع ولى الامر.

قال الراغب الاصفهانى: (ان
اولى الامر
الذين بهم يرتدع الناس اربعه: (الانبياء، والولاه،
والحكماء،
والوعظه).

((12))

وقال ابن منظور: (اولوا الامر: الروساء واهل العلم).

((13))
وقال الزمخشرى: (المراد باولى الامر منكم: امراء
الحق... وقيل:
هم العلماء الدينيون الذين يعلمون الناس الدين
ويامرونهم
بالمعروف وينهونهم عن المنكر).

((14))
وقال محمد عبده: (هم اهل الحل والعقد من المسلمين،
وهم:
الامراء والحكام والعلماء وروساء الجندوسائر
الروساء والزعماء
الذين يرجع اليهم الناس فى الحاجات والمصالح
العامه).

((15))

وحدد محمد رشيد رضا احدى ثلاث معان مراده من (اولى
الامر) مختلف فيها بين الباحثين وهى:
اولا: الامراء.

ثانيا: العلماء.

ثالثا: الائمه المعصومون (فى راى الشيعه).

((16))
الخليفه والخلافه
قال الراغب الاصفهانى: (الخلافه: النيابه عن الغير
اما لغيبه
المنوب عنه واما لموته، واما لعجزه، وامالتشريف
المستخلف).

((17))
وقال ابن خلدون: (الخلافه: نيابه عن صاحب الشريعه فى
حفظ
الدين وسياسه الدنيا به، والقائم به خليفه).

((18))
وقال القلقشندى: (الخلافه اطلقت فى العرف العام على
الزعامه العظمى وهى الولايه العامه على كافه
الامه،والقيام
بامورها والنهوض باعبائها).

((19))
وقال ابن منظور: (الخلافه: الاماره، قال الزجاج: جاز
ان يقال
للائمه خلفاء اللّه فى ارضه، وقال غيره:الخليفه:
السلطان
الاعظم).

((20))

وقال الخليل الفراهيدى: (الخليفه: من استخلف مكان من
قبله، ويقوم مقامه).

((21))
وفى تفسير ابن كثير للايه الشريفه: (يا داود انا
جعلناك خليفه
فى الارض فاحكم بين الناس بالحق).

((22))
قال: (هذه وصيه من اللّه عز وجل لولاه الامور).

((23))
ففسر الخليفه بولى غ الامر.

وفى الحديث الشريف عن رسول اللّه(ص) انه قال: (اللهم
ارحم
خلفائى) قيل: يا رسول الله، ومن خلفاوك؟ قال:(الذين
ياتون
بعدى ويروون حديثى وسنتى).

((24))
بعد بيان اقوال اللغويين والمفسرين يكون معنى
الخليفه مرادفا
لولى الامر، ومعنى الخلافه مرادفا
للولايه والامره.

الامام والامامه
قال الراغب الاصفهانى: (الامام: الموتم به انسانا
كان يقتدى
بقوله او فعله، او كتابا، او غير ذلك محقا كان ام
مبطلا، وجمعه
ائمه).

((25))

وقال ابن منظور: (الامام: كل من ائتم به قوم... وسيدنا
رسول
اللّه(ص)، امام امته، وعليهم جميعا الائتمام بسنته
التى مضى
عليها... وقال ابن سيده: (والامام ما ائتم به من رئيس
وغيره
والجمع ائمه... وامام كل شى ء:قيمه والمصلح له،
والقرآن امام
المسلمين، وسيدنا محمد رسول اللّه(ص) امام الائمه،
والخليفه: امام الرعيه، وامام الجند: قائدهم).

((26))وقال
الخليل الفراهيدى: (كل من اقتدى به، وقدم فى الامور
فهو
امام، والنبى(ص) امام الامه، والخليفه
امام الرعيه).

((27))
وقال الشيخ الطوسى: (وقولنا: امام يستفاد منه امران:
احدهما
انه مقتدى به فى افعاله واقواله من حيث قال
وفعل...والثانى: انه
يقوم بتدبير الامه وسياستها...).

((28))
وفى تفسير الايه الشريفه: (... قال انى جاعلك للناس
اماما...).

((29))

قال ابن كثير: (جعله اللّه للناس قدوه واماما يقتدى
به ويحتذى
حذوه)((30)).

وقال الطبرسى: (يوتم به و يقتدى به... فتقدمهم انت و
يتبعون
هديك ويستنون بسنتك التى تعمل بهابامرى اياك ووحيى
اليك).

((31))

وفى تفسير الايه الشريفه: (ونريد ان نمن على الذين
استضعفوا
فى الارض ونجعلهم ائمه ونجعلهم الوارثين).

((32))
قال الزمخشرى: (ائمه: مقدمين فى الدين والدنيا يطا
الناس
اعقابهم، وعن ابن عباس: قاده يقتدى بهم فى الخير،
وعن
مجاهد: دعاه الى الخير، وعن قتاده: ولاه).

((33))
وفى معنى الامامه قال ابن خلدون: (نيابه عن صاحب
الشريعه
فى حفظ الدين وسياسه الدنيا به).

((34))
وقال الطريحى: (الامامه: هى الرئاسه العامه على جميع
الناس).

((35))

وفى قول الامام على بن موسى الرضا(ع) يتضح المعنى
الحقيقى للامامه: (ان الامامه هى منزله
الانبياء،وارث الاوصياء.

ان الامامه خلافه اللّه عزوجل وخلافه الرسول ومقام
اميرالمومنين وميراث الحسن والحسين(ع).

ان الامامه
زمام
الدين ونظام المسلمين... ان الامامه اسس الاسلام
النامى
وفرعه السامى...).

((36))
والامامه من خلال ما تقدم هى اهم المناصب فى
الاسلام،
والامام هو المقتدى به فى اقواله وافعاله
وهوالنائب عن رسول
اللّه(ص) فى اداره شوون الامه الدينيه والدنيويه،
ولذا ركزت
الاحاديث الشريفه على دور الامام ووجوب معرفته
والاقتداء به
والتسليم اليه، قال رسول اللّه(ص): (من مات وليس له
امام
فميتته ميته جاهليه).

((37))
القائد والقياده
ان استعمال مصطلح القائد والقياده لم يكن شائعا فى
كتب
المتقدمين، ولم يذكر فى القرآن الكريم ايضا،وقد
ورد فى بعض
الاحاديث الشريفه بنطاق محدود، والمصطلحات
المتداوله
قديما هى الامام والامامه، والولى والولايه،
والخليفه والخلافه،
اما مصطلح القائد والقياده فقد كثر استعماله
وتداوله فى
العصور المتاخره من قبل المسلمين وغيرهم، وفيما
يلى
نستعرض مصطلح القائد والقياده فى بعض كتب
المتقدمين
من اللغويين، وفى بعض الاحاديث الشريفه.

ورد فى لسان العرب: (القياده مصدر القائد ... والقود:
نقيض
السوق، يقود الدابه من امامها ويسوقها من خلفها...
وقاد البعير
واقتاده: معناه جره خلفه... ويقال: هذا الخيل قود
فلان القائد،
وجمع قائد الخيل قاده وقواد...وفى حديث على رضوان
اللّه
عليه: (فمن اللهج باللذه السلس القياد للشهوه)،
واستعمل ابو
حنيفه القياد فى اليعاسيب فقال فى صفاتها: وهى
ملوك النحل
وقادتها.

وفى حديث السقيفه: فانطلق ابو بكر وعمر يتقاودان
حتى
اتوهم: اى يذهبان مسرعين كان كل واحد منهمايقود
الاخر
لسرعته.

واعطاه مقادته: انقاد له.

والانقياد: الخضوع...
واقاد: تقدم...
وقول روبه: (اتلع يسمو بتليل قواد).

قيل فى تفسيره:
متقدم...).

((38))

والجامع المشترك لهذه الاقوال: ان القائد هو
المتقدم على
غيره فيكون هو المتبوع وغيره تابعا له.

وفى الاحاديث الشريفه ورد مصطلح (قاده)، قال رسول
اللّه(ص): (المتقون ساده، والفقهاء قاده،
والجلوس اليهم
عباده).

((39))

وفى روايه اخرى عنه(ص) انه قال: (الانبياء قاده،
والفقهاء
ساده، ومجالستهم زياده...).

((40))
وقال(ص): (المجتهدون قواد اهل الجنه)، يعنى يقودونهم
اليها، كان المعنى يسبقونهم ويجرونهم اليها.

((41))
وقد استعمل الامام على(ع) مصطلح القائد مرادفا
لمصطلح
الامام فقال فى صفه المتقين: (ان من احب عباداللّه
اليه عبدا...
قد امكن الكتاب من زمامه، فهو قائده وامامه، يحل
حيث حل
ثقله، وينزل حيث كان منزله).

((42))
وقال(ع) - يشكو من رعيته -: (... ان كانت الرعايا قبلى
لتشكوا
حيف رعاتها، واننى اليوم لاشكو حيف رعيتى، كاننى
المقود
وهم القاده...).

((43))
وقال(ع) - بعد تبيان مساوى معاويه -: (... فهولاء قاده
القوم).

((44))

وقال المغيره بن الحارث بن عبدالمطلب - يصف الامام
على(ع) - :
فيكم وصيى رسول اللّه قائدكم
و صهره وكتاب اللّه قد نشرا((45)) هذه بعض
الاستعمالات
لمصطلح القائد وردت فى الاقوال والاحاديث والخطب
وكانت
محدوده التداول، ويفهم من استعمالها انها وردت
مرادفه
ومساوقه لمصطلح الامام.

ومصدر القائد: القياده، وتكون مرادفه ومساوقه
للامامه، ولكن
مصطلح الامام والامامه هو الشائع فى تعبير
اللغويين وفى
الاحاديث الشريفه، وفى كتب التاريخ والفقه، اما فى
العصر
الراهن فان مصطلح القائدوالقياده هو الشائع فى
الاستعمال،
وانحصر مصطلح الامام والامامه وبقى مختصا بالامام
على(ع)
والائمه من ولده(ع)، و يطلق على غيرهم تجوزا.

وفى هذا المقام نختار قول احد الفقهاء المعاصرين فى
معنى
القائد والقياده وهو السيد كاظم الحائرى،يقول:
(الامامه تعط ى
معنى القياده، فمن يقود الناس فهو امامهم، وامام
الناس يعنى
قائدهم).

((46))

وهنالك مصطلحات اخرى تتعلق بالمصطلحات المتقدمه،
قد
تكون مرادفه ومساوقه لها، وقد تكون رتبه من
مراتبها، او
مستوى من مستوياتها، كالامير والاماره، والزعيم
والزعامه،
والرئيس والرئاسه، والسلطان والسلطنه، والحاكم
والحكومه.

مستويات ومراتب الامامه
للامامه مستويات ومراتب تبعا للمسووليه الملقاه
على عاتقها،
ودورها القيادى فى جميع جوانب الحياه الدينيه
والدنيويه،
وتبعا لامكانيه تحقيقها فى الواقع العملى،
فالامامه لها مستويان
ومرتبتان:
الاولى: تعنى الاشراف المطلق من قبل اللّه سبحانه
وتعالى على
البشريه من خلال انسان معين كالرسول(ص)
والاوصياء(ع)،
فهى نيابه وخلافه خاصه ومباشره من قبل اللّه تعالى،
وهى
مطلقه تشمل كل انحاءوجود الانسان بجميع ابعاده،
فهى تعنى
ان الامام هو الحجه من قبله تعالى فى كل شى ء، فى
العقيده
والتشريع،مهمته ربط البشريه بعالم الغيب فكريا
وروحيا
واجتماعيا، وهى ممتده عبر الاجيال، ومهمه الامام
هى
القدوه الحسنه.

الثانيه: تعنى اداره الشوون العمليه، واقامه
الشريعه والعدل
والحكم بين الناس، وبعباره اخرى تعنى قياده
الدوله.

((47))
والمستوى الاول او المرتبه الاولى لا تتخلف عن
الامام مهما كانت الظروف، سواء استجابت له الامه ام
لم تستجب، او بسطت له اليد ام لم تبسط، فهو القدوه
والحجه
وحلقه الوصل بين البشريه وعالم الغيب،
ويجب الاقتداء به
وتنفيذ اوامره والانتهاء عن نواهيه، فيبقى دوره
محفوظا كما
نصبه اللّه تعالى، واما المستوى الثانى والمرتبه
الثانيه فانها قد
تتخلف عن الامام فى حاله عصيان الامه بازاحته عن
منصبه
وعدم بسط اليد له فى اداره الدوله والاشراف
المباشر عليها،
وبعباره اخرى ان المستوى الثانى او المرتبه
الثانيه قد تسلب
من الامام اوتغتصب منه.

وفى توضيح ما تقدم نستشهد باقوال الامام على(ع) فى
هذا
الخصوص، حيث يقول - فى رسالته الى اخيه عقيل - : (...
فدع
عنك قريشا... فقد قطعوا رحمى، و سلبونى سلطان ابن
امى).

((48))
وقال(ع): (واللّه ما كانت لى فى الخلافه رغبه ولا فى
الولايه
اربه، و لكنكم دعوتمونى اليها،
وحملتمونى عليها...).

((49))
وسال(ع) عبد اللّه بن عباس: ما قيمه هذا النعل؟ فقال:
لاقيمه
له، فقال(ع): (واللّه لهى احب الى غ من امرتكم،
الاان اقيم حقا
او ادفع باطلا).

((50))
وقال(ع): (... اللهم انك تعلم انى لم ارد الامره،
ولاعلو الملك
والرياسه، وانما اردت القيام بحدودك،
والاداءلشرعك).

((51))
وقال(ع): (... وقد علم اللّه سبحانه انى كنت كارها
للحكومه بين
امه محمد(ص)، ولقد سمعته يقول: (ما من وال يلى شيئا
من
امر امتى الا اتى به يوم القيامه... ثم ينشر كتابه،
فان كان عادلا
نجا، وان كان جائرا هوى) حتى اجتمع على ملوكم،
وبايعنى
طلحه والزبير).

((52))
والذى نريده من طرح هذا الموضوع هو: ان الخلافه تعنى
الاشراف المباشر على اداره شوون الناس،
وان الامره،
والحكومه، والرئاسه، والسلطنه ليست مرادفه
ومساوقه لمعنى
الامامه، وانما هى مستوى من مستوياتها ومرتبه من
مراتبها،
وكذلك فى مصطلح الامير والحاكم والرئيس والسلطان
فانها
غير مرادفه لمعنى الامام، والا لما امكن سلبها
عنه، ويمكن
القول ان العلاقه بينها علاقه العموم والخصوص
المطلق،
فالامام هوالامير والحاكم والرئيس والسلطان، وليس
العكس
صحيحا.

ضروره الامام
لا يمكن ان نتصور وجود جماعه او امه بدون امام، وقد
اثبتت
المسيره الانسانيه فى جميع مراحل سيرهاانه لا يمكن
الاستغناء عن الامام والامامه، فالمجتمع الاول وان
كان
محدودا فى كمه ونوعه واقتصاره على اسره آدم(ع)، الا
انه لم
يستغن عن الامام، فكان آدم(ع) يمثل الامام فى نطاق
اسرته
التى هى بمثابه مجتمع صغير،فكان(ع) هو الموجه
والمربى
والمشرف على شوون اسرته، وكان حلقه الوصل بين
البشريه
والسماء.

وفى صددعدم الاستغناء عن الامام الحاكم،
يقول
الدكتور صادق الاسود: (كان انقسام افراد المجتمع
الى
حكام ومحكومين يكاد يكون واقعه عامه فى كل
المجتمعات
تقريبا).

((53))

ويقول انطونيو غرامشى: (ان علم وفن السياسه بكامله
مستند
على هذه الحقيقه الاوليه البسيطه... هى الوجود
الفعلى للحكام
والمحكومين وللقاده والتابعين).

((54))
وكان الانبياء(ع) يمثلون دور الامامه فى الامم
السابقه، واوضح
تجربه فى ذلك هى تجربه بنى اسرائيل،قال رسول
اللّه(ص):
(كانت بنو اسرائيل تسوسهم الانبياء كلما ملك نبى
خلفه
نبى...).

((55))

وكانت الامامه تستمد وجودها وصلاحياتها من الدين،
وكان
رجال او علماء الدين يمثلون دور الامامه،يقول
فوستيل دى
كولانج: (فى المجتمعات البدائيه وخاصه المجتمعات
الافريقيه نجد ان الملوك والسلاطين والروساء ومن
اليهم ليسوا
بمجرد حكام يملكون السلطه الزمنيه فقط، وانما هم
يجمعون
اليها كثيرا من السلطات الروحيه المتوارثه منذ
القديم،
ويستمدون سلطتهم السياسيه مما اتفقوا عليه من
اوضاع
دينيه لديهم...ومهما اختلفت الديانه فى المجتمعات،
فانها فى
المجتمعات القديمه تتميز بالسياده المطلقه على
الحياه
الخاصه والحياه العامه التى كانت الدوله فيها
جماعه دينيه،
والملك حبرا، ورجل الدوله كاهنا، والقانون
صيغه مقدسه).

((56))
وضروره الامام او الامير ضروره ملحه مهما كان حجم
الجماعه
او الامه، ولهذا نجد ان رسول اللّه(ص)يوكد هذه
الحقيقه
ويوصى بتامير واحد من ثلاثه ان كانوا فى سفر او بارض
فلاه،
فيقول(ص): (اذا خرج ثلاثه فى سفر فليومروا احدهم).

((57))
وفى روايه اخرى عنه (ص) انه قال: (لايحل لثلاثه نفر
يكونون
بارض فلاه الا امروااحدهم).

والامامه ضروريه للفرد والمجتمع لدورها الكبير فى
الاشراف
والتوجيه و تنظيم المسيره الانسانيه ببعديها
الروحى والمادى،
و هى ركن هام فى التكوين للوجودات الانسانيه فى
مختلف
المجالات الفكريه والسياسيه والاجتماعيه
والاقتصاديه وفى
استمرارها فى روح التغيير والبناء الخلقى
والاجتماعى،
يقول الدكتور عبدالرحمن عيسوى: (وتعد ظاهره
القياده
ضروريه بالنسبه لتكوين الجماعات ولاستمرار
بقائها).

((58))

فالارض لا تخلو من امام منصب من قبل اللّه تعالى او
من ينوب
عنه، قال الحسين بن خالد للامام على بن موسى
الرضا(ع):
(اتخلوالارض من امام؟ فقال: لا).

((59))
وقال الامام جعفر بن محمد الصادق(ع): (لو لم يبق فى
الارض
الا اثنان لكان احدهما الحجه...).

((60))
وقال الامام على(ع): (لاتخلو الارض من قائم للّه بحجه
اما
ظاهرا مشهورا، واما خائفا مغمورا، لئلاتبطل حجج
اللّه
وبيناته).

((61))

وحينما سئل الامام على بن موسى الرضا(ع) عن عله
تنصيب
الامام اجاب: (لعلل كثيره، منها: ان الخلق لماوقفوا
على حد
محدود، وامروا ان لا يتعدوا ذلك الحد لما فيه من
فسادهم، لم
يكن يثبت ذلك ولا يقوم الا بان يجعل عليهم فيه
امينا
يمنعهم... من الفساد، ويقيم فيهم الحدود والاحكام.

ومنها: انا لا نجد فرقه من الفرق ولا مله من الملل
بقوا وعاشوا
الا بقيم ورئيس...
ومنها: انه لولم يجعل لهم اماما قيما امينا حافظا
مستودعا
لدرست المله وذهب الدين وغيرت السنن والاحكام،
ولزاد فيه
المبتدعون ونقص منه الملحدون...).

((62))
وتاتى ضروره الامام لدوره الخطير والعظيم فى
المجتمع،
وتوقف جميع المهام والتكاليف على وجوده،وفى ذلك
يقول
الامام الرضا(ع): (ان الامامه هى منزله الانبياء
وارث الاوصياء ...
ان الامامه زمام الدين ونظام المسلمين وصلاح
الدين وعز
المومنين.

ان الامامه اس الاسلام النامى وفرعه
السامى، بالامام
تقام الصلاه والزكاه والصيام والحج والجهاد،
وتوفير الفى ء
والصدقات، وامضاء الحدود والاحكام، ومنع
الثغوروالاطراف...).

((63))
واكد الباحثون فى علم الاجتماع هذه الحقيقه، فقال
(ج.

كورتوا): (تحتاج الجماعه الى رئيس يقودها، وهى بدون
الرئيس
كالجسم بدون راس، اوكالقطيع التائه يسير بلا راع
نحو
المجهول، تتقاذفه الاهواء حتى يسقطفريسه بين انياب
المفترسين).

((64))
وقال الدكتور عبدالعزيز القوصى: (والزعامه ضروريه
فى كل
جماعه تريد ان يكون لها كيان، فللقبائل زعماوها،
ولكل جماعه
او حزب زعيم، وكذلك تنصيب الملوك على الشعوب من
اقدم
العصور كان يقصد به التنظيم والتوجيه
للشعب).

((65))وضروره
الامام محفوظه فى جميع المستويات
والمراتب، فهو ضروره باعتباره قدوه وحجه
وحلقه الوصل بين
السماء والارض، وهو ضروره باعتباره المنفذ للشريعه
والمشرف
على التطبيق وعلى سير الدوله،ولهذا ففى حاله اقصاء
الامام
عن منصبه كمشرف على سير الدوله تاتى ضروره عدم
ابقاء
هذه المرتبه شاغره،ولذلك اكدت الروايات ضروره
اشغال هذه
المرتبه، وفى ذلك قال الامام على(ع) - فى الخوارج لما
سمع
قولهم: (لاحكم الا لله) - : (كلمه حق يراد بها باطل! نعم
انه لا
حكم الا لله، ولكن هولاء يقولون: لا امره الا لله،
وانه لا بد
للناس من امير بر او فاجر، يعمل فى امرته المومن،
ويستمتع
فيها الكافر، ويبلغ اللّه فيها الاجل، ويجمع به
الفى ء، ويقاتل
به العدو، وتامن به السبل، ويوخذ به للضعيف من
القوى، حتى
يستريح بر، ويستراح من فاجر).

((66))
وقال(ع): (اسد حطوم خير من سلطان ظلوم، وسلطان ظلوم
خير من فتن تدوم).

((67))
وملخص القول: ان الامام ضروره فى حركه المجتمعات
والامم
وخصوصا الامه الاسلاميه لخطوره المهام المسنده
اليه وعلى
راسها هدايه الانسان وربطه باللّه تعالى، وهذه
الهدايه بحاجه
الى قدوه يقتدى بقوله وفعله ويتبع نهجه من اجل
انجاح
الحركه التكامليه نحو اللّه تعالى بتوفير الارضيه
المناسبه للسير
السليم بعدتحرير الانسان من كل وجوه العبوديه
والتسلط
والاستغلال.

نصب الامام فى الاحاديث الشريفه
ثبت فيما تقدم ان الامام ضروره من ضرورات الحركه
التاريخيه
للمجتمعات البشريه، وتتاكد هذه الضروره فى
المجتمع
الاسلامى المكلف بتحقيق المنهج الالهى، وتقرير
مبادئه فى
واقع الحياه، وهذه الضروره من اركان الاسلام، بل
هى افضل
ركن كما ورد فى صحيحه زراره عن الامام محمد بن على
الباقر(ع) انه قال:(بنى الاسلام على خمسه اشياء: على
الصلاه
والزكاه والحج والصوم والولايه) قال زراره فقلت:
(واى شى ء
من ذلك افضل؟)، فقال: (الولايه افضل، لانها
مفتاحهن، والوالى
هوالدليل عليهن).

((68))
وتتجلى هذه الضروره فى نصبه واقامته، والارتباط
به، لذا
اكدت الاحاديث الشريفه على ذلك، ووردت روايات
عديده عن
رسول اللّه(ص) بالفاظ متعدده وبطرق متعدده توكد على
ضروره نصب الامام، واطلقت هذه الروايات لتشمل
جميع
العصور، فعن الفضيل بن يسار قال: ابتدانا ابو عبد
اللّه(ع) يوما
وقال: قال رسول اللّه(ص):(من مات وليس له امام فميتته
ميته
جاهليه).

((69))

وعن محمد بن مسلم قال: سمعت ابا جعفر(ع) يقول: (كل من
دان اللّه بعباده يجهد فيها نفسه ولا امام له
من اللّه فسعيه غير
مقبول، وهو ضال متحير...).

((70))
والروايات التى توكد تنصيب الامام، وردت فى تعابير
متعدده
لتركيز هذه الحقيقه فى الاذهان.

ففى روايه عن رسول اللّه(ص) انه قال: (من مات بغير
امام مات
ميته جاهليه).

((71))
وفى تعبير آخر: (من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميته
جاهليه).

((72))

ومعرفه الامام مرحله متاخره عن مرحله تنصيبه.

وفى تعبير آخر: (من مات وليس عليه امام مات ميته
جاهليه).

((73))

وفى روايه اخرى تتاكد هذه الحقيقه المتقدمه على
بيعه
الامام، قال(ص): (من مات وليس فى عنقه بيعه مات ميته
جاهليه).

((74))

فالامام على ضوء تلك الروايات يجب ان يكون منصبا
حتى
يعرف، وحتى يبايع ويتبع، وما لم يكن الامام منصبا
لا يصح
التعبير فى حق من لا يعرفه ولا يشخصه بالقول (مات
ميته
جاهليه)، فالتنصيب مفروغ عنه فى مرحله متقدمه.

وقال الامام على(ع) فى صدد ذلك: (...وانما الائمه قوام
اللّه
على خلقه، وعرفاوه على عباده، ولا يدخل الجنه الا
من عرفهم
وعرفوه...).

((75))
وسياتى فى المواضيع القادمه ان رسول اللّه(ص) قد نصب
ائمه
على الامه ولم يترك الامر سدى، ثم يقول بحق من ليس
له
امام: (مات ميته جاهليه).

نصب الامام فى آراء العلماء
اكد العلماء والفقهاء ضروره نصب الامام، واختلفوا
فى مصدر
هذه الضروره، هل هو العقل ام الشرع ام كليهما؟
فهذا خلاف لا
نريد الدخول فى تفاصيله، وانما نذكر آراء بعض
العلماء والفقهاء
الداله على ضروره نصب الامام.

قال الشريف المرتضى: (... فالامامه عندنا لطف فى
الدين،
والذى يدل على ذلك انا وجدنا ان الناس متى خلوا من
الروساء،
ومن يفزعون اليه فى تدبيرهم وسياستهم اضطربت
احوالهم،
وتكدرت عيشتهم، وفشا فيهم فعل القبيح، وظهر منهم
الظلم
والبغى، وانهم متى كان لهم رئيس او روساء يرجعون
اليهم فى
امورهم كانوا الى الصلاح اقرب، ومن الفساد ابعد).

((76))
وقال ابوحامد الغزالى: (نظام امرالدين مقصود لصاحب
الشرع
عليه السلام قطعا، وهذه مقدمه قطعيه لايتصور
النزاع فيها،
ونضيف اليها مقدمه اخرى، وهو انه لا يحصل نظام
الدين الا
بامام مطاع، فيحصل من المقدمتين صحه الدعوى، وهو
وجوب
نصب الامام).

((77))
وفى مبحث نصب الامام استدل التفتازانى على وجوب نصب
الامام بادله فقال: (...الثانى: انه لا يتم الا به ما
وجب من اقامه
الحدود، وسد الثغور، ونحو ذلك مما يتعلق بحفظ
النظام...
الرابع: وجوب طاعته ومعرفته بالكتاب والسنه وهو
يقتضى
وجوب حصوله وذلك نصبه).

((78))
تفاوت الائمه فى الخصائص والشروط
التفاوت فى مسووليات مطلق الائمه، ودورهم فى
الحياه
الانسانيه العامه يستدعى التفاوت فى
الخصائص والشروط،
والخصائص والشروط تتناسب طرديا مع الدور المناط
بهم،
فالامام الذى يخلف الرسول او النبى لابد وان يكون
مميزا عن
غيره، فالتاريخ يحدثنا بان خلفاء الانبياء كانوا
انبياء مثلهم
كوصى آدم ونوح وموسى وداود((79))، والاسلام لم يشذ
عن
هذه الحقيقه الالهيه، الا ان وصى رسول اللّه(ص)
والقائم بالامر
من بعده لم يكن نبيا،فلابد وان يكون مشابها للنبى
فى
خصائصه وشروطه، ليتمكن من تجسيد الرساله فى الواقع
العملى، ووجه الشبه ان يكون فى اعلى درجات العداله
وهى
العصمه، وقد عرفها الامام جعفر الصادق(ع) بالقول:
(المعصوم
هوالممتنع باللّه من جميع محارم اللّه...).

((80))
وعرفها الشهيد محمد باقر الصدر بالقول: (العصمه
عباره عن
الانفعال الكامل بالرساله، والتجسيد الكامل لكل
معطيات تلك
الرساله فى النطاقات: الروحيه والفكريه والعمليه).

((81))
وخاصيه العصمه اشترطها ائمه اهل البيت(ع) وفقهاء
الشيعه
فيمن يقوم بمقام رسول اللّه(ص) من بعده، امافقهاء
السنه فلم
يشترطوها محتجين بالواقع العملى كما قال
التفتازانى: (احتج
اصحابنا على عدم وجوب العصمه بالاجماع على امامه
ابى بكر
وعمر وعثمان، مع الاجماع على انهم لم تجب
عصمتهم).

((82))

واكدت الروايات خاصيه العصمه، فعن الامام جعفر
الصادق(ع)
انه قال: عشر خصال من صفات الامام:(العصمه والنص وان
يكون اعلم الناس، واتقاهم لله، واعلمهم بكتاب
اللّه...).

((83))

والعصمه لها مظاهر وعلامات، والمتصف بها يكون قد
وصل
القمه فى كل شى ء، كما قال الامام على بن موسى
الرضا(ع):
(للامام علامات: يكون اعلم الناس، واحكم الناس،
واتقى الناس،
واحلم الناس، واشجع الناس،واسخى الناس،
واعبدالناس...).

((84))
والعصمه لم تكن بدعه وانما هى حقيقه يفرضها العقل
السليم
الذى يحكم بضروره تقديم الافضل لمنصب الامامه،
والتفاوت
فى الافضليه يتسلسل الى ان يصل الى الدرجه العليا
من
الافضليه وهى ما نعبر عنها بالعصمه.

والعصمه ضروريه للامام الذى يقوم مقام رسول
اللّه(ص) لان
الامام هو المقتدى به فى اقواله وافعاله، فلوجاز
عليه القبيح او
المعصيه او الخطا لكان ذلك اغراء بالقبيح،
والاغراء بالقبيح
قبيح.

واستدل العلامه الحلى على العصمه ببعض
الادله فقال:
(الثانى ... فلو جاز الخطا عليه لم يبق وثوق بما
تعبدنا اللّه تعالى
به... وذلك مناقض للغرض من التكليف، وهو الانقياد
الى مراد
اللّه تعالى.

الثالث: انه لو وقع منه الخطا لوجب الانكار عليه،
وذلك يضاد
امر الطاعه له...
الرابع: لو وقع منه المعصيه لزم نقض الغرض من نصب
الامام...
ان الغرض من اقامته انقياد الامه له،وامتثال
اوامره واتباعه فيما
يفعله، فلو وقعت المعصيه منه لم يجب شى ء من ذلك
وهو
مناف لنصبه).

((85))
والتاكيد على العصمه انما يصح فى مرحله ما بعد رسول
اللّه(ص) لان الامه تحتاج الى زمن لتترسخ
فيهاالمفاهيم
والقيم الاسلاميه وتتحصن من اقوال وافعال
المبتدعين
والمضلين بالرجوع والاقتداء بمن يحصنها من ذلك
وهو
المعصوم، وبعد انتهاء هذه المرحله، وهى مرحله
الائمه الاثنى
عشر، ياتى دور الفقهاء الذين لا يشترطفيهم العصمه
وانما
العداله.

والمتتبع لاراء علماء وفقهاء السنه يجد
انهم يستبطنون
العصمه فى شروط الامام ولكن بدون تصريح واضح،
وانما
يكتفون بالقول بالافضليه.

فالباقلانى فى تبيانه
لخصائص
وشروط الامام يقول: (... ومنها: ان يكون من امثلهم فى
العلم
وسائر هذه الابواب التى يمكن التفاضل فيها...).

((86))
ويرى الماوردى تقديم: (اكثرهم فضلا واكملهم
شروطا)((87)).

ويرى الفراء ان يكون المتقدم للقياده والامامه (من
افضلهم فى
العلم والدين)((88)).

ويفهم من آراء العلماء والباحثين فى علم السياسه
وعلم
الاجتماع انهم يفضلون تقديم الافضل
لمنصب القياده، وان
يتصف بالافضليه فى كل شى ء، يقول (ج.

كورتوا): (على
الرئيس
ان يكون اكثر يقظه من الاخرين...اكثر ذكاء ... اكثر
دقه، واسرع
فى اتخاذ القرار واشجع فى الاخطار ..

واكثر صراحه ..

واكثر ثباتا
فى العمل،واكثر دماثه وغنى بالعواطف النبيله)((89)).

ويرى الدكتور عبدالعزيز القوصى ان يكون القائد
شديد الايمان
بالهدف والخطه، وان يتصف ببعض المواصفات، بان
يكون
شخصيه متميزه على غيرها، فى الفعل والخلق، والقدره
البارزه
على التاثير، وان يتميزبذكاء نادر، وبصيره نافذه،
وخلق عال،
ويتميز بقوه الاراده، وتمثيل آمال الجماعه
وطموحاتهم، وان
يتميزبالتضحيه الكامله.

((90))
ويرى جان جاك روسو ان الانسان لا يخضع الى انسان
مثله ما
لم يتميز عليه فيقول: (لم يكن للبشر قط فى اول الامر
ملوك
سوى الالهه، ولا حكومه اخرى سوى الحكومه الدينيه،
فقد
كانوا يفكرون بمنطق كاليغولا،وعندئذ كان تفكيرهم
صحيحا،
فلابد من تزييف طويل فى المشاعر والافكار، حتى
يتمكن
الانسان من اقناع نفسه باتخاذ آدمى مثله سيدا له
وان يتباهى
بان حالته سوف تكون افضل.

((91))
والتاكيد على الافضليه كماجاء فى آراء العلماء
والباحثين هو
تعبير قريب من العصمه، فتسلسل الافضليه يصل الى
اعلى
المراتب، وهو مانسميه بالعصمه.

والعصمه ممكنه الوقوع فى الخارج، فاذا كان الشخص
ينحدر
من سلاله تحمل الصفات الفاضله، فانهاتخلق فى نفسه
الاستعداد للاتصاف بها.

فالنمو العقلى، والصحه
العقليه
والانفعاليه، وحتى العقائد والقيم والمواقف
تتاثر بالعوامل
الوراثيه، فالواقعيه او السطحيه فى الايمان بعقيده
معينه،
وتبنى قيم معينه تتاثربالعامل الوراثى، وكذلك
الاقدام او
التردد فى اتخاذ المواقف، وتلعب التربيه الاسريه
والاجتماعيه
متظافره مع العامل الوراثى على بناء الشخصيه،
والطفوله هى
اهم المراحل التى يسرع فيها (النمو العقلى
والاجتماعى والعادات التى تتكون اثناء هذه الفتره
صعب
تغييرها فى فترات النمو التاليه)((92))، وان بعض ملامح
الشخصيه البشريه (تنجم وتنمو وفق المبادى
الاساسيه للتعلم،
بل اننا متاكدون من ان جميع الملامح تتاثر بالتعلم)((93))،
وهذاما اكده الدكتور فاخر عاقل.

ويرى الدكتور سبوك
ان منع
الانحراف يبدا (من الطفوله لان، الابناء يسيرون
فى النهايه على
الطريق الذى يحدده الوالدان)((94)).

ويرى ايضا: (ان من اكثر الظواهر اصاله فى الانسان هى
محاولته المبكره فى تربيه نفسه بنفسه،
والقدره على التمييز
بين ما هو مهذب وما هو غير ذلك)((95)).

وخلاصه القول: ان الشخص الذى ينحدر من سلاله تحمل
الصفات والخصائص الفاضله والصالحه،ووجد محيطا
تربويا
ناضجا ملتزما بالقواعد السليمه للتربيه والتعليم،
سيصل الى
قمه التكامل والسمووالارتقاء الروحى والسلوكى،
وهذه حقيقه
منطقيه لاغبار فيها، واذا اضفنا الى عامل الوراثه
وعامل التربيه
عامل الرعايه الالهيه، فان العصمه ستكون آكد،
واقرب للتحقق
فى الواقع، وقد وردت آيات عديده تنص على
الرعايه الالهيه
وان اللّه تعالى يعصم الانسان من السوء، ويرتقى به
الى قمه
التكامل ان كان اهلا للرقى، ومن هذه الايات قوله
تعالى: (ان
النفس لاماره بالسوء الا مارحم ربى)((96)).

وقوله تعالى: (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من
عبادنا
المخلصين)((97))
وقوله تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)((98))
وقوله تعالى: (ومن يعتصم باللّه فقد هدى الى صراط
مستقيم)((99))

فاللّه سبحانه وتعالى يسدد خط ى اوليائه
الصالحين، ويعصمهم
من الزلل ويحصنهم من مغريات الدنيا ان كانوا اهلا
لذلك.

فالذى يصل الى القمه فى الايمان بالله، والذى له
اطلاع كامل
بمناقب الطاعه ومثالب المعصيه وله قوه نفس كبيره،
تمنعه
من الفجور، وتدفعه الى العفه، اضافه الى عمله
المتواصل فى
تحصين نفسه من الانحراف،ورغبته فى التكامل، كل ذلك
-
مضافا الى التسديد والرعايه الالهيه - يوصل الانسان
الى
العصمه.

فالعصمه ممكنه عقليا ومنطقيا، وممكنه
عمليا وفى
الواقع.

وخلاصه القول: ان الامام الذى تكون امامته
عامه لكل
الامه فى جميع بقعها الجغرافيه، وفى جميع
الازمنه،ومن
دوره دور القدوه فيما يقول ويفعل، ومن مسووليته
هدايه
الناس اجمعين الى يوم القيامه، فمثل هذا
الامام لابد وان يكون
معصوما، لانه لو اخطا مره واحده فى عمره فسوف لا تثق
به
الامه ولا تقتدى به، وحينئذ لا يكون هاديا الى يوم
القيامه كما
اراد اللّه تعالى ذلك.

واما الامام الذى تكون قيادته محدوده بزمان معين او
مجتمع
معين وتنتهى امامته بموته، فانه مشروطبالعداله
والتقوى
والاستقامه، ولكن لا تصل الى مرتبه العصمه.

والتفاوت
بالصفات والخصائص والشروطناجم من التفاوت فى دور
الامام
فى الحياه الانسانيه، من حيث الشموليه والمحدوديه.

/ 8