تفصیل النشاتین و تحصیل السعادتین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفصیل النشاتین و تحصیل السعادتین - نسخه متنی

حسین بن محمد الراغب الاصفهانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


مقدمة المصحح


ـ نحتلف الانسان عن غيره من المخلوقات باءنه كائن ذو بعدين : مادي , اءشار اليه القرآن الكريم في آيات متنوعة , منها قوله تعالى : و بداء خلق الا نسان من طين ((1)) .

ومعنوي , جاء في قوله تعالى : ثم سونه و نفخ فه من روحه ((2))
. قـال الـخـواجه عبداللّه الانصاري : كان الانسان شيئين : طينا وروحا. وكان طينه خلقا, وروحه اءمرا. ومن ذا الذي يدرك سرفطرة الانسان ؟ ((3))
و قـال ابـن عـربي في فصوص الحكم فاءنشاء صورته الظاهرة من حقائق العالم وصوره واءنشاء صورته الباطنة على صورته تعالى . ((4))
و قال صدر المتاءلهين في تفسيره : ان الانسان صورة من عالم الشهادة المحسوسة وروح من عالم الغيب الملكوتي و سرمستعد لقبول فيض النور الالهي بلا واسطة ... ((5))
ولعل الذي ميز الانسان عن غيره من الكائنات , وجعله المخلوق الاعلى الذي اختاره اللّه هو وجود الـبـعـدين فيه .

قال تعالى :اني جاعل في الا رض خليفة ((6)) .

وقال محيي الدين : فهومن العالم كـفـص الـخـاتـم مـن الخاتم , وهومحل النقش والعلامة التي يختم بها الملك على خزائنه , و سماه خليفة ((7))
هـذا الانـسـان المختار قد حمل الامانة التي عجزت المخلوقات الاخرى عن حملها, كما قال اللّه تعالى : انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فاءبين اءن يحملنها واءشفقن منها وحملها الانسان ... ((8))
قال الشاعر جلال الدين الرومي : خود ز بيم اين دم بى منتها----- باز خوان فاءبين اءن يحملنها ورنه خود اءشفقن منها چوبدى ----- گرنه از بيمش دل كه خون شدى ((9))
عـنـدما ساءل الملائكة رب العزة جل وعلا قالوا: اءتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ((10))
. قال ابن عبري : فان الملائكة لم تقف مع ما تعطيه نشاءة هذا الخليفة ولا وقفت مع ما تقتضيه حضرة الحق من العبادة الذاتية ... وليس للملائكة جمعية آدم ((11)) .

و اءما اللّه العليم فقد قال في جواب الملائكة : اني اءعلم ما لا تعلمون ((12))
. قال الشاعر : فرشته گرچه دارد قرب درگاه ----- نگنجد در مقام لي مع اللّه ((13))
وبـين القرآن الكريم المعجزة العظمى لنبينا الاكرم (ص ) هدف هذه الخلقة فقال : وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ((14))
. فـاذا قبلنا كلام كثير من المفسرين باءن المراد من قوله : ليعبدون ليعرفونى , فاءى معرفة اءعلى واءتـم مـن مـعـرفـة الـحـق تعالى ,كما قال اءمير المؤمنين على (ع ): (معرفة اللّه سبحانه اءعلى المعارف ((15))
. الانـسـان عـاجـزا عـن الاحـاطـة بالكمال المطلق ـ وهواللّه جل شاءنه ـ لنقصه كما قال رسول اللّه (ص ): ما عرفناك حق معرفتك ((16))
, و اءنه ليس لعامة الناس من طريق لمعرفة الحق جل وعلا الا طريق معرفة مخلوقاته كما قال الشاعر: كس ندانست كه منزلگه معشوق كجاست ----- آنقدر هست كه بانگ جرسى مى آيد ((17))
و اءنـه قـيـل : الانـسـان مـخلوق اءعلى ومختار, فمعرفة النفس اءقرب الطرق الى معرفة الرب عـزوجـل , كـما قال النبى (ص ): من عرف نفسه فقط عرف ربه ((18)) .

وقال وصيه (ع ): نال الفوز الاكبر من ظفر بمعرفة النفس ((19)) , وقال : معرفة النفس اءنفع المعارف ((20))
. قـال ابـن عـربـى : مـعرفة الانسان بنفسه مقدمة على معرفته بربه , فان معرفته بربه نتيجة عن معرفته بنفسه ((21))
. دلى كز معرفت نور وصفا ديد----- بهر چيزى كه ديد اءول خدا ديد ((22))
مـن الطبيعى ينبغي اءن نعلم اءن كل انسان يحصل على معرفة الحق تبعا لاستعداده وقابليته , كما قال ابن عربي : فانه ما يعرف اءحد من الحق الا ما تعطيه ذاته ((23))
. و قد نالت معرفة النفس والاهتمام بالمبداء والمعاد عناية جميع الاديان والمبادئ الوضعية كما ورد في حديث قدسي : مااءنزل اللّه كتابا الا وفيه : اعرف نفسك تعرف ربك ((24))
تونمى دانى كزين دوكيستى ----- جهد كن چندانك بينى چيستى ((25))
ولا يـتيسر نيل هذا الهدف العالي , اءعني : معرفة النفس الا بالتخلق باءخلاق اللّه تعالى , قال رسول اللّه (ص ): تخلقوا باءخلاق اللّه ((26))
قال تعالى في تحديد القدوة من اءجل التخلق باءخلاق اللّه سـبحانه : لقد كان لكم في رسول اللّه اءسوة حسنة ((27)) .

وقال رسول اللّه (ص ) اءيضا: اني بعثت لا تمم مكارم الاخلاق ((28))
. قال الشاعر جامي : اءدبوا النفس اءيها الاصحاب ----- طرق العشق كلها آداب مايه دولت اءبد اءدب است ----- پايه رفعت خرد اءدب است جز اءدب نيست در دل اءبدال ----- جز اءدب نيست داءب اءهل كمال ((29))
ولايتسنى التخلق باءخلاق اللّه الا بتوفيق من اللّه .

اذقال مولوي : جهد بى توفيق خود كس را مباد----- در جهان واللّه اءعلم بالسداد ((30))
ومن التخلق باءخلاق اللّه ما قاله اءمير المؤمنين على (ع ): لوكشف الغطاء ما ازددت يقينا ((31))
. ونـحـن نـقـول بـتـوفـيـق اللّه وعـنـايـتـه :يا غياث المستغيثين اهدنا----- لا افتخار بالعلوم والغنى ((32))
وقـد صـنـفت كتب كثيرة في معرفة النفس والمبداء والمعاد, منها هذا الكتاب الذي يحمل عنوان : تـفـصـيـل الـنـشاءتين وتحصيل السعادتين للعلا مة المتبحر الراغب الاصفهانى .

وهوكتاب غزير المحتوى , نادر المثال .

وحسبه في ما يتصف به من القيمة والاهمية اءن الفيلسوف الشهير صدرالدين الـشيرازى المتوفى سنة 1050 ه نقل منه في كتاب اءسرار الايات تسعة اءبواب تحت سبع قواعد, عـلما اءنه نقل بعضها مفصلا, وبعضها بتصرف يسير ((33)) .

واءورد فريد وجدي صاحب دائرة مـعـارف الـقـرن العشرين الباب الاول من الكتاب المذكور عند شرح كلمة انس فى فصل بعنوان معرفة الانسان نفسه ((34))
. التعريف بالنسخ ومنهج التصحيح والتحقيق اعتمدنا في تصحيح هذا النص على خمس نسخ , اثنتنان منها مخطوطتان , وثلاث منها مطبوعة غير محققة , وقد اخترنااءقدمها لعدم الاختلاف بينها وقابلناها مع النسختين المخطوطتين . و فيما ياءتي مواصفات النسخ : 1ـ نسخة اءلف : تعود الى مكتبة الاستانه الرضوية المقدسة , ورقمها 3966 (خط اءبي المكارم محمود بن محمد بن اءبي المكارم بن محمد العلوى الحسينى في 22 رمضان 661 ه). 2ـ نـسـخة ب : تعود الى مكتبة آية اللّه العظمى المرعشي النجفى , ورقمها 3055. (خط اءبي الحسن على بن الفتح بن على بن محمد البغدادى , في 15 ربيع الاخر 683 ه). 3ـ نـسـخـة ج : طبعت ببيروت سنة 1319 ه , جاء في الصفحة الاولى منها: منقولة عن نسخة خـطية قدسية , ومقابلة على نسخة اءخرى كتبها لنفسه الشيخ رضى الدين بن اءبي بكر الحلبى سنة 963 ه . اءما النسختان الاخريان , فقد طبعت احداهما في ـ سنة ـ , والاخرى مطبوعة في ـ سنة . ملاحظات حول التصحيح : 1ـ لـم نـتـخـذ احدى هذه النسخ اءصلا عند مقابلتها. وحاولنا اءن نذكر اءصح مورد في المتن , اءما اختلاف النسخ فقد اءرجع الى الهوامش . 2ـ لما كان مؤلف الكتاب من القدماء, فقد نقل في كتابه اءحاديث واءقوالا, كان الحصول على مصادرها جـمـيعا عملا عسيراشاقا. وحاولت اءن اءذكر المصادر جهد امكاني , لذلك فان الروايات والاقوال المذكورة في هذه الكتاب ـ ولم نعثر على مصادرها ـ يمكن اءن تكون مرجعا في مثل هذه الحالة . 3ـ اءرجـومن الباحثين الكرام اءن يغضوا الطرف عن اءي نقص يجدونه , و ينبهوني على ذلك حتى اءتلافاه في الطبعات القادمة . 4ـ يـطـيـب لـي اءن اءتـقـدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لسماحة حجة الاسلام الشيخ الالهى الـخراسانى رئيس مجمع البحوث الاسلامية , والسادة اءعضاء الهيئة الادارية لموافقتهم على احياء هذا المشروع .

وكذلك للاخ محمدرضا مرواريد معاون الرئيس لشؤون البحث والتحقيق على تهيئته الـنـسـخ الـمـخطوطة ووضعها تحت تصرفي .

وللسادة : لصاحبي , واليعقوبي , وشكوهي ,ويداللهي والـقـائمـي , والـزارعـي و غـيـرهم على مساعدتهم لي في مقابلة النسخ وفي بقية مراحل العمل . والحمدللّه اءولا وآخرا,والسلام على من اتبع الهدى . گلمكاني ـ قسم الكلام والفلسفة 22 رمضان 1417 ه. المؤلف و نبذة من شخصيته العلمية اءبوالقاسم الحسين بن محمد بن المفضل , اءو الفضل بن محمد المعروف بالراغب الاصفهاني .

من اءهل الـلـغـة و الشعر و الكتابة و الاخلاق و الحكمة والكلام و علوم الاوائل وغير ذلك ((35)) .

و وصـف اءيـضـا بـاءنه العالم الفاضل الاديب المفسر اللغوي المتكلم الحكيم الصوفي .

كان من مشاهير حـكماءالاسلام ((36)) , و فضله اءشهر من اءن يوصف و وصفه اءرفع من اءن يعرف .

و كفاه منقبة اءن له قبول العامة و الخاصة , و مؤلفاته سائرة مسير الشمس والقمر ((37))
. سنة وفاته اخـتـلـف الـعـلـمـاء فـي سـنة وفاته , قال السيوطي في بغية الوعاة : انها كانت في اءوائل المائة الخامسة ((38))
. و قـال صـاحب هدية الاحباب : توفي الراغب بعد المائة الخامسة ((39))
, و في الاعلام للزر كلي اءنه توفي سنة 502 ((40))
. و اءمـا صـاحب الذريعة فاختلفت عباراته عند ترجمة كتبه , فقال عند ذكركتابه الموسوم ب درة التاءويل في متشابه التنزيل : انه المتوفى سنة 322 ((41))
.و عند ذكر كتابه الاخر المسمى ب جامع التفسير : اءنه ادرك اوائل المائة السادسة , و اءنه توفي سنة 502 ((42)) .

و عند ما اءشار الـى كـتـابـه الـمـشـهـورالـمـفـردات في غريب القرآن قال : الراغب الاصفهاني ... المتوفى 565 ((43))
. و صـاحـب اءعـيـان الشيعة قال : انه توفي سنة 502. ثم ذكر الاقوال الاخرى فقال : و في بغية الـوعاة اءنه كان من اءوائل المائة الخامسة , و لكن الصواب في اءوائل المائة السادسة .

ثم حكى عن روضات الجنات نقلا عن تاريخ اءخبارالبشر اءنه توفي سنة 565, و نسبه الى الخطاء اءيضا, فـقال و غلط فانه قال بعدذلك : ان وفاته قبل وفاة جار اللّه الزمخشري , و الزمخشري توفي سنة 538, واسـتدل على بطلان قوله اءيضا بما حكاه عن كشف الظنون من اءن الغزالي كان يستصحب كتاب الذريعة للمترجم له , و الغزالى توفي سنة 505 ((44))
. اذا لاحظنا كلام صاحب الاعيان و تصريح كثير من اءرباب التراجم تبين لنااءن المؤلف توفي سنة 502. و المشهور اءنه دفن ببغداد دون اصفهان كما يظهرمن كلام صاحب الروضات ((45))
مذهبه قال صاحب اءسرار الامامة في آخر كتابه : ان الراغب من الشيعة الامامية ((46))
, ونقل عنه هذا جـمـع مـن الـعـلـمـاء مـثـل صـاحـب الذريعة ((47)) واءعيان الشيعة ((48))
و سفينة الـبحار ((49)) ورياض العلماء ((50))
و استظهرهذا القول صاحب روضات الجنات , فقال بـعـد نقل الاقوال فيه : ... نعم في كثرة روايته عن اءهل البيت المعصومين (ع ) و تعبيره عن سيدنا الامـام الـهمام علي بن اءبي طالب (ع ) دائما ب اءمير المؤمنين المطلق , و عدم نقله عن سائر الخلفاء مـهـمـا استطاع .. هداية المتدرب الفطن الى رشده و هدايته ان شاءاللّه , فلا تغفل ((51)) .

و في الـذريـعـة : ... الـمـردد هـوبين كونه معتزليا اءو شيعيا: و جزم بالثاني الحسن بن علي صاحب كـامـل البهائي في آخر كتابه اءسرار الامامة ((52)) .

و في بغية الوعاة : وقد كان في ظني اءن الـراغـب مـعـتزلي حتى راءيت بخط الشيخ بدرالدين الزركشي على ظهرنسخة من القواعد الـصـغـرى لابـن عـبـد السلام ما نصه : ذكر الامام فخرالدين الرازي في تاءسيس التقديس في الاصـول اءن اءبـا الـقـاسم الراغب من اءئمة السنة , و قرنه بالغزالي .

قال : و هي فائدة حسنة , فان كـثـيرا من الناس يظنون اءنه معتزلي ((53)) .

و قال صاحب الروضات : و كان من الشافعية كما استفيد لنامن فقه محاضراته ((54))
. و فـي اءعـيـان الـشـيعة اءقول : يؤيد تشيعه قول من قال انه معتزلي , فانهم كثيرامايخلطون بين الـشـيـعـى و الـمـعـتـزلى للتوافق في بعض الاصول .

ثم اءورد ماحكاه صاحب الروضات عن مـحـاضـراته : قال النبى (ص ) لامير المؤمنين : اءلاترضى اءن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غـير اءنه لا نبى بعدي ؟ قال : بلى :قال : فاءنت كذلك .

و قال : على مني و اءنا منه , و هو ولى كل مؤمن بعدي .

و اءخذبيده فقال : اللهم و ال من والاه و عاد من عاداه و ابغض من اءبغضه وانصر من نصره و اخـذل مـن خـذله .

و قال (ص ): النظر الى على عبادة .

اءي : اذا برز يكبرالناس فيقولون : لا اله الا اللّه , ما اءجملهو قـال : عن اءنس : قال النبى (ص ): ان خليلي و وزيري و خليفتي و خير من اءترك من بعدي يقضي ديـنـي و ينجز موعدي على بن اءبي طالب .

و قال رسول اللّه لفاطمة : لقد زوجتك سيدا في الدنيا و الاخـرة لا يـبغضه الا منافق .

و قال (ص ):الحق مع على و على مع الحق , لن يزولا حتى يردا على الحوض . قال : و ساءل بعض اءهل العراق ابن عمر عن قتل المحرم الذباب .

فقال : يا اءهل العراققتل المحرم الذباب و قد قتلتم ابن بنت رسول اللّه الذي قال (ص ) فيه و في اءخيه : هما ريحانتاي من الدنيا؟ و قـال عمر بن عبدالعزيز يوما, و قد قام من عنده على بن الحسين : من اءشرف الناس ؟ فقيل : اءنتم . فـقـال : كـلا , اءشرف الناس هذا القائم من عندي آنفا, من اءحب الناس اءن يكونوا منه ولم يحب اءن يكون من اءحد. و ذكر الحسن والحسين , فقال : بخ بخنـاغـاهـمـاجـبرائيل , و هما ولدا اءمين التنزيل و الترحيم والتحليل , هل لذين من عديل ؟ الرسول , و اءمهما البتول , و اءبوهما القتول . و قـال عـن ابـن عباس : كنت اءسير مع عمر بن الخطاب في ليلة و عمر على بغل واءنا على فرس فقراء آية فيها ذكر علي بن اءبي طالب , فقال : اءما و اللّه يا بني عبدالمطلب , لقد كان علي فيكم اءولى بهذا الامر مني و من صاحبي .

فقلت في نفسي : لا اءقالني اللّه ان قلت , اءنت تقول ذلك يا اءميرالمؤمنين و اءنت و صاحبك اللذان و ثبتما و انتزعتما منا الامر دون الناسانكم اءصحاب عمر بن الخطاب , فتاءخرت و تقدم هنيهة , فقال : سر لا سرت .فقال : اءعد علي كلامك انـمـا ذكـرت شيئا فرددت عليك جوابه , و لو سكت سكتنا. فقال : انا و اللّه ما فعلنا الذي فعلناه عن عداوة , و لكن استصغرناه وخشينا اءن لا تجتمع عليه العرب و قريش لما قد وترها. قال : فاءردت اءن اقول :كان رسول اللّه (ص ) يبعثه فينطح كبشها فلم يستصغره فتستصغره اءنت وصاحبك ؟ لا جرم , فكيف ترى واللّه ما نقطع اءمرا دونه و لا نعمل شيئاحتى نستاءذنه . قال : و قال يحيى بن اكثم لشيخ بالبصرة : بمن اءفتيت في جواز المتعة ؟ فقال :بعمر بن الخطاب .

فقال : كـيف هذا و عمر كان اءشد الناس فيها؟ قال : لان الخبرالصحيح قد اءتى اءنه صعد المنبر, فقال : ان اللّه و رسـولـه اءحلا لكم متعتين و اءنااءحرمهما عليكم و اءعاقب عليهما, فقبلنا شهادته و لم نقبل تحريمه .

انتهى مانقل في الروضات عن المحاضرات ((55))
. مؤلفاته ذكر اءرباب التراجم له مؤلفات مع اختلاف في عددها. و المتعرض منهم لاكثرتاءليفاته هو صاحب اءعيان الشيعة فانه ذكر عشرا منها, و هي كالاتي : 1 ـ المحاضرات ((56)) , في عشرة مجلدات , و طبع في مجلدين ((57))
. 2 ـ مفردات القرآن , اءو المفردات في غريب القرآن في تحقيق لغات العرب المتعلقة بالقرآن , و هو مطبوع . 3 ـ جامع التفسير, و سماه في كشف الظنون ب تفسير الراغب ((58))
و في اءعيان الشيعة : اءنه طبع الجزء الاول منه . 4 ـ درة الـتـاءويل في متشابه التنزيل , و في كشف الظنون : انه صنفه بعد ماعمل كتاب المعاني الاكـبـر و اءمـلـى كـتاب احتجاج القراء ((59)) .

و في بعض المصادر اءن اسم الكتاب : درة التاءويل في غرة التنزيل ((60)) اءو حل متشابهات القرآن و هو مخطوط ((61))
. 5 ـ اءفانين البلاغة . 6 ـ تحقيق البيان في تحقيق القرآن ((62)) في اللغة و الحكمة , و هو نسخة خطية ((63))
. 7 ـ الذريعة الى مكارم الشريعة , و هو في علم الاخلاق و كان يستصحبه الغزالى دائما و يستحسنه لـنفاسته ((64))
, و هو كتاب على طريقة اءخلاق ناصري للعلا مة نصيرالدين الطوسي و تعريبه (الاخلاق الناصرية ) و اءحسن منه ((65)) .

في الاعلام للزر كلى اءنه مطبوع ((66))
. 8 ـ كتاب الايمان و الكفر, و هو كتاب بديع الطرز حسن الفوائد ((67))
. 9 ـ اءخلاق الراغب .

نسبه اليه في كشف الظنون . 10 ـ تفصيل النشاءتين و تحصيل السعادتين , و هو كتابنا هذا.

مقدمة المؤلف

الـحـمـدللّه الـذي اءرسل بالنبوة عبده , وعلمنا على لسانه حمده , ورغبنا به ((68))
فيما عنده ونساءله اءن يصلي على نبيه محمد وآله , واءن يهدينا باءوضح دليل ,الى اءنجح سبيل , وباءقوى حجة , الـى اءقـوم ((69)) محجة قال الشيخ [ابوالقاسم الحسين بن محمد بن المفضل الراغب ] ((70))
وهذه رسالة في تفصيل النشاءتين وتحصيل السعادتين : اءمـا الـنـشـاءتـان , فـاحـداهـمـا الـمـذكـورة فـي قوله تعالى ولقد علمتم النشاءة الا ولى فلولا تذكرون ((71)) .

والثانية المذكورة في قوله تعالى ثم اللّه ينشئ النشاءة الا خرة ان اللّه على كل شى ء قدير ((72))
. واءمـا السعادتان : فاحداهما المذكورة في قوله تعالى اذكروا نعمتي التي اءنعمت عليكم ((73))
. والـثـانـيـة المذكورة في قوله تعالى واءما الذين سعدوا ففي الجنة1 واءما الذين سعدوا ففي الجنة , 3 ((74))
. وقـد علمت ذلك للاستاذ ((75))
لما راءيته معنيا باكتساب الانسانية الموصلة الى السعادتين اءعانه اللّه تعالى على استفادتها حتى يصير حاويا لنوعهاوحاميا ((76))
على معناها, ومراعيا لخصائصها. فـقـد كـاد اءوقد كان قولناالانسان لفظا مطلقا على معنى غير موجود واسما لحيوان غير معهود كعنزاءيل ((77))
وعنقاء مغرب , ونحوذلك من الاسماء التي لامعاني لها كما قال اللّه تعالى في صفة الاصـنـام المسماة آلهة ان هي الا اءسماء سميتموها اءنتم وءاباؤكم ((78)) وقال تعالى ((79))
مـا تـعبدون من دونه الا اءسماء سميتموها ((80)) ,فجعلها اءسماء بحتا ((81))
بلا مسمى , ولم اءعن ب الانسان كل حيوان منتصب القامة , عريض الظفر اءملس البشرة , ضاحك الوجه ممن ينطقون ولكن عن الهوى ويتعلمون ولكن ما يضرهم ولاينفعهم ((82))
ويعلمون ولكن ظاهرامن الحيوة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون ((83)) , ويكتبون الكتاب باءيديهم ((84))
ولكن يقولون هذا مـن عـنـداللّه لـيـشـتـروا بـه ثـمـنـا قـليلا ((85))
,ويجادلون ولكن بالباطل ليدحضوا به الـحق ((86)) , ويؤمنون ولكن بالجبت والطاغوت ((87))
, ويعبدون ولكن من دون اللّه ما لا يـضـرهـم ولاينفعهم ((88)) ويبيتون ولكن ما لا يرضى من القول ((89))
, وياءتون الصلوة ولكن كسالى ((90)) ولا يذكرون اللّه الا قليلا ((91)) , ويصلون ولكن ((92))
من المصلين الـذيـن هـم عـن صـلاتـهم ساهون ((93)) ويذكرون ولكن اذا ذكروالايذكرون ((94))
, ويـدعـون ولكن مع اللّه الها آخر ((95)) وينفقون ولكن لاينفقون الا وهم كارهون ((96))
ويـحـكمون ولكن حكم الجاهلية يبغون ((97)) ويخلقون ولكن يخلقون افكا ((98))
فهولاء وان كـانـوا بـالـصـورة الـمـحـسـوسـة نـاسـا فهم بالصورة المعقولة لاناس ولانسناس كما قال اءمـيـرالمؤمنين ((99)) (ع ) ((100)) : يا اءشباه الرجال ولارجال ((101)) .

/ 20