أسرار الإمامة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أسرار الإمامة - نسخه متنی

عمادالدین الحسن بن علی الطبرسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



الكتاب : اسرار الامامة
المؤلف :


المقدمة
المؤلف في سطور هو كما نص عليه اءرباب التراجم : الشيخ الفقيه عماد الدين و عماد الاسلام الموثوق به عندالعلماء
الاعـيان , العالم الخبير, المتدرب النحرير, المتكلم الجليل المحدث النبيل الحسن بن علي بن محمد
بـن عـلـي بـن الحسن الطبري (اءوالطبرسي ) الاملي الاسترابادي . كان معاصراللمحقق الطوسي
والمحقق الحلي والعلا مة . ((1))
آراؤه الـفقهية منقولة في الكتب , نقلها الشهيد الثاني في رسالة صلاة الجمعة , والمحقق السبزواري
في ذخيرته عند مبحث صلاة الجمعة , وكذلك القاضي نور اللّه التستري ,وآخرون . ((2))
كـان من اءفاضل عصره و من فحول الامامية واءكابرهم . له مصنفات كثيرة جيدة في الفقه والحديث
والكلام وغيرها, هم فيها بتشييد قواعد الدين و تحقيق حقائق المذهب .


حياته العلمية
لـمـا ذكـر اءربـاب الـتـراجـم اءن المؤلف كان معاصرا للخواجه نصيرالدين الطوسي , والمحقق
الـحلي ,والعلا مة الحلي , واء ن المصادر التي بين اءيدينا لم تتطرق الى اءساتذته و شيوخه , فيمكننا
اذن اء ن نـعـد مـعـاصـرتـه للشخصيات المذكورة واتصاله بها مؤثرين في تبلور شخصيته العلمية
والفكرية .واذا عرفنا اء ن المترجم له قد صنف كتبه المهمة ك: ((الكفاية في الامامة )), و ((مناقب
الطاهرين )),و((كامل بهائي )), و((نقض المعالم )), و((اءسرارالامامة )) ((3)) بعد وفاة اولئك
العلماء, فلا نستبعداءنه كان في عداد تلاميذهم .


وقـد نـالـت كـتـبـه الفقهية اهتمام الفقهاء المتاءخرين , و فنقلوا آراءه في كتبهم , وهذا دليل ساطع
على جلالته ووثوقه عند فقهاء كبار اءمثال الشهيد, وصاحب الذخيرة , وغيرهما. ((4))
وثـمـة دلـيـل آخـر عـلـى تـبحره في العلوم الاسلامية , خاصة الفقه والكلام , هو مانستشفه من
كلمات الثناء التي مدحه بها اءصحاب التراجم , واءشرنا الى بعضها في البداية .


يـقـول الـمـرحـوم الـمـحـدث الـقـمـي الذي اءورد ترجمة مفصلة للمؤلف في كتاب ((الفوائد
الـرضـويـة )):واعـتنى به الوزير المعظم بهاءالدين محمد بن الوزير شمس الدين محمد الجوينى
الـمـشهوربصاحب الديوان المتولي حكومة بلاد فارس في عصر هولاكو عناية بالغة . مثله في ذلك
مـثـل الـصـاحـب بـن عـبـاد الذي كان يعتني بشيعة اءمير المؤمنين (ع ) و علمائهم , وكانت للشيخ
مـنـزلـة رفيعة ومكانة سامية عنده . ولاجرم اء ن الشيخ صنف كتبا باسمه منها: ((اءربعين بهائي ))
و((كـامـل بهائي )) علما اء نه اءمضى قرابة اثنتي عشرة سنة في اعدادها, مع اء نه صنف عددا من
الـكـتـب خـلال تـلك الفترة . ويستبين من ذلك الكتاب اء ن نسخ الاصول وكتب الاصحاب المتقد مين
كانت عنده ... ((5))
نسبه و موطنه
ذكر معظم اءرباب التراجم نسب المؤلف بالنحو الاتي : الحسن بن على بن محمد بن على بن الحسن ,
عـمـاد الدين الطبري . ((6)) وذهب بعض آخر منهم الى اء نه الحسن بن على بن محمدبن على بن
محمد بن الحسن عماد الدين الطبري . ((7))
وقال المؤلف عن نفسه في مواضع من كتاب ((كامل بهائي )) انه الحسن بن على بن محمد بن الحسن
الـطـبري . واذا علمنا اء ن المؤلف سمى نفسه في مواطن اءخرى : الحسن بن على الطبري , ((8))
فـانـنـا على يقين اء نه كان يراعي الاختصار في تعريف نفسه واءن جده الاول محمد, وجده الثاني
عـلـى , وجده الثالث الحسن كما جاء ذلك اءيضا في كتاب كامل بهائي المطبوع . وهكذا ذكره صاحب
((الـذريعة )) في اءكثر المواضع التي اءورد فيها مؤلفاته . ((9)) واءمانسبته الى طبرستان فشي ء
ذكـره الـمـؤلـف مـرارا, ((10)) وصـرح بـه اءربـاب الـتراجم .كما انه نفسه انتسب اءيضا الى
مازندران , ((11)) وهما واحد. ((12)) ولا شك اءيضا في كونه من بلد آمل الذي كان في القديم اء
ول طبرستان , ((13)) كما نسبه اليه جمع كثير من العلماء. ((14))
وهذا العنوان كما يطلق عليه , يطلق على بعض آخر من العلماء اءيضا, منهم :

1 - اءبـوجـعـفـر مـحـمـد بـن جـريـر بـن رسـتـم بـن جـرير الطبري الاملي الكبير صاحب
الـمـسـتـرشـدالـمعاصر للشيخ الكليني . والصغير صاحب دلائل الامامة المعاصر للشيخ الطوسي
والمتوفى سنة450 ه . وهما اماميان .


2 - اءبـو جـعـفـر مـحـمـد بـن جـريـر بن يزيد الطبري الاملي من اءهل السنة صاحب التفسير
والتاريخ المشهورين , المتوفى سنة 310 ه .


3 - اءبو جعفر محمد بن على بن محمد الطبري الاملي الكجي الامامي صاحب بشارة المصطفى ,شيخ
ابن شهر آشوب من اءعلام القرن السادس .


4 - اءبـوعـلـى اءمـيـن الاسـلام الـفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي صاحب (مجمع البيان ) و
(اعلام الورى ) المتوفى سنة 548 ه.


5 ـ اءبـو مـنـصـور اءحـمـد بـن عـلـى بن اءبي طالب الطبرسى صاحب الاحتجاج , والكافي في
الـفـقه المتوفى سنة 588 ه . ولايخفى اء ن المؤلف كما يلقب بالطبرى يلقب اءيضا بالطبرسى , كما
هوظاهر لمن راجع مصادر ترجمته .


مؤلفاته
تـصـفـحـنـا الـكـتـب الـمؤلفة المنسوبة اليه في كتب التراجم التي باءيدينا, فكانت عشرين مؤلفا
كبيراووسيطا ووجيزا, كان اءكثرها في الامامة والمسائل الاصولية والكلامية . وهي :

1 - كـامل السقيفة الشهير ب كامل بهايى . فارسى في الامامة وتفصيل ماجرى بعد الرسول في السقيفة .


كـتبه باءمر الوزير بهاءالدين محمد بن الوزير شمس الدين محمد الجويني صاحب الديوان والمتولي
لـحـكومة اصفهان و بعض ممالك ايران في دولة هولاكوخان المغول . اءلفه بعدكتبه الاتية : اءربعين
بهائي , المنهج في العبادات , ومناقب الطاهرين . ((15))

2 - مـنـاقـب الـطـاهرين في اءهل البيت المعصومين . كتبه اءيضا باءمر الوزير المذكور. فرغ منه
سـنـة673 هـ , صـرح صاحب (رياض العلماء) باء ن نسخة المناقب موجودة عند ميرزا اءشرف
تـلـمـيـذالـمـجلسي الثاني . ونقل عنه في كتابه : ((فضائل السادات )). ((16)) اء لفه قبل كتابه :
((كامل السقيفة )) كما صرح في مقدمة ذاك الكتاب .


3 - معجزات النبي والا ئمة . صرح به المؤ لف في اءوائل ((اءسرار الامامة )). ((17))

4 - درجات التولي لاولياء اللّه والتجلي بفضائل اءهل البيت . حكاه صاحب (الذريعة ) عن ذيل (كشف
الـظـنـون ): 463. وقـال بـعـده : ((ولـم نـجـد ذكـره فـي غـيـره والاسـف انـه لـم يـبـين
محل وجوده )). ((18))

5 - عيون المحاسن . اءخبر عنه صاحب الذريعة وصاحب اءعيان الشيعة , وغيرهما. ((19))

6 - نـهـج الفرقان الى هداية الايمان . عربي في الفقه , نقل عنه جمع من العلماء. قال الشهيد الثاني في
رسـالة الجمعة : وقد تنبه لهذا الوجه الذي ذكرته الشيخ الامام عمادالدين الطبرسى (ره ) في كتابه
الـمـسمى ب((نهج العرفان الى هداية الايمان )), فقال فيه بعد نقل الخلاف بين المسلمين في شروط
وجـوب الـجـمـعـة : ان الامـامـيـة اءكـثـر ايـجـابـا لـلـجمعة من الجمهور, ومع ذلك يشنعون
عليهم بتركها)). ((20))

7 - بضاعة الفردوس . ورد ذكره في الذريعة ورياض العلماء, واءعيان الشيعة وغيرها.


8 - الـكـفـايـة فـي الامـامـة . كتبه في اءيام اقامته باصفهان حوالي سنة 672, حينما كان مقيما بها
سبعة اءشهر. اء لفه باءمر الوزير بهاءالدين محمد الجوينى . ((21))

9 - مـعـارف الـحـقـائق . حـكـى صـاحـب الـذريـعـة نقلا عن صاحب روضات الجنات اء نه قال :
((وعـنـدنـاتـلـخـيص منه لبعض الافاضل من معاصريه )). ثم قال صاحب الذريعة : وهو الذي مر
بعنوان تلخيص المعارف . ((22))

10 - الفصيح في الفقه . بالفارسية . ذكره صاحب اءعيان الشيعة وصاحب رياض العلماءوغيرهما.


11 - الاربـعـون حـديـثـا فـي فـضـائل اءمـيـرالمؤمنين (ع ) واثبات امامته , بالفارسية . ويقال له :
اءربـعـيـن بـهـائي , لا نـه صـنـفـه بـاءمـر الـوزيـر بـهـاءالـدين محمد بن الوزير شمس الدين
محمدالجوينى . ((23))

12 - المنهج في فقه العبادات والادعية والاداب . وصفه المؤ لف في اء ول كامله باء ن فيه كل مايحتاج
الـيـه الـمـكلف في السنة من الاعمال , ومن آداب النوافل والفرائض والاحكام , وكيفية العبادات و
غيرها في مجلد واحد لكل من كان مبتدئا اءو منتهيا. ويستفاد من كلامه اء نه اء لفه بالفارسية وسماه
بـهـذا الاسـم . ((24)) ولـكـن صـاحب ((الرياض )) عبر عنه بالفصيح في العبادات من الصلاة ,
والصوم , والزكاة , والخمس ((25)) وحكى عنه صاحب الذريعة اء نه قال : ((راءيت له في اصفهان
كـتـابـا فـي فـروع الـفـقه بتمامها بالفارسية على نهج لطيف , واءظن اء نه كتاب الفصيح المذكور
سابقا)). ((26))

13 - نـقـض الـمعالم لفخرالدين الرازي , ويستفاد من كلماته في آخر ((كامل بهائي )) اء نه اء لفه
فـي اءثـنـائه , فـانه صرح فيه باء ن في هذه المدة (التي كانت اثنتي عشرة سنة ) وفق لتاءليف كتب
اءخرى ,منها: نقض معالم فخرالدين الرازى الذي اءتمة بالعربية في مجلد واحد, في نفس اليوم الذي
فـرغ فـيه من تاءليف الكامل . وصرح اءيضا باء نه اتبع في نقض كلمات الفخر حرفا بحرف مع سعي
بليغ وجهد تام . فرغ منه ومن الكامل سنة 675 ه . ((27))

14 - جـوامع الدلائل والاصول في امامة آل الرسول . قال صاحب الذريعة : وصرح نفسه في اءواس
ط الكامل باء نه اء لف الجوامع هذه بالعربية حوالي سنة 656 ه . ((28))

15 - الـعـمـدة فـي اءصـول الـدين وفروعه الفرضية والنفلية . اء لفه بالفارسية , وهو كتاب جامع
لـفـوائدجـمـة كـمـا وصـفـه صاحب الذريعة , وقال : ومنها التعرض لموارد كثيرة من اجماعات
الامامية .كانت نسخته عند صاحب الروضات كما ذكره نفسه . ثم حكى عن الرياض ((ان كتابه هذا
مـشـتـمـل على قسمين : الا ول في اءصول الدين , والثاني في الفرائض والنوافل . والذي راءيناه من
هـذاالـكـتاب , القسم الا ول منه ولم يصرح فيه باء نه منه , لكن يقال : انه منه فلاحظ ((انتهى )). ثم
قـال صـاحب الذريعة : اءقول : راءيته مع ((تحفة الابرار)) له في مجلدـ كتابته سنة 1089 هـ عند
الشيخ علي اءكبر الخوانسارى في النجف , وصريح كلام المؤلف في اء وله اء نه مقصور على اءصول
الـديـن ,ومـرتـب عـلـى خـمـسة فصول بعدد الاصول الخمسة , وهي : التوحيد, والعدل , والوعد
والـوعـيـدوالـمـعـاد, والـنـبـوة , والامـامـة . ولـيس في اء وله ايماء الى اء ن له جزء آخر في
الفروع )). ((29))

16 - تحفة الابرار في اءصول الدين . اء لفه بالفارسية اءيضا واء وله : (حمد بى عدد, وثناى بى حد,
بـرواجـب الـوجودى را كه خالق كون و مكان , و رازق اءهل زمين و آسمان , وعقل بخش انس و
جان است .) ((30))
رتـبـه عـلـى مـقـدمـة فـيها ستة فصول , وذكر في ثانيها اسمه ونسبه . وفيه بعد المقدمة عشرة
اءبـواب ذكـر فـهـرسـها في اء وله , واءتى في كل باب بمقدمة وفصول في مسائل التوحيد والعدل
والـنـبـوة والامامة . وقد بسط القول في الامامة وفي رد منكريها. اء لفه بالتماس بعض الابرار. قال
صاحب ((الذريعة )): راءيت نسخة ناقصة الاخر منه في مكتبة الشيخ ميرزا محمد الطهراني تنتهي
الـى الـباب الثامن , ونسخة اءخرى كتابتها سنة 1086 ه عندالحاج علي اءكبر الخوانسارى النجفي
وهـي تـامـة و ينقل عنه صاحب (فضائل السادات ). ثم اءخبر باء ن الشيخ نجف بن سيف النجفي نقله
الى العربية . ((31))

17 - كتاب كبير في الامامة . وهو كتاب مبسوط بالفارسية غير الكامل . ((32))

18 - لـوامع الانوار في الفضائل ومعجزات الائمة (ع ). وان احمل صاحب رياض العلماء كون نسبته
الى المؤ لف سهوا. ويظهر من كلامه اء نه كتاب منظوم تقرب اءبياته من عشرين اءلف بيت . ((33))

19 - كـتـاب مـتـوسط في الامامة بالفارسية . اءخبر عنه في كتابه اءسرار الامامة هكذا: ((وكنت
قـديـمـااءجـمع في هذا الفن شيئا فشيئا حتى رتبت مجلدا كبيرا في اءحوال اءصحاب السقيفة لبني
سـاعـدة واشتهر بين المؤمنين . ((34)) حتى اتفق حضوري في الرى . فالتمس حفدتي بجمع كتاب
فـي الامـامـة بـالـفـارسـيـة بـتـرتيب غريب و تركيب عجيب , واءلحوا على في ذلك حتى لم يبق
لـلـتـرك والـتهاون والتعلل مجال ... وكان كتابا متوسطا في اءحسن لياقة واءبين لطافة لم يسبقني في
مـثـلـه مـؤ لـف ومـسـتـخـرج )) ثم صرح بعد ذلك باء نه عربه بالتماس جماعة من اءهل العلم مع
بـسـطوزيـادات , فـاءصـبـح بـعـد ذلك كتابا بلغ الغاية في فنه والنهاية في شاءنه . ويعني به كتابه
اءسرارالامامة . ((35))

20 - تنقيح مراتب التبري عنهم والتشنيع عليهم . اختص بذكره صاحب هدية العارفين حينمااءحصى
له سبعة عشر تاءليفا عدد ما اءحصاه صاحب اءعيان الشيعة مع اختلاف في اءسماءبعضها. ((36))

21 - نـزهـة الاصول في تحفة آل الرسول , اءو ((زينة الاصول في تحفة آل الرسول )) ((37))
اءخـبرعنه بهذا العنوان في اءوائل كتابه (اءسرار الامامة ) عند الكلام في صفات الصانع تعالى . ولا
يبعدكونه نفس الكتاب الذي سميناه ب((تحفة الابرار في اءصول الدين )).


22 - اءسـرار الامـامـة ... وهـو كـتـابـنا هذا الذي اءشار المؤ لف الى موضوعه و مسائله وسبب
تاءليفه وتاريخه في مقدمته . ((38))
حول هذا الكتاب
ولنقدم هنا كلمات موجزة حول عنوان الكتاب وموضوعه واءسلوبه , مع اشارة الى سنة تاءليفه وبعض مصادره الموجودة عند المؤ لف .


عنوان الكتاب و نسبته اليه
نـص عـلـى نـسـبـة هـذا الكتاب الى الطبري كل من تعرض لترجمته , كما يستفاد ذلك اءيضا من آخـرنـسـخـتـي الـمـخـطوطتين اللتين عندنا, وكذلك من مقدمة الكتاب عند التعرض لبعض مؤ
لـفـاته ,ومنها: اءحوال السقيفة التي اءضافها اليه في مقدمة اءسرار الامامة . ويشهد لهذه النسبة اءيضا
وحـدة الاسـلوب وترتيب المطالب فيه مع سائر كتبه الاخرى في هذا الباب , كما هو الحال فيه مع
كامل بهائي .


واءمـا عـنـوان الـكـتـاب فلا قدح في تسمية المعاجم اياه تارة باءسرار الا ئمة , واءخرى بعنوان
اءسرارالامامة , وثالثة بالاسرار في امامة الاطهار. ولكن الاشهر الاظهر هو الاوسط.


ولا قدح في نسبة مؤ لف آخر مسمى ب((اءسرار الامامة )) اءو الائمة الى غير المؤ لف اءيضا كما
وقـع فـي ((ريـاض العلماء)) و((الذريعة )) و((اءعيان الشيعة )), وغيرها. ((39)) لا نه على
تقدير صحة هذه النسبة لا يبعد تاءليف كتابين في موضوع واحد بعنوان واحد عن مؤ لفين في اءزمنة
متباعدة كما في صورة , اءو متقاربة كما في صورة اءخرى . ((40))
موضوع الكتاب
يدور الكتاب حول الامامة والمسائل المرتبطة بها, كما نص المؤ لف على ذلك في ديباجته , ومن هذه الـمسائل : اثبات الامامة عقلا ونقلا, صفات الامام , بقاء الامام ببقاء القرآن , عدد الا ئمة ,غيبة الامام
ورجعته , سيرة الانبياء في نصب الامام والخليفة , اءساليب تعيين الامام , مناقب الا ئمة واءفضليتهم و
نـقـص الاخـريـن , فـائدة الامام والاجابة على الشبهات . وذكر في القسم الاخير من الكتاب الفرق
الاسلامية سواء الاصلية اءم الفرعية , التي نشاءت عن الخلاف في الامامة .


هـذا الـكـتـاب نـادر الـمـثال في موضوعه , بيد اء ن القارئ الكريم سيجد موضوعاته كلها مبعثرة
فـيـه .ويـفيد دليل الكتاب اء ن البحث ربما دار حول آية اءو حديث عدة مرات , وقد يبدو فيه نوع
من التكرار, الا اء نه ليس تكرارا بل طرحا جديدا واستدلالا آخر من زاوية خاصة .


اءسلوب المؤ لف في هذا الكتاب

1 - قـام الـمـؤ لـف فـي كـتـابه هذا بتحليل الموضوعات المطروحة في باب الامامة كما فعل في
كـتـابه الاخر ((كامل بهائي )). واءثبت اءحقية الامام اءميرالمؤمنين (ع ) واء ئمة اءهل البيت (ع ),
وذلـك بـالـتـوكؤعلى الايات القرآنية والاحاديث المتواترة , والاستناد الى البرهان العقلي وسيرة
العقلاء.


ومـن الـواضـح اء ن الـقـارئ الكريم يلاحظ الصراحة وعرض الحقائق في كلام المؤ لف كثيرا,
وقـلـمـايـلاحـظ ذلـك فـي كتاب آخر. يقول فى هذا المجال : ... لما لم يجد علماؤنا ناصرا, وكان
اءعـداؤهـم كثيرين , لذلك لم يصرحوا في القول بل استعملوا فيه الكناية والتعريض . وماكتبوه انما
كتبوه تعريضا الا قليلا منه . ولكني واثق بكرم اللّه تعالى وبمعجزات الا ئمة (ع ) وما علمته , كتبت
منه اءربعة اءسداسها, واهمل قسمان , لا ن الاجماع حصل باء ن التقية واجبة . ((41))

2 - اذا قايسنا هذا الكتاب بكتاب ((كامل بهائي )), ولاحظنا وحدة اءسلوبهما في طرح الموضوعات ,
اءمـكـنـنـا الـقول بان كلام المؤ لف في ذلك الكتاب يتطابق مع كلامه في هذا الكتاب اءيضا, حيث ان
الـمـوضـوعات المجموعة فيه لم تقتبس من كتاب آخر, بل هي فيض الحق تعالى اءفاضه على قلبه .


وسيجد القارئ الكريم صواب هذا الكلام في تضاعيفهما. ((42))

3 - لما كان المؤ لف من اءعلام القرن السابع , وكان قد ظفر بالمصادر المهمة للقدماء وكتب اءصولهم ,
فانه تعرض الى نكات علمية وتاريخية وحديثية , نشير الى بعضها فيهما ياءتي :
اـ تمني عبداللّه بن عمر في مجلس يزيد اءن لو كان شارك في قتل الامام الحسين (ع ). ((43))
ب ـ اعـتـقـاده اء ن الـراغـب الاصـفـهـانـى كـان شـيعيا اماميا. وقد نقل عنه صاحب (الذريعة )
ذلك اءيضا. ((44))
ج ـ مـشـاركـة الـحـسـن الـبـصـرى مـع مـعاوية في البراءة من اءميرالمؤمنين (ع ), وحضوره
في كربلاء. ((45))
د ـ عمارة مسجد الغدير الواقع بين مكة والمدينة في عصر المؤ لف . ((46))
هــ نـقل اءحاديث عن معاصره قطان الاصفهاني الحافظ ثلاثة , وهي آلاف حديث مسند وتسعة آلاف
حديث مرسل . ((47))

4 - ذكـر المؤ لف ـ خلال تاءليف الكتاب ـ مصادر ((48)) من الفريقين تعذر علينا العثور على بعض
مـخـطـوطـاتـهـا. ومـن بـيـن الـكـتـب الـمـطـبـوعة , اءكثر من ذكر (الكشاف ) في التفسير
لـلـزمخشرى ,و(اعلام الورى ) في ترجمة الا ئمة الاثني عشر, و (عيون اءخبار الرضا(ع )),
و(اكـمـال الـدين )الحاوي ترجمة الامام المهدى (ع ) والاحاديث الخاصة به . كما اءورد في آخر
الكتاب كتاب (الملل والنحل ) للشهرستانى في الفرق والمذاهب ونقل كثيرا منه . ونجد اء نه نقل في
بعض المواضع عبارات الكتب المذكورة نفسها.


5 - يـتـحـدث الـكـتـاب عـن الـعـقـائد الـصـحـيحة , بخاصة عقيدة الامامة , ويثبتها عن طريق
الاسـتـدلال بـالايـات والاحاديث والبراهين العقلية , وفي الوقت نفسه يحتوي على نقاط ذات قيمة
حـول تـاريـخ الاسـلام , وقـضايا الهجرة , والغدير, والسقيفة , والجمل , وصفين , واءحوال الخلفاء,
وعددمن الصحابة , وبعض المنافقين .


6 - على الرغم من عزم المؤ لف على ذكر المباحث الاستدلالية في باب الامامة , الا اء نه اءوردنبذة
تـاريـخية موجزة عن مواليد الا ئمة (ع ) ووفياتهم لمناسبة الموضوع . كما اءشار في فصل الفرق
والـمـذاهـب الـى اءكثر الفرق الاسلامية , والفرق التي كانت قبل الاسلام اءيضا, وتعرض فيه الى
ترجمة بعض الفلاسفة المسلمين واليونانيين . ((49))

7 - الـنـقـطـة الـجـوهـريـة الاخـرى هـي الالـتـفـات الـى قـيمة بعض الاحاديث والروايات
والمعلومات التاريخية الموجودة في هذاالكتاب , اذ اءننا لانجدها في مصادر اءخرى قبل هذا الكتاب ,
ممايدعو الى عد الكتاب المذكور المصدر الا ول لها.


مواصفات النسخ ومنهج التحقيق
ان ما يتصف به هذا الكتاب من قيمة علمية وتاريخية حفز مجمع البحوث الاسلامية على تهيئة ثلاث
نـسخ منه , وقد وفرها من المكتبات البعيدة والقريبة وجعلها في متناول قسم الفلسفة والكلام . وهذه
النسخ هي كالاتي :

1 - نـسـخـة ((اءلـف )): وهـي نـسخة مكتبة الاستانة الرضوية المقدسة , رقمها 8848, تاريخ
كتابتها1072ه . تضم 149 ورقة ذات تسعة عشر سطرا.


2 - نـسـخـة ((ب )): وهـي تـعود الى مكتبة آية اللّه العظمى المرعشي , رقم التسلسل 3757,
قسم الكتب المخطوطة . وتشتمل على 173 ورقة ذات سبعة عشر سطرا.


3 - نـسـخـة ((ج )): مـحـفـوظـة فـي مكتبة (ملك ) الاهلية بطهران , رقمها 736, كتبت سنة
772ه استنساخا من خط المؤ لف , وهي تتاءلف من 148 ورقة .


الاخـوة اءعـضـاء قـسـم الـفـلـسـفـة والكلام هم : غلام علي اليعقوبي , ومحمد القائمي , ومحمد
الـزارعي ,وعلي اءصغر شكوهي , وعين اللّه يداللهي . وقد تولوا مهمة الاستنساخ ومقابلة النسخ من
دون اءن يـجـعـلـوا احـدى الـنسخ اءصلا فيشيروا الى اختلاف النسخ في الهامش , وانما اختاروا
العبارة الصحيحة اءوالاصح من تضاعيف النسخ الموجودة .
22 ثـم شـرعـوا فـي تـحـقـيـق الـمباحث واستخراج المصادر, وراجعوا في هذا المجال المصادر
الـمهمة المعروفة قبل عصر المؤ لف . وتم بفضل اللّه انجاز القسم الاعظم من هذا العمل ـ الذي كان
عـسـيـرانـوعـا ماـ وبقيت مواضع قليلة منه اما غير مدعومة وثائقيا, واما طلب فيها الرجوع الى
الكتب المصنفة بعد عصر المؤ لف .


وفي الختام ... نرى لزاما علينا اءن نتقدم بجزيل الشكر وفائق التقدير للاستاذ حسين درگاهي على
اشرافه ومتابعته لسيرالعمل في هذا الكتاب , وابدائه التوجيهات المفيدة طول فترة التحقيق . وآخر
دعوانا اءن الحمد للّه رب العالمين .


مشهد المقدسة ـ قسم الفلسفة والكلام في مجمع البحوث
الاسلامية ـ 18 ذي الحجة 1416 ه عيدالغدير السعيد
بسم اللّه الرحمن الرحيم
مقدمة المؤلف
و فيهاالاشارة الى سبب تاءليف الكتاب الـلـهـم انـا نـحـمـدك عـلـى اءن جـعـلتنا من اءمة محمد خاتم النبيين و سيدالمرسلين , و وفقتنا
اءن اءلهمتنا ((50)) باءن كنا ((51)) مع الصادقين , و رزقتنا من احسانك القديم و من هدايتك لبريتك
الـصـراط الـمـسـتـقـيـم , مـتـابـعـة الـثـلـة ((52)) الاخـريـن و مـشايعة سبيل المؤمنين ,
الـذيـن اءسـكنتهم ((53)) يوم الدين في حظيرة من حظائر القدس ((54)) سقفها عرش الرحمن ,
واءذهـبـت عـنـهـم الـرجـس وطهرتهم تطهيرا, ووعدتهم باءن تسقيهم من يدك ((55)) العاطفة
يـوم الـجزاء شرابا طهورا, وجعلت محبتهم سببا لمحوالسيئات ,ووسيلة لقبول الطاعات , واءمانا من
عـقـاب الـدركات , والفوز بالوصول الى درجات الجنات ((56)) والتزيي ((57)) بزي المتقين ,
والتحلي بحلية الصديقين والشهداءوالصالحين , وحسن اءولئك رفيقا, وتوسما بوسم المؤمنين , الذين
نـزل فـيـهـم ((58)) :ان فـى ذلك لا يات للمتوسمين )), ((59)) وسبقة لدخول الجنة قبل اءمم
الانـبـياء ((60)) الماضين , وتنحيا عن نشرالديوان للحساب وقراءة الكتاب , وزمرة تسلم ((61))
عـلـيهم يوم ادخالهم في جنات النعيم , كما قلت : ((سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين )) ((62))
وشرفت محبيهم بالمغفرة والرضوان و مباعدة الشيطان , و تنزل ((63)) الملائكة عليهم يوم دفنهم
ونـشـرهـم , فقلت فيهم : ((تتنزل عليهم الملا ئكة الا تخافوا و لا تحزنوا و اءبشروابالجنة التى
كنتم توعدون )). ((64))
وكـرمتهم ((65)) باءن بشرتهم ((66)) بوراثة ملك ((67)) الدنيا باءسرها مع التزهدفيها, كما
قلت : ((و لقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر اءن الارض يرثها عبادى الصالحون )). ((68))
وصـيرت عداوتهم يد قهر ((69)) لمحو الحسنات , ورد الطاعات , ونزول الدركات ,وابعادا عن
الاسلام والايمان , والخلود في اءطباق الجحيم و النيران , معذبا باءشدالعذاب ,كما قلت : ((فيومئذ لا
يعذب عذابه اءحد و لا يوثق وثاقه اءحد)) ((70)) مبطوشا ببطشك ,كما قلت : ((يعرف المجرمون
بسيماهم فيؤخذ بالنواصى والاقدام فباءى آلاء ربكماتكذبان )) ((71))
عن الص ادق (ع ): ان المخاطبين هنا ((72)) ظالمو آل محمد (ع ) ((73)) .


بعض فضائل آل محمد (ص ) كتابا و سنة
فـجـمـيـع ((74)) طوائف الاسلام تركوا محبة هذه الطائفة الا الشيعة . والنبي (ص ) قال فيهم :
النجوم ((75)) اءمان لاهل السماء ((76)) واءهل بيتي اءمان لاهل الارض ((77)) .


وقـال (ص ) اءساس الدين محبة ((78)) اءهل بيتي ((79)) . وهم المراد بقوله تعالى : ((اللّه نور
السموات والا رض )). ((80))
بدليل قوله (ص ): اءول ما خلق اللّه نوري . ((81))
وعـن الـصادق و الباقر (ع ): اءن المراد بقوله تعالى : ((فى بيوت اءذن اللّه اءن ترفع )) ((82))
هـي بـيوتنا اءهل البيت ((83)) , ونحن المعنيون بقوله تعالى : ((رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن
ذكر اللّه )). ((84))
وفـي تـفـسير الشيرازى اءبي بكر محمد بن المؤمن : ((85)) اءن هؤلاء الرجال , المراد بهم على
بن اءبي طالب (ع ) ((86)) . وحكى فيه حكاية كتابنا ((87)) هذا لايحتملها.


بعض المصنفات في امامة اءهل البيت (ع )
وصنف ((88)) علماء الطوائف من اءهل السنة بتسخيراللّه تعالى اياهم , و اءهل الشيعة بتوفيق اللّه
تـعالى في صحة امامتهم , مجلدات اءلوف لا تحصى , والمرتضى ((89)) آقدس اللّه روحه ـ اءورد
في بعض كتبه اءن عالما من علماء الاسلام جمع اءلف جزء من القرطاس في مجلدات في صحة امامتهم
وفضائلهم . وكنت قديما اءجمع في هذا الفن شيئافشيئا, حتى رتبت مجلدا كبيرا ((90)) في اءحوال
اءصـحـاب سـقـيـفـة بـنـي سـاعدة , واشتهربين المؤمنين , حتى اتفق حضوري في الرى التمس
حفدتي ((91)) بجمع كتاب في الامامة بالفارسية بترتيب غريب وتركيب ((92)) عجيب , واءلحوا
عـلـى فـي ذلـك حـتـى لـم يـبـق لـلترك والتهاون والتعلل مجال . قال النبى (ص ): من سئل عن علم
يعلمه فكتمه ((93)) الجم ((94)) بلجام من النار ((95)) .


وكان كتابا متوسطا في اءحسن لياقة واءمتن ((96)) لطافة واستدلالات غريبة ((97)) لم يسبقني
فـي مـثـلـه مـؤلـف ومـسـتـخـرج , واسـتـحسنه العدو والصديق ((98)) وانتسخ منه الشفيق
والـشقيق ((99)) , حتى قال قوم من اءهل العلم والفهم والتحقيق والتدقيق : لوعربته لكانت فائدته
اءعم للعالم والمتعلم , وفائدته اءتم في الدين .


فـتـقـرر ((100)) فـي خـاطـري اءن اءتـشـمـر لـتـعـريـبـه وتـركـيـبـه على ما يسنح لي
ضـبـطـه ويـسـمـح ((101)) لـي بـسطه . واليقين اءن القلم لا يساعدني باءن لا اءورد غريبا ولا
اءزيـدنـكـتـة , ولا اءفـرد مـعنى عجيبا, ولابابا مبتدعا, ولا سرا مقترعا ((102)) . فمن اءنصف
ومـااعـتسف , علم اءنه بلغ الغاية في فنه والنهاية في شاءنه . الا اء نه يحوي جميع ما هنالك ,ويطوي
بـاءشـمله ((103)) ذلك . ولك اءوجز ((104)) ما احتاج اليه هذا الفن وهذه الصنعة , وان لم يساعد
الـمـراد عـلو السن ((105)) , وتارات ((106)) الزمن , وكلالة البصر الحسي , وملالة الخاطر
الـوحـشـى . واءرجـو مـن اللّه ـ جل شاءنه وكمل سلطانه ـ اءن لايعجل ((107)) اءجلي , ويعينني
بفضله ((108)) في اتمام اءملي وهو بكل ما يشاءقدير ((109))
اءصل ((110))
اءصل فى بيان الغرض من ايجاد الخلق
فصل في دلالة العقل عليه اءولا لايـجوز اءن يفعل الحكيم شيئا لالغرض ((111)) له فيه , لا نه عبث وسفه . فغرضه لابدمن كونه
نـفـعـا, لان اضرار البري ء من غير منفعة قبيح , ولا يجوز عوده اليه تعالى , لا نه غنى ومحتاج اليه
الكائنات . فلو فرضت الحاجة فيه لزم منه الدور وهو باطل ((112)) لان فيه صيرورة العلة معلولا
والـمـعـلـول عـلة ((113)) , وكون الشي ء الواحد موجوداومعدوما في حالة واحدة بشرط كون
الـحـاجتين متماثلتين . فلابد من عودالنفع الى الغير,وذلك الغرض اما منقطع اءودائم . والحمل على
الـدوام لـه اءولـى , لان الـعـلماء اتفقوا على اء ن الغرض بايجاد الانسان , الاحسان الدائم . واءما هذا
الفاني ((114)) فهو اءنموذج لباقي ((115)) ثواب الجنان , وعقاب ((116)) النيران .


ولـذلك جعل ما يغتذي ((117)) به المكلف , في الكسب ليعلم ((118)) اءن الفاني ((119)) لايعطى
((120)), وهذه
والاجلال من غير شي ء جزافا؟ لـطـيفة ((121)) . وجعل ما يشرب من غيركسب , لاظهار قدرته , واختياره ((122)) باء نه قادر
على كل شي ء.


فصل ((123))
فصل في دلالة الشرع عليه ثانيا
الدال على اءن اءفعاله تعالى معللة باءغراض صحيحة , اءشياء منها:


قوله تعالى : ((ماخلقت هذا باطلا)) ((124)) .


وقال ((125)) : ((اءفحسبتم اءنما خلقنا كم عبثا)) ((126)) .


وقال تعالى : ((اءيحسب الا نسان اءن يترك سدى )) ((127)) .


((وما خلقنا السماء والا رض وما بينهما لا عبين )) ((128)) .


((وما خلقناهما الا بالحق ولكن اكثرهم لا يعلمون )) ((129))
و ((130)) عـلى اء نه خلق ((131)) لامر عظيم وهو العبادة . وبرهانه قوله تعالى : ((وماخلقت
الجن والا نس الا ليعبدون )). ((132))
وفـي الزبور: ((ما ((133)) خلقت الخلق للكثرة ((134)) ولا للمؤانسة , ولاليجروا الى منفعة ,
ولالـيـدفعوا عني مضرة , بل خلقتهم ليعبدون )). ((135)) وهذه ((136)) اللا م فيها للتعليل . ثم
بين ((137)) الاشياء المنتفع بها خلق الانسان ((138)) , فقال : ((هوالذي خلق لكم ما في الا رض
جميعا)). ((139))
والدليل على اء نه ((140)) خلق الانسان للاحسان ((141)) الدائم اء نه قال : ((خلقت عبادي كلهم
حنفاء ((142)) ....


وقال [النبى (ص )]: كل مولود يولد على الفطرة , فاءبواه يهودانه , وينصرانه ,ويمجسانه ((143))
ولـذلـك ((144)) قـلـنا: انه تعالى خلق العالمين مؤمنين بدليل اءنه ((145)) من مات دون خمس
عـشـرة سـنـة مـن الذكور اءو دون عشر سنين من الاناث فهو من اءهل الجنة , وان كان اءبواهما
كـافـريـن ((146)) فدخولهما ((147)) الجنة , بذلك الايمان الفطري الخلقي ((148)) اذا كان
طينة الشخص طيبة . وان كان من ((149)) السفاح فلا يدخل الجنة , بل هو في النار وان مات صبيا
اءومات صالحا ((150)) , ولايعاقب فيها, بل هوبمنزلة الزبانية , اءو كابراهيم (ع ) في نار نمرود,
و ان كان فاسقا فيعاقب على ما استحقه .


وبـرهـانـه الخبر المجمع عليه من ((151)) قول النبي ((152)) (ص ): ولدالزنا لايدخل الجنة
ولاولد ولده ((153)) .


وفـي الاخـبـار ردع لـلـمكلف عن الزنا, لان اءحب الاشياء الى العاقل ولده , فلايرضى ((154))
بدخوله النار. فربما لايميل الى الزنا رعاية لولده عن دخول النار.


فصل ((155))
فصل ماروي عن داود (ع ) في ذلك
اشتهر بين الرواة اء ن داود(ع ) قال في بعض مناجاته : يا الهي قال الحق تعالى : كنت كنزا مخفيا فاءحببت اءن اعرف ((156)) .


ولاشك اء ن المعرفة سبب للمغفرة والوصول الى الجنة . ومع ذلك فيه اظهار العظمة عن ذاته .


فصل ((157))
فصل الحاجة الى الامام بعد بيان علة الخلق اذا ثـبـت اء ن الـخلق معلل بالمعرفة و العبادة , و اءكثر العباد ((158)) جائزو ((159)) الخطاء
و ((160)) اءصحاب الاراء والوساوس : وكل واحد منهم على اعتقاد اء نه مصيب ,وليس قول اءحد
باءولى من قول آخر. فلابد من اءحد موثوق به , معتمد عليه , معصوم من الزلل , حتى يقتبس ((161))
منه المعرفة والعبادة , وكيفيتهما, وزمانهما, ومكانهما,وحدودهما, وتعيين ((162)) من وجبتا عليه
وذلـك الـمعصوم ((163)) ,لمايتبين ((164)) من قوله , اذ لااعتماد على قول مدعيها, لا نه ربما
يـقـول كـذلـك ,اءويظهر من نفسه العصمة , ترويجا لرياسته , فلابد اءن ينصبه اللّه العالم بالظاهر
والباطن .فينصب من هو كذلك . وهو النبى مادام حيا والوصى بعد موته اءبدا.


والباطن . فينصب من هو كذلك . وهو النبى مادام حيا والوصى بعد موته اءبدا
فصل الحاجة الى الامام باقية اءبدا وعلته ((165)) الحاجة , والحاجة ((166)) باقية اءبدا, فينبغي اءن لايخلوالمكلف من حجة , حتى
قال الصادق (ع ): لو كان الناس اثنين ((167)) لكان اءحدهماالامام ((168)) .


ونـحـن وجدنا اء ن اللّه تعالى قدم الحجة على الرعية , كما اء نه خلق آدم (ع ) خليفة قبل العالمين ,
فكيف يتصور وجود ((169)) المكلف الجائز الخطاء ((170)) ولامرشد ((171)) له ؟ ومن ذلك
قوله تعالى : ((ايحسب الانسان ان يترك سدى )). ((172))
ان قيل : [لم ] كان آدم حجة على ابليس ؟
قـلـنـا ((173)) اذ لـم يـجوز خلو ((174)) واحد من حجة فكيف يجوز خلو العالمين من حجة
عليهم ؟
واءما معرفة الحجة بالمعجزة يظهرها على يده خارقة للعادة , بمعنى اء نه لايقدر عليها الجن والانس
على وجه لايقدر ((175)) عليها غيراللّه :
في جنسه , كاخراج الناقة من الصخرة ((176)) وتسبيح الحصى على يده .


اءو وصـفه , كفلق البحر له ((177)) اءو اظهار الطوفان و كلام الناقة والذئب معه وانشقاق القمر
له اءو اظهار كلام فصيح على يده , لاياءتي بمثله اءحد غيره .


واءما الوصى فان تعقب النبى فيكفيه وصايته به , و ان لم يتعقب لوقوع الوسائط يجب اءيضاتعيين النبى
له والمعجزة اءيضا, ليعلم اء نه هو الذي وصى به النبى السالف .


اصل ((178))
اصل سبب وجوب معرفة اللّه تعالى سؤال : لم قلتم ((179)) ((ان معرفته واجبة ))
الجواب : قلنابها ((180)) لوجهين :
اءحدهما: انا وجدنا على اءنفسنا نعمة ظاهرة , كالحواس وغيرها, وباطنة , كالقوى البدنية من الحياة
والقدرة والشهوة , والنفرة , وغيرها وكان في جبلتنا ضرورة اء ن شكرالمنعم واجب وربما يستحق
بـالـشـكـر الـزيـادة على ما وجب عليه ((181)) ولايمكن الشكر الا بعد المعرفة , حتى يشكره
كـمـا ((182)) هو لائقه . وان علمنا اء نه فعلها فينا لضررنا اءو لنفع يعود اليه فنحرز ((183))
منه .


الثاني : ((184))
اءن دفع الضرر واجب عقلا, سواة كان ((185)) ظنيا اءو قطعيا واءن ايجاده ايانا كان لنااءوعلينا
فـوقـعت التهمة اء ن هذا الرفع ((186)) هل للصلاح ((187)) لنا اءو للفساد؟,فوجب علينا دفع
هذا الخوف , ولايرتفع ((188)) الا بالمعرفة له .


اصل ((189))
اصل [اثبات الصانع وتوحيده ووجه الحاجة الى النبى والامام ]
سؤال : ايجوز اءن يرى الرب ؟ ((190)) ان ربك لايرى هذا, فقال : يا محمد ((191)) . ومثله
((لا تـدركه الا بصار)) ((192)) و((لن تراني )) ((193)) ودلالة ((194)) العقل . وذلك من
حيث اء ن المرئى بالبصر لابد اءن يكون في الجهة , امابالاستقلال , كالجسم والجرم والجوهر, اءو
بالتبع , كالعرض , وليس يقابل بواحد ((195)) منها, لان هذه الاشياء مكيفات , و ((196)) ممكنات ,
ومـتـشـكـلات , ومـتـصـفـات ,ومـتـحيزات , وذوات المقدار, وموصوفات بالحركة والسكون ,
و ((197)) الاجـتـمـاع و ((198)) الافـتـراق , وواقـعـات في اءزمان دون اءخرى , ومتغيرات
ومستحيلات من حال الى اءخرى . فالتخصيص لكل واحدة منها بنوع ووجه خاص لابد اءن يكون من
غـيـرها.وذلك الغير تخصيصها ((199)) بحال وجودها محال . فلم يبق الا اءن يكون في حال العدم .


وما يحدث بعدالعدم فهو حادث . وفاعل الحادثات لايكون مثله , بل يكون قديما,لا ن الحادث اذا لم يكن
((200))
يكون منه وجودالغير؟ واءصل الكائنات شي ء واحد بمعنى اء نها متماثلة في قبول الاعراض , والحصول المختلفة ,والتحيز,
وقـبـول الابـعـاد الـثـلاثـة ((201)) . واذا اثـبـت الـتـماثل , فالاختلاف لابداءن يكون من الغير
ولا ((202)) يحصل و[لا]يصح فيه ما ((203)) يصح ((204)) في غيره من الحدوث والزلل .


ووجدنا مع تماثل الجواهر التنويع , والتجنيس , فلابد له من فاعل مختار مريد لهذا النوع دون آخر.


واءيـضـا الـصـانـع لايـشـبـه الـصـنـع . فـكـل مـا تصورت في الكائنات ينبغي اءن يكون الواجب
بـخـلافه ((205)) ومن ذلك قول النبي (ص ): كل ما خطرت ببالك اءو توهمت بخيالك فاللّه ـ جل
شاءنه ـ بخلاف ذلك .


وقال الصادق (ع ): التوحيد اءن لاتتوهمه , والعدل اءن لا تتهمة ((206)) .


فـالـحقيقة اء ن كل ما وقع في الخاطر فهو محدود متميز عن غيره , اذ همك اءحاطبه ((207)) ,
وان لـم تحط ((208)) فلايحصل لك به علم . ولذلك قلنا: ان ذاته ,يعني ((209)) كنهه غير معلوم
للبشر ((210)) , وهذه من لطائف اءصول الكلام .


واءيضا ((211)) البصر آلة يدرك بهاالجسم وشبهه من الجزئيات الواقعة في الجهة بالاستقلال اءو
بـالتبع ((212)) , كالعرض . ومايرى بالبصر شرط صحة رؤيته ((213)) الجهة ضرورة , ولذلك
من يقل ((214)) له : اءبصر, يطلب ((215)) الجهة بالضرورة .وما في الجهة فهو المحدث , وليس
اللّه تـعـالـى بـواحد مما في الجهات . واذا ثبت اء نه لايرى فلايصح عليه ما يصح على المرئيات من
الـزوال والـفـناء, والامكان , وقبول الاعراض ,وكونه في الجهة والمكان . فقوله تعالى : ((الرحمن
عـلـى الـعـرش اسـتـوى )) ((216)) رد عـلى المجوس حيث قالوا ب((يزدان و اءهرمن )) وان
((اءهرمن )), يعني ابليس ـ عليه اللعنة ((217)) ـ غلب عليه تعالى ((218)) في الملك , فقال تعالى :
اني على العرش لم يستول على ضد ولاند ((219)) في الملك , بل اني على عرش الدولة الملك .


وقوله : ((وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة )) ((220)) من المتشابهات التي تحتاج الى التاءويل ,
وهـو اءن تقدر ((221)) ((ناظرة الى ثواب ربها)) ((222)) اءو نقول : ان الرؤية هي عبارة عن
الكشف التام والظهور, ولذلك قيل , ان المعارف في الاخرة ضرورية .


/ 26