2 العهدالمدني - موسوعة التاریخ الإسلامی جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة التاریخ الإسلامی - جلد 2

محمد هادی الیوسفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید












موسوعة التاريخ الاسلامي .






العصر النبوي .






2 ـالعهد المدني .



2 العهدالمدني





قم ـ ص ب 3654 / 37185.






الهاتف : 744810.






الكتاب :موسوعة التاريخ الاسلامي / ج 2.






المؤلف :الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي .






الناشر :مجمع الفكر الاسلامي .






الطبعة :الاولى / ربيع الثاني 1419 ه ق .






تنضيد الحروف :مجمع الفكر الاسلامي .






الليتوغراف :مؤسسة الهادي ـ قم .






الطبعة :مؤسسة الهادي ـ قم .






الكمية :3000 نسخة .






جميع الحقوق محفوظة لمجمع الفكر الاسلامي .






بسم اللّه الرحمن الرحيم .






اهم حوادث .






السنة الاولى للهجرة .






وصول النبي الى قبا :.








وصول النبي الى
قبا :



روى الـكـلـيـني في «روضة الكافي » بسنده عن سعيد بن المسيب عن علي بن الحسين (ع ) قال (وهـو في مسجد الرسول بالمدينة ) : قدم (الرسول ) المدينة لاثنتي عشر ليلة خلت من شهر ربيع
الاول مـع زوال الشمس , فنزل بقبا فصلى الظهرركعتين والعصر ركعتين وكان نازلا على ( بني )
عـمرو بن عوف , فاقام عندهم بضعة عشر يوما يقولون له : اتقيم عندنا فنتخذ لك منزلا ؟ فيقول :
لا , اني انتظرعلى بن ابي طالب , وقد امرته ان يلحقني , ولست مستوطنا منزلا حتى يقدم على , وما
اسرعه ان شا اللّه .


فقال له ابو بكر : انهض بنا الى المدينة , فان القوم قـد فرحوا بقدومك ,وهم يستريثون اقبالك اليهم
, فانطلق بنا ولا تقم هاهنا تنتظر عليا , فما اظنه يقدم اليك الى شهر فقال له رسول اللّه (ص ) : ولست اريم حتى يقدم ابن عمي واخي في اللّه عز وجل واحب اهل بيتي
الى , فقد وقاني بنفسه من المشركين فـغضب عند ذلك ابو بكر واشماز وداخله من ذلك حسد لعلي (ع ) , وكان ذلك اول عداوة بدت منه
لـرسول اللّه (ص ) في علي (ع ) , واول خلاف على رسول اللّه فانطلق حتى دخل المدينة , وتخلف
رسول اللّه بقبا حتى ينتظر عليا (ع ) «1» .


اسلام سلمان :.اسلام
سلمان :


روى الطبرسي في «اعـلام الورى » : ان سلمان الفارسي كان بعض اهل الكتاب قد اخبروه بالدين الـحـنـيـف , فـكان قد خرج من بلاده فارس يطلب ذلك الدين , فوقع الى راهب من رهبان النصارى
بالشـام فصحبه حتى ساله عن ذلك فقـال له : اطلبه بمكة مخرجه , واطلبه بيثرب فثم مهاجره .


فـقصد مكة , فسباه بعض الاعراب فباعه على رجل من يهود المدينة ,فكان سلمان يعمل في نخله ,
وكان على نخلة اذ دخل على صاحبه رجل من اليهودوقال له : يا ابا فلان , اشعرت ان هؤلا المسلمة
قد قدم عليهم نبيهم ؟.


فقال سلمان : جعلت فداك ما الذي تقول ؟ فقال له صاحبه : ما لك وللسؤال عن هذا ؟ ونزل سلمان واخذ طبقا من ذلك الرطب وحمله الى رسول اللّه .


فقال له رسول اللّه : ما هذا ؟.


قال : صدقة تمورنا , بلغنا انكم قوم غربا قدمتم هذه البلاد , فاحببت ان تاكلوا من صدقتنا فقال رسول
اللّه لاصحابه : سموا وكلوا.


فـعـقد سلمان باصبعه وقال بالفارسية : «اين يكي » : هذه واحدة (اي من العـلائم ) ثم ذهـب فاتاه
بـطـبق آخر من التـمر فقال له رسول اللّه : ما هذا ؟فقال له سلمان : رايتك لا تاكل الصدقة , فهذه
هدية اهديتها لك فاكل عليه الصلاة والسلام فعقد سلمان بيده ثانية وقال بالفارسية : «اين دوتا» :
هـاتـان اثـنـتان ثم دار خلفه (وطلب اليه ان يزيح قميصه عن كتفه ) فالقى عن كتفه الازار ,فنظر
سـلـمان الى خاتم النبوة على الشامة , فاقـبل يقبلها (واسلم ) فقال له رسول اللّه : من انت ؟ قال : انا
رجـل من اهل فارس ـ وحدثه بحديث طويل ـ فقال له رسول اللّه : ابشر واصبر , فان اللّه سيجعل
لك فرجا من هذا اليهودي «2» .



اسلام عبد اللّه بن سلام :.



وروى ابـن اسـحاق في اسلام عبد اللّه بن سلام عن ( بعض اهله ) عنه حديثاشبيها بحديث اسلام سـلـمان , قال : لما سمعت برسول اللّه صلى اللّه عليه [وآله ] وسلم عرفت صفته واسمه وزمـانه
الذي كنا نترقبه ونتوقعه له , ولكني كنت مستسرا لذلك ساكتا حتى قدم رسول اللّه المدينة «3» .


فلما نزل بقبا في بني عمرو بن عوف اقبل رجل حتى اخبر بقدومه وانا في راس نخلة لي اعمـل فيها
, وعـمـتـي خالدة بنت الحارث جالسة عندي , فلما سمعت الخبر بقدوم رسول اللّه كبرت , فحين
سـمعت عمتي تكبيري قالت : خيبك اللّه فـقـلـت لـها : هو واللّه اخوموسى بن عمران وعلى دينه , بعث بما بعث به فقالت : اهو النبى الذي
كانوايخبروننا عنه انه يبعث مع الساعة ؟ فقلت لها : نعم .


ثـم خـرجـت الـى رسول اللّه فاسلمت , ثم رجعت الى اهـل بيتي فامرتهم فاسلموا , واسلمت عمتي
خالدة بنت الحارث وكتمت اسلامي من اليهود.


ثـم جـئت رسـول اللّه فـقـلت : يا رسول اللّه اني احب ان تدخلني في بعض بيوتك وتغيبني عنهم ثم
تسالهم عني حتى يخبروك كيف انا فيهم قبل ان يعلمواباسلامي , فانهم ان علموا به عابوني وبهتوني
.


فادخلني رسول اللّه صلى اللّه عليه [ وآله ] وسلم في بعض بيوته (وارسل اليهم ان ياتوه ) فدخلوا
عليه فقال لهم : اى رجل فيكم الحصين بن سلام ؟.


قالوا : سيدنا وابن سيدنا , وحبرنا وعالمنا.


فخرجت عليهم فقلت لهم : يا معشر يهود , اتقوا اللّه , واقبلوا ما جاكم به ,فواللّه انكم لتعلمون انه
لرسول اللّه , واؤمن به واصدقه واعرفه .


فقالوا : كذبت فقلت لرسول اللّه : الم اخبرك يا رسول اللّه انهم قوم اهل غدر وكذب وفجور «4» .


ثـم روى حـديثا عن شهادة صفية بنت حيى بن اخطب مـن بني النضير ـ وهي التي تزوجها الرسول
فيما بعد ـ تشهد بمعرفة ابيها وعمها بالنبى وعداوتهم له , قالت : كنت احب ولد ابي اليه وكذلك الى
عـمي ابي ياسر فلماقدم رسول اللّه المدينة ونزل قبا في بني عمرو بن عوف , غدا عليه ابي حيي
بـن اخـطـب وعـمـي ابو ياسر مغلسين , فلم يرجعا الا مع غروب الشمس , اذ اتيا كالين كسلانين
ساقطين يمشيان الهوينا , فواللّه ما التفت الى واحـد منهما مع ما بهما من الغم , وسمعت عمي ابا ياسر
وهو يقول لابي حيى بن اخطب : اهو هو ؟ قـال :نعم واللّه , قال : اتعرفه وتثبته ؟ قال : نعم قال :
فما في نفسك منه ؟ قال : عداوته ما بقيت واللّه «5» .


بنا مسجد قبا :.




ولا خـلاف فـي اخبار السيرة عامة انه (ص ) مكث في قبا حتى جا ابوالاوصيا علي (ع ) , وذكر الدياربكري والسمهودي انه امر عليا (ع )فخطلمسجد قبا , فلنذكر خبره :.


قـالوا : كان موضع مسجد قبا لامراة يقال لها : لى ة , كانت تربطحمارافيه «6» .


وذكـر الـسـهـيـلـي : ان عمارا هو الذي اشار على النبى (ص ) ببنيانه , وهو الذي جمع الحجارة
له «7» ولذلك كان الشعبى يقول : ان اول من بنى مسجدا هو عمار بن ياسر «8» .


وذكر الدياربكري , والسمهودي : انه (ص ) امر ابا بكر بان يركب الناقة ويسير بها ليخط المسجد
عـلى ما تدور عليه , فلم تنبعث به الـمـسـجـد عـلى حسب ما دارت عليه وقال : انها مامورة «9» فلما اسسه الرسول استتم بنيانه
عمار «10» .


وروى الـبـزاز : ان ابـن ابـي اوفى كان يقول : كنا نحمل حجارة المسجد الذي اسس على التقوى
حجرين حجرين بالنهار , وان امراته ومواليها كن يحملن الحجارة له بالليل «11» .


وقد روى الكليني في «فروع الكافي » بسنده عن الصادق (ع ) قال : ان المسجد الذي اسس على
الـتـقوى في قوله سبحانه : ( لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه ) «12» هو
مـسـجد قبا «13» , وعنه قـال : ابدا بقبا فصل فيه فانه اول مسجد صلى فيه رسول اللّه في هذه
العرصة «14» .


وروى الـعـيـاشي في تفسيره عنه (ع ) سئل : هل كان النبى يصلي في مسجدقبا ؟ قال : نعم , كان
منزله على سعد بن خيثمة الانصاري «15» .


فـكـانه (ع ) ذكر نزوله على سعد بن خيثمة يشير بذلك الى جواره المسجد وكـان هذا مما اوهم
لبعضهم فنسبوا بناه الى سعد بن خيثمة «16» وهو وهم .


وقال ابن اسحاق : قد سمعنا فيما يذكرون : ان رسول اللّه نزل على كلثوم بن هدم , ويقولون : واذا
خـرج مـن منزل كلثوم بن هدم جلس للناس في بيت سعد بن خيثمة , وذلك انه كان عزبا لا اهل له ,
فكان منزله منزل العزاب من مهاجري الاصحاب فكان يقال لبيت سعد : بيت الاعزاب «17» .


اول صلاة جمعة واول خطبة :.




روى الـكـلـيني في «فروع الكـافي » بسنده عن سعيد بن المسيب عن علي بن الحسين (ع ) قال (وهـو في مسجد الرسول بالمدينة ) : قدم علي (ع ) والنبى في بيت ( بني ) عمرو بن عوف فنزل
معه , ثم تحول منهم الى بني سالم بن عوف وعلي (ع )معه , مع طلوع الشمس من يوم الجمعة , فخط
لـهـم مـسـجـدا ونـصـب قـبـلـتـه (الـى بـيت المقدس ) وصلى بهم فيه الجمعة ركعتين وخطب
خطبتين «18» ثم لم يرو الخطبتين .


وروى الـطـبري في تاريخه بسنده عن سعيد بن عبد الرحمان الجمحي انه بلغه عن خطبة رسول
اللّه فـي اول جـمعة صلا ها في بني سالم بن عوف بالمدينة انه قال : الحمد للّه , احمده واستعينه ,
واسـتغفره واستهديه , واومن به ولا اكفره ,واعادي من يكفره واشـهد ان لا اله الا اللّه وحده لا
شـريـك لـه , وان محمدا عبده ورسوله , ارسله بالهدى والنور والموعظة , على فترة من الرسل
وقـلـة من العلم ,وضلالة من الناس وانقطاع من الزمان , ودنو من الساعة وقرب من الاجل من يطع
اللّه ورسـوله فقد رشـد , ومن يعصهما فقد غوى وفرط وضل ضلالا بعيدا اوصيكم بتقوى اللّه ,
فـان خـيـر مـا اوصى به المسلم المسلم : ان يحظه على الاخرة وان يامره بتقوى اللّه فاحذروا ما
حذركم اللّه من نفسه , وان تقوى اللّه لمن عمل به ـ على وجل ومخافة من ربه ـ عون صدق على ما
تبغون من امر الاخرة ومن يصلح الـذي بينه وبين اللّه من امره , فى السر والعلانية , لا ينوي بذلك
الا وجه اللّه , يكن ذكرا له في عاجل امره , وذخرا له فيما بعد الموت حين يفتقر المر الى ماقدم ,
ومـا كـان سـوى ذلك يود لو ان بينه وبينه ( امدا بعيـدا ويحذركم اللّه نفسـه واللّه رؤوف بالعباد
) «19» والــذي صــدق قـولـه ونجـز وعده لا خلف له فانه يقول :( ما يبدل القول لدى وما انا
بظـلام للعبيد ) «20» .


فاتقوا اللّه في عاجل امركم وآجله في السر والعلانية , فانه ( من يتق اللّه يكفر عنه سيئاته ويعظم
لـه اجـرا ) «21» ومـن يـتـق اللّه ( فقد فاز فوزا عظيما ) «22» وان تقوى اللّه توقي مقته
وتوقي عقوبته وتوقي سخطه , وان تقوى اللّه تبيض الوجوه وترضي الرب وترفع الدرجة .


خـذوا بـحظكم ولا تفرطوا في جنب اللّه , فقد علمكم اللّه كتابه ونهـج لكم سبيله , ليعلم ( الذين
صـدقـوا ولـيـعـلـمـن الكاذبين ) «23» , فاحسنوا كما احسـن اللّه اليـكم , وعـادوا اعـداه ,
وجاهـدوا في سـبيل اللّه ( حق جهاده هو اجتباكم ) «24» ( هو سماكم المسلمين ) «25»
( ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حى عن بينة ) «26» ولا حول و( لا قوة الا باللّه ) «27»
.


فـاكـثروا ذكر اللّه , واعملوا لما بعد اليوم , فانه من يصلح ما بينه وبين اللّه يكفه اللّه ما بينه وبين
الناس , ذلك بان اللّه يقضي على الناس ولا يقضون عليه ,ويملك من الناس ولا يملكون منه اللّه اكبر
ولا قوة الا باللّه العلي العظيم «28» .


والـخـطـبـة هـذه كما ترى واحدة , مع ما فيها من استشهاد بيات من سورنازلة فيما بعد ولكن ابن
اسحاق قد روى الخطبتين عن ابي سلمة بن عبد الرحمان :انه قام فيهم , فحمد اللّه واثنى عليه بما
هو اهله ثم قال : «اما بعد ايها الناس ,فقدموا لانفسكم , تعلمن واللّه ليصعقن احدكم ثم ليدعن غنمه
ليس لها راع , ثم ليقولن له ربه وليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه : الم ياتك رسولي فيبلغك ؟
وآتـيتك مالا وافضلت عليك , فما قدمت لنفسك ؟ فلينظرن يميناوشمالافلا يرى شيئا , ثم لينظرن
قـدامه فلا يرى غير جهنم فمن استطـاع ان يقي وجهه من النار ولو بشق من تمرة فليفعل , ومن لم
يـجد فبكلمة طيبة , فان بها تجزى الحسنة عشر امثالها الى سبعمئة ضعف والسلام عليكم ورحمة
اللّه وبركاته ».


ثم خطب مرة اخرى فقال :.


«ان الـحـمــد للّه , احمده واستعينه , ونعوذ باللّه من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده اللّه
فــلا مـضـل لـه , ومـن يضلل فلا هـادي له واشهد ان لا اله الا اللّه وحده لا شريك له ان احسن
الـحـديث كتاب اللّه تبارك وتعالى , قد افلح من زينه اللّه في قلبه , وادخله في الاسلام بعد الكفر ,
واخـتاره على ما سواه من احاديث الناس , انه احسن الحديث وابلغه احبـوا ما احب اللّه , احبوا اللّه
مـن كــل قـلـوبكم , ولا تملوا كـلام اللّه وذكره , ولا تقس عنه قلوبكم , فانه من كل مايخلق اللّه
يـختـار ويصطفي , قد سماه اللّه خيرته من الاعمال ومصطفاه من العباد ,والصالح من الحديث ومن
كـل مـا اوتـي الـنـاس مـن الحلال والحرام فاعبدوا اللّه ولاتشركوا به شيئا , واتقوه حق تقاته ,
واصدقوا اللّه صالح ما تقولون بافواهكم ,وتحابوا به بروح اللّه بينكم , ان اللّه يغضب ان ينكث عهده
, والسلام عليكم » «29» .


ولـيـس فـي رواية ابن اسحاق هذه ما في رواية الطبري الاولى من اكثارالاستشهاد بيات من سور
مـدنية نازلة بعد في فترات متباعدة بعد هذه الفترة , ممايفت في عضد تلك الرواية الاولى للطبري
دون هذه الثانية لابن اسحاق .


وفي تمام خبر الكليني في «ر وضة الكافي » عن سعيد بن المسيب عن علي بن الحسين (ع ) قال :
ثـم راح (بعد العصر) من يومه الى المدينة على ناقته التي كان قدم عليها , وعلي (ع ) معه لا يفارقه
يمشي بمشيته , وليس يمر رسول اللّه (ص )ببطن من بطون الانصار الا قاموا اليه يسالونه ان ينزل
عـلـيـهم فيقول لهم : خلواسبيل الناقة فانها مامورة فانطلقت به ورسول اللّه واضع لها زمامها , حتى
انتهت الى الموضع الذي ترى ـ واشار بيده الى باب مسجد رسول اللّه الذي يصلى عنده على الجنائز
ـ فوقفت عنده وبركت ووضعت جرانها على الارض , فنزل رسول اللّه .


واقبل ابو ايوب مبادرا حتى احتمل رحله فادخله منزله , ونزل رسول اللّه وعلى معه (عنده ) حتى
بني له مسجده وبنيت له مساكنه ومنزل علي (ع ) , فتحولاالى منازلهما «30» .


سائر اخبار وصول الرسول :.




نقل الطبرسي في «اعلام الورى » عن ابن شهاب الزهري قال : كان ناس من المهاجرين قد قدموا عـلـى (بـنـي ) عمرو بن عوف قبل قدوم رسول اللّه فنزلوافيهم فلما اقبـل رسول اللّه ووافى ذا
الحليفة سال عن طريق بني عمرو بن عوف فدلوه .


فوافى رسول اللّه (ص ) ونزل , واجتمع اليه بنو عمرو بن عوف وسروا به ,فنزل على شيخ صالح
مـنـهـم مـكفوف البصر هو كلثوم بن هدم وبنو عمرو بن عوف من بطون الاوس فاقبل رسول اللّه
يتصفح الوجوه فلا يرى احدا من الخزرج لما كان بينهم من الحروب والعداوة «31» .


فلما صلى رسول اللّه (ص ) صلاة المغرب والعشا الاخرة جا اسعد بن زرارة مقنعا فسلم على رسول
اللّه ثم قال : يا رسول اللّه , ما ظننت ان اسمع بك في مكان فاقعد عنك , الا ان بيننا وبين اخواننـا من
الاوس ما تعلم , فكرهت ان آتيهم , فلما ان كان هذا الوقت لم احتمل ان اقعد عنك فقال رسول اللّه للاوس : من يجيره منكم ؟.


فقالوا : يا رسول اللّه , جوارنا في جوارك , فاجره .


قـال : لا , بـل يجيره بعضكم فقال عويم بن ساعدة وسعد بن خيثمة : نحن نجيره , فاجاروه , فكان
يختلف الى رسول اللّه فيتحدث عنده ويصلي خلفه .


فـلـما امسى رسول اللّه فارقه ابو بكر ودخل المدينة ونزل على بعض الانصار , وبقي رسول اللّه
بقبا نازلا على كلثوم بن هدم .


فجا ابو بكر فقال : يا رسول اللّه تدخل المدينة , فان القوم متشوقون الى نزولك عليهم فقال : لا اريم
من هذا المكان حتى يوافي اخي علي (ع ).


فقال ابو بكر : ما احسب عليا يوافي فبقي خمسة عشر يوما فوافى علي (ع ) بعيال الرسول وعياله .


وبـقـي رسول اللّه (ص ) بعد قدوم علي يوما او يومين , ثم ركب راحلته فاجتمع اليه بنو عمرو بن
عـوف فـقالوا : يا رسول اللّه , اقم عندنا فانا اهل الجدوالجهد والحلقة والمنعة مامورة (اي الناقة ).


وبلغ سائر الاوس والخزرج خروج رسول اللّه (ص ) , فلبسوا السلاح واقبلوا يعدون حـول ناقته
, واخذ لا يمر بحى من احيا الانصار الا وثبوا في وجهه واخذوا بزمام ناقته وتطلبوا اليه ان ينزل
عليهم ورسول اللّه يقول : خلواسبيلها فانها مامورة .


وكــان خروج رسول اللّه من قبا يوم الجمعة , فوافى بني سالم عند زوال الشمس , فعرض له بنو
سـالـم وقـالوا : هلم يا رسول اللّه الى الجد والجلد والحلقة والمنعة قـدوم رسـول اللّه , فـبـركت ناقته عندمسجدهم المقدس , وخطبهم ,وكانوا مئة رجل فكان اول مسجد خطب فيه رسول اللّه بالجمعة «32» .


ثـم ركب رسول اللّه ناقته وارخى زمامها , فانتهت به الى عبد اللّه بن ابي بن سلول وهو (ص ) يقدر
انـه يـعرض عليه النزول عنده فوقف عليه , فثارت الغبرة ,فاخذ كمه ووضعه على انفه وقال : يا
هذا اذهب الى الذين غروك وخدعوك واتوا بك , فانزل عليهم ولا تغشانا في ديارنا فـقال سعد بن عبادة : يا رسول اللّه لا يعرض في قلبك من قول هذا شي ,فانا كنا قد اجتمعنا على ان
نملكه علينا , وهو يرى ـ الان ـ انك قد سلبته امرا قدكان اشرف عليه , فانزل على يا رسول اللّه ,
فانه ليس في الخزرج ـ ولا في الاوس ـ اكثر فـم بئر مني , ونحن اهل الجلد والعز , فلا تجزنا يا
رسول اللّه .


فارخى زمام ناقته , فمرت تخب به حتى انتهت الى باب المسجد الذي هواليوم , وكان مربدا ليتيمين
مـن الخزرج يقال لهما : سهل وسهيل , وكانا في حجراسعد بن زرارة , فبركت الناقة على باب ابي
ايـوب خـالـد بن يزيد , فنزل عنهارسول اللّه (ص ) , فلما نزل اجتمع عليه الناس وسالوه ان ينزل
عليهم , فوثبت ام ابي ايوب الى الرحل فحملته وادخلته منزلها فلما اكثروا عليه قال رسول اللّه :اين
الرحل ؟ فقالوا : ام ابي ايوب قد ادخلته بيتها فقال : المر مع رحله واخذاسعد بن زرارة بزمام الناقة
فحولها الى منزله .


وكان ابو ايوب له منزل اسفل , وفوق المنزل غرفة , فكره ان يعلو رسول اللّه فقال : يا رسول اللّه
بابي انت وامي , العلو احب اليك ام السفل ؟ فاني اكره ان اعلو فوقك ؟ فقال : السفل ارفق لمن ياتينا.


وكانوا يتناوبون في بعثة العشا والغدا اليه : اسعد بن زرارة , وسعد بن خيثمة «33» والمنذر بن
عـمرو , وسعد بن الربيـع , واسيد بن حضير فكان ابو امامة اسعد بن زرارة يبعث اليه في كل يوم
غـدا , في قصعة ثريد عليها عـراق لحم ,فكان ياكل من جـا حتى يشبعون ثم ترد القصعة كما هي ,
وكـان سـعـد بـن عـبـادة يبعث اليه في كل يوم عشا ويتعشى معه من حضره وترد القصعة كما هي
ووافـى رسول اللّه (ص ) من الصلاة وقد حمل اسيد بن حضير ق در الطعام بنفسه فقال له : حملتها
بنفسك ؟ قـال : نعم يا رسول اللّه لم اجد احدا يحملها فقال :بارك اللّه عليكم من اهل بيت «34» .



بنا مسجد الرسول (ص ) :.



ونـقل عن على بن ابراهيم القمي قال : وكان (ص ) يصلي باصحابه في المربد «35» فقال لاسعد
بن زرارة : اشتر هذا المربد من اصحابه فاشتراه بعشرة دنانير وكان فيه ما مستنقع فامر به رسول
اللّه فـسـيـل , وامـر باللبن فضربت وحفـروا في الارض , ثم امر بالحجارة فنقلت اليه من الحرة
(مـوضع الحجارة السود خارج المدينة ) فاقبل رسول اللّه يحمل حجرا على بطنه , فاستقبله اسيد
بـن حـضـير فقـال : يا رسول اللّه اعطني احمل عنك قال : لا , اذهب فاحمل غيره فنقلوا الحجارة
(يضعونها في حفرة الجدار) حتى بلغ وجه الارض فبناه بالسعيدة :لبنة لبنة , ثم بناه بالسميط وهو
لـبـنـة ونـصـف , ثـم بـناه بالانثى والذكر : لبنتين مخالفتين , حتى رفع الحائط قـدر قامة في مئة
ذراع «36» .


هـذا , وقـد روى الكليني في «فروع الكافي » بسنده عن عبد الاعلى مولى آل سام قال قلت لابي
عـبـد اللّه (ع ) : كـم كـان طـول مـسـجـد رسـول اللّه ؟ قـال : كان ثلاثة آلاف وستمئة ذراع
مكسرة «37» .


وظاهر الخبر السابق عن علي بن ابراهيم القمي : ان الانحا الثلاثة في البناكان في مرة واحدة بينما
روى الخبر الكليني ايضا عنه بسنده عن عبد اللّه بن سنان قال : سمعت ابا عبد اللّه الصادق يقول : ان
رسـول اللّه بنى مسجده بالسميط , ثم ان المسلمين كثروا فقالوا : يا رسول اللّه لو امرت بالمسجد
فزيد فيه فقال : نعم فزيدفيه , وبناه بالسعيدة ثم ان المسلمين كثروا فقالوا : يا رسول اللّه لو امرت
بـالـمسجدفزيد فيه فقال : نعم , فامر به فزيد فيه وبنى جداره بالانثى والذكر وقال :والسميط :
لبنة لبنة , والسعيدة : لبنة ونصف , والذكر والانثى لبنتان مختلفتان «38» .


وتمام الخبر : ثم اشتد عليهم الحر فقالوا : يا رسول اللّه لو امرت بالمسجدفظلل فقال : نعم فامر به
فاقيمت فيه سواري من جذوع النخل , ثم طرحت عليه العوارض والخصف والاذخر.


فـعـاشـوا فـيه حتى اصابتهم الامطار , فجعل المسجد يكف عليهم , فقالوا : يارسول اللّه لو امرت
بالمسجد فط ين فقال (ص ) : لا , عريش كعريش موسى (ع ) فلم يزل كذلك حتى قبض .


وقال ابن شهرآشوب في «المناقب » : روي : انه كان اصحاب النبى (ص )يستقبلونه وينصرفون
عند الظهيرة , فدخلوا يوما , فقدم النبى فاول من رآه رجـل من اليهود فلما رآه صـرخ باعلى صوته :
يـا بني قيلة «39» هذا جدكم «40» قدجا.


فنزل النبى (ص ) على كلثوم بن هدم , وكان يخرج فيجلس للناس في بيت سعد بن خيثمة «41» .


وكان مقام علي (ع ) بعد النبى بمكة ثلاث ليال , ثم لحق برسول اللّه فنزل معه فاقام النبى (ص ) بقبا
يوم الاثنين والثلاثا , والاربعا والخميس , واسس مسجـده وفي يوم الجمعة (رحل ) فصلى (صلاة )
الجمعة في بطن وادي رانونا في المسجد , فكانت اول صلاة (جمعة ) صـلاها بالمدينة .


(وكان الوادي لبني سالم بن عوف من الاوس ايضا) فاتاه غسان بن مالك وعباس بن عبادة في رجال من
بـني سالم فقالوا : يا رسول اللّه , اقم عندنا في العددوالعدة والمنعة فقال : خلوا سبيلها فانها مامورة
(يعني ناقته ).


ثم تلقاه زياد بن لبيد وفروة بن عمرو في رجـال من بني بياضة فقال كذلك .


ثم اعترضه سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو في رجال من بني ساعدة (من الخزرج فقال كذلك ) ثم
اعـتـرضـه سـعـد بن الربيع وخارجة بن زيد وعبد اللّه بن رواحة في رجال من بني الحارث ابن
الخزرج (فقال كذلك ).


فانطلقت (الناقة ) حتى اذا وازت دار بني النجار بركت على مربد لغلامين يتيمين منهم , فلما بركت
ولـم يـنـزل رسـول اللّه وثـبت فسارت غير بعيد ثم التفتت الى خلفها فرجعت الى مبركها اول مرة
فبركت , ثم تحلحلت ورزمت ووضعت جرانها «42» فنزل عنهـا رسول اللّه , واحتمل ابو ايوب
رحله فوضعه في بيته , ونزل النبى في بيت ابي ايوب .


وسال عن المربد فاخبر انه لسهل وسهيل يتيمين لمعاذ بن عفرا ,فارضاهما معاذ , وامر النبى (ص )
بـبـنـا المسجد , وعمل فيه رسول اللّه بنفسه ,فعمل فيه المهاجرون والانصار , واخذ المسلمون
يرتجزون وهم يعملون قال بعضهم :.






  • لئن قعدنا والنبى يعمل
    لذاك منا العمل المضلل .
    لذاك منا العمل المضلل .



  • لذاك منا العمل المضلل .
    لذاك منا العمل المضلل .
    لذاك منا العمل المضلل .






والنبى (ص ) يقول :.







  • لا عيش الا عيش الاخرة
    اللهم ارحم الانصار والمهاجرة .
    اللهم ارحم الانصار والمهاجرة .



  • اللهم ارحم الانصار والمهاجرة .
    اللهم ارحم الانصار والمهاجرة .
    اللهم ارحم الانصار والمهاجرة .







وعلى (ع ) يقول :.







  • لا يستوي من يعمل المساجدا
    يداب فيها قائما وقاعدا.
    يداب فيها قائما وقاعدا.



  • يداب فيها قائما وقاعدا.
    يداب فيها قائما وقاعدا.
    يداب فيها قائما وقاعدا.







ومن يرى عن الغبار حائدا.


ثم بنيت مساكنه «43» وبيوته , فانتقل من بيت ابي ايوب اليها.


وكان مدة مقامه عنده من شهر ربيع الاول الى صفر من السنة القابلة «44» .


وفـاة اسـعد بن زرارة وصلاة الجنائز :.


.قال ابن اسحاق : وهلك في تلك الاشهر ابو امامة اسعد بن
زرارة , اخذته الذبحة او الشهقة هذا والمسجد يبنى .


ثـم روى عن ابن حزم , عن حفيد اسعد بن زرارة : يحيى بن عبد اللّه بن عبد الرحمان بن اسعد بن
زرارة (عن ابيه عن جده ) : ان رسول اللّه قال : بئس الميت ابو امامة : لو كان نبيا لـم يمت صاحبه «45» .


وهذا اول مورد ورد فيه ذكر المنافقين في المدينة .


وروى الـنـميري البصري عن الواقدي بسنده عن محمد بن عبد الرحمان ابن اسعد بن زرارة (عن
ابـيـه ) قـال : كـان اسعد بن زرارة اول ميت بالمدينة من الانصار , ودفن بالبقيع , ولم يكن قبل ذلك
صلاة على الجنائز «46» .


وظاهر هذا الخبر انه جمع لاسعد بن زرارة الاولين : فهو اول من صلي على جنازته , وهو اول من
دفن بالبقيع .


بـينما روى النميري البصري خبـرا رواه الحاكم الحسكاني بسنده عن ابي سعيد الخدري قال : ان
اول مـا قـدم رسول اللّه المدينة , كان اذا احتضر منا الميت آذنا رسول اللّه فحضره واستغفر له ,
حـتـى اذا قبض انصرف النبى ـ صلى اللّه عليه [ وآله ] ـ فربما طال حبس رسول اللّه على ذلك ,
وخشينا مشقة ذلك عليه , فقال بعض القوم لبعض :لو كنا لا نؤذن النبى باحد حتى يقبض فـاذا قبض
آذناه فلم يكن عليه في ذلك حبس ولا مشقة فكنا نؤذنه بالميت بعد ان يموت فياتيه ويصلي عليه فكنا
عـلـى ذلك حينا ثم قلنا : لو لم نشخص رسول اللّه بل حملنا جنائزنااليه حتى يصلي عليها عند بيته
كان ذلك ارفق به , ففعلنا ذلك «47» .



يثرب ام طيبة ؟.








روى الـنـميري البصـري (ت 262) بسنده عن عبـد اللّه بن جعفر قال : سمى رسول اللّه (ص ) المدينة طيبة .






اما متى كان ذلك ؟.






فقد روى بسنده عن ابي قتادة الانصاري وسهل بن سعد الساعدي قال :لما اقبلنا من غزوة تبوك قال
رسول اللّه (ص ) : هذه طيبة , اسكننيها ربي «48» .






اذن فتغيير اسم المدينة من يثرب الى طيبة لم يكن في اوائل الهجرة .






آبار المدينة وسيولها :.








آبار المدينة وسيولها
:







ذكـر الـنميرى البصرى ست عشرة بئرا هي : الاعواف , وهي التي اشتراهاالنبى (ص ) فيما بعد وتوضا فيها فسالت , فجعلها صدقة جارية عامة «49» .






الاغـرس , تـوضـا الـنبى (ص ) منها واراق بقية وضوئه فيها , وهي بئرعلى نصف ميل من الشمال
الشرقي من مسجد قبا «50» .






بئر انس او البرود , والمقصود انس بن مالك الانصاري قال : كان في داري بئر تدعى في الجاهلية
«البرود» «51» .






بضاعة , كانت طيبة الما في وسط بيوت بني ساعدة , فكان يستقى منهاللنبى (ص ) فقيل له : قد يلقى
فيها محائض النسا ولحوم الكلاب ؟ فقال : ان الماطهور لا ينجسه شي «52» .






البويرمة , لبني الحارث بن الخزرج «53» .






الجاسوم , كانت للهيثم بن التيهان , وشرب منه النبي (ص ) «54» .






الـحـا , كانت في بستان لابي طلحة الانصاري في قبلة المسجد من جهة الشرق (اذ كانت القبلة الى
الـشـام ) وكـان ماؤها طيبا فكان رسول اللّه يدخل البستان فيشرب منها , فتصدق بها ابو طلحة (او
اهـداهـا لـلـنـبـى ) فـلـمـا اهدى حسان ابن ثابت مولاه صفوان بن المعطل للنبى , اعطاه النبى بئر
حا «55» هدية معوضة .






الـحـفير في الحرانية , كان اذا طغى سيل مهزوز وخيف منه على المدينة صرف الى الحفير فصب
فيها , وكان يصب فيها سهل مذينيب ايضا «56» .






بـئر رومة , ورومة ارض نزلها المشركون عام الخندق بين الجرف ورعانة ,وفيها البئر واختلفت
الاخبار فيها على انها : كانت ليهودى , او لرجل من مزينة ,او لرجل من بني غفار , وكـان يبيع منها
القربة بمد , فقال له رسول اللّه (ص ) :بعنيها بعين في الجنة فقال : يا رسول اللّه ليس لي ولا لعيالي
غيرها ولا استطيع .






قالوا : فبلغ ذلك عثمان فاشتراها بخمس وثلاثين الف درهم وجعلهاللمسلمين .






وقالوا : اشتراها باربعين الفا.






وقـالـوا : بـل ذكـرت لـعثمان وهو خليفة فابتاعها بثلاثين الف درهم من مال المسلمين وتصدق بها
عليهم «57» وهو الاولى .






بئر ذرع , بئر بني خطمة , بفنا مسجدهم , توضا منها النبى وبصق فيها «58» .






الـسـقـيا , كانت في حسيكة , وهي اسم موضع بالمدينة طرف جبل ذباب ,وبها منـازل لليهود , من
نـاحـيـة ارض ابـن ماقية الى اداني الجرف كله , واسم ارض السقيا الفلج او الفلجان , واسم بئرها
الـسـقيا , وكانت لذكوان بن عبد قيس الزرقي , فابتاعها منه سعد بن ابي وقاص فيما بعد ببعيرين ,
وكان ماؤهاعذبايستقى منه لرسول اللّه «59» .






العينية , عند كهف بني حرام , توضا منها النبى ودخل ذلك الكهف «60» .






الغرس , كانت في دار سعد بن خيثمة في قبا , وكان الى جانبها مهراس وهو حجر منقور كالحوض
عـظيم لا يقدر على تحريكه , يتوضا منه , توضا وشرب وغسل منه رسول اللّه (ص ) كما عن ابي
جعفر محمد بن علي الباقر (ع ) «61» .






بـئر مـدرى , كـان فـي مـسير سيل المهزور الى مسجد النبى , وعندها بني الردم لرد السيل عن
المدينة والمسجد , في خلافة عثمان «62» .






الـيـسـيرة , وهي لبني امية من الانصار (لا المهاجرين ) توضا منها النبى وبصق فيها للبركة , وهو
سماها «اليسيرة » «63» .






الهجير , بئر بالحرة فوق قصر ابن ماه «64» .






وللمدينة اودية ثلاث : بطحان , والعقيق , والقناة .






فـامـا الـبـطحان , فهو الوادي المتوسط بين بيوت المدينة , ويبدا السيل فيه من ذي الجدر , وهي
قـرارة في الحرة اليمانية , يصب في شرقي ابن الزبير وعلى جفاف وومرقبة وبني حجر , وبني
كلب , والحساة , حتى يفضي الى فضا بني خطمة ,والاغرس , ثم يرد الجسر , ثم يستبطن الوادي
حتى يصير في زغابة .






ويـظهر ان هذا السيل كان نافعا غير ضار ولذا روى النميري البصري بسنده عن عائشة عن النبى
(ص ) قال : ان ب طحان على ترعة من ترع الجنة «65» .






وكان يسيل فيه سيل آخـر يدعى الرانونا , ياتي من جبل في يماني عيرومن حرس في شرق الحرة
, ثم يصب على صريحة , ثم يتفرق في الصفاصف ,فيصب في ارض القصبة ويستبطنها حتى يمر عن
يمين قبا , ثم يدخل غوسا , ثم بطن ذي خصب , ثم يقرن بذي صلب , ثـم يستبطن السراة حتى يمـر
عـلى قعرالبركة , ثم يفترق فرقتين , فتمر فرقة على بئر جشم تصب في سكة الخليج حتى يفرغ
في وادي بطحان «66» .






وامـا سـيـل وادي العقيق , فهو ياتي من موضع يقال له بطاويح , وهو حرس من الحرة , ومن غربى
شطاي , حتى يصبا جميعا في النقيع , وهو من المدينة على اربعة برد في يمانيها , ثم يصب في غدير
يلبن وبرام , ويدفع فيه وادي البقاع ,وتصب فيه نقعا , فيلتقين باسفل موضع يقال له البقع , ثم يذهب
السيل مشرقافيصب على مزادتين يستقى منهما , ثم يستجمعن بوادي ربر في اسفل الحليفة العليا , ثم
يـصـب عـلى الاتمة وعلى الجام , ثم يفضي الى وادي الحمرافيتبطن الوادي , حتى ينتهي الى ثنية
الشريد , ثم يفضي الى الوادي , فياخذ في ذي الحليفة , ثم يستبطن الوادي فتصب عليه شعاب الجما
ونـمـيـر , ثـم يستبطن بطن الوادي ثم يفترش سيل العقيق يمنة ويسرة ثم يستجمع حتى يصب في
زغابة ,وكان سيلا مباركا «67» .






واما بطن وادي مهزوز فهو الذي كان يتخوف منه الغرق على اهل المدينة .






وهو ياخذ من شرقى الحرة , ومن هكر , وحرة صفة , حتى ياتي على جبال بني قريظة (اليهود) ثم
يـسـلك فيه شعب فياخذ في واد يقـال له مذينيب بين بيوت بني امية بن زيد , ثم يلتقي هو وسيل بني
قـريظة بالمشارف , ثم يجتمع الواديان مهزوز ومذينيب فيفترقان في الاملاك ثم ياخذ بطن الوادي
ثـم يـاخـذ فـي الـبـقـيع حتى يخرج على بني جديلة ببطن مهزوز , وآخره كومة ابي الحمرا ثم
يفضي فيصب في وادي قناة .






وروى بـسـنـده عن الصادق عن ابيه الباقر (ع ) قال : قضى رسول اللّه في سيل مهزوز : ان لاهل
النخل الى العقبين , ولاهل الزرع الى الشراكين , ثم يرسلون الما الى من هو اسفل منهم .






وروى بـسـنـده عن محمد بن اسحاق عن ابي مالك بن ثعلبة بن ابي مالك ,عن ابيه ثعلبة , وكان امام
مـسجد بني قريظة , قال : قضى رسول اللّه في مهزوزووادي بني قريظة : ان الما الى العقبين , لا
يحبس الاعلى على الاسفل ويحبس الاسفل على الاعلى .






وتـجـتمع هذه السيول في وادي زغابة وهو طرف وادي اضم , وانما سمي اضم لانضام السيول به
واجـتـماعها فيه , ثم تجتمع فتنحدر على عين ابي زياد , ثم تنحدر فيلقاها شعاب يمنة ويسرة , ثم
يلقاها وادي مالك بذي خشب والجنينة , ثم يلقاها وادي اوان ودوافعه من الشرق , ويلقاها من الغرب
واد يـقـال لـه بـواطوالـخــراز , ويـلـقـاهـا من الشرق وادي الاتمة , ثم تمضي في وادي اضم
وعـيـونه حتى يلقاه وادي برمة الذي يقال له ذو البيضة من الشام , ويلقاها وادي ترعة من القبلة , ثم
يلتقي هو ووادي العيص من القبلة , ثم يلقاها دوافع واد يقال له حجر ,ووادي الجزل الذي به السقيا
والـرجة في نخيل ذي المروة مغربا , ثم يلقاها وادي عمودان في اسفل ذي المروة , ثم يلقاه وادي
سفيان , ثم يفضي الى البحر عند جبل يقال له اراك , ثم يدفع في الغمر من ثلاثة امكنة في البحر يقال
لها : اليعبوب ,وحقيب والنتيجة «68» .






اسواق المدينة في الجاهلية والاسلام :.








اسواق المدينة في الجاهلية والاسلام
:







روى الـنميري البصري عن ابي غسان قال : كان بالمدينة في الجاهلية : سوق بزبالة , بالناحية التي تـدعـى يـثـرب وسـوق بالجسر في بني قينقاع , وسوق بالصفـاصف والعصبة (غربي مسجد قبا)
وسوق في زقاق ابن حبين يقال له المزاحم , كانت تقوم في الجاهلية واول الاسلام «69» .






وروى الشافعي في «الام » عن الامام الصادق (ع ) قال : كان رسول اللّه (ص ) يخطب يوم الجمعة
, وكان لهم سوق يقال لها البطحا , كانت بنو سليم يجلبون اليها الخيل والابل والغنم والسمن .






ولعله السوق الذي روى النميري البصري عن عائشة انها قالت : كان يقال لسوق المدينة : بقيع الخيل
.






وعـن عطا بن يسار قال : لما اراد رسول اللّه ان يجعل للمدينة سوقااتى سوق بني قينقاع (بالجسر)
ثم جا الى سوق المدينة فضربه برجله وقال :هذا سوقكم فلا يضيق ولا يؤخذ فيه خراج «70» .






الدور حول المسجد :.








الدور حول
المسجد :







بـنيت حول المسجد دور , اتخذ منها عبد الرحمان بن عوف دورا متعددة :منهن الدار التي كان يقال لها «الدار الكبرى » , وانما سميت الدار الكبرى لانها اول دار بناها احد من المهاجرين بالمدينة ,
وقـد بـنـى فيها النبى (ص ) بيده , وكان عبدالرحمان ينزل فيها ضيفان رسول اللّه (ص ) , فكانت
تـسـمـى «دار الـضيفان »وكـانت على عهد النميري البصري (ت 262 ه) بيد بعض ولد عبد
الرحمان بن عوف .






ومنهن «دار القضا» وانما سميت بذلك لان عبد الرحمان بن عوف اعتزل فيها ليالي الشورى حتى
قـضي الامر باعها بنو عبدالرحمان من معاوية بن ابي سفيان , وكان فيها الدواوين وبيت المال فهدمها
ابو العباس السفاح العباسي فصيرها رحبة للمسجد , فهي اليوم كذلك (على عهد النميري البصري ).






ومنهن دار وهبها عبد الرحمان بن عوف فيما بعد لعبد اللّه بن مكمل بن عوف (ابن اخيه ) وباعها آل
مـكـمـل من المهدي العباسي فكانت بايدي بعض ولده (ثم ادخلت في المسجد) ومنهن دار انزلها ابن
عوف فيما بعد مليكة بنت سنان المرية ,قدمت المدينة في خلافة ابي بكر فقال : من ينزل هذه المراة
فـانـزلـها عبد الرحمان داره , فسميت دار مليكة ثم باعها سهيل بن عبد الرحمان بن عوف من عبد
اللّه ابـن جـعفر (ع ) فباعها عبد اللّه من معاوية بن ابي سفيان , فلما ولي المهدي العباسي ادخلها في
المسجد.






وكن هذه الدور ثلاث يدعين «القرائن » وهي ثلاث جنابذ (اي قبب )ادخلن في المسجد «71»
.






وروى الـنـمـيري البصري بسنده عن يحيى بن جعدة قال : لما قدم رسول اللّه المدينة اقطع الدور
للناس «72» .






ثـم قـال النميري البصري : وقد اخبرني مخبر : ان منها دار نعيم بن عبد اللّه النحام العدوي , التي
بـابـها باتجاه زاوية رحبة دار القضا فهي بايدي ولده على حيازة الصدقات «73» وهى في غربى
المسجد جوار دار ابن مكمل والطريق بينهما قدر ست اذرع .


















/ 31