52 سورة الطور - 1 - 10 - تفسیر المیزان جلد 19

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر المیزان - جلد 19

سیدمحمد حسین طباطبائی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




52 سورة الطور - 1 - 10

بِسمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ وَ الطورِ (1) وَ كِتَبٍ مّسطورٍ (2) فى رَقٍّ مّنشورٍ (3) وَ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَ السقْفِ الْمَرْفُوع (5) وَ الْبَحْرِ المَْسجُورِ (6) إِنّ عَذَاب رَبِّك لَوَقِعٌ (7) مّا لَهُ مِن دَافِعٍ (8) يَوْمَ تَمُورُ السمَاءُ مَوْراً (9) وَ تَسِيرُ الْجِبَالُ سيراً (10)

بيان

غرض السورة إنذار أهل التكذيب و العناد من الكفار بالعذاب الذي أعد لهم يوم القيامة فتبدأ بالإنباء عن وقوع العذاب الذي أنذروا به و تحققه يوم القيامة بأقسام مؤكدة و أيمان مغلظة، و أنه غير تاركهم يومئذ حتى يقع بهم و لا مناص.


ثم تذكر نبذة من صفة هذا العذاب و الويل الذي يعمهم و لا يفارقهم ثم تقابل ذلك بشمة من نعيم أهل النعيم يومئذ و هم المتقون الذين كانوا في الدنيا مشفقين في أهلهم يدعون الله مؤمنين به موحدين له.


ثم تأخذ في توبيخ المكذبين على ما كانوا يرمون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و ما أنزل عليه من القرآن و ما أتي به من الدين الحق.


و تختم الكلام بتكرار التهديد و الوعيد و أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بتسبيح ربه.


و السورة مكية كما يشهد بذلك سياق آياتها.


قوله تعالى: "و الطور" قيل: الطور مطلق الجبل و قد غلب استعماله في الجبل الذي كلم الله عليه موسى (عليه السلام)، و الأنسب أن يكون المراد به في الآية جبل موسى (عليه السلام) أقسم الله تعالى به لما قدسه و بارك فيه كما أقسم به في قوله: "و طور سينين": التين: 2، و قال: "و ناديناه من جانب الطور الأيمن": مريم: 52، و قال في خطابه لموسى (عليه السلام): "فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى": طه: 12، و قال: "نودي من شاطىء الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة": القصص: 30.


و قيل: المراد مطلق الجبل أقسم الله تعالى به لما أودع فيه من أنواع نعمه قال تعالى: "و جعل فيها رواسي من فوقها و بارك فيها": حم السجدة: 10.


قوله تعالى: "و كتاب مسطور في رق منشور" قيل: الرق مطلق ما يكتب فيه و قيل: هو الورق، و قيل: الورق المأخوذ من الجلد، و النشر هو البسط، و التفريق.


و المراد بهذا الكتاب قيل: هو اللوح المحفوظ الذي كتب الله فيه ما كان و ما يكون و ما هو كائن تقرؤه ملائكة السماء، و قيل: المراد به صحائف الأعمال تقرؤه حفظة الأعمال من الملائكة، و قيل: هو القرآن كتبه الله في اللوح المحفوظ، و قيل: هو التوراة و كانت تكتب في الرق و تنشر للقراءة.


و الأنسب بالنظر إلى الآية السابقة هو القول الأخير.


قوله تعالى: "و البيت المعمور" قيل: المراد به الكعبة المشرفة فإنها أول بيت وضع للناس و لم يزل معمورا منذ وضع إلى يومنا هذا قال تعالى: "إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا و هدى للعالمين": آل عمران: 96.


و في الروايات المأثورة أن البيت المعمور بيت في السماء بحذاء الكعبة تزوره الملائكة.


و تنكير "كتاب" للإيماء إلى استغنائه عن التعريف فهو تنكير يفيد التعريف و يستلزمه.


قوله تعالى: "و السقف المرفوع" هو السماء.


قوله تعالى: "و البحر المسجور" قال الراغب: السجر تهييج النار، و في المجمع،: المسجور المملوء يقال: سجرت التنور أي ملأتها نارا، و قد فسرت الآية بكل من المعنيين و يؤيد المعنى الأول قوله: "و إذا البحار سجرت": التكوير: 6، أي سعرت و قد ورد في الحديث أن البحار تسعر نارا يوم القيامة، و قيل: المراد أنها تغيض مياهها بتسجير النار فيها.


قوله تعالى: "إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع" جواب القسم السابق و المراد بالعذاب المخبر بوقوعه عذاب يوم القيامة الذي أوعد الله به الكفار المكذبين كما تشير إليه الآية التالية، و في قوله: "ما له من دافع" دلالة على أنه من القضاء المحتوم الذي لا محيص عن وقوعه قال تعالى: و أن الساعة آتية لا ريب فيها و أن الله يبعث من في القبور": الحج: 7.


و في قوله: "عذاب ربك" بنسبة العذاب إلى الرب المضاف إلى ضمير الخطاب دون أن يقال: عذاب الله تأييد للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على مكذبي دعوته و تطييب لنفسه أن ربه لا يخزيه يومئذ كما قال: "يوم لا يخزي الله النبي و الذين آمنوا معه": التحريم: 8.


قوله تعالى: "يوم تمور السماء مورا و تسير الجبال سيرا" ظرف لقوله: "إن عذاب ربك لواقع".


و المور - على ما في المجمع، - تردد الشيء بالذهاب و المجيء كما يتردد الدخان ثم يضمحل، و يقرب منه قول الراغب: إنه الجريان السريع.


و على أي حال فيه إشارة إلى انطواء العالم السماوي كما يذكره تعالى في مواضع من كلامه كقوله: "إذا السماء انفطرت و إذا الكواكب انتثرت": الانفطار: 2، و قوله: "يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب": الأنبياء: 104، و قوله: "و السماوات مطويات بيمينه": الزمر: 67.


كما أن قوله: "و تسير الجبال سيرا" إشارة إلى زلزلة الساعة في الأرض التي يذكرها تعالى في مواضع من كلامه كقوله: "إذا رجت الأرض رجا و بست الجبال بسا فكانت هباء منبثا": الواقعة: 6، و قوله: و سيرت الجبال فكانت سرابا": النبأ: 20.


بحث روائي


في تفسير القمي،: في قوله تعالى: "و الطور و كتاب مسطور" قال: الطور جبل بطور سيناء.


و في المجمع، "و البيت المعمور" و هو بيت في السماء الرابعة بحيال الكعبة يعمره الملائكة بما يكون منها فيه من العبادة:.


عن ابن عباس و مجاهد، و روي أيضا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:.


و يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه أبدا.


أقول: كون البيت المعمور بيتا في السماء يطوف عليه الملائكة واقع في عدة أحاديث من طرق الفريقين غير أنها مختلفة في محله ففي أكثرها أنه في السماء الرابعة و في بعضها أنه في السماء الأولى، و في بعضها السابعة.


و فيه،: "و السقف المرفوع" و هو السماء عن علي (عليه السلام).


و في تفسير القمي،: "و السقف المرفوع" قال: السماء، "و البحر المسجور" قال: تسجر يوم القيامة.


و في المجمع،: "و البحر المسجور" أي المملوء.


عن قتادة، و قيل: هو الموقد المحمي بمنزلة التنور.


عن مجاهد و الضحاك و الأخفش و ابن زيد.


ثم قيل: إنه تحمى البحار يوم القيامة فتجعل نيرانا ثم تفجر بعضها في بعض ثم تفجر إلى النار:.


ورد به الحديث.


/ 48