تعريف - کتاب فی مقال نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کتاب فی مقال - نسخه متنی

صادق کاشانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تعريف

كتاب : منهج الرشاد لمن أراد
السداد

* الشيخ صادق الكاشاني

هوية الكتاب :

اسم الكتاب : منهج الرشاد لمن أراد
السداد .

المؤلف : العلامة كاشف الغطاء(رحمه
الله) .

الناشر : المعاونية الثقافية للمجمع
العالمي لاهل البيت(عليهم السلام) .

القطع : وزيري .

عدد الصفحات : 199 صفحة .

الطبعة : الاولى (1414 هـ ـ 1994م) .

ترجمة المؤلّف :

اسمه ونسبه : هو الشيخ جعفر ابن الشيخ
خضر بن يحيى بن مطر بن سيف الدين المالكي
القناقي ـ الجناجي ـ النجفي . وقيل : انّه(رحمه
الله) ينتهي نسبه إلى مالك الاشتر (رضوان
اللّه عليه) . والقناقي نسبة إلى قناقية ،
ويقال لها جناجية ، وهي قرية من اعمال الحلّة .

الثناء عليه :

قال العلاّمة السيد محسن الامين(رحمه
الله) في أعيانه([1])
: قد انتهت إليه رئاسة الامامية الدينيّة في
عصره والزمنيّة في قطره ; فهو الفقيه الاكبر
مُفتي الامامية رجع إليه الناس وأخذوا عنه ،
ورأس بعد وفاة شيخه السيد مهدي بحر العلوم
الطباطبائي سنة 1212 واشتهر باعتدال السليقة في
الفقه وقوّة الاستنباط من الادلة ، فكان
أعجوبةً في الفقه .

مشايخه :

منهم :

1 ـ والده المقدّس الورع الشيخ خضر
الجناجي(رحمه الله) .

2 ـ الفقيه المجدّد الاقا محمد باقر
البهبهاني(رحمه الله) .

3 ـ العلاّمة الورع السيد مهدي
الطباطبائي بحر العلوم(رحمه الله) .

تلامذته :

1 ـ أولاده الاربعة : المحقّق الشيخ
موسى النجفي والعلاّمة الشيخ عليّ النجفي
والشيخ حسن النجفي والشيخ محمّد النجفي .

2 ـ الاقا جمال .

3 ـ صهره العلاّمة التستري صاحب مقابس
الانوار .

4 ـ السيد جواد العاملي صاحب مفتاح
الكرامة .

5 ـ الشيخ محمّد حسن النجفي صاحب جواهر
الكلام .

تأليفاته :

وقد ذكروا له تسعة عشر مؤلَّفاً منها :

1 ـ كشف الغطاء عن خفيات مبهمات
الشريعة الغرّاء .

2 ـ القواعد الجعفرية .

3 ـ شرح القواعد .

4 ـ منهج الرشاد لمن أراد السداد ، وهو
الكتاب الذي نريد أن نتحدّث عنه .

نبذة من أحواله وسيرته :

منها ما ذكره في المستدرك فقال(رحمه
الله) :

انّه أبطأ الشيخ في بعض الايّام عن
صلاة الظهر ، وكان الناس مجتمعين في المسجد
ينتظرونه ، فلمّا استيئسوا منه قاموا إلى
صلاتهم فرادى ، وإذا بالشيخ قد دخل المسجد
فرآهم يصلّون فرادى فجعل يوبّخهم وينكر عليهم
ويقول : أما فيكم من تثقون به وتصلّون خلفه ؟!
ووقع نظره من بينهم إلى رجل تاجر صالح معروف
عنده بالوثاقة والديانة يصلّي في جنب سارية
من سواري المسجد فقام الشيخ خلفه واقتدى به ،
ولما رأوا الناسَ ذلك اصطفّوا خلفه وانعقدت
الصفوف وراءه ، فلمّا أحسّ التاجر بذلك اضطرب
واستحيى ولا يقدر على قطع الصلاة ولا يتمكّن
من اتمامها . كيف وقد قامت الصفوف خلفه تغتبط
منها الفحول من العلماء فضلاً عن العوام ، ولم
يكن له عهد بالامامة سيّما التقدّم على مثل
هؤلاء المأمومين . ولمّا سلّم قام فأخذ
الشيخ بعضده وأجلسه . قال :يا شيخ قتلتني بهذا
الاقتداء ، مالي ولمقام الامامة . فقال الشيخ :
لابدّ لك من أن تصلّي بنا العصر ، فجعل يتضرّع
ويقول تريد أن تقتلني ، لا قوّة لي على ذلك .
فقال الشيخ : إمّا أن تصلّي أو تعطيني مائتي
شامي أو أزيد ـ والترديد منّي ـ فقال بل
أُعطيك ولا اُصلّي . فقال الشيخ لابدّ
من احضارها قبل الصلاة ، فبعث من أحضرها
ففرّقها على الفقراء ، ثمّ قام إلى المحراب
وصلّى بهم العصر .

وكان من دأبه أن يأمر بتهيئة الطعام
ليجتمع أولاده في أكله ثمّ يباحثون بعده
ساعتين في علم الفقه . وكان(رحمه الله) يوقظ
كلّ ليلة أولاده صغيرهم وكبيرهم للتهجّد
وإتيان صلاة الليل .

مواقفه السامية أمام الوهابية :

قال في الاعيان : «وكان ـ المترجم له ـ
شديد الغيرة على الطائفة عظيم العناية
باُمورها كثير المناهضة لخصومها ، وقد انبرى
للردّ على الوهابية بيده ولسانه لما عظم
خطرها على العراق ; فردّ غاراتهم عن مدينة
النجف وجمع الاسلحة والذخائر في داره ورتّب
المقاتلة على السور وباشر العلماء القتال
بأنفسهم وشجّعوا المقاتلين بتحريضهم حتّى
ارتدّ رئيسهم ـ سعود ـ وأصحابه عنها خاسرين ،
وفتحوا كربلاء عنوةً ونهبوها وقتلوا أهلها
وهم أكثر من أهل النجف . وأوفد(رحمه الله)رسالة
خاصّة إلى سعود بيّن له فيها فساد ما ينتحلونه
من تكفير المسلمين ورميهم بالشرك .

ولادته ووفاته :

ولد المترجم له(رحمه الله) في النجف
الاشرف سنة 1156 حسب ما جاء في الحصون المنيعة
لحفيده الشيخ عليّ بن محمّد رضا بن موسى كاشف
الغطاء ، وتوفي في النجف سنة 1228 كما في
المستدرك ودفن في مقبرته الخاصّة التي أعدّها
لنفسه فى حياته ، وهي مشهورة إلى جنب المدرسة
والمسجد في محلّة العمارة .

قراءة في الكتاب :

قال المحقّق الطهراني في الكرام
البررة من طبقاته : منهج الرشاد لمن أراد
السداد في ردّ الوهابيين كتبه جواباً لكتاب
ورده من سعود إمام الوهابية ، وهو أول كتاب
كُتب في الردّ عليهم وهو آية في الابداع وسعة
الاطّلاع حوى حقائق علمية وحججاً دامغة .

وقال العلاّمة الامين في أعيان الشيعة
: رسالة منهج الرشاد لمن أراد السداد في ردّ
الوهابيين ، وهي جواب كتاب ورد إليه من سعود
إمامهم ، ولعلّها أول رسالة كتبت في هذا
الموضوع ، اللّهم إلاّ أن يكون سبقها كتاب
سليمان بن عبدالوهاب أخي محمد بن عبدالوهاب ،
وقد دلّت على سعة اطلاعه ووفور علمه وقوّة
حجّته ، وحوت كثيراً ممّا لم يحوه ما تأخّر
عنها ، مع أنّ الامر على المتأخّر أسهل ، فهي
من مفاخر ذلك العصر .

والكتاب يقع في مقدّمة ومقاصد وخاتمة .

أما المقدمة فتشتمل على ثلاثة فصول :

الفصل الاول : في أن الافعال والكلمات
تختلف باختلاف المقاصد والنيّات ، وفي هذا
الفصل تعرّض(رحمه الله) إلى أنّ من قال يد
اللّه وعين اللّه وجنب اللّه وأراد الجوارح
على نحو ما في الاجسام ، أو أسند الرزق إلى
المخلوق أو دعاهُ أو استغاث به على نحو ما
يسنده إلى الملك العلاّم كان خارجاً عن مقالة
أهل الاسلام . أما من قصد بها معاني اُخر
فليس عليه من بأس ولا ضرر . ثمّ يستنتج أنّ
اطلاق السيّد والمالك على غير اللّه وإضافة
العبد والمملوك في الاحرار إلى غير اللّه ; إن
اريد بها الملكية الحقيقية كان خروجاً عن
الطريقة الشرعية ، وإلاّ لم يكن في ذلك بأس ،
وذكر في هذا المضمار أخباراً من أبناء السنة .

منها : عن عائشة عن النبيّ(صلى الله
عليه وآله) قال : « أنا سيّد ولد آدم وعليّ سيّد
العرب »([2])
وعن أبي سعيد الخدري عن النبيّ(صلى الله عليه
وآله) انه قال : «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل
الجنة »([3])
. وشواهد من القرآن الكريم من قبيل قوله تعالى
: (يا أيّها العزيز مَسّنا وأهلَنا الضرٌّ)([4])
. وفي نهاية هذا الفصل يتعرّض إلى أن تبدّل
الاحكام بتبدلّ الموضوعات ليس من باب التشريع
والابداع ، فمثلاً يستحبّ للنساء التزيّن
لرجالهنّ ، فمنذ كان لبس السواد زينة استحب
فاذا انعكس وصار الميل إلى الاحمر والاصفر
انعكس الخطاب ، أو التأهّب لجهاد الكفّار
بأحسن السلاح وكان أحسنه السيوف والرماح وصار
الاحسن في هذه الايام البندقية .

الفصل الثاني : في بيان اختلاف ظواهر
الايات والروايات ، ويشير فيه إلى آيات من
القرآن المجيد نحو قوله تعالى : (فمن يعمل
مثقالَ ذرّة خيراً يرَه * ومَنْ يَعملْ مثقال
ذرّة شرّاً يرَه)([5])
فترى الوعيدية استندوا إلى ظاهر الاية
الكريمة وانكروا العفو عن المعاصي ،
والمثبتون الرؤية في الاخرة يستندون إلى قوله
تعالى : (وجوهٌ يومئذ ناضرةٌ * إلى ربِّها
ناظرةٌ)([6])
، وهكذا نرى من نسب المعصية إلى الانبياء(عليهم
السلام) ومن قال بالتجسيم ومن قال برفع
المؤاخذة بالكلية ومن أسند جميع الافعال إلى
اللّه سبحانه ومن أباح جميع الاشياء . وخلاصة
القول انّ كلّ من أراد العناد والعصبية فله
دليل بحسب الظاهر يتشبّث به من آية قرآنية أو
سنّة محمديّة ، ويكون صاحب مذهب ورأي ويباحث
الفضلاء ويناظر أساطين العلماء ما لم يكن له
حاجب من تقوى اللّه .

الفصل الثالث : في بيان الميزان الذي
يُرجع إليه إذا تشابهت الامور ، وهو ما عليه
الصحابة والتابعون وما أجمع عليه المسلمون
ثمّ يستشهد(رحمه الله) بقوله تعالى : (ومن
يتّبعْ غيرَ سبيل المؤمنين نولِّه ما تولّى)([7])
وبقوله سبحانه :(إنّما يريدُ اللّه ليذهب عنكم
الرجسَ أهل البيتِ ويطهّركم تطهيراً)([8])
. وبعد ذلك يذكر أحاديث كثيرة منها : عن جابر
قال : رأيت النبيّ(صلى الله عليه وآله) في حجّه
يخطب فسمعته يقول : «يا ايها الناس إنّي تركت
فيكم ما إن اخذتم به لن تضلوا بعدي ، كتاب
اللّه وعترتي أهل بيتي»([9]) .
وما ورد عن عمر عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) :
«أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم»([10])
.

ومقتضى ذلك أنه من اللازم الرجوع إلى
سيرة الصحابة ، وسيتضح أن جميع ما لم ينكر من
الافعال الصادرة في زمن الصحابة فهو موافق
لرضاهم وإلاّ لانكروه . وفي نهاية الفصل يؤكد
على نكتة أنّ الادلّة فيها عامّ وخاصّ وناسخ
ومنسوخ ومجمل ومبيَّن ومطلق ومقيَّد وقطعي
الصدور وظني الدلالة إلى غير ذلك ، فاذا
تعارضت الادلّة فلابدّ من النظر إلى المرجحات
من جهة السند أو الدلالة ، وإذا فقدت
المرجحات فلا يبقى مدار إلاّ على خيرة
الصحابة وطريقتهم والنظر إلى ما هم عليه
صاغراً عن كابر .

وأمّا المقاصد فثمانية :

المقصد الاول : في تحقيق أقسام الكفر


يتعرّض فيه إلى أنّ الكفر له أقسام
كثيرة ويذكر عشرة منها ; من قبيل كفر النفاق
وكفر النعم وكفر الانكار للضروري وكفر الهتك
وكفر العناد إلى غير ذلك ، ثمّ يتعرّض
إلى أنه قد يطلق على كثير من المعاصي اسم
الكفر تعظيماً للذنب وتحذيراً منه ، ويستشهد
بأخبار كثيرة على هذا الامر منها : إنّ تارك
الصلاة كافر([11])
وما رواه أبو هريرة عن النبيّ(صلى الله عليه
وآله) «انّ المراء في القرآن كفر»([12])
.

المقصد الثاني : في تحقيق معنى
العبادة


يتعرّض فيه(رحمه الله) إلى انّ لفظ
العبد والعبادة قد يطلق على مطلق المطيع
والطاعة ، مثل ما ورد من أنّ العاصي عبد
الشيطان ، وانّ الانسان عبد الشهوات ، وبعد
ذلك يتعرّض إلى سجود الملائكة لادم وسجود
يعقوب ليوسف ، وتقبيل الناس الحجر الاسود ،
وانّ كلّ هذه الاُمور ليست عبادة لغير اللّه ،
بل انّهم لم يعبدوا سوى من أمرهم بذلك . ثم
يشير إلى أنّ السجود والخضوع لعروض بعض
الاسباب لا ينافي الاخلاص لربّ الارباب ; فلو
سجد من رأى ميتاً أو رأى شيئاً عجيباً ذاكراً
لعظمة اللّه كما يصنعه بعض العارفين لم يكن به
بأس . ثم يتطرّق إلى أنّ عبادة الاصنام وبعض
الصالحين مع نهي الانبياء والمرسلين محض عناد
وخلاف على ربِّ العباد ، وانّ العبادة تختلف
باختلاف النيّات ، فمن قصد حقيقة العبادة
اختراعاً وابتداعاً ومخالفة لامر اللّه كان
كافراً سواء قصد القرب إلى اللّه زلفى أو لا .
وبعد ذلك يستشهد بآيات منها قوله تعالى حكاية
عن قوم شعيب مخاطبين له : (يا شعيبُ أصلاتك
تأمُرُك أن نترُكَ ما يعبدُ آباؤنا أو أنْ
نَفْعَلَ في أموالنا ما نشاء)([13])
. وبأخبار نحو ما نقله عن الاحتجاج في حديث
طويل عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) «انّه
أقبل على مشركي العرب فقال لهم : وأنتم فلمَ
عبدتم الاصنام من دون اللّه ؟ فقالوا : نتقرّب
بها إلى اللّه زلفى . فقال : أوهي سامعة مطيعة
عابدة لربّها حتّى تتقرّبوا بها إلى اللّه
زلفى ؟ قالوا : لا . قال : أما أنتم نحتّموها
بأيديكم ؟ قالوا : نعم . قال :فلئن تعبدكم
هي أحرى من أن تعبدوها ، إذاً لم يكن أمركم
بتعظيمها من هو العارف بمصالحكم وعواقبكم ،
والحكيم فيما يكلّفكم »([14])
.

وفي نهاية هذا المقصد يلفت النظر إلى
أنّ ألفاظ العبادة والدعاء والصلاة والصوم
وما شاكل ذلك لها معان جديدة غير معانيها
اللغوية الاولية وأنها نقلت عن تلك المعاني ،
ولذلك لا يراد بلفظ العبادة والدعاء معناهما
الاولي ، ومن ثم لا يراد في لحوق الشرك بهما
المعنى القديم ، والاّ لزم كفر الناس من يوم
آدم إلى يومنا هذا ، لانّ العبادة بمعنى
الطاعة والدعاء بمعنى النداء والاستغاثة
للمخلوق لا يخلو منها أحد ، ومن أطوع من العبد
لسيّده والزوجة لزوجها والرعية لملوكهم .
فعلم انّه لا يراد بهذه المذكورات المعاني
السابقة بل تعيّن إرادة المعاني الجديدة .

المقصد الثالث : في الذبح لغير اللّه


يتعرّض(رحمه الله) في هذا المقصد إلى
انّه لا يشك أحد من المسلمين في أنّ من ذبح
لغير اللّه ذبح العبادة كما يذبح أهل الاصنام
لاصنامهم حتى يذكروا على الذبائح أسماءهم
ويهلّون بها لغير اللّه خارج عن ربقة
المسلمين ، سواء اعتقدوا بإلهيّتهم أو قصدوا
أن يقرّبوهم زلفى ، لانّ ذلك من عبادة اللّه ـ
بحسب اعتقادهم ـ ، أما الذبح عن الانبياء
والاوصياء والمؤمنين ليصل الثواب إليهم ففي
ذلك أجر عظيم . ثم يستشهد على ذلك بالاخبار
التي تناسب المقام من قبيل ما روي عن عائشة
أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) قال عند الذبح
:« اللّهم تقبّل من محمّد وآل محمّد واُمّته »([15])
. وما ورد عن عليّ(عليه السلام) « انّ النبيّ(صلى
الله عليه وآله) أوصاني أنْ اُضحي عنه »([16])
.

المقصد الرابع : في النذر لغير اللّه


يشير(رحمه الله) في هذا المقصد إلى أنّ
النذر لغير اللّه هو صدقة يهدى ثوابها إلى
أولياء اللّه ، وإلى أنّ اختيار بعض الامكنة
للنذر طلباً لشرف المكان حتى يتضاعف ثواب
العبادة هو المستفاد من الاخبار التي منها :

ما رواه ثابت بن الضحّاك عن النبيّ(صلى
الله عليه وآله)أنّ رجلاً سأله انّه نذر أن
يذبح ببوّانة قال : « هل كان فيها وثن يعبد ؟
قال : لا ، قال : فهل كان فيها عيد من أعيادهم ؟
فقال : لا، فقال : فِ بنذرك »([17])
.

ثمّ بعد ذلك يؤكّد(رحمه الله) على انّه
لم نجد أحداً في بلاد الاسلام يقصد بنذره غير
وجه الملك الديّان .

المقصد الخامس : في القسم بغير اللّه


تعرّض فيه إلى انّه لا يرتاب مسلم بأنّ
القسم بغير اللّه على وجه إرادة صاحب العظمة
والكبرياء والملكوت باعث إلى الخروج عن ربقة
المسلمين ، وأما ارادة مجرّد التأكيد فلا
يلزم منه كفر ولا شرك باللّه ; إذ ليس مدار
الكفر على مجرّد العبارات . وبعد ذلك يسرد
أحاديث متواترة دلّت على جواز ، ذلك منها : عنه(صلى
الله عليه وآله) : « أفلح الرجل
وأبيه واللّهِ »([18])
.

المقصد السادس : في الاستغاثة


ذكر فيه(قدس سره) انّ المستغيث
بالمخلوق إن أراد طلب الدعاء والشفاعة من
المستغاث به فلا بأس به ، وإن أراد اسناد
الاُمور بالاستقلال إليه فالمسلمون منه براء
. وبعد ذلك ذكر أخباراً دالّة على ذلك منها :
حديث الاعرابي انّ النبيّ(صلى الله عليه وآله)
علّمه قول : « يا محمّد إنّي توجّهت بك إلى
اللّه »([19])
.

وما رواه البيهقي في خبر صحيح انّه في
أيام عمر جاء رجل إلى قبر النبيّ(صلى الله
عليه وآله)فقال : « يامحمد استسقِ لاُمّتك ،
فَسُقُوا »([20])
.

المقصد السابع : في التوسل


أشار فيه إلى انّه لا ريب في انّ
التوسل من سنن المرسلين وسيرة السلف الصالحين
. وبعد ذلك سرد اخباراً دلّت عليه ، منها : ما
نقل انّ آدم لمّا اقترف الخطيئة قال : « يا ربي
أسألكَ بحقّ محمّد(صلى الله عليه وآله) لما
غفرت لي ، فقال : يا آدم كيف عرفته ؟ قال : لانّك
لمّا خلقتني نظرت إلى العرش فوجدت مكتوباً
فيه : لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه .
فرأيت اسمه مقروناً مع اسمك ، فعرفته أحبّ
الخلق إليك »([21])
. وما ورد عن ابن عبّاس انّ عمر قال : « اللّهم
انا نستسقيك بعمِّ نبيّنا ونستشفع بشيبته »([22])
.

المقصد الثامن : في الشفاعة


تعرّض فيه إلى أنّ الشفاعة في الحقيقة
قسم من الدعاء والرجاء وانّها ليست من خواص
الانبياء والاوصياء ، وانّه ليس على اللّه
قبول الشفاعة ، وانّما ذلك من ألطافه ومننه
ولا شفاعة إلاّ بإذنه ورضاه . ثمّ يستند إلى
أحاديث متواترة دلّت على مرامه ، منها :

روى محمّد بن عمرو بن العاص عن النبيّ(صلى
الله عليه وآله) انّه قال :« من سأل اللّه لي
الوسيلة حلّت عليه الشفاعة »([23])
وما ورد عن ابن عباس عن النبيّ(صلى الله عليه
وآله) : « أنا أول شافع وأول مشفّع يوم القيامة
ولا فخر »([24])
وما دلّ على انّه(صلى الله عليه وآله) قال : «
من زارني كنت شفيعاً له »([25])
. وبعد ذلك يؤكّد(رحمه الله) على انّه لا فرق في
الشفاعة بين الاحياء والاموات لانّ الاموات
يسمعون وينطقون ، لكن الناس لا يسمعون كلامهم
.

خاتمة الكتاب :

وهي تشتمل على أبواب :

الباب الاول : في حياة الاموات بعد
موتهم ، وفيه فصول :

الفصل الاول : في حياة النبيّ(صلى الله
عليه وآله) بعد موته وانّه يسمع الكلام ويردّ
الجواب كما في حياته ، غير أنّ اللّه حبس سمع
الناس إلاّ قليلاً من الخواص ، ثم يذكر
الاخبار التي تناسب المقام ، منها : عن النبيّ(صلى
الله عليه وآله) انّه قال: « علمي بعد مماتي
كعلمي في حياتي »([26])
. وما ورد عن امّ سلمة (رضوان اللّه تعالى
عليها) قالت : « رأيت النبيّ(صلى الله عليه
وآله)والتراب على شيبته فسألته فقال : شهدت
قتل الحسين(عليه السلام) »([27])
. وعن أبي هريرة عن النبيّ(صلى الله عليه وآله)
انّه قال :« من صلّى عليّ عند قبري وَكَّلَ
اللّه به ملكاً يبلّغني »([28])
.

الفصل الثاني : في حياة سائر الشهداء
والانبياء : يذكر فيه انّ الارض لا تأكل
لحومهم وانّهم أحياء شهداء ، ثم يستشهد
بروايات من قبيل ما ورد عن أنس عن النبيّ(صلى
الله عليه وآله) انّه « مرّ بقتلى بَدر
فكلّمهم فقال له أصحابه : كيف تكلّم أجساداً
لا أرواح فيها ؟ فقال : لستم أسمع منهم لكنّهم
لا يتكلّمون »([29])
. وما ورد عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) : «انّ
الانبياء أحياء في قبورهم»([30])
. وبعد ذلك يختم كلامه(قدس سره) بقوله تعالى : (أحياء
عند ربّهم يرزقون)([31])
.

الفصل الثالث : في حياة سائر الموتى :
سرد فيه أحاديث كثيرة دلّت على أنّ الموتى
يسمعون ويتكلّمون ، منها : « ما من أحد يمرّ
بقبر رجل يعرفه([32])
إلاّ عرفه وردّ عليه السلام »([33])
. ثم يتطرّق إلى ما ورد في السؤال عن الميّت في
القبر من قبيل ، ما روي عن النبيّ(صلى الله
عليه وآله) انّه قال : « ما من يوم يمضي إلاّ
وملك يهتف : يا أهل القبور من تغبطون اليوم ؟
فيقولون : نغبط أهل المساجد يصلّون في مساجدهم
ويصومون ويصّدّقون ولا نقدر نصلّي ونصوم
ونتصدّق »([34])
. وبعد ذلك يستنتج انّه يصحّ لنا أن نخاطبهم
مخاطبة الاحياء ونلتمس دعاءهم ونقسم عليهم أن
يكونوا شفعاء لنا في الدنيا والاخرة .

الباب الثاني : في زيارة القبور وفيه
فصلان :

الفصل الاول : في زيارة النبي(صلى الله
عليه وآله) : يذكر فيه أخباراً كثيرة دلّت على
فضيلة زيارته(صلى الله عليه وآله) من قبيل : «
من زار قبري وجبت له شفاعتي »([35])
. وما دلّ على استحباب التعظيم وأنّ حرمة
الاموات كحرمة الاحياء .

الفصل الثاني : في زيارة سائر القبور :
يسرد فيه أحاديث دلّت على رجحان زيارتها من
قبيل ما ورد عن بريدة انّ النبيّ(صلى الله
عليه وآله) كان إذا خرج إلى المقابر قال :
« السلام عليكم أهلَ الديار من
المؤمنين والمسلمين »([36])
. وما روي من أنّ المسلم ميّتاً كحرمته حيّاً([37])
.

الباب الثالث : في التبرّك بالقبور
ونحوها ذكر فيه اختلاف علماء العامّة في جواز
التبرّك بالقبور ; فمنهم من أجازه على
الكراهية ، ويظهر من بعضهم استحبابه .
وقد استند(قدس سره) إلى أحاديث دلّت على ذلك ،
منها ما نقله عبداللّه بن أحمد بن حنبل في
كتاب العلل والسؤالات قال : « سألت أبي عن
الرجل يمسّ منبر رسول اللّه(صلى الله عليه
وآله)يتبرّك بمسّه وتقبيله ويفعل بالقبر ذلك
رجاء ثواب اللّه ، فقال : لا بأس به »([38]) .

ثم بعد ذلك يؤكد(رحمه الله) انّ
التقبيل للمحبّة من قبيل تقبيل الوالدة ولدها
; فلو قبّل بعضهم جدران بعض أو ثياب بعض أو
مكان بعض حبّاً وإرادةً لا تعظيماً ولا عبادة
فليس فيه بأس . ثم يقول(قدس سره) : « وإني منذ
ثلاثين حجّة انظر في حال طوائف المسلمين
محقّيهم ومبطليهم فلم أجد أحداً يعظّم كتاباً
أو نبيّاً أو مكاناً أو عبداً صالحاً من غير
قصد قرب من اللّه أو انتسابه إليه ، فقد ظهر
انّ هذا كلّه من باب طاعة اللّه وتعظيمه » .

الباب الرابع : في بناء قبور الانبياء
والاولياء وتعميرها

يشير المصنف(رحمه الله) في هذا الباب
إلى أنّ أصل وضع البناء لبقاء آثارهم ليس فيه
بأس أبداً ، وانّه لو تركت العلامات ما أمكن
التوصّل إلى زيارة أكثر الاموات إلاّ نادراً
، ثمّ يضيف انّ تعلية القبور تعظيم لشعائر
اللّه وهي البيوت التي أذن اللّه أن ترفع
ويذكر فيها اسمه ، وبعد ذلك يستشهد بروايات
دلّت على مطلوبيّة الزينة وتعمير القبور
وتعاهدها ، منها مارواه البناني واعظ أهل
الحجاز عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده الحسين
عن أبيه عليّ(عليهم السلام) انّ رسول اللّه(صلى
الله عليه وآله) قال : « واللّه لتقتلنّ في أرض
العراق وتدفن بها ، فقلت : يا رسول اللّه ! ما
لمن زار قبورنا وعمّرها وتعاهدها ؟ فقال : يا
أبا الحسن ! انّ اللّه جعل قبرك وقبر ولديك
بقاعاً من بقاع الجنّة ، وانّ اللّه جعل قلوب
نجباء من خلقه وصفوة من عباده تحنّ اليكم ،
يعمرون قبوركم ويكثرون زيارتها تقرّباً إلى
اللّه تعالى ومودّة منهم لرسوله . يا عليّ ! من
عمّر قبوركم وتعاهدها فكأنّما أعان سليمان بن
داود على بناء بيت المقدس ، ومن زار قبوركم
عدل ذلك ثواب سبعين حجّة بعد حجّة الاسلام ،
وخرج من ذنوبه كيوم ولدته اُمّه »([39])
.

وفي نهاية المطاف ذكر(رحمه الله)
جواباً عمّا تضمّنه الكتاب الذي أرسله إليه (سعود)
وهو في الحقيقة ردّ كل الشبهات التي وردت في
ذلك الكتاب مفصّلةً وابطالها واحدة بعد واحدة.

هذه خلاصة ما تبنّته الوهابية من
العقائد التي خالفت الشريعة المقدّسة بدلالة
القرآن الكريم والسنّة النبوية ، وقد رأينا
كيف قام السلف من أعاظم علمائنا الابرار من
أول يومهم بتفنيد تلك العقائد والاهواء ودفع
جميع الشبه التي وجّهتها هذه الفرقة ، بأدلّة
قامعة وبراهين قاطعة . ومن اولئك الاكابر
مصنّف الكتاب وهو أحد الفحول من الفقهاء
ومشاهير الامامية ، حيث ردّ تلك الشبهات
ببيان واف يشفي العليل ويتروّى منه كلّ ظمآن ،
فشكر اللّه تلك الجهود العظيمة وجزاهم اللّه
خير جزاء المقرّبين ورزقهم مقاماً محموداً
وأدخلهم جنات عدن .

وختاماً فاننا نثمن تصدي المجمع
العالمي لاهل البيت(عليهم السلام) لتحقيق
وطباعة هذا السفر القيّم لاول مرّة بأُسلوب
أنيق مزداناً بتعليقات وتخرريجات قام بها
فضيلة المحقّق السيد مهدي الرجائي ـ حفظه
اللّه ـ بعد مقابلته للكتاب على النسخة
الفريدة المخطوطة والمطبوعة ، أما المخطوطة
فهي نسخة كاملة مصحّحة بخطّ النسخ ، كاتبها
الشيخ محمّد قاسم بن محمّد بن حمزة الولبزي ،
فرغ من كتابتها سنة (1210 هـ . ق) في حياة المؤلف ،
وأصل النسخة محفوظ في خزانة مكتبة المرحوم
آية اللّه العظمى السيد المرعشي النجفي(قدس
سره) . وأما النسخة المطبوعة في سنة 1343 هـ . ق
فهي وإن كانت محرّفة ومغلوط فيها ، ولكنّ
المحقق ـ حفظه اللّه ـ بذل وسعه وجهده في
تصحيح الكتاب وتحقيقه بأحسن وجه ، فللّه درّه
وعليه أجره .


([1])
أعيان الشيعة 4 : 100.

([2])
حلية الاولياء 1 : 63.

([3])
مسند أحمد بن حنبل3 : 3 و62 و82 .

([4])
يوسف : 88 .

([5])
الزلزلة : 7 ـ 8 .

([6])
القيامة :22 ـ 23.

([7])
النساء : 115.

([8])
الاحزاب : 33.

([9])
سنن الترمذي 5:621 ح 3786.

([10])
الطرائف : 523 .

([11])
سنن ابن ماجة1:342.


([12]) كنز العمّال 1 : 616 ح 2838 .

([13])
هود : 87 .

([14])
الاحتجاج 1 : 22 ط . النجف .

([15])
سنن أبي داود3:94 برقم:2792.

([16])
مسند احمد بن حنبل 1:150.

([17])مسند
احمد بن حنبل 5:376 و4:64.

([18])
صحيح مسلم1:42.

([19])
سنن الترمذي 5:531 برقم : 3578 .

([20])
صحيح البخاري4:209.

([21])
مستدرك الحاكم2:615.

([22])
صحيح البخاري 2 : 16.

([23])
صحيح مسلم 1:288ـ 229 برقم 11:384.

([24])
صحيح مسلم 4:1782 برقم 3:2278.

([25])
كنز العمال 5 : 135.

([26])
كنز العمال 1:507 برقم:2242.

([27])
تاريخ ابن عساكرترجمة الامام الحسين(عليه
السلام):263.

([28])
كنز العمال 1 : 498 برقم : 2196.

([29])
بحارالانوار 19 : 342.

([30])
كنزالعمال 11 : 474 ـ 475 .

([31])
آل عمران : 169 .

([32])
وفي رواية اُخرى: « ... فيسلّم عليه ... » .

([33])
كنز العمال 15:657.

([34])
كنز العمال 15:635.

([35])
سنن البيهقي 5:245.

([36])
صحيح مسلم 2:671
برقم 104:975.

([37])
مسند احمدبن حنبل 1 : 446 .

([38])
وفاء الوفاء 2:444.

([39])
بحار الانوار100:121.


/ 1