ثورة الإسلامیة، معالم أصیلة و حرکة تکامل فی المطلق نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ثورة الإسلامیة، معالم أصیلة و حرکة تکامل فی المطلق - نسخه متنی

فؤاد کاظم المقدادی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

كلمة
التحرير

الثورة
الاسلامية

معالم
أصيلة وحركة
تكامل في
المطلق

* بقلم رئيس
التحريـر

مع كل ذكرى
لانتصار
الثورة
الاسلامية
الكبرى في
ايران ، التي قادها
الامام
الخميني
الكبير(قدس
سره) ، تتأصل
حقائق هي
معالم كبرى
لهذه الثورة
العملاقة ،
وتتخلّق
يوماً بعد آخر
بحيوية
الرسالة
الالهية
الخالدة، كما
تتكامل
حركتها
المبدأية في
المطلق ،
مستوعبة
الزمان
والمكان في
مدى
اشراقاتها
واشعاعها .

ونقف بتأمل
واعي في كل مرة
تمر بنا عشرة
فجر الثورة
الرائدة
لنحسب ونقوّم
، بحساب
ومقومات
الرسالة ، مدى
الشوط الذي
قطعته الثورة
في تأصيل تلك
المعالم
وتكامل
حركتها نحو
الحق المطلق .

أما كيف
نقوّم ؟ وبأي
ميزان يتم
الحساب ؟ فهذا
ما ستتناوله
كلمتنا
بإشارات نترك
للقارئ
الكريم مهمة
تقصّي
أرقامها
الكثيرة ،
ومصاديقها
الوافرة من
واقع الثورة
ومسيرتها
الجهادية
المتواصلة .

ان قيمة
وحيوية حركة
الامم
والشعوب عبر
التاريخ
تقوّم
بجانبين
اساسيين:

الاول : نظري
، يتمثل بقيمة
الرسالة التي
تحملها تلك
الامم ، والتي
تحدد لحركتها
الانسانية
الهدف الاعلى
وترسم لها خط
المسير نحوه .

الثاني :
عملي ، يتمثل
بامتلاكها
لقيادات
رسالية
متفانية في
رسالتها
وهدفها
الاعلى ،
وبمستوى
انضوائها
ومطاوعتها
لتلك
القيادات
ومقدار
ثباتها على
خطها الرسالي
التي آمنت به .

وعليه
فكلما كانت
الرسالات
تنشد هدفاً
مطلقاً ،
وتعبر على
صراط مستقيم
نحوه ، كانت
الامم
المؤمنة بها
اعظم قيمة
واكبر مدى ،
وكلما كانت
الرسالات ذات
اهداف محدودة
وسبل شتى كانت
اممها ضئيلة
القيمة
محدودة المدى .

إن الجانب
العملي من
مقوّمات حركة
الامم لا
ينفصل عن
الجانب
النظري لها ،
رغم أنهما
طوليان ، إذ
حتى لو كانت
الامم
والشعوب قد
أعلنت
ايمانها
بأعظم
الرسالات
هدفاً
ومنهجاً ،
ستبقى شلاّء
متهاوية
فافتقادها
لقيادة تمثل
حقيقة تلك
الرسالة
محتوىً
ومنطلقاً .

من هنا
نكتشف احد
جوانب الحكمة
في اقتران
الرسالات
الالهية
بالرسل في
قوله تعالى : (وما
نرسل
المرسلين
إلاّ مبشرين
ومنذرين)(1)
، وقوله تعالى
: (لقد منَّ
اللّه على
المؤمنين إذ
بعث فيهم
رسولاً من
انفسهم يتلوا
عليهم آياته
ويزكيهم
ويعلمهم
الكتاب
والحكمة وإن
كانوا من قبل
لفي ضلال مبين)(2)
، وقوله تعالى
: (إنا ارسلنا
اليكم رسولاً
شاهداً عليكم)(3) ،
وكذلك نكتشف
الحكمة في
ضرورة طاعة
الرسل
واوصيائهم من
بعدهم في قوله
تعالى : (يا
أيها الذين
آمنوا أطيعوا
اللّه
واطيعوا
الرسول وأولي
الامر منكم
فإن تنازعتم
في شيء فردّوه
إلى اللّه
والرسول إن
كنتم تؤمنون
باللّه
واليوم الاخر
ذلك خير واحسن
تاويلاً)(4)
، وقوله تعالى
: (وإذ أخذ
اللّه ميثاق
النبيّين لما
آتيتكم من
كتاب وحكمة ثم
جاءكم رسولٌ
مصدّقٌ لما
معكم لتومنّن
به ولتنصرنه
قال أأقررتم
واخذتم على
ذلكم إصري
قالوا أقررنا
قال فاشهدوا
وأنا معكم من
الشاهدين)(5)
، وقوله تعالى
: (وما أرسلنا
من رسول إلاّ
ليطاع بإذن
اللّه ولو
أنهم إذ ظلموا
انفسهم جاءوك
فاستغفروا
اللّه
واستغفر لهم
الرسول
لوجدوا اللّه
تواباً
رحيماً * فلا
وربك لا
يؤمنون حتى
يحكّموك فيما
شجر بينهم ثم
لا يجدوا في
انفسهم حرجاً
مما قضيت
ويسلّموا
تسليماً)(6)
.

بل ان كمال
الرسالة
وكمال حركتها
في الامم
والشعوب لا
يتم إلاّ
باستمرار
القيادة
الرسالية
لتلك الامم
والشعوب ، وهو
مفاد قوله
تعالى في أمره
لرسوله في حجة
الوداع
بإعلان
الولاية لعلي(عليه
السلام) واهل
بيته من بعده
في الاية
الكريمة : (يا
أيها الرسول
بلّغ ما أُنزل
إليك من ربك
وإن لم تفعل
فما بلّغت
رسالته
واللّه يعصمك
من الناس إن
اللّه لا يهدي
القوم
الكافرين)(7)
، وبعد امتثال
رسول اللّه(صلى
الله عليه
وآله) لامر
اللّه باعلان
الولاية واخذ
البيعة لعلي(عليه
السلام) بإمرة
المؤمنين ،
نزلت الاية
الكريمة : (اليوم
أكملت لكم
دينكم وأتممت
عليكم نعمتي
ورضيت لكم
الاسلام
ديناً)(8)
.

أما سرّ
اختلاف الامة
الاسلامية في
حركتها
الرسالية بعد
رسول اللّه(صلى
الله عليه
وآله)فيكمن في
اختلافها حول
المقوّم
العملي
المتمثل
بالقيادة
الرسالية ،
الذي كانت
نتيجته وخيمة
مصداقاً
لقوله تعالى : (واطيعوا
اللّه ورسوله
ولا تنازعوا
فتفشلوا
وتذهب ريحكم)(9)
، وقوله تعالى
: (وإن هذا
صراطي
مستقيماً
فاتبعوه ولا
تتبعوا السبل
فتفرّق بكم عن
سبيله ذلكم
وصّاكم به
لعلكم تتقون)(10)
، وقوله تعالى
: (وإن هذه
أمتكم أمة
واحدة وأنا
ربكم فاتقون *
فتقطعوا
امرهم بينهم
زُبُراً كل
حزب بما لديهم
فرحون)(11)
.

ولولا
الادوار
الرسالية
لاهل البيت(عليهم
السلام) لما
بقي للاسلام
اسم ولا رسم ،
ولاصبح أمر
الامة
الاسلامية في
تاريخ
البشرية قصة
من قصص
الغابرين ،
وذكرى من
ذكريات
الماضين .

ونحن هنا لا
نريد أن نسبر
غور وتفاصيل
الادوار
الرسالية
لاهل البيت(عليهم
السلام) ، فهو
بحر خاض غماره
كبار العلماء
والمحققين في
آلاف الكتب
والمصنفات ،
إلاّ أننا
نريد هنا أن
نقوّم ثمرة من
ثمار ادوارهم
تلك ، وهي
الثورة
الاسلامية
الكبرى في
ايران ،
وقيادتها
الرائدة
المتمثلة
بالامام
الخميني
الكبير(قدس
سره) ، ونضع
اليد على
السرّ في
نجاحها
واستمرارها .

وهنا لا
نأتي بجديد لو
قلنا إن السرّ
يكمن في أن هذه
الثورة
العملاقة
وقائدها
الكبير
الامام
الخميني(قدس
سره) ، قد نبعا
وانبعثا من
عمق الرسالة
الاسلامية ،
ومن قلب حركة
اهل البيت(عليهم
السلام)
محتوىً
ومنطلقاً
ومسيرة
وهدفاً ،
إلاّ أن هذا
يحتاج إلى
استدلال
تفصيلي من
واقع الثورة
والامام ، ولو
تلمسنا خط
الثورة الذي
هو خط الامام ،
لوجدناه يحمل
ذات الملامح
والمعالم
التي تحكي خط
اهل البيت(عليهم
السلام)
ومدرستهم
الكبرى .

إن معرفة
معالم الثورة
الاسلامية
وخط الامام(قدس
سره) ، تتم من
خلال النظر
إلى
الاطروحات
الرسالية
سيرةً
وموقفاً
وخطابات ، فإن
تقصّي ذلك
سيعطينا صورة
جليّة لملامح
ومعالم تلك
الاطروحات
الرسالية ،
التي من
ابرزها :

المعلَم
الاول : عالمية
النظرة
والخطاب .

إن خطاب
الثورة على
لسان قائدها(قدس
سره) تتساوى
عنده الشعوب
المستضعفة
ويكون
الانسان في
وجدانه هو
الانسان
اينما كان ،
ومظلوميته
واستضعافه
هما مظلومية
الحقيقة التي
كرمها اللّه
واحسن خلقتها
، وفي نظرته
هذه ، التي
جاءت تخاطب
الانسان
بمطلقه دون
استثناء ،
تأصل واندكاك
بطبيعة
الرسالة التي
اخذ الانسان
في خطابها
مركزاً
اساسياً
وحيوياً ،
ويُعد هذا
المعلَم من
ابرز معالم
الثورات
والقيادات
الرسالية
الرائدة ،
فهي تدل على
عظمة الرسالة
، وعظمة
النفوس التي
حملت في
دواخلها مآسي
البشرية
واستغاثات
المظلومين ،
لا فرق بين
اسودهم
وابيضهم ،
عربيهم
واعجميهم ،
كما تدل على
وحدة العوامل
التي استضعفت
البشرية ،
وعلى وحدة
الرؤى
والنظرية
التي تنقذها
من هذا
الاستضعاف .

المعلَم
الثاني :
المرونة في
احتواء
الزمان
والمكان ،
ووصل الماضي
بالحاضر
والمستقبل .

إن الثورات
وقياداتها
يمكن أن يكون
بعضها
منحصراً
بحدود الزمان
والمكان الذي
تعيش فيه ،
وربما تكون
ناجحة بلحاظ
هذه الحدود ،
بيد أن
الثورات
وقياداتها
الاكثر عمقاً
ومساحة هي تلك
التي تتجاوز
المكان
والزمان في
رؤاها
وحركتها
وتأثيرها ،
والاكفأ من
النموذجين
السالفين
الثورات
والقيادات
التي تمثل في
محتواها
وحركتها حالة
المرونة في
احتواء
الزمان
والمكان ،
والامتداد
الواصل بين
الماضي
التليد
والحاضر
الشاخص
والمستقبل
المشرق ، وهي
بطبيعة
مهمتها
ورسالتها
العالمية
مستوعبة
لجميع
المساحات
ولكافة بني
الانسان ،
والثورة
الاسلامية
وقائدها
الامام
الخميني(قدس
سره) يُعدّان
نموذجين
فريدين
للثورة
والقيادة
الرسالية في
عصرنا الراهن
، حيث استطاعا
بنجاح منقطع
النظير أن
يسبرا غور
التاريخ دون
أن يتجمدا فيه
أو يتكلّسا في
موروثاته ،
بقدر ما
استلهماه من
اصالة معانيه
واشراقاته
وتجاربه ،
واستثمرا ذلك
كله في عملية
توفيق متحرك
نحو الاهداف
الكبيرة ، لم
يغفلا فيها
الحاضر
بخصوصياته ،
ولم يتوقفا
عنده أو
ينصهرا فيه ،
ومن هنا نجد
الثورة
وقيادتها
الفريدة
ينطلقان إلى
المستقبل ،
وهما حاضران
في كل آن ومكان
. وتبرز عظمة
هذا المعلَم
في سمات
الثورة
وقيادتها في
وقت انقطع
الانسان في
غيبوبة جهل ،
وعزلة عن
تعاليم
السماء ،
وقد جدّ الكفر
العالمي
واذنابه في
تكريس كل ذلك
في الانسانية
، فظن من ظن أن
لا ابداع في
تلك الرسالة
ولا أثر لها ،
فجاءت الثورة
الاسلامية
وقيادتها
الربانية
لتؤكدا
صلتهما
بالسماء ، على
هدي صلة
وغايات
واهداف
القرآن
الكريم واهل
بيت النبوة
والعصمة(عليهم
السلام) ، وان
الحيوية
الرسالية هذه
تعبّر عن وعي
تشكّل واختمر
في كل هذه
العوالم
والمساحات ،
فانطلقت
الثورة
وقيادتها
عملاقاً
آتياً من كبد
السماء ، ومن
رحم التاريخ ،
وسكون الحاضر
، وافاق
المستقبل ،
ومن هنا كانت
الثورة
الاسلامية
فتحاً مبيناً
، وكانت
قيادتها فذةً
، فملكتا قلوب
الملايين من
المسلمين
والمحرومين
حباً وولاءً ،
واشرقت بهما
نفوسهم أملاً
ومثلاً أعلى .

المعلَم
الثالث : رفض
الظلم
والثورة على
الاستكبار .

في ضوء
المعلمين
الاول
والثاني
رأينا خطاب
الثورة
والامام(قدس
سره) يصنف
الناس إلى
فئتين :

فئة
مستكبرة ،
وفئة اخرى
مظلومة
مستضعفة ،
وبينهما
افكار ومناهج
وانظمة هي سبب
المآسي
والمحن
والبلاء التي
تعيشها
البشرية
اليوم ، ومن
هذا المنطلق
تحدد الثورة
ويدون الامام
نظريته على
اساس تشخيص
الاسباب
والعوامل
التي تنقذ
الانسان من
عبوديته
ورقّه لغير
اللّه ، فيقول
الامام(قدس
سره) في وصيته : «
والقرآن
والسنة
مشحونة
بالنصوص
المعنيّة
بدور الاسلام
الكبير في
الشؤون
السياسية ...
لقد اسس نبي
الاسلام(صلى
الله عليه
وآله) حكومة
كسائر حكومات
العالم ،
ولكنها تمتاز
عنها بدافع
اقامة
العدالة
الاجتماعية
وبسطها»(12)
، ولهذا لابد
من تحديد
الوسيلة
بخطاب شامل
لاقامة
العدالة
الاجتماعية
وبسطها ، وهنا
ينفذ الخطاب
الواعي إلى
اعماق
الحقيقة
الانسانية
المقهورة ،
ليأخذ دوره في
التحريك
والتحريض
المقدس للرفض
والثورة ،
فيقول(قدس سره)
: « فانتفضوا يا
مستضعفي
العالم ،
وايتها
البلدان
الاسلامية ،
ويا أيها
المسلمون ،
وانتزعوا
الحق بقوة »(13)
.

المعلَم
الرابع :
الانبثاق
الحيوي
للرسالة
الاسلامية
وغاياتها .

إن ديمومة
نهج الثورة
الاسلامية
وقدرتها على
الاستمرار
والمواكبة ،
قائمتان على
تمثلها
الفكري
والسياسي ،
وانبثاقها
الحي عن
الرسالة
الاسلامية
وغاياتها ،
فما دام ذلك
الانبثاق
الحي للرسالة
وغاياتها
قائماً في
نهجها ، وما
دامت
مقولاتها
وبرامجها
منتزعة من
حقيقة
الرسالة
الاسلامية
وشموليتها ،
وما دامت
تتعاطى مع
ثوابت الواقع
المستهدف
بالرسالة ،
فإنها دون شك
تحمل معها
ديناميات
الحياة
والتكامل ،
وسيحكم عليها
بالاستمرار
والبقاء ،
تلاحق الزمن
وتلبي حاجات
الانسان في
مستوى اهدافه
الكبيرة
وحاجاته
المتجددة ،
تماماً كحركة
مدرسة الرسول(صلى
الله عليه
وآله)واهل
بيته
الطاهرين(عليهم
السلام) ،
ولهذا فإن
استمرارية
نهج الثورة
الاسلامية
ليس شيئاً
نحاول أن
نفرضه ، أو
نتلمّس
الاستدلال
عليه ، وإنما
هو تعبير عن
العلاقة
الجدلية التي
اشرنا اليها ،
فهذه السمة
حقيقة ملازمة
لطبيعة فكر
الثورة
ومحتواها ،
فمنهجها
مستمد من
الطبيعة
الرسالية
للاسلام في
محورية ثقليه
الالهيين (القرآن
الكريم
والعترة
الطاهرة) ، حيث
كتب لهما
البقاء
والديمومة
والرسوخ ،
وهذا ما اثبته
الواقع إلى
يومنا الحاضر .

المعلَم
الخامس : الامة
ثقل اساسي في
حركة الثورة .

إن الثورات
والانقلابات
السياسية في
عالمنا
المعاصر ،
غالباً ما
تقوم وتستند
على واحد أو
اكثر من
مفردات العمل
السياسي
المألوفة في
اوساطها ،
كالنخبة أو
الطبقة أو
الحزب أو
العسكر
وامثالها ،
حتى ارتكز لدى
الشعوب
والامم أن أية
ثورة أو
انقلاب سياسي
ـ وان تذرّع
القيّمون
عليه
بالشعارات
الجماهيرية
والانسانية ـ
ليسا اكثر من
حركة سياسية
تبلورت في
اجواء معينة
محدودة ،
وتحركت في
مجال محسور عن
القاعدة
العريضة
للجماهير ، ثم
تكون حكراً
على الفئة
صانعة الحدث
الثوري أو
الانقلابي ،
وتكون الامة
والجماهير في
معزل عن
الاحداث ، وقد
تذوق
الامرّين من
نظامها
السياسي
الجديد الذي
قاده وتربع
على سدّة حكمه
الثوار
والانقلابيون
الجدد ،
فالامة مجرد
وسيلة وواسطة
ينتهي دورها
بعد حين ،
لتدفع فيما
بعد فواتير
الحساب التي
تلزمها في عهد
حكوماتها أو
انظمتها
الجديدة .

أما في نهج
الثورة
الاسلامية
وقيادتها
الربانية ،
فالامر يختلف
تماماً ، إذ
يكون للامة
الثقل
الاساسي
والدور الاول
والاخير في
صناعة الثورة
وتقرير
مستقبل
النظام
السياسي الذي
اختارته ، ثم
مراقبة
سياساتها ،
وتقويم
المعوج منها
ضمن دائرة
الامر
بالمعروف
والنهي عن
المنكر ، وحسم
جميع الامور
لصالح
قضاياها
الاساسية
واهدافها
الرسالية ،
بشكل مباشر
احياناً أو
غير مباشر ،
حسبما يقتضيه
الموقف
ويحدّده
الدستور
المدوّن
أساسياً
لضمان مصالح
الامة وتحقيق
اهدافها
الرسالية .

فمن ثوابت
الثورة
الاسلامية أن
الامة
والجماهير هي
القوة
الحقيقية
التي لا يمكن
اغفالها
وتجاوزها ، أو
التنكر
لقضاياها
ومصالحها
العامة ، وهي
في مبانيها
حقيقة تتكامل
مع حقيقة
الدافع
الالهي
والامداد
الغيبي لاجل
صنع الثورة
واقامة
حكومتها
وديمومتها ،
وإن احد هذين
العاملين
بمفرده لا
يحقق النتيجة
المرجوّة ،
ويصدّق ذلك
قائد الثورة
الامام
الخميني(قدس
سره) في قوله: «
يقين أن سر
ديمومة
الثورة
الاسلامية هو
نفس سر
انتصارها ،
والامة تعلم
ماهية هذا
السر واين
يكمن ،
والاجيال
الاتية ستقرأ
في التاريخ أن
دعامتي هذا
السر تكمنان
في الدافع
الالهي
والغاية
السامية
للحكومة
الاسلامية ،
والتفاف
الشعب في
ارجاء البلد
بكلمة واحدة
حول هذا
الدافع وتلك
الغاية»(14)
.

هذه هي
خلاصة لابرز
معالم
الاصالة
والتكامل في
الثورة
الاسلامية
الكبرى ، التي
بها يتنقّح
ملاك الجعل
الالهي للامة
الوسط ،
ويتمُّ لها
ولقيادتها
الربانية
مقام الشهادة
الرسالية على
الناس كافة ،
ويصدق قوله
تعالى : (وكذلك
جعلناكم أمة
وسطاً
لتكونوا
شهداء على
الناس ويكون
الرسول عليكم
شهيداً)(15)
، صدق اللّه
العلي العظيم .

والحمد
للّه رب
العالمين




(1)
الانعام : 48 .




(2)
آل عمران : 164 .




(3)
المزمل : 15 .




(4)
النساء : 59 .




(5)
آل عمران : 81 .




(6)
النساء : 64 و 65 .




(7)
المائدة : 67 .




(8)
المائدة : 3 .




(9)
الانفال : 46 .




(10)
الانعام : 153 .




(11)
المؤمنون : 52 و 53 .




(12)
الوصية
الالهية
السياسية
للامام
الخميني (قدسره).




(13)
م . ن .




(14)
م . ن .




(15)
البقرة : 143 .



/ 1