تعريف - کتاب فی مقال نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کتاب فی مقال - نسخه متنی

محمد جواد الطریحی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تعريف

كتاب في مقال: الاسلام وشبهات
المستشرقين

* الدكتور محمد جواد الطريحي
( العراق )

هوية الكتاب :

اسم الكتاب : الاسلام وشبهات
المستشرقين.

المؤلف : الشيخ فؤاد كاظم المقدادي.

الناشر : المجمع العالمي لاهل البيت(ع)

القطع : وزيري .

عدد الصفحات : 378 صفحة .

الطبعة : الاولى ( 1416هـ ـ 1995م) .

لم تعد حركة الاستشراق حدثاً عادياً
طرأ على مجتمعنا الاسلامي، بل إنها تكتسب
أهمية بالغة باعتبارها أُسست تعويضاً عن
هزيمة الصليبيين وبخاصة فيما هدفت إليه من
غاياتها وما انتجته آثارها الممتدة في عمق
التاريخ إلى حقبة زمنية، ربما كانت بدايتها
بإنشاء مدرسة الدعاية عام 1627 التي اسسها
البابا الثامن، حيث إن الاستشراق أول ما ظهر
بين الرهبان عندما قامت روما بمحاولة تنصير
العرب فأعدّت لهم الوعاظ الذين علمتهم
العربية ... ، وكان أن أنشأ الاب ماتوريبا
المعهد العالي للغات الشرقية في نابلس سنة 1732
، ثم أُنشئ المعهد البابوي للغات الشرقية
والحقت به مكتبة غنية بالمخطوطات العربية.

وإذا حاولنا التمعن في آثار هذه
الحركة وليدة الاستعمار وربيبته ـ ولا سيما
فيما تركته على العالم الاسلامي في افكاره
ونظمه وقيمه وعقيدته ـ فإننا نكتشف مثلاً أن
ما قام به بعض المستشرقين يفوق في خطره اكثر
مما تقوم به الجيوش، كما عبر عن ذلك
الكاردينال (لافيجري) بحديثه عن نفسه في
الجزائر وتونس إبان خدمة للاستعمار في محاولة
منه لمحو الاسلام من نفوس الجزائريين; لانه هو
الموجج لروح القاومة فيهم.

ولا يسعنا إلا أن نقوم بدراسة موجزة من
اجل التعرف على الاحداث التي سببت ظهور هذه
الحركة ودفعتها بقوة إلى عالمنا الاسلامي.
حيث إن الحركة الاستشراقية لها ابعاد عديدة
اهمها السياسي والفكري.

فالبحث في الجانب الاول (السياسي)
يمنحنا فائدة الاطلاع على اصول ومرتكزات
الافكار التي يعيشها مجتمعنا، بما فيها من
أدواء تنال من شخصيتنا وتقتص من ذاتيتنا.

ولا عجب أن الهدف الرئيس هنا هو محاولة
الهيمنة والاستعمار للعالم الاسلامي، ولهذا
الغرض تزايد المستشرقون في عالمنا فدرسوا
افكارنا ومجتمعنا وديننا بصورة خاصة بغية
معرفة النوافذ التي يستطيع المستعر أن يدخل
منها فيما لو توفرت، وفي حالة عدم وجودها
فلابد من ايجادها. يضاف إلى ذلك ما تحمله نفوس
الاوربيين من العداء التقليدي والحقد كأثر
مباشر من آثار الحركة الصليبية وقد أوضح
جوستاف لوبون: أنّ أوربا ما زالت تنظر إلى
العالم الاسلامي نظرة ما بعد الحروب الصليبية
ولم تتحرر منها. وفي هذا الصدد نجد أن علماء
الاسلام ادركوا منذ وقت مبكر هذه المسألة،
ومن اولئك ما افاده الامام المصلح الشيخ محمد
الحسين كاشف الغطاء(قدس سره) حيث يقول: «ولقد
علم حتى الابكم والاصم أن في كل قطر من اقطار
العالم الاسلامي حيتاً من حيتان الغرب، وافعى
من افاعي الاستعمار فاغراً فاه لالتهام هذا
القطر وما فيه».

واما الجانب الفكري الذي يبدو اكثر
خطراً فإنه ينبغي دراسته في ضوء الجانب
السياسي الذي المحنا إليه، فكل فكرة حاولت
مدرسة الاستشراق أن تنتجها لم تكن في حقيقتها
الا نبت الاستعمار السياسي. «لقد شوه
المستشرقون كثيراً من الحقائق وادخلوا في
التاريخ الاسلامي ما ليس منه. وكانت لهم اليد
الطولى في توسعة شقة الخلاف بين طوائف
المسلمين بما ينشرونه من دفائن، ويبرزونه من
اقوال شاذة، وآراء مقبورة باسلوب ماكر خداع»([1]).

وإن مما يثير الدهشة حقاً، ويضيف
أهمية اخرى لدراسة حركة الاستشراق هو حالة
الانبهار بها من قبل الكثير من المسلمين ممن
لهم مكانة في تأسيس البنية الثقافية في
مجتمعنا إلى حد بعيد; وذلك نتيجة للظروف التي
عاشتها شعوبنا الاسلامية.

فلو رجعنا إلى الماضي القريب الذي
صاحب بدايات النهضة الحديثة، لادركنا كيف أن
غالبية رجال النهضة ـ وخاصة في البلاد
العربية ـ ممن تخرج من مدرسة الاستشراق
متأثراً بافكار اساتذته الذين سكبوا في
ذهنيته من تفكيرهم السيء وانحرافهم عن جادة
الصواب بما شوهوا به وجه الحقيقة، فاصبحوا
بعد تخرجهم يرددون هذه الافكار.

ولا ادل على ذلك من أن يضم مثلاً مجمع
اللغة العربية في مصر بين اعضائه عالماً
فرنسياً.

وبهذا فقد توغل الاستشراق في الحياة
العقلية للبلاد الاسلامية مؤثراً في غالب
الاحيان بتأطير حركة الاتجاه الثقافي وتفسير
التاريخ، وأيهام طلاب البحث والدراسات
بمتبنيات بعيدة عن الواقع. فمثلاً نجد أن
هؤلاء المستشرقين «إذا عثروا على حكاية شاذة،
أو نكتة فاردة في زاوية كتاب قد يكون محرفاً
سقطوا عليها تهافت الذباب على الحلوى،
وجعلوها معياراً ومقياساً، لا بل صيروها
محكاً يعرضون عليه سائر الحوادث، ويغفلون أو
يتغافلون عن الاحوال الخاصة، والاسباب
المستثناة. ويرجع كل هذا التهور إلى قلة
الاطلاع في الاصل. هذا إذا لم يشب ذلك سوء قصد،
لان الغربي لم يبرح عدواً للشرقي ورقيباً له
والنادر لا يعتدّ به»([2]).

وبالرغم من الوعي المبكر لدى رجال
الاسلام لهذا الخطر الذي داهم عالمنا
الاسلامي وجدنا أن حالة الاتباع والتقليد لم
تزل تعيشها الحالة الفكرية لدينا والنشاطات
التي تصاحبها في عالم الثقافة وخدمة التراث
والادب والفن، كما تظهر جلية فيما يكتب من
دراسات اسلامية. وما هذا التاثير إلاّ من نفاذ
حركة الاستشراق في اغوار تفكير مجتمعنا، وما
يتقمصه بعض الذين يحاولون أن يلحقوا بركابهم
في هذا المسار العاثر تحت غطاءات متعددة
وبدوافع شتى، كالتجديد واعادة النظر في
المناهج، وصياغة الافكار والاساءة للشخصيات
والتراث الفكري على انه لا ينسجم مع روح
المعاصرة في ضوء ما يرونه سبباً للنهضة
وداعياً للنهوض والبناء للمجتمع الحديث.

يتضح مما تقدم أن الاستشراق بمفهومه
الصحيح ليس اتجاهاً علمياً لدراسة الشرق
الاسلامي وحضارته، كما ادعاه المستشرق
الفرنسي الشهير (مكسيم رودتسون)، بل هو في
حقيقته حركة واسعة الدوافع والقوى الكامنة
وراءه حتى استوعب في كثير من مراحله وادواره
آخر التطلعات الحضارية لاوربا وحركتها
الاستعمارية في الشرق خصوصاً الاسلامي منه.

ومن هذه النتيجة في بحث نشأة
الاستشراق اود أن ابدأ الحديث عن الكتاب
القيم الذي صدر مؤخراً بعنوان (الاسلام
وشبهات المستشرقين) لسماحة الاستاذ الشيخ
فؤاد كاظم المقدادي في سلسلة كتاب الثقلين،
فبالرغم من وفرة الدراسات والبحوث في هذا
الباب عن الاستشراق والمستشرقين ونشاطاتهم
عبر اتجاهات وتيارات متعددة، إلاّ أن الميزة
الرئيسة فيه هو الكشف عن ناحية مركزية هامة
فيما يتعلق بالشبهات المثارة حول الاسلام،
على أن هذه المحاولة الجادة التي سجلها الشيخ
المقدادي تكتسب اهمية اخرى من خلال تتبعه
الموضوعي لحركة الاستشراق.

الكتاب يقع في ( 378) صفحة ومنهجه الذي
اعتمده يتضمن:

المدخل وقد بحث فيه أهل الكتاب
والثقلين.

الفصل الاول ـ نشأة الاستشراق.

الفصل الثاني ـ المراحل والادوار التي
مرت بها الحركة الاستشراقية.

الفصل الثالث ـ المدارس الاستشراقية.

الفصل الرابع ـ نماذج من ابرز
الموضوعات التي ركّز عليها المستشرقون في
دسهم وتشويههم.

الفصل الخامس ـ نماذج من كبار
المستشرقين في منهج تناولهم للشرق الاسلامي.

الفصل السادس ـ نماذج من الدس
والتشويه في الانتاج الموسوعي للمستشرقين.

الخاتمة.

وفيما نحاول أن نستعرض موضوعات الكتاب
للوقوف على اهمية هذه الدراسة، نجد أن توزيع
المعلومات فيه انصب على ناحيتين رئيسيتين:

الناحية الاولى: تضمنت التعريف بحركة
الاستشراق في نشأتها ومراحل تطورها وما
انتجته من مدارس عديدة. وهي الناحية التي
تكفلتها الفصول الثلاثة الاولى، وقد تمت في
(129) صفحة اوفت فيها الغاية التي يستطيع القارئ
أن يتعرف بها على هذه الحركة، وهي مسألة من
الاهمية بمكان لمعرفة النتائج التي وصلت
اليها.

الناحية الثانية: عرض فيها المؤلف
الكريم نماذج من دسائس المستشرقين ووسائلهم
في تشويه الاسلام. وفي هذا الحقل من الكتاب
تبرز أهمية موضوعه من حيث طرح الشبهات التي
حاولت حركة الاستشراق تقديمها تحقيقاً
لاغراضها السيئة في الحقد ومحاربة تعاليم
الاسلام ومفاهيمه الصحيحة والرد العلمي
للمؤلف عليها.

وفيما نستعرض فصول الكتاب نجد أن
الفصل الاول (نشأة الاستشراق) وفيه سبعة مباحث
درس فيها الباحث هوية الاستشراق. النشأة
والبدايات. نشأة الاستشراق والاقتران
بالتبشير. نشأة الاستشراق بين النهج العلمي
والاستعداء التبشيري. مبدأ الاستشراق اختراق
ثقافي لدحر المسلمين في أوربا. الاستعراب
أولاً ثم الاستشراق. بروز نظريات الاستشراق
الاستعماري. وفيما نقرأه في مباحث هذا الفصل:

أ ـ تأكيد المؤلف على أن كتابه ليس من
مقاصده ترسيخ المجادلات المتناقضة كما هي
طريقة المستشرقين، ومن امثلتهم الاب لامانسي
الذي كان شديداً في تعصبه حيث ركز في كتبه على
كرهه للاسلام ونبي الاسلام، فعنده أن الحديث
إذا وافق القرآن كان منقولاً عن القرآن([3]).

ب ـ فضح الزيف الذي زيّن صورة
المستعمرين وبرر ممارساتهم واظهارهم بمظهر
المنقذ والمحررّ وحامل راية الحرية والحضارة
مثلاً.

ج ـ معرفة أن غالبية المستشرقين ممن
يعمل في احدى مؤسسات الدول الاستعمارية بصورة
رسمية، وهذه المعرفة تكشف ما يحاوله امثال
هؤلاء من توظيفهم من خلال رسم مناهج بحثهم
ودراساتهم الاستشراقية في ضوء الدوافع
الاستعمارية لبلاد الشرق الاسلامي.

د ـ ومما بلغه المؤلف من نتائج هنا هو
بيان ما لهذه الحركة من دوافع عديدة باتجاه
اغراض مشتركة، فيندفع في مرحلة تاريخية واحدة
باتجاهات متعددة هدفها تشويه وتحريف العقائد
والمتبنيات الفكرية السائدة في الدائرة التي
تتناولها دراسات المستشرقين وأبحاثهم.

ومن ذلك ما يفيد بمحاولة الاستشراق
لغرض مفهومه بان الدين ظاهرة اجتماعية لم
تنزل من السماء، وإنما خرجت من الارض كما خرجت
الجماعة نفسها، وغير ذلك. وفي ذلك ما يوضح
معالم المنهج الغربي للاديان من خلال مقولة
مضللة تقول: إن الاديان ظاهرة اجتماعية
وظاهرة مرحلية تلت مرحلة الوثنية، واعقبتها
مرحلة العلم التي لم يعد الانسان أو المجتمع
خلالها في حاجة إلى وصاية الدين.

هـ ـ واخيراً يستفاد من هذا المبحث أن
الاستشراق يمضي إلى التشكيك في قاعدة (عالمية
الاسلام) وختم الرسالة، ويفتح الباب واسعاً
امام دعوات البهائية والقاديانية في الدعوة
إلى وحدة الاديان وهو غاية ما ترمي إليه
الماسونية في دعوتها إلى دين البشرية (الهومنيزم)([4]).

ومما توصل إليه المؤلف الفاضل أن نشأة
الاستشراق اقترنت باتخاذ قرار بتأسيس عدد من
الكراسي لتدريس اللغة العربية واليونانية
والعبرية والسريانية في جامعات باريس
واكسفورد وبولونيا وافينيون وسلامنكا وبعض
الجامعات الاوربية من قبل مجمع فينا الكنسي
عام 1312م فاتحة لبداية الاستشراق.

ولابد من معرفة ان وطن النشأة الاول
للاستشراق كان الاندلس بعد الفتح الاسلامي
لها واستقرار المسلمين فيها عام 711م. حيث
استعرت قلوب المستعربين الذين آثارهم مدى
نفوذ الاسلام وقوة تأثير الثقافة الاسلامية
واللغة العربية في واقع الشعب الاسباني،
فتحركوا لمواجهته وسعوا لتفريغ محتواه. وقد
قامت الكنيسة الكاثوليكية بتأجيج الصراع
وتغذية الشعور المعادي للمسلمين، ومن ذلك
تصوير المستشرقين للعالم الاسلامي بأنه بشع
في عاداته، قبيح في اخلاقه، مليء بالبدع
والخرافات والانحرافات عن الدين السماوي
الحق.

وحين يقف المؤلف على مبدأ الاستشراق
يلخص بروزه في مسارين:

الاول: المسار الديني، ويظهر في سعي
الكنيسة لاسترداد اسبانيا من المسلمين،
واستعارة اسلوب المسلمين في الجهاد المقدس،
وبناء الحس الديني الرهف في ابناء اسبانيا.

الثاني: المسار الفكري والسياسي، وهو
فيما ينظر غلاة رجال الكنيسة إلى المسلمين من
أنهم محتلون غزاة برابرة وقد أوجد ضعف السلطة
الاموية فرصة سانحة لاثارة الفتن والحروب،
وتنامي الشعور القومي والحساسية العرقية
وبروز صراعات سياسية وقبلية بين المسلمين
العرب انفسهم، ومن ثم الدعم الذي قدمه
النصارى الاوربيون من الفرنسيين وغيرهم
للتصدي للانتشار الاسلامي في اوربا.

ثم عندما يكون الحديث عن الاستعراب
فبالرغم من وجود طبقة من المستعربين الذين
حسن اسلامهم ابان فتح الاندلس، وكانت لهم
مكانة علمية مرموقة وظهر فيهم العلماء
والادباء، إلاّ أن هناك طبقة اخرى تشبهوا
بالمسلمين ظاهرياً ولم يكن هذا كله يصرفهم عن
عدائهم الشديد للرسالة الدينية
والايديولوجية الاسلامية; ولذلك فقد برزت
فيهم ظاهرة الانتقام أو التقليل من شأن
الرسالة والفكر الاسلامي. وقد اشتد الصراع
بين العرب والمستعربين مؤطراً بالدين حتى
وصلت قوة العداء بين الطرفين إلى الحد الذي
دفع عمر بن حفصون إلى الارتداد عن الاسلام
والعودة إلى النصرانية لكي يستميل النصارى
إليه في قتاله ضد الحكم العربي. كما أن حركة
الترجمة من العربية إلى الاسبانية وإن كانت
لاغراض عقائدية إلاّ أنها لم تتحول إلى حالة
ثقافية شاملة إلاّ في القرن التاسع الميلادي.
وهكذا نشأ الاستشراق ليبدأ بالتكرس والتحول
إلى مؤسسة وفق خطط واهداف.

ومن نتائج المؤلف أن الاستشراق كان
الابرز في معادلة الصراع الحضاري بأشكاله
الدينية والسياسية والفكرية، لا سيما وأن
الاوربيين بشكل خاص ينظرون إلى كون المشرق
الاسلامي (ملكاً للامبرطورية الرومانية) يجب
استرداده. «وليس من المستبعد أن تكون حركة
الكشوف الجغرافية حول شواطئ العالم الاسلامي
قد جاءت بهدف السيطرة على المنطقة خدمة
للمصالح الاوربية الاستعمارية، ووفق هذه
الرؤية يمكن تفسير اعمال (هنري الملاح) أو (ماركوبولو)
أو (كريستوفر كولومبس) على أنها حلقة من حلقات
المؤامرة التي حبكت لاستعمار المشرق
الاسلامي»([5]).

وعالج الفصل الثاني المراحل والادوار
التي مرت بها الحركة الاستشراقية. وهي تنقسم
إلى:

المرحلة الاولى: الانفتاح لاحتواء
الحضارة الاسلامية وقد بدأت مقدمات
الاستشراق منذ بدايات الفتح الاسلامي
لاسبانيا حيث انفتح الاسبان والمستعربون على
المسلمين بشكل مدروس، وتمت ترجمة الكتب
الاسلامية، وكان لليهود منذ العهد المدني
أثرهم في خدمة هذا السبيل.

وهنا يقرر المؤلف خطأ تحديد الاتصال
الاوربي بالثقافة الاسلامية بنتيجة الحروب
الصليبية، كما كان للمسلمين في الاندلس ـ لما
عرفوا به من التسامح ـ أن يفتحوا خزائن
معارفهم ويستقبلوا طلاب العلم الاوربيين; وهو
الذي يفسر لنا نشوء الجامعات الاوربية على
غرار الجامعات العربية.

المرحلة الثانية: الفرز لاستلاب
الحضارة الاسلامية. حيث تم فيها اختيار
النظريات الفكرية التي تنفع في خدمة النهضة
الاوربية، ولذلك «بذل كبار رجال الاستشراق
جهدهم من اجل استثمار الحضارة الاسلامية
والفكر الانساني الاسلامي في بناء الفكر
والحضارة الاوربية والغربية»([6]).

المرحلة الثالثة: تغريب افرازات
الحضارة الاسلامية المستلبة. وهي التي تمثل
عصر النهضة الحقيقية لاوربا، وبها بلغت حركة
الاستشراق أوجها في تجربتها ومحاولة تغريب
الثقافة الاسلامية والعربية لاستثمارها من
قبل الغرب، وفيها تمت سرقة النموذج الثقافي
والحضاري في الحرية الفكرية والاخلاقية.
ويضيف المؤلف مسألة هنا في غاية الاهمية حيث
تعتبر من معالم هذه المرحلة، وهي محق هوية
وعوامل القوة والاصالة في الفكر الاسلامي
ومنهجه في الحياة.

المرحلة الرابعة: استعمار الشرق
وتطبيعه على الحضارة المغربة. حيث عمل
الاستشراق من أجل امتزاج البلدان الاسلامية
مع الحركة الاستعمارية، ولا سيما بعد منتصف
القرن التاسع عشر والنصف الاول من القرن
العشرين، وكان للمستشرقين الدور الكبير في
تطبيع الثقافة المغربة وتصديرها إلى البلدان
التي يُراد استعمارها. وقد بقي اثر هذا واضحاً
حتى بعد انتهاء الاستعمار العسكري.

وحين نقرأ الفصل الثالث تستقبلنا
المدارس الاستشراقية في موضوعين رئيسيين هما:

اولاً: خلفية المستشرقين.

ثانياً: المدارس الاستشراقية.

وفي الموضوع الاول نجد ما يثبت أن
الاستشراق استوعب اغلب التطلعات الحضارية
لاوربا ومهد لحركتها الاستعمارية في الشرق.
وذلك من خلال الخلفيات التالية:

اولاً: التبشير النصراني: وكان فيه
طابع الاحتقار للاسلام والمسلمين هو السمة
البارزة في هذا الاتجاه. ومن ذلك قول المستشرق
المنصّر الامريكي هنري جيسب: «المسلمون لا
يفهمون الاديان ولا يقدرونها قدرها. إنهم
لصوص، وقتلة، ومتأخرون وإن التبشير سيعمل
لتمدينهم».

ثانياً: بدأ المستشرقون يعتقدون أن
الاسلام الاصيل يشكل خطراً حقيقياً يقف سداً
منيعاً امام كل التطلعات الاستعمارية لدولهم
الاوربية في الشرق. ولذلك يشير لورانس براون
في كتابه: «إن الخطر الحقيقي كامن في نظام
الاسلام وفي قدرته على التوسع والاخضاع وفي
حيويته. إنه الجدار الوحيد في وجه الاستعمار
الاوربي».

ثالثاً: ونجد في النتيجة أن منهجية
البحث في حركة الاستشراق مؤسسة على الابتعاد
عن المسلك الالهي والمنطق العقلي الذي تتميز
به المدرسة الاسلامية، ولذلك نجد أن
المستشرقين يحاولون أن يجعلوا من خلال
كتاباتهم أن النبي محمداً مثلاً يتحدث بلهجة
المانية إذا كان المؤلف المانياً، وبلهجة
ايطالية إذا كان الكاتب ايطالياً، كما أنهم
يقدمون صوراً خيالية هي ابعد ما تكون عن
الحقيقة.

واخيراً نجد أن الخلفيات فيها تفسير
ما يمهد لعالمية اوربا وسيطرتها كقاعدة تأسست
عليها الحركة الاستشراقية العالمية.

وفي بحث المدارس الاستشراقية يتجسد
تقويم الجهد الاستشراقي في:

1 ـ استعراض ابرز الشخصيات العاملة في
حقل الاستشراق.

2 ـ اسس الجهد الاستشراقي.

3 ـ نماذج من الاعمال الموسوعية
للمستشرقين.

وفي ضوء ذلك يمكن تقسيم المدارس الى
نوعين:

الاول: المدارس الرئيسية الممتدة
لدراسة كافة الجوانب السياسية والاقتصادية
والاجتماعية وغيرها.

الثاني: المدارس الثانوية، وهي التي
انحصر نشاطها في فترات زمنية محدودة وكانت
لها رابطة مع احدى المدارس الرئيسية.

وبعد ذلك نجد المؤلف يفرد دراسة مفصلة
للمدرسة الاستشراقية الفرنسية باعتبارها
نموذجاً تجسدت فيه الاهداف العامة للمدارس
الاستشراقية. وقد وفق ايما توفيق في دراسته
لهذا النموذج حيث تطرق إلى النشأة بعد فشل
الحروب الصليبية، بعد أن كان لفرنسا الدور
الكبير في قيامها وقيادتها قرابة ثلاثة قرون.
على أن من المسائل التي ينبغي معرفتها أن اول
ترجمة للقرآن الكريم قد تمت في فرنسا وبقيت
محفوظة في دير كلوني بجنوبي فرنسا حتى سنة 1543م،
وأن اول مؤتمر عالمي للمستشرقين كان في باريس
عام 1783م، وغير ذلك من امور.

وأما المميزات الاساسية للمدرسة
الاستشراقية الفرنسية فكانت باختصار:

1 ـ العداء والحقد للاسلام ديناً
وللحضارة الاسلامية بكافة وجوهها ومعطياتها.

2 ـ الروح الصليبية النصرانية الغالبة
على كتابات المستشرقين الفرنسيين.

3 ـ تعميق الروح العنصرية للثقافة
الفرنسية في دراسات الاستشراق، وتمجيد حضارة
الاغريق، والحط من قيمة الحضارة الاسلامية،
والتقليل من شأن اللغة العربية (لغة القرآن
الكريم).

4 ـ نزعة التعصب الاستكباري في اغلب
الدراسات في هذه المدرسة.

ثم يجري الحديث عن مناطق نفوذ المدرسة
الفرنسية وعن صيغها واساليبها وتشكيلاتها
واثرها على الفكر الاستشراقي العام.

عود على بدء

ونعود هنا إلى حيث بدأنا الحديث في
مفتتح هذا المقال، حيث يبدو استعراض النماذج
التي تمثل ابرز الموضوعات مما ركز عليه
المستشرقون في دسهم وتشويههم كما هو في الفصل
الرابع. فالحديث هنا حول ما أثير بخصوص القرآن
الكريم وسيرة الرسول الاكرم(صلى الله عليه
وآله وسلم)، واهل بيته الكرام.

فأما الحديث الذي خص به القرآن فقد جرى
في وجهين:

الاول: محاولة ابراز النقص والخطأ في
الاسلوب والمحتوى القرآني من خلال ثلاث شبهات:

1 ـ ادعاء عدم الاعجاز القرآني نظراً
لان القرآن لم يراع نهج القواعد العربية
واصولها.

2 ـ اختلاف ما يتحدث به القرآن عن قصص
الانبياء كما وردت في الكتب الدينية الاخرى
كالتوراة والانجيل.

3 ـ ان اسلوب القرآن في تناول الافكار
والمفاهيم وعرضها لا ينسجم مع اساليب البلاغة
العربية لجعله المواضيع المتعددة متشابكة مع
بعضها البعض.

الثاني: محاولة اثبات أن القرآن
الكريم ليس معجزة بطرح الشبهات التالية:

1 ـ امكانية أن يأتي ذو المعرفة باللغة
العربية بمثل الكلمات القرآنية.

2 ـ أن العرب ممن عاصر الرسالة أو بعدها
بقليل لم يعارضوا القرآن بدافع الحفاظ على
اموالهم وانفسهم وليس لعدم قدرتهم البلاغية
مثلاً.

3 ـ المعجزة لا يكفي أن تكون معجزة
لجميع البشر عن الاتيان بمثلها بل يجب أن تكون
صالحة لان يتعرف جميع الناس على جوانب التحدي
فيها.

ثم كان من اهتمام المستشرقين الحديث
عن الوحي القرآني حيث انقسموا إلى قسمين:

الاول: حاول نفي الاعجاز لينفي بذلك
دليل الوحي الكاشف عن الارتباط بالغيب.

الثاني: حاول ابراز شخصية النبي محمد(صلى
الله عليه وآله وسلم) بأنها شخصية ذات ملكات
وقابليات نادرة.

والادهى في هذه الشبهات أنها اعدّت
فقرات في المناهج والبرامج الدراسية لبعض
الجامعات، وتبنّاها جيل من طلاب المستشرقين
ونجحت حركة الاستشراق في استقطاب مجموعة
كبيرة من طليعة الكتاب واساتذة الجامعات.
وربما لا يزال كثير من هذه المسائل قيد
الاثارة والاعتقاد لدى الجيل الحاضر. ومن
اولئك الدكتور طه حسين، والدكتور أحمد امين
وغيرهم كثير.

وهنا لابد من الاشارة إلى أن اغلب
ترجمات القرآن إلى اللغات الشرقية قد تم على
يد المستشرقين، حيث ترجم ترجمة كاملة إلى 79
لغة وترجمة ناقصة إلى 49 لغة، وكانت صياغة هذه
الترجمات باسلوب يساعد على استنباط مبادئ
مغايرة للنظريات الاسلامية، أو انها غير
ملتزمة وموافقة لاهواء الاستشراق.

وقد حاولوا البحث في القراءات الشاذة
وتشويه بعض الكلمات ووضعها على اساس من الحقد
والتعصب إلى غير ذلك.

واما سيرة الرسول(صلى الله عليه وآله
وسلم) واهل بيته الكرام فقد مارس الاستشراق
طريقة خبيثة لتدوينها مليئة بالتزوير باسلوب
ذكي متتبع لمفردات التاريخ الاسلامي
لاستقصاء موارد الشذوذ، والنفوذ من نقاط
معينة من رواسب الماضي الذي درج عليه الناس في
انحراف السلطات المتعاقبة التي ارتدت لبوس
الدين زوراً وبهتاناً. وقد كشفوا بذلك عن
حقدهم على الرسالة والنبي والائمة، فمثلاً
نجد (المونينيوركولي) يقول في كتابه (البحث عن
الدين الحق): «لقد وضع محمد السيف في ايدي
الذين تبعوه وتساهل في اقدس قوانين الاخلاق،
ثم سمح لاتباعه بالفجور والسلب، ووعد الذين
يهلكون في القتال بالاستمتاع الدائم
بالملذات في الجنة».

واما أهل البيت فمن النماذج التي
تناولت سيرتهم ما ورد في دائرة المعارف
الاسلامية تحت مادة (ابن تيمية) طعناً في عصمة
الامام علي(عليه السلام) من أن علي بن أبي طالب(عليه
السلام) اخطأ ثلاثمئة مرة، أو ما وصفوا به
الامام الحسن(عليه السلام)من الميل إلى
الشهوات والافتقار إلى النشاط والذكاء، وأنه
لم يكن على وفاق مع اخيه الحسين.

وبالنتيجة تمخضت الحركة عن ثلاثة
ابعاد اساسية:

الاول: مسح ميداني للشرق الاسلامي
فكرياً وحضاريا.

الثاني: التشويه الموضوعي للفكر
الاسلامي والحضارة القائمة وتركيز الاذهان
على تخلف المسلمين.

الثالث: النيل من العقائد الاسلامية
في القرآن وفي الرسول.

ثم قام المؤلف بدراسة مفيدة لنماذج من
كبار المستشرقين في منهج تناولهم للشرق
الاسلامي وهم:

1 ـ ارندجان فنسنك (1882 ـ 1939م) وهو مستشرق
هولندي قام مع زملائه بعملين مهمين هما دائرة
المعارف الاسلامية وفهرسة السنة، وقد اصدر
كتابين هما معجم بالانكليزية للالفاظ
الواردة في اربعة عشر كتاباً من كتب السنن
والسيرة نقل إلى العربية بترجمة الاستاذ محمد
فؤاد عبد الباقي وسماه (مفتاح كنوز السنة)،
ومعجم مفهرس لالفاظ الحديث النبوي الذي نشره
بالعربية وتوفي قبل اتمامه.

2 ـ صموئيل زويمر (1867 ـ 1952م) وهو مستشرق
امريكي كان له ميدان عمل في منطقة الشرق
الاوسط خاصة جنوب العراق ودول الخليج العربي،
وهو محرر المجلة الاستشراقية (عالم الاسلام)
وله مؤلفات عديدة منها (يسوع في احياء الغزالي)
وكتاب (الاسلام تحد لعقيدة). ومن اولى اعماله
عضويته للارسالية الامريكية العربية عام 1889م
ذات الاهداف التنصيرية، وقد ترأس عدة مؤتمرات
للتنصير العالمي عقدت في القاهرة والهند
والقدس.

3 ـ لويس ماسينيون (1883 ـ 1963م) من اكبر
مستشرقي فرنسا.

شغل مناصب كبيرة فقد كان مستشاراً
لوزارة المستعمرات الفرنسية في شؤون شمال
افريقيا، والراعي الروحي للجمعيات التنصيرية
الفرنسية في مصر. وقد اسدى في اعماله خدمة
للاستشراق في تشويه الفكر الاسلامي; ولذلك
يؤكد الكاتب الاسلامي مالك بن نبي في دور
ماسينيون قائلاً: «إن ماسينيون قد تفرغ آخر
حياته للتبشير، وقد مدّ وزارة الخارجية
الفرنسية بالمعلومات والتوصيات حول البلاد
الاسلامية وتهيئة العملاء والكتاب». ومما
يذكر عنه أنه زار بلاد العالم الاسلامي وكتب
الكثير عن رحلاته ونتائجها، وكان عضواً في
المجمع اللغوي المصري، وعضواً في المجمع
العلمي العربي بدمشق، وكان يجيد اللغات
العربية والفارسية والتركية والالمانية
والانجليزية، واستهواه التصوف الاسلامي فكتب
عن مصطلحات الصوفية واخبار الحلاّج، وعن ابن
سبعين الصوفي الاندلسي وعن سلمان الفارسي،
ونشر منتجات عربية خاصة بتاريخ الصوفية في
الاسلام، وتولى تحرير مجلة العالم الاسلامي
الفرنسية، وكتب كثيراً في دائرة المعارف
الاسلامية عن القرامطة والنصيرية والكندي
وفلسفة ابن سينا.

وكانت له عناية بطلابه وعشاق افكاره
ومن جملتهم (ميشيل عفلق) مؤسس حزب البعث
العربي الاشتراكي ومنظرّه الفكري. وقد قال
عنه ماسينيون: «إنه انبغ واعز تلميذ في حياتي».
ولعلّ اخطر ما طرحه عفلق واسس عليه فكر حزبه
مقولته: «الايمان قبل المعرفة».

واخيراً نجد ماسينيون من دعاة الكتابة
بالعامية وبالحرف اللاتيني، والهدف من ذلك
جلي، وهو ضياع اللغة الفصحى لغة القرآن
والحديث النبوي الشريف.

وعندما نصل إلى الفصل السادس يعرض
المؤلف نماذج من الدس والتشويه في الانتاج
الموسوعي للمستشرقين وهي: دوائر المعارف
البريطانية والامريكية ولاروس الفرنسية،
والموسوعة العربية الميسرة، وقاموس المنجد،
والموسوعة الاسلامية الميسرة، ودائرة
المعارف الاسلامية، حيث يتحدث عن هوية ابرز
كتابها وما ورد فيها من شبهات وردود حول ذكاء
النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) وأن
خياله عماد دعوته، وتناقض القرآن والتردد في
بعض آياته، وتأثر محمد(صلى الله عليه وآله
وسلم)باليهودية والنصرانية والجاهلية وما
استفاده منها في صياغة قرآنه، وأن شعائر
الاسلام وليدة ابداعات وتأثيرات متنوعة، إلى
آخر ما طرحه الاستشراق.

وقد كانت هذه المسائل التي تناولتها
دوائر المعارف المشار اليها بما تضمنته من
اثارات وشبهات مصدراً لتحقيق هدفين:

الاول: تأسيس ثقافة الشرق الاسلامي
على ضوء النظرة الغربية الهادفة الى تركيز
الاتجاه العلماني ومنطقه في تناول العلوم
والمعارف الانسانية (تغريب الثقافة
الاسلامية).

الثاني: خلق الارضية وتشييد اسس علمنة
الشرق الاسلامي ثقافياً ومنهجياً، واستعماره
سياسياً وحضارياً من خلال اعتماد الثقافة
المغربة في الجامعات والمعاهد والمدارس.

إلى هنا حيث نكتفي باستعراض محتويات
الكتاب تبدو اهميته من خلال ما يطلع عليه
القارئ الكريم من معلومات في غاية الاهمية
والاستقصاء والفائدة العلمية التي حاولنا ـ
ما امكننا ـ الحديث عنه بايجاز. على أن من
النافع جداً أن نسجل كلمة اخيرة:

1 ـ بالرغم من صدور العديد من الكتب
والبحوث حول حركة الاستشراق فانها كانت
تتناول دراسات في صميم هذه الحركة، أما
الاحاطة الوافية فقد وفق اليها المؤلف البارع
في تتبعه لمفردات فصول الكتاب بقدر يغني
القارئ بمعرفة تامة.

2 ـ التتبع الواعي لامهات الدسائس
والشبهات التي حاول المستشرقون في إنتاجاتهم
إلصاقها وإثارتها حول أصول الاسلام ونبيه
الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته
الطاهرين(عليهم السلام)، وبراعة المؤلف في
كشف مواردها وإبراز تهافتها والرد العلمي
عليها.

3 ـ كانت للمؤلف اشارات وانتباهات في
مطاوي البحث جديرة بالقراءة والاستفادة، وهي
إن دلت على شيء فإنما تدل على استيعابه الدقيق
ووصوله إلى نتائج ما كان يهدف إليه من عرض
الموضوعات العديدة باسلوب شائق ومنهج رصين.

4 ـ الكتاب يسد حاجة ملحة في نفوس ابناء
جيلنا الحاضر ويفتح لهم باب الاطلاع على
الحركة الاستشراقية في نشوئها واهدافها
ونماذج من تزويرها والشبهات المثارة من قبلها.
ولئن حاول البعض أن يكتب حول هذه الناحية
فإنها كانت تنظر إلى الموضوع من زاوية معينة،
بخلاف ما أحاط به هذا الكتاب. على أن قيمة كل
امرئ ما يحسنه، ومن المزايا التي يمكن أن نشير
اليها هو أنه ملا فراغاً كان ينتظر هذه
المبادرة الطيبة التي سجلها وعي المؤلف
الفاضل واهتمامه.

5 ـ من خلال عرض الكتاب حاولت الاّ اشير
غالباً إلى صفحات المصادر التي استقى منها
المؤلف بعض الاقتباسات رغبة في تشجيع القارئ
لمراجعة الكتاب للاستفادة منه مباشرة.

6 ـ اعتمدت طريقة تلخيص المضامين
الهامة التي تمثل المطالب الرئيسية التي
بحثها المؤلف في مطاوي بحثه القيم، ويجد
القارئ الكثير من نتائج كل بحث اثناء
المطالعة.

وفي الختام نبارك بالاعجاب والتقدير
صدور هذا الكتاب الذي سيتلقاه قراء العربية
باهتمام وعناية. واللّه الموفق للصواب.


([1])
العلامة المرحوم الشيخ أسد حيدر، الامام
الصادق والمذاهب الاربعة 3 : 379.

([2])
الامير شكيب ارسلان، حاضر العالم الاسلامي 1
: 100.

([3])
راجع ص32 وما بعدها من كتاب الشيخ المقدادي.

([4])
اقرأ ص27 من الكتاب.

([5])
انظر ص66 من الكتاب.

([6])
راجع ص74 من الكتاب. وقد ذكر المؤلف الجليل
جملة نتائج هامة.



/ 1