نهج أمیر المؤمنین (علیه السلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهج أمیر المؤمنین (علیه السلام) - نسخه متنی

السید علی الخامنئی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

من آفاق القيادة الاسلامية


نهج أمير المؤمنين((عليه السلام))


* ولي أمر المسلمين آية اللّه
السيدالخامنئي «دام ظلّه»

منذ قرون والعارفون ـ من المسلمين
وغير المسلمين ـ بشخصية أمير المؤمنين(عليه
السلام) المقدّسة يتكلّمون ويكتبون عنه الاّ
أنّ ما قيل ليس كافياً في بيان جميع أبعاد هذه
الشخصية الاعجوبة والنموذج للقدرة الالهية
الكاملة والكلمة التامّة للّه. وبديهي انّنا
سبب المشكلة غالباً، فنحن الذين لا يمكننا
تصوّر هذه الشخصية المعنوية والروحية، لضعف
أذهاننا واستئناسنا بالمقاييس الماديّة
والاناس العاديين. أجل أنّ بالامكان رسم
ملامح تلك الشخصية المعنوية العظيمة في الذهن
ببركة أقوال من هم بمستوى أمير المؤمنين أو
أعلى منه، وهو خاتم الانبياء محمد المصطفى(صلى
الله عليه وآله)، فقد وردت رواية من طرق غير
شيعية، انّ الرسول الاكرم(صلى الله عليه وآله)
قال لجمع من أصحابه: «من أراد أن ينظر الى آدم
في علمه والى إبراهيم في حلمه والى موسى في
هيبته والى عيسى في عبادته، فلينظر الى علي بن
أبي طالب». أي انّ علم آدم الذي ورد عنه في
القرآن قوله تعالى: (وعلّمَ آدمَ الاسماءَ
كلّها)، وحلم إبراهيم الذي قال تعالى عنه في
القرآن: (انّ إبراهيمَ لَحَلِيمٌ أوّاه منيب)،
وهيبة موسى التي كانت سطوة فرعون وعظمته
ضعيفة أمامها، وعبادة عيسى الذي كان مظهراً
للزهد والاخلاص والتعبّد للّه، وفي بعض
الروايات المنقولة من غير الشيعة أيضاً،
اُضيفت عبارة اُخرى وهي: «زهد يحيى بن زكريا».
كلها جمعت في هذا الانسان العظيم الذي نعتبر
أنفسنا من شيعته. وهذا الكلام يمكنه أن يوضح
لنا ـ الى حدٍّ ما ـ صورة عن شخصية ذلك الرجل
العظيم.

انّ ما يهمّنا بعد المعرفة الاجمالية
أو بعد معرفة أيّ درجة ممكنة لهذا الانسان
العظيم وسائر أولياء اللّه هو أن نلتفت الى
أنّ الامام هو ذلك المثل الاعلى الذي يجعله
اللّه على الارض ويبيّنه للبشر، ليعرف الناس
ما هي القدوة والاسوة وما هو الهدف الذي
يتحرّك نحوه.

فبمعرفة الامام يهتدي الانسان
الطريق، وهذا هو المهم، ولذا فالامام في
مفهومه الاسلامي الصحيح هو من يرشد الناس
بسلوكه وشخصيته وأفعاله الى الطريق المستقيم
بمقدار ما يرشدهم بلسانه وأوامره، أو أكثر.
وهذه مسألة مهمة; انّ أمير المؤمنين إمامنا
وإمام جميع المسلمين، أي انّ الجميع يعتقدون
به كإمام، ولكن ما معنى (الامام)؟، يعني أن
نلحظ أبعاد هذه الشخصية كالنموذج الرفيع الذي
نضعه أمامنا، ثمّ نحاول بناء شيء شبيه به، يجب
أن نروّض أنفسنا لتكوين شخصيتنا من حيث
السلوك الفردي، العلاقة مع اللّه، التعامل مع
الاخ المسلم في المجتمع، التصرف فيما لدينا
من أموال وإمكانات ووسائل من بيت المال، ومن
حيث التعامل مع الناس باعتبارهم مجموعة بشرية
نحن رعاتها وحكامها في جزء من حياتها، وفي
الاخلاص في العمل لاجل المحرومين مادّياً أو
ذهنياً أو علمياً أو عقائدياً، من حيث
تعاملنا مع دين اللّه، وكيف يجب أن ندافع عنه،
وكيف يجب أن نكون دقيقين تجاهه، من حيث معاملة
أعداء اللّه.

ليكن أمير المؤمنين(عليه السلام)
اسوتنا في جميع هذه الامور، ونسعى لنكون مثل
ذلك الامام. إذ كيف يمكن لاحد أن يدّعي أنّه من
شيعة علي بن أبي طالب، ويكون أمير المؤمنين(عليه
السلام) إمامه، بينما تكون علاقته القلبية مع
اللّه أقلّ أمر يهتمّ به، انّ الامام(عليه
السلام)صرف كلّ عمره في العبادة والعمل للّه،
منذ أول لحظة أشرق نور الهداية الالهية في
وجوده وحتّى تلك اللحظة التي نال فيها لقاء
اللّه، لم يغفل الامام لحظة عن عبادة اللّه،
وعن ذكر اللّه، وعن الارتباط باللّه، فقد كان
في ارتباط دائم مع اللّه، في الفرح وفي الحزن،
في الحرب وفي السلم، ليلاً ونهاراً، في
المسجد وفي الحكم وفي القضاء.

كان ذلك الانسان يحمل همّ ضعفاء
المجتمع في جميع لحظات وآنات الحكم والسلطة،
ويفكر بهم، وكذلك يوصي من يرسلهم الى أماكن
مختلفة كولاة وحكّام وسفراء وغيرهم بذلك.

فقد عهد الى مالك الاشتر بأن يبحث عن
اُولئك الذين لا تقع عيون أمثاله عليهم.
فبإمكان الاثرياء والاذكياء وأهل المناصب
والالسن الوصول الى أمثال مالك الاشتر، ولكن
هناك من لا يقدر على ذلك، حيث لا يملك الجرأة
ولا المال ولا من يعرّفه عنده، يقول(عليه
السلام) له بأن يبحث عنهم ويتفقّدهم.

فأمير المؤمنين(عليه السلام) يأمر
ولاته، وكان يباشر هذا العمل بنفسه، فيذهب
الى بيوت الفقراء ويطعم اليتامى بيده، حتّى
انّ شخصاً قال: انّ أمير المؤمنين(عليه السلام)
قد أطعم اليتامى بيده الى درجة انّنا كنّا
نتمنّى أن نكون يتامى. فكيف يدّعي شخص انّ
أمير المؤمنين(عليه السلام) إمامه في حين انّه
لا يتفقّد في فترة حكمه وسلطته ورئاسته ـ ولو
كانت رئاسة محدودة في منطقة من مناطق البلد ـ
المحرومين والفقراء والمستضعفين؟ وكيف يدّعي
انّ هذا الامام هو إمامه، وهو غير قادر على
تحمّل صفعة واحدة في سبيل اللّه؟ بينما كان
ذلك الرجل يحارب أعداء اللّه ليل نهار لتبليغ
الدين والعمل به، وشارك في جميع الحروب التي
قادها النبي(صلى الله عليه وآله) إلاّ في
حالات نادرة، كمعركة تبوك حيث أمر النبي(صلى
الله عليه وآله) عليّاً(عليه السلام) أن يبقى
في المدينة ويحافظ عليها، لانّ المدينة كانت
معرّضة للخطر، فأبقاه النبي(صلى الله عليه
وآله) في المدينة، لكن بقية الحروب أو أكثرها
كان مع النبي(صلى الله عليه وآله). كان حاضراً
الى جانب النبي(صلى الله عليه وآله)في الوقت
الذي هرب الجميع وفي أخطر وأحلك المواقف، كيف
يمكن لاحد أن يدّعي أنّه من شيعة أمير
المؤمنين لكنّه لا يجرؤ على الاعتراض على
أعداء اللّه خوفاً من سطوتهم وتجبّرهم؟

انّ الذين حاربهم أمير المؤمنين في
أيام خلافته وقبل ذلك كانوا أعداءً للدين،
وكانت لديهم سلطة سياسية وعسكرية، وكان لدى
بعضهم قاعدة شعبية ونفوذ ويدّعون الايمان
والتقدّس. كان البعض مثل الخوارج شبيهين ببعض
المتطرّفين المتظاهرين بالثورية، والذين لم
يعترفوا بأحد غيرهم، كالذين لم يعترفوا في
بداية الثورة بالامام كشخص ثوري. كان أمير
المؤمنين(عليه السلام) قد واجه اُولئك
وشتّتهم وقال بأنّه لو لم يحاربهم لما تجرأ
أحدٌ على محاربتهم.

هناك من يدّعون بأنّ الامام هو
إمامهم، ولكنّهم غير مستعدّين لان يقولوا
كلمة واحدة تزعج الاستكبار وأميركا، والذين
يظلمون اليوم مئات أضعاف ظلم المقتدرين
الفسدة في صدر الاسلام، ويرتكبون من الظلم في
يوم واحد ما يعادل الظلم الذي ارتكبه اُولئك
في عدّة أعوام. يقول هؤلاء أنّهم شيعة علي
وانّه(عليه السلام)إمامهم! فماذا يعني
الامام؟، هذا هو أمير المؤمنين(عليه السلام)
وهذه هي شموليته، وطبعاً لا يمكن توضيح
شموليته بهذه الكلمات.

اننا مثل ذلك الرسّام الطفيلي الذي
يريد أن يرسم وجهاً جميلاً لكنّه يرسم هيكلاً
جامداً، انّه(عليه السلام) أرفع كثيراً من هذا
الكلام، إلاّ انّ هذه الصورة الناقصة التي
نرسمها جميلة ورفيعة وشاخصة الى درجة انّها
تحيّر الناس، يجب علينا التحرّك في هذا
الاتجاه، وطبعاً لا يتوقع أحد أن يصل حتى على
بعد فرسخ من مستوى أمير المؤمنين(عليه السلام)،
وهذه حقيقة، وقد قلت قبل عدّة أعوام في صلاة
الجمعة: انّنا لا نقدر أن نكون مثل أمير
المؤمنين(عليه السلام)، فكتب أحدهم اليَّ
قائلاً: نعم لقد أَرَحْتم أنفسكم بهذا
الكلام، لانّكم ليس بإمكانكم أن تكونوا كأمير
المؤمنين(عليه السلام). كلاّ ليس الموضوع
هكذا، فقد ذكر أمير المؤمنين(عليه السلام)
نفسه في حديث له: «ولكنّكم لا تقدرون على ذلك»
فهو في القمّة، تصوّروا قمّة عالية، علينا أن
نصعد إليها، ولا نقول انّنا لا نصل اليها، بل
يجب التحرّك.

انّ أمير المؤمنين(عليه السلام) هو
اسوة للمسؤولين في المؤسسات الحكومية، في
أيِّ جهاز إداري وحكومي كانوا، سواء كانت
مسؤوليتهم صغيرة أو كبيرة. لقد أراد منّا أن
نؤدّي العمل بإخلاص، نؤدّيه للناس دون مِنّة.

انّ هذه الحكومة التي شُكّلت اليوم في
نظام الجمهورية الاسلامية بعد قرون هي حكومة
سائرة على نهج أمير المؤمنين(عليه السلام)،
أمّا الاخرون فيتحرّكون في الطريق المعاكس
وفي النقطة المقابلة لما كان يريده أمير
المؤمنين(عليه السلام). انّ هذه الحكومة تتحرك
على ذلك النهج، فيجب مساندتها والسير معها
وتأييدها وتذكيرها بعيوبها بصورة أخوية
ووديّة كي تتمكن من المحافظة على هذا الصراط
المستقيم. فكما كان القاسطون والمارقون
والناكثون يعارضون حكومة أمير المؤمنين(عليه
السلام)وكان الكفّار مِن خلفهم يخالفونها
وسعوا لمحاربتها، كذلك الحال هذا اليوم، من
الذي يدافع اليوم عن حقوق المسلمين؟

انّ جميع الشعوب في العالم تخفق
قلوبها للاسلام، ولكنها تتمكن من التحرك
وإبراز نفسها إذا دعمتها الحكومات، لكنها لم
يسمح لها بذلك أو سمح لها بندرة، أما هنا فإنّ
الحكومة تتحرّك الى جانب الشعب في هذه
الامور، ولهذا نلاحظ من يعارضها. انّ جميع
المشاركين في التآمر على فلسطين يعارضون حركة
الحكومة الاسلامية التي تستهدف العمل لصالح
الشعب الفلسطيني، وجميع الجلاّدين الملطّخة
أيديهم بدماء شعب البوسنة والهرسك الى
المرفق، يخالفون هذه الحكومة، لانّها طلبت من
شعوب العالم والشعوب الاسلامية دعم هذا الشعب
المظلوم، فلا يمكنهم تحمّل ذلك!.

كيف يسكت ويصمت اُولئك الذين يزعمون
أنّهم بشرٌ ـ ولا أقول الذين يدّعون الدفاع عن
حقوق الانسان، لانّهم كاذبون ـ على ما يتعرّض
له هذا الشعب، وما يتعرّض له الرجال والنساء
والاطفال من فتك على أيدي الصرب المتعصّبين
المعادين للبشر والفاقدين للمشاعر
الانسانية؟

انّ العالم الاستكباري يسعى اليوم
لبثّ اليأس في قلوبنا لمنعنا من مواصلة السير
على نهج أمير المؤمنين(عليه السلام) وفي طريق
الاسلام.

انّ أفضل وسيلة لمنع متسلّق من صعود
الجبل هو ان يقال له كذباً: لا يمكنك الصعود
الى القمّة لوجود المانع الفلاني، انّه يريد
الصعود إلى القمة ولديه هدف، ولكن ما ان يفهم
انّه ليس بإمكانه ذلك حتى يعود من حيث أتى،
ومنذ خمس عشرة سنة والاعلام السياسي في
العالم يحاول بثّ اليأس في نفوسنا.

انّ اليقظة والاتّكال على اللّه
والتوسّل بولي العصر (أرواحنا فداه)
والمحافظة على وحدة الكلمة والخوف من الله،
وعدم الخوف من العدو، مكّنكم من مواصلة هذا
الطريق. وفي المستقبل سيعينكم اللّه بمشيئته،
وسوف يكون هذا المجتمع الاسلامي ـ بفضل اللّه
ـ مجتمعاً نموذجياً من الناحية الماديّة
والمعنوية ليستقطب قلوب شعوب العالم.

/ 1