كلمه المركز
الكلمة
بسم الله الرحمن الرحيم الكلمه (كلمه فاطمه الزهراء عليهاالسلام) سيده نساء العالمين من الاولين والآخرين، من لدن آدم عليه السلام الى قيام يوم الدين. و كلمتها مظلومه كشخصيتها النورانيه المظلومه، فانها عليهاالسلام و بمنتهى الأسف اكبر و اعظم مظلومه فى هذه الأمه- بل فى الدنيا كلها- حيث منعوها- روحي فداها- حتى من الكلام حين كذبوها- والعياذ بالله- و منعوها من البكاء على ابيها العظيم صلى الله عليه و آله مع ان من الحق الطبيعى لكل انسان اصيب بعزيزه، ان ينعى عزيزه و يبكى عليه!يا ويلهم ما ضرهم بكاوها عليهاالسلام، و هى المنكوبه المكلومه، الحزينه على اعظم شخصيه وحدت على هذه الكره الترابيه، و اشرف خلق الله تعالى اجمعين من الاولين والاخرين. و كلمه سيدتنا فاطمه الزهراء عليهاالسلام هذه: هى جزء مكمل و مزين لابد منها لموسوعه الكلمه، التى جمعها و نسق مادتها سماحه آيه الله الشهيد السيد حسن الشيرازى- رحمه الله عليه و رضوانه- شهيد الكلمه الاسلاميه، والموقف الحق، و قضايا المستضعفين. و فاطمه الزهراء عليهاالسلام بنت رسول الله صلى الله عليه و آله التى نعتها الله تعالى فى كتابه بالطهاره و اثبت لها العصمه، لابد و ان تكون كلمتها مثلها فى الطهاره والعصمه و كذلك كانت، اذ هى عليهاالسلام بضعه غاليه من ابيها الرسول صلى الله عليه و آله فكلمتها جاءت من سنخ كلامه النورانى المسؤول، الا ان التاريخ و اصحاب الحديث ظلموها عليهاالسلام، حين أهملوا حديثها، وأهملوا الحديث عنها عليهاالسلام و راحوا يحدثون، و يروون حديث من لا يضاهى حديثه حديثها عليهاالسلام، بل ولا يصح ان يقارن كلامه بكلامها عليهاالسلام، كيف و هذه فاطمه الزهراء المعصومه بنص القرآن الحكيم من الخطا والنسيان، والسهو والاشتباه، ناهيك عن الكذب والاختلاق والوضع والافتراء!قال الله تعالى فى حقها و حق ابيها رسول الله صلى الله عليه و آله، و بعلها اميرالمؤمنين عليه السلام، و ابنيها الامامين الحسن والحسين عليهماالسلام، والتسعه المعصومين من ذريه الحسين عليهم السلام، كما اعترف به الفريقان من المسلمين: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا). و عليه: فهل المعصوم فى كلامه كغير المعصوم؟ فلماذا قالوا: خذوا نصف دينكم من فلانه، و هى غير معصومه باعتراف من علماء العامه، و لم يقولوا مثله على الاقل فى ابنه نبيهم صلى الله عليه و آله فاطمه الزهراء عليهاالسلام التى نطق القرآن بعصمتها؟ اذن: الا يكون اهمال حديث فاطمه الزهراء عليهاالسلام، و كذلك اهمال الحديث عنها، ظلما فى حقها عليهاالسلام؟ سواء كان هذا الاهمال مقصودا و متعمدا، ام كان عفويا و غير مقصود، فانه على كل حال ظلم لها ولكلمتها المسؤوله. و لولا هذا الظلم والجور الذى مورس فى حق اهل بيت النبوه والطهاره- لا سيما فى حق فاطمه الزهراء عليهاالسلام- لوجب علينا ان تاخذ عنها الكثير الكثير، من المسائل والاحكام، والاحاديث النبويه الكريمه، والروايات العلويه الشريفه ولكن ذلك الظلم والجور حرمنا الثكير من ذلك.ففى الزهراء عليهاالسلام ما يكفى عن غيرها، وكل النساء لا تكفى عن الزهراء عليهاالسلام كما ان فى الرسول الحبيب صلى الله عليه و آله و فى الأئمه الطاهرين من اهل بيته عليهم السلام ما يكفى عن غيرهم، و كل الرجال لا يكفون عن المعصومين عليهم السلام.فاخذ الماء من فم النبع يكون- بلا شك- اصفى وانقى، واطهر واحلى، واهنا وامرا. و انت يا اخى الكريم تمعن بهذه الروايات النورانيه- التى جمعها هذا الكتاب- و قارن بينها و بين الأحاديث المرويه عن غيرها، فلا شك انك ستجد الفرق واضحا و جليا، فاين النور من الديجور...؟ و اين الثرى من الثريا...؟ وأين الزهراء عليهاالسلام من غيرها...؟جامع الكلمة
ان جامع كلمه سيده نساء العالمين (فاطمه الزهراء عليهاالسلام) احد احفادها الكرام... والذى ينتمى الى كوثرها العظيم، والى الامام الرابع من ائمه اهل البيت عليهم السلام زين العابدين على بن الحسين عليه السلام، و بالذات الى الامام زيد بن على بن الحسين عليه السلام الشهيد و صاحب الثوره المعروفه. و هو سماحه آيه الله الشهيد السيد حسن بن مهدى الشيرازى (رحمه الله عليهما) ذلك الاديب اللامع، والشاعر الفذ، والخطيب المفوه، والعالم العامل، والفقيه المعمم، والشهيد المظلوم، الذى قتلوه و هو فى قمه العطاء الأدبى والفقهى، والفكرى والثقافى.قطفوه من الدنيا، كما تقطف الازهار من ياسمين و بنفسج، و كما تقطف زهرات اللوز والتفاح لهوا ولعبا، او ظلما و عدوانا، و لم يتركوه ينضح ليعطى لهم لوزا طيبا، او تفاحا شهيا، ياكلون منها ما يشاوون، و يدخرون منه الى اوقات الشده والضيق ما يشاوون، مريئا لهم، و دواء لكثير من عللهم و امراضهم المزمنه. و هذا ديدن الطغاه الجبارين، و جلاوزتهم الجاهلين، عبر العصور، و مر الدهور، و من ذلّ المتكبر الاول ابليس الذى تكبر عن السجود لادم عليه السلام و من بعده الحاسد الاول قابيل الذى قتل اخاه حسدا، و بغيا و عدوانا، لا لذنب اقترفه اخوه، لا... ولكن لقبول عمله- بسبب اخلاصه به- فقط عندالله. و ديدن كفره بنى اسرائيل الذين كانوا يقتلون بين المشرق والمغرب من كل يوم سبعين نبيا من انبياءالله، و يمارسون اعمالهم الطبيعيه و كانهم لم يفعلوا شيئا على الاطلاق، و هم الذين قتلوا نبى الله يحيى بن زكريا عليه السلام واهدوا راسه الى بغى من بغاياهم- والعياذ بالله-. و هذه الامه اخذت تسير بعد نبيها الكريم على ما سارت به الامم السابقه، مقتديه بها شبرا شبرا، و ذراعا بذراع، حتى ان اولئك لو كانوا قد دخلوا فى حجر ضب لدخلته هذه الامه،- على ما فى بعض الاحاديث الشريفه، فقد قتلوا الامام اميرالمؤمنين و سيد الوصيين على بن ابى طالب عليه السلام ظلما و عدوانا. و قتلوا سيده النساء فاطمه الزهراء عليهاالسلام و جنينها، الذى سماه رسول الله صلى الله عليه و آله و هو فى بطن امه: (محسنا)، و منعوها حتى من البكاء على ابيها صلى الله عليه و آله. و قتلوا الامام الحسن السبط عليه السلام بدس السم اليه عبر زوجته المغروره: جعده بنت الاشعث. و قتلوا الامام الحسين السبط عليه السلام واهل بيته واصحابه باجمعهم حتى طفله الرضيع عبدالله، و اخذوا حريم رسول الله صلى الله عليه و آله سبايا الى الكوفه و منها الى الشام. و هكذا استمر نهر الدم الطاهر، من ذالك الكوثر المعين، الزاخر بكل معانى الخير والفضيله، شهيدا بعد شهيد، و لا زال مستمرا، والكل يقدم فداء للعقيده، والمبدا الاسلامى الحنيف. و جامع هذه الكلمات النورانيه فى هذه الموسوعه المباركه، هو امتداد فى النسب والفداء والشهاده، حيث قتلته يد البغى والظلم التى امتدت من العراق الى لبنان و ذلك بعد ان اذاقوه انواعا من العذاب فى سجونهم المظلمه والظالمه بكل ما فيها. و من شده الظلم، و تعسف السجن والسجان، فان والده الشهيد آيه الله السيد حسن رحمه الله لم تعرفه حين ذهبت الى زيارته، فواسى فى محنته هذه محنه عمته المظلومه، السيده زينب العقليه عليهاالسلام التى لم يعرفها ذووها حين عودتها الى المدينه المنوره بعد واقعه كربلاء الاليمه، حتى عرفتهم نفسها.فالظلم فعل شنيع فى كلا الدارين- الدنيا والآخره- و ويل للظالم من المظلوم، لان يوم الظالم من المظلوم اشد من يوم المظلوم من الظالم... والظلم ظلمان فى يوم القيامه... و سيعلم الذين ظلموا- آل محمد صلى الله عليه و آله- اى منقلب ينقلبون.فسلام الله على سيده النساء فاطمه عليهاالسلام و على نسلها الطاهر المبارك، واللعنه الدائمه على الظالمين اينما حلوا... و كيفما اتجهوا...!؟صاحبه الكلمه
هى بضعه الرسول صلى الله عليه و آله فاطمه الزهراء عليهاالسلام.انه اسم عظيم و مقدس، ارتبطت به العظمه والقداسه منذ ان ارتبط هذا الاسم بشخصيه هذه السيده الطاهره، بنت رسول الله، و رحمه للعالمين محمد بن عبدالله صلى الله عليه و آله الوحيده. و قدسيه فاطمه الزهراء عليهاالسلام ذاتيه، نابعه من اعماق كيانها النورانى الذى فطرها الله عليها، و عجنها بها، و رسخها فيها، حتى تاهلت بذلك ان تنال و سام سيده نساء العالمين من والاولين والاخرين، من ابينا آدم عليه السلام و الى قيام يوم الدين.فالفيض الالهى، والتفضل الرحمانى الرحيمى، على هذه السيده الجليله، كان بعد ابيها رسول الله صلى الله عليه و آله و بعلها اميرالمؤمنين عليه السلام استثنايا و خاصا بها وحدها دون الخلائق اجمعين، فاين النساء من فاطمه الزهراء عليهاالسلام؟ لقد بهرت العقول والالباب، و خسات الانظار والابصار، عندما ارادت ان تتطلع على عظمتها، و ترنوا الى جلالها، لتعرف من هى فاطمه الزهراء عليهاالسلام، فانه لا احد يعلم من هى الا ربها وابوها وبعلها و بنوها الائمه الاطهار عليهاالسلام.او لم يقل رسول الله صلى الله عليه و آله بحقها: لولا على لما كان لابنتى فاطمه كفو آدم فمن دونه...؟ و اذا عرفنا ان رسول الله صلى الله عليه و آله كان يقول: المومن كفو المومنه... نعرف من ذلك ان لا احد يحمل ممن الايمان الرفيع واليقين الكامل، كالزهراء عليهاالسلام الا اميرالمؤمنين الامام على عليه السلام فقط. و اذا كانت الفكاءه بين الرجال والنساء بالقوام والجمال، او بالحسب والنسب، او بالغنى والثروه، او بالمال والمقام، او حتى فى اى مجال آخر من مجالات الحياه الاجتماعيه، الوارد فيها موارد الفخر والشرف، والفضل والامتياز.فكل ذلك الغاه الاسلام الحنيف، لان الفضل من يفوز بالجنه، والفخر بطاعه الله- عز و جل- و كل حسب و نسب مقطوع يوم القيامه الا حسب و نسب الرسول الاعظم صلى الله عليه و آله من ابنته الغاليه فاطمه الزهراء عليهاالسلام.ففخر النساء: هى فاطمه الزهراء عليهاالسلام. و لو ان نساء الارض اقتدين بفاطمه عليهاالسلام لارين الدنيا واهلها العجب العجاب، و لملانها بما يحير ذوى العقول و لدوخن المعموره باعمالهن الابداعيه والعلميه، والدينيه والايمانيه، و لفضلت الكثير من النساء على الكثير من الرجال.الا ان نساء العالم ضيعن المثل، فانتكسن و بئن بالفشل. و الشاعر يقول:
و لو ان النساء كمثل هذي
لفضلت النساء على الرجال
لفضلت النساء على الرجال
لفضلت النساء على الرجال
و هى اصل الائمه السلسله الذهبيه فى دنيا البشر الاحد عشر عليهم صلوات الله ما طلعت شمس او قمر.منزلتها عند ابيها: انها ام ابيها. و عند بنيها: انها خير منهم جميعا كما صرح بذلك الامام الحسين عليه السلام لاخته زينب الكبرى عليهاالسلام فى كربلاء. و عند البشر: انها امراه استثنائيه عاشت قليلا. و عند المسلمين: انها بنت الرسول صلى الله عليه و آله. و عند المؤمنين: انها جنه واقيه، و حصن حصين. و عند الموالين: انها قطب دائره الوجود و على معرفتها دارت القرون الاولى. و عند المخلصين: هى محور دوران الحقيقه كلها (فاطمه و ابوها و بعلها و بنوها).ففاطمه عليهاالسلام هى المحور والكل يدور حولها، و يستفيد من عظيم نورها، وقد خاطب الله سبحانه و تعالى نبيه الحبيب ليله المعراج و قال: لولاك لما خلقت الافلاك... و لولا على لما خلقتك... و لولا فاطمه لما خلقتكما...