تقديم الكتاب - فدک نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فدک - نسخه متنی

سید محمدحسن قزوینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تقديم الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

شاء لى الأخ الكريم: السيد مرتضى الرضوى ان أحوز شرف الإدلاء بكلمة «أكابد» تدبيجها لتكون بمثابة تقديم لهذا الكتاب الذى ما أراه فى حاجة قط إلى تقديم... و أقول: «أكابد» و أنا اعنى ما أقوله، بكل ما تنطوى عليه حروف اللفظة من مضمون، لأن تناول موضوع «فدك» من قريب أو من بعيد، هو معاناة حقة، تشق على المتناول أى مشقة، و كل مشقة... و كيف لا و إن المتصدى له- و لأمثاله من أمهات المسائل التاريخيه الإسلامية التى تنضح بالمبادى، و تثير الجدل، و لا يتعذر أن تتفرق عندها الآراء شيعا- لأشبه بمن يحاول أن يجتاز هوة سحيقة، متنقلا بين حافتيها على خيط أدق من الشعره، و أحد من الشفرة، لو أمن راكبه أن ينقطع فيهوى به من حالق لما سلم من نكاية الجروح!... و لست أغالى.. فلى فى هذا المجال تجربة قديمة، خرجت منها مغموزا فى رأيى، معطونا فى عقيدتى، من رهط- سامحهم الله! يرون فى كل إعمال فكر، و نقاش حر، و التزام بمنطق العقل، فى معالجه بعض الأحداث البانية لتاريخ الإسلام، خروجا عن الجادة السوية... و لم تكن تهمتى يومئذ التى بى ألصقوها، و من أجلها غمزونى و طعنونى، سوى أننى- فى كتابى: «الإمام على ابن ابى طالب»- قد عمدت إلى استقراء الوقائع و استنبائها ما تكن من مغازيها. و إلى تحصيل أقوال الرجال الذين صنعوها، أو أسهموا فيها، أو عايشوها...

فلما أن قادنى البحث والتقصى إلى رأى ارتأيته فى سلوك بضعة نفر من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه و سلم و معاصريه، أقروا هم به، و أعلنوه، قبل المئات العديدة من السنين من تناولى إياه و نظرى فيه، هاجمنى من ذلك الرهط من الكتاب المحدثين من استهواه نزغ الهجوم، فشنأنى شانئون، و تخرص متخرصون، و رمانى رماة بالتطاول الآثم على مقام طائفة رائدة- كأبى بكر و عمر و عثمان و معاوية وابن العاص و غيرهم- من ذوى القدمة أو البلاء أو المكانة فى المجتمع الإسلامى المتقدم، مشهود لهم- و لا أدرى ممن- بالعصمة!... و يشهد الله أننى، و إن عرضت لهم، لم أعرض بهم... و إن تناولت جوانب من حياة بعضهم، فتناولى لم يكن افتئاتا عليهم، و لا هضما لهم أو لغيرهم من صانعى التاريخ الإسلامى إبان فجره.. إنما قد رسمت صورهم بريشة ناقد لا حاقد. و ذكرت سيرهم مقرونة بالحق كما تبينته، و كما قادنى إليه اجتهاد بحثى... ما تأولت على أحد منهم غير رأيه. و لا تقولت غير قوله. و لا أخذتهم فرادى و جمعا إلا بالمعلوم المشهور من نصوص أحاديثهم و دعاواهم، و ضروب فعالهم و سلوكهم التى حفظتها لنا بطون الأسفار...

فكيف الام؟ و بأية حجة بحق على أن أوثم، و ما من إثم اقترفته فى حق أولئك «المعصومين!» يوجب التأثيم؟.

لئن كنت أشرت- و لا أنكر- إلى هنة فى تصرف هذا الفرد منهم، أو تصرف ذاك، فإننى كما سبق القول، لم أكن إلا ناقلا عنهم ذكر بعض ما فعلوه أو قالوه، واعترفوا بفعله و بقوله، بالسلوك الصريح واللسان المبين، و هم فى معرض اعتزاز و إدلال، أو بمقام تعليل و تدليل...

لكنه منطق الشنآن...

غير أننى الآن أتناسى ما كان، و أقتحم ما أرادنى الأخ، «الرضوى» على اقتحامه، فأجتاز الهوة من حافه إلى حافة، على ذلك الخيط الدقيق كالشعرة ، الحديد كالشفرة، لعلى أستطيع ان أدلى بكلمة حق، يشرفنى كل التشريف أن تتصدر صفحات هذا الكتاب الجليل، الذى يؤكد ذلك الحق الذى سلبته الزهراء...

لقد وجدتنى و أنا أتامل: كتاب «فدك» إنما كنت أتأمل حشدا من الأسانيد لإثبات ما ليس بحاجة إلى إثبات!!

ثم وجدتنى أيضا أتساءل: كيف السبيل إلى مقدمه تليق بأن تتصدر صفحاته، و تطالع قارئه بما ينبغى أن يقال فيه؟...

ان التقديم لهذا الكتاب فى حاجة إلى سعة كتاب!... و لا عجب...

فليست تكفى بضعه أسطر، و لا بضع صفحات للتعريف به حق التعريف، و إلقاء ضوء على جوانبه يضعه تحت الأعين على هيئة تقترب من نطاق التفهم الهادى ء، و فى إظار من حديث عقلى ميسر، يخاطب الذين ينكرون اتجاهه، أو يواكبونه على السواء...

ذلك أن أرض فدك- نحله كانت أو ميراثا- هى حق خالص لفاطمة لا يمكن المماراة فيه. و الذين يمعنون النظر فى نقاش أبى بكر للزهراء، لا يغيب عنهم أن الخليفة الأول لم ينكر على سيدة نساء العالمين دعوة النحلة، لكنه لم يقبلها بسبب افتقارها إلى سلامة العدد والنوعية فى شهود التأييد. و قد يرى راؤون ألا تثريب على الشيخ إذ فعل، لأنه أنما أبى الأخذ بشهادة منقوصة، او أبى الاعتداد بحيجة شهادة الزوج والأولاد. و لقد يرى راؤون أيضا ألا تثريب عليه، إذ قد عدا مقام فاطمة و على والحسنين- و إنهم لأهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا
فمال بهم إلى مرتبة من عداهم من المسلمين، الذين تجوز فيهم التهمة، و ترقى إليهم الشبهات...

لا تثريب عليه فى الحالين [ هذه مجاراة من الأستاذ فى الموضوع، و إلا ففى التشريع الإسلامى ان ذا اليد لا يطالب بالدليل كما تجد التفصيل فى نفس الكتاب. «مرتضى الرضوى» ]، كما يذهب ذاهبون، إن نحن أخذنا بنظرة يومنا هذا إلى الأمور، فرأينا أبابكر فى الأولى يمتثل حرفية القانون، و فى الثانية يلتزم جادة المساواة، أخذا بمقولة الا تنهض الشهادة إلا برجلين، أو برجل و امرأتين كنص الآيه الكريمة واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل و امرأتان ممن ترضون من الشهداء» [ البقرة: 282. ].. ثم سيرا على نهج التسوية فى التعبات بين المسلمين عامة، و خاصة، تطبيقا لحديث رسول الله حين جاءه من تشفع عنده فى سارقة ذات شرف، فأبى و قال: «لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها». و الرأى أن الأصل فى فدك أنها ملك خالص لرسول الله، يجوز أن تكون قد بقيت له حتى وفاته، و يجوز أن يكون قد أنحلها ابنته قبل الوفاة...

فإن كانت له فإنها خليفة بأن تؤول لفاطمة بحق الميراث.

فإن طعن بحديث: لا نورث [
قال المرحوم العلامة المحقق الشيخ محمود أبوريه فى كتابه: «شيخ المغيرة» الطبعة الثالثة لدار المعارف ص 169
«كنا نشرنا كلمة بمجله «الرسالة» المصرية عن موقف أبى بكر من الزهراء فى هذا الميراث، ننقل منها ما يلى: «إننا إذا سلمنا بأن خبر الآحاد الظنى يخصص الكتاب القطعى، و أنه قد ثبت أن النبى قال: إنا لا نورث. و أنه لا تخصيص فى عموم هذا الخبر، فإن أبابكر كان يسعه أن يعطى فاطمة رضى الله عنها بعض تركه أبيها، كان يخصها بفدك، و هذا من حقه الذى لا يعارضه فيه أحد، إذ يجوز للإمام أن يخص من يشاء بما شاء، و قد خص هو نفسه الزبير بن العوام و محمد ابن مسلمة و غيرهما ببعض متروكات النبى، على أن فدك هذه التى منعها أبوبكر من فاطمة لم تلبث أن أقطعها الخليفة عثمان لمروان.

«العدد 518 من السنة الحادية عشر من مجلة الرسالة»].» و قيل بل تسرى عليهما قاعدة الصدقة

حق أن نتساءل: و لماذا لم يعمل النبى فيها حديثه هذا فيتصدق بها و هو يعد على قيد الحياة؟...

لقد ثبت أنه صلوات الله عليه، كان يملك قبيل وفاته سبعة دنانير، خاف أن يقبضه الله و هى فى حوزته فأمر أهله أن يتصدقوا بها، و ألح عليهم... فلما أن أنساهم أمرها تلهفهم عليه، لم تنسه هو حشرجته، فطاردهم بسؤاله عن المال حتى جاءوه به. و عندئذ وضعه فى كفه و قال:

«ما ظن محمد بربه لو لقى الله و عنده هذه!».

ثم أمر فتم التصدق بها على الفقراء...

فهل يمكن القول بأن رسول الله- الذى لم يغفل عن الدنانير على قلتها- يغفل أمر الأرض و هى أكثر الكثر؟

أم يمكن القول بأن الصدقة مقصورة على المال السائل، أو المال المنقول، مصداقا لقول الله فى محكم التنزيل:

«والذين يكنزون الذهب والفضة و لا ينفقونها فى سبيل الله...؟

كلا لم يتصدق محمد بفدك لأنها لا تقع فى مجال تطبيق ذلك الحديث المنقول عن أبى بكر، فلم تكن ملكا له، بل كانت ملكا لسواه... ملكا لابنته الزهراء، لم ينازعها فى ملكها أحد من الناس كما هو ثابت فى التاريخ. و مع ذلك فالحديث فى هذه القضية بطول و يطول إلى ما يفيض عن حدود مقدمة تلم الماما بموضوع الكتاب. و لعل الله أن يهيى ء لنا فسحة قابلة لإسهاب يفى بمناقشة تتناول المسألة بالتفصيل.

الاسكندرية: ديسمبر 1975 م عبدالفتاح عبدالمقصود

المؤلف فى سطور

هو آية الله الملك العلام: السيد محمد حسن الموسوى القزوينى نجل العلامة الجليل السيد محمد باقر الشهير ب(الحاج أقامين) ابن العالم التحرير ميرزا مهدى أخ المرجع الدينى صاحب (الضوابط).

يتصل نسبه من جهة أبيه إلى الإمام موسى بن جعفر عليهماالسلام، و من جهة الأم إلى الامام السبط الحسن بن على بن أبى طالب عليه السلام. وجده لوالديه العلامة السيد محمد المجاهد ابن صاحب (الرياض). و لد فى كربلاء المشرفة سنة 1296 هجرية يوم عرفة، و نشأ فيها بين أسرته العريقة.

تلقى مبادى ء العلوم فى كربلاء على أساتذة قديرين، و تفوق على علمى الفقه والأصول.

هاجر إلى النجف الأشرف فى سن الثانية والعشرين من عمره الشريف سنة 1319 ه لبلوغ درجة الاجتهاد، حيث النجف الأشرف حاضرة العلم و معقل الفقه والاجتهاد، فأخذ يرتاد حلقات الدروس العالية، و اختص بعدد من شيوخ العلم و أساطين الفن.

تتلذ على يد المحقق الخراسانى فى الفقه، و لازمه مدة عشر سنوات إلى أن توفى أستاذه رحمه الله، و كتب محاضراته فى الفقه والأصول بدقة و إتقان. و تتلذ- أيضا- عند الفقيه الأعظم السيد محمد كاظم الطباطبائى- طاب ثراه- و لازمه ما يقارب خمس سنوات، كما تتلذ عند العالم التحرير الشيخ هادى الطهرانى فى أصول الفقه فترة و جيزه حتى أدركت أستاذه الوفاة، و تتلذ- كذلك- عند آية الله شيخ الشريعة المتوفى سنة 1339 هجرية.

هاجر من النجف الأشرف إلى سامراء: بعد سنة من وفاة أستاذه المحقق الخراسانى صاحب (الكفاية) أى فى سنة 1329 هجرية، و كان ذلك فى عهد الإمام الميرزا محمد تقى الشيرازى زعيم الثورة العراقية. و كانت سامراء- يومئذ- حاضرة للعلم والفضيلة، و مكث هناك ثلاث سنوات جمع- خلالها- قسما من تقريرات أستاذه (الآخوند) فى الفقه والأصول و كتب- أيضا- شرحا مزجيا على متن (اللمعة الدمشقية) طبع منه كتاب الطهارة. و بقى- هناك- محورا للعلم والتدريس. و عندما نشبت الحرب العالمية و انعكست أوضاعها على الحوزات العلمية قفل راجعا إلى سقط رأسه كربلاء المشرفة، و ذلك بعد وفاة والده المقدس سنة 1330 هجرية.

الف: (هدى الملة إلى أن فدكا نحلة) طبع فى النجف الأشرف 1352 هجرية و (البراهين الجلية فى دفع تشكيكات الوهابية) طبع فى النجف الأشرف أيضا. و (المناهج الحائرية فى نقض كتاب الهداية السنية) أو (التحفة الإمامية فى دحض حجج الوهابية) و كتاب (الإمامة الكبرى والخلافة العظمى) [ طبع الجزء الأول منه فى النجف الأشرف- العراق، بمساعى و جهود صاحب الفضيلة الخطيب السيد مرتضى القزوينى المقيم حاليا فى الكويت «الناشر» ]، فى ثمانية أجزاء، طبع الجزء الأول فى النجف الأشرف سنة 1377 هجرية. و بقيت الأجزاء الأخرى مخطوطه- و قد ألف هذا الكتاب برغبة من أستاذه المحقق الخراسانى ردا على كتاب «منهاج السنة» لعبدالحليم بن تيمية.

توفى المؤلف السعيد فى كربلاء المشرفة يوم 28 من رجب سنة 1380 هجرية و دفن فى مدرسة «البقعة» و شيعته العيون بالدموع، والقلوب بالحسرات، و أصيب الإسلام بفقده ثلة و خساره لا تعوض، ولكن آثاره الخالدة، و خدماته الإسلامية و دفاعه عن الدين و أهل بيت سيد المرسلين أبقته حيا خالدا على مر العصور.

مقدمة المحقق

باقر المقدسى

ليسانس فى اللغة العربية والعلوم الإسلامية
من كلية الفقه فى النجف الأشرف

بسم الله الرحمن الرحيم

توفى النبى صلى الله عليه و سلم و استولى أبوبكر و حزبه على الخلافة الإسلامية، و امتنع الهاشميون و شيعتهم من الانقياد للحزب الحاكم فرأى الحاكمون تقوية أنفهسم و إضعاف الجبهه المعارضة لهم بكل وسيلة فوضعوا اليد على أهم مواردهم الاقتصادية و هى «فدك»، و ما أفاء الله على رسوله فى المدينة و ما بقى من سهم رسول الله بخيبر و سهم ذى القربى. و كانت الزهراء فاطمة صاحبة النصيب الأكبر فى هذا... و من هنا تقدمت للطلب بحقها فى ثلاث دعا و متلاحقة هى: دعوى النحلة، دعوى الميراث، دعوى سهم ذى القربى، ولكن القوم أخذوا الاحتياطات الكافية لصدها عن حقها، والغاصب للخلافة مع تلك النصوص المتكاثرة يسهل عليه غصب ما سواها مهما كان بيد الزهراء من مستمسكات و بينات، و مهما كان لديها من شهود إثبات. و نحن بعد أربعة عشر قرنا ليس من السهل علينا معرفة ملابسات هذه الدعاوى الثلاثة نظرا لقلة ما بأيدينا من أخبار تلك المحاكمات، و سببه أمران، الأول : لأن الخصم والحكم كانت السلطة نفسها، والثانى: لأن المورخين أعرضوا عن ذكر أمثال هذه الأمور و اخفوا معالمها إما رغبة او رهبة، فلم يصل إلينا من أخبارها الا النزر اليسير مع تلاعب الايدى و الأهواء فيها، ولكننا مع هذا كله سنبذل الجهد للكشف عن الحقيقة، و لمعرفة ذى الحق فى المنازعات التى جرت بين الزهراء و غاصبيها، اعتمادا على الأخبار الواردة فى هذا الباب، و استنادا إلى القواعد الشرعية الحاكمة فى هذه المنازعات، و اننا نستعرض الدعاوى الثلاثة للزهراء حسب ترتيبها التاريخى.

دعوى النحلة: و كانت تدور دعوى النحلة حول فدك بأن رسول الله أنحلها إياها فى حياته، و هى قرية تبعد عن المدينة مسافة يومين أو ثلاثة، أرضها زراعية خصبة، فيها عين

/ 22