أزل و البندقیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أزل و البندقیة - نسخه متنی

عبدالحمید بن هدوقة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الهموم الذاتية أو النظرة الفردية لبطل
القصة ويركز على "الأيديولوجية" ويقارن
بين مفهوم الدولة الإسلامية والدولة
العصرية ويقوم برصد المفهومين من خلال
صحافي أجنبي.
ومن هذا اللون القصة : "الأزل والبندقية"،
فهي تعالج موقف شاب فقير انضم إلى الأفغان
في حربهم المعروفة ثم يعود إلى أرض الوطن.
على أن المؤلف يعود إلى الحديث عن هموم
الفرد مثلما نلحظ في " الذاكرة المثقوبة"،
حيث ينسى البطل حتى اسم زوجته ويربط بين
الحرية واسم المرأة حورية.
ومن أجمل قصصه قصة "رمانة الساقية" ورغم أن
قصة: "حلم الصيف" تعالج قضية الوحدة
المغاربية، فإنها من ناحية تعبر عن رؤية
الكاتب العروبية، ومن ناحية أخرى فإنه لم
يعمد إلى الخطابية المعروفة في مثل هذا
النوع من القصص ومثلها قصة "الأب -
البندقية" التي تنتقد الرأي الواحد الذي
يعتمد على الضغط والتخويف.
والقصة الأخيرة " أطلقوا النار على
الكلمات" تلح على فكرة أن المثقفين
والكتّاب هم الذين يحركون المجتمعات
والفئات المحرومة التي ترفض الظلم
والاستبداد ويسوق هذا بدون مبالغة أو
صراخ.
ثم في المجموعة : محاولات شعرية تعالج
قضايا خاصة وعامة بأسلوب شفاف وهادئ، وهي
سمة نلحظها في القصص أيضاً بحيث نجد الروح
الشاعرة هي الخط الذي يربط بين هذه القصص
في المجموعة إلى جانب الرمز الذي يوحي
بأشياء كثيرة في المجموعة إلى جانب صفاء
اللغة وبساطتها وتمكن الكاتب من أدواته
الفنية المختلفة من وصف وسرد ورسم
للشخصيات بريشة أديب متمكن من عملة الفني.
وبعد : فهذه مجرد انطباعات كما ذكرت، وهي
في الحقيقة تحية مودة وتقدير الأديب نذر
نفسه للأدب وللوطن وللعروبة.
إنها تحية لجهوده الإبداعية الممتازة
والمتميزة.
وتعبير عن الوفاء لصديق أجلّه وأقدّر فنه.
الدكتور عبد الله الركيبي
سفير الجزائر بدمشق
دمشق في 10 / 10 / 1995
الوصية
زجاجة " السيروم "تقطر برتابة وانتظام
قطرة قطرة، قلب المريض ينبض نبضاً
متثاقلاً .
أحد "الأبناء" الجالسين هناك راح يعد
قطرات المصل النازل من الزجاجة إلى
الأنبوب البلاستيكي المثبت بذراع المريض.
أحد الأطباء يراقب خريطة النبض على جهاز
بغرفة الإنعاش.
الأجهزة الطبية على أهبة للتدخل في أيّ
لحظة لتقدم للمريض مايحتاجه من عون.
المريض ينظر إلى الزجاجة نظر الميت،
لاخفقة، لارعشة، على شفتيه ابتسامة
حوّلتها رغوة السيروم إلى اصفرار ساخر.
إنه حيٌّ بكل ذرات روحه، لكنه لا يستطيع
الكلام، لا يستطيع الحركة.
"الابن " الأول في عينيه دمعتان تلمعان
يقول في نفسه: "لو انقطع السيروم عن تغذية
هذا الجسم - الهيكل لانتهى الأمر !"
"الابن" الآخر يفكر : " إنه حتى لو بقي بلا
سيروم لما مات! لأنه هكذا هو، يتحدى الموت
دائماً، لايموت! ".
"الابن " الثالث تنغصه قضية الوصية، تشغل
كل خواطره، "المأساة، لو لم ينطق، يموت قبل
كتابة الوصية!"
"الابن " الرابع في المرحاض...
"الابن" الخامس بالمطبخ يطارد إحدى
العاملات!
"الابن " السادس يغط في نومه، إنه يرى في
المنام عزرائيل ملك الموت قد جاء لقبض روح
الأب، لكنه غلط، فقبض روحه هو بدل الأب!،
إنه في كابوسه، ذاك يحاول الخلاص!
"الابن " السابع يسبح - على الطريقة
العربية - في مسبحة من ذهب...
"الابن " الثامن : "لا يموت! يريد أن يبقى
وصياً علينا إلى الأبد !"
"الابن " .....
المريض ينظر إلى الزجاجة، الزجاجة تتحوّل
إلى ثريا ضخمة منيرة بجامع الأزهر، على
ضوئها تتشكل حلقة من الطلاب المسلمين،
يتوسطها أستاذ أزهري في عمامته وجلبابه
الطويل.
ملامحه تشع ذكاء وحيوية، أخذ يقرأ قصيدة
من الشعر الحر، قدمها له الطالب (المريض).
الشيخ يقرأ على الطلبة القصيدة، بعدما
قرأها لنفسه:
" أقسو على نفسي ،
أهجر اولادي وبيتي..
أهجر زوجتي
أنسى حبي الكبير وأنا صغير
أهجر خمري وملذاتي
أحيي ليالي في خلوتي
أحادث نفسي بالأغنية الجديدة،
بالحياة الجديدة.
حيث الأفق والشاطئ يتعانقان،
بأذرع وردية - لازوردية!

/ 50