أبارتید الصهیونی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أبارتید الصهیونی - نسخه متنی

حمد سعید الموعد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


حمد سعيد الـموعد
الأبارتيــد الصهيوني
- دراســـــــة -
إهداء
إلـى ولـدي..... ياسـر ومحمـد
مقدمــــة..
إن مقارنة المشروع الاستيطاني الصهيوني
في فلسطين بالتجارب الاستيطانية
الأوروبية في الولايات المتحدة، كندا،
أمريكا اللاتينية، جنوب إفريقيا،
استراليا، الجزائر جنوب شرق آسيا،
روديسيا (زيمبابوي حالياً) موزمبيق، كينيا
وانغولا تبين لنا أن القاسم المشترك
الأعظم بين هذه المشاريع الاستيطانية هو
أنها رافقت، أو جاءت بعد حملات استعمارية،
كان هدف المستوطنين فيها دعم المستعمرين،
من جهة واستغلال السكان المحليين، إلى
أقصى درجة ممكنة. من جهة أخرى، وفي أحيان
كثيرة نجحت الهجرات الجماعية الكبيرة من
المستوطنين الذين ينتمون إلى الدول
الأوروبية الاستعمارية في تحقيق السيطرة
السياسية في الإقليم القريب، ومن يسكن
فيه، وفي النهاية أعلنت الكيانات
الاستيطانية التي شكلت ما يعرف بالأمم
المتحدة قيام دولة أو دول المستوطنين،
سواء تم القضاء على السكان المحليين
وإبادتهم، كما جرى في الولايات المتحدة،
كندا واستراليا، أو اخضعوا بفعل آليات
السيطرة والقهر لدولة المستوطنين، كما
جرى في جنوب أفريقيا، موزانبيق، روديسيا
والكثير من دول المحيط الأطلسي والهادي.
إلى ذلك، إن النظرة الصهيونية إلى السكان
العرب في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي
فلسطين بشكل عام، هي استمرار لنظرة
الاستعمار الأوربي في القرن التاسع عشر
والنصف الأول من القرن العشرين إلى سكان
المستعمرات، فقد اعتبرت شعوبها أقل شأناً
ويستحقون أن يمارس الاحتقار ضدهم وبشكل
علني، وأن تسند إليهم مهمة القيام
بالأعمال الحقيرة في المجتمعات التي
يسيطر عليها المستوطنون، وثمة فارق بسيط
هو أن الصهيونية تـتــبع منهجاً مختلفاً
هو أقرب إلى عقيدتها، وينبع من التفوق
اليهودي المزعوم، من خلال الدعوة إلى عزل
العرب تمهيداً لإجبارهم على الخروج من
الأرض التي يعيشون فوقها.
ولقد استفزت الممارسات العنصرية
للمستوطنين، حتى في بدايات المشروع
الاستيطاني الصهيوني في فلسطين، بعض
المتنورين من قادة الحركة الصهيونية
أنفسهم، مثل احادها عام، الذي قال في
تقرير كتبه عام 1891: (إنهم يعاملون العرب
بروح العداء والشراسة، ويمتهنون حقوقهم،
ويحرمونهم من ممارستها، ويوجهون لهم
الإهانات، ويسيئون إليهم دون مبرر، حتى
إنهم يفاخرون بتلك الأعمال الخسيسة).
وثمة وجه آخر للمقارنة بين التجربة
الاستيطانية في كل من جنوب أفريقيا
وفلسطين، وذلك فيما يتعلق بالنظرة إلى
الأرض، ففي فلسطين، أنشأت المنظمة
الصهيونية العالمية الصندوق القومي
اليهودي عام 1901 ليكون المالك الوحيد للأرض
التي تستولي عليها المنظمة الصهيونية،
وهكذا، وكلما اتسعت رقعة الاستيطان
الصهيوني، لا تتناقص مساحة الأرض المحددة
للعرب فحسب بل وينحصرون في مناطق معينة
يصبح فيها من المتعذر عليهم العيش خارجها.
تماماً كما جرى في جنوب أفريقيا، إذ
استهدف الاستيطان هناك تجميع السكان
الأصليين في بقع محصورة لا يجوز لهم أن
يتملكوا أو يعملوا خارجها. واللافت للنظر
أن الكيانين الاستيطانيين المذكورين
استخدما الأساطير والمقولات المؤسسة
المستمدة من التوراة التي تؤيد التفوق
العرقي وعدم المساواة بين الأمم والشعوب.
وبشكل عملي، يؤدي التشابه في بنية ووظيفة
التجربتين الاستيطانيتين في جنوب أفريقيا
وفلسطين إلى خلق الأداة نفسها ـ المستوطن
الأبيض الذي يؤدي الوظيفة ذاتها ويلعب
الدور نفسه. ويعلق الصحفي الإسرائيلي
جبرائيل شنكر في مقال نشرته صحيفة عل
همشمار بتاريخ 12/5/1976 بقوله: (اليهودي في
إسرائيل وبشكل خاص، اليهودي الغربي، يلعب
الدور الذي يلعبه الأبيض في جنوب أفريقا،
والعرب في ظل الاحتلال هم في وضع مماثل
تماماً لوضع السود في أفريقيا، اليهودي في
إسرائيل = الأبيض في جنوب أفريقيا = مستوطن
أجنبي = رب عمل مستغل = ناهب وعنصري. العربي
في إسرائيل = الأسود في جنوب أفريقيا =
مواطن أصلي = عامل مستغل، منهوب يتعرض
للتمييز العنصري).
ولا بد لأي إنسان أن يستنتج أن الأبارتيد
في كلا البلدين هو النظام السائد وهذه هي
المقولة الأساسية التي يحاول الكتاب
اثباتها.
منهج البحث:
خلافاً للرأي السائد، فالأبارتيد ليس فقط
مجموعة من القوانين والتشريعات التي تشرعن
التمييز ضد الآخرين، إنه نظام سياسي /
اقتصادي واجتماعي، وهو جزء لا يتجزأ من
/ 84