أطول رسالة فی العالم نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أطول رسالة فی العالم - نسخه متنی

نیکول سشینی غاوس؛ ترجمة: وفاء شوکت

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أما فيما يخصّني، فلا تتوقعي سماع
اعترافات خارقة، ولكنك سترين أني قد دخلت
هذا العالم بقدمي اليسرى !
لقد كنت أعتقد أن والديّ متوّفيان، لأن
جدتي كانت تجعلني، دائماً، أتلو صلاة
صغيرة لهما. كما كنت أعتقد أن حادثاً وقع
لهما في قطار، على السكة الحديد.
وكنت أقول لنفسي، دائماً : كان من سوء حظ
والديّ أنهما ركبا هذا القطار بالذات "
وهذا فقط. ( عندما تكون صغيراً، فإنك لا
تسأل نفسك أسئلة كثيرة ).
وحلّ اليوم الذي جاء فيه " آرتوربون "
الأبله، ليسألني: لماذا أدعى " نيقولا
دولوز " أي : " دولوز "، مثل جدي وجدتي، ومثل
أمي، وليس مثل أبي.
لقد تطلب ذلك مني بعض الوقت لأتحقق من أن
ذلك ليس شيئاً طبيعياً.
أنتِ تعرفين، هنا، في " برامفان "، كل
الناس يعرفون منزل " دولوز " وعائلة " دولوز
" وتجرأت يوماً، وواجهت جدتي بهذا
الموضوع، فاحمّر وجهها. أكثر من العادة،
قليلاً، ثم أمسكت بيدي، وقالت :
- تعال، سنتحدث عن هذا مع جدّك.
لحسن الحظ، لم يكن عند جدي زبائن، فأمكن
أن يستقبلنا فوراً، كما لو كنا على موعد
مسبق، وجلسنا في مكتبه. بدأت جدتي : "
نيقولا، يريد أن يعرف لماذا يدعى " دولوز "
؟ وفهمت أنهم سيعلمونني شيئاً مهماً،
فللدخول إلى هذا المكتب، يجب دفع بابين
مدروزين بالمسامير، الواحد بعد الآخر. إنه
مكان لم يسمح لي إطلاقاً بالدخول إليه
بحرّية، بسبب الزبائن.
عطس جدي، ثم أوضح الأمور لي كما يلي :
- " إن هذا بسيط جداً يا نيقولا : إن الطفل
عموماً يحمل اسم والده، ولكنه يستطيع أن
يحمل اسم أمّه، إذا لم تكن متزوجة. بفضل
هذا، كما ترى، عندي حفيد يدعى باسمي، أنت
تدعى " دولوز "، لأن أمك كانت تحمل هذا
الإسم، وعندما ولدت أنت، لم تكن قد تزوجتْ
أباك بعد. وقد حصل حادث القطار بعد ولادتك.
وعندما أصير في عداد الأموات، سوف يبقى
نيقولا دولوز آخر على الأرض ( إن جدي يدعى
أيضاً نيقولا ). هل تريد معرفة المزيد حول
هذا الأمر، مادمنا نتحدث فيه ؟ ".
- معرفة المزيد ؟ كلاّ، شكراً ! كنت أستطيع
أن أسأل : لماذا والديّ لم يكونا متزوجين ؟
لكن هذا القدر من الشرح كان يكفيني ذاك
اليوم. حتى إنني فكرت أنه لم يكن ضرورياً
لهذا الحد، الذهاب إلى المكتب، لأسمع
أقوالاً بسيطة كهذه، ولم أُعِدْ إلى فتح
هذا الموضوع بتاتاً.
قد تعتقدين أن أهلي عاشوا فترة قصيرة من
الزمن فقط، أو أنهم بالكاد وجدوا. لكنني،
في الحقيقة، لم أكن أفكر بهم كثيراً، حين
كنت صغيراً. وبعد ما بدأت أكبر، أمكن أن
تتضّح لي بعض التفاصيل الغامضة، وبمحض
الصدفة مثلاً، في المقبرة - حيث كنت أذهب،
مع جدتي أغلب الأحيان، كان فقط اسم أمي
وليس اسم أبي. في البداية ظننت أنه قد دفن
في قريته، ثم شيئاً فشيئاً، فهمت ( لا أعرف
كيف، صدقيني ) أن أمي أنجبت طفلاً، أي أنا،
وأنها توفيت في قطار نعم هكذا، لكن أبي لم
يكن عندئذ معها، لأنه لم يكن هناك أب، بكل
بساطة ؟ والآن، حتى لو أنني أعرف أنه يوجد
بالضرورة أبٌ في مكان ما، كيف تريدين أن
أهتم به، بعد كل الذي يجري في البيت. إن
جدتي قد توفيت، ياشوكس !
أبي موجود، ولكنني لا أعرف من يكون !
أنا موجود، وأبي لا يعرفني.
آمل ألا يكون شخصاً سيئاً أو أحمق ! وأن
يكون بصحة جيدة. هذا كل ما أستطيع أن أفعله
لأجله.
إنني أفضل أن أفكر بك على أن لا أفكر به. إن
هذا يدخل السرور في نفسي. أستطيع أن أحلم
كيف ستصبحين بعد أن تكبري !
شوكس،
انتهيت الآن، من إعادة قراءة مقدمة
رسالتي، وأنا خائف من أن تشفقي علي، أو
تظني أنني عشت طفولة تعيسة مثلاً، لهذا
أود أن أثبت لكِ العكس !
أن ترزق امرأة غير متزوجة طفلاً أصبح
أمراً مألوفاً، بالرغم من كل شيء في وقتنا
الحاضر.
وإن يقع حادث قطار، هذا ممكن أيضاً.
أن يفقد المرء جدته، هذا أمر عادي.
إنني لم أتألم من شيء أبداً، في حياتي .
عدا هذه الأيام بالتأكيد !.
حسناً، ياشوكس، إنني إذ أكتب هذه
التوضيحات، فلكي تعلمي أنني عشت دائماً مع
جدي وجدتي، وهما لم يكونا أبداً عجوزين،
بالرغم من كونهما جدّين، عدا هذه السنة،
ربما. هذه السنة السيئة !
لقد حدث ذلك بكل هدوء، الصيف الماضي،
بهدوء شديد لدرجة أني لم ألحظه، كانت جدتي
تسعل، وكانت تعبة، تعبة كثيراً، وصارت
تبقى في سريرها أو مقعدها فترات أطول و
أطول. وبدأ الشعر الرمادي يغزو رأس جدي،
ولكن، كيف أعبر عن ذلك ؟ إن جدتي كانت
دائماً هي جدتي، حتى إني أشعر بالسعادة
لأنني كنت أعلم أنني سأجدها في البيت، فور

/ 19