كلمة الرسول الأعظم (صلى الله وعليه وآله) - کلمه الرسول الاعظم (صلی الله وعلیه وآله) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کلمه الرسول الاعظم (صلی الله وعلیه وآله) - نسخه متنی

حسن الشیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

كلمة الرسول الأعظم (صلى الله وعليه وآله)

تأليف
آية الله السيد الشهيد حسن الشيرازي
كلمات الرسول
كلمات الرسول نورُ بيانٍ*** قطّرته
السّماء في أنوارهْ
وارثُ الرّوض1 بالرّياحين أولى***وبأكنافه
وطيب ثمارهْ
ليس بدعاً أن تنظمَ الدّرَّ في السلـ***ـك
فهذا الضياء بعض نهارهْ
تجتليه العيونُ صُبحاً جديداً***وتغوصُ
الألباب في آثارهْ
أُمّةُ الضّاد حسبها في المعالي***أن
تُحلّي بحبكةٍ من دِثارهْ
مُنقذُ الدين من مناةٍ وعزّى***والحجى من
جُموده واجترارهْ
ذلك الثّائرُ السّماوي كان الـ***ـدهر
يفني آناءَه في انتظارهْ
أيقظ الخاملين في كلّ قُطرٍ*** غاب حقُّ
الحياة عن أبصارهْ
بيروت في 4 تشرين الأول سنة 1966
بولس سلامة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، حمداً لم يسبق إليه السابقون.
والصلاة على محمد وآله،
صلاة لم يفز بها الفائزون.
مقدمة
عندما ننبش في تاريخ الفكر الإنساني، عن
كلمات الحقّ، التي نلجأ إليها عبر الأحداث
والمناقضات، تتألّق كلمة الرسول الأعظم
(صلى الله عليه وآله) في ذروة التراث
الإنساني، من نتاج الفكر والذوق
الأصيلين، سواء ما وصلنا عن طريقه
المباشرة - أو على لسان عترته الطاهرة - وهو
اليسير اليسير، أو ما توارى عنّا في عهود
الرّدة والانتكاس وهو الكثير الكثير.
فالنبي، الذي كان قائد دولة، ورسول دين،
ومؤسّس أمّة، يكون قوله وفعله وتقريره
حجّة وسنّة، لو سُجّلت سننه كلّها لوسعت
آلاف المجلدات، ولكن أبادت معظم سننه،
الأحقاد التي تسلّلت إلى القادة،
والمضاعفات التي تسرّبت إلى الرواة، فظهر
رجل منع الرواية عن رسول الله، ورجل أحرق
كتب الرواية عن رسول الله، ورجال سلّطوا
السيف والسوط على الرواة عن رسول الله،
ورجال كمّوا أفواه المحدثين عن رسول الله،
وسواء أكانوا يفعلون ذلك دفاعاً عن رسول
الله، أو عداءً لرسول الله، فإن الذي لا
يمكن التشكيك فيه، هو أنّهم أفنوا من تراث
رسول الله الكثير الكثير، وما أبقوا منه
سوى اليسير اليسير.
غير أن هذا القدر اليسير اليسير، الذي وصل
إلينا عبر الطوفان هو أضخم رصيد ورثته
الإنسانيّة من مصادر الفكر والإلهام،
بحيث لو تمزّقت دونه الستائر، لشعّ حتى لم
تبق على الأرض قطعة من ظلام.
ومن الطبيعي أن يكون النبي الأكرم (صلى
الله عليه وآله) أغنى مصادر النور، فهو
أعلى القمم البشريّة، الذي لم تطمح إلى
مطاولته العبقريات في لحظات جنون
الكبرياء، متى يطال إنسان تبلور حتى خشعت
له غرر الملائكة، وانتجبه الله - بجدارة -
سيّد أنبيائه، وأقرب عباده إليه، ثمّ منحه
رسالة السماء الكاملة، التي لم يُؤثِر بها
مائة وأربعة وعشرين ألفاً من الأنبياء،
وخوّله قيادة البشر حتى الأبد، فإذا هو
خاتم أقفلت بعده السماء. وإذا أمّته خير
أمّة أخرجت للناس.
والرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)
إنسان تبرعم عن قلب الصحراء مع البراعم
التي تتفتّق تحت أنداء الفجر، والرمال
التي تتبلور على وهج الشمس، والرياح التي
تثور لتسوّي الكثبان والوهاد، حيث ينتحر
التكلّف، فتعيش الطبيعة أقصى انطلاقاتها،
وتبلغ الفطرة أوج نضجها، فإذا بصلابة
الجلاميد، تشدّ على أعصاب التهاميّ، وإذا
بوميض البروق يضطرب في عينيه، وإذا بلهيب
الهجير يجري في عروقه، وإذا برسالة السماء
تنطلق على لسانه، وإذا بالأميّ يدوّي بصوت
يكرّس كلّ ما في السماء من خير ونور، فيصوغ
من شعب الجاهليّة شعب المعجزات، وإذا
بالبدو الرّحّل ينتشرون في أرجاء العالم
لقيادة الشعوب، فيمتدون بصوته في كلّ
اتجاه، حتى يغرقوا فيه كلّ عرش وتاج، وإذا
بظلّ اليتيم يحوم بأجنحته العريضة في
الآفاق، فيكتنف مطلَّ الشمس، لينتعش تحته
الضعفاء، ويتهافت الجبّارون.
ثمّ ما هي البلاغة في أروع انتفاضاتها؟
أليست هي العبقريّة التي تنفجر على ألسنة
العباقرة، على نحو ما تتفتّح في أعمالهم؟
وإذا كان جميع العباقرة أدباء - تختلف
مستوياتهم الأدبية، بمقدار ما تختلف
درجات مواهبهم - فماذا يمنع الرسول (صلى
الله عليه وآله) أن يكون سيّد الأدباء
أجمعين، كما كان سيّد الأوّلين والآخرين؟
أو ليس هو الإنسان الوحيد، الذي أصبح
الأدب على لسانه معجزة نبوّة، تحدّث
البلاغة البشريّة، بكلّ ما أمكن العنف
والاستفزاز، فأنابت إليه صاغرة مذعنة،
يسربلها خشوع الإيمان، بعد أن كان الأدب -

/ 125