یعلقنی قمراً و ینام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

یعلقنی قمراً و ینام - نسخه متنی

عمر إدلبی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بلا جهةٍ
إلا روحي.

لا بدَّ من ألطافها
الحسنى
لتفتح قلبَها،
فالسورُ من روحٍ وريحانٍ،
وبابُ القلب مرصودٌ
بشالٍ من حريرْ.
لا بدَّ من ألطافها الحسنى
لتصبرَ،
إن تجلّى وجهُها،
وتكشَّفتْ أنوارُها لكَ،
وانجلى بحضورها السرُّ المنيرْ.
هي ذي دمشق، فعلِّذذم الخطواتِ
كيف تسير فوق الماءِ،
قبل دخول محراب العبيرْ.
سيكون ظلُّكَ من رذاذِ
مائلٍ للعطرِ
إن مسحَتْ جبينَك بابتسامة غيمها،
فدمشق
منذ تشكّلَ النورُ السّماويُّ
اصطفت وجهاً لها
من ثوبه.
ودمشق منذ تطاولَ الغيمُ الرشيقُ
على السماءِ
تخيّرت قدّاً لها من سكرهِ.
ودمشق من أسمائها الحسنى
ارتأت للياسمين بياضهُ،
ودمشق
منذ تأمّلَ اللهُ العليُّ الكونَ،
كي يسقيهِ،
فاض بعينها حزنٌ شفيفٌ،
ثم كان الماءُ، وانسَرَبَ البكاءْ.
لم تكتمل بعدُ الحكايةُ،
فالحزينةُ بعد ناياتٍ طوالٍ،
عذَّبتها الريحُ،
فانتبذت لأنَّتِها نحيباً خافتاً،
وغدت إذا وصفوا ـ الغريبةََ،
حين غرَّبها اشتعالُ القهرِ
بين شفاهها،
شامي الجميلةُ، والحبيبةُ مثل أمي
لم تعد تهدي لأحلامي عصافيراً مذهبةً
فمن أبقت لنا هذي السماءْ؟
كانت،
وكنت أريقُ دمعَ خطايَ
بين يدي شوارعها
وها إنّي أريقُ
على سطور حريقها
كلماتِ روحي.
**

مساءً
كما عادة الغرباءِ،
تعلّقُ وحشتَها قربَ قنديلِ أغنيةٍ
وتضيءُ ثرياتِ بابِ السلامْ.
مساءً
كما عادة الوردِ لا يكتم العطرَ
تترك عنوانها لغريبٍ
يفتّشُ عن سرّهِ،
وتنامُ الغريبةُ
لا كالقصائدِ مسكونةً برماد حرائق
شاعرها،
فدمشق حرائقها لا تنامْ.
يدور الضياءُ بقبَّتها
وتسلّي صبايا النجومِ
برنَّة خلخالها
وهي تذرع خدَّ المساءِ
إلى أن يفيقَ الحمامْ.
ينام الحمامُ على راحتيها
فتسهر كيما يطولَ المنامْ
لها أن تسمى ـ إذاً ـ قمراً
ولها أن تكون مبلّلة بالغيومِ
كما ينبغي لسماءٍ
فكيف تسمى الغريبةَ؟
كيفَ أحاطَ بغرَّتها كلُّ هذا الظلامْ؟
مساءً
ومثل غريبٍ
سرائرُهُ تتنزّهُ في دمعهِ
والشوارعُ خاليةٌ من سوايَ،
أريق خطاي إلى حلمٍ،
وأعلّقُ في الليل قنديلَ روحي.
***

بَكَت الشوارعُ

عندما ودّعتها بخطايَ
وانهمرت على أثوابها دررُ المطرْ.
بكت الشوارعُ صدّقوني
والمساء بكى على كتفي
ولومٌ ماطرٌ
نثرته في صدري ارتعاشاتُ الشجرْ.
هل دمعها هذا الرذاذُ؟
أمِ السماءُ تحبها مثلي
لتهرقَ كلَّ ما في بيتها من كوثرٍ
حزناً على أحزانها؟
هل دمعها؟
أم أن نهراً في أعالي الغيبِ
غادر ضفتيهِ
ومدَّ منديلاً نديَّاً فوق خديها

/ 18