یوم بکی الشیطان نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

یوم بکی الشیطان - نسخه متنی

نور الدین الهاشمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

حتى تعرف مقدار ما جلبه لي أخيراً من قهر فمن هذا المال الذي تسمّونه أنتم حراماً انطلق. كانت البداية بضع كروزات إلى صندوق فصناديق إلى شاحنة صغيرة فقاطرة ومقطورة. ولما ضاقت خزانته بالمال نصحته بصدق إبليسي وقلت:

يا عفيف عليك أن تطّور الحال إلى تجارة أرفع وربحها أسرع ففهمها على الطاير وانغمس في التجارة التي تسمّونها ممنوعات يجلب ما خفّ وزنه وغلا ثمنه . وحين قرأ صدفة في إحدى الصحف المغرضة المفترية أنّ أحد الشبان المدمنين قد مات واتّهموا زوراً بقتله تجّار المخدرات أسرعت أهمس لـه:

لا يقلقك هذا الإدعاء فهو افتراء وعليهم أن يشكروك لأنّ ما تهديه إليهم ينسيهم الهموم ويحملهم إلى عالم الأحلام والنجوم ولا يموت أحد إلاّ في يومه وهذا مقدر لـه ولستَ الوحيد الذي يجلب هذه المخدرات . فارتاح لـهذا التفسير ونسي بعدها تماماً شيئاً تسمّونه بغباء الضمير، وأعجبتني جداً مبادرته حين قرن تجارة المخدرات بتجارة العملة الصعبة فصار يشفط اليورو والين والدولار ويعيدها إلى بلادها بكّل أمان، وبعد أن فاض عنده المال وصار لديه أرصدة وشيكات وبطاقات اعتماد وأسهم وسندات همست في أذنه:

يا عفيف . فصرخ في وجهي لأول مرة مهدّداً:

عفيف بك إذا سمحت! فاعتذرت لـه مسروراً عن قلة الأدب وقد تملكني الطرب وتابعت:

آن لك يا عفيف أن تغسل أموالك كما يقول هؤلاء المتشدّقون وأن تقوم بأعمال شريفة كما يزعمون . فسألني:

ما رأيك في مكتب استيراد وتصدير؟! فأجبته دون تفكير:

هذا نعم الرأي والتدبير . وانقلب عفيف إلى تاجر دولي يُحسب لـه ألف حساب وينتقل كالذباب النشيط بين ماليزيا والصين وكوريا وتايوان ويجلب للوطن أحسن النفايات. فتركته عدة سنوات بعد أن اطمأننت إلى عمله بما يرضيني. ولكن حين زرته في إحدى المرات لمحتُ نار الحسد في عينيه ولما سألته عن السبب قال:

أيعجبك أن يزاحم سيارتي موكب مسؤول تتقدمه الموتيسكلات وتلحق به السيارات ويلوّح لـه الرجال والأطفال والسيدات وهو لا يملك عُشرَ ما أملكه ويتمّنى رضائي ولا يدرك . فطيّبت خاطره وقلت لـه:

معك حق فقد آن الأوان كي تحمي مالك بالمنصب والسلطان ومادمت تملك هذا المال فأنت واصل لا محال . فشكرني على هذه النصيحة وضمّني ضّم عشيقة. ورشّح نفسه في البداية لمجلس الأعيان وأرشدته كيف يخدع قطيع الجماهير فيبدو مدافعاً عن المظلومين مهرولاً من أجل الملهوفين لاطماً خدّيه من أجل العاطلين . ممزقاً ثيابه من أجل المشردين . متبرعاً من أجل المساكين . داعياً من أجل نصرة الدين فاقداً وعيه لأخبار فلسطين فتّمت الانتخابات والتهم أعلى الأصوات وهاهو الآن كما ترى يحتفل في قصره بهذا النصر المبين. صمت الشيطان ودموعه تسيل مدراراً من عينيه الماكرتين ويرتجف ذيله المعقوف ألماً وغضباً. فاستجمع عبد الله بعضَ الشجاعة وقال مواسياً:

ـ أنت مخطئ يا حضرة الشيطان كان الأجدى بك الآن أن تفرح بنجاح مُريدك ولا تحزن. وهنا لطم الشيطان وجهه وشدّ قرنيه وصرخ:

ـ أفرح.؟!! ألا ترى ما كتبه هذا الناكر على بوابة القصر؟! انظر ماذا كتب (هذا من فضل ربي). ثم أجهش الشيطان بالبكاء وتبعه عبد الله باللطم والعواء. حوارية السيد والعبد ـ خطواتك صارت ملتوية يا مطيع احذر أن تتعثر فتحطم صحن الكريستال وتفسد بالطعام السجّادة الكاشانية. ـ أنا آسف يا سيدي أقسم لكم بأن ساقيَّ قد انحنيا في خدمتكم. ـ اسكب يا مطيع ـ حاضر سيدي. ـ يداك ترتعشان يا مطيع احذر أن تلوث بالطعام غطاء الطاولة. ـ يرتعش كلّ مخلوق أمام هيبتكم سيدي. ـ لقد ناديتك مرتين عند استيقاظي ألم تسمعني؟ ـ كنت في المطبخ أشعل الموقد يا سيدي. ـ لا لا لقد أصبح سمعك ضعيفاً يا مطيع.

- نعم يا سيدي فقد فني في الإصغاء إلى أوامركم. ـ وجهك شاحب كوجوه الموتى يا مطيع. شحب وجهي من شدة الخوف عليكم يا سيدي أزعجتني البارحة بسعالك طوال الليل. ـ معك حق يا سيدي فقد ضاق صدري ليوفر لكم المزيد من الهواء النقي ـ هيا خذ بقايا الطعام وانصرف انتظر يمكنك أن تأكلها ـ شكراً يا سيدي

- توقف ـ ما الأمر يا سيدي؟ ـ انحناؤك لم يعد يرضيني أبداً يا مطيع ـ ليتني أستطيع الانحناء أكثر ولكن ظهري قد تيبس من طول الانحناء لكم يا سيدي.

/ 22