يا للعجب - عالم غریب فیه الانسان العجیب نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عالم غریب فیه الانسان العجیب - نسخه متنی

عدنان حسنی تللو

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

يا للعجب

الرحالة العربي

عدنان حسني تللو

عالــــــــــــم غــــــــــــــريب فيـــــه الانســـان العجـــيب

وطبعـــه المــــريب مـــع حـــوادث وذكـــريات الــــزمن

- مــــقالات -

مقدمة

حينما بدأت أكتب شعرت وكأن أناملي تتحرك بسرعة لأنها التقت مع صديق طال غيابه وهو العقل والفكر كان اللقاء مشجعاً لهذه الذكريات مع القلم الذي حملته تلك الأنامل حيث بدأ يفيض على الصفحات بعض ما رأته عيناي ووعته ذاكرتي منذ كنت في السابعة من عمري إلى أن قدر لي طواف العالم. وحتى الآن ما زال في قلبي (غصة وحسرة) لأنه لم تتح لي فرصة متابعة العلم والدراسة بسبب الظروف الطارئة ووجود المحتل الغاصب الذي أغلق المدارس وحرمني وأمثالي من الشباب نعمة العلم والتعمق في فهم ومعرفة قواعد وإملاء اللغة العربية. ولولا الجهد الشخصي الذي بذلناه وبعض الرفاق لما تسنى لنا جميعاً أن ننطق ونتكلم بشكل مقبول تلك اللغة العظيمة الثرية بمعانيها وألفاظها ونغماتها . ومع ذلك ما زلت أنا شخصياً أحاول أن أتعلم وأتابع دروسي في فهم ومعرفة اللغة وعندما كنت أكتب مقالاً أو قصة أو رواية كنت أشعر أنها ستلقى قبولاً عند كل صاحب فكر وعقل وتدخل بسرعة إلى أعماق القلب في معناها وأصول كتابتها دون رقيب أو خبير في علم القواعد والإملاء ومنذ زمن وأنا على حالة من القلق في كل ما أكتب وعندما أعرض رسالتي على أحد الأدباء أسمع منه يقول لي:

شيء عظيم بالنسبة للقصة ورواية الحديث ولكن هناك بعض الأخطاء اللغوية يجب الانتباه إليها حتى تأتي الكتابة بشكل أجمل وأدق وأحسن للقارئ والسامع ومن يهمه الأمر. حاولت كثيراً ونجحت بعض الشيء ولكني لم أصل بعد إلى الحد المطلوب أشعر أنني ما زلت طفلاً في بحر اللغة والتقاط القلم والتعامل مع الورق والنظر إلى الحروف السوداء وفيها بعض مما وعته ذاكرتي. ومع ذلك لم تضعف همتي ولم تخني شجاعتي ولم أخف من أن أخطئ كان همي الوحيد هو متابعة الكتابة لعليَّ أنجح بعض الشيء في تصويب وتحسين تلك الخطوط الناتجة من الطاقة الفكرية حتى أجد راحة النفس والضمير وإن كنت أستنير في كتاباتي بتلك الشمعة الصغيرة وأقول على وجهها المتراقص خيرٌ لي مع هذا القبس من النور أن أكتب وأكتب من أن ألعن هذا الظلام وأقف عاجزاً مكتوف اليدين. ظاهرة التسول منذ حداثتي وأنا أعرف أن مدينة دمشق هي من أكثر المدن المشرقية أماناً واعتدالاً، وأشدها جمالاً وإن أهلها متضامنون ومتماسكون لدرجة تكاد تكون معها خالية من المتسولين في منتصف هذا القرن الذي مضى‍‍!! كان عدد سكانها لا يتجاوز ثلاثمائة ألف نسمة وقد درجت العادة عند زعماء الأحياء أن يطرقوا أبواب الفقراء ليقدموا إليهم ما تيسر من الرزق في رمضان المبارك، والمناسبات السعيدة الأخرى وفي بعض الأحيان إذا شاهدوا متسولاً يعملون على إطعامه وإمداده بالمال اللازم كي يقضي حاجته ويؤمن مستلزماته وقد يفردون له مسكناً خاصاً إذا كان لا معيل له ولا ملجأ كي يعمل ويستغني عن التسول وكسر النفس ويعيش حياة عزيزة كريمة. وأحياناً كنت أشاهد سيارة الشرطة وهي تتوقف أمام المتسول تقوده إلى السيارة مع من هم على شاكلته؟؟ لترسلهم إلى موطنهم الأصلي ثم تأخذ عليهم تعهداً بأن لا يعودوا مرة ثانية إلى سابق عهدهم من (التسول) وللمتسول أساليب عديدة لاستدرار شفقة ورحمة الناس . وكثيراً ما شوهوا وجوههم بأصباغ وضمادات وافتعلوا الكسور في أطرافهم واتبعوا (حيلاً) كثيرة من أجل دفع المواطنين لإعطائهم بعض النقود والطعام. ومرة شاهدت بعيني امرأة جالسة على الأرض وفي حضنها طفل رضيع وهي تستعطي الناس . وتطلب أن يجودوا عليها /بحسنة/ /كرمال هالصغير/!! كانت تظهر ثديها ثم تضغطه كي ينساب حليبها مدفوعاً إلى الأمام /كنافورة الماء/ منظر مؤلم جعلني أتوقف كي أفعل شيئاً من أجلها . ولكن استوقفني رجل قال:

بهمس لقد اتصلت الآن برجال الأمن وهم في طريقهم إلينا انتظر!! وحتى لا تفوتني رؤية ماذا سيعملون انتظرت وأنا على مضض وخوف على هذا الرضيع ولما جاءت /الشرطة/ اقتادتها إلى المخفر فتبعت رتلهم ولشدة عجبي ودهشتي أن علمت من أفراد الأمن وبعد التحقق أن الولد مستأجر! من ذويه وهي تضعه على حضنها بعد أن تسقيه (الخشخاش) كي يذهب في سبات عميق!! ثم تفتعل

/ 42