ولایة الفقیه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ولایة الفقیه - نسخه متنی

عبدالله جوادي آملي

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ولاية الفقيه آية الله جوادي الآملي

بسم الله الرحمن الرحيم

وإياه نستعين

مقدمة البحث

1 ـ إن هداية كل موجود متناسبة مع كيانه الخاص، ولأن الموجودات غير متساوية بلحاظ درجة الوجود، فإن تربيتها تكون مختلفة أيضاً؛ فبناء الصناعات المعدنية، وتربية النباتات والكائنات الحية ليست متساوية مع تربية المجتمع الإنساني، وكذلك فإن القوانين الحاكمة على كل منها لا تتساوى أيضاً. 2 ـ إن تعيين صفات قائد الناس، وبيان شروط القيادة الإنسانية مرهونان بمعرفة الإنسان والمجتمع، وهذه المعرفة ترتبط أيضاً بالرؤية الكونية، سواء كانت مادية أو إلهية، لكن الرؤية الإلهية للمفكر العارف بالإنسان تؤثر تأثيراً كبيراً في كيفية طرح قضايا القيادة الإنسانية. 3 ـ إن نتاج معرفة المفكر المتألّه بالإنسان هو حاجته إلى الإرشاد الغيبي، وبدون الهداة المعصومين ـ عليهم السلام ـ لن يتيسر له طريق الوصول إلى الكمال اللائق، وعلى ضوء هدايتهم تتضح الخطوط الأصيلة لهذا الكمال؛ {قد تبيّن الرشد من الغيّ}(البقرة:

256). ولأن معرفة عصمة أولئك الذين يدّعون القيادة بالأصالة ليست بمقدور عامة الناس، ينبغي أن تأتي واسطة ما كالعلاقة العقلية والدلالة العامة كالمعجزة الثابتة، وبعدها تثبت القيادة للمعصوم الآخر من خلال النص عليه من قبل الأول. وكذلك فإن قيادة المعصوم الآخر قابلة للإثبات من خلال المعجزة. والمعجزة حجة برهانية وليست حجة ظنية أو عامية. 4 ـ إن الفكر الإلهي حول الإنسان مثل الفكر الإلهي حول سائر الموجودات. وقد تصور بعض المفكرين الإلهيين أن كل ظاهرة تحتاج في أصل حدوثها إلى مبدأ فاعلي ولا يمكن أن تخرج إلى حيّز الوجود بدون العلة الأولى، ولأن صفة الحدوث تزول عن الشيء بمجرد تحققه، ليأتي بعدها دور البقاء، فإن ذلك الشيء يترك وشأنه، ومسؤولية دوامه تقع على عاتقه وهو في بقائه غير محتاج إلى سبب وعلة! والبعض الآخر من الحكماء أصحاب الرأي يعتقدون أن سبب الاحتياج إلى المبدأ الفاعلي هو نفس الفقر الذاتي للموجود الذي يكون وجوده عين ذاته، ولهذا فلا فرق بين الحدوث والبقاء؛ فكما أنه محتاج إلى المبدأ الأول، وهو واجب الوجود، فإن المبدأ الأول لا يتركه كما هو إطلاقاً. وهذان المنهجان اللذان يشكلان رؤيتين مختلفتين في العقيدة الإلهية، رغم اشتراكهما في بعض المعارف الدينية إلا أنهما يفترقان في نقاط مهمة. ومن المتحمل أن لا يستطيع صاحب الرأي الثاني المحافظة على مبناه الفكري في جميع المراحل. وعلى هذا فإنه قد ينتقل في إثناء المسير إلى أصحاب الرأي الأول. وفي المقابل هناك من يحافظ على البنية التحتية للفكر الثاني في جميع المراحل، ولا يحيد عنها أبداً. 5 ـ هناك فئة تتصور أن المجتمع البشري بلحاظ معرفة الإنسان لا يمكن أن يسير في طريق السعادة بدون المصلح الغيبي. ولهذا اعتبرت أن أصل الوحي والنبوة والرسالة ضروري، وأن هداية المجتمع الإنساني مرهونة بوجود النبي المعصوم ـ عليه السلام ـ، وأي نظام ـ مهما كان ـ لن يصل إلى الثمرة المطلوبة بدون القيادة النبوية المعصومة. لكن المجتمع النبوي يمكنه أن يستغني عن المعصوم بعد وفاة النبي، ويكفي الرجوع إلى القرآن ولا حاجة إلى المعصوم المبيّن والهادي والمعيّن من الله! وبشعار (حسبنا كتاب الله) لم تستغن هذه الفئة بعد وفاة النبي عن القائد المنصوص عليه فحسب، وإنما قامت بالاجتهاد مقابل النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ وجعلت أقواله ترتحل معه تاركة الأمة الإسلامية بدون تعاليمه! وهذا المنهج الفكري ناشئ في اللاوعي من ذلك النهج الفكري الذي يعتقد بعدم حاجة الممكن للمبدأ الفاعلي في مرحلة البقاء، مادامت صفة ضرورة الحدوث قد أزيلت عنه! الفئة الأخرى من الإلهيين العارفين بالإنسان لم تر أي استغناء للمجتمع الإنساني عن المصلح الغيبي، بل أن وجود القائد المعصوم ضروري على نحو الدوام، سواء كان ظاهراً مشهوراً أو غائباً مستوراً، ولهذا فهم لا يفرقون بين عصر النبي(ص) وعصر وفاته حيث أن الأئمة المعصومين ـ عليهم السلام ـ خلفاؤه. لكن المجتمع الإنساني في عصر غيبة الإمام المعصوم متروك حسب رأيهم، من الناحية السياسية، وهو يستفيد من فيوضاته المعنوية وألطافه الغيبية فقط، ولا يوجد أي نوع من الارتباط القيادي معه، وبشعار فصل الدين عن السياسة لم يخرجوا الدين من الساحة السياسية ضعيفاً عاجزاً فحسب، بل جعلوا السياسات الإلحادية حاكمة على الدين! وقد يفصل بعض المتدينين الدينَ عن السياسة ليكتفوا بالأعمال العبادية والأخلاقية، ولكن، هل تتركهم السياسات

/ 38