ولایة الفقیه، أبعادها و حدودها نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ولایة الفقیه، أبعادها و حدودها - نسخه متنی

محمد هادی معرفة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الأمر في المسألة، وبالله التوفيق. المقدمة الأولى الإسلام دين جامع وكافل لجميع أبعاد الحياة لعله من الضروري ـ عند من درس الإسلام ولمس جوانبه التشريعية الغنية ـ أنه دين جامع وشامل لكل جوانب الحياة:

الإدارية والاجتماعية والسياسية. برامجه العريقة تشمل شؤون الفرد والمجتمع من عبادات ومعاملات وانتظامات. المعروف عن الدين الإسلامي ـ لدى المحققين ـ أنه لم يترك شيئاً يمس حياة الإنسان في حاضره ومستقبله إلاّ وتعرض له، وجعل له برنامج يسير عليه الإنسان، إذا أراد الاستقامة في الحياة، حتى الأرش في الخدش. الإسلام دين الكمال ودين التمام ومن ثم فهو دين الخلود:

1ـ قال الإمام محمد بن الباقر (ع):

"إن الله تبارك وتعالى لم يدع شيئاً تحتاج إليه الأمة، إلاّ أنزله في كتابه وبيّنه لرسوله (ص)، وجعل لكل شيء حدّاً وجعل عليه دليلاً يدل عليه، وجعل على من تعدّى ذلك الحدّ حدّاً". 2ـ وقال الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع):

"إن الله تبارك وتعالى أنزل في القرآن تبيان كل شيء، حتى (والله) ما ترك الله شيئاً يحتاج إليه العباد، حتى لا يستطيع عبد يقول:

لو كان هذا أنزل في القرآن

(4) إلاّ وقد أنزل الله فيه". 3ـ وقال (ع):

"ما خلق الله حلالاً ولا حراماً إلاّ وله حدّ كحدّ الدار؛ فما كان من الطريق فهو من الطريق، وما كان من الدار فهو من الدار، حتى أرش الخدش فما سواه، والجلدة ونصف الجلدة". 4ـ وقال:

"ما من شيء إلاّ وفيه كتاب أو سنة". 5ـ وقال:

"ما من أمر يختلف فيه اثنان إلاّ وله أصل في كتاب الله عز وجل، ولكن لا تبلغه عقول الرجال"

(5). والروايات معتبرة الأسناد وفق ما أثبته الكليني (قدس سره) في الكافي الشريف، والرابعة صحيحة حسب مصطلحهم. قوله ـ في الرواية رقم 1 ـ "جعل لكل شيء حدّاً" أي برنامجاً ودستوراً. وقوله "وجعل عليه دليلاً" أي بيّنه واضحة حتى لا تبقى الأمة في غموض أو شك من أمرها. وقوله ـ في الرواية رقم 2 ـ "ما ترك شيئاً يحتاج إليه العباد" أصرح في الشمول والإطلاق. وقوله ـ في الرواية رقم 3 ـ "حلالاً وحراماً..." أي ما من شيء يجابهه الإنسان في حياته وإلاّ وله حكم، حلالاً أو حراماً، وله برنامج و دستور سماوي جامع ومانع يشمل كل جوانب الأمر بدقة فائقة. وهذا يعني التفصيل والتدقيق في برامجه الأصلية الشاملة لكل جوانب الحياة. وقوله ـ في الرواية رقم 5 ـ "ولكن لا تبلغه عقول الرجال" لعله إشارة إلى مسألة:

"عجز العقول عن إدراك حقائق التشريع"؛ فإن للتشريع أصولاً مثبتة في الكتاب والسنة، تبتنى عليها فروع متصاعدة حسب حاجة الإنسان في مزاولة حياته في مختلف الأبعاد. وتلك الأصول لابدّ من أخذها من شريعة السماء. أما العقل فهو أعجز عن دركها لولا التشريع الإلهي {إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً}

(6). {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله}

(7). المقدمة الثانية الإسلام دين الخلود، ويشمل كل العصور من الضروري أن دين الإسلام دين الخلود؛ الإسلام جاء ببرنامج الحياة وجعله في ذمة البقاء مع الأبدية، الإسلام خاتمة الأديان السماوية؛ فهو دين الكمال والبقاء، الصالح لإسعاد البشرية في جميع الأعصار والأدوار، مهما تطورت الحياة وتنوعت وسائل المعيشة، وهذا هو مفهوم الخاتمية والكمال؛ فلا شريعة بعد الإسلام، ولا قوانين أكمل من قوانين الإسلام أبدياً. {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً}

(8). {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}

(9). فقد بطلت شريعة النسخ بكمال هذا الدين وتمام هذه النعمة الباقية، ولم تقبل شريعة خارج شريعة الإسلام أبدياً. قال الإمام الصادق (ع):

"حلال محمد حلال أبداً إلى يوم القيامة، وحرامه حرام أبداً إلى يوم القيامة؛ لا يكون غيره ولا يجيء غيره"

(10). {وتمّت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدّل لكلماته}

(11). {لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم}

(12). المقدمة الثالثة الإسلام نظام ذو مسؤولية قائمة في كل زمان الإسلام أتى ببرنامج الحياة السعيدة جامعة كاملة وكافلة بإسعاد البشرية في جميع أبعاد حياتها مادية ومعنوية؛

/ 38