أوراق حلم نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أوراق حلم - نسخه متنی

ماری رشو

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

لكن! هل ستتحقق هذه الإشارة؟ وهل ستخبو آمالُها المنتظرة؟ وهي وهل؟ هل سيتغيّب صديقُها عن الحضور؟ لكن حدسَها الذي رافقها منذ مجيئها، يصرّ على مجيئه ووجوده بين الحاضرين. مع اشتداد الألم في كتفِها، التفتت إلى امرأة تجلس لصقها. سألتها وهي تشير إلى الرجل قائلة:

ـ هل تعرفينه؟ ـ لا. همّت بالنهوض، وعند مدخل الصالة توقّفت قليلاً، وخرجت لدقائقَ تكفي لاحتساء قدح من الشاي. كان الوقت شتاء، والسماء داكنة، غير أن بقايا ما تراكم من ثلوج فوق أغصان الشجر، وعلى حافتي الشارع، أوحيا لـها بالدفء. حلمت أنها تسير طويلاً، وأنها تلتقط الصور القريبة والمترامية. أحست فجأة بالبهجة واعتبرت ما هي فيه إشارة لفرح قادم، ودفعها إحساسها الجديد لعودة سريعة إلى الصالة. وهي تدخل، وجدت الرجل وهو يتّجه إلى صدر المكان. تأففت ثم انقبضت، ومع صدى التصفيق تصاعد نفورها، وتسنى لـها مراقبته أكثر. بمشيته ونظراته، وكأنه أهم الرجال. تأففت ثانية وهي تقارنه بصديقها الذي تنتظره، أو بحضور آخر لرجال آخرين. كان هذا الرجل صوراً متحرّكةً لرجل ما. رجلٌ لا علاقة لـه بالاختلاف أو التميّز، ومن مكان مرتفع قليلاً. انطلق صوت يستقبله بالترحاب، معدّداً خصاله وأعماله. مردّداً اسمه. أكثر من مرة. شعرت بدوار. أصغت السمع. سمعها لم يخطئ. إنه الاسم المنقوش في الذاكرة. إنه صديقها الذي قرأت لـه وانتظرته طويلاً. صديقُها القريبُ البعيد الذي يتجسّد الآن أمام عينيها. صديقها الذي لا يشبه من في الذاكرة أبداً. تريّثت قليلاً، وهي التي فوجئت منذ اللحظات الأولى به. حاولت استرجاع كلماته وأفكاره وكل ما كان يكتبه، وكانت تنتظر المزيد. تستمع وتتلقّف الكلمات وتفاجأ مع مرور الوقت إلى أنها في غربة حقيقية، عن نفسها وعن كل ما يتعلّق به تأفّفت لماذا يحصل معها كل ذلك؟ لماذا تشعر بالقهر والأسى؟ ومع تصاعد انفعالها سقطت في فراغ. ليس هو الذي تقرأ لـه، أو تهوى طريقتَه، حين يكتب أو حين يخطّ أحلامه. كل ما يقوله لا علاقةَ لـه به. إنه رجل آخر، أو هو اثنان. أو. أو. تحسّست كتفَها. دهشت أن الوجعَ قد غاب. خرجت مسرعةً وهي تحاول التجاهل والنسيان. وقد حاصرتها أسماءٌ وعناوينُ، وصورُ صحفٍ وقراءات، وكانت في ذهول. أوراق حلم الطقس بارد، وهذا المعطف لا يمنح الدفء. فكّرت بهذا وأنا أرمي نظرة على ما حولي. رفعت رأسي ألتقط آخر صورة للمبنى العالي. في اللحظة التي غمر رذاذ المطر وجهي. وجدت نفسي ألعن مهنة الكتابة التي أرى نفسي بشوق دائم إليها كلّما فكّرت بالابتعاد عنها. طويت ما بيدي من أوراق، بينما كلمات المسؤول الثقافي تلاحقني هذه قصّة قصيرة جداً. نريد قصة تلائم مقاس الصفحة في مجلّتنا. تذكّرت صحيفة سابقة ومسؤولها الثقافي أيضاً، وهو يشترط حجماً للقصّة أقل، بحيث يتناسب مع الصفحة المخصّصة. لم أضحك وأنا أسمع النصيحة، لكني ضحكت وأنا أهبط الدرج، إذ تذكّرت جارتي التي تعمل في الخياطة، وتخيط الأثواب على مقاس النساء، وكانت في نظر الجميع امرأة مبدعة. كلّنا نبدع بمقاسات تحت الطلب. ضحكت ثانية. قلت في نفسي، سأقدم قصّتي لجهة أخرى. صحيفة تتبنّاها دون شروط. اشتد انهمار المطر، ممّا جعلني أتوارى في أحد المداخل، أراقب الطريق، علّني أحظى بسيارة أجرة تقلّني إلى البيت. نظرت إلى الساعة. لقد اقترب موعد قدوم زوجي، وعليّ تحضير طبق الطعام الصحّي الخاص به. لم أكن قلقة لتأخّري، فقد رضخ لحياتي الجديدة، ولفكرة الكتابة التي شغلتني طويلاً، غير أنه يشتاق بين الفنية والفنية لتطويعي في تلبية احتياجاته، فيهلّل وكأنه استحوذ وقتي الذي ما زال يعتقد بضياعه ما بين القراءة والكتابة. فتحت أوراقي. طالعني عنوان قصّتي (حلم) كانت تحكي عن طفل ماتت أمه، وراح يحلم بعودتها، وربما أتتني الفكرة لأسباب عدّة، فقد تكون حاجتي لطفل، أمارس من خلال وجوده مشاعر أمومتي، التي حرمت منها عبر زواج سنوات، وربما أكون قد استوحيتها من فيلم شاهدته قبل أيام، فترك لدي انطباعاً جميلاً، وكان يحكي عن طفل شغله اكتئاب أبيه بعد ترمّله، فراح يهتف لمن ينقذ هذا الأب من الضياع الذي حلّ به. لكن طفل قصّتي يختلف، فالمعادلة معكوسة، إذ كان أبوه هو الذي يهتف إلى مقرّبيه، لإنقاذه من حياته الكئيبة، وانتشاله من المسؤوليات الصعبة. الوحدة الأرق

/ 28