ودیعة النبی (صلی الله علیه و آله و سلم) لأمته نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ودیعة النبی (صلی الله علیه و آله و سلم) لأمته - نسخه متنی

السید علی نقی الحیدری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وديعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمته

تقديم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي خلق العباد، وكلفهم بما فيه الهدى والرشاد. والصلاة والسلام على نبيّنا نبيّ الرحمة، وهادي الأمة. وعلى آله الذين ثبّتوا قواعد الدين، وعلى أصحابه المنتجبين. «وبعد»:

فان الله سبحانه ما خلق الخلق إلا لطاعته وعبادته فقال:

(وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون) (1) فلذلك أرسل لهم رسلاً مبشّرين ومنذرين، وشرع لهم الشرائع، لينالوا بذلك إن أطاعوه سعادة الدارين، وأقام لهم حجّة في أنفسهم وهي عقولهم فللّه الحجة البالغة، والمحجة الواضحة، فبالعقل الذي خلقه فيهم، وبالرسل التي أرسلها اليهم، يحتجّ عليهم يوم العرض عليه. فواجب كل مكلّف أن يستنير بنور عقله حتى يصل الى ساحة الحق الذي به سعادته، وبه يحيى حياة طيبة رغيدة، ويعيش عيشة راضية حميدة. وان الله سبحانه ذمّ اقواماً على تركهم العمل بعقولهم تقليداّ لآبائهم فقال:

(إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون) (2). فالواجب عليك أن لا تقلّد آباءك في دينهم ولا في (1) سورة الذاريات. (2) سورة الزخرف.

مذهبهم، حتى تسرّح نظرك في بقيّة الأديان والمذاهب وتميّز سمينها من غثها، وصحيحها من سقيمها فتختار ما هو الحق الذي هو أحق ان يتّبع فتتبعه سواءً وافق طريقة آباءك أو خالفها. وان الله قد نصب للحق دلائل وعلامات، وشواهد وبينات. لا تخفى على من ألقى السمع وهو شهيد، وخلع عن نفسه جلابيب العناد والتقليد. وأما من لم يشأ أن يستضيء بنور عقله، ويتعرف الرشد من الغي، فهو عدو نفسه، يريد أن يوردها موارد الهلكة، ووديان العطب ويغرر بها في متائه الضلال. بغداد المؤلف

وديعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمته مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتحق بالرفيق الأعلى بعد أن أدى رسالة ربه، وبلّغ عنه ما أمره بتبليغه، ولم يأل جهداً في النصح لأمته، وارشادهم، وانتشالهم من هوة الجاهلية وغياهبها واباكيلها وأباطيلها. ثم ودّعهم وداعه الأخير تاركاً فيهم وديعته الغالية وهو دينه الذي ارتضاه لهم رب العالمين، وشريعته التي صدع بها، واوصاهم بتعاهدها وحفظها من الضياع والاندثار لأنها القانون الالهي الذي سنّه لعباده، ونشره في بلاده لن يرتضى منه بدلا، ولن يقبل عنه متحولا (ان الدين عند الله الاسلام) (1) (ومن يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في اللآخرة من الخاسرين) (2) (ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) (3). فواجب الأمة أجمع صيانة هذا الدين من الانطماس والاندراس، والعمل به كما أنزل وشرع بغير تبديل أو تغيير، أو تحريف أو تحوير. ولكن هل دلّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمته على طريقة الأخذ بهذا الدين، ومنهج الاتباع لهذه السنّة وعمّن تؤخذ، ومن المفزع عند الاختلاف، ومن الملجأ في الملمات والمهمات؟ هذا ما سنبحث عنه في البحوث الآتية موجزاً ليتناسب مع وضع الرسالة. (1) سورة آل عمران. (2) سورة آل عمران. (3) سورة آل عمران.

وضع المذاهب أخذ المسلمون بعد نبيّهم صلى الله عليه وآله وسلم بسنته وشريعته، واختلفوا في الخلافة والإمامة اختلافاً لا ينقضي إلى يوم القيامة. ولما كانت الخلافة ـ كما فهمها المسلمون من الكتاب والسنة النبوية ـ تعم السلطة الزمنية والدينية فكانوا ـ فيما لم يعرفوه من الأحكام من ظاهر الكتاب المجيد والسنة المقدسة ـ يرجعون فيه إلى نفس الخليفة فهو المفزع في ذلك عندهم. فان لم يكن عنده من ذلك علم استفهم من الفقهاء وأفتى به.. ولكن لما تسافل أمر الخلافة حتى ربما صارت إلى أجهل الناس بالدين والأحكام بالقوة والغلبة صار المسلمون يرجعون في أخذ الأحكام إلى الفقهاء رأساً من دون مراجعة الخليفة. ولكن للخليفة الهيمنة

/ 34