وجه الرأسمالیة الجدید نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وجه الرأسمالیة الجدید - نسخه متنی

توفیق المدینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وقادة الدول الصناعية الثمانية (G8) التي
باتت تشبه إجتماعات اللجان المركزية
للأحزاب الشيوعية الكبرى التي كانت
تقاريرها الصادرة عنها بمنزلة الكلام
المقدس.
-1-
لقد مثلت الماركسية في عهد ماركس أول حركة
فكرية نقدية جدية للرأسمالية في مرحلتها
الأولى، مرحلة الثورة الصناعية الأولى.
وقامت الصناعة الكبيرة بفتح السوق
العالمية التي كان اكتشاف أمريكا قد مهد
الطرق إليها. وهكذا كما يقول سميرأمين,
بدأت مسيرة التدويل الكونية منذ خمسة قرون
باكتشاف أمريكا^(^^). فالاقتصاد الرأسمالي
العالمي قائم منذ ما لايقل عن خمسمئة عام.و
ارتبطت الثورة الصناعية بطريقة إنتاج
جديدة لم يعرفها التاريخ من قبل, هذه
الطريقة كانت نمط الإنتاج الرأسمالي.
وبعكس التشكيلات الإجتماعية الراكدة
بأهدافها الكثيرة المتلازمة, المنصبة على
إرضاء دينامكية الاقتصاد في الرأسمالية
تستند إلى تكامل الوسائل من خلال الهدف
المشترك, ألا وهو جني الأرباح. هذا التكامل
يشد الوسائل إلى نظام مرتبط يهدف, ويفضي
إلى تطورها وتبدلها المستقل. ولقد كمن
الدور التاريخي لنمو الإنتاج الرأسمالي
في " مركزة وسائل الإنتاج المبعثرة
والضيقة, وتوسيعها وتحويلها إلى روافع ذات
أثر جبار في إنتاج الحاضر"^(^^).
ولم تعرف دينامكية الرأسمالية حدودا, بل
ودمجت العالم بأسره في نظامها، مخضعة
البلدان التي كانت تسيطر فيها أنماط إنتاج
ماقبل رأسمالية, لهيمنتها. لقد جعل نمط
الإنتاج الرأسمالي "الشرق تابعا للغرب" و
تطورت الكولونيالية كظاهرة ملازمة
للرأسمالية, بقدر ما تطورت هذه. وأصبحت
العلاقة بين المستعمرات والبلدان
الرأسمالية المتقدمة في الغرب علاقة
ترتبط بنهب المستعمرات وإثراء
المتروبولات الرأسمالية.
وكان ماكس فيبر قد عزا نشوء الرأسمالية
إلى حركة الإصلاح الديني وظهور الأخلاق
البروتستانتية ف" التحرر من الإتجاه
الاقتصادي التقليدي يبدو بمنزلة أحد
العوامل التي ينبغي أن تفرز الميل إلى
التشكيك أيضا بالتراث الديني, وإلى التمرد
على السلطات التقليدية. غير أن المهم أيضا
الإشارة إلى حقيقة منسية جدا هي أن
الإصلاح الديني لا يعني بالتأكيد إزالة
سيطرة الكنيسة بشكل نهائي على شؤون الحياة
بل يعني بالأحرى استبدال القديمة منها
بشكل جديد من السيطرة, وهي تعني استبدال
سلطة متراخية إلى الحد الأقصى, وغير
موجودة عمليا في حينه,بأخرى تخترق كل
ميادين الحياة العامة والخاصة, فارضة
تنظيما للسلوك شديد الوطأة والقساوة... إن
البروتستانت قد أيدوا استعدادا خاصا
للعقلانية الاقتصادية سواء كانوا يشكلون
شريحة مسيطرة, أم شريحة مسيطرا عليها,
الأغلبية أم الأقلية. وهذا ما لم يكن
ملحوظا عند الكاثوليك, في هذه أو تلك من
الحالات. بالنتيجة ينبغي ألا يبحث عن مبدأ
الإختلاف في المواقف هذه فقط في الظروف
الخارجية والمؤقتة ناريخيا واجتماعيا, بل
أيضا في الطبيعة الملازمة للمعتقدات
الدينية ومن داخلها^(^^).
وقد رأى ماركس أن المسيحية هي الدين
المتناسب مع الاقتصاد السلعي." بالنسبة
لمجتمع منتجي البضائع, حيث تتلخص علاقته
الإنتاجية الإجتماعية العامة في أن
المنتجين يعتبرون هنا منتجات عملهم بضائع,
وبالتالي قيما, وحيث تقف أعمالهم الخاصة
بهذا الشكل الشيئي تجاه بعضها البعض كعمل
بشري متجانس, بالنسبة لهذا المجتمع يكون
شكل الدين الأكثر ملاءمة هو المسيحية
بعبادتها للإنسان المجرد ولا سيما في
مظاهرها البرجوازية كالبروتستانتية
والربوبية :..الخ"^(^^).
وإذا كان ماركس لم يعز نشوء الرأسمالية
إلى البروتستانتية أو اليهودية، إلا أنه
تناول العلاقة التاريخية بين اليهودية
ونشوء الرأسمالية, وقال:" مع إنتصار
المجتمع البرجوازي, الشعوب المسيحية صارت
يهودية. تناقض المسيحية واليهودية هو
تناقض النظري والعملي, الشكل والمحتوى,
الدولة السياسية والمجتمع المدني"^(^^).
اليهودية التي يعنيها هنا هي دين المال,
وعبادة المتاجرة, المال هو إله "إسرائيل"
الغيور. الأساس الدنيوي لليهودية هو
الحاجة العملية, والمنفعة الشخصية, "
اليهودية بقيت ليس رغم التاريخ بل
بالتاريخ".و لذلك رأى أن عتق اليهودي هو
عتق المجتمع من اليهودية.
لقد انصب جهد ماركس النظري على نقد
الرأسمالية في مراحلها الإنتقالية الأولى
التي مرت بها الميركنتيلية أو الرأسمالية
التجارية، ثم الرأسمالية الصناعية، حيث
كان التوسع الصفة الملازمة للرأسمالية في
الماضي والحاضر. إلا أن التوسع الرأسمالي
مختلف عن توسع الإمبراطوريات القديمة في

/ 202