هجرة فی تفاصیل الحنین نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
قَدَمَيّ؟..
31/5/2005م.
قحطان بيرقدار
**
العابِرُ بينَ الأزْمِنَة وَقَصيدَةٌ
مُتَرامِيَة ..
... وأينَ الذي كنتُ ؟
أينَ التي كنتِ ؟
كمْ للسؤالِ
لَظَاهُ التي تَصْدِمُ الوَجْهَ
باللاهباتِ منَ الأُحْجِيَاتِ
وَتَتْرُكُهُ وَاجِماً شَارِدَا...
وَهذيْ خُلاصَةُ ما يَعْتَرِيني
وقدْ وَسَّدَتْني
هُنَيْهَاتُ شِعْريْ
على مَهْدِهَا..
دَافِئاً بَارِدَا..
طَرِبْتُ لِمَا قُلْتُ
حتّى ارتعاشِ يَدَيَّ
على مَنْ تَجَلَّى أمامَ المُغَرِّدِ مَا
بينَنا..
منذُ كانَ التَّجَلِّي
مِنَ الغَائباتِ عَنِ السَّارِحِينَ..
وأَخْلَصْتُ في القَوْلِ
لا كالتَّقِيِّ المُحلِّقِ بينَ
السَّماواتِ
أو كالطُّفُولَةِ والشُّهَداءِ..
ولكنْ كَموْجِ البحارِ تَراءَيْتُ لي
فَاصْطَفيتُ مِنَ الدُّرِّ
ما يَشْتَهيهِ الصُّحَاةُ
لأَرْوَاحِهِمْ
في زَمَانِ النّهايةِ وَالعَثَراتِ..
عَثرتُ على وَمْضَةٍ في شُعُوريْ
فَأَلْقيتُ كُلَّ شِبَاكي عليها
لأَعْرِفَ عنِّي الجَدِيدَ
لَعلِّي أُوَفِّقُ بيني
وبينَ الغَريبِ الذي أَدَّعِيْهِ..
وَأَعْبُرُ هذا الفَراغَ امْتِلاءً
بِبضْعِ قَصَائِدَ تُبْقي عَلَيَّ
خَيَالاً يَطُوفُ معَ الأُمسياتِ
يُجَسِّدُ أَشْهَى أَمَانيكِ..
يُزْجِي إليكِ الهَتُونَ مِنَ الحُبِّ
يُبْدِي وَيُخْفِي..
وَيُمْعِنُ في سَعْيهِ جَاهِدَا..
***
لَقدْ بِتُّ أَشْهَدُ
كيفَ تَجِفُّ البلاغةُ في لُغَةِ
العَيْشِ..
والمُفْردَاتُ تَشُحُّ
إلى أَنْ تَخُورَ التّراكيبُ..
أَيّ انتظارٍ يُكَابِدُهُ الشَّاعِرُ
الجوهَرِيُّ
لِيَرْدِمَ جُبَّ النهاياتِ
بِالأُقْحُوانِ المُنَدَّى..
وَيَنْجُوَ مِنْ سَطْوةِ الرَّمْلِ
إحساسُهُ
كي يَظَلَّ طَليقَ النِّداءاتِ
مهما تَبَدَّى
حِصَارُ القوافي لِوَهْجِ السُّيولِ
ثَقِيلاً بِوَطْأَتِهِ جَامِدَا...
هُنَا سوفَ أَمْكُثُ
بينَ الكِنَاياتِ
مُسْتَتِراً في مَهَاوي العَرَاءِ
بِأَغْصَانِها الخُضْرِ
أَنْفُثُ ما لَطَّفَتْهُ الحبيبةُ
مِنْ نَارِ سُكْري..
وأَغرقُ في رَصْدِ ما يَعْتَريني
وكَشْفِ الخَفِيِّ مِنَ المُعْجزَاتِ..
أنا المُتَربِّع فوقَ تِلالِ
الغَرابَةِ..
وَالمُتَصدِّر عَرْشَ المَجَانينِ
في ظُلَمٍ مِنْ بَقَايا العُقُولِ
ومِنْ حَشْرَجَاتِ الحَضَارَةِ..
مَنْذَا يُحَلِّقُ في مُسْتَقيمِ
الفَضَاءَاتِ
مِثْلي..
وَيُومىءُ نحوَ الْتِوَاءِ العُيُونِ
أمامَ الأَيادِي
تَحُكُّ الضَّيَاعَ
لِتُطْلِعَ مِنْ جَوْفِهِ مَارِدَا ؟..
***
يَفيضُ المُحَالُ بِكُلِّ الجِهَاتِ
وبيْ شَهْوةٌ لاقْتِحَامِ الغَرَقْ..
وما لي سِوى مركبٍ منْ حَبَقْ..
وبعضِ البنفسجِ والأُقْحُوانِ
تَنَاثرَ في شُرُفَاتِ الأُفُقْ...
أُهَدِّىءُ مِنْ عَتَباتِ انْهِيَاريْ
وَأنْفِرُ مِنِّيْ إلى سَهْلِ رُوحِكِ
حيثُ الحَمَائِمُ ليستْ تَنُوحُ
وليستْ تَبُوحُ
بِغَيرِ النَّدِيِّ مِنَ الهَمَساتِ..
وشَهْدُ الهديلِ يُؤَلِّفُ بيني
وبينَ الخَلايا..
فَيُوحي إلينا
بِعَزْفِ المَقَامِ المُلائِمِ
في اللحْظَةِ الرَّاهِنَهْ..
وبَعْثِ النُّسَيْمةِ تِلْوَ
النُّسَيْمَةِ