نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 26

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 26

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الله وأثنى عليه ثم قال: "أما بعد، أيها
الناس، فإنكم إن تتقوا الله وتعرفوا الحق
لأهله يكن
أرضى لله، ونحن أهل البيت أولى بولاية هذا
الأمر عليكم من هؤلاء المدعين ما ليس لهم،
والسائرين فيكم بالجوار والعدوان، فإن
أنتم كرهتمونا وجهلتم حقنا وكان رأيكم غير
ما
أتتني به كتبكم، وقدمت علي به رسلكم،
انصرفت عنكم"، فقال له الحر: إنا والله لا
ندري
ما هذه الكتب والرسل التي تذكر. فأمر
الحسين رضي الله عنه بإخراج كتبهم فأخرجت
في
خرجين مملوءين، فنثرهما بين أيديهم، فقال
الحر: إنا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك،
وقد
أمرنا إذا نحن لقيناك أن لا نفارقك حتى
نقدمك الكوفة على عبيد الله بن زياد. فقال
له
الحسين: الموت أدنى إليك من ذلك، ثم قال
لقومه: قوموا فاركبوا، وركب نساؤهم.
فلما أرادوا الانصراف حال القوم بينهم
وبين المسير، فقال الحسين للحر: ثكلتك أمك!
ما
تريد؟ قال له: "أما والله لو غيرك من العرب
يقولوها وهو على مثل الحال التي عليها ما
تركت ذكر أمه بالثكل أن أقوله كائناً من
كان، ولكن والله ما إلى ذكر أمك من سبيل
إلا
بأحسن ما نقدر عليه"، فقال له الحسين: ما
تريد؟ قال: أريد أن أنطلق بك إلى عبيد الله
بن زياد. فقال له الحسين: إذن والله لا
أتبعك، فقال الحر: إذن والله لا أدعك.
فترادا القول
ثلاث مرات فلما كثر الكلام بينهما قال
الحر: "إني لم أومر بقتالك، إنما أمرت أن لا
أفارقك
حتى أقدمك الكوفة، فإذا أبيت فخذ طريقاً
لا تدخلك الكوفة ولا تردك إلى المدينة
يكون
بيني وبينك نصفا، حتى أكتب إلى ابن زياد
وتكتب أنت إلى يزيد بن معاوية إن أردت أن
تكتب إليه، أو إلى عبيد الله إن شئت، فلعل
الله أن يرزقني العافية من أن أقتل بشيء من
أمرك!" قال: فتياسر عن طريق العذيب
والقادسية، وبينه حينئذٍ وبين العذيب
ثمانية
وثلاثون ميلاً. ثم سار والحر يسايره.
قال: ثم إن الحسين خطبهم فحمد الله وأثنى
عليه ثم قال: أيها الناس، إن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال: "من رأى سلطاناً
جائراً، مستحلاً لحرم الله، ناكساً
لعهده، مخالفاً لسنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في
عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه
بفعل ولا
قول، كان حقاً على الله أن يدخله
مدخله".ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة
الشيطان، وتركوا
طاعة الرحمن، وأظهرو الفساد، وعطلوا
الحدود واستأثروا بالفيء، وأحلوا حرام
الله،
وحرموا حلاله، وأنا أحق من غيري، وقد
أتتني كتبكم ورسلكم ببيعتكم وأنكم لا
تسلموني ولا تخذلوني، فإن تممتم على
بيعتكم تصيبوا رشدكم، وأنا الحسين بن علي
وابن
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
نفسي مع أنفسكم، وأهلي مع أهلكم، فلكم
بي أسوة، وإن لم تفعلوا ونقضتم عهدي
وخلعتم بيعتي فلعمري ما هي لكم بنكر، لقد
فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي مسلم،
والمغرور من اغتربكم، وحظكم أخطأتم
ونصيبكم
ضيعتم، ومن نكث فإنما ينكث على نفسه
وسيغني الله عنكم، والسلام.
قال له الحر: إني أذكرك الله في نفسك، فإني
أشهد لئن قاتلت لتقتلن، قال الحسين رضي
الله
عنه: أبالموت تخوفني؟! وهل يعدوا بكم
الخطب أن تقتلوني! وما أدري ما أقول لك؟!
ولكني أقول كما قال أخو الأوس لابن عمه،
لقيه وهو يريد نصرة النبي صلى الله عليه
وسلم،
له فقال أين تذهب فإنك مقتول؟! فقال:
سأمضي وما بالموت عار على الفتى إذا ما
نوى خيراً وجاهد مسلما
وآسى الرجال الصالحين بنفسه وفارق
مثبوراً وخالف مجرما
فإن عشت لم أندم وإن مت لم ألم كفى بك ذلاً
أن تعيش وترغما
قال: فلما سمع الحر ذلك تنحى عنه، فكان
يسير ناحية عنه، حتى انتهوا إلى عذيب
الهجانات، فإذا هم بأربعة نفر قد أقبلوا
من الكوفة على رواحلهم يجنبون فرساً لنافع
بن
هلال يقال له الكامل، ومعهم دليلهم
الطرماح وهو يقول:
يا ناقتاً لا تذعري من زجري وشمّري قبل

/ 97