نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 7

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 7

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

كلما قلت تناهى حدثان الدهر زادا
أخبار وجه القرعة
هو أبو جعفر محمد بن حمزة بن نصير الوصيف
مولى المنصور، ويلقب وجه القرعة، أحد
المغنين الحذاق الضراب الرواة. أخذ
الغناء عن إبراهيم الموصلي وطبقته. وكان
حسن
الأداء طيب الصوت لا علة فيه، إلا انه كان
إذا غنى الهزج خاصةً خرج لا لسبب يعرف،
إلا أنه إن تعرض للحنين في جنس من الأجناس
فلا يصح له البتة.
وروى أبو الفرج بسنده عن محمدٍ الهاشمي
انه شهد إسحاق بن إبراهيم الموصلي عند
عمه هارون بن عيسى وعنده محمد بن الحسن بن
مصعب، قال: فأتانا محمد بن حمزة وجه
القرعة، وكان شرس الأخلاق أبي النفس،
وكان إذا سئل الغناء أباه، فإذا أمسك عنه
كان
هو المبتدئ به، فأمسكنا عنه حتى طلب العود
فأتي به فغنى:
مر بي سرب ظباء رائحاتٍ من قباء
زمراً نحو المصلى يتمشين حذائي
فتجاسرت وألقي ت سرابيل الحياء
وقديماً كان لهوي وفنوني بالنساء
قال: وكان يحسنه ويجيده، فجعل إسحاق يشرب
ويستعيده حتى شرب ثلاثة أرطال، ثم
قال: أحسنت يا غلام! هذا الغناء لي وأنت
تتقدمني فيه! ولا يخلق الغناء مادام مثلك
ينشأ فيه.
وقال أيضاً: كنا في البستان المعروف
ببستان خالصٍ النصراني ببغداد، ومعنا
محمدٌ ابن
حمزة وجه القرعة وهو يغنينا:
يا دار أفقر رسمها بين المحصب والحجون
يا بشر إني فاعلمي والله مجتهداً يميني
ما إن صرمت حبالكم فصلي حبالي أو ذريني
فإذا برجلٍ راكبٍ على حمارٍ يؤمنا وهو
يصيح: أحسنت والله! فقلنا اصعد إلينا
كائناً
من كنت، فصعد وقال: لو منعتموني من الصعود
لما امتنعت، ثم سفر اللثام عن وجهه فإذا
هو مخارق. فقال: يا أبا جعفر، اعد على صوتك
فأعاده، وشرب رطلاً من شرابنا وقال:
لولا أني مدعو الخليفة لأقمت عندكم
واستمعت هذا الغناء الذي هو أحسن من
النزهة
غب المطر.
وله مع إسحاق بن إبراهيم ومخارق أخبارٌ
شهدا له فيها بحسن الصنعة، وكفاه ذلك
فضلاً في صناعته.
أخبار محمد بن الحارث بن بسخنر
قال أبو الفرج الأصفهاني: هو من أهل الري،
مولى المنصور، من ولد بهرام شوبين مرزبان
الري. قال: وهو مرتجلٌ قليل الصنعة حسن
الغناء والنغم بقوةٍ وشجاً واقتدار شديد
على
الغناء، وكان في زمانه أحد المعدودين في
حسن الأدب وتمام المروءة وحسن الزي
والآلة،
وكان عظيم التيه رفيع الهمة، وكانت له
منزلةٌ عند المأمون. قال محمد بن الحارث:
كنت مع
المأمون وهو يريد بلاد الروم ومعه عدةٌ من
المغنين، فجلس يوماً والمعتصم والعباس معه
من
حيث لا نراهم وهم يسمعون غناءنا، فغنى
المغنون جميعاً وغنيت هزجاً لإسماعيل بن
جامع، فبعث إلي المأمون بأصل شاهشفرم وقد
لف أصله بمنديل حرير، فجاءني به الغلام
وقال: أعد الصوت، فأخذته وشممته وثبت
فأعدته قائماً، ووضعت الأصل بين يدي
وشربت رطلاً وقلت للمغنين: حكم لي أمير
المؤمنين بالحذق والغناء. فقالوا: وكيف؟
قلت: دفع إلي لواء الغناء من بينكم.
فقالوا: ليست كما ذكرت، ولكن حياك إذ
أطربته،
والرسول قائمٌ فانصرف بالخبر، فما لبث أن
رجع إلي فقال: هو كما ذكرت.
قال أبو العنبس بن حمدون: كان محمد بن
الحارث أحسن خلق الله شمائل وإشارةً إذا
غنى. وقال أحمد بن حمدون: صنع محمد بن
الحارث هزجاً في هذا الشعر:
أمسيت عبداً مسترقاً أبكي الألى سكنوا
دمشقا
أعطيتهم قلبي فمن يبقى بلا قلبٍ فأبقى!
وطرحه على المسدود الطنبوري فوقع له
موقعاً حسناً، واستحسنه محمد منه فقال:
أتحب أن أهبه لك؟ قال: نعم، قال: قد فعلت.
فكان المسدود يغنيه ويدعيه، وإنما هو
لمحمد بن الحارث.
قال محمد: لما قدم المأمون من خراسان لم
يشتق مغنياً بمدينة السلام غيري. فبعث إلي
فكنت أنادمه سراً، ولم يظهر للندماء حتى
ظفر بإبراهيم بن المهدي، فلما عفا عنه ظهر
للندماء.
ولمحمد بن الحارث شعر، منه قوله:
ومن ظن أن التيه من فضل قدره فإني رأيت
التيه من صغر القدر
ولو كان ذا عزٍ ونفسٍ أبيةٍ لغض الغنى منه
وعز عن الفقر

/ 94