نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 5

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 5

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أظفر ولم أخب
وقال أيضا:
إني هجرتك إذ هجرتك وحشةً لا العود
يذهبهما ولا الإبداء
أخجلتني بندي يديك فسودت ما بيننا تلك
اليد البيضاء
وقطعتني بالجود حتى إنني متخوفٌ أن لا
يكون لقاء
صلةٌ غدت للناس وهي قطيعةٌ عجباً وبرٌ راح
وهو جفاء
ليواصلنك ركب شعرٍ سائر يرويه فيك لحسنه
الأعداء
حتى يتم لك الثناء مخلداً أبدا كما تمت لك
النعماء
فتظل تحسدك الملوك الصيد بي وتظل تحسدني
بك الشعراء
وقال الحسن بن هانيء:
قد قلت للعباس معتذراً من عظم شكريه
ومعترفا
أنت امرؤ جللتني نعماً أوهت قوى شكري فقد
ضعفا
لا تسدين إلي عارفةً حتى أقوم بشكرها
سلفاد
وقال الحسين بن الضحاك للواثق من أبيات:
إذا كنت من جدواك في كل نعمةٍ فلا كنت إن
لم أفن عمري بشكركا
وقال البحتري:
إذا أنا لم أشكر لنعماك جاهداً فلا نلت
نعمي بعدها توجب الشكرا
وقال عبيد الله بن عبد الله بن طاهر:
إني لشاكر أمسه ووليه في يوه ومؤملٌ عنه
غدا
وقال آخر:
وكيف أنساك لا نعماك واحدة عندي ولا بالذي
أوليت من قدم
وقال عبد الأعلى بن حماد: دخلن على
المتوكل، فقال لي: قد هممنا أن نصلك،
فتدافعت
الأمور، فقلت: يا أمير المؤمنين، قد بلغني
عن جعفر بن محمد الصادق أنه قال: من لم يشكر
للهمة، لم يشكر للنعمة، وأنشدته قول
الباهلي:
لأشكرنك معروفا هممت به إن اهتمامك
بالمعروف معروف
ولا ألومك إن لم يمضه قدرٌ فالشيء بالقدر
المحتوم مصروف
وقال ابن الرومي:
كم من يدٍ بيضاء قد أسديتها تثني إليك
عنان كل وداد
شكر الإله صنائعاً أوليتها سلكت مع
الأرواح في الأجساد
وقال آخر:
وأحسن ما قال امرؤ فيك مدحة تلاقت عليها
منةٌ وقبول
وشكرٌ كأن الشمس تعني بنشره ففي كل أرض
مخبرٌ ورسول
ومن كلام الحسن بن وهب: من شكر الله على
درجة رفعته إليها، أو ثروة أفدته إياها،
فإن شكري لك على مهجة أحييتها، وحشاشة
أبقيتها، ورمق أمسكته، وقمت بين التلف
وبينه، ولكل نعمة من نعم الدنيا حد ينتهي
إليه، ومدًى توقف عليه، وغاية من الشكر
يسمو إليها الطرف، خلا هذه النعمة التي
فاتت الوصف، وطالت الشكر، وتجاوزت كل
قدر، وأتت من وراء كل غاية، وردت عنا كيد
العدو، وأرغمت أنف الحسود، نلجأ منها
إلى ظل ظليل، وكنفٍ كريم، فكيف يشكر
الشاكر، وأين يبلغ جهد المجهود.
وقال الشريف الرضى:
ألبستني نعما على نعمٍ وفعت لي علما على
علم
وعلوت بي حتى مشيت على بسطٍ من الأعناق
والقمم
فلأشكرن يديك ما شكرت خضر الرياض مصانع
الديم
فالحمد يبقى ذكر كل فتًى ويبين قدر مواقع
الكرك
والشكر مهرٌ للصنيعة إن طلبت مهور عقائل
النعم
وقال أبو الحسن الكاتب المغربي:
سأشكر نعماك التي انبسطت بها يدي ولساني
فهو بالمجد ينطق
وأثني بما أوليتني من صنيعةٍ ومن منةٍ
تغدو على وتطرق
وكل امريء يرجو نداك موفقٌ وكل امريءٍ
عليك مصدق
وقال ابن رشيق القيرواني:
خذ ثناءً عليك غب الأيادي كثناء الربى على
الأمطار
سقط الشكر وهو موجب نعما ك سقوط الأنواء
بالأثمار
ومن المنعمين من رأى أن الشكر بإظهار
النعمة، أبلغ منه بالنطق باللسان، وعاقب
على
ذلك بالحرمان.
فمن ذلك ما رواه أبو هلال العسكري يسنده
إلى العتبي قال: أراد جعفر بن يحيى حاجة
كان طريقه إليها على باب الأصمعي، فدفع
إلى خادم له كيسا فيه ألف دينار وقال: إني
سأنزل في رجعتي إلى الأصمعي، ثم سيحدثني

/ 89