نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 37

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 37

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

والقضاة،
واستفتاهم: هل تجوز ولاية الصغير
والنيابة عنه ؟ فقالوا: إن الولاية غير
صحيحة، ولا
تصح النيابة - لا سيما في السلطنة - فإنه
لاحق فيها للصغير. فأحضر الأمراء وخاطبهم
في اليمين له، فأجابوه إلى ذلك، وحلفوا
له. قال: وركب الملك الكامل في يوم السبت
بالصنجق السلطاني - على عادة الملوك.
قال: ولما وصل الملك العادل، كان الصاحب:
صفي الدين عبد الله ابن علي بن شكر في
صحبته، فاستوزره. وكان - على ما حكى - قد
استحلف الملك العادل بالبيت المقدس،
أنه متى حصل له ملك الديار المصرية يمكنه
من المصريين، فحلف له على ذلك. فلما ولى
السلطنة استوزره، ومكنه.
الغلاء المشهور
قال المؤرخ: كان ابتداء هذا الغلاء من
استقبال شوال - وقيل ذي القعدة - سنة ست
وتسعين وخمسمائة، إلى ذي القعدة سنة تسع
وتسعين، فكانت مدته ثلاث سنين وشهراً.
وذلك أن قرار النيل في سنة ست وتسعين كان
مقداره ذراعان، وبلغ غايته إلى اثني عشر
ذراعاً وإحدى وعشرين إصبعاً. فصام الناس
ثلاثة أيام، قبل يوم التروية، واستسقوا
ثلاثة
أيام، آخرها يوم العيد. ثم أخذ الماء في
النقص، فاشتد الغلاء وامتد البلاء، وهلك
القوى،
فكيف الضعيف !. قال العماد الأصفهاني: وبلغ
سعر القمح عن كل إردب الكيل المصري
خمسة دنانير. واستقر القاع في سنة سبع
وتسعين على ذراعين، وبلغ غايته خمسة عشر
ذراعاً ونصف ذراع. فعدم الناس القوت، وأكل
بعضهم بعضاً، وأكلوا أولادهم والميتة.
وخرج خلقٌ كثير من الديار المصرية إلى
الشام والسواحل.
وحكى ابن جلب راغبٍ في تاريخ مصر: أنه نودي
على دجاجة، تزويد فيها إلى أن بلغت
ألف درهم ورقاً. وبيعت بطيخة بفرس. قال:
وكانت الدجاجة تباع بالأوقية. وحكى -
أيضاً - أن بعض الناس سمع صياح امرأة، تفتر
ثم تعاود الأنين والصراخ ! فتتبع الصوت،
حتى انتهى به إلى منزل وفيه امرأة سمينة
ملقاة، وشاب يقطع من لحم فخذها. فلما رأتهم
قالت: لا تعارضوه فإنه ابني، وأنا قلت له
يقطع من لحمي، ويأكل ويطعمني، مما آلمنا
من الجوع
ولم يسمع بمثل هذا.
وفاة القاضي الفاضل
وشيء من أخباره
هو القاضي الفاضل الأسعد محي الدين، أبو
علي عبد الرحيم، بن القاضي الأشرف أبي
الحسين علي بن الحسن، بن الحسين بن أحمد،
بن الفرج بن أحمد، اللخمي - الكاتب.
كانت وفاته فجأة في ليلة الأربعاء،
السابع من شهر ربيع الآخر، سنة ست وتسعين
وخمسمائة. ومولده بعسقلان في خامس عشر
جمادى الآخرة، سنة تسع وعشرين
وخمسمائة.
وكان أبوه قاضي عسقلان، وصاحب ديوانها.
ونسبته إلى بيسان نسبة انتقال. وذلك أن
قاضي عسقلان كان قاضي البلاد الشمالية من
ساحل الشام، وبيسان في ولايته. وكان إذا
خرج إليها قاضٍ لحقه من الوخم ما يوجب
مرضه، ومنهم من يموت. فقرر قاضي عسقلان
على الشهود أن يخرج كل واحد منهم إلى
بيسان ثلاثة أشهر، ويعود، ويخرج غيره.
فجاءت
النوبة لحد القاضي الفاضل، فمضى إليها
وصح بها جسمه. فاختار الإقامة بها. فأجيب
إلى ذلك وعمر بها أملاكاً، فعرف
بالبيساني.
ثم تقلبت بوالد القاضي الأحوال إلى أن ولي
القضاء بعسقلان، والنظر في أموالها. وبقي
إلى زمن الظافر، فدخل إلى مصر لمحاققة
واليها بسبب كندٍ كبيرٍ، من الفرنج كان
الوالي
داجى عليه وأطلقه. فانتصر بعض الأمراء
للوالي ونصروه، فخانق الأسعد. وصودر، ووقع
التحامل عيه، إلى أن لم يبق له شيء.
وخرج ولده الفاضل إلى ثغر الإسكندرية،
واجتمع بابن حديد - القاضي والناظر بها -
وعرفه بوالده فعرفه بالسمعة، فاستكتبه
ابن حديد، وأطلق له معلوماً. وبقيت كتبه
ترد إلى
مجلس الخلافة بخط الفاضل وهي مشحونةٌ
بالبلاغة. فكشف عن ذلك ابن الخلال
والجليس بن الحباب - وكانا في ديوان
المكاتبات - فحسداه على فضيلته، وعلما أنه
يتقدم،
فقالا للظافر عنه: انه قصر في المكاتبة.
وكان صاحب ديوان المجلس - الأثير بن بنان -
يحكى أنه دخل على الظافر، فأمره أن
يكتب لابن حديد بقطع يد كاتبه، بسبب أنه
جعل بين السطرين الأولين مقدار شبر، وهذا
سوء أدب، فقال الأثير للظافر: يا أمير
المؤمنين، تأمر بإحضار الكتب، فأحضرت.
فلما
قرأها الأثير علم فضل الفاضل، فقال له:

/ 96